
نجحت القمة.. فماذا بعد ذلك؟
الهدف الجوهرى للخطة المصرية التى صارت معتمدة الآن عربيا هو إعادة إعمار غزة من دون تهجير سكانها ردا على مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى 29 يناير الماضى.
كل كلمات الملوك والرؤساء العرب خلال القمة رفضت التهجير وأيدت الخطة المصرية، وكذلك كلمات ممثلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى والمؤتمر الإسلامى، وبالتالى يحق لنا أن نطلق على هذه الخطة أنها صارت تحظى بتأييد إقليمى ودولى.
وكما كان متوقعا أيضا، فإن من يعارض هذه الخطة فقط هى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومجموعة من غلاة الصهاينة المحيطين بالرئيس الأمريكى.
الخطة تتكلف 53 مليار دولار على مدار خمس سنوات، وتنقسم إلى ثلاث مراحل الأولى مدتها ستة شهور وتكلفتها ثلاثة مليارات دولار بإنشاء وحدات سكنية مؤقتة موزعة على 7 مواقع تستوعب 1٫5 مليون شخص وإزالة الركام والأنقاض وتوفير 200 ألف وحدة سكنية مؤقتة تستوعب 1٫2 مليون شخص وترميم 60 ألف وحدة سكنية متضررة جزئيا تستوعب 360 ألف شخص.
هذه المرحلة تسمى التعافى المبكر. وبعدها تبدأ عملية إعادة الإعمار على مرحلتين مدتها 4 سنوات ونصف، الأولى لمدة عامين وتتكلف 20 مليار دولار لبناء 200 ألف وحدة واستصلاح 20 ألف فدان من الأراضى الزراعية وإنشاء البنية التحتية، والمرحلة الأخرى مدتها عامان ونصف العام بتكلفة 30 مليار دولار لاستكمال مشاريع البنية التحتية وبناء 200 ألف وحدة سكنية أخرى ليصل إجمالى الوحدات السكنية إلى 460 ألف وحدة تستوعب 3 ملايين شخص وتشمل إنشاء منطقة صناعية على مساحة ٢٠ فدانا وميناء للصيادين وميناء تجارى ومطار غزة وتطوير طريق الكورنيش.
وبالطبع فإن هذه الخطة التى اعتمدت على تقديرات ودراسات مصرية وعربية وأممية لا يمكن تنفيذها إلا فى إطار تصور وأفق لحل سياسى لأصل المشكلة وهو الاحتلال الإسرائيلى. إسرائيل سارعت إلى رفض الخطة كما كان متوقعا، وهى تتمنى أن يتم تنفيذ مقترح ترامب العجيب بتهجير سكان غزة للأبد ومن دون عودة، وإدارة ترامب، وبعد أن تحدثت عن تحويل القطاع إلى «ريفيرا الشرق الأوسط»، تراجعت تكتيكيا وقالت إنها كانت مجرد توصية، لكن الناطق باسم البيت الأبيض بريان هيوز قال صباح أمس إن الخطة العربية لا تتعامل مع الواقع المتمثل فى أن قطاع غزة لا يصلح للحياة، وأن ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء غزة. لكن الجزء المهم فى كلام المتحدث هو أن الولايات المتحدة تتطلع إلى مزيد من المحادثات حول هذه القضية».
أتصور أن الخطة المصرية العربية لا تتحدث فقط عن بناء وحدات سكنية وبنية تحتية، بل هى أيضا تدرك أهمية وجود رؤية عربية لكيفية إدارة قطاع غزة فى اليوم التالى، وهناك توافق عربى كامل تقريبا على ضرورة عدم وجود حركة حماس فى صدارة المشهد السياسى، وهو الأمر الذى تقبله الحركة، لكن إسرائيل وأمريكا تصران على ضرورة تجريد الحركة وسائر حركات المقاومة من السلاح وهو الأمر المرفوض من غالبية الدول العربية إلا فى إطار موافقة إسرائيل على إقامة الدولة الفلسطينية.
الخطة العربية تتضمن أيضا إصلاحات مهمة فى السلطة الفلسطينية، وتحدثت عن وجود هيئة لحكم وإدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة حتى يتم التوصل لاتفاق سياسى.
إذن جوهر الأمر الآن يتمثل فى ضرورة إقناع الدول العربية للولايات المتحدة بالخطة المعتمدة رسميا، حتى تقوم إدارة ترامب باقناع أو إجبار إسرائيل بها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
جامعة هارفرد تخطط لإنشاء مركز أبحاث محافظ وسط توتر مع إدارة ترامب
صراحة نيوز- تدرس جامعة هارفرد إنشاء مركز أبحاث محافظ يهدف إلى تقديم منح دراسية للباحثين والأبحاث ذات التوجه المحافظ، بتكلفة تتراوح بين 500 مليون ومليار دولار. تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تتهم الجامعة بـ'معاداة السامية' وكونها ليبرالية للغاية، حسب ما نقلته صحيفة 'نيويورك بوست' الأمريكية. بدأت الأزمة بعد تولي ترامب ولايته الثانية، حيث أشارت تقارير وزارة الصحة والخدمات الإنسانية إلى تعرض طلاب يهود لمضايقات وبصق، ما أثار مخاوف بشأن سلامتهم الجسدية. ورداً على ذلك، هددت الإدارة في رسالة رسمية بتاريخ 30 يونيو بسحب نحو 3.3 مليار دولار من التمويل الفيدرالي إذا لم تتخذ الجامعة إجراءات عاجلة. كما فرضت إدارة ترامب حظراً مؤقتاً على دخول الطلاب الدوليين للدراسة في هارفرد لمدة ستة أشهر، وهو قرار أوقفه لاحقاً قاضٍ فيدرالي. من جهتها، رفعت الجامعة دعوى قضائية ضد الحكومة بسبب تجميد منح بقيمة 2.2 مليار دولار، ومن المقرر عقد جلسة استماع في أغسطس. رئيس الجامعة، آلان غاربر، أقر بوجود مشكلتين رئيسيتين هما غياب الأصوات المحافظة والخوف من التعبير عن الآراء غير الشعبية، لكنه شدد على تمسك الجامعة باستقلاليتها الأكاديمية ومنهجها الدراسي وحرية اختيار أعضاء هيئة التدريس والطلاب. وفي سياق المفاوضات مع الإدارة، قالت وزيرة التعليم ليندا مكماهون إن المباحثات 'تتقدم بجدية' نحو اتفاق وشيك، رغم رفض الإدارة مقترحاً أولياً من هارفرد، مؤكدة من جانبها أن إنشاء المركز الجديد لا يعد ورقة مساومة في هذه المحادثات.

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
البنتاجون يعترف بإصابة قاعدة "العديد" بصاروخ إيراني .. وخامنئي: حدث كبير
سرايا - اعترفت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أمس الجمعة، بسقوط صاروخ باليستي إيراني من أصل 14 صاروخاً، على قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، خلال الهجوم الذي وقع في يونيو الماضي، فيما اعتبر المرشد الإيراني علي خامئني، أن هذا الهجوم "حدث كبير ويمكن تكراره". وقال المتحدث باسم "البنتاجون" شون بارنيل في بيان، إن الصاروخ "تسبب بأضرار طفيفة للمعدات والهياكل في القاعدة"، موضحاً أن "قاعدة العديد الجوية لا تزال تعمل بكامل طاقتها، وقادرة على أداء مهمتها، بالتعاون مع شركائنا القطريين، من أجل توفير الأمن والاستقرار في المنطقة". وعقب هذا البيان، قال المرشد الإيراني علي خامئني على منصة "إكس"، إن إيران"وجهت صفعة قوية لأميركا، إذ شنت هجوماً على إحدى أهم قواعدها في المنطقة، وهي قاعدة العديد، وألحقت بها أضراراً"، معتبراً أن بلاده "تمكنت من الوصول إلى مراكز حساسة تابعة للولايات المتحدة في المنطقة، وتستهدفها متى رأت ذلك مناسباً"، وأن ذلك "ليس بالأمر الهين، بل هو حدث كبير ويمكن تكراره". صور تُظهر أضراراً بقاعدة "العديد" وجاء هذا البيان عقب نشر وكالة "أسوشيتد برس" صور أقمار اصطناعية تُظهر الأضرار التي لحقت بقاعدة "العديد". وتُظهر صور شركة Planet Labs PBC، أن قبة تتوسط القاعدة، كانت موجودة صباح 23 يونيو الماضي، قبل ساعات من تنفيذ إيران للهجوم. أما الصور التي التُقطت في 25 يونيو وفي الأيام التي تلتها، تُظهر اختفاء القبة بالكامل، مع ظهور بعض الأضرار في مبنى قريب، فيما بدا أن باقي أجزاء القاعدة لم تتأثر. وكانت القوات الجوية الأميركية العاملة في قاعدة "العديد"، أعلنت عام 2016 عن تركيب هذه القبة التي تبلغ تكلفتها 15 مليون دولار. قالت قطر إنها تحتفظ بحق الرد على الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، مشيراً إلى أن العلاقات مع إيران"قوية"، لكن الهجوم يستدعي "جلسة صادقة". وكانت قناة "إيران إنترناشونال" ومقرها لندن، أول من تحدث عن هذه الأضرار، مستنداً إلى صور أخرى بالأقمار الاصطناعية. وتم تنفيذ الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد" الجوية، الواقعة خارج العاصمة القطرية الدوحة، في 23 يونيو، رداً على الضربات الأميركية التي استهدفت 3 منشآت نووية في إيران. وعقب الهجوم على "العديد"، أعلن الرئيس الأميركي عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما أنهى الحرب التي دامت 12 يوماً وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الأضرار المحدودة، لم يُحدث الهجوم تأثيراً كبيراً، ويُعزى ذلك إلى إخلاء الولايات المتحدة طائراتها من القاعدة، التي تضم مقر للقيادة المركزية الأميركية، قبل الضربة. وذكر ترمب، أن إيران أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بموعد الهجوم وطبيعته، ما سمح للقوات الأميركية والقطرية بالاستعداد، وهو ما أدى إلى تعطيل مؤقت لحركة الطيران في الشرق الأوسط، دون أن يتحول الهجوم إلى حرب إقليمية شاملة. ووصف الرئيس الأميركي الهجوم الإيراني، بأنه "رد ضعيف للغاية"، مضيفاً أن طهران أطلقت 14 صاروخاً، تم اعتراض 13 منها، بينما "تُرك" صاروخاً واحداً بسبب أنه كان متجهاً في مسار "غير مهدد"، وفق قوله. وكتب ترمب على منصة "تروث سوشيال": "أشكر إيران على إشعارها المبكر، مما مكّننا من تفادي الخسائر في الأرواح أو الإصابات". أفادت "نيويورك تايمز"، نقلاً 3 مسؤولين إيرانيين، بأن إيران نسقت الهجمات التي استهدفت قاعدة "العديد" الأميركية في قطر مع مسؤولين قطريين. لكن في المقابل، زعم الحرس الثوري الإيراني، أن القاعدة كانت هدفاً "لهجوم صاروخي قوي ومدمر"، فيما أشار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى أن القاعدة "سُحقت"، دون أن يقدم تقييماً دقيقاً لحجم الأضرار. وفيما قد يكون إشارة إلى معرفته بإصابة القبة، قال أحمد علم الهدى، رجل الدين المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، إن الهجوم "فصل الاتصالات" عن القاعدة. وأضاف: "تم تدمير جميع معدات القاعدة بالكامل، وتم قطع الاتصال، وسلسلة القيادة الأميركية من قاعدة العديد إلى باقي قواعدها العسكرية"، وفق زعمه.


سواليف احمد الزعبي
منذ 2 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
'سأقصف موسكو وأرسلها إلى الجحيم': توقيت تهديد ترامب ليس عفويا
#سواليف عن محاولات إعادة #ترامب إلى سكة العداء مع #موسكو، كتب دميتري بوبوف، في 'موسكوفسكي كومسوموليتس': يبذلون قصارى جهدهم لإبعاد دونالد ترامب عن موسكو، أو بالأحرى، تصوير الوضع بطريقة تُظهر أن الرئيس الأمريكي لا يأخذ #الكرملين بالحسبان. في البداية، حاولوا إقناعه بأن منارة الديمقراطية يجب أن تكون إلى جانب قيم 'العالم المتحضر' الليبرالية، وأن #روسيا إمبراطورية الشر. لكن ذلك لم يُفلح. وعليه، سُرّبت المعلومات 'الصحيحة'. انظروا، يقولون: ترامب يهدد بقصف موسكو 'وإرسالها إلى الجحيم' (وبكين أيضًا). لماذا بدأوا بنشر التسجيلات القديمة الآن؟ لأنهم يحتاجون إلى خلفية تظهر أن ترامب مع الغرب، وليس مع موسكو. لأن واقع 'العالم المتحضر' مُحبِط. الرئيس الأمريكي يضغط على أوكرانيا ولا يضغط على روسيا. حتى استئناف إمدادات الأسلحة إلى كييف ليس سوى تكرار للوضع الراهن. أي أن المساعدات لن تتوقف فورًا، بل تدريجيًا، مع الانتهاء من عقود 'بايدن'. لم تُشر الإدارة الأمريكية الجديدة إلى أي مساعدات جديدة. من الواضح أن الغرب، في ظل هذه الظروف، يحتاج ببساطة إلى 'إعادة' ترامب إلى مواقفه المعادية لروسيا، على الأقل على المستوى الخطابي. فلا تظنوا أنه موالٍ لروسيا الآن، بل هو عدو، وإلى حدٍّ أكبر من ذلك، دجّال. إنه يُدرك تمامًا أن التعامل مع روسيا أكثر ربحية من التعامل مع أوكرانيا. وإذا احتاج إلى كلام فارغ من أجل صفقة، فسيقوله. ويمكن فهم ما سيحدث في الواقع في ظل هذه الخطابات من خلال المبدأ الأمريكي: تتبعوا المال'.