
بورسعيد.. واجهة حضارية تتألق في معرض الكتاب
شارك في الندوة كل من الروائي والمترجم الدكتور سامح الجباس، والأكاديمي المتخصص في التاريخ الحديث الدكتور مرسي قطب، والكاتب الأثري والمؤرخ شعبان إبراهيم، فيما أدار الحوار الباحث في التراث الشعبي عبد الفتاح البيه، الذي قدّم للقاء بإضاءة على أهمية توثيق هوية بورسعيد الثقافية كإحدى ركائز الوجدان الوطني.
تناولت الندوة أبعادًا متعددة من تاريخ بورسعيد، وموقعها الاستراتيجي، خاصة بعد حفر قناة السويس، حيث شكل بوابةً تلاقت عندها حضارات وثقافات من مختلف أنحاء العالم، لتصنع طابعها الفريد الذي يمزج بين الأصالة والانفتاح، وبين الحرف التقليدية والعمارة المميزة، وبين النضال الوطني والإرث الشعبي الغني.
أكد الدكتور سامح الجباس، أن بورسعيد ليست مجرد مركز تجاري عالمي، بل تمثل بؤرة ثقافية زاخرة بالحيوية والتنوع، مشيرًا إلى تناولها روائيًا في أعماله، لاسيما في روايته "حي الإفرنج"، التي أبرزت ملامح المدينة من زاوية إبداعية تضيء على تاريخها وسكانها.
التحولات التاريخية
من جانبه، استعرض الدكتور مرسي قطب ملامح من بحثه حول التحولات التاريخية التي شهدتها المدينة، وخاصة خلال فترة العدوان الثلاثي، مؤكدًا أن بورسعيد كانت وما زالت في قلب الأحداث الوطنية الكبرى، بدءًا من إضراب عمال الفحم عام 1882، مرورًا بالحراك الشعبي في ثورتي 1919 و1952، وحتى بطولاتها أثناء المقاومة الشعبية في 1956.
كما أشار الكاتب والأثري شعبان إبراهيم إلى أن التراث المصري المادي واللامادي يتجلى بوضوح في بورسعيد، التي حافظت على تقاليدها الشعبية ومظاهرها الثقافية، مؤكدًا أن العادات القديمة مثل "سبوع المولود" تمتد بجذورها إلى عصور الفراعنة، وتعكس استمرارية الهوية الثقافية المصرية.
وتخللت الندوة مداخلات ثرية من عدد من المثقفين، حيث أكد الروائي السعيد صالح أن العلاقة بين التاريخ والرواية علاقة تكامل، فيما شدد الكاتب أسامة المصري على أهمية التأريخ الإبداعي من خلال العمل الروائي، وأشار المفكر عبد السلام الألفي إلى أن الروايات تؤصل وتؤرخ لوقائع قد يغفلها السرد التاريخي الرسمي.
في ختام اللقاء، أجمع المشاركون على أن بورسعيد تمثل نقطة التقاء فريدة للثقافات، ورمزًا وطنيًا للمقاومة والانفتاح، ومثالاً حيًا على التفاعل بين الماضي والحاضر في صياغة الذاكرة الجمعية للشعب المصري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 7 ساعات
- البوابة
محمد شردي يسرد "حكايات بورسعيدية" في معرض الكتاب
في أمسية ثقافية ثرية احتضنتها فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، استضافت قاعة الندوات الكاتب الصحفي والإعلامي الكبير محمد مصطفى شردي في ندوة حملت عنوان "حكايات بورسعيدية"، استعرض خلالها محطات من مسيرته الشخصية والمهنية، وحكايات من الذاكرة الوطنية لمدينته بورسعيد. يمثل محمد مصطفى شردي نموذجًا فريدًا في الصحافة والإعلام والسياسة، وقد تقلد العديد من المناصب البارزة، منها رئاسة مجلس إدارة وتحرير جريدة "الوفد"، إلى جانب مشاركاته بمقالاته في صحف محلية وعربية، مثل "العلم اليوم" و"الشرق الأوسط". كما شغل منصب المتحدث الرسمي ومساعد رئيس حزب الوفد، وحصل على درجات علمية من جامعات مصرية وأمريكية، منها إنديانا وبوسطن. سرد الحكايات استهل شردي حديثه بسرد حكائي عن نشأته في بورسعيد، مؤكدًا أن البيئة البورسعيدية شكّلت وعيه ورسخت لديه قيم التعدد والتسامح، مستشهدًا بعلاقته الوطيدة مع الأب بطرس الجبلاوي، الذي دعمه في بداياته. واعتبر أن "الحدوتة" تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التواصل الاجتماعي وترسيخ مفاهيم السلام. وسرد شردي موقفًا بطوليًا لوالده خلال العدوان الثلاثي على بورسعيد، حيث التقط صورًا فوتوغرافية وثّقت جرائم الاحتلال، وأُرسلت إلى الأمم المتحدة، ما ساهم في صدور قرار بوقف إطلاق النار. وناشد في هذا السياق مؤسسة "أخبار اليوم" بتجميع هذه الصور وتوثيقها حفاظًا على الذاكرة الوطنية. تحولت الندوة إلى مساحة تفاعلية نابضة بالحياة، حيث شارك الحضور بمداخلات حملت إشادات واسعة، أبرزها من الكاتب الصحفي سيد تاج الدين، الذي دعا شردي إلى تصوير برنامجه من أرض بورسعيد دعمًا لهويتها وتاريخها، فيما وصفه الكاتب مجدي النقيب بـ"الصوت المصري الأصيل" الحريص على ترسيخ الهوية. النائب الحسيني أبو قمر أشاد بجرأة شردي في انتقاد الانتخابات الأمريكية أثناء مشاركته كمراقب دولي، واعتبر ذلك تعبيرًا عن مواقفه الوطنية الثابتة، فيما شدد السعيد شحطور على ضرورة التمسك بأخلاقيات وشهامة أبناء بورسعيد. وأكدت الدكتورة وئام عثمان أهمية غرس القيم المصرية في نفوس الأطفال، محذّرة من التغريب الثقافي، بينما استعاد اللواء طارق عمران لحظات إنسانية جمعت بينه وبين شردي، تعكس عمق العلاقة التي تربطهما. ومن جانبه، نوّه الشاعر والكاتب محمد رؤوف بدعم شردي لمسيرته الأدبية، مستعرضًا دواوينه الصادرة عن الهيئة، منها "لعله خير" و"تاريخ ما قبل الثورة"، كما ثمّن دور الهيئة في نشر الكتب بأسعار رمزية تتيح القراءة لكل فئات المجتمع. التمسك بالهوية اختتم محمد شردي الندوة بتأكيده على أن التمسك بالهوية المصرية، وتجذير التراث الشعبي، هو أحد أقوى أسلحة الدفاع عن الوطن، في مواجهة محاولات زعزعة استقراره، كما أشاد بالجهود المصرية في دعم القضية الفلسطينية والتصدي لمخططات تهجير أهالي غزة. تفاعل الجمهور الكبير مع الندوة، وأشاد بمهارة شردي الإعلامية وسرده الحيّ، ما جعل من اللقاء لحظة استثنائية جمعت بين عبق الحكاية وصدق الانتماء.


البوابة
منذ 3 أيام
- البوابة
بورسعيد.. واجهة حضارية تتألق في معرض الكتاب
شهد البرنامج الثقافي لمعرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة مميزة بعنوان "بورسعيد.. نبض من حضارة مصر"، بمشاركة نخبة من الرموز الفكرية والأدبية ذات الحضور الفاعل في المشهد الثقافي المصري. شارك في الندوة كل من الروائي والمترجم الدكتور سامح الجباس، والأكاديمي المتخصص في التاريخ الحديث الدكتور مرسي قطب، والكاتب الأثري والمؤرخ شعبان إبراهيم، فيما أدار الحوار الباحث في التراث الشعبي عبد الفتاح البيه، الذي قدّم للقاء بإضاءة على أهمية توثيق هوية بورسعيد الثقافية كإحدى ركائز الوجدان الوطني. تناولت الندوة أبعادًا متعددة من تاريخ بورسعيد، وموقعها الاستراتيجي، خاصة بعد حفر قناة السويس، حيث شكل بوابةً تلاقت عندها حضارات وثقافات من مختلف أنحاء العالم، لتصنع طابعها الفريد الذي يمزج بين الأصالة والانفتاح، وبين الحرف التقليدية والعمارة المميزة، وبين النضال الوطني والإرث الشعبي الغني. أكد الدكتور سامح الجباس، أن بورسعيد ليست مجرد مركز تجاري عالمي، بل تمثل بؤرة ثقافية زاخرة بالحيوية والتنوع، مشيرًا إلى تناولها روائيًا في أعماله، لاسيما في روايته "حي الإفرنج"، التي أبرزت ملامح المدينة من زاوية إبداعية تضيء على تاريخها وسكانها. التحولات التاريخية من جانبه، استعرض الدكتور مرسي قطب ملامح من بحثه حول التحولات التاريخية التي شهدتها المدينة، وخاصة خلال فترة العدوان الثلاثي، مؤكدًا أن بورسعيد كانت وما زالت في قلب الأحداث الوطنية الكبرى، بدءًا من إضراب عمال الفحم عام 1882، مرورًا بالحراك الشعبي في ثورتي 1919 و1952، وحتى بطولاتها أثناء المقاومة الشعبية في 1956. كما أشار الكاتب والأثري شعبان إبراهيم إلى أن التراث المصري المادي واللامادي يتجلى بوضوح في بورسعيد، التي حافظت على تقاليدها الشعبية ومظاهرها الثقافية، مؤكدًا أن العادات القديمة مثل "سبوع المولود" تمتد بجذورها إلى عصور الفراعنة، وتعكس استمرارية الهوية الثقافية المصرية. وتخللت الندوة مداخلات ثرية من عدد من المثقفين، حيث أكد الروائي السعيد صالح أن العلاقة بين التاريخ والرواية علاقة تكامل، فيما شدد الكاتب أسامة المصري على أهمية التأريخ الإبداعي من خلال العمل الروائي، وأشار المفكر عبد السلام الألفي إلى أن الروايات تؤصل وتؤرخ لوقائع قد يغفلها السرد التاريخي الرسمي. في ختام اللقاء، أجمع المشاركون على أن بورسعيد تمثل نقطة التقاء فريدة للثقافات، ورمزًا وطنيًا للمقاومة والانفتاح، ومثالاً حيًا على التفاعل بين الماضي والحاضر في صياغة الذاكرة الجمعية للشعب المصري.


البوابة
منذ 6 أيام
- البوابة
مناقشة رواية "لعنة الخواجة" للكاتب وائل السمري على هامش معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
نظمت مكتبة الإسكندرية، لقاء مفتوح مع الكاتب والروائي وائل السمري، اليوم الإثنين، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المقام على هامش معرضها الدولي للكتاب في دورته العشرين، وقدمه الكاتب أحمد حسن عوض. تحدث وائل السمري، عن روايته "لعنة الخواجة" التي يعتبر أنها ولدت في الإسكندرية لأن بطلها هو المهندس المصري اليوناني أدريان دانينوس، صاحب فكرة إنشاء السد العالي، والذي ولد في الإسكندرية لأب مشرف على أملاك الخديو إسماعيل في الإسكندرية. رواية لعنة الخواجة في إحدى ندوات معرض مكتبة الاسكندرية للكتاب وأوضح "السمري" إنه عثر عن الوثائق التي تكشف دور "دانينوس" في بناء السد ودأبه على تنفيذ حلمه حيث أنفق كل أمواله حتى وصل به الأمر إلى بيع ممتلكات منزله، مشددًا أنه أراد بهذه الرواية تخليد اسم هذا الرجل، الذي لم يحصل على التكريم المناسب، بعد نصف قرن من رحيله فيما طرح أحمد حسن عوض، رؤيته حول الرواية، مؤكدًا أنها تكشف ببراعة سردية عن التصدعات النفسية العميقة التي يعانيها البطل الموازي "ناصر الحسيني" لكنها لا تكتفي بذلك بل تمنح القارئ مدخلًا مدهشًا لفهم لحظة مأزومة في التاريخ المصري الحديث من خلال شخصية أدريان دانينوس. وأضاف "عوض" إن الأهم أن "السمري" لا يقدم "دانينوس" كشخصية تاريخية فقط بل يصنع منه رمزًا للأمل والمثابرة ويجعله في مفارقة سردية لافتة هو الناصر الحقيقي لناصر البطل في سرد متشابك يجمع بين الفني والمعرفي الذاتي والجمعي في تجربة روائية ذات طموح معرفي وجمالي نادر. وردا على سؤال أحمد عزت حول ما إذا كان بطل الرواية "ناصر الحسيني" هو وائل السمري الكاتب، قال وائل السمري: وهل الأبله بطل رواية ديستوفيسكي هو ديستوفيسكي؟ وهل كمال عبد الجواد بطل الثلاثية أو صابر الرحيمي بطل رواية الطريق هو نجيب محفوظ؟ وأضاف: كل رواية بها بعض الكاتب، لكنها في النهاية تخضع لشروط الفن وقد تقترب الشخصية الروائية أو تبتعد عن الروائي، لكنها في النهاية لا تفارق مقعد الخيال. فعاليات معرض مكتبة الاسكندرية الدولي للكتاب جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازي في القاهرة في "بيت السناري" بحي السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان. وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.