logo
مع تفاقم المجاعة ونقص الدواء في غزة.. النقابات المهنية حاضرة لدعم الفلسطينيين

مع تفاقم المجاعة ونقص الدواء في غزة.. النقابات المهنية حاضرة لدعم الفلسطينيين

الغدمنذ 3 أيام
محمد الكيالي
اضافة اعلان
في ظل تفاقم المأساة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل، تبرز المجاعة المفروضة كأحد أشد أوجه هذه الكارثة إيلاما، إذ تُستخدم كسلاح إضافي لتركيع المدنيين وتجويعهم في خرق صارخ لكل المواثيق الإنسانية.صوت الأردن وعبر فعالياته الرسمية والنقابية والشعبية، لم يخفت بتقديم المساعدات الإغاثية وغيرها للأشقاء في غزة، التي لم تغب يوما منذ بدء العدوان الهمجي على القطاع، سواء عبر التغطية الإعلامية وفضح ممارسات الاحتلال المختلفة أو عبر إرسال المساعدات والتبرعات الطبية والإنسانية والغذائية وغيرها.جريمة متعددة الأبعادوفي هذا السياق، شدد نقيب الصحفيين الزميل طارق المومني على أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة متعددة الأبعاد تتجلى فيها المجاعة كأداة قمع ممنهجة تستهدف أكثر من 2 مليون إنسان معظمهم من الأطفال والنساء.وأكد أن حجم الكارثة لم يعد خفيا على أحد، وأن مسؤولية مواجهتها لا تقع على عاتق الحكومات وحدها بل تشمل جميع المؤسسات المجتمعية، وفي طليعتها النقابات المهنية.وقال إن نقابة الصحفيين إلى جانب مسؤولياتها المهنية والأخلاقية، مطالبة اليوم بتكثيف دورها في نقل الحقيقة للعالم وتسليط الضوء على الجريمة البشعة المتمثلة في حصار وتجويع سكان القطاع والدفع باتجاه تحرك دولي فوري لإيقاف هذه المجازر البطيئة بحق شعب أعزل.ودعا المومني وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية إلى تغطية الأوضاع المأساوية في غزة بكثافة مع التركيز على مظاهر المجاعة ونفاد الغذاء والدواء وفضح سياسات التجويع التي تمارس بحق المدنيين.كما طالب الزميلات والزملاء الصحفيين بالمبادرة للتبرع وفق إمكاناتهم والمساهمة في حملات الدعم الإغاثي في موقف تضامني يعكس عمق الانتماء العربي والإنساني.وفي إطار تنسيق الجهود، أوضح أن النقابة ستتواصل مع اتحاد الصحفيين العرب والنقابات والاتحادات الإعلامية في الدول العربية لتحشيد موقف مهني وأخلاقي موحد، إلى جانب التواصل مع الاتحاد الدولي للصحفيين لدفع المؤسسات الإعلامية العالمية نحو تحمل مسؤولياتها.وأكد المومني أن هذه المبادرات تمثل الحد الأدنى من الواجب تجاه شعب يعاني الحصار والموت جوعا، مشيرا إلى أن الصمت في وجه المجاعة جريمة بحد ذاته وأن الواجب الإعلامي اليوم يتجاوز التغطية إلى المساهمة الفعلية في وقف هذه الإبادة الصامتة.من جهته أكد نقيب المهندسين م. عبدالله غوشة، إن الوقوف إلى جانب الأشقاء في قطاع غزة في ظل الظروف الراهنة يعد واجبا وطنيا وأخلاقيا يجب أن يلتزم به كل مواطن شريف، مشيرا إلى أن النقابات المهنية، وفي مقدمتها نقابة المهندسين، تمثل جزءا أصيلا من منظومة العمل الوطني والمجتمعي في المملكة.وقال غوشة إن نقابة المهندسين اتخذت قرارا بإطلاق حملة تبرعات لصالح الأشقاء في غزة استجابة للواجب الإنساني وتفاعلا مع النداء الذي أطلقه جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة تقديم الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة.وأوضح أن النقابة شرعت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث تم إرسال كتب رسمية إلى الجهات المعنية للحصول على الموافقات المطلوبة، تمهيدا لتنفيذ الحملة عبر الهيئة الخيرية الهاشمية التي تعد الجهة المخولة لإيصال المساعدات الإنسانية.وشدد نقيب المهندسين على أن هذه المبادرة ليست جديدة على الأردن، الذي كان على الدوام في طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية ولأبناء الشعب الفلسطيني في كل الأوقات، مؤكدا أن هذه الرسالة الإنسانية والوطنية تعبر عن عمق الانتماء القومي والواجب الأخلاقي الذي تحمله المملكة قيادة وشعبا.وأشار غوشة إلى أن النقابة كانت وما تزال حاضرة في كل جهد وطني وإنساني لدعم الشعب الفلسطيني، عبر برامج متعددة نفذتها في السنوات الماضية، مؤكدا أن دور النقابة لا يقتصر على الجوانب المهنية بل يشمل أيضا مسؤولية وطنية مستمرة تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.من ناحيته، أكد رئيس اللجنة الإعلامية في نقابة الأطباء د. حازم القرالة، إن النقابة كانت من أوائل الجهات التي بادرت بالتحرك عقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 حيث بدأت جهودها بشكل فوري بالتنسيق والتواصل مع الكوادر الطبية العاملة داخل مستشفيات القطاع.وأشار القرالة إلى أن العمل استند منذ البداية إلى فهم دقيق لاحتياجات القطاع الصحي في غزة، إذ تم جمع قوائم تفصيلية بالمعدات الطبية والأدوية والأجهزة المطلوبة وذلك بالتعاون المباشر مع الطواقم الطبية في الداخل، لضمان أن تكون المساعدات المرسلة نوعية وتلبي الحاجات الفعلية للمستشفيات.وأوضح أن النقابة نجحت خلال الأشهر الماضية في إرسال عدة دفعات من المساعدات الطبية النوعية التي شملت أدوات جراحية تستخدم في عمليات العظام، إضافة لمستلزمات لحالات البتر، وقد تم إيصال هذه المساعدات عبر معبر رفح عبر الهيئة الخيرية الهاشمية، كما شاركت القوات المسلحة الأردنية في إيصال جزء منها عبر عمليات الإنزال الجوي.ولم تقتصر المساعدات على الجانب الطبي فحسب، بل شملت أيضا إرسال شحنات غذائية متنوعة تضمنت مواد أساسية مثل الأرز والحليب إلى جانب وجبات غذائية خصصت للكوادر الطبية في المستشفيات، وتم تسييرها على أكثر من مرحلة بالتعاون مع إدارات المراكز والمستشفيات في القطاع.وبين القرالة أن القيمة الإجمالية للمساعدات التي قدمتها نقابة الأطباء حتى الآن تجاوزت 750 ألف دينار أردني، وهو رقم يعكس التزام النقابة واستمراريتها في دعم القطاع الصحي في غزة، رغم التحديات اللوجستية والمعيقات الميدانية.وفي جانب آخر من الدعم، أرسلت النقابة كوادر طبية من أطبائها إلى قطاع غزة، حيث تولت هذه الفرق تغطية معظم مستشفيات القطاع، وشاركت بشكل مباشر في تقديم الرعاية الطبية، ضمن تنسيق مستمر مع منظمات دولية تيسر دخول هذه الوفود إلى غزة.وقد تواصل هذا العمل بنظام الأفواج، حيث تتناوب الفرق الطبية الأردنية على تقديم الخدمات الصحية والمساعدة في تخفيف الضغط عن زملائهم الفلسطينيين.وأكد القرالة أن هذه الجهود ليست طارئة، بل تمثل نهجا مؤسسيا تسعى النقابة إلى تطويره وتوسيعه، مشيرا إلى العمل الجاري على إعداد حلول مالية تضمن استدامة وتوسيع الدعم الصحي الموجه إلى القطاع خصوصا في ظل الحاجة الملحة للحفاظ على استمرارية العمل داخل المستشفيات، وتحديدا في أقسام الطوارئ وغرف العمليات التي تشكل العمود الفقري للرعاية الطبية في أوقات الأزمات.وشدد على أن النقابة ملتزمة بمواصلة هذا النهج الإنساني، وأن ما تم تقديمه حتى الآن ليس سوى خطوة ضمن مسار طويل من الدعم المتواصل للقطاع الطبي في غزة، بهدف إحداث فارق فعلي في حياة المرضى، والحفاظ على جاهزية المؤسسات الصحية في ظل الظروف القاسية التي يواجهها القطاع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بروفة" غزة.. ويل لمن يرفض!
"بروفة" غزة.. ويل لمن يرفض!

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

"بروفة" غزة.. ويل لمن يرفض!

اضافة اعلان بعد نحو عشرين شهرًا من حرب قلبت الموازين، وبدلت معاني الاشتباك، لم تعد غزة مُجرد مدينة مُحاصرة أو شريطًا ضيقًا على البحر الأبيض، بل تحولت إلى مرآة دامية تكشف حقيقة مُخيفة، مفادها أن المشروع الصهيوني لم يكن يومًا عشوائيًا، بل مرسومًا بخطوات محسوبة، وأن أي مُحاولة للخروج عن هذا الخط المرسوم، يُقابلها سحق شامل، لا يستثني بشرًا ولا شجرًا ولا حجرًا.كارثة إنسانية عزّ نظيرها، وسط تدمير لا يتوقف، وتجويع لا يخفى، وتواطؤ غربي فاضح، يُقابله صمت عربي مُريب نجحت المُقاومة في نسف واحدة من أعتى الروايات العسكرية في المنطقة، رواية الجيش الذي لا يُقهر، لكنها في الوقت ذاته أماطت اللثام عن خطة صهيوأميركية أبعد من مجرد حرب، وأعمق من رد فعل عسكري.. فما يحدث في غزة، ليس فقط صراع بقاء، بل عرض حيّ لتكلفة التمرد في هذا الزمن.لم يعد النقاش حول من انتصر ومن انهزم، بل بات السؤال الأهم، هل تحولت غزة إلى أيقونة يقتدي بها كل من يرفض الخنوع أم إلى لافتة تحذيرية لمن يجرؤ على المُقاومة؟.في المشهد أكثر من وجه، وأكثر من طبقة، أولًا: تحطيم الأسطورة العسكرية، لم يكن دون ثمن باهظ، فالخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي غير مسبوقة وفقًا للمعايير العسكرية الحديثة، ومع ذلك فإن حجم الدمار الذي تعرض له الفلسطينيون، يجعلنا نتساءل بمرارة ما جدوى الانتصار المعنوي إن كان ثمنه محو شعب من الوجود في مواجهة غير مُتكافئة، حيث لا سقف للدمار ولا خطوط حمراء.ثانيًا: التواطؤ الدولي بات مكشوفًا، فلم تعد الدول الكُبرى تكتفي بالصمت أو الحياد، بل دخلت الحرب أو العدوان الهمجي الوحشي، شريكًا كاملًا بالسلاح والدعم السياسي والقانوني.. وما يُسمى بالقانون الدولي بدا أداة مرنة في يد الأقوياء، يُطوع لخدمتهم، بينما تُترك الضحايا للعراء، وتُدان لأنها قاومت.أما بعض الأنظمة العربية فاختارت أن ترى في انتصار غزة تهديدًا لها، لا نصرًا لقضية عادلة، وحتى الشارع العربي أصابه الملل مُبكرًا، وبدا خائفًا من كلمته، أكثر من خوفه من الاحتلال.ثالثًا: غزة لم تعد رقعة سجينة، بل تحولت إلى رسالة صريحة، مفادها أن من يخرج عن النص سيُكسر، ما يجري هو تطبيق مُحدث لفكرة الحل النهائي، لا يقتصر على التهجير أو الهدم، بل يشمل أيضًا تفريغ الأرض من الحياة، وجعل البقاء خيارًا غير مُمكن.. وهذه الرسالة لا تتوجه فقط للفلسطينيين، بل تصل إلى كُل عاصمة تُفكر في رفع رأسها، أو إعادة ترتيب تحالفاتها خارج الرؤية الإسرائيلية، أو بمعنى أدق الصهيوأميركية.أما الخاتمة فهي أن غزة اليوم تُقدم درسًا لا تنقصه القسوة، لكنها أيضًا لا تفتقر إلى الصدق، لقد أكدت أن المُقاومة مُمكنة، وأن كسر شوكة المُحتل ليس مُستحيلًا، إلا أنها في الوقت نفسه وضعتنا أمام حقيقة مُرة، وهي أن ثمن الحُرية باهظ، وأن هذا العالم لا يمنح الشعوب حقوقها، إن لم تنتزعها بدمها وصبرها وإصرارها.لن تُحسم معركة غزة في دهاليز السياسة، ولا على طاولات المُفاوضات، بل في ضمير الشعوب، وفي مدى استعدادها لاختيار الصمود على حساب الراحة والكرامة.. والوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن الصمت لم يعد خيارًا بلا ثمن.. ويبقى الخوف أن يكون ما يحدث في غزة هو «بروفة» لمُدن أو دول أُخرى.

مؤتمر حل الدولتين في مواجهة نهج "القوة هي الحق" الإسرائيلي
مؤتمر حل الدولتين في مواجهة نهج "القوة هي الحق" الإسرائيلي

الغد

timeمنذ 3 ساعات

  • الغد

مؤتمر حل الدولتين في مواجهة نهج "القوة هي الحق" الإسرائيلي

اضافة اعلان تناولت في مقال سابق غضب فرنسا من السلوك الإسرائيلي العدواني، ومخططاتها الرامية لتغيير قواعد القوة في المنطقة، مما قد يضعف النفوذ الفرنسي، لذلك شهدنا تحركا فرنسيا عالي السوية غايته عرقلة المشروع الإسرائيلي وإيقافه ومنعه من التمدد، أخذ التحرك الفرنسي منحيين الأول سوري برفض تقسيم سورية، والثاني فلسطيني، تجسد بإعلان النية للاعتراف بدولة فلسطين، والعودة للقرارات الدولية كان عنوان التحرك الفرنسي، هذا الزخم الفرنسي لم يواجه بمعارضة بريطانية ألمانية، مما يعني أن الثقل الأوروبي بات أقل حماسة لتبني وجهة النظر الإسرائيلية، التي ترى أن حل الدولتين فاته القطار.على الجانب الآخر كان هناك فيض من الغضب العربي، يتوسع ويتعمّق بسبب ما تقوم به إسرائيل في غزة من تدمير وتجويع وقتل، دون اكتراث بأي قانون دولي أو إنساني، هذا الغضب بدا جلياً بالنسبة للمملكة العربية السعودية والتي وضعت ثقلها الخليجي والعربي والإسلامي، باعتبارها دولة قيادية في هذا الفضاء بالإضافة إلى ثقلها الدولي، في ميزان سلام مع اسرائيل مقابل دولة فلسطينية كاملة السيادة، غير أن التغاضي الأميركي عن هذا المطلب السعودي والتفاوض دونه بكثير، والرد الإسرائيلي غير المحترم على دولة لها ثقلها ووزنها السياسي والاقتصادي، فضلاً عن جرائمها في غزة، أغضب السعودية وجعلها تخطط مع حلفائها العرب والدوليين لقلب الطاولة.لقد التقى الطموح السعودي فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية مع الغضب من إسرائيل وسلوك الولايات المتحدة، مع غضب فرنسي من تهميش دورها الإقليمي، وتجاوز إسرائيل حدود المسموح تجاه دولة بحجم فرنسا، فضلاً عن الغضب من منح ترامب لإسرائيل عباءة القوة الأميركية، واعتبارها الوكيل الأميركي في المنطقة، كما التقت خشية الدولتين من أن تصبح إسرائيل هي التي تقرر مستقبل المنطقة، هذا التقاطع ولد رغبة قوية حركت السعودية وفرنسا للإسراع في تدارك الموقف قبل أن يذهب بعيداً، وتتمكن إسرائيل من فرض أجندتها على الجميع، ولما لفرنسا من ثقل دولي وما للسعودية من ثقل سياسي واقتصادي، تحرك الطرفان فرنسا، مدعومة بعدم معارضة بريطانية ألمانية، والسعودية مدعومة بموقف ملفت من الأردن ومصر واللذين سارا معها كتفاً بكتف.عُقد المؤتمر متكئاً على مبادئ أساسية تشاركت بها كل الأطراف، أول هذه المبادئ أن الولايات تخلت عن التزاماتها السابقة تجاه القضية الفلسطينية، وتحولت إلى شريك كامل لإسرائيل، وثانيها؛ رفض إقصاء الأطراف الإقليمية الكبرى مثل السعودية ومصر والأردن، والدولية كفرنسا المعتدة بقوتها والرافضة لاختصار دورها على هامش المبادرات الأميركية، لكن أبرز ما ميز المؤتمر هو الرفض غير المسبوق للمبدأ الإسرائيلي القائل بأن «القوة هي الحق»، ولذلك وضع المؤتمر بنداً أساسياً في مواجهة هذا التصور الإسرائيلي، وهو إعادة وضع القضية الفلسطينية في إطارها القانوني الأصلي، وكان رهان المؤتمر الأول والإستراتيجي هو تعبئة المجتمع الدولي ككتلة ضاغطة مضادة للهيمنة الأميركية.نحن إذاً بعد هذا المؤتمر، أمام صراع بين منطقين، منطق تسعى فيه الولايات المتحدة لإعادة تدوير إسرائيل برغم كل جرائمها، بلغة جديدة تستند إلى إعادة فرض الحقائق بالقوة، ومنطق آخر هو منطق الشرعية الدولية الذي يتمسك به العرب وأوروبا ودول أخرى، بالتالي فإن المؤتمر لم يكن استجابة لحالة الغضب وحدها، بل جاء كتتويج لمسار تراكم فيه الشعور الإقليمي، بأن أميركا لم تعد حليفاً ضامناً بل أصبحت خصماً لطموحات السلام الذي تنشده المنطقة، لذلك تمكنت السعودية ودول المنطقة من استثمار المخزون الدبلوماسي المتراكم لفرنسا، ودفعها لتستعيد دورها كقوة وكوسيط مستقل لا تديره أي قوة أخرى.ما جرى في نيويورك في مؤتمر حل الدولتين ليس النهاية، بل بداية لمسار دبلوماسي جديد، يعيد تعريف من هو صاحب الحق في تحديد مستقبل القضية الفلسطينية، ورفض الجميع في هذا المؤتمر أن تبقى هذه القضية رهينة للمزاج السياسي في واشنطن أو حسابات إسرائيل إستراتيجية كانت أو داخلية، كما أن التقاء الكلمة بين السعودية وحلفائها العرب مع فرنسا، على قاعدة القانون، لا القوة المجردة يمنح الأمل بإمكانية كسر الحلقة المفرغة من التفاوض العبثي، ويمنح الفلسطينيين والعالم فرصة لتصحيح البوصلة؛ من منطق التفاوض تحت قوة الرصاص والصواريخ، إلى منطق الحلول القائمة على الحق والعدالة والكرامة الإنسانية.لا شك أن هذا الزخم الإقليمي والدولي سيواجه بمعارضة أميركية في الجمعية العامة ومجلس الأمن، لكنه دون شك سيضع الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة تيار دولي جارف، يحُدّ من قدرتهما على المناورة والاستئثار بالقضية الفلسطينية وحلولها، ويضع حدوداً للمدى الذي يمكنهما الذهاب إليه في تغيير واقع المنطقة وفق منهج «القوة هي الحق».

إيطاليا: 72 سياسيا يوقعون عريضة تدعو الحكومة للاعتراف بدولة فلسطين
إيطاليا: 72 سياسيا يوقعون عريضة تدعو الحكومة للاعتراف بدولة فلسطين

الرأي

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي

إيطاليا: 72 سياسيا يوقعون عريضة تدعو الحكومة للاعتراف بدولة فلسطين

وقع أكثر من 52 ألف شخص على عريضة نشرت عبر موقع " تدعو الحكومة الإيطالية إلى الاعتراف بدولة فلسطين، عقب الرسالة المفتوحة التي وجهها في 27 تموز الماضي أكثر من 72 سفيرا إيطاليا سابقين إلى رئيسة الوزراء جورجا ميلوني. ووفقا لـ (آكي نيوز)، قال مروج الفكرة والمدير السابق للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الإيطالية، السفير باسكوالي فيرارا، في تصريح: "لن نتوقف حتى انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة في أيلول"، متوقعا أن تعلن فرنسا والمملكة المتحدة وكندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأشار إلى أنهم سيواصلون الدعوة إلى اتخاذ التدابير الثلاثة التي "تشكل جوهر ندائهم"، والتي تتضمن تعليق أي علاقة تعاون في القطاع العسكري والدفاعي مع إسرائيل، ودعم أي مبادرة على مستوى الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى الوطني تتضمن فرض عقوبات فردية على وزراء إسرائيليين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، والالتزام بالإجماع الأوروبي بتعليق مؤقت لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store