
تصعيد سيبراني واسع يستهدف إسرائيل في سياق الحرب مع إيران
كما كان متوقعاً، أدّى تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران إلى موجة من أنشطة "الهاكتفيزم" (القرصنة بدوافع أيديولوجية)، وكان أغلبها من نوع حجب الخدمة (DDoS). فقد قام نشطاء متعاطفون أيديولوجياً باختراق مواقع إلكترونية، وتعطيل بعضها، وتسريب بيانات مسروقة.
ووفقاً لمنصّة CyberKnow، شاركت نحو 100 مجموعة هاكتفيزم مختلفة بحلول نهاية الأسبوع الأول من القتال، ويبدو أن الغالبية العظمى منها تدعم إيران.
منذ بداية الصراع، رصدت شركة الأمن السيبراني Radware ما يقارب 30 هجوم DDoS يُعلن عنه ضد إسرائيل يومياً.
وتقود مجموعتان رئيسيتان من الهاكرز هذا الهجوم المكثف ضد إسرائيل، وهما Mr Hamza وArabian Ghosts. أما أكثر القطاعات استهدافاً في إسرائيل فهي:
القطاع الحكومي والعام (~27%)
قطاع التصنيع (~20%)
الاتصالات (~12%)
الإعلام والإنترنت (~9%)
الخدمات المصرفية والمالية (~5.3%)
بالتوازي مع ذلك، يحاول الطرفان التحكم في السرد الإعلامي والتأثير على الرأي العام عبر الإنترنت. ووفقاً لـRadware، فقد أطلقت إيران وحلفاؤها "حملة دعائية واسعة النطاق" تهدف إلى ترهيب الإسرائيليين، ونشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.
وقد لجأ الجانبان إلى نشر صور مفبركة ومزيّفة (بما في ذلك صور مزيّفة عميقة 'Deepfakes') تتعلق بالحرب.
وقالت شركة Radware:
"الجانب المتعلق بالتضليل الإعلامي والتأثير في هذه الحرب نشط للغاية. هناك روايات كاذبة، وأدلة مفبركة، وعمليات رقابة استراتيجية. هذا الضباب الرقمي للحرب يجعل من الصعب على الجمهور التمييز بين الحقيقة والزيف، ويبرز كيف أن الحروب الحديثة لا تُخاض فقط بالصواريخ، بل أيضاً بالميمات وتطبيقات الرسائل".
كذلك تثير محاولات إسرائيل للتأثير في الرأي العام وكسب المزيد من الحلفاء الانتباه أيضاً. فقد استقبلت أخيراً وفداً من المؤثرين المؤيدين لإسرائيل، من بينهم صحافيون، من إحدى دول البلطيق. ولولا أن أحد الصحافيين السابقين لم يُسمح له بالصعود إلى الطائرة التي كانت ستقلّهم عائدين، لربّما مرّ الحدث دون أن يلاحظه أحد.
وفي المقابل، تسعى إيران إلى إبقاء مواطنيها في حالة من الجهل بالمستجدات عبر تقييد الوصول إلى الإنترنت، وحثهم على حذف تطبيق "واتساب".
وأضافت Radware:
"هناك حرب تضليل إعلامي موازية تهدف إلى التأثير على العقول والقلوب في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بشخصيات مزيفة ووسائط إعلامية مفبركة. ومع استمرار الأزمة، تظل المؤسسات في المنطقة وحول العالم في حالة تأهب قصوى من خطر انتقال آثار هذا الصراع إليهم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 3 أيام
- النهار
الذكاء الاصطناعي يشعل "حرب الظلال" الرقمية بين إيران وإسرائيل
أعقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل موجة من التساؤلات حول أوجه هذا الصراع المعقّد، لا سيما تلك التي دارت خارج ساحات القتال التقليدية. فبينما هدأت أصوات الانفجارات، أُعيد تسليط الضوء على المعارك التي جرت في الفضاء السيبراني، حيث استُخدمت الخوارزميات كسلاح، ودار القتال عبر الشاشات، واستُهدفت الأنظمة والعقول قبل المواقع العسكرية. منذ الهجوم الشهير بفيروس "ستوكسنت" Stuxnet عام 2010، تطور الصراع الإلكتروني بين الجانبين، ووصل ذروته خلال الأسابيع الأخيرة من التصعيد، حيث لعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في صياغة شكل الحرب الرقمية وأدواتها. تصعيد غير مسبوق في حزيران / يونيو 2025، شهدت إسرائيل تصعيداً سيبرانياً غير مسبوق. فقد ارتفعت الهجمات الإلكترونية المنسوبة إلى إيران بنسبة تجاوزت 700% خلال يومين فقط، بحسب بيانات شركة الأمن السيبراني Radware . ووفقاً للتقرير نفسه، استهدفت هذه الهجمات بالدرجة الأولى القطاع الحكومي والعام بنسبة 27%، تليه قطاعات التصنيع (20%)، الاتصالات (12%)، الإعلام والإنترنت (9%)، وأخيراً القطاع المصرفي والمالي (5.3%) – مع الإشارة إلى أن هذه النسب وردت في تحليلات فنية ولم تُوثّق رسمياً كنسب منشورة علناً. المعركة الرقمية تنتقل إلى الاقتصاد الإيراني في المقابل، شنت مجموعة Predatory Sparrow ، وهي مجموعة قرصنة إلكترونية يُعتقد أنها مؤيدة لإسرائيل، سلسلة من الهجمات التخريبية على مؤسسات إيرانية بارزة. ففي 17 حزيران / يونيو، تعرض بنك سبّه – أحد أقدم وأكبر البنوك الإيرانية – لانقطاع كبير في أجهزة الصراف الآلي وخدماته الرقمية، وفق تقارير متخصصة في الأمن السيبراني. In the aftermath of Israel's Operation Rising Lion, Iranian state-backed and aligned hacktivist groups are ramping up cyber operations. Read Radware's full threat advisory here: — Radware (@radware) June 13, 2025 وفي اليوم التالي، أعلنت المجموعة نفسها مسؤوليتها عن هجوم على منصة Nobitex، أكبر بورصة عملات مشفرة في إيران، أسفر عن خسارة أصول رقمية تقدّر بأكثر من 90 مليون دولار. وقد تم نقل هذه الأصول إلى محافظ غير قابلة للاسترجاع تُعرف باسم "محافظ محروقة"، وفق تقارير صدرت عن شركات تحقيقات رقمية من بينها TRM Labs وBitdefender. التضليل كسلاح رقمي لم تقتصر الهجمات على البنية التحتية، بل استخدمت أدوات الحرب النفسية على نطاق واسع. فقد تلقّى مواطنون إسرائيليون رسائل نصية مزيفة تنذر بأزمات وشيكة، مثل نفاد الوقود أو تفجيرات محتملة، صُممت لتبدو وكأنها مرسلة من جهات حكومية رسمية، بحسب تحليل من شركة Radware. كما أشارت تقارير إعلامية إلى احتمال اختراق قناة "كان 11" الإسرائيلية، حيث يُزعم أن المخترقين تمكنوا من الوصول إلى كاميرات البث الداخلية وبثّ محتوى باللغة الفارسية. غير أن هذه المزاعم لم تؤكدها أي جهة رسمية أو مستقلة حتى لحظة إعداد هذا التقرير. الذكاء الاصطناعي في صميم الصراع مع تصاعد الحرب السيبرانية، حذّر الخبير الأمني الإسرائيلي تومر بيري، مدير شركتي Citrix Israel و Inocom ، من دخول النزاع مرحلة أكثر تعقيداً، قائلاً: "نحن نواجه ساحة معركة جديدة: الذكاء الاصطناعي في مواجهة الذكاء الاصطناعي.". يشير هذا التحذير إلى استخدام الأطراف المتصارعة تقنيات متقدمة تستند إلى الذكاء الاصطناعي لمهاجمة واختراق الأنظمة الرقمية الخاصة ببعضها البعض. وباتت أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم في صياغة رسائل تصيّد احترافية، وإنشاء مواقع مزيفة، وإنتاج مقاطع فيديو عميقة التزييف (Deepfake) يصعب على أنظمة الحماية التقليدية رصدها، بحسب تقارير تحليلية وتقنية متخصصة. وفي المقابل، تستفيد المؤسسات الدفاعية والحكومات من الذكاء الاصطناعي لرصد التهديدات بشكل لحظي، وتحليل ملايين البيانات في الوقت الفعلي، مما يُسرّع الاستجابة ويُقلل من أثر الهجمات. وتُستخدم هذه الأنظمة اليوم للكشف عن تسجيلات دخول مشبوهة، وتفكيك البرمجيات الخبيثة، والتنبؤ بالثغرات الأمنية المحتملة قبل استغلالها. جبهة رقمية موازية مع انتهاء جولة القتال الأخيرة على الأرض، يُسلّط هذا السياق الضوء على جبهة موازية لم تهدأ بعد بالكامل. فالحرب السيبرانية باتت تشكّل جزءاً لا يتجزأ من النزاعات الحديثة، توازي في تأثيرها المعارك الميدانية، إن لم تسبقها في بعض الأحيان. إنها معارك تدار بصمت، وتُخاض في العتمة، لكن نتائجها تُحدث ضجيجًا يمتد إلى كل بيت.


النهار
منذ 6 أيام
- النهار
تصعيد سيبراني واسع يستهدف إسرائيل في سياق الحرب مع إيران
كما كان متوقعاً، أدّى تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران إلى موجة من أنشطة "الهاكتفيزم" (القرصنة بدوافع أيديولوجية)، وكان أغلبها من نوع حجب الخدمة (DDoS). فقد قام نشطاء متعاطفون أيديولوجياً باختراق مواقع إلكترونية، وتعطيل بعضها، وتسريب بيانات مسروقة. ووفقاً لمنصّة CyberKnow، شاركت نحو 100 مجموعة هاكتفيزم مختلفة بحلول نهاية الأسبوع الأول من القتال، ويبدو أن الغالبية العظمى منها تدعم إيران. منذ بداية الصراع، رصدت شركة الأمن السيبراني Radware ما يقارب 30 هجوم DDoS يُعلن عنه ضد إسرائيل يومياً. وتقود مجموعتان رئيسيتان من الهاكرز هذا الهجوم المكثف ضد إسرائيل، وهما Mr Hamza وArabian Ghosts. أما أكثر القطاعات استهدافاً في إسرائيل فهي: القطاع الحكومي والعام (~27%) قطاع التصنيع (~20%) الاتصالات (~12%) الإعلام والإنترنت (~9%) الخدمات المصرفية والمالية (~5.3%) بالتوازي مع ذلك، يحاول الطرفان التحكم في السرد الإعلامي والتأثير على الرأي العام عبر الإنترنت. ووفقاً لـRadware، فقد أطلقت إيران وحلفاؤها "حملة دعائية واسعة النطاق" تهدف إلى ترهيب الإسرائيليين، ونشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة. وقد لجأ الجانبان إلى نشر صور مفبركة ومزيّفة (بما في ذلك صور مزيّفة عميقة 'Deepfakes') تتعلق بالحرب. وقالت شركة Radware: "الجانب المتعلق بالتضليل الإعلامي والتأثير في هذه الحرب نشط للغاية. هناك روايات كاذبة، وأدلة مفبركة، وعمليات رقابة استراتيجية. هذا الضباب الرقمي للحرب يجعل من الصعب على الجمهور التمييز بين الحقيقة والزيف، ويبرز كيف أن الحروب الحديثة لا تُخاض فقط بالصواريخ، بل أيضاً بالميمات وتطبيقات الرسائل". كذلك تثير محاولات إسرائيل للتأثير في الرأي العام وكسب المزيد من الحلفاء الانتباه أيضاً. فقد استقبلت أخيراً وفداً من المؤثرين المؤيدين لإسرائيل، من بينهم صحافيون، من إحدى دول البلطيق. ولولا أن أحد الصحافيين السابقين لم يُسمح له بالصعود إلى الطائرة التي كانت ستقلّهم عائدين، لربّما مرّ الحدث دون أن يلاحظه أحد. وفي المقابل، تسعى إيران إلى إبقاء مواطنيها في حالة من الجهل بالمستجدات عبر تقييد الوصول إلى الإنترنت، وحثهم على حذف تطبيق "واتساب". وأضافت Radware: "هناك حرب تضليل إعلامي موازية تهدف إلى التأثير على العقول والقلوب في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بشخصيات مزيفة ووسائط إعلامية مفبركة. ومع استمرار الأزمة، تظل المؤسسات في المنطقة وحول العالم في حالة تأهب قصوى من خطر انتقال آثار هذا الصراع إليهم".


النهار
منذ 7 أيام
- النهار
تجسس روسي نشط في ألمانيا... القواعد العسكرية والأمن والتجارة بخطر
حفّزت التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، إضافة إلى التبدلات في سياسات الأمن والدفاع بعد الحرب الروسية على أوكرانيا والعقوبات الغربية، أشكالاً متعدّدة من الأنشطة الاستخباراتية الروسية ضد ألمانيا، شملت التجسس، والتخريب، والتضليل، وصولاً إلى إلحاق أضرار تجارية واقتصادية جسيمة بهدف تهديد السيادة الوطنية. فما هو مستوى التهديدات وطبيعتها؟ وما هي التدابير المضادة؟ انقضاض على البيانات وكشف تقرير حديث صادر عن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية عن تصاعد مستمر في مستوى التهديد السيبراني، مشيراً إلى تسجيل نحو 202 ألفي قضية جريمة إلكترونية مصدرها الخارج، تسببت بأضرار مالية فادحة للاقتصاد والدولة والمجتمع. ووفقاً لمسح أجرته مؤسسة "بيتكوم"، بلغت الأضرار الناجمة عن هذه الهجمات 178.6 مليار يورو عام 2024، بزيادة قدرها 30 مليار يورو عن العام السابق. وفي السياق ذاته، أفاد المكتب الاتحادي لأمن المعلومات بأن أخطر التهديدات يتمثل في هجمات "برامج الفدية"، إذ يقوم المهاجمون بتشفير أجهزة الكمبيوتر ويطلبون فدية لفك التشفير. وقد أبلغت 950 شركة مكاتب الشرطة عن تعرّضها لهكذا هجمات. كما تُسجَّل هجمات حجب الخدمة الموزعة (DDoS) التي تشل الإدارات العامة عبر تحميل الشبكات بشكل متعمّد. إلى جانب ذلك، تتصاعد الأنشطة الإجرامية من خلال تطبيقات التراسل الفوري، ضمن ما يُعرف بـ"عروض الجرائم السيبرانية". وفي ضوء هذه التهديدات، أكّد المكتب الاتحادي لحماية الدستور أن روسيا لا تعتمد سياسة انتقائية في اختيار أهدافها، وأن ألمانيا تظل في دائرة الاستهداف الدائم، خصوصاً عبر الإنترنت، الذي يوفّر فرصاً كبيرة للمخترقين الروس للولوج إلى بيانات المؤسسات والشركات الألمانية. ووفق التقرير، فقد ارتفع نشاط الاستخبارات الروسية منذ فرض العقوبات الغربية على موسكو، وبلغ ذروته في عام 2024، من خلال استخدام عملاء مدرّبين على تنفيذ مهام قصيرة الأمد، شملت محاولات تخريب وتجسس ودعاية. وقد وجّه الادعاء العام الاتحادي اتهامات لثلاثة ألمانيين من أصول روسية بممارسة أنشطة استخباراتية. القواعد العسكرية وصناعة الأسلحة وكشفت التحقيقات الاستقصائية أن الهجمات الروسية لا تستهدف الإدارات فقط، بل تشمل أيضاً الشركات العاملة في مجالات حساسة، لا سيّما الصناعات الدفاعية. إذ يعمد المخترقون إلى تعطيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات لتلك الشركات، بهدف سرقة المعرفة التكنولوجية المتقدمة، ما يشكّل تهديداً بالغاً للاقتصاد الوطني. ووفق دراسة لشركة "TÜV Rheinland"، فإن 15% من الشركات التي شملها الاستطلاع تعرضت لهجمات سيبرانية خلال العام الماضي، من دون احتساب ملايين محاولات التصيّد الاحتيالي التي تم إحباطها، والتي تعتمد على رسائل بريد إلكتروني مضللة. الأخطر كان تسجيل رصد لطائرات تجسس مسيّرة فوق مقرات عسكرية ألمانية، ما أثار حالة من القلق الأمني، خاصة مع وجود احتمال لحمل بعضها متفجرات. وقد أبلغ الجيش الألماني عن تحليق عدد كبير منها فوق قواعد عسكرية، أبرزها مطار مانشينغ العسكري في ولاية بافاريا، وقاعدة شفيزينغ في شليسفيغ هولشتاين، حيث يتدرّب الجنود الأوكرانيون على منظومة الدفاع الجوي "باتريوت". ألمانيا بوصلة وهدف يرى الباحث السياسي والاقتصادي يان مولر، في تصريح لـ"النهار"، أن ألمانيا "تمثل هدفاً محورياً لروسيا"، كونها أكبر دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وثاني أكبر عضو في "الناتو"، وصاحبة ثالث أقوى اقتصاد في العالم. ويضيف أن الهدف من هذه الهجمات هو تقويض مكانة ألمانيا الديبلوماسية في السياسة الخارجية، مع الإضرار بالحياة العامة من خلال أعمال تخريبية ممنهجة. ويشير مولر إلى أن موسكو تستثمر بكثافة في التأثير على الرأي العام الألماني والتلاعب به، بما يخدم تعزيز الانقسام داخل المجتمع، وزعزعة الاستقرار السياسي. وفي هذا السياق، قال خبير الشؤون الأمنية في الحزب المسيحي الديموقراطي رودريش كيزويتر، في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست:" "ألمانيا لا ترد بالشكل الكافي على الهجمات الروسية الهجينة، ولهذا لا تجد موسكو ما تخشاه، بل إنها تعزز موقعها بفضل ضعف برلين". الحماية غير كافية يتفق الخبراء على أن الاستثمار في الأمن السيبراني مجدٍ، إذ إن كلفته تبقى أقل بكثير من كلفة هجوم ناجح. ويوصون باللجوء إلى شركات متخصصة لإدارة البيانات التجارية مع ضمان أمن البنية التحتية الرقمية. وفي هذا الإطار، نقلت شبكة "NTV" عن خبير الأمن السيبراني في "TÜV Rheinland"ميشائيل فوبي، ضرورة تسريع الحكومة الفيدرالية في تنفيذ توجيهات الاتحاد الأوروبي الخاصة بأمن الشبكات والمعلومات، والتي تهدف إلى توحيد وتعزيز منظومة الحماية السيبرانية، لا سيما في ما يتعلق بالبنى التحتية الحساسة كمحطات الطاقة والمطارات. كذلك، دعا إلى التركيز على الذكاء الاصطناعي نظراً لدوره الحاسم في الكشف المبكر عن التهديدات، وتعزيز قدرات المراقبة، إضافة إلى دعم المؤسسات البحثية في تطوير تدابير مضادة تعتمد على شبكات رصد عالية الدقة. وفي مقابل هذه الانتقادات، صرّح وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندت بأن ألمانيا تسعى لتطوير قدراتها التقنية والتنظيمية، مشدداً على ضرورة توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل أجهزة الاستخبارات. وأشار إلى تجارب تنفذها شركات خاصة لمحاكاة اعتراض الطائرات المسيّرة بواسطة طائرات بدون طيار مخصّصة، تعمل على إطلاق شبكة أمان عبر الهواء المضغوط للقبض على طائرة التجسس ومنع سقوط أي حطام على الأرض. غير أن هذه الأنظمة، رغم تطورها، تظل مكلفة ومعقدة، وتتطلب أطقم مدرّبة، ورادارات أرضية، وأنظمة كشف بصري لتكون فعّالة في عمليات الدفاع، سواء باستخدام طائرات اعتراض أو أجهزة تشويش.