logo
احتفالية تاريخية بصاحبة أعلى معدل في البكالوريا بالجزائر

احتفالية تاريخية بصاحبة أعلى معدل في البكالوريا بالجزائر

الشروقمنذ 2 أيام
عاشت مدينة سوق أهراس، مساء السبت، أجواء احتفالات خرافية، خصصت لتكريم التلاميذ المتفوقين في امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، تتقدمهم نابغة الولاية 'رونق زاني' والتي حطمت معدل النجاح الوطني في شهادة البكالوريا منذ الاستقلال، بعد حصولها على معدل 19.70 واحتلالها للمرتبة الأولى على الصعيد الوطني، ليخصص لها حفل استقبال خاص وتكريم مميز أشرفت على تنظيمه سلطات الولاية وشارك فيه كل سكان مدينة سوق أهراس، وبعض البلديات المجاورة.
حفل تكريم التلميذة 'رونق زاني' كان حدثا تاريخيا بالنسبة للتلميذة وأفراد عائلتها ولولاية سوق أهراس، بعد أن تم التحضير له على مدار أيام الأسبوع الماضي من طرف السلطات المحلية لولاية سوق أهراس، وشاركها في ذلك عدد من المواطنين، وعديد الجمعيات والمنظمات التي ساهمت في إقامة حفل التكريم الخاص لنابغة الولاية والجزائر.
حفل التكريم الذي حضرته 'الشروق اليومي'، كان بداية باستقبال التلميذة 'رونق زاني'، ووالديها، عصر السبت بمقر المجلس الشعبي البلدي، أين وجدت في استقبالها عشرات المواطنين من النساء والرجال الذين تجمعوا في محيط مقر البلدية، وناشطين يحملون الراية الوطنية في المدخل الرئيسي للبلدية، أين خصصوا لها ممرا شرفيا، سارت وسطه 'رونق' بخجل وحياء ممزوجين بنظرات الفخر والاعتزاز بنجاحها، لتصل بعدها إلى فناء البلدية أين كان في انتظارها فوج من الكشافة الإسلامية بلباسهم الرسمي، وعزفوا لها أنغام الأناشيد الوطنية، لتذرف التلميذة 'رونق' دموع الفرحة بهذا المقام، وتدخل بعدها بهو مقر البلدية الذي تم تزيينه خصيصا لها بديكور امتزجت فيه الألوان والأنوار المضيئة، ليكون في مقام نجاحها المحقق، أين أحيطت بمسؤولي البلدية ورئيس الدائرة وعدد من المواطنين الذين باركوا لها نجاحها، وأغدقوا عليها التكريمات والهدايا والأدعية.
وعند حدود الساعة الخامسة من مساء السبت، بدأ الاحتفال الرسمي، بنقل التلميذة 'رونق' على متن سيارة رباعية الدفع في موكب رسمي وشعبي، جاب مختلف شوارع مدينة سوق أهراس، المبتهجة بتألق ابنتها وتربعها على عرش الناجحين، الموكب الذي شاركت فيه عشرات السيارات من بينها سيارات الشرطة والدرك الوطني، تتقدمها فرقة من الخيالة التي قدمت عروضا في 'الفنطازيا' على وقع دوي البارود وزغاريد النسوة، في احتفالات خرافية لم تشهدها ولاية سوق أهراس على مدار تاريخها أو على الأقل منذ الاحتفال بتتويج توفيق مخلوفي ابن المنطقة، بذهبية الألعاب الأولمبية في صائفة 2012، وهي الأجواء التي شقّت شوارع المدينة وكسرت روتين يوميات مواطنيها، الذين شاركوا في هذا الاحتفال، واصطفوا على جوانب الطرقات بكل أطيافهم وفئاتهم العُمرية، لتحية 'النابغة رونق' والتصفيق لها، والهتاف باسمها في مشهد اقشعرت له الأبدان ودمعت له أعين الحاضرين، فخرا واعتزازا بفتاة في ربيع عمرها آمنت بقدراتها وأثبتت تميزها فكان النجاح والتكريم من نصيبها.
الخيار وقع على الذكاء الاصطناعي
الموكب الرسمي الذي طاف عبر شوارع مدينة سوق أهراس، انطلاقا من مقر المجلس الشعبي البلدي المتواجد بضاحية 'سكانسكا' بحي محمد الشريف مساعدية وهو ابن الولاية أيضا على الطريق الوطني رقم 16، وصولا إلى مسرح الهواء الطلق، أين كان يتواجد التلاميذ المتفوقون في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، رفقة أوليائهم بالإضافة إلى جموع المواطنين المشاركين في هذه الاحتفالية الكبرى والتاريخية، كما كان والي ولاية سوق أهراس برفقة وفد من المسؤولين ينتظرون وصول موكب النابغة 'رونق زاني'، ليتم تكريمها تكريما خاصا يليق بمقامها، وبمقام ثانوية صحراوي زغلامي ببلدية تاورة الحدودية والتي درست بها رونق مرحلة الثانوي في شعبة هندسة كهربائية، ليسطع نجمها وتصنع إحدى صفحات تاريخ ولاية سوق أهراس، قبل أن تختار كما أعلنت منذ يومين بقسنطينة خوض عالم الذكاء الاصطناعي كاختصاص جامعي.
الحفل الذي استمر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل بأناشيد وطنية وأخرى تمجد العلم وحتى نغمات وطنية من الراحلة وردة الجزائرية التي هي أيضا ابنة المنطقة، تم خلاله تكريم عدد من التلاميذ المتفوقين على مستوى الولاية، بينما كان التكريم خاصا ومميزا للمتألقة والمتفوقة 'رونق زاني' التي ظهرت بكل ثقة وسط حشود المهنئين والذين تسابقوا لتكريمها بمختلف الهدايا وعبارات الثناء والتقدير، في صور ابتهاج وتأثر لن تُمحى من ذاكرة كل من حضر مراسيم هذه الاحتفالية والتي لم يسبق لها مثيل بولاية سوق أهراس، وأعجزت رونق ووالديها حتى عن التعبير، فكانت الابتسامات والدموع والنظرات تقول: ألف شكر وموعدنا ووعدنا تألق آخر!
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رونق والسقف العالي
رونق والسقف العالي

الشروق

timeمنذ 8 ساعات

  • الشروق

رونق والسقف العالي

إلى وقت قريب، كنا نتساءل، وأحيانا ننتقد، المبالغة في الابتهاج بانتصارات كرة القدم، التي هي في حقيقتها لعبة دحرجة كرة مطاطية لا أكثر ولا أقلّ، ونتساءل عن سبب الاحتفال المبالغ فيه بهدف عنتر يحيى في مرمى مصر في 18 نوفمبر 2009 أو هدف رياض محرز في مرمى نيجيريا في كأس إفريقيا 2019، أو هدف يوسف بلايلي في مرمى المغرب في كأس العرب 2021، فالأمر لا يزيد عن ركل كرة في مرمى المنافس. بل كنا نقول إنه بعد الاستقلال ما بقي للجزائريين من فرح يجمعهم سوى انتصارات الكرة، عندما يتمكّن لاعبو المنتخب الوطني من الانتصارات، فتُشدّ لها المواكب ويُطلق لها البارود، وتتحفها النساء بالزغاريد. هذه التساؤلات والانتقادات، وبعضها في محله، ردّت عليها منطقة سوق أهراس، عندما حوّلت تتويج ابنة المنطقة رونق بالمركز الأول وطنيًّا، في امتحان البكالوريا، وبمعدّل لم يحدث من قبل، وقد لا يُحطّم في السنوات القادمة، بعد أن بلغ 19.70 من عشرين. أهل المنطقة رفعوا السقف إلى علوّ سيُتعب الولاية التي سيحصل أحدُ مرشحيها على المركز الأول وطنيًّا في النسخة القادمة لدورة جوان 2026، لأن إقامة موكب احتفالي تشارك فيه السلطات وعامة الشعب احتفالا بتفوُّق شابة علميًّا وانتزاعها المرتبة الأولى، هو سابقة، لا اختلاف في رقيّها، وقد تؤسِّس لتقليد جديد، يخرجنا من 'سجن' أفراح اللعب، إلى حرية أفراح الجدّ. الجميل في حكاية رونق ابنة بلدية 'تاورة' بسوق أهراس، هو أن هذه الاحتفالات كانت في الأساس تلقائية، تجلّت أوَّلا في تزيين صورها ومعدّلها ونقاطها لعشرات الآلاف من الصَّفحات الإلكترونية، مع إبداء الكثير من المواطنين نيَّتهم في تكريمها كل حسب مقدرته، فزحفت الفرحة نحو مقرّات المجتمع المدني ومسؤولي بلديتها وولايتها، ليجري الاتفاق على موكب فرح شعبي، ينحت الذكرى في قلب رونق، وكل سكان ولاية رونق، ويُشعل لهيب المنافسة في السنوات القادمة من أجل انتزاع المرتبة الأولى وطنيا في امتحان البكالوريا وهو أشرف تنافس يمكن أن نراه على وجه الأرض. كل الجزائريين من دون استثناء ومن كل الأعمار والفئات يعرفون رياض محرز، ويتابعون أخباره، وكلهم الآن يعرفون رونق وسيتابعون أخبارها، وهذا أمرٌ رائع سيمنحنا مزيدا من البهجة في المواسم الدراسية القادمة. كنا نقول دائما إنَّ اجتماع الناس واحتفالهم بانتصار فريق الكرة وحملهم للعلم وترديدهم لقسمًا، هو أمرٌ جميل، ونراه أجمل الآن حول انتصار علمي تربوي، حققته تلميذة عصرت سنوات تعلمها كدّا وتعبا لنيل معدل استثنائي، فما بالك لو واصلت وتألقت عالميا، وما بالك لو حقق عالمٌ جزائري جائزة نوبل في الآداب أو العلوم. لقد حاربت الجزائر فرنسا فكريًّا، بجمعية العلماء المسلمين، وهي تحارب حاليا التبعية الغذائية والمائية والعلمية، بعلم الزراعة وعلم تحلية مياه البحر، والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الطاقات المتجددة، وطبعا برونق وأخواتها… وإخوتها.

احتفالية تاريخية بصاحبة أعلى معدل في البكالوريا بالجزائر
احتفالية تاريخية بصاحبة أعلى معدل في البكالوريا بالجزائر

الشروق

timeمنذ 2 أيام

  • الشروق

احتفالية تاريخية بصاحبة أعلى معدل في البكالوريا بالجزائر

عاشت مدينة سوق أهراس، مساء السبت، أجواء احتفالات خرافية، خصصت لتكريم التلاميذ المتفوقين في امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، تتقدمهم نابغة الولاية 'رونق زاني' والتي حطمت معدل النجاح الوطني في شهادة البكالوريا منذ الاستقلال، بعد حصولها على معدل 19.70 واحتلالها للمرتبة الأولى على الصعيد الوطني، ليخصص لها حفل استقبال خاص وتكريم مميز أشرفت على تنظيمه سلطات الولاية وشارك فيه كل سكان مدينة سوق أهراس، وبعض البلديات المجاورة. حفل تكريم التلميذة 'رونق زاني' كان حدثا تاريخيا بالنسبة للتلميذة وأفراد عائلتها ولولاية سوق أهراس، بعد أن تم التحضير له على مدار أيام الأسبوع الماضي من طرف السلطات المحلية لولاية سوق أهراس، وشاركها في ذلك عدد من المواطنين، وعديد الجمعيات والمنظمات التي ساهمت في إقامة حفل التكريم الخاص لنابغة الولاية والجزائر. حفل التكريم الذي حضرته 'الشروق اليومي'، كان بداية باستقبال التلميذة 'رونق زاني'، ووالديها، عصر السبت بمقر المجلس الشعبي البلدي، أين وجدت في استقبالها عشرات المواطنين من النساء والرجال الذين تجمعوا في محيط مقر البلدية، وناشطين يحملون الراية الوطنية في المدخل الرئيسي للبلدية، أين خصصوا لها ممرا شرفيا، سارت وسطه 'رونق' بخجل وحياء ممزوجين بنظرات الفخر والاعتزاز بنجاحها، لتصل بعدها إلى فناء البلدية أين كان في انتظارها فوج من الكشافة الإسلامية بلباسهم الرسمي، وعزفوا لها أنغام الأناشيد الوطنية، لتذرف التلميذة 'رونق' دموع الفرحة بهذا المقام، وتدخل بعدها بهو مقر البلدية الذي تم تزيينه خصيصا لها بديكور امتزجت فيه الألوان والأنوار المضيئة، ليكون في مقام نجاحها المحقق، أين أحيطت بمسؤولي البلدية ورئيس الدائرة وعدد من المواطنين الذين باركوا لها نجاحها، وأغدقوا عليها التكريمات والهدايا والأدعية. وعند حدود الساعة الخامسة من مساء السبت، بدأ الاحتفال الرسمي، بنقل التلميذة 'رونق' على متن سيارة رباعية الدفع في موكب رسمي وشعبي، جاب مختلف شوارع مدينة سوق أهراس، المبتهجة بتألق ابنتها وتربعها على عرش الناجحين، الموكب الذي شاركت فيه عشرات السيارات من بينها سيارات الشرطة والدرك الوطني، تتقدمها فرقة من الخيالة التي قدمت عروضا في 'الفنطازيا' على وقع دوي البارود وزغاريد النسوة، في احتفالات خرافية لم تشهدها ولاية سوق أهراس على مدار تاريخها أو على الأقل منذ الاحتفال بتتويج توفيق مخلوفي ابن المنطقة، بذهبية الألعاب الأولمبية في صائفة 2012، وهي الأجواء التي شقّت شوارع المدينة وكسرت روتين يوميات مواطنيها، الذين شاركوا في هذا الاحتفال، واصطفوا على جوانب الطرقات بكل أطيافهم وفئاتهم العُمرية، لتحية 'النابغة رونق' والتصفيق لها، والهتاف باسمها في مشهد اقشعرت له الأبدان ودمعت له أعين الحاضرين، فخرا واعتزازا بفتاة في ربيع عمرها آمنت بقدراتها وأثبتت تميزها فكان النجاح والتكريم من نصيبها. الخيار وقع على الذكاء الاصطناعي الموكب الرسمي الذي طاف عبر شوارع مدينة سوق أهراس، انطلاقا من مقر المجلس الشعبي البلدي المتواجد بضاحية 'سكانسكا' بحي محمد الشريف مساعدية وهو ابن الولاية أيضا على الطريق الوطني رقم 16، وصولا إلى مسرح الهواء الطلق، أين كان يتواجد التلاميذ المتفوقون في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، رفقة أوليائهم بالإضافة إلى جموع المواطنين المشاركين في هذه الاحتفالية الكبرى والتاريخية، كما كان والي ولاية سوق أهراس برفقة وفد من المسؤولين ينتظرون وصول موكب النابغة 'رونق زاني'، ليتم تكريمها تكريما خاصا يليق بمقامها، وبمقام ثانوية صحراوي زغلامي ببلدية تاورة الحدودية والتي درست بها رونق مرحلة الثانوي في شعبة هندسة كهربائية، ليسطع نجمها وتصنع إحدى صفحات تاريخ ولاية سوق أهراس، قبل أن تختار كما أعلنت منذ يومين بقسنطينة خوض عالم الذكاء الاصطناعي كاختصاص جامعي. الحفل الذي استمر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل بأناشيد وطنية وأخرى تمجد العلم وحتى نغمات وطنية من الراحلة وردة الجزائرية التي هي أيضا ابنة المنطقة، تم خلاله تكريم عدد من التلاميذ المتفوقين على مستوى الولاية، بينما كان التكريم خاصا ومميزا للمتألقة والمتفوقة 'رونق زاني' التي ظهرت بكل ثقة وسط حشود المهنئين والذين تسابقوا لتكريمها بمختلف الهدايا وعبارات الثناء والتقدير، في صور ابتهاج وتأثر لن تُمحى من ذاكرة كل من حضر مراسيم هذه الاحتفالية والتي لم يسبق لها مثيل بولاية سوق أهراس، وأعجزت رونق ووالديها حتى عن التعبير، فكانت الابتسامات والدموع والنظرات تقول: ألف شكر وموعدنا ووعدنا تألق آخر!

هكذا غيّر القرآن المسار الدراسي للمتفوقين!
هكذا غيّر القرآن المسار الدراسي للمتفوقين!

الشروق

timeمنذ 2 أيام

  • الشروق

هكذا غيّر القرآن المسار الدراسي للمتفوقين!

لم تكن النتائج المبهرة التي حققها نوابغ البكالوريا، خلال السنوات الأخيرة، مجرد صدفة فقط، خاصة حين تكرر ظهور أسماء الطلبة المتفوقين من حفظة لكتاب الله وأبناء المدارس القرآنية، وأعاد هذا التميز فتح النقاش حول سر تفوق أبناء الجزائر، في مختلف الامتحانات المصيرية، والعلاقة بين التربية القرآنية والتفوق الدراسي، التي شجعت الكثير من الأولياء مؤخرا على تسجيل أبنائهم في دور القرآن خلال العطلة الصيفية، واستغلال الفرصة ليكون أطفالهم على رأس قائمة المتفوقين خلال الموسم المقبل . تعد الطالبة رونق زاني، المتحصلة على أعلى معدل بشهادة البكالوريا دورة 2025، واحدا من أجمل الأمثلة التي ترجمت نتائجها الدراسية الارتباط الوثيق بين القرآن والتفوق، وهو ما أكدته خلال تصريحاتها منذ إعلان النتائج، قائلة إنه أحد أسرار تفوقها، كما منحها الثقة والتركيز والانضباط، غير أن ما ميز رونق، أنها لم تكن فقط من حافظات كتاب الله، بل كانت تقتدي بتجربة متفوق سابق هو الطالب محمد الأمين، الذي تحصل على أعلى معدل خلال السنة الماضية، وكان من النماذج التي جمعت بين العلم والقرآن، وقد زرع ذلك في نفسها الطموح، فاجتهدت، وسعت بكل ما تملك من عزيمة لتكرار نفس النجاح وتحقيق نفس النقاط، حيث كشفت أنها كانت تضع تجربته أمام عينيها طيلة الموسم الدراسي، وتعتبره مثالا يحتذى به، وكانت رؤيته كحافظ قرآن ومتفوق في البكالوريا دافعا قويا لها خاصة في أوقات الضغط والامتحانات. طلبة يثبتون أن القرآن كان سر تفوقهم مع نهاية كل سنة دراسية وإعلان نتائج الامتحانات الرسمية، تكشف القوائم عن متفوقين بمعدلات تقارب أو تتجاوز 19 من 20، يحملون معهم قصة نجاح ترتكز معظمها على حفظ القرآن والانضباط، حتى إن كثيرا من هؤلاء كشفوا عبر تصريحاتهم المتداولة، أن حفظ القرآن الكريم منحهم قدرة استثنائية على التركيز والتحكم في الوقت والتفكير. وفي حالات عديدة، ذكر الطلبة أن حفظهم للقرآن في سن مبكرة كان اللبنة الأولى لنجاحهم وتفوقهم. في لحظة وصفتها الحاضرات بـ'الاستثنائية'، امتزجت الدموع بالدعاء، والزغاريد بآيات الختام، حين ختمت الطالبة 'أميمة' آخر آية من كتاب الله، في ذات اللحظة التي وصلها فيها خبر نجاحها في شهادة التعليم المتوسط، لتتحول القاعة إلى فرحة مضاعفة، شاركتها أسرتها الصغيرة والكبيرة في دار القرآن الكريم بمسجد الرحمان ببلدية براقي في العاصمة. أولياء يقبلون على المدارس القرآنية صيفا اقتداء بالناجحين وتقول مسيرة دار القرآن ببراقي لـ'الشروق ' إن أميمة أتمت ختم المصحف لأول مرة، وهي لا تتجاوز 14 سنة، وفي لحظة الانتهاء من التلاوة، جاءتها رسالة تؤكد نجاحها في شهادة التعليم المتوسط بتقدير جيد جدا، جعلت الحاضرين يستشعرون بركة القرآن في أبهى صورها. وأضافت أن أميمة أصبحت قدوة يتحدث عنها كل من يعرفها ويتمنى قريناتها أن يكرمن مثلها، بعدما حفظت كتاب الله، ونجحت دراسيا، فأثبتت أن القرآن لا يعيق التفوق، بل يمنحه بعدا جديدا من الإصرار والنجاح. لم تكن فرحتها فردية بل جماعية، حيث حرصت عشرات الطالبات بالمدرسة على مشاركة لحظات النجاح بشهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط في أجواء احتفالية مميزة، وتفسر المتحدثة هذا الإقبال على تعلم القرآن للتلاميذ بالمدرسة أنه انعكاس لثقة الأولياء في دور القرآن كمكان للتربية المتكاملة، وتكوين جيل قادر على التوازن بين دينه ودراسته، وعلى الثقة بالنفس والخطابة والحوار والالتزام داخل مجتمع مزدحم بالتحديات الرقمية والانحرافات السلوكية. أولياء يعودون إلى دور التحفيظ خلال العطلة الصيفية من جهته، أوضح أمحمد بن الحاج جلول، عضو بمؤسسة النهضة للقرآن الكريم، أن التعليم القرآني يسعى إلى كسر الصورة النمطية التي يروج لها البعض بأن حفظ القرآن الكريم قد يشكل عبئا على المسار الدراسي، أو يشتت التلميذ عن دراسته النظامية، مشددا على أن هذه الفكرة لا أساس لها من الصحة، وأن الواقع أثبت أن نسبة كبيرة من المتفوقين في الامتحانات الرسمية، وعلى رأسهم نوابغ البكالوريا، هم من حفظة كتاب الله. وأضاف المتحدث أن دور القرآن، سواء الخاصة أم التابعة لمختلف المساجد والزوايا عبر الوطن، تحرص على ضبط جداول حلقات التحفيظ بعناية، بما يراعي الظروف الدراسية للتلاميذ وحتى خلال العطلة الصيفية، دون أن يكون هناك ثقل على التلاميذ، بل يتم منحهم بيئة متوازنة تشجع على الانضباط، وتنمي لديهم مهارات التركيز وتنظيم الوقت والتفوق الذاتي. حماية التلاميذ من مخاطر الانحراف بالعالم الرقمي ولم يغفل المتحدث الأثر العميق، الذي يتركه القرآن الكريم في شخصية الطالب، قائلا إن التلميذ الذي يحفظ كتاب الله لا يكتفي برصيد معرفي إضافي، بل يكون شخصية متزنة، واثقة بنفسها، قادرة على الإلقاء والمواجهة والحوار، وهذه من المهارات التي تفتقد اليوم عند الكثير من الطلبة رغم مستواهم العلمي الجيد. كما نبه بن الحاج جلول إلى أن المدارس القرآنية تقوم بدور وقائي باعتبارها فضاء تربوي بديل يساهم في حماية التلاميذ من مخاطر الانحراف والانجراف وراء العالم الرقمي المغرِق، الذي قد يسحب الطفل نحو محتويات سلبية أو ضارة، في غياب التوجيه الأسري. رفع مستوى التحصيل والحد من التسرب المدرسي وفي السياق ذاته، أكد الخبير في شؤون التربية والتعليم، عومر بن عودة، لـ'الشروق' أن العلاقة بين القرآن الكريم والتفوق الدراسي علاقة متينة وعميقة، كما أن قراءته أو الاستماع إليه تمنح التلميذ شعورا بالطمأنينة، وتخفف من التوتر والقلق، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على التركيز والقدرة على التحصيل العلمي. واعتبر المتحدث أن القصص القرآنية تشكل نماذج راقية وقدوة للتلميذ، لما تحمله من قيم الصبر والتخطيط وحب العلم، مشيرا إلى أن الاقتداء بسير الأنبياء كما وردت في القرآن يعزز السلوكيات الإيجابية التي تؤدي إلى التفوق. دعوات إلى إعادة الاعتبار لتعليم القران داخل المدارس كما أكد أن حفظ كتاب الله يطور مهارات مهمة لدى الطالب، مثل تقوية الذاكرة وتنمية التركيز وتحسين الاستيعاب، مضيفا أنه ليس من الغريب أن نجد نسبة معتبرة من المتفوقين في الدراسة هم من يحفظون القرآن الكريم أو يواظبون على تلاوته. وأشار بن عودة إلى أن القيم الأخلاقية التي يغرسها القرآن في نفس التلميذ كالصدق والأمانة والإتقان، واحترام الوقت تنعكس على سلوكه المدرسي، فتجعله أكثر انضباطا واحتراما للمعلمين والزملاء، وأفضل تنظيما للوقت والواجبات. مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار لتعليم القرآن الكريم في المدارس الجزائرية، من خلال مراجعة برامج العلوم الإسلامية في الأطوار الثلاثة، وتخصيص مساحة أكبر لحفظ وشرح سور مختارة من القرآن، واعتبر أن لهذا التوجه أثرا بالغ الأهمية في رفع مستوى التحصيل الدراسي، وتحسين الأداء العام، وتقليص نسب التسرب المدرسي، والتقليل من الظواهر السلبية في الوسط التربوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store