
تحولات التكنولوجيا تعيد رسم المشهد الإعلامي
يشهد العالم تسارعاً في الابتكارات التقنية، ولم تعد المؤسسات الإعلامية بمنأى عن رياح التغيير، فالتحول الرقمي، وظهور الذكاء الاصطناعي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، كلها عوامل تجبر هذه المؤسسات على إعادة صياغة قواعد العمل الإعلامي، وتطرح تحديات وفرصاً جديدة أمام الصحفيين والجمهور على حد سواء.
وأوضح عدد من المختصين والإعلاميين المشاركين في قمة الإعلام العربي التي نظمها نادي دبي للصحافة، أن الإعلام شهد خلال العقدين الأخيرين نقلة نوعية بفعل التطور التكنولوجي.
معلومات صحيحة
وقال علي جابر، عميد كلية محمد بن راشد للإعلام والرئيس التنفيذي للمحتوى في مجموعة أم بي سي وشاهد: «إن التكنولوجيا غيّرت قواعد اللعبة الإعلامية»، مشيراً إلى أنها لا تعني نهاية الصحافة كما أن الروبوتات لن تحل محل الصحفي أو الإعلامي، إنما هي بداية لعصر جديد يتطلب من الصحفي والإعلامي أن يكونا أكثر مرونة وإبداعاً وتحديثاً لمهاراتهما، مؤكداً أن المهنية تبقى حجر الزاوية في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة.
وأضاف، أن الإعلام التقليدي بحاجة إلى مواكبة المتغيرات، بحيث يتم تطويع مواده بحسب كل منصة واشتراطاتها لإيصال المعلومات الصحيحة للجمهور عبر هذه المنصات، والاستفادة منها في نقل الحقائق ودحض الزائف منها.
تحديات وفرص
وحول أبرز التحديات التي تواجه الإعلاميين في هذه المرحلة أوضح جابر، أنها تتمثل في المصداقية. في زمن السوشيال ميديا، فالكل ينشر، دون أن يتحقق، أو يحلل، فضلاً عن تحدي الحفاظ على الهوية والمهنية وسط فوضى المحتوى التجاري والسريع.
وحول الفرص المتاحة أمام صناعة الإعلام، قال: «إن التكنولوجيا فتحت الأبواب أمام كل إعلامي شاب ليخلق محتوى مستقلاً، ويصل إلى الجمهور دون مؤسسات ضخمة». مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي، أدوات التحليل، التفاعل المباشر مع الجمهور كلها أدوات جيدة متى ما وظفت بشكل ذكي وأخلاقي.
الجمهور شريك
وبدوره قال عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة «الشروق»: «إن التحول التكنولوجي لم يؤثر فقط على أدوات الصحفي والإعلامي، بل أعاد تشكيل العلاقة بين الوسيلة الإعلامية والمتلقي».
مشيراً إلى أن المهنية في ظل تدفق المعلومات الهائل أصبحت تواجه تحدياً كبيراً، و لا بد من تطوير أدوات التحقق ومهارات التفكير النقدي أكثر من أي وقت مضى.
خوارزميات النشر
من ناحيتها قالت الدكتورة غادة عبيدو، أستاذة الإعلام الرقمي بجامعة عين شمس بالقاهرة: «لا بد للصحفي من إجادة أدوات مثل تحليل البيانات، وفهم خوارزميات النشر على وسائل التواصل، وحتى التعامل مع الذكاء الاصطناعي في التحرير والمونتاج».
وأضافت: «رغم أن التكنولوجيا وفرت فرصاً هائلة للوصول إلى الجمهور، إلا أنها خلقت أيضاً حالة من التشتت والضجيج المعلوماتي، وهو ما يستدعي تطوير استراتيجيات جديدة للجودة والموثوقية».
أدوات قوية
من ناحيته قال طوني خليفة، مدير عام قناة ومنصة المشهد: «إن المشهد الإعلامي يواجه مرحلة انتقالية، وإن هناك أدوات قوية لتوسيع النطاق والوصول، فيما تزداد التحديات المتعلقة بالمصداقية، وحماية الخصوصية، وأخلاقيات النشر».
ويرى خليفة أن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دوراً محورياً، من تحرير الأخبار إلى تصميم المحتوى المرئي، وحتى التفاعل مع الجمهور من خلال «شات بوتس» ذكية، غير أن الاعتماد الزائد عليه قد يهدد بفقدان البعد الإنساني في المعالجة الصحفية.
تحري الدقة
وعلى الرغم من أن مؤنس المردي، رئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية، يعتبر نفسه من جيل الصحافة الورقية، إلا نه حرص كل الحرص في أن تلحق الصحيفة بركب التطور من خلال إثبات وجودها أيضاً على المنصات الرقمية باختلافها، مع الحرص الأكبر على تحري الدقة قبل النشر، بدلاً من السرعة في النشر بهدف إثارة المحتوى وتهويله. وأكد أن الغرف الإخبارية في كافة المؤسسات الإعلامية مسؤولة تماماً عن ذلك. وأضاف: «المؤثرون اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي لا يعدون أساساً صحفيين، وإنما يقتبسون القصص الخبرية من الصحف والمنصات الإعلامية وينقلونها بأسلوبهم الجاذب والمشوق عبر حساباتهم التي تلقى رواجاً من متابعيهم».
أنظمة ذكية
وأوضحت نايلة تويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة النهار الإعلامية إنه: «على الرغم من الظروف والتحديات التي مرت بها «النهار» بناء على الأوضاع السياسية في لبنان، إلا أن طاقم العمل حرص كل الحرص على التجديد والتغيير».
وأكدت حرص المجموعة على تغيير المشهد الإعلامي، من خلال إدخال عمليات التطوير، وتسخير التكنولوجيا، ولدينا اليوم غرف إخبارية مجهزة تماماً بتطبيقات وأنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقالت: «لدينا أيضاً محررون متمكنون في صنع الفيديوهات المشوقة والجاذبة للجمهور، إلى جانب نشاطنا على منصات التواصل الاجتماعي باختلافها وتنوعها، إضافة إلى العديد من الخطط المستقبلية».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 28 دقائق
- صحيفة الخليج
دبي وأبوظبي ضمن أفضل 10 مدن في تبني الذكاء الاصطناعي
دبي: أحمد البشير حلّت دبي ضمن المراتب الخمس الأولى عالمياً في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، متفوقة على سان فرانسيسكو، التي تُعرف بأنها مهد صناعة التكنولوجيا الحديثة، وفقاً لتقرير جديد صادر عن مؤسسة «كاونتر بوينت» للأبحاث. واحتلت سنغافورة، المركز الأول عالمياً في مؤشر المدن الأكثر استعداداً وتبنياً للذكاء الاصطناعي لعام 2025، تلتها سيؤول في المركز الثاني، ثم بكين في المركز الثالث، وجاءت دبي رابعة، فيما حلت سان فرانسيسكو خامسة. كما ضمت قائمة المراكز العشرة الأولى كلاً من هونغ كونغ وطوكيو وأبوظبي ونيويورك وشنغهاي. وتعد الإمارات الدولة الوحيدة من الشرق الأوسط التي شملت مدنها؛ المراتب العشر الأولى عالمياً. وأشار التقرير؛ إلى أنّ التحليل شمل أكثر من 5 آلاف مبادرة في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى قوة البنية التحتية للاتصالات، ومبادرات مراكز البيانات والحوسبة الفائقة، ومخرجات الجامعات، وحيوية النظام البيئي للشركات الناشئة. خبير في كل دائرة حكومية قال مارك آينشتاين، مدير الأبحاث في «كاونتر بوينت»، إنّ دبي تمتلك «خبيراً استراتيجياً للذكاء الاصطناعي في كل دائرة حكومية»، لافتاً إلى أنّ جميع المعلمين يحصلون حالياً على تدريبات في مجال الذكاء الاصطناعي، مع برنامج يستهدف تأهيل مليون مهندس في هذا المجال، مؤكداً أنّ أبوظبي ليست بعيدة عن هذا التوجه. وأضاف أنّ منطقة الشرق الأوسط أصبحت من المناطق الواعدة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، في وقت تواصل فيه أمريكا الشمالية تصدّر السباق العالمي، بينما تقلّص الصين الفجوة تدريجياً، فيما تعوق القيود التنظيمية نمو القطاع في أوروبا. ويعكس التقرير توجهات المؤسسات الدولية، إذ سبق لـ«صندوق النقد الدولي» أن توقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في رفع الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بنسبة تصل إلى 35% بحلول 2030، وأن يشكّل ما لا يقل عن 12% من الناتج المحلي السعودي مع توسع استخدام التقنية الجديدة. ويأتي هذا التقدم نتيجة استراتيجية الإمارات الطموحة في هذا المجال، حيث أسست الدولة جامعات متخصصة مثل «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» في عام 2019، وكانت من أوائل دول العالم التي عيّنت وزيراً للذكاء الاصطناعي في عام 2017، وهو الوزير عمر سلطان العلماء. كما أطلقت الإمارات، استثمارات وشراكات مع شركات عالمية كبرى مثل «مايكروسوفت»، و«إنفيديا»، و«أوبن إيه آي»، وساهمت هذه الاستثمارات في إنشاء مراكز بيانات وحاضنات ابتكار وبرامج تدريبية متخصصة. ولعبت استثمارات الشركات العالمية دوراً بارزاً في رفع تصنيف دبي ضمن مؤشر «مدن الذكاء الاصطناعي 2025»، إذ برزت «مايكروسوفت» كأكثر الشركات نشاطاً بتوسيع نطاق مراكز بياناتها للذكاء الاصطناعي وإطلاق برامج تدريب وحاضنات ابتكار، فيما ساعدت شراكات مثل «إنفيديا» و«دو» على تعزيز مكانة دبي في المؤشر. كما أسهمــت هذه الجهــود في تطوير نماذج لغوية عربيــة مثــل «فالكون»، في خطــوة تهدف إلى ضمان حضور الثقافة العربية ضمن موجة الذكاء الاصطناعي العالمية، خاصة أنّ معظم النماذج الأولى كانت تعتمد على بيانات باللغة الإنجليزية. 1- سنغافورة (سنغافورة) 2- سيؤول (كوريا الجنوبية) 3- بكين (الصين) 4- دبي (دولة الإمارات) 5- سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) 6- هونغ كونغ (هونغ كونغ الإدارية) 7- طوكيو (اليابان) 8- أبوظبي (دولة الإمارات) 9- نيويورك (الولايات المتحدة) 10- شنغهاي (الصين)


صحيفة الخليج
منذ 29 دقائق
- صحيفة الخليج
«أسبوع أبوظبي المالي» ينطلق 8 ديسمبر
تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، يعود «أسبوع أبوظبي المالي» في نسخته الرابعة، كأكبر فعالية مالية في المنطقة، حيث يشهد هذا العام توسعاً غير مسبوق يضاعف نطاق الحدث، ويعزز مكانته كمنصة عالمية تجمع نخبة قادة القطاع المالي. وتُقام الفعالية المالية الأبرز على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، خلال الفترة من 8 إلى 11 ديسمبر/كانون الأول 2025، باستضافة أبوظبي العالمي (ADGM)، وبالتعاون مع «القابضة» (ADQ) كشريك رئيسي. وتتمحور أجندة نسخة عام 2025، حول شعار «آفاق منظومة رأس المال»، والذي يركز على الدور الكبير للتقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمومية، في إعادة هندسة وتشكيل البنية التحتية للقطاع المالي العالمي. كما يأتي الشعار انعكاساً للتحوّلات الجوهرية في حركة تدفقات رأس المال، وتطوّر المراكز المالية العالمية، ضمن منظومة أكثر ترابطاً ومرونة. في عالم تتزايد فيه الجاذبية الاقتصادية لقوى كبرى، مثل الصين والهند والولايات المتحدة وأوروبا، تبرز منطقة الخليج، وخاصةً إمارة أبوظبي، كمركز ثقل جديد للأسواق العالمية، ووجهة رئيسية لتدفقات رأس المال الدولية. ويُسلّط شعار هذا العام الضوء أيضاً على التحوّل الاستراتيجي الذي شهدته العاصمة، من مصدّر رئيسي لرأس المال إلى مركز مالي عالمي للتدفقات المتبادلة، مدعوماً بإطار تنظيمي عالمي المستوى في أبوظبي العالمي وبمؤسسات مالية. وقال أحمد جاسم الزعابي، رئيس مجلس إدارة أبوظبي العالمي: «تُعدّ نسخة عام 2025 من أسبوع أبوظبي المالي الأضخم والأكثر طموحاً في مسيرة هذا الحدث البارز، ومع انتقاله إلى موقع جديد، وتوسّع نطاقه إلى الضعف، فإننا نُرسي معايير جديدة في فعاليات القطاع المالي على مستوى المنطقة والعالم، وهو ما يعكس اتساع تأثير أبوظبي المتنامي في مشهد أسواق رأس المال العالمية، ويجسد التزامنا الراسخ بتعزيز مكانتنا كمركز مالي دولي رائد». تجسّد أبوظبي اليوم نموذجاً بارزاً للريادة والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى، إذ بلغت قيمة الأصول التي تديرها صناديقها السيادية، خلال العام الماضي نحو 1.7 تريليون دولار، ما رسّخ مكانتها كأغنى مدينة في العالم، ومكّنها من توظيف قوتها المالية في تحفيز الاستثمارات طويلة الأجل، وتعزيز مرونة الاقتصاد.


صحيفة الخليج
منذ 39 دقائق
- صحيفة الخليج
52 ألف حساب تداول جديد في سوق دبي خلال 7 شهور
بلغ عدد الحسابات الجديدة لشركات الوساطة في سوق دبي المالي منذ بداية العام الجاري 51918 حساباً جديداً، وسط استمرار الزيادة الملحوظة في عدد الحسابات الجديدة التي فتحها للمستثمرين، فيما سجل شهر يوليو وحده نحو 7542 حساباً جديداً. وتصدرت شركة بي إم إتش كابيتال الترتيب من إجمالي الحسابات الجديدة في السوق بعدد 21111 حساباً، وشركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية ثانياً بـ 8200 حساب، ثم الرمز كابيتال بـ 7084 حساباً، و «أبوظبي الإسلامي للأوراق المالية» رابعاً في الترتيب بعدد 5297 حساباً، و«المشرق للأوراق المالية» بعدد 2928 حساباً جديداً. وبلغت تداولات شركات الوساطة منذ بداية 2025 نحو 203.2 مليار درهم، توزعت على 4.04 مليون صفقة، بتداول 78.13 مليار سهم. واحتلت شركة هيرميس الإمارات صدارة الشركات من حيث قيمة التداول بنحو 54.28 مليار درهم، شكلت ما نسبته 26.32% من إجمالي قيمة التداول، و24.37 % من إجمالي عدد الصفقات البالغة 983.86 ألف صفقة، وثانياً جاءت «الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية» بتداولات قدرها 22.5 مليار درهم، تشكل 10.94 % من الإجمالي بعدد صفقات 512.44 ألف صفقة و«أرقام سيكيورتيز» بتداولات 21.99 مليار درهم تشكل 10.67% من الإجمالي بعدد صفقات 542.3 ألف صفقة. ورابعا، شركة بي إتش إم كابيتال للخدمات المالية، بنسبة 9.51% أي ما يعادل 19.6 مليار درهم، كما سجلت الشركة تداولات إضافية على اعتبار أنها صانع سوق بقيمة 12.15 مليار درهم تشكل 5.89% من الإجمالي، حيث وصل إجمالي تداولاتها بناء على ذلك نحو 31.77 مليار درهم.