logo
نقابة مصرية تكرم شيرين بعد جدل حفلها في موازين

نقابة مصرية تكرم شيرين بعد جدل حفلها في موازين

أخبارنامنذ 4 أيام
في خطوة مثيرة للجدل، قررت نقابة المهن الموسيقية في مصر، برئاسة الفنان مصطفى كامل، تكريم الفنانة شيرين عبد الوهاب، عقب مشاركتها الأخيرة في اختتام مهرجان "موازين"، والتي تسببت في خيبة أمل كبيرة للجمهور المغربي.
الأخير أدى تذاكر وصلت قيمتها إلى 1500 درهم أملاً في الاستمتاع بصوت شيرين مباشرة، لكنه صُدم بأداء بلاي باك، مما دفع العديد من الحاضرين للاحتجاج والمطالبة بسماع صوتها الحقيقي، خاصة بعد تأخرها عن موعد الصعود إلى المنصة، وطلبها المتكرر لفترات استراحة خلال الحفل، في وقت بدت فيه غير مؤهلة بدنيا ونفسيا لتقديم عرض فني. وهو ما دفع البعض إلى القول إنه كان من الأجدر بها الاعتذار وعدم الصعود للمنصة من الأصل.
وفي بيان رسمي، أكد مصطفى كامل دعمه اللامشروط لشيرين، قائلاً: "زميلة وفنانة محترمة"، مشددا على أن "النقابة لا تتخلى عن أعضائها في الأوقات الصعبة، وتحرص على الوقوف إلى جانبهم، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بفنانة بحجم شيرين عبد الوهاب، التي تعد من أبرز الأصوات الغنائية في العالم العربي". وأضاف أن التكريم يأتي تقديراً لـ"مشوار فني راقٍ ومشرف" يمتد لأكثر من خمسة وعشرين سنة من العطاء الفني.
لكن هذا التكريم لم يُقابل بالإجماع، بل أثار استغراب فئة واسعة من المتابعين، خصوصاً أن شيرين كانت قد هددت باللجوء إلى القضاء بعد ما اعتبرته "حملة ممنهجة" تستهدفها، وقالت عبر محاميها إن ما تعرضت له من انتقادات يمس بكرامتها الفنية. كما عبرت عن شكرها للجمهور العربي الذي ساندها في محنتها، مؤكدة أن هذا التضامن "يبرهن على قوة الرابط بينها وبين جمهورها".
ومع ذلك، لا يزال السؤال مطروحاً: هل كان من المناسب تكريم فنانة قدمت أداءً غير مرضٍ في واحدة من أهم منصات الغناء في العالم العربي؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ابتداءً من 700 درهم.. مفروشات منزلية وأثاث عالي الجودة لدى Maisons du Maroc
ابتداءً من 700 درهم.. مفروشات منزلية وأثاث عالي الجودة لدى Maisons du Maroc

ناظور سيتي

timeمنذ 8 ساعات

  • ناظور سيتي

ابتداءً من 700 درهم.. مفروشات منزلية وأثاث عالي الجودة لدى Maisons du Maroc

مادة اشهارية في قلب مدينة الناظور، وتحديداً في حي المطار القريب من مسجد السنة، يقف متجر "Maisons du Maroc" عند السيد محمد التاقي كواحة للجمال والأصالة، حيث يقدم لزبائنه مجموعة متنوعة من المفروشات المغربية التي تجمع بين الروح التقليدية واللمسة العصرية. هذا المتجر ليس مجرد مكان لبيع الأثاث، بل هو فضاء للإبداع والأناقة، حيث يصبح كل قطعة حكاية تحكيها في منزلك. يتميز المتجر بتقديم تشكيلة واسعة من القطع التي تلبي جميع احتياجات المنزل، بدءاً من الصالونات المغربية المزخرفة بأناقة، مروراً بغرف النوم التي تلامس أحلامك، ووصولاً إلى غرف المعيشة التي تتنفس راحة وجمالاً. كما يضم المتجر خزائن مصممة بدقة، وطاولات تجمع بين المتانة والجمال، وأرائك وكراسي تخطف الأنظار، بالإضافة إلى ديكورات تضفي لمسة سحرية على كل ركن. لا يقتصر دور "Maisons du Maroc" على بيع القطع الفردية، بل يتعداه إلى تقديم خدمة متكاملة لتأثيث المنزل بالكامل، سواء كنت ترغب في تجهيز منزلك من الصفر أو تجديد أثاثك القديم. فريق العمل المتخصص يساعدك في اختيار ما يناسب ذوقك ومساحتك، لتحصل في النهاية على منزل يحمل بصمتك الخاصة. وإذا كنت من محبي التفاصيل التي تُحدث الفرق، فإن المتجر يقدم تشكيلة رائعة من المفروشات، مع عرض حصري على مفرش السرير يبدأ من سعر 700 درهم فقط. هذه الفرصة لا تعوض، خاصة عندما يتعلق الأمر بجودة عالية وأسعار تنافسية تجعل الفخامة في متناول الجميع. للاستفسار أو الحجز، يمكنك التواصل مباشرة عبر الهاتف أو الواتساب على الرقم: 00212661260750. وفي حال عدم تمكنك من الحضور شخصياً، يكفي رسالة على الواتساب لتحصل على خدمة سريعة ومخصصة. زوروا "Maisons du Maroc" واكتشفوا عالمًا من الأناقة والأصالة، حيث يتحول منزلك إلى لوحة فنية تعكس ذوقك الرفيع.

المشاريع السياحية بالحسيمة: وعود تُعانق السراب'
المشاريع السياحية بالحسيمة: وعود تُعانق السراب'

ألتبريس

timeمنذ 10 ساعات

  • ألتبريس

المشاريع السياحية بالحسيمة: وعود تُعانق السراب'

الغبزوري السكناوي كتبتُ يومًا أن مدينتي، كل شيء فيها يُباع بالتقسيط، إلا الأحلام فمصيرها مختلف، تُعرض بالجملة، تغلف في عبارات براقة، وتُوزع بسخاء في نشرات الأخبار، لا تاريخَ انتهاءٍ، ولا ضمان، أحلام تُنثر بكرم حاتمي، ثم تختفي كالماء في الرمل، ننام على مخطط، ونصحو على إعلان تأجيل، نصفّق لمشروع، ثم نُخذَل بمجسم ثلاثي الأبعاد، وكلما سألنا أين ذهب الحلم؟ أغرقونا بالصمت. الحسيمة، مدينة نقرأ مشاريعها كما نقرأ الشعر، بمتعة عابرة، ونسيان سريع. ما يُعلَن اليوم في لقاء مصقول، قد يُمحى غدًا بلا اعتذار، وما يُرسم في الخيال، نادرًا ما يجد له أساسًا في الواقع. ولأن المشاريع هنا تُدار بمنطق المزاج، فلا غرابة أن تولد بلا روح، وتموت بصمت قبل أن تُنطق. وبينما تستمر الوعود في التداول يبقى الواقع على حاله، شاهداً صامتاً على حلم لم يُكتب له أن يتحقق. الحسيمة لا تؤمن بالمشاريع العادية، ففي كل مرة يُعلَن فيها عن مبادرة جديدة، تتكرر العناوين ذاتها 'مشروع مهيكل'، 'برنامج مندمج'، 'رؤية استراتيجية'. تُعلّق اللافتات، تُلتقط الصور، يُذاع الخبر، ثم يُطوى الملف في أدراج النسيان. ويبقى الحلم معلّقًا كغيمة لا تمطر، فالمشاريع هنا لا ترى النور، بل تتلاشى كأطياف باهتة أو تتحوّل إلى نكتة حزينة. الحسيمة مدينة احترفت الانتظار، وتكتفي كل موسم سساحي بتجديد طلاء الأرصفة… كأن الزينة وحدها تكفي لتعويض الغياب. ونحن في عزّ الصيف، لا بد أن نستعيد أحلام السياحة، تلك المشاريع التي نُثرت يومًا من شاشات التلفزة، كوعود سياسي مغربي في موسم الانتخابات، فندق تحت الماء بشاطئ إسلي، جسر معلق، منطقة سياحية جديدة بشاطئ 'كلايريس' رؤية بعنوان 'مخطط التنمية السياحية لإقليم الحسيمة'، برنامج 'فضاء الاستقبال السياحي'، و'اتفاقية لتنمية السياحة القروية'، 'المخطط الأزرق' و'مخطط بلادي'، كلها أسماء لامعة كقوس قزح لكنها بلا مطر، خطط أنيقة على الورق، لا تلامس أرض الحسيمة إلا كظلّ عابر لا يترك أثرًا. لازلت أذكر حين كان عادل الدويري وزيرًا للسياحة ما بين (2002-2007)، اعتلى ذات يوم منصة مقر حزب الاستقلال بالمدينة، وأطلق من هناك مشروع 'كلايريس' السياحي، جعلنا نحلم بأن الحسيمة ستصير 'أكادير المتوسط'، بمنتجعات خمس نجوم، ميناء ترفيهي، مراكز استشفائية، ومرافق للغوص! نعم، أعلن عن إقامة منطقة سياحية جديدة، وعن خلق الآلاف من فرص الشغل، لكننا ما زلنا ننتظر حتى إشعارٍ غير مُعلن، المشروع اختفى كضيفٍ عابر في حلم انتخابي لم يُكتب له البقاء، وكعادتها ظلت 'كلايريس' صخر بلا عمران. مشروع 'كلايريس' كان حلمًا يمتد على مساحة 340 هكتارًا، بطاقة استيعابية تصل إلى 11,184 سريرًا، وكان من المنتظر أن يخلق نحو 3000 منصب شغل مباشر. بلغت ميزانيته نحو 6 مليارات درهم لإقامة سبعة فنادق فاخرة، مطاعم، ميناء ترفيهي، مركز غوص، مستشفى، ومراكز تجارية، وبناء مدرسة فندقية من طرف المستثمرين. لكن رغم كل ذلك، لم يتجاوز المشروع إعلان نوايا، فقد أُلغي دون أي تفسير رسمي، حلم تبخر في الهواء كصفحة بيضاء لم يكتب عليها سوى الوهم، ومع ذلك، تظل الحسيمة تترقب بلا جواب. الأحلام، كما يبدو، خُلقت خصيصًا لهذه المدينة، ففي يوم الأربعاء 4 يوليوز 2007، تقرر – بكل فخر- الإعلان عن استفادة المنطقة من 'مخطط بلادي'، ذاك البرنامج الذي وُصف بأنه رافعة جديدة للسياحة الموجهة للمغاربة. الحسيمة لم تكن على الهامش بل في صلب المخطط، منطقة سياحية موعودة، فنادق، مخيمات، وسعة إيوائية تضاهي المدن الكبرى. أرقام وُزعت بسخاء، وتصريحات تكدّست، وخرائط عُلّقت على الجدران، لكن كما في كل الأحلام التي سبقتها، لم تنزل 'بلادي' ضيفًا على المدينة إلا في نشرات الأخبار، أما الحسيمة فظلت مدينة تعيش على وعودٍ تُنسى بمجرد ما تُقال. حلم آخر سُرّب في ليالي المدينة سنة 2008 تحت اسم 'المركز الجهوي للسياحة'، قيل أنه سيعهد إليه تتفيذ مخطط التنمية السياحية للإقليم بقيمة 8.3 مليار درهم، وهو المخطط الذي كان يطمح – عبر ثلاث مشاريع مهيكلة- إلى رفع ليالي المبيت بحوالي 50 مرة، زيادة عدد السياح الوافدين على المنطقة بحوالي 13 مرة، ورفع الطاقة الإيوائية عشرين مرة. أرقام تبدو كأنها تُقرأ من كتب الفلك، بينما الواقع يصرّ على أن المدينة ما زالت تنتظر أن يتحقق شيء منها على الأرض. أتظنون أن الأحلام توقفت؟! حاشا لله، فهذه أرض الأورش المفتوحة منذ الأزل! ففي 7 يناير 2012، أُعلن عن برنامج 'فضاء الإستقبال السياحي' بالحسيمة، المعروف بـ PAT، والذي بشّر بخلق ثلاث مدارات سياحية، وثماني مآوي للإيواء، ومركز للإعلام البحري، لكن ما تلقّته الساكنة بعد الاستيقاظ، لم يكن سوى بناية في حي كَلابونيطا، ظلت مغلقة لسنوات، قبل أن تحوَّل في السنة الماضية إلى مقر للشرطة في إطار توسيع التغطية الأمنية وتنويع العرض الأمني، وهكذا يبقى الحلم وفيًّا لعادته القديمة: يُعلَن عنه في الضوء، ويُدفن في الصمت. وفي مسلسل الأحلام المتلاحقة، جاء يوم 20 شتنبر 2013، حيث اعتلى الوزير لحسن حداد منصة الإعلان، ليؤكد البشارة لأهل الحسيمة بتوقيع 'عقد البرنامج الجهوي للسياحة'، 37 مشروعًا وُعدت بها المنطقة، منها ثلاثة مهيكلة و34 تكميلية، والهدف المعلن: تنشيط ثقافي موسّع، بناء مخيم يتسع لأكثر من 400 شخص في إطار 'مخطط بلادي'. لكن 'بلادي' – كما جرت العادة- اكتفت بصورة تذكارية، المشاريع بقيت حبيسة التصريحات، لا الوجهات افتُتحت ولا الثقافة انتعشت، أما الوزير، فغادر إلى مسؤوليات أخرى، وترك خلفه لائحة من المشاريع التي لم تبرح الورق. في 10 فبراير 2015، وصلت إلى المدينة دفعة جديدة من الأحلام، محمولة على أوراق أنيقة قدّمتها الشركة المغربية للهندسة السياحية، وهذه المرة تحت اسمٍ واعد 'الاتفاقية المندمجة لتنمية السياحة القروية'، مشروع بـ 36 وعدًا سياحيًا، وميزانية أولية تقارب 177 مليون درهم، منها 44 مليونًا خصصت للحسيمة وكأن الأمل يُقاس بالحساب. ومن بين الوعود الثلجية، برزت محطة التزحلق على ثلوج شقران، فكرة مستوحاة من طموح مستورد، لا من تضاريس الواقع. في الحسيمة، لا يحتاج المرء إلى دليل سياحي، بل إلى عدّاد للخيبات، فكل مشروع تراه على الورق قد تراه أيضًا في الحلم، وربما في تقرير رسمي جميل، لكنك بالتأكيد لن تراه كاملاً في الواقع. في هذا الإقليم لا يكفي أن تتوفر الميزانيات ولا أن تُعلّق الخرائط على الجدران، فحتى أحسن النوايا تُصاب هنا بعدوى التعطيل، وكل مشروع يولد بعاهة التأجيل، وكأن الحسيمة محكومة بلعنة تجعل الواقع يخذل كل حلم قبل أن يلامس الأرض. نعم، هناك مشاريع انطلقت، لكن لا أحد يملك لائحة مفصلة بما اكتمل فعلًا، ولا بحجم ما تم تأجيله بصمت. كلما خرج مسؤول يتحدث عن 'هيكلة العرض السياحي'، تذكّرتُ الصائغ الذي يحول الذهبً الى معادن خسيسة ويصهر الأمل ليعيده نحاسًا باهتًا. كلمات منمّقة، وتصريحات مطلية بالنيّة الطيبة، لكن لا تثمر سوى الخيبة. فالمواطن هنا لا يريد جسرًا معلقًا بين ساحة محمد المدينة و'موروبيخو' بل أقصى ما يريد كُرسيًا ثابتًا في كورنيش صادق. يريد إدارة تؤمن بالفعل قبل القول، ومجالس تتقن العمل لا فن التوقيع، ومسؤولين يفهمون أن السائح لا لا تغريه الخلجان الطبيعية وحدها، بل يحتاج إلى مرحاض نظيف، وطريق غير محفور، ولوحة إرشادية. لكن العجب العجاب، أن كل هذا يحدث وسط صمتٍ كثيف، يُخيَّل إليك أنه تأمّل صوفي، لكنه في الحقيقة صمت مجلس يُفترض أنه إقليمي للسياحة، مجلس وُلد سنة 2013، ومنذ ذلك الحين وهو يبحث عن شرعية ضائعة، واجتماعٍ لم يُعقد، وخطةٍ لم تُكتب، وجلسةٍ لم يُتحمّس لها أحد…لا بلاغات، لا مبادرات، لا حتى صور من أرشيف الماضي، يمارسون فن السياحة البكماء، لا صوت، لا صورة، لا أثر، كأن السياحة في الحسيمة تُدار من مكان مجهول… أو لا تُدار أصلًا وفيما تنتظر الحسيمة معجزة سياحية تُخرجها من قوقعة التهميش المزمن، لا يزال من يروّج لوهم التنمية بقصيدة غزل تُلقى في اجتماع موسمي، أو منشور وردي يُعلَّق في مكتب بلا زوار، قبل أن تلتهمه الرطوبة أو يطويه الغبار، هكذا تُدار الأحلام في هذه الربوع، بالتجميل بدل التعمير، وبالمجاملات بدل المخططات، وبالقصائد بدل الخرائط، وفي النهاية، يبقى العرض السياحي مجرد عرض شفوي… يُقال ولا يُقام.

"الطعريجة"... رمز متجذر في احتفالات المغاربة بعاشوراء
"الطعريجة"... رمز متجذر في احتفالات المغاربة بعاشوراء

الجريدة 24

timeمنذ 13 ساعات

  • الجريدة 24

"الطعريجة"... رمز متجذر في احتفالات المغاربة بعاشوراء

تتميز عاشوراء عند المغاربة بكونها مناسبة مرادفة للفرح واللعب والغناء، حيث تشهد الأسواق الشعبية والمحلات التجارية الكبرى، منذ دخول شهر محرم، حركة مهمة للأسر التي تسارع إلى اقتناء لوازم الاحتفال بهذه الذكرى، وفي مقدمتها "الطعريجة" المغربية. وتشكل "الطعريجة"، التي تعد رمزا من رموز الثقافة الشعبية المغربية، نجمة هذه الاحتفالات، التي يجتمع خلالها النساء والأطفال مرددين أهازيج شعبية خاصة بهذه المناسبة الدينية المتجذرة في الموروث الثقافي المغربي. وهكذا، تعرف "الطعريجة" إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة، من طرف الصغار والكبار، الذين يتهافتون على اقتناء هذه الآلة الموسيقية ببهجة. لكن قبل وصولها إلى أيدي الزبناء، تمر هذه الآلة الشعبية عبر عدة مراحل دقيقة وفريدة، يتناقلها الصناع التقليديون المغاربة جيلا عن جيل. والمثال من دوار "الحشالفة" الذي يقع بتراب الجماعة القروية لأولاد احسين، على بعد حوالي 25 كيلومترا جنوب مدينة الجديدة، والذي يعتبر من أهم المناطق المتخصصة في صناعة الطعريجة بمختلف أنواعها وأشكالها. وفي هذا السياق، أبرز مصطفى أبو معروف رئيس تعاونية "خير الفخار"، أن دوار الحشالفة يعد الوحيد المتخصص في صناعة الطعريجة بالمغرب، إذ يتوافد عليه التجار من مختلف أنحاء المملكة لاقتنائها وإعادة بيعها في الأسواق الوطنية. وأشار السيد أبو معروف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المنطقة تعرف تواجد أزيد من 100 صانع، يعملون طيلة السنة في صناعة هذه الآلات الموسيقية الشعبية باختلاف أنواعها وأحجامها، والتي ما تزال تحظى بإقبال كبير لدى المغاربة، لاسيما خلال ذكرى عاشوراء. وعن كيفية صناعتها، أوضح أن الصناع التقليديين يستقدمون المادة الأولية (نوع معين من التربة) من نواحي آسفي، ويعملون على تفتيته قبل وضعه في الماء ليختمر، ثم يتم تجفيفه ليشرع بعد ذلك في تطويعه عبر آلة للتدوير لصنع قوالب خاصة يتم تشكيلها حسب الأحجام المراد صنعها. وأشار إلى أن الصناع معتادون في الغالب على صنع قوالب الأنواع المتفق عليها من "الطعاريج"، ثم بيعها لتجار يتكلفون بتجليدها وتزيينها بألوان ورسومات مختلفة، مضيفا أن هذا القطاع يشغل العديد من النساء والرجال والشباب، كل متخصص في جانب من جوانب الصنعة، بداية من ترطيب التربة ومرورا بتحضيرها وتصنيع القوالب، ووصولا إلى عملية التجليد والتزيين. من جانبه، أكد رشيد جياط، المكلف بالتعاونيات التابعة للمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، أن قطاع الفخار يعتبر من أهم الحرف التقليدية بالمنطقة، حيث يساهم في تشغيل يد عاملة مهمة، وإحداث دينامية سوسيو-اقتصادية على الصعيد المحلي. وأشار إلى أن المديرية الإقليمية تعمل، رفقة باقي الشركاء، على مواكبة الصناع وتشجيعهم على إحداث هيئات مهنية وتعاونيات حرفية متخصصة في الفخار، بالإضافة إلى العمل على التكوين المستمر لهؤلاء الصناع وإطلاعهم على التقنيات الجديدة لتنويع المنتوج والحفاظ على استمراريته. وفي إطار تطوير القطاع، يضيف السيد جياط، خصصت المديرية الإقليمية بدعم من عدد من شركائها غلافا ماليا يبلغ 10.5 مليون درهم، ساهمت فيه وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بما قيمته 3 ملايين درهم من أجل اقتناء أفرنة غازية لفائدة الفخارين بدل الأفرنة التقليدية، مشيرا إلى أنه تم تسليم دفعة أولى تضم 16 فرنا غازيا، فيما سيتم تسليم 9 أفران أخرى في إطار الدفعة الثانية. وعموما، ما تزال تشهد هذه الأداة الموسيقية إقبالا كبيرا من طرف الصغار والكبار على حد سواء، وتحظى بمكانة متميزة في مختلف الاحتفالات والمناسبات المغربية. كما تظل صناعة الطعريجة جزء مهما من الموروث الثقافي المغربي، الذي يحرص الصناع التقليديون على تطويره والحفاظ عليه وتناقله جيلا عن جيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store