logo
بين السطور.. استثمار استراتيجى فى جيل المستقبل

بين السطور.. استثمار استراتيجى فى جيل المستقبل

البوابة٠٥-٠٧-٢٠٢٥
لم يعد التعليم النظري وحده كافيًا لإعداد الطلاب لسوق العمل، فهذه حقيقة لم تعد تحتمل الجدل أو التأجيل. وفي هذا السياق، تبرز أهمية برامج التدريب الصيفي، لاسيما تلك التي تنفذها الشركات والهيئات العاملة في قطاع الاتصالات، بوصفها جسرًا حيويًا يربط بين قاعات المحاضرات ومتطلبات السوق التكنولوجي المتطور.
لقد أدركت هذه الشركات أن الاستثمار في العقول الشابة لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية. ومن هنا، تحوّلت برامج التدريب الصيفي للطلاب الجامعيين - التي تمتد في بعض الحالات لأسابيع عديدة خلال العطلة الصيفية - إلى منصات متقدمة لصقل المهارات التقنية، ودمج الطلاب مبكرًا في بيئة العمل، وتعزيز وعيهم بالتقنيات الحديثة واتجاهات السوق المتغيرة.
ومن اللافت أن هذا التوجه يتماشى مع رؤية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي أولت منذ سنوات اهتمامًا بالغًا ببناء الإنسان المصري كمحور أساسي لأي نهضة رقمية حقيقية. وقد عبّر الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، مرارًا عن قناعته بأن التحول الرقمي لا يتحقق بالتكنولوجيا فقط، بل يبدأ من الاستثمار في العقول، وتأهيل الطاقات البشرية، وتوفير الفرص التدريبية المتقدمة للشباب داخل بيئات العمل الحقيقية.
من خلال الانخراط في أقسام متخصصة مثل الشبكات، وتحليل البيانات، والتسويق الرقمي، والأمن السيبراني، يجد الطلاب أنفسهم داخل منظومة تكنولوجية متكاملة. ويتعلمون كيفية التعامل مع أنظمة التشغيل المعقدة، ومنصات الاتصالات الذكية، والحلول الرقمية التي باتت تمثل العمود الفقري للعالم المعاصر.
ولا شك أن هذا الاحتكاك العملي يسهم في خلق جيل ملمّ بتحديات هذا القطاع الحيوي، قادر على التفكير النقدي، وتحليل المشكلات، وتقديم حلول مبتكرة تستجيب لتغيرات السوق ومتطلبات التحول الرقمي.
ومن أبرز المكاسب التي توفّرها هذه البرامج هو تحفيز روح المبادرة لدى الطلاب. فعندما يشهد الطالب كيف تُبنى المشروعات وتُدار الفرق ويُتخذ القرار في بيئة مهنية ديناميكية، فإنه يكتسب وعيًا عمليًا قد يشكّل مستقبله المهني، سواء في إطار مشروع ناشئ أو مسار وظيفي مستقل.
كما أن هذا الانكشاف المبكر على بيئة العمل الحقيقية يعزّز قدرة الطلاب على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن تخصصاتهم وخططهم المهنية، بما يتماشى مع مهاراتهم وطموحاتهم، ويُسهم في تقليص فجوة التوجّه بين التعليم وسوق العمل.
ربط التعليم بسوق العمل عبر التدريب العملي داخل كبرى شركات الاتصالات يعني – بكل وضوح – أننا نُرسّخ الأسس الحقيقية لبناء اقتصاد رقمي متطور، قائم على المعرفة، والابتكار، وريادة الأعمال. فجيل اليوم الذي يتلقى هذا النوع من التأهيل، هو نفسه من سيقود مؤسسات الغد نحو التحول الرقمي الشامل، وسيبتكر الحلول التي تلبّي احتياجات مجتمع يتغير بسرعة غير مسبوقة.
ومن زاوية أخرى، فإن التزام شركات الاتصالات بفتح أبوابها للطلاب خلال فترة الصيف لا يُعد مجرد مساهمة تعليمية، بل يعكس وعيًا حقيقيًا بدورها المجتمعي. فهي لا تكتفي بتحقيق الأرباح، بل تساهم في بناء مستقبل الشباب، ودفع عجلة التنمية نحو مجتمع رقمي أكثر استدامة وشمولًا.
ولا يمكن هنا إغفال جهود وزارة الاتصالات في إطلاق مبادرات قومية لتأهيل الشباب، مثل مبادرة "بناة مصر الرقمية"، ومبادرة "رواد رقميون"، التي تفتح المجال أمام آلاف الطلاب للتدريب العملي داخل كبرى الشركات، ما يعكس إيمان الدولة بأن بناء الإنسان هو البنية التحتية الحقيقية للتحول الرقمي.
في الختام، لا بد من الإشارة إلى أن تعميم ثقافة التدريب العملي الصيفي وربطها بقطاعات استراتيجية مثل قطاع الاتصالات يجب أن يتحول إلى سياسة تعليمية وطنية، تُدرج ضمن أولويات تطوير التعليم العالي وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري.
فالمستقبل، كما نعلم، لا ينتظر المترددين، والتكنولوجيا لا تمنح فرصًا لمن لا يتقن لغتها ولهذا، فإن تدريب الطلاب داخل بيئات العمل التكنولوجية لم يعد رفاهية، بل ضرورة وطنية لبناء جيل رقمي قادر على أن يقود مصر نحو موقع متقدم بين الدول المنتجة للتكنولوجيا، لا تلك التي تكتفي باستهلاكها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير مصري يكشف أسرار حادث سنترال رمسيس ولغز الانتشار السريع للنيران
وزير مصري يكشف أسرار حادث سنترال رمسيس ولغز الانتشار السريع للنيران

العين الإخبارية

timeمنذ 6 أيام

  • العين الإخبارية

وزير مصري يكشف أسرار حادث سنترال رمسيس ولغز الانتشار السريع للنيران

تم تحديثه الأربعاء 2025/7/9 08:02 م بتوقيت أبوظبي قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري إن حريق سنترال رمسيس، اندلع في تمام الساعة الخامسة مساء الإثنين الماضي داخل غرفة بالطابق السابع من المبنى. وقال الوزير، في تصريحات خلال مؤتمر صحفي لمجلس الوزراء المصري، إن سرعة انتشار الحريق كانت بسبب وجود مواسير مخصصة لتمرير كابلات البيانات بين غرف السنترال، والتي تحولت إلى مسارات سريعة لنقل ألسنة اللهب بين الطوابق. وأوضح أن الأجهزة الأمنية حاولت في بداية الأمر السيطرة على الحريق، قبل أن تتدخل قوات الدفاع المدني بقوة لاحتواء الوضع، في مواجهة استمرت أكثر من 12 ساعة متواصلة. تداعيات الحريق وقال الدكتور عمرو طلعت إن الحادث تسبب في تأثر جزئي بخدمات الصوت ونقل البيانات، إلى جانب تطبيقات التحويلات والسداد الرقمي، لكنه شدد على أن هذه الخدمات لم تنقطع بالكامل. وأوضح الوزير أن "سنترال رمسيس ليس منفردًا في تقديم الخدمة، بل يعمل ضمن شبكة متكاملة تعتمد على مبدأ التبادلية والازدواجية، وهو ما سمح باستمرار تشغيل العديد من الخدمات رغم الحادث". وأكد طلعت أنه فور اشتداد الحريق، تم تفعيل خطة الطوارئ والاعتماد على الخطة "ب" بتحويل جزء من الخدمات إلى سنترالات بديلة، لكن بعد اتضاح عدم جاهزية السنترال للعودة للعمل السريع، جرى تفعيل الخطة "ج" التي تشمل تحويل جميع الخدمات إلى سنترالات أخرى. وأضاف: "تم استبعاد سنترال رمسيس بالكامل بعد التأكد من أنه غير صالح حاليًا للعودة إلى التشغيل المباشر، وله بدائل بالفعل ضمن بنية الاتصالات المصرية، بدليل أن خدمات الإنترنت وتداول الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي استمرت دون انقطاع خلال الحريق". استعادة الخدمات تدريجيا وأشار الوزير إلى أن جهود الإصلاح بدأت فور السيطرة على الحريق، حيث تم بالفعل استعادة خدمات الصوت، والمحافظ الإلكترونية، وتطبيقات الدفع الرقمي، إلى جانب تشغيل ماكينات الصراف الآلي. وأوضح أن التحدي الأكبر حاليًا هو استعادة الخدمة لنحو 50 ألف مشترك في منطقة رمسيس، حيث تم بالفعل إعادة الخدمة لأكثر من 24 ألف مشترك، على أن تكتمل عمليات الاستعادة بنهاية اليوم. أما التحدي الثاني، فيتمثل في إعادة خدمة الإنترنت الثابت لعدد من الشركات، وهو ما تعمل عليه فرق الطوارئ حاليًا لاستعادته بالكامل خلال الساعات المقبلة. لجنة تقصي الحقائق وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وجّه بتشكيل لجنة فنية متخصصة للوقوف على أسباب الحريق، وتحديد حجم الخسائر، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في منشآت الاتصالات الحيوية. كما أثيرت تساؤلات حول أحقية المتضررين من انقطاع الخدمة في طلب تعويضات مادية، وهي مسألة لم تُحسم بعد بشكل رسمي، لكنها مرهونة بنتائج تقارير اللجنة الفنية وتقييم الأضرار. وأكد الوزير أن الوزارة تُجري مراجعة شاملة لمنظومة تأمين السنترالات، وتعكف حاليًا على دراسة خطة لتعزيز إجراءات السلامة والوقاية في جميع منشآت الاتصالات الحيوية. aXA6IDIzLjk0LjI0Mi45NCA= جزيرة ام اند امز US

"الاتصالات" تعلن أمام "النواب" عودة العمل بالبورصة غدًا
"الاتصالات" تعلن أمام "النواب" عودة العمل بالبورصة غدًا

البوابة

timeمنذ 7 أيام

  • البوابة

"الاتصالات" تعلن أمام "النواب" عودة العمل بالبورصة غدًا

أعلن المهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للبنية التحتية، أن خطوط الاتصال المؤدية إلى البورصة المصرية عادت للعمل بشكل طبيعي بنسبة 100%، بعد حريق سنترال رمسيس. جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أثناء مناقشة عدد من البيانات العاجلة، بعد حادث حريق سنترال رمسيس، بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وقال: لكن تم تأجيل جلسة التداول كإجراء احترازي لضمان جاهزية السماسرة، وكافة المشاركين، مؤكدا عودة جلسات التداول للعمل بشكل طبيعي غدا الأربعاء. عودة الخدمات الرقمية بعد حادث حريق سنترال رمسيس وكشف أن وزارة الاتصالات التزمت بالخطة الزمنية التي وضعت منذ لحظة وقوع حادث حريق سنترال رمسيس، حيث تم الإعلان عن تفاصيل استعادة الخدمة عبر وسائل الإعلام، وتم بالفعل إعادة الخدمات الرقمية خلال 24 ساعة فقط، وهو معدل يُعد من الأسرع على المستوى العالمي. وأكد نائب وزير الاتصالات، أن كافة الخدمات البنكية عادت للعمل، وآخرها البنك الأهلي، قائلا: كما بدأت خدمات التحويل الإلكتروني، وعلى رأسها "إنستا باي"، في العمل تدريجيا ويجري استخدامها حاليا بشكل طبيعي من قبل المستخدمين. الدولة تعاملت مع أزمة حريق سنترال رمسيس وفق المعايير الفنية العالمية وأكد نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الدولة تعاملت مع الأزمة وفق أعلى المعايير الفنية، وتم نقل ما يزيد على 120 مليون مستخدم إلى الشبكات البديلة في وقت قياسي، وهو ما يعكس كفاءة البنية التحتية الرقمية في مصر. وقال نائب وزير الاتصالات: رغم تأثر بعض المناطق مثل محيط ميدان رمسيس، إلا أن العمل جاري على استكمال الأعمال المتبقية خلال ساعات قليلة، دون تأثير على استقرار الخدمة بشكل عام. وأوضح أن وزارة الاتصالات، تدخلت بشكل مباشر لحل المشكلات التي واجهت قطاع التعهيد بعد حادث حريق سنترال رمسيس، أحد أهم القطاعات الاستراتيجية لمصر، مع البدء في مراجعة شاملة لأداء الشركات المشغلة ووضع خطة بديلة لتفادي تكرار الأزمة مستقبلا.

كيف يواجه القطاع المصرفي المصري تداعيات حريق سنترال رمسيس؟.. تحركات استثنائية
كيف يواجه القطاع المصرفي المصري تداعيات حريق سنترال رمسيس؟.. تحركات استثنائية

العين الإخبارية

timeمنذ 7 أيام

  • العين الإخبارية

كيف يواجه القطاع المصرفي المصري تداعيات حريق سنترال رمسيس؟.. تحركات استثنائية

تم تحديثه الثلاثاء 2025/7/8 06:13 م بتوقيت أبوظبي شهدت شبكات الاتصالات والإنترنت الأرضي اضطرابًا كبيرًا، انعكس بشكل مباشر على القطاع المصرفي في مصر، وتسبب في تعطل واسع للخدمات البنكية الرقمية، خاصة في عدد من البنوك الكبرى. جاء ذلك في أعقاب حريق سقوط السيستم البنكي وتأثيره على العملاء كشف مصدر مصرفي مسؤول عن سقوط السيستم الداخلي في عدد من البنوك خلال بداية تعاملات الثلاثاء، مما أعاق قدرة العملاء على إجراء معاملات مالية اعتيادية، بما في ذلك السحب من ماكينات ATM، أو تحويل الأموال، أو استخدام التطبيقات البنكية والمحافظ الإلكترونية. وتسبب الحادث كذلك في تعطل خدمات الدفع الإلكتروني، وتوقف تطبيقات "إنستاباي" إلى جانب تطبيقات أغلب البنوك، إلى جانب تأثر أنظمة الدفع عبر منصات مثل "فوري" و"خالص"، ما انعكس على آلاف المعاملات اليومية للمواطنين. تحرك البنوك.. ساعات عمل استثنائية وفي خطوة استثنائية، أعلن البنك الأهلي المصري مدّ ساعات العمل بجميع فروعه حتى الساعة الخامسة مساءً بدلًا من الثالثة، بهدف تسهيل إجراء المعاملات البنكية يدويًا، وتخفيف الضغط عن القنوات الرقمية المتوقفة مؤقتًا. من جانبه، قرر البنك المركزي المصري السماح بتمديد العمل في بعض فروع البنوك وفق التوزيع الجغرافي، مع تحديد مواعيد مرنة للفروع داخل المراكز التجارية، النوادي، والفنادق، لتقديم خدماتها يوميًا حتى المساء، بما فيها أيام الجمعة والسبت. متى تعود الخدمات إلى طبيعتها؟ أكدت البنوك، ومن ضمنها البنك الأهلي، أنها تعمل بالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الاتصالات، لإعادة الخدمات الرقمية إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، كما أوضحت أن فرق الدعم الفني تعمل على مدار الساعة لضمان استقرار الأنظمة واستعادة كفاءتها. في السياق ذاته، طمأن وزير الاتصالات عمرو طلعت المواطنين بأن جميع خدمات الاتصالات ستعود تدريجيًا خلال 24 ساعة، لافتًا إلى أن نقل الخدمات إلى سنترالات بديلة بدأ بالفعل لتخفيف العبء عن سنترال رمسيس المتضرر. الأزمة تمتد لقطاعات آخرى الحريق الذي نشب في مبنى سنترال رمسيس التاريخي لم يقتصر تأثيره على البنوك، بل طال أنظمة حجز تذاكر القطارات وشركات النقل الذكي، وخدمات الإنترنت الثابت والمحمول، وأثار حالة من القلق الواسع بين المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل توقف عدد من الخدمات الحيوية في مناطق متعددة بالجمهورية. aXA6IDEwNC4yNTIuMTk1LjEwNiA= جزيرة ام اند امز FR

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store