
علماء روس يبتكرون مادة تصدر أشعة قاتلة للبكتيريا
وأثبت الدراسة أنه يمكن استخدام الخصائص القاتلة للبكتيريا لفوسفات الإيتريوم في تطهير مختلف السوائل والأسطح، ما يعني أنها يمكن أن تحل محل مصابيح الأشعة فوق البنفسجية الزئبقية.
وأظهرت العينات التجريبية توهج المركب لمدة تصل إلى قرابة 40 دقيقة، ما أُعتبر رقماً قياسياً، مقارنة بنتائج دراسة مماثلة أجريت في الصين حققت توهجاً مدته 15 دقيقة فقط.
وقد ابتكر باحثون في جامعة الأورال نماذج من مساحيق فوسفات الإيتريوم والسيراميك بعد شحن مركب بالأشعة السينية، ما أدى إلى توهجه بضوء فوق بنفسجي لفترة طويلة، مطهراً الأسطح.
ويمتلك المركب الجديد مجموعة واسعة من التطبيقات العملية، حيث أن إشعاعه أكثر فعالية بنسبة 70 بالمئة من الأشعة فوق البنفسجية القريبة والمتوسطة، ما يجعله قادراً على قتل 99.9 بالمئة من البكتيريا.
وفي سياق متصل، أوضحت يوليا كوزنتسوفا، كبيرة باحثي الدراسة، أنه إذا تم تغطية غرسة بطبقة من هذا المركب فسوف تتطهر بعد تعريضها للأشعة السينية، وسيستمر هذا التأثير إلى ما بعد تركيب الغرسة وتغطيتها بأنسجة الجسم، ما سيؤدي إلى قتل البكتيريا المكونة من البيئة الخارجية، ما يقضي على احتمال حدوث التهابات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
درع مستوحى من "روبيان السرعوف".. مادة خارقة تقاوم الرصاص والشظايا
روبيان السرعوف ليس مجرد كائن مفصلي ملون، بل إنه آلة ضرب دقيقة، يوجه لكمات أقوى من رصاصة بندقية، ولطالما أدهش العلماء في هذا السياق خاصة أن طوله يتراوح بين 10 إلى 18 سنتيمترا لمعظم الأنواع. يملك هذا الكائن زوائد أمامية تُسمى مطرقة أو رمّاحة حسب النوع، يستخدمها للهجوم على فريسته بضربة سريعة، وكأنها سيارة تجري بسرعة تصل إلى 80 كيلومترا في الساعة. كذلك تولد الضربة طاقة عالية كافية لتحطيم أصداف الرخويات أو كسر الزجاج السميك في أحواض الأسماك، إذ يُقدّر الضغط الناتج عن الضربة بأكثر من 1500 نيوتن. ولفهم مدى القوة (نسبيا)، فإن ملاكما قويا مثل مايك تايسون أو محمد علي يمكن أن يوجه لكمة بقوة تتراوح بين 300 إلى 600 نيوتن تقريبا، حسب وزنه وتكتيك الضربة، وقد أظهرت بعض الأرصاد الحديثة على ملاكمين محترفين أن أقوى اللكمات البشرية المسجلة وصلت إلى حوالي ألف نيوتن، في ظروف خاصة. هيكل بوليغاند واليوم، قرر فريق من العلماء محاكاة بنيته المجهرية لصنع مادة ثورية جديدة قادرة على امتصاص الصدمات العالية، مع إمكانية استخدامها في الفضاء والدروع والزجاج المقاوم للرصاص. وقاد البحث كل من الدكتور إدوين تشان والباحثة سوجين لي من المعهد الوطني للمعايير والتقنية في الولايات المتحدة، وأراد الفريق فهم سر صلابة طرف روبيان السرعوف، الذي لا يتحطم رغم الضربات العنيفة، ووجدوا أن السر يكمن في بنية مجهرية مدهشة تُعرف باسم "هيكل بوليغاند"، حسب بيان صحفي رسمي صادر من المعهد. هذا الهيكل يتكوّن من صفائح صغيرة للغاية، مرتبة على شكل طبقات تدور تدريجيا، مما يمنحها مزيجا فريدا من القوة والمرونة، فالبنية ليست قاسية بالكامل ولا لينة بالكامل، بل تعيد توجيه الطاقة بدلا من أن تتشقق أو تتحطم. نتائج مثيرة للانتباه وحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "بي إن إيه إس"، قام الباحثون ببناء هيكل شبيه صناعيا باستخدام بلورات نانوية من السليلوز، وهي مادة مشتقة من الألياف النباتية، ثم رتّبت البلورات بشكل ذاتي إلى صفائح دقيقة، لتُحاكي الهيكل الأصلي لروبيان السرعوف. ولجعل المادة أكثر فعالية، استخدم الفريق موجات صوتية عالية التردد لتعديل صفات البلورات قبل أن تركب كأغشية رقيقة. ولاختبار صلابة هذا الهيكل، تم إطلاق جسيمات صغيرة من السيليكا بسرعة تصل إلى 600 متر/ثانية (أي ضعف سرعة رصاصة بندقية) نحو هذه الأغشية، باستخدام ليزر عالي الكثافة، ثم سجل العلماء تأثير الاصطدام بكاميرات فائق السرعة. وجاءت النتائج لتُظهر أن بعض الجسيمات أحدثت انبعاجا دائما في المادة، لكن بعضها الآخر ارتد مثل كرة التنس بعد اصطدامها، في ظاهرة تُظهر أن المادة لم تتكسر، بل أعادت توزيع الطاقة. وتبيّن للعلماء أن الطريقة التي تم بها ترتيب الطبقات، بالإضافة إلى سماكتها وكثافتها، تؤثر تأثيرا مباشرا في طريقة امتصاص الصدمة، فالطبقات الرقيقة تمتص الطاقة مباشرة، لكنها تحتفظ بتشوه دائم، أما الطبقات السميكة فتُعيد توجيه موجات الصدمة عبر الطبقات، ما يقلل التلف ويزيد من مرونة الرد. هذا التفاعل بين البنية والصدمة يشبه دفاعا متقنا في حلبة ملاكمة، فبدلا من تلقي الضربة كاملة، تُمتص الضربة ثم يُعاد توجيهها للخارج. تطبيقات واعدة ووفقا للدراسة، فإن هذه المادة لا تقتصر فائدتها على الدراسة الأكاديمية فقط، بل يمكنها أن تحدث ثورة في تصميم المواد الواقية في عدة مجالات: الفضاء: حماية المركبات والأقمار الصناعية من اصطدام النيازك الصغيرة والحطام الفضائي. الهندسة المدنية: تصنيع مواد مقاومة للانفجارات في المباني والبنى التحتية. الجيش والأمن: تطوير خوذ ودروع وزجاج مقاوم للرصاص بخفة غير مسبوقة. الرياضات الخطرة: خوذ ومعدات واقية أكثر مرونة وأمانا دون التضحية بالراحة. وفي النهاية، فإن هذا المشروع البحثي يُثبت مرة أخرى أن "المحاكاة الحيوية" ليست مجرد فرع ثانوي لعلوم الهندسة، بل قد تكون بوابة الثورة القادمة في المواد والتقنيات المتقدمة.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
دوران الأرض "يتسارع" والأسباب غير واضحة إلى الآن
في ماضي الأرض السحيق، لم يكن اليوم كما نعرفه الآن، فعندما كانت الديناصورات تجوب الكوكب منذ أكثر من 200 مليون سنة، كان طول اليوم الواحد لا يتجاوز 23 ساعة تقريبا. ويعود هذا إلى أن دوران الأرض كان أسرع في تلك العصور الجيولوجية القديمة، نتيجة تأثيرات الجاذبية بين الأرض والقمر التي لم تكن قد أبطأت سرعة الكوكب بالشكل الذي نراه اليوم. يوم الـ25 ساعة وحتى في التاريخ الإنساني القريب نسبيا، خلال العصر البرونزي قبل نحو 4000 عام، تشير الدراسات إلى أن متوسط طول اليوم كان أقصر بنحو 0.47 ثانية مقارنة بطول اليوم الحالي البالغ حوالي 24 ساعة (أي 86 ألفا و400 ثانية). هذا الفارق الزمني البسيط لا يُلاحظ في الحياة اليومية، لكنه مهم جدا في الحسابات الفلكية وعلوم الأرض الدقيقة، ويُقاس من خلال تحليلات دقيقة لحركة الأرض باستخدام السجلات الجيولوجية والأثرية. وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع العلماء أنه إذا استمرت عملية التباطؤ التدريجي لدوران الأرض نتيجة قوى المد والجزر وتأثيرات أخرى داخلية وخارجية، فإن طول اليوم سيواصل الزيادة. وتشير النماذج الفلكية إلى أنه بعد نحو 200 مليون سنة من الآن، سيصبح اليوم الواحد على الأرض يستغرق 25 ساعة كاملة بدلا من 24. هذا التغير البطيء في طول اليوم هو جزء من ديناميكية كوكبنا، ويتأثر بعوامل متعددة تشمل تفاعل الجاذبية بين الأرض والقمر وتغير توزيع الكتلة على سطح الأرض (مثل ذوبان الجليد) وتحولات في بنية الأرض الداخلية (مثل حركة اللب الخارجي السائل) وحتى النشاط الزلزالي والبراكين. تقلبات يومية بعبارة أخرى، الزمن نفسه كما نقيسه يوميا ليس ثابتا على مدى العصور، بل هو انعكاس لحركة كوكب حي، دائم التغير، ويستجيب لقوى كونية هائلة عبر ملايين السنين. ولكن إلى جانب التغيرات العميقة زمنيا، يشهد دوران الأرض أيضا تقلبات يومية، فالعوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والمد والجزر والبنية الداخلية للأرض، يمكن أن تؤثر على سرعة دوران الكوكب، مما يؤدي إلى زيادتها أو نقصانها بشكل طفيف، وهذه التغيرات الدقيقة قد تتراكم مع مرور الزمن. ورغم أن الاتجاه العام لدوران الأرض يميل إلى التباطؤ، فقد لاحظ العلماء منذ عام 2020 أن الأرض بدأت تدور بشكل أسرع. وقد تم تسجيل هذه الملاحظة من خلال بيانات صادرة عن "الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية" (آي إيه آر إس) التابعة للمرصد البحري الأميركي في واشنطن. أدى ذلك إلى أن بعض الأيام أصبحت أقصر من المعتاد بحوالي 1.5 إلى 1.6 مللي ثانية، وفي عام 2024، سُجل الخامس من يوليو/تموز كأقصر يوم حتى الآن، أقصر بـ1.66 مللي ثانية من المعتاد، وفي 2025، ستحدث أيام قصيرة مشابهة في التاسع من يوليو/تموز و22 يوليو/تموز والخامس من أغسطس/آب، حسبما نقلته منصة "تايم آند ديت". الثواني الكبيسة ويُعتقد أن هذا التسارع في الدوران قد يجعلنا بحاجة، ولأول مرة في التاريخ، إلى طرح ثانية كبيسة من التوقيت العالمي، وذلك بحلول عام 2029، هذا يعني أن الساعة ستقفز ثانية من 23:59:59 إلى 00:00:01 في التوقيت الدولي كاملا. في الواقع، فإن النظام الحالي الذي تديره "الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية" يعتمد على إضافة أو حذف ثوانٍ كل بضع سنوات لتصحيح فرق التوقيت بين دوران الأرض والساعات الذرية، وكان الاتجاه دائما هو إضافة ثوان جديدة لضبط الوقت بدقة. وكان الموعد المحتمل التالي لإضافة ثانية جديدة هو 31 ديسمبر/كانون الأول 2025. مع ذلك، نظرا لسرعة دوران الأرض مؤخرا، فمن غير المرجح إضافة أي ثانية كبيسة في المستقبل القريب. تُضاف الثواني الكبيسة عادة إما في 30 يونيو/حزيران أو 31 ديسمبر/كانون الأول، وتحدث في نهاية اليوم، قبل منتصف الليل بقليل. وفي الساعة الرقمية، تُقرأ الثانية الكبيسة الساعة 23:59:60 مساء. يأتي ذلك في سياق ضبط التوقيت العالمي المنسق (يو تي سي)، وهو معيار التوقيت العالمي، وتُعرّف كل منطقة زمنية بعدد معين من الساعات أو الدقائق، متقدما أو متأخرا عن التوقيت العالمي المنسق. يتبع التوقيت العالمي المنسق في جوهره التوقيت الذري الدولي، الذي يجمع بيانات نحو 200 ساعة ذرية عالية الدقة، محفوظة في مختبرات متفرقة حول العالم. لمَ يتسارع دوران الأرض؟ لا يوجد تفسير واضح حتى الآن لهذا التسارع المرصود مؤخرا، لكن الأمر ليس غامضا بالمعنى "السحري" للكلمة، إذ يعتقد العلماء أن واحدا من العوامل التالية، أو كلها بتأثير مجتمع، كانت السبب في هذا التأثير: العوامل الداخلية: ربما شيء ما يحدث داخل الأرض نفسها (في القلب أو الطبقات السفلى) هو السبب، وليس في الغلاف الجوي أو المحيطات. قوى المد والجزر: سحب القمر لمياه الأرض يمكن أن يبطئ أو يُسرّع الدوران. الزلازل والبراكين: هذه الأحداث تغير توزيع الكتلة داخل الأرض وتؤثر على سرعتها. ذوبان الجليد القطبي: إعادة توزيع الكتلة بسبب ذوبان الجليد قد تؤثر على ميل الأرض وسرعتها. إعلان في كل الأحوال، فإن ذلك ليس له تأثير سلبي على حياتنا، فهذه التغيرات ضئيلة جدا، لكنها مهمة جدا لأنظمة التوقيت الدقيقة مثل الأقمار الصناعية وحركة الإنترنت والملاحة الجوية.


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
"ديفايس".. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي بناء وجهك من الحمض النووي؟
في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى أدوات دقيقة لتحديد الهوية، برز الوجه البشري كأحد أهم السمات البيومترية التي تحمل بصمة جينية فريدة. لطالما شكلت ملامح الوجه مفتاحا بصريا للتعرف على الأفراد، ليس فقط في الحياة اليومية، بل في ميادين دقيقة كعلم الأدلة الجنائية، حيث تلعب الخصائص الشكلية دورا حاسما في تحديد الهوية، خاصة عند غياب وسائل التعرف التقليدية. ومع تطور تقنيات التسلسل الجيني عالي الإنتاجية، اتسعت آفاق التعرف الجنائي لتشمل نهجا أكثر طموحا: استخراج ملامح الوجه من الحمض النووي وحده. ورغم التحديات التي تفرضها الطبيعة المعقدة للوراثة الوجهية، والتأثيرات المتشابكة للعوامل البيئية والجينية، تتوالى المحاولات لتجسيد الملامح البشرية انطلاقا من المادة الوراثية. بيد أن تحويل الشيفرة الوراثية مباشرة إلى ملامح وجهية واقعية ظل هدفا معقدا، بفعل محدودية الفهم الجيني وصعوبة التنبؤ الدقيق بشكل الوجه البشري. ولكن بزوغ تقنيات الذكاء الاصطناعي ، وخاصة نماذج التوليد متعددة الوسائط، أفسح المجال لابتكارات جذرية في هذا المجال. وضمن هذا السياق، تبرز تقنية "ديفايس" (Difface) بوصفها مقاربة جديدة توظف نماذج الانتشار وخرائط التقابل بين البيانات الجينية والصور، لإعادة بناء وجه الإنسان بصورة ثلاثية الأبعاد اعتمادا على تسلسل الحمض النووي. كيف يحول "ديفايس" الشيفرة الجينية إلى وجه ثلاثي الأبعاد؟ في دراسة حديثة نُشرت في مجلة "أدفانسد ساينس" (Advanced Science)، طور فريق من الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم نموذجا مبتكرا يدعى "ديفايس"، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد لوجوه البشر مباشرة من بيانات الحمض النووي. ويربط هذا النموذج بين متغيرات جينية محددة تُعرف بتعدد أشكال النوكليوتيد المفرد (Single Nucleotide Polymorphisms-SNPs) والملامح الوجهية الظاهرة، مما يمكّنه من توقع ملامح الوجه بدقة. وفي تعليق له، قال لونين تشين، أحد مؤلفي الدراسة: "تمكنت 'ديفايس' بشكل مذهل من إنشاء صور وجه ثلاثية الأبعاد للأفراد اعتمادا فقط على بيانات الحمض النووي، متوقعة مظهرهم في أعمار مستقبلية مختلفة". ويستخدم "ديفايس" مزيجا من تقنيات متقدمة، تشمل التعلم متعدد الوسائط بالتباين، والهياكل الهجينة من المحولات (Transformers)، والتلافيف الحلزونية (Spiral Convolutions)، إضافة إلى آلية توليد تعتمد على نماذج الانتشار (Diffusion Models)، لترجمة الشيفرة الوراثية إلى تمثيل وجه واقعي عالي الدقة. دقة جينية مدهشة في محاكاة الملامح بحسب ما جاء في ورقة البحث، تمّ تدريب نموذج "ديفايس" باستخدام 9674 مجموعة بيانات تشمل ملفات المتغيرات الجينية "إس إن بي إس" (SNPs) وعمليات مسح ثلاثي الأبعاد لوجوه أفراد من عرق الهان الصيني. حيث يعتمد النموذج على تمثيل البيانات الجينية والسطوح الوجهية في مساحة مميزة منخفضة الأبعاد عبر تقنيات التعلم بالتباين، ثم يستخدم مكونات توليدية قائمة على نموذج الانتشار لإعادة بناء الوجه ثلاثي الأبعاد من هذا التمثيل. وقد ساهم دمج متغيرات إضافية مثل العمر، والجنس، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) في تعزيز دقة إعادة البناء بشكل ملحوظ، حيث حقق نموذج "ديفايس" معدل تعريف من الدرجة الأولى (Rank-1) بنسبة 3.33%، ومنطقة تحت المنحنى (AUC) بنسبة 80.7% في مهام التحقق. من جهة أخرى، بلغ متوسط خطأ إعادة بناء الوجه (المسافة الإقليدية) 3.52 مليمترات عند استخدام متغيرات "إس إن بي إس" فقط، وانخفض إلى 2.93 مليمتر عند تضمين المتغيرات الظاهرية. كما أظهر النموذج قدرة دقيقة على التقاط التغيرات الوجهية عبر الفئات العمرية المختلفة، وحقق دقة تصنيف عالية في التمييز بين السمات الوجهية. هل يمكن الوثوق بنتائج "ديفايس" رغم محدودية البيانات؟ رغم تفوق نموذج "ديفايس" في الحفاظ على دقة عالية حتى عند استخدام بيانات جينية جزئية، فقد لوحظ تراجع في الأداء عندما انخفضت تغطية المتغيرات الجينية "إس إن بي إس" إلى أقل من 70%. ومع ذلك، أظهر النموذج تنوعا وجهيّا شبه مطابق للتنوع الواقعي، حيث بلغت درجة التنوع "دي بي بي" (DPP) قيمة 9.66 مقارنة بـ0.9999 في الصور الحقيقية. ومن أبرز مزاياه أيضا قابليته للتفسير، فبفضل استخدام قيم "إس إتش إيه بي" (SHAP) وتقنيات تحليل "جي دبليو إيه إس" (GWAS)، استطاع الباحثون تحديد المتغيرات الجينية "إس إن بي إس" ذات ارتباط وثيق بسمات محددة مثل شكل الأنف وبنية عظام الخد. وقد تم التحقق من هذه النتائج بيولوجيا، حيث أظهرت توافقا مع مسارات تطورية معروفة في إطار "علم دلالة الجينات" (Gene Ontology). آفاق تطبيقية واسعة ومستقبل واعد يُظهر "ديفايس" إمكانات تطبيقية متعددة في مجالات متنوعة، من أبرزها: الطب الشرعي: إذ يمكن استخدامه للتعرف على الأفراد اعتمادا على عينات "دي إن إيه" (DNA) تالفة أو غير مكتملة. وفي الطب الشخصي: يساهم في تقديم رؤى حول دور الجينات في تشكيل ملامح الوجه. وفي البحوث الجينية: يعزز فهم العلاقة بين الجينوم (Genome) والصفات الشكلية. وفي تجربة ميدانية، تمكن المشاركون من مطابقة الوجوه الحقيقية مع الوجوه التركيبية بدقة بلغت 75.6% ضمن اختبارات متعددة الخيارات من 5 صور. إعلان ورغم أن النموذج تم تطويره باستخدام بيانات جينية من مجموعة سكانية متجانسة عرقيا (العرق الصيني)، فإن بنيته قابلة للتعميم. وقد شدد الباحثون على ضرورة تدريبه مستقبلا على بيانات متعددة الأعراق لتوسيع نطاق استخدامه، وضمان العدالة والإنصاف في مختلف التطبيقات. تساؤلات أخلاقية ملحّة على الرغم من التقدم التقني اللافت الذي يقدمه "ديفايس"، فإن استخدامه يثير تساؤلات جوهرية تتعلق بالخصوصية الجينومية، وإمكانية إعادة التعرف على الأفراد، وتوظيف التقنية في أنظمة المراقبة البيومترية. إذ إن القدرة على توليد ملامح وجه من بيانات وراثية مجهولة الهوية تفتح الباب أمام احتمالات إساءة الاستخدام في مجالات مثل القانون، والرعاية الصحية، وشركات التأمين. وقد حذر الخبراء من أن إساءة استخدام القدرة على استنتاج النمط الظاهري من الحمض النووي قد يؤدي إلى الوصول غير المصرح به إلى بيانات شخصية حساسة، أو حتى تمييز قائم على السمات الجينية المتوقعة. فعلى سبيل المثال، رغم أن التصوير الظاهري الجنائي "إف دي بي" أصبح أداة متقدمة تستخدم في القضايا المعقدة، فإنه لا يزال يفتقر إلى الدقة الكافية فيما يتعلق بتوقع ملامح الوجه، مما قد يؤدي إلى الاشتباه الخاطئ في أبرياء أو مجموعات سكانية بعينها. وتجلى هذا القلق في حادثة وقعت عام 2022 في كندا، حينما طلبت شرطة مدينة إدمنتون من العامة المساعدة في التعرف على مشتبه به باستخدام صورة مولدة حاسوبيا بناء على بيانات وراثية من الحمض النووي، في قضية اعتداء جنسي. وقد واجهت هذه الخطوة انتقادات شديدة بسبب ضعف الشفافية في منهجية توليد الصورة، مما دفع الشرطة لاحقا إلى سحب طلبها. وكانت الصورة قد أُنتجت من قبل شركة "بارابون نانو لابس" (Parabon NanoLabs)، التي خضعت لانتقادات متكررة من قبل نشطاء الخصوصية والأخلاقيات. من جهته، أكد الباحث المشارك تشين لموقع "كور هاوس نيوز سيرفس" (CourtHouse News Service) عبر البريد الإلكتروني أن الجانب الأخلاقي لم يكن هامشيا، بل "جزءا لا يتجزأ من عملية البحث"، مشيرا إلى أن الفريق اتخذ منذ البداية عددا من الإجراءات الإيجابية لضمان الامتثال الأخلاقي والقانوني، بما في ذلك العمل وفق معايير المراجعة المؤسسية الأخلاقية، وتقييد استخدام البيانات الجينية ضمن حدود البحث العلمي. إلا أن الأمر يظل مرهونا بوضع إطار تشريعي وأخلاقي شامل، وفتح حوار متعدد التخصصات يجمع بين العلماء، والمشرعين، والخبراء في حقوق الإنسان، لضمان توجيه هذه الابتكارات ضمن مسارات آمنة ومنصفة. بالنهاية، ورغم الدقة المتقدمة التي بلغها، لا يزال نموذج "ديفايس" في مرحلة التجربة والاستكشاف، مما يستدعي توسيع قاعدة البيانات العرقية، وتحسين تمثيل التنوع البشري، إلى جانب تعزيز الأطر الأخلاقية والقانونية المصاحبة له. ولعل السؤال الأبرز في المستقبل لن يكون فقط: "هل يمكن التنبؤ بوجه الإنسان من حمضه النووي؟"، بل: "كيف يمكننا استخدام هذه القدرة بمسؤولية؟". سؤال يضع الذكاء الاصطناعي والعلوم الجينية أمام اختبار مزدوج: اختبار التقنية والقيم في آن واحد.