
عاشوراء: لماذا يحيي الشيعة ذكرى مقتل الحسين وكيف تُقام طقوسها؟
يروي مؤرخون أن الحسين بن علي بن أبي طالب توجه مع عدد من أهله وصحبه إلى الكوفة قادماً من الحجاز عام 680 ميلادية، للمطالبة بالخلافة بعد تلقيه دعوات من أهل العراق. وكان يزيد بن معاوية قد تولى الخلافة إثر وفاة أبيه، الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان.
لكن والي يزيد في البصرة والكوفة أرسل قوة لمواجهة الحسين مع النفر القليل من أنصاره، مما اضطرهم إلى مواصلة السير باتجاه كربلاء. وهناك حوصروا ومنعوا من الوصول إلى ماء نهر الفرات، ومن ثم قتلوا بعد منازلة غير متكافئة. وأسرت النساء والأطفال، وبين من أسر أخته زينب وابنه علي زين العابدين، الإمام الرابع لدى الشيعة.
منعطف تاريخي
يُعدّ مقتل الحسين وأنصاره وسبي أهله في "واقعة الطف" منعطفاً هاماً في تحديد المنحى الذي سارت عليه طقوس الطائفة الشيعية، الأمر الذي أسهم، إلى حد كبير، في تشكيل هويتها. فقد مثّل مقتل الإمام الثالث عند الشيعة الإثني عشرية سنة 61 هجرية فاصلاً تاريخياً دأبوا على استحضاره سنوياً للتفكّر في دلالاته ومعانيه.
إلا أن رمزية الحدث وعِبَره تجاوزت دائرة الإيمان الديني أو الانتماء الطائفي، وامتدت إلى أوساط اجتماعية وسياسية واسعة تقف ضد الظلم وتطالب بالعدالة، مستنيرة بقول الحسين في تلك الواقعة "إنما خرجت لطلب الإصلاح".
يوم عاشوراء في مصر، من المآتم والأحزان إلى البهجة وأطباق الحلوى
أما طقوس هذه المناسبة، التي تبدأ في الأول من محرم لتبلغ ذروتها في العاشر منه، فلم تقتصر على المجتمع الشيعي في العراق بل يجري إحياؤها في بلدان إسلامية أخرى، لهذه الطائفة وجود فيها، كما امتدت إلى بلدان المهجر أيضا، وإن على نطاق ضيق.
عادات وتقاليد
تقام خلال الأيام العشرة الأولى من محرم المجالس الحسينية وتسيّر المواكب لاستذكار الحدث والتعبير عن الحزن بالبكاء ولطم الصدور. وينتشر اللون الأسود تعبيراً عن الحزن ليشمل اللباس والرايات الحسينية.
وتعد تلك المجالس والمواكب، التي يرافقها تقديم الطعام لمن يحتاجه، من أهم الطقوس لدى الشيعة الذين يؤمنون بأن لمقتل الحسين دوراً في ترسيخ الدين وديمومة المعتقد، لما يملكه من شاهد على الثبات على المبدأ والمطالبة بالحق.
وفي بعض المناطق يتضمن إحياء الذكرى مسرحة الحدث، إذ تقدم عروض في الهواء الطلق تسمى "التشابيه" تروى خلالها أحداث واقعة كربلاء وتجسد شخوصها الرئيسية، بحضور أعداد غفيرة من الجمهور.
عاشوراء: لماذا تُلهم كربلاء الرسامين حتى يومنا هذا؟
وهناك من يراه نوعاً من الشعور التاريخي بالذنب بسبب "خذلان الإمام الحسين والتقاعس عن نصرته" عند قدومه إلى الكوفة، وثمة من يعزوه إلى الجهل في مغزى استذكار الحدث.
يجري إحياء ذكرى مقتل الحسين، وأربعينيته كذلك، في مدينة كربلاء التي يؤمها الزوار من مناطق مختلفة في العراق وخارجه. لكن طقوسها تمارس أيضا في المدن الأخرى التي تقطنها غالبية شيعية في العراق، إضافة الى بلدان أخرى.
تقييد الطقوس
كانت السلطات العراقية إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين، اتخذت إجراءات للحد من ممارسة طقوس الشيعة الذين يشكلون الأكثرية السكانية في البلاد. لكن إجراءات التضييق تلك لم تكن الأولى من نوعها في التاريخ، فقد تعرضت الطقوس الشيعية إلى مواقف مشابهة في فترات تاريخية سابقة.
ويشير المؤرخون الشيعة إلى أن شعائر عاشوراء منعت في بعض الحواضر إبان حكم المماليك الذين حكموا العراق بين منتصف القرن الثامن عشر إلى الربع الأول من القرن التاسع عشر. لكنها استؤنفت في ما بعد خلال الحكم العثماني عندما وقعت الاستانة وثيقة سلام مع الإيرانيين إثر انتهاء حكم المماليك.
كما جرت مساعٍ أخرى للسيطرة عليها في فترات أخرى من تاريخ العراق الحديث وخصوصاً في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، أي إبان الحكم الملكي.
ويعد الدافع السياسي من أهم العوامل التي تحدو بالسلطات إلى اتخاذ إجراءات لتقييد تلك التظاهرات ومنع تحولها إلى أداة ضغط سياسية، لكونها مناسبة للتعبير عن الاعتراض أو الرفض أو الاحتجاج، وربما تشكل حافزاً للانتفاضات العشائرية والمناطقية.
ما بعد الاحتلال
لكن ما شهده العراق عام 2003 مع انهيار نظام صدام حسين إثر دخول القوات الأمريكية وحلفائها البلاد، غيّر من الخارطة السياسية إذ حصل الشيعة على تمثيل بارز في الحكومة، بعد أن كانوا في الظل أثناء الحكومات التي توصف بأنها "سنية" في الفترات التي سبقت ذلك التاريخ.
وبعد إجراء انتخابات برلمانية في العراق هيمنت الأحزاب الإسلامية الشيعية على الحكومة بمشاركة قوى سنية وكردية حسب الترتيبات التي أفرزتها مرحلة الاحتلال وما بعده.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت ممارسة طقوس عاشوراء وغيرها من المناسبات الدينية تجرى بحرية وأحيانا دون قيود. لكن تلك التجمعات أضحت هدفاً سهلاً للهجمات الانتحارية والتفجيرات التي نفذتها جماعات متشددة أثناء وجود القوات الأمريكية في البلاد وبعد خروجها في نهاية عام 2011.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 2 ساعات
- BBC عربية
"شيوخ" فلسطينيون يطالبون بانفصال الخليل وتحويلها لإمارة تقيم سلاماً مع إسرائيل - مقال في وول ستريت جورنال
تتناول جولة الصحافة في هذا اليوم مقالاً عن عرض قدمه "شيوخ فلسطينيون" للسلام مع إسرائيل، وآخر كتبه مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، عن كواليس اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة إلى مقال ثالث يحذر من انهيار الأمم المتحدة "التي تحمينا من الحرب العالمية الثالثة". نبدأ من صحيفة وول ستريت جورنال، التي كتب فيها إليوت كوفمان مقالاً عنونه بـ "عرض فلسطيني جديد للسلام مع إسرائيل". ويقول الكاتب إنّ العرض قدمه من وصفه بالشيخ وديع الجعبري، الذي اقترح "انفصال محافظة الخليل عن السلطة الفلسطينية، ومن ثم تأسيس إمارة خاصة بالخليل، لتنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل". ووقع الجعبري وأربعة "شيوخ" آخرين من الخليل وصفهم الكاتب بالبارزين على "رسالة يتعهدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية". ووجه الجعبري المعروف بـ "أبو سند"، رسالته إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، رئيس بلدية القدس السابق، الذي استضاف الجعبري وآخرين في منزله، والتقى بهم أكثر من مرة منذ فبراير/شباط، وفقاً للصحيفة. وبحسب الرسالة فإن "إمارة الخليل ستعترف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي... وستعترف دولة إسرائيل بإمارة الخليل كممثلة للسكان العرب في منطقة الخليل". وتهدف الرسالة إلى وضع "جدول زمني لمفاوضات تهدف إلى الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، والتوصل إلى ترتيب عادل ولائق يحلّ محل اتفاقيات أوسلو، التي لم تجلب سوى الضرر والموت والكوارث الاقتصادية والدمار". واقترح "الشيوخ" بأن تسمح إسرائيل بدخول 1,000 عامل من الخليل لفترة تجريبية، ثم 5,000 آلاف آخرين، ليرتفع العدد لاحقاً إلى 50 ألف عامل أو أكثر من الخليل بالتنسيق مع نير بركات، إلى جانب إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان داعماً لكنه حذر، منتظراً ليرى كيفية تطور هذه المبادرة". وقال الوزير الإسرائيلي بركات: "لا أحد في إسرائيل يؤمن بالسلطة الفلسطينية، ولن تجد الكثير من الفلسطينيين يؤمنون بها أيضاً... الشيخ الجعبري يريد السلام مع إسرائيل والانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، بدعم من زملائه الشيوخ. فمن في إسرائيل سيرفض؟"، وفقا لما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال. إسرائيل "تسعى إلى تغيير النظام الإيراني" وفي صحيفة التلغراف البريطانية، تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، عن "اتجاه نحو مواجهة" في المكتب البيضاوي بين الرئيس الجمهوري ونتنياهو، مشيراً إلى أن اللقاء الذي سيتناول إيران وغزة والإدارة الجديدة في سوريا، "قد يشكل نقطة تحول" على حد تعبير المسؤول السابق. لكنه تساءل: "ما مدى تقارب موقفي الزعيمين، وهل يمكن التوفيق بين خلافاتهما؟". وقال بولتون مستشار الأمن القومي لترامب خلال ولايته الأولى، إن ترامب تجاوز نقطة اللاعودة، عندما أمر بشن هجوم عسكري مباشر على أهداف مرتبطة ببرنامج إيران النووي، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي مخطئ إذا ظن أن الضربات كانت عملية واحدة وانتهت. ورأى أن الكثير لا يزال يتعين القيام به على الرغم من ادعاء، ترامب، بأن المواقع الإيرانية المستهدفة دمرت تماماً. وتحدث بولتون عن نجاح نتنياهو في إقناع ترامب في استخدام القوة العسكرية ضد إيران، لكن سرعان ما فرض الرئيس الأمريكي وقفاً لإطلاق النار بعدما تلقى تقارير إيجابية عن الضربات، على حد تعبير الكاتب. وأشار إلى أن نتنياهو الذي حذر من التهديد النووي الإيراني على مدى 3 عقود، لم يكن أمامه بعد الضربة إلا قبول التهدئة، لكن بولتون يعتبر أن نتنياهو حقق هدفين رئيسين، الأول بإدخال ترامب في الحرب، والثاني بإلحاق ضرر جسيم، وإن لم يكن حاسماً، بالمشروع النووي الإيراني. ووفق المسؤول الأمريكي السابق، فإن نتنياهو يرى أن الوقت حان لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد إيران، بينها إجراءات تشجع المعارضة الداخلية على التحرك ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي الخامنئي . وقال بولتون إنه على الرغم من أن الدفاعات الجوية الإيرانية شبه معطلة إلا أن هذا الوضع لن يدوم طويلاً. ورأى أن إيران ستعيد ترتيب صفوفها وستستأنف العمل، رغم القضاء على قادة عسكريين وعلماء نوويين. ويعتبر الكاتب أن آخر شيء يريده نتنياهو هو أن يقدم ترامب لطهران طوق نجاة اقتصادياً أو سياسياً، مضيفا أن إسرائيل تسعى إلى تغيير النظام في إيران، وأن نتنياهو يحتاج على الأقل، إلى قبول ترامب الضمني كي تواصل إسرائيل تفكيك ما تبقّى من مشروع طهران النووي. وتحدث بولتون عن سعي ترامب للفوز بجائزة نوبل للسلام، وقال "يبدو هاجس ترامب بجائزة نوبل الآن مركز على غزة" حيث يضغط على طرفي الحرب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. ورأى أن حماس تريد تخفيف الضربات الإسرائيلية، كما أن الكلف المادية والبشرية على إسرائيل في غزة والضغوط السياسية الداخلية لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن لم تترك لنتنياهو سوى هامش ضيق من المناورة، وفقا لبولتون. وعن سوريا، أشار بولتون إلى أن انهيار نظام الرئيس السابق بشار الأسد شكل انتكاسة خطيرة لإيران، لكنه تساءل ما إذا كان من وصفهم بإرهابيي جبهة النصرة سابقاً (هيئة تحرير الشام) التي تحكم البلاد، تخلوا عن الإرهاب. وأضاف الكاتب أن اجتماع نتنياهو وترامب ربما لن يسفر عن أي شيء ملموس بشأن سوريا، لكنه اعتبر النتيجة الأهم من الاجتماع، ستكون القرارات المتعلقة بإمكانية استخدام القوة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية لتحقيق أهداف رئيسية على الجبهتين. هل يحل "قانون الغاب" مكان الأمم المتحدة؟ وفي صحيفة الغارديان، كتب سيمون تيسدال، مقالاً بعنوان: "الأمم المتحدة هي أفضل درع لدينا ضد حرب عالمية ثالثة. بينما يلوّح ترامب بالفأس، من سيقاتل لإنقاذها؟". واستهل الكاتب بالحديث عن نقص التمويل المتواصل الذي تعاني منه الأمم المتحدة ووكالاتها، وقرار البيت الأبيض بشأن مراجعة مدتها ستة أشهر لعضوية الولايات المتحدة في جميع المنظمات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، بينها الأمم المتحدة، وذلك بهدف خفض أو إنهاء التمويل واحتمال الانسحاب. وهي المدة التي تنتهي المدة الشهر المقبل. وقال تيسدال إن إلغاء ترامب للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتفكيك معظم برامج المساعدات، ألحق أضراراً جسيمة بالعمليات الإنسانية التي تقودها أو تدعمها الأمم المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على التمويل الطوعي. معتبراً أن المفهوم الأساسي للمسؤولية الجماعية عن الحفاظ على السلام والأمن العالميين، والتعاون في معالجة المشاكل المشتركة الذي تجسده الأمم المتحدة، أصبح على المحك. ويرى الكاتب أن ميثاق الأمم المتحدة تعرض للتقويض بعد الفشل في وقف الحرب في أوكرانيا والهجمات الإسرائيلية الأمريكية على إيران، مضيفاً أن الصين ودولاً أخرى بينها المملكة المتحدة، تتجاهل القانون الدولي عندما يناسبها ذلك، على حد تعبيره. ويستدل المقال على حججه بتزايد عدد النزاعات في العالم ومدتها، وما وصفه بتهميش مبعوثي الأمم المتحدة، والاستخفاف بعمليات حفظ السلام، والشلل الذي يعاني منه مجلس الأمن بفعل حق النقض، والعجز الذي تتسم به الجمعية العامة، وفقا للمقال. وحذر الكاتب من أن السماح بانهيار الأمم المتحدة أو عجزها... فلن يحل مكانها إلا قانون الغاب، وسيكون العالم من دون الأمم المتحدة، أكثر خطراً وجوعاً وفقراً، وأقل صحة، وأبعد عن الاستدامة، وفقا لما جاء في المقال.


BBC عربية
منذ 9 ساعات
- BBC عربية
المرشد الأعلى الإيراني في أول ظهور علني له منذ المواجهة مع إسرائيل
ظهر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي علنًا لأول مرة منذ اندلاع الصراع بين إيران وإسرائيل، بحسب ما أوردته وسائل إعلام رسمية. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي خامنئي وهو يحيّي المصلين في أحد المساجد يوم السبت، خلال مراسم أُقيمت عشية إحياء ذكرى عاشوراء. وكان آخر ظهور لخامنئي في خطاب مسجّل خلال فترة الصراع الذي بدأ في 13 يونيو/ حزيران، وشهد مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين. وكانت إسرائيل قد شنّت هجوماً مفاجئاً استهدف مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، وردّت إيران بعد ذلك بهجمات جوية استهدفت إسرائيل. وخلال المواجهة التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، ظهر المرشد الإيراني علي خامنئي في ثلاث مقاطع مصوّرة بثها التلفزيون الرسمي، وسط تكهنات بأنه يوجد في أحد المخابئ. وفي يوم السبت، هيمن ظهور خامنئي على تغطية وسائل الإعلام الإيرانية، حيث عرضت لقطات لمؤيديه وهم يُبدون فرحتهم لرؤيته على الشاشة. ويُظهره التسجيل وهو يلتفت إلى رجل الدين البارز محمود كريمي، ويشجّعه على "إنشاد نشيد، يا إيران"، وقد اكتسبت هذه الأغنية الوطنية شعبيةً خاصة خلال الصراع الأخير مع إسرائيل. وبحسب التلفزيون الرسمي، تم تصوير المقطع في مسجد الإمام الخميني وسط طهران، وهو مسجد يحمل اسم مؤسس الجمهورية الإسلامية. ودعا التلفزيون الإيراني المواطنين إلى إرسال مقاطع فيديو يشاركون فيها ردود أفعالهم على عودة خامنئي إلى الظهور العلني. ويأتي ظهوره في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ذات الأغلبية الشيعية فترة حداد خلال شهر محرم، وهو الوقت من العام الذي اعتاد فيه المرشد الأعلى المشاركة في المجالس الدينية. ويُقام يوم عاشوراء في العاشر من محرم، الذي يوافق هذا العام السادس من يوليو/ حزيران، حيث يُحيي المسلمون الشيعة ذكرى وفاة الحسين، حفيد النبي محمد. وفي 26 يونيو/ جزيران، وخلال كلمة مسجلة بثها التلفزيون الرسمي، شدد خامنئي على أن إيران لن تخضع لإسرائيل، رغم دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لذلك. وانضمت الولايات المتحدة إلى المواجهة، بشن غارات على منشآت نووية إيرانية في 22 يونيو/حزيران. وقد شاركت في العملية 125 طائرة عسكرية أمريكية، استهدفت ثلاث منشآت نووية: فوردو، ونطنز، وأصفهان. وأشارت السلطة القضائية الإيرانية بمقتل أكثر من 900 شخص خلال الصراع الذي استمر 12 يوماً.


BBC عربية
منذ 11 ساعات
- BBC عربية
ماذا بحث لامي مع الشرع خلال أول زيارة يقوم بها وزير بريطاني لسوريا منذ انتفاضة عام 2011؟
أصبح وزير الخارجية ديفيد لامي أول وزير بريطاني يزور سوريا منذ اندلاع الانتفاضة والتي قادت إلى حرب أهلية قبل 14 عاماً. والتقى لامي بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع بعد ثمانية أشهر من انهيار نظام بشار الأسد، بينما تواصل الحكومة الجديدة ترسيخ سيطرتها على البلاد. وبالتزامن مع الزيارة، أعلنت الحكومة البريطانية عن حزمة دعم إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني لتغطية المساعدات الإنسانية ودعم التعافي طويل الأمد داخل سوريا والدول التي تساعد اللاجئين السوريين. صرح لامي لبي بي سي أن الهدف من اجتماعه مع الشرع هو تعزيز الشمولية والشفافية والمساءلة مع الحكومة الجديدة. وقال لامي: "أنا هنا لأتحدث إلى الحكومة الجديدة، ولحثّها على مواصلة نهجها الشامل، ولضمان الشفافية والمساءلة في طريقة حكمها". وأضاف: "وللوقوف أيضا إلى جانب الشعب السوري وسوريا في هذه المرحلة الانتقالية السلمية خلال الأشهر المقبلة". وتشهد سوريا وضعاً هشاً حتى الآن، ففي ديسمبر/كانون الأول، اقتحم مسلحون بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة مُصنّفة كمنظمة إرهابية من قبل المملكة المتحدة والأمم المتحدة والولايات المتحدة، دمشق، وأطاحوا بنظام بشار الأسد الذي حكم البلاد لمدة 54 عاماً. منذ ذلك الوقت، تسعى الدول الغربية إلى إعادة ضبط علاقاتها مع سوريا. ففي نهاية يونيو/حزيران الماضي، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يُنهي العقوبات المفروضة على البلاد. وأعلن البيت الأبيض آنذاك أنه سيراقب إجراءات الحكومة السورية الجديدة، بما في ذلك "التصدي للإرهابيين الأجانب" و"حظر الجماعات الإرهابية الفلسطينية". كما رفعت المملكة المتحدة العقوبات على سوريا. وقد التقى الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس في مايو/أيار، بينما زار مسؤولون أجانب آخرون، بمن فيهم وزير خارجية أوكرانيا، سوريا. كان العديد من أعضاء الحكومة السورية الجديدة، بمن فيهم الرئيس الشرع، أعضاءً في هيئة تحرير الشام. وعندما سُئل لامي عن كيفية تعامل الحكومة البريطانية مع جماعة أدرجتها على قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة كاسم مستعار لتنظيم القاعدة، قال إنه يُدرك أن سوريا شهدت تاريخاً دموياً مرتبطاً بالإرهاب والحرب، لكنه قال إن المملكة المتحدة تتطلع إلى المستقبل وتتعاون مع الحكومة الجديدة. وشهدت سوريا في الأشهر الأخيرة هجمات عنيفة مختلفة ضد الأقليات. إذ قُتل المئات من الأقلية العلوية، وشُنت هجمات عنيفة على الطائفة الدرزية، ومؤخراً وقع هجوم انتحاري على المصلين في كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة في دمشق. أثارت هذه الهجمات قلقاً دولياً بشأن مدى قدرة الحكومة السورية الجديدة على حماية الأقليات، مع ضمان الأمن والاستقرار في الوقت نفسه. ويُبلّغ يومياً تقريباً عن حالات قتل أو اختطاف. وقال لامي: "من المهم أن تتدخل المملكة المتحدة لضمان أن يكون الوضع في الاتجاه الصحيح، نحو المساءلة والشفافية والشمولية لجميع الطوائف التي تُشكل هذا البلد، بلداً مزدهراً وسلمياً". في سوريا، يشعر الكثيرون بالقلق من انزلاق الحكومة نحو شكل جديد من أشكال الديكتاتورية. فمنذ الأيام الأولى للحكومة، ثارت مخاوف أيضا بشأن كيفية تشكيلها. فقد تولّى الشرع تعيين جميع الوزراء تقريبا ومنهم وزيرة واحدة فقط، دون انتخابات أو استفتاء أو استطلاعات رأي. وتُشير تقارير إلى أن العديد من التعيينات في الحكومة تستند إلى العلاقات لا إلى المؤهلات، ومعظم المسؤولين لديهم أجندة إسلامية متطرفة ويطبقونها. وقال لامي إن المملكة المتحدة تريد أن "تسير سوريا في اتجاه السلام والرخاء والاستقرار للشعب، وأن تكون دولة شاملة"، وستستخدم المساعدات الإنسانية للمساعدة في ذلك. وأضاف أن المملكة المتحدة ستراقب الوضع لضمان أن تدير الحكومة الجديدة شؤون البلاد بطريقة شاملة. تدعم حكومة المملكة المتحدة أيضًا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) للمساعدة في تفكيك أسلحة الأسد الكيميائية في سوريا. وتم الالتزام بمبلغ إضافي قدره مليوني جنيه إسترليني للمنظمة خلال السنة المالية الحالية، بالإضافة إلى حوالي 837 ألف جنيه إسترليني مُقدمة منذ سقوط الأسد. تحديات أمام الحكومة السورية الجديدة هناك تحديات عديدة تواجهها سوريا، داخلياً وإقليمياً. فقد غزت إسرائيل أجزاءً من سوريا ونفذت مئات الغارات الجوية، ولا تزال تسيطر على مئات الكيلومترات المربعة داخل الأراضي السورية. وقال لامي إنه "حثّ الحكومة الإسرائيلية على إعادة النظر في بعض تصرفاتها" لتجنب تقويض "التقدم الذي يمكن إحرازه في سوريا الجديدة". ويُحتجز مئات المقاتلين الأجانب وعائلاتهم في معسكرات اعتقال شمال غرب سوريا منذ سنوات، بمن فيهم العشرات من المملكة المتحدة. وعندما سُئل لامي عما إذا كانت المملكة المتحدة ستعيدهم إلى أوطانهم، لم يُعطِ إجابة واضحة. وقال إنه ناقش قضية المخيمات مع الرئيس السوري، وكيفية مساعدة البلاد على مواجهة الإرهاب والهجرة غير النظامية. لا يزال الوضع في سوريا محفوفًا بالمخاطر، وأمنها مُعرّض للخطر في ظل تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). في حين أن الدعم الدولي سيساعد بالتأكيد سوريا التي مزقتها الحرب على التعافي، إلا أنه قد يُسهم أيضاً في الضغط على الحكومة لتكون مُمثلةً لمجتمع متنوع ومنفتح.