
هكذا غيّر القرآن المسار الدراسي للمتفوقين!
.
تعد الطالبة رونق زاني، المتحصلة على أعلى معدل بشهادة البكالوريا دورة 2025، واحدا من أجمل الأمثلة التي ترجمت نتائجها الدراسية الارتباط الوثيق بين القرآن والتفوق، وهو ما أكدته خلال تصريحاتها منذ إعلان النتائج، قائلة إنه أحد أسرار تفوقها، كما منحها الثقة والتركيز والانضباط، غير أن ما ميز رونق، أنها لم تكن فقط من حافظات كتاب الله، بل كانت تقتدي بتجربة متفوق سابق هو الطالب محمد الأمين، الذي تحصل على أعلى معدل خلال السنة الماضية، وكان من النماذج التي جمعت بين العلم والقرآن، وقد زرع ذلك في نفسها الطموح، فاجتهدت، وسعت بكل ما تملك من عزيمة لتكرار نفس النجاح وتحقيق نفس النقاط، حيث كشفت أنها كانت تضع تجربته أمام عينيها طيلة الموسم الدراسي، وتعتبره مثالا يحتذى به، وكانت رؤيته كحافظ قرآن ومتفوق في البكالوريا دافعا قويا لها خاصة في أوقات الضغط والامتحانات.
طلبة يثبتون أن القرآن كان سر تفوقهم
مع نهاية كل سنة دراسية وإعلان نتائج الامتحانات الرسمية، تكشف القوائم عن متفوقين بمعدلات تقارب أو تتجاوز 19 من 20، يحملون معهم قصة نجاح ترتكز معظمها على حفظ القرآن والانضباط، حتى إن كثيرا من هؤلاء كشفوا عبر تصريحاتهم المتداولة، أن حفظ القرآن الكريم منحهم قدرة استثنائية على التركيز والتحكم في الوقت والتفكير. وفي حالات عديدة، ذكر الطلبة أن حفظهم للقرآن في سن مبكرة كان اللبنة الأولى لنجاحهم وتفوقهم.
في لحظة وصفتها الحاضرات بـ'الاستثنائية'، امتزجت الدموع بالدعاء، والزغاريد بآيات الختام، حين ختمت الطالبة 'أميمة' آخر آية من كتاب الله، في ذات اللحظة التي وصلها فيها خبر نجاحها في شهادة التعليم المتوسط، لتتحول القاعة إلى فرحة مضاعفة، شاركتها أسرتها الصغيرة والكبيرة في دار القرآن الكريم بمسجد الرحمان ببلدية براقي في العاصمة.
أولياء يقبلون على المدارس القرآنية صيفا اقتداء بالناجحين
وتقول مسيرة دار القرآن ببراقي لـ'الشروق ' إن أميمة أتمت ختم المصحف لأول مرة، وهي لا تتجاوز 14 سنة، وفي لحظة الانتهاء من التلاوة، جاءتها رسالة تؤكد نجاحها في شهادة التعليم المتوسط بتقدير جيد جدا، جعلت الحاضرين يستشعرون بركة القرآن في أبهى صورها.
وأضافت أن أميمة أصبحت قدوة يتحدث عنها كل من يعرفها ويتمنى قريناتها أن يكرمن مثلها، بعدما حفظت كتاب الله، ونجحت دراسيا، فأثبتت أن القرآن لا يعيق التفوق، بل يمنحه بعدا جديدا من الإصرار والنجاح.
لم تكن فرحتها فردية بل جماعية، حيث حرصت عشرات الطالبات بالمدرسة على مشاركة لحظات النجاح بشهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط في أجواء احتفالية مميزة، وتفسر المتحدثة هذا الإقبال على تعلم القرآن للتلاميذ بالمدرسة أنه انعكاس لثقة الأولياء في دور القرآن كمكان للتربية المتكاملة، وتكوين جيل قادر على التوازن بين دينه ودراسته، وعلى الثقة بالنفس والخطابة والحوار والالتزام داخل مجتمع مزدحم بالتحديات الرقمية والانحرافات السلوكية.
أولياء يعودون إلى دور التحفيظ خلال العطلة الصيفية
من جهته، أوضح أمحمد بن الحاج جلول، عضو بمؤسسة النهضة للقرآن الكريم، أن التعليم القرآني يسعى إلى كسر الصورة النمطية التي يروج لها البعض بأن حفظ القرآن الكريم قد يشكل عبئا على المسار الدراسي، أو يشتت التلميذ عن دراسته النظامية، مشددا على أن هذه الفكرة لا أساس لها من الصحة، وأن الواقع أثبت أن نسبة كبيرة من المتفوقين في الامتحانات الرسمية، وعلى رأسهم نوابغ البكالوريا، هم من حفظة كتاب الله.
وأضاف المتحدث أن دور القرآن، سواء الخاصة أم التابعة لمختلف المساجد والزوايا عبر الوطن، تحرص على ضبط جداول حلقات التحفيظ بعناية، بما يراعي الظروف الدراسية للتلاميذ وحتى خلال العطلة الصيفية، دون أن يكون هناك ثقل على التلاميذ، بل يتم منحهم بيئة متوازنة تشجع على الانضباط، وتنمي لديهم مهارات التركيز وتنظيم الوقت والتفوق الذاتي.
حماية التلاميذ من مخاطر الانحراف بالعالم الرقمي
ولم يغفل المتحدث الأثر العميق، الذي يتركه القرآن الكريم في شخصية الطالب، قائلا إن التلميذ الذي يحفظ كتاب الله لا يكتفي برصيد معرفي إضافي، بل يكون شخصية متزنة، واثقة بنفسها، قادرة على الإلقاء والمواجهة والحوار، وهذه من المهارات التي تفتقد اليوم عند الكثير من الطلبة رغم مستواهم العلمي الجيد.
كما نبه بن الحاج جلول إلى أن المدارس القرآنية تقوم بدور وقائي باعتبارها فضاء تربوي بديل يساهم في حماية التلاميذ من مخاطر الانحراف والانجراف وراء العالم الرقمي المغرِق، الذي قد يسحب الطفل نحو محتويات سلبية أو ضارة، في غياب التوجيه الأسري.
رفع مستوى التحصيل والحد من التسرب المدرسي
وفي السياق ذاته، أكد الخبير في شؤون التربية والتعليم، عومر بن عودة، لـ'الشروق' أن العلاقة بين القرآن الكريم والتفوق الدراسي علاقة متينة وعميقة، كما أن قراءته أو الاستماع إليه تمنح التلميذ شعورا بالطمأنينة، وتخفف من التوتر والقلق، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على التركيز والقدرة على التحصيل العلمي.
واعتبر المتحدث أن القصص القرآنية تشكل نماذج راقية وقدوة للتلميذ، لما تحمله من قيم الصبر والتخطيط وحب العلم، مشيرا إلى أن الاقتداء بسير الأنبياء كما وردت في القرآن يعزز السلوكيات الإيجابية التي تؤدي إلى التفوق.
دعوات إلى إعادة الاعتبار لتعليم القران داخل المدارس
كما أكد أن حفظ كتاب الله يطور مهارات مهمة لدى الطالب، مثل تقوية الذاكرة وتنمية التركيز وتحسين الاستيعاب، مضيفا أنه ليس من الغريب أن نجد نسبة معتبرة من المتفوقين في الدراسة هم من يحفظون القرآن الكريم أو يواظبون على تلاوته.
وأشار بن عودة إلى أن القيم الأخلاقية التي يغرسها القرآن في نفس التلميذ كالصدق والأمانة والإتقان، واحترام الوقت تنعكس على سلوكه المدرسي، فتجعله أكثر انضباطا واحتراما للمعلمين والزملاء، وأفضل تنظيما للوقت والواجبات.
مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار لتعليم القرآن الكريم في المدارس الجزائرية، من خلال مراجعة برامج العلوم الإسلامية في الأطوار الثلاثة، وتخصيص مساحة أكبر لحفظ وشرح سور مختارة من القرآن، واعتبر أن لهذا التوجه أثرا بالغ الأهمية في رفع مستوى التحصيل الدراسي، وتحسين الأداء العام، وتقليص نسب التسرب المدرسي، والتقليل من الظواهر السلبية في الوسط التربوي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 3 ساعات
- إيطاليا تلغراف
الأطفال المدلَّلون
أحمد المرزوقي نشر في 28 يوليو 2025 الساعة 8 و 33 دقيقة إيطاليا تلغراف أحمد المرزوقي كاتب وناشط حقوقي مغربي حبّ الوالدين أطفالهما من الغرائز الربّانية والمسلمات الكونية، التي نراها حتى في البهائم العجماء والحشرات الدقيقة، التي قد لا تُشاهَد إلا بالمجهر. فما من جنس خلقه الله على هذه البسيطة إلا يندفع تلقائياً إلى التناسل من أجل التكاثر والاستمرار عبر ضمان الخلف. هذا أمر عادي جدّاً من قبيل أن الشمس تشرق من المشرق وتغرب من المغرب. ولكنّ الشيء الذي أصبح اليوم يشكّل نوعاً من الشذوذ عن القاعدة، هو ذاك الحبّ الجارف الأعمى الذي لا يُبقي ولا يذر من بعض الوالدَين لفِلْذات أكبادهما. حبّ مستعر أهوج لا مدى له ولا حدود، فيصير الأب أو الأمّ عبدَين خانعَين مطيعَين لكلّ نزوات أبنائهما، حتى لو طلبوا منهما المستحيل لسعيا إلى محاولة تحقيقه لهم، ولو على حساب صحّتهما ومالهما ووقتهما. وقد لا يقتصر الأمر على من رُزقوا بالذرّية بعد طول انتظار، أو من رزئوا في بضع أولادهم إثر مرضٍ عضال أو حادثة مؤلمة لم يسلم منها إلا واحد أو اثنين، كما لا يمكن أن يطاول هذا الحبّ الطاغي فئةً اجتماعيةً دون أخرى، بل قد نجده عند بعض الميسورين والمثقّفين كما قد نلاحظه لدى فقراء لا يملكون عشاء ليلة. وسبب هذا المقال ملاحظات عديدة وأمثال كثيرة لأطفال مدلّلين كانوا سبباً لقطع الرحم بين أُسرٍ وإخوةٍ وأصدقاء، فهذا طبيب جرّاح مشهود له بالكفاءة العالية في ميدانه، إن سمعته يتحدّث ويزجي النصائح للمواطنين في التلفاز، لأقسمت أنه أبرع مربٍّ على الإطلاق، ينبغي التأسّي به والاقتداء به. بينما هو في الحقيقة عبدٌ مملوك يرفع الراية البيضاء حيال طفل نزقٍ وقحٍ جسورٍ يفعل به الأفاعيل، إذ كلّما حقّق له رغبته في اقتناء لعبة نفيسة رماها بعد يوم أو يومين ليطالب بلعبة أخرى أغلى منها وأنفس، والطبيب الأسير لرغبات ابنه لا يمانع ولا يجادل، بل يسارع إلى شراء المطلوب منه من دون أدنى تردّد أو همهمة، وكأنّ تلك الطلبات الصبيانية التي لا تنتهي، أوامر عسكرية لا تجوز مناقشتها، أو حتى مجرّد التساؤل حول فائدتها. أن يتمادى ضرر الطفل إلى الناس وإلى المُلك العمومي، فذلك ما لا يقبله عاقل إلى هنا، يبقى هذا الأمر شخصياً لا يخصّ إلا الطبيب وابنه، ولكن أن يتمادى ضرر الطفل إلى الناس وإلى المُلك العمومي، فذلك ما لا يقبله عاقل. فقد حدث ذات مرّة، والجرّاح يتحدّث مع زملاء له عند عتبة باب جناح من الأجنحة، وهم يتأهّبون لمغادرة عملهم في المساء، أن خرج الطفل خارج المبنى وهو في حالة غضب من أبيه، الذي بدا له أنه أطال الحديث مع زملائه أكثر من اللازم، فتناول حجراً كبيراً وهوى به بكلّ قواه على باب في مدخل الجناح ليتشتّت الزجاج في فرقعة كبيرة إلى شظايا متطايرة أمام دهشة كلّ من كان موجوداً في المكان من أطباء وممرّضين ومرضى. وبطبيعة الحال، كنت أنتظر ردّة فعل فوري وصارم من الجرّاح، ولم أشكّ في أن زملاءه الذين ظهرت في محيّاهم علامات الاستنكار والذهول كانوا يتوقّعون الشيء نفسه، إلا أن الجرّاح ضحك ضحكة متكلّفةً وهزّ كتفيه في نوع من الانهزام، وقال متوجّهاً إلى الطفل المدلّل، معاتباً إيّاه بلهجة هي أقرب إلى الاسترضاء منها إلى العتاب: املك أعصابك يا بني، وقل لوالدتك التي تنتظرنا في الخارج أن تتريث لحظةً قصيرة. فتفرّق جمع الأطباء وهم في حالة من الغيظ الكظيم، إلا أن واحداً منهم لم يطق صبراً، فقال لزميله بنرفزة ظاهرة: مع كامل تقديري لك زميلي العزيز، ليست هذه هي المرّة الأولى التي يفعل فيها طفلك مثل هذه الصبيانيات. أعتقد أنه من باب أحرى ألا تدع أمّه تصحبه معها إلى المستشفى بعد اليوم. فاستشاط الجراح غضباً، وردّ على معاتبه بلهجة قاسية، لهجة من أهينت كرامته، وجرى بينهما جدال محتدم كاد أن يفضي إلى تشابك بالأيدي، لولا تدخّل بعض المحسنين. وكان المنظر في الحقيقة منظراً بئيساً يبعث على الاستهجان والامتعاض، ولا سيّما أن بطليه كانا محسوبَين على النُّخبة العالمة، لكن خصامهما كان خصام حمّالين في المرسى. وهذه سيدة ميسورة كانت كلما جاءت لزيارة أقاربها أو صديقاتها، أعلنت عندهم حالة الطوارئ، فسارعوا إلى قفل الدواليب وإخفاء كلّ غال ونفيس بسبب رعونة طفليها، اللذين كانا متخصّصين في ممارسة لعبة الدمار الشامل حيال كلّ ما تطاوله أيديهما من نفائس ومقتنيات غالية، وذلك تحت أنظار أمهما اللامبالية. وقد كان الناس في أول الأمر يتساهلون مع السيدة وطفليها في نوع من المجاملة الزائفة، مردّدين بنفاق كبير كلّما أتلفا جهازاً أو كسرا آنيةً: دعيهما يلعبان. إنهما مجرّد طفلَين بريئَين. فكانت السيدة ترتاح لهذا الكلام المغشوش، وترسم في ملامحها غضباً مغشوشاً كذلك، حتى إذا ما ولّت الأدبار، انبرى أهل الدار إلى إحصاء الخسائر الفادحة في المال والعتاد، وهم يلعنون السيّدة وطفليها المدلَّلَين، محمّلاً بعضهم بعضاً مسؤولية قبول استضافتها مع مارديها. واتفق ذات مرة أن تجرّأت سيّدة، وهي في بيتها تستقبل مكرهة قريبتها البلهاء، فزجرت أحد الطفلين في الوقت المناسب، وكان يهم وهو على أعلى سلم طويل بفكّ سلك غليظ يشدّ ثريّا ثمينةً إلى سقف صالون مجاور للصالون الذي كانت فيه السيّدتان تتحادثان، بينما كان أخوه الصغير يوجّهه بعزم وحماس من تحت، ويمدّه بملقاط كلما احتاج إليه. فاغتاظت أم الطفلين غيظاً شديداً، ولم تجد من حرج في معاتبة مضيفتها قائلة: أهيب بك أن لا تنهرهما بعد اليوم. ملاحظات عديدة وأمثال كثيرة لأطفال مدلّلين كانوا سبباً لقطع الرحم بين أُسرٍ وإخوةٍ وأصدقاء إنهما مُرهفا الإحساس، ومن المحتمل أن يحدث لهما مكروه بهذا التعنيف القاسي منك. دعهما يلعبان، وإن أحدثا أضراراً فسوف أعوّضك بشيك سمين. ثمّ أخرجت من حافظة يدها دفتر شيكات وقالت لصاحبتها: خذي شيكاً واكتبي فيه قدر ما طاولك من أضرار. فابتسمت ربّة البيت بسمة ساخرة، وردّت بهدوء: طوّقي عنقك بهذا الشيك واجعلي منه قلادة، وخذي مارديك فوراً، واعفيني من صلة رحم تكلفني آلاف الدراهم. والأمثال من هذا القبيل أمست لا تُحصى ولا تعدّ. وإني لأغبط بعض الأطفال على بحبوحة الدلال الذي يعيشون فيه، وذلك كلّما استعرضت طفولتي القاسية، وجدت أني كنت مثل كرة تنس يتقاذفها ثلاثة لاعبين قساة جناة. يوقظنا عمّ جبار قبل أذان الفجر بنصف ساعة كي نذهب إلى الكتّاب لحضور حصّة القرآن الكريم، وفقيه في الجامع، هو في حقيقة أمره جلّاد محترف يسوط الأطفال ذات اليمين وذات الشمال، وهو يحكّ لحيته الطويلة ويغالب النعاس، ومعلّم صارم عبوس يضربنا على رؤوس أصابعنا بالمسطرة بسبب وبغير سبب، ورغم ذلك لم يصبنا والحمد لله مكروه ولا هم يحزنون. ولكن مع ذلك، يبقى في النهاية بين البين هو الصحيح، والوسط كان وما زال دائماً هو أنجع الطرق لتربية النشء. وحبّذا لو صار التجنيد العسكري عندنا إجبارياً على الفتيان كما على الفتيات، لا محصوراً على طبقة الفقراء دون أبناء الذوات، كنا ربحنا أجيالاً متجانسةً منظّمةً ومنضبطةً تعطي للمسؤولية حقّها وللحياة معناها. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف السابق لا تصدقوا ما يقوله 'المراقبون' التالي اتفاق أميركي أوروبي يضع حداً لنزاع الرسوم الجمركية


النهار
منذ 14 ساعات
- النهار
محرز 'أشعر بقرب من الله في السعودية وسعيد جدا في الأهلي'
تحدث الدولي الجزائري رياض محرز عن تجربته وعيشه في السعودية، مشيدًا بالأجواء الروحية والثقافية التي يعيشها هناك، كما تطرق إلى الفارق بين اللعب في الدوري السعودي وناديه السابق مانشستر سيتي. وقال محرز في في مقابلة حصرية مع قناة Carre Football، اليوم الأحد 'في السعودية، أشعر بقربٍ من الله، فالمساجد منتشرة في كل مكان، وهي بيئة مثالية لإيماني وثقافتي. في إنجلترا، كان الوضع جيدًا أيضًا. هناك العديد من المساجد، والجميع يمارسون شعائرهم الدينية بحرية. فرنسا مختلفة. بالطبع، هناك مساجد، لكن في إنجلترا، الاحترام أكبر بكثير'. و قارن محرز بين تجربته السابقة في الدوري الإنجليزي الممتاز وتحدياته الحالية قائلاً: 'المستوى هنا أقل من مستوى السيتي، هذا طبيعي، السيتي هو المعيار. لكن هنا، أجد متعة مختلفة، أن أكون قائدًا، وأرشد اللاعبين الشباب'. وأضاف محرز 'حققنا إنجازًا تاريخيًا بفوزنا بدوري أبطال آسيا، وهو أول لقب في تاريخ النادي. هذا شعور خاص ومسؤولية كبيرة'.


الشروق
منذ 16 ساعات
- الشروق
احتفالية تاريخية بصاحبة أعلى معدل في البكالوريا بالجزائر
عاشت مدينة سوق أهراس، مساء السبت، أجواء احتفالات خرافية، خصصت لتكريم التلاميذ المتفوقين في امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، تتقدمهم نابغة الولاية 'رونق زاني' والتي حطمت معدل النجاح الوطني في شهادة البكالوريا منذ الاستقلال، بعد حصولها على معدل 19.70 واحتلالها للمرتبة الأولى على الصعيد الوطني، ليخصص لها حفل استقبال خاص وتكريم مميز أشرفت على تنظيمه سلطات الولاية وشارك فيه كل سكان مدينة سوق أهراس، وبعض البلديات المجاورة. حفل تكريم التلميذة 'رونق زاني' كان حدثا تاريخيا بالنسبة للتلميذة وأفراد عائلتها ولولاية سوق أهراس، بعد أن تم التحضير له على مدار أيام الأسبوع الماضي من طرف السلطات المحلية لولاية سوق أهراس، وشاركها في ذلك عدد من المواطنين، وعديد الجمعيات والمنظمات التي ساهمت في إقامة حفل التكريم الخاص لنابغة الولاية والجزائر. حفل التكريم الذي حضرته 'الشروق اليومي'، كان بداية باستقبال التلميذة 'رونق زاني'، ووالديها، عصر السبت بمقر المجلس الشعبي البلدي، أين وجدت في استقبالها عشرات المواطنين من النساء والرجال الذين تجمعوا في محيط مقر البلدية، وناشطين يحملون الراية الوطنية في المدخل الرئيسي للبلدية، أين خصصوا لها ممرا شرفيا، سارت وسطه 'رونق' بخجل وحياء ممزوجين بنظرات الفخر والاعتزاز بنجاحها، لتصل بعدها إلى فناء البلدية أين كان في انتظارها فوج من الكشافة الإسلامية بلباسهم الرسمي، وعزفوا لها أنغام الأناشيد الوطنية، لتذرف التلميذة 'رونق' دموع الفرحة بهذا المقام، وتدخل بعدها بهو مقر البلدية الذي تم تزيينه خصيصا لها بديكور امتزجت فيه الألوان والأنوار المضيئة، ليكون في مقام نجاحها المحقق، أين أحيطت بمسؤولي البلدية ورئيس الدائرة وعدد من المواطنين الذين باركوا لها نجاحها، وأغدقوا عليها التكريمات والهدايا والأدعية. وعند حدود الساعة الخامسة من مساء السبت، بدأ الاحتفال الرسمي، بنقل التلميذة 'رونق' على متن سيارة رباعية الدفع في موكب رسمي وشعبي، جاب مختلف شوارع مدينة سوق أهراس، المبتهجة بتألق ابنتها وتربعها على عرش الناجحين، الموكب الذي شاركت فيه عشرات السيارات من بينها سيارات الشرطة والدرك الوطني، تتقدمها فرقة من الخيالة التي قدمت عروضا في 'الفنطازيا' على وقع دوي البارود وزغاريد النسوة، في احتفالات خرافية لم تشهدها ولاية سوق أهراس على مدار تاريخها أو على الأقل منذ الاحتفال بتتويج توفيق مخلوفي ابن المنطقة، بذهبية الألعاب الأولمبية في صائفة 2012، وهي الأجواء التي شقّت شوارع المدينة وكسرت روتين يوميات مواطنيها، الذين شاركوا في هذا الاحتفال، واصطفوا على جوانب الطرقات بكل أطيافهم وفئاتهم العُمرية، لتحية 'النابغة رونق' والتصفيق لها، والهتاف باسمها في مشهد اقشعرت له الأبدان ودمعت له أعين الحاضرين، فخرا واعتزازا بفتاة في ربيع عمرها آمنت بقدراتها وأثبتت تميزها فكان النجاح والتكريم من نصيبها. الخيار وقع على الذكاء الاصطناعي الموكب الرسمي الذي طاف عبر شوارع مدينة سوق أهراس، انطلاقا من مقر المجلس الشعبي البلدي المتواجد بضاحية 'سكانسكا' بحي محمد الشريف مساعدية وهو ابن الولاية أيضا على الطريق الوطني رقم 16، وصولا إلى مسرح الهواء الطلق، أين كان يتواجد التلاميذ المتفوقون في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، رفقة أوليائهم بالإضافة إلى جموع المواطنين المشاركين في هذه الاحتفالية الكبرى والتاريخية، كما كان والي ولاية سوق أهراس برفقة وفد من المسؤولين ينتظرون وصول موكب النابغة 'رونق زاني'، ليتم تكريمها تكريما خاصا يليق بمقامها، وبمقام ثانوية صحراوي زغلامي ببلدية تاورة الحدودية والتي درست بها رونق مرحلة الثانوي في شعبة هندسة كهربائية، ليسطع نجمها وتصنع إحدى صفحات تاريخ ولاية سوق أهراس، قبل أن تختار كما أعلنت منذ يومين بقسنطينة خوض عالم الذكاء الاصطناعي كاختصاص جامعي. الحفل الذي استمر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل بأناشيد وطنية وأخرى تمجد العلم وحتى نغمات وطنية من الراحلة وردة الجزائرية التي هي أيضا ابنة المنطقة، تم خلاله تكريم عدد من التلاميذ المتفوقين على مستوى الولاية، بينما كان التكريم خاصا ومميزا للمتألقة والمتفوقة 'رونق زاني' التي ظهرت بكل ثقة وسط حشود المهنئين والذين تسابقوا لتكريمها بمختلف الهدايا وعبارات الثناء والتقدير، في صور ابتهاج وتأثر لن تُمحى من ذاكرة كل من حضر مراسيم هذه الاحتفالية والتي لم يسبق لها مثيل بولاية سوق أهراس، وأعجزت رونق ووالديها حتى عن التعبير، فكانت الابتسامات والدموع والنظرات تقول: ألف شكر وموعدنا ووعدنا تألق آخر!