
الوزير زيدان: إطلاق منصة رقمية جديدة لتسهيل استثمارات مغاربة العالم قريباً
وأوضح الوزير أن التعليمات الملكية السامية تشكل خارطة طريق واضحة المعالم، تهدف إلى تيسير ولوج مغاربة العالم إلى مناخ الاستثمار، من خلال توفير المعلومة الدقيقة، والدعم اللازم، والمواكبة الملائمة لمشاريعهم، أخذا بعين الاعتبار خصوصياتهم وانتظاراتهم.
وفي هذا السياق، تعمل الوزارة جاهدة على تعزيز قنوات التواصل مع أفراد الجالية المغربية بالخارج، عبر تقديم محتوى معلوماتي متعدد اللغات، يعكس تنوع خلفياتهم الثقافية، ويضمن لهم الاطلاع السلس على الفرص الاستثمارية المتاحة بالمغرب. كما يتم الحرص، من خلال مختلف الأنشطة الوطنية والدولية، على التعريف بالمؤهلات الاقتصادية للمملكة، وتثمين القطاعات الواعدة أمام المستثمرين المغاربة المقيمين بالخارج.
وأشار كريم زيدان إلى أن المراكز الجهوية للاستثمار باتت تضطلع بدور محوري في هذا المسار، حيث تم تخصيص أطر متمكنة من عدة لغات لاستقبال ومواكبة مغاربة العالم، وتيسير تواصلهم مع الإدارة، بما يضمن انخراطهم الفعلي والناجع في الدينامية التنموية للبلاد.
وكشف الوزير عن قرب إطلاق منصة رقمية جديدة موجهة خصيصاً لمغاربة العالم، والتي توجد في مراحلها الأخيرة من التطوير، وستشكل حلقة وصل مهمة بين الإدارة والمستثمرين المغاربة بالخارج، من أجل تسريع وتبسيط مسارات الاستثمار، وتوفير تجربة رقمية متكاملة.
وفي ختام مداخلته، شدد زيدان قائلا 'هذه أولوية نشتغل عليها، ونحن منفتحون على مختلف الاقتراحات من أجل إنجاح هذا الورش الملكي'، مؤكداً أن رفع نسبة استثمارات مغاربة العالم من 10% إلى 30% على الأقل يعد هدفاً استراتيجياً، بالنظر لما يتوفر عليه أفراد الجالية من كفاءة وغيرة وطنية وقدرة على الدفاع عن مصالح المغرب في بلدان الإقامة، وجلب الاستثمارات النوعية.
وأضاف أن 'هذه عملية ليست بالسهلة، لكنها في الآن ذاته ليست بالمستحيلة'، معبّراً عن أمله في تعبئة جماعية وتعاون مشترك من أجل إنجاح هذا الورش الحيوي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة 24
منذ 39 دقائق
- الجريدة 24
عيد العرش.. رؤية ملكية رائدة من أجل مغرب متقدم ومزدهر
يحتفل المغاربة في 30 يوليوز المقبل بعيد العرش المجيد. وهي مناسبة للاحتفاء، بكل فخر واعتزاز، بالرؤية الاستباقية، والمتبصرة، والرائدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي جعلت من المملكة بلدا صاعدا، متقدما ومزدهرا. ويشكل الاحتفال بعيد العرش المجيد لحظة قوية تجسد الوحدة الوطنية، ومناسبة للوقوف على التقدم الذي حققته المملكة، والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا في ظل التلاحم المكين والثابت بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي. وتحل ذكرى اعتلاء جلالة الملك العرش هذه السنة، في وقت بدأت فيه المملكة تجني ثمار 26 سنة من العمل الدؤوب، في إطار مشروع حداثي تمت بلورته تحت قيادة ملك متبصر. فقد مكنت مجموعة من المشاريع المهيكلة من إحداث تحولات عميقة بالمغرب على المستويات الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية والرياضية والمؤسساتية، وذلك بفضل دينامية الإصلاحات التي شملت جميع القطاعات الحيوية في مجموع التراب الوطني، وهو ما أكده رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو في حديث لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد حيث قال إن المملكة ت عد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، "نموذجا في التحديث الاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي". وبالفعل، فقد أضحت المملكة تتوفر على بنيات تحتية حديثة في مجالات متنوعة من قبيل الطرق السيارة والسريعة، بشبكة تمتد لأزيد من 2000 كيلومتر، والتي يتوقع أن تصل إلى 3000 كيلومتر في 2030، وخط للقطار فائق السرعة، الأول في إفريقيا، وموانئ مثل طنجة المتوسط، المصنف من بين أفضل 20 ميناء للحاويات في العالم والأول على مستوى البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية، فضلا عن المشاريع الطموحة لمينائي الناظور غرب المتوسط والداخلة الأطلسي. وفي مجال الطاقة والانتقال الطاقي، أصبح المغرب، برأي الملاحظين، قطبا رائدا على المستويين الإفريقي والعالمي في مجال الطاقات المتجددة، حيث يتوفر على محطات للطاقة الشمسية والريحية، ومشاريع طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر. اقتصاديا، أصبح المغرب قطبا صناعيا ولوجستيا ذي سمعة عالمية، لاسيما في القطاعات ذات القيمة الاستراتيجية الكبرى من قبيل صناعة السيارات والطيران، والصناعات الغذائية. فالمملكة توجد اليوم في موقع جيد لولوج نادي أفضل 50 دولة في تصنيف البنك الدولي "ممارسة الأعمال" (دووينغ بيزنيس). هذا المجهود الجبار تواكبه إصلاحات هامة على المستوى الاجتماعي وفي مجال التنمية البشرية، وهو ما يؤكد الحس الإنساني والاجتماعي لجلالة الملك، الذي ما فتئ يولي اهتماما بالغا لهذا المجال قصد جعل الفئات الاجتماعية المحرومة تستفيد من ثمار التنمية. وفي هذا الصدد أكد الخبير الجيوسياسي الفرنسي فريدريك إنسيل في حديث خص به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بباريس أن المغرب يشهد، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، دينامية تنموية "مبهرة" تجعل منه، دون أدنى شك، "بلدا صاعدا حقيقيا". وتندرج مواصلة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعميم التغطية الاجتماعية في صلب هذا الجهد الاجتماعي، الذي هم أيضا المشاريع الرائدة لمراجعة مدونة الأسرة، ورقمنة الخدمات العمومية وإصلاح قطاع التعليم. من جهة أخرى، نجح المغرب منذ اعتلاء جلالة الملك العرش، في تعزيز مكانته الجيو - سياسية، من خلال دبلوماسية مؤثرة، حازمة واستباقية، مكنت المملكة من مضاعفة نجاحاتها فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة. وهكذا، أشاد الباحث في القانون الدستوري والسيناتور البلجيكي السابق، فرانسيس دولبيريه، في حديث خص به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء ببروكسل، بالنجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، والتي مكنت من حشد دعم واسع، لاسيما من قبل القوى العالمية الكبرى، لصالح حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، على أساس مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. وشهدت القضية الوطنية الأولى، خلال السنوات الأخيرة، تطورات هامة بفضل الزخم القوي والانخراط المباشر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أرسى أسس الموقف المغربي بشأن قضية الصحراء المغربية. فبعد الولايات المتحدة الأمريكية، جاء دور إسبانيا وفرنسا، ومؤخرا المملكة المتحدة، للانخراط في هذه الدينامية الدولية. وفي المجمل، أعربت ما لا يقل عن 123 دولة عن دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. وعلى مستوى القارة الإفريقية، تواصل المملكة جهودها من أجل تعزيز حضورها وصورتها في القارة، كبلد إفريقي يعمل من أجل الأفارقة. فبعد العودة المظفرة إلى الاتحاد الإفريقي في 2017، ما فتئ المغرب يضاعف المبادرات لصالح إفريقيا، والتي تظل أهمها المبادرة الملكية الأطلسية الرامية إلى تيسير ولوج دول منطقة الساحل إلى المحيط الأطلسي ومسلسل الدول الإفريقية الأطلسية وكذا أن أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي. وتعد الرياضة أيضا من المجالات التي نجح فيها المغرب في السنوات الأخيرة. وتؤكد النتائج التي حققها الأبطال والمنتخبات الوطنية توهج الرياضة المغربية بفضل الرؤية الملكية المتبصرة. فالمغرب، الذي أبهر العالم كأول بلد إفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم سنة 2022 في قطر، يراكم الإنجاز تلو الآخر، سواء في المسابقات الرياضية أو من حيث البنيات التحتية التي أنشأها وبرامج التدريب الرياضي التي ينخرط فيها. وكنتيجة مباشرة لهذه المكانة التي أصبحت تحظى بها الرياضة الوطنية، تم اختيار المملكة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاستضافة كأس العالم 2030، في إطار تنظيم مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال. وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذه المسابقة العالمية بين قارتين، ما يشكل تأكيدا على دور المغرب كحلقة وصل بين الشمال والجنوب. وفي هذا الصدد، أعرب السيد ثاباتيرو عن ثقته في قدرة المغرب على استضافة كأس العالم 2030 بنجاح بمعية إسبانيا والبرتغال، مسلطا الضوء على "الاحترافية" و"البنيات التحتية" التي تتمتع بها المملكة، فضلا عن "شغف" الشعب المغربي بكرة القدم. والأكيد أن عيد العرش هو مناسبة مجيدة يحتفي فيها المغاربة قاطبة بجميع هذه النجاحات، التي تعكس نضج مشروع مجتمعي تمت بلورته وقيادته بفضل ملك متبصر يصغي دوما لانشغالات شعبه.


بالواضح
منذ ساعة واحدة
- بالواضح
الرباط تحتضن المنتدى الإفريقي للإدارة: دعوة لقيادة جديدة وتحول شامل
انعقدت اليوم بالعاصمة المغربية الرباط، فعاليات الدورة السادسة عشرة للمنتدى الوزاري الإفريقي حول تحديث الإدارة العمومية، والمنظمة بشراكة مع الدورة الستين لمجلس إدارة مركز التكوين والبحث الإفريقي في مجال الإدارة من أجل التنمية (CAFRAD) ، بحضور وزاري رفيع المستوى ومشاركة مسؤولين أفارقة يمثلون مختلف الدول والمؤسسات القارية . وفي كلمتها الافتتاحية، أعربت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة السيدة أمل الفلاح السغروشني ، عن اعتزاز المملكة المغربية باحتضان هذه المحطة القارية البارزة، مرحبة بالمشاركين في الرباط، ومشددة على رمزية هذا اللقاء الذي يجسد التزام القارة الإفريقية بتحديث حكامتها العمومية، وتعزيز التضامن الإفريقي من أجل قارة قوية ومسؤولة . وأكدت الوزيرة أن 'إفريقيا اليوم تتحرك بثقة، مستندة إلى رأسمال بشري متميز، وشباب مبدع، ومبادرات متجددة'، مبرزة أن العديد من الدول الإفريقية انخرطت خلال السنوات الأخيرة في إصلاحات هيكلية جريئة، واستثمرت في الرقمنة والتعليم وريادة الأعمال والحكامة الشاملة، في ظل رؤية تنموية يقودها الاتحاد الإفريقي عبر أجندة 2063 . مؤشرات مقلقة وسياق يتطلب التحرك العاجل ورغم الدينامية الإيجابية، لفتت الوزيرة الانتباه إلى تحديات بنيوية لا تزال تعرقل بلوغ الأهداف الأممية، وعلى رأسها أهداف التنمية المستدامة (ODD). فأقل من 6% من الأهداف القابلة للقياس مرشحة للتحقق في أفق 2030 داخل القارة، مع مؤشرات مقلقة حول استمرار الفقر، ضعف جودة الخدمات العمومية، هشاشة المؤسسات، وتفاقم تداعيات التغيرات المناخية والنزاعات . واستنادًا إلى التقرير القاري حول التنمية المستدامة لسنة 2024، فإن استمرار هذا المنحى سيُفضي إلى واقع مأساوي بحلول 2030، مع بقاء ما لا يقل عن 492 مليون إفريقي تحت عتبة الفقر المدقع. كما أن غياب معطيات إحصائية دقيقة يحول دون تقييم فعلي لمسارات الإصلاح وفعالية السياسات العمومية . ' التحول يبدأ من الإدارة ' في هذا السياق، شددت المسؤولة المغربية على أن التغيير يبدأ من داخل الإدارة العمومية ذاتها، داعية إلى 'رؤية جديدة للخدمة العمومية الإفريقية، تقوم على القرب، والفعالية، والمسؤولية'. وأكدت أن المنتدى يشكل فرصة استراتيجية لتأهيل القيادات الإفريقية وتزويدها بأدوات عملية ومهارات إنسانية لازمة لقيادة التحول في مؤسسات الدولة . وأكدت الوزيرة أن 'القيادة التحويلية' و'الحكامة الرقمية' و'التمويل المبتكر' و'الإدارة الذكية' تمثل اليوم مفاتيح أساسية لإحداث التغيير المنشود، مشددة على أهمية تأهيل الموارد البشرية وتعزيز الشراكات جنوب-جنوب لضمان استدامة التحول الإداري في إفريقيا . من مركز للتكوين إلى مدرسة للقيادة وسلطت ا لسيدة الوزيرة الضوء على الدور المحوري لمركز كافراد CAFRAD ، باعتباره أقدم منظمة إفريقية متخصصة في الإدارة العمومية، مؤكدة أنه مدعو اليوم لتجديد دوره والانتقال من مركز تقني إلى مدرسة إفريقية للقيادة العمومية، ومختبر سياسات، ومنصة لتقاطع الخبرات بين الدول الإفريقية . ويُنتظر أن يتحول كافراد CAFRAD إلى فضاء للتكوين في ميادين الحكامة الرقمية، الذكاء الاصطناعي، التحول البيئي، المالية العمومية المستدامة، والإدارة التشاركية، بما يجعله حلقة وصل بين أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأجندة الأمم المتحدة 2030 . المغرب.. خيار استراتيجي للتعاون الإفريقي وفي ختام كلمتها، أكدت الوزيرة أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، اختار التعاون الإفريقي خيارًا استراتيجيًا مبنيًا على التضامن والاحترام المتبادل. وذكّرت بأن وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة تبذل جهودًا حثيثة من أجل دعم المؤسسات الإفريقية، وتبادل التجارب، وتوفير فضاءات للحوار والتفكير المشترك . ودعت الوزيرة في الأخير إلى أن يُفضي هذا المنتدى إلى 'توصيات دقيقة، والتزامات ملموسة، وخارطة طريق مشتركة'، تُمكّن من إطلاق دينامية إفريقية جديدة في مجال الحكامة العمومية . ' لنجعل من CAFRAD القلب النابض لهذا التحول الإفريقي المنشود ' ، بهذه العبارة ختمت المسؤولة المغربية كلمتها، داعية إلى استثمار هذا الحدث لبناء مستقبل إداري إفريقي واعد، يستجيب لتطلعات الشعوب ويواكب تحديات القرن الواحد والعشرين . وقد عرف الملتقى ، مشاركة عدد كبير من الشخصيات أعضاء مركز كافراد ، منهم ثمانية وزراء يمثلون النيجر وموريتانيا وتشاد والسينغال وبوركينافاسو والكاميرون وبوروندي وبنين.


بالواضح
منذ ساعة واحدة
- بالواضح
عيد العرش.. المغرب يجني ثمار 26 سنة من التحديث والتنمية
يحتفل المغاربة في 30 يوليوز المقبل بعيد العرش المجيد. وهي مناسبة للاحتفاء، بكل فخر واعتزاز، بالرؤية الاستباقية، والمتبصرة، والرائدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي جعلت من المملكة بلدا صاعدا، متقدما ومزدهرا. ويشكل الاحتفال بعيد العرش المجيد لحظة قوية تجسد الوحدة الوطنية، ومناسبة للوقوف على التقدم الذي حققته المملكة، والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا في ظل التلاحم المكين والثابت بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي. وتحل ذكرى اعتلاء جلالة الملك العرش هذه السنة، في وقت بدأت فيه المملكة تجني ثمار 26 سنة من العمل الدؤوب، في إطار مشروع حداثي تمت بلورته تحت قيادة ملك متبصر. فقد مكنت مجموعة من المشاريع المهيكلة من إحداث تحولات عميقة بالمغرب على المستويات الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية والرياضية والمؤسساتية، وذلك بفضل دينامية الإصلاحات التي شملت جميع القطاعات الحيوية في مجموع التراب الوطني، وهو ما أكده رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو في حديث لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد حيث قال إن المملكة تُعد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، 'نموذجا في التحديث الاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي'. وبالفعل، فقد أضحت المملكة تتوفر على بنيات تحتية حديثة في مجالات متنوعة من قبيل الطرق السيارة والسريعة، بشبكة تمتد لأزيد من 2000 كيلومتر، والتي يتوقع أن تصل إلى 3000 كيلومتر في 2030، وخط للقطار فائق السرعة، الأول في إفريقيا، وموانئ مثل طنجة المتوسط، المصنف من بين أفضل 20 ميناء للحاويات في العالم والأول على مستوى البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية، فضلا عن المشاريع الطموحة لمينائي الناظور غرب المتوسط والداخلة الأطلسي. وفي مجال الطاقة والانتقال الطاقي، أصبح المغرب، برأي الملاحظين، قطبا رائدا على المستويين الإفريقي والعالمي في مجال الطاقات المتجددة، حيث يتوفر على محطات للطاقة الشمسية والريحية، ومشاريع طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر. اقتصاديا، أصبح المغرب قطبا صناعيا ولوجستيا ذي سمعة عالمية، لاسيما في القطاعات ذات القيمة الاستراتيجية الكبرى من قبيل صناعة السيارات والطيران، والصناعات الغذائية. فالمملكة توجد اليوم في موقع جيد لولوج نادي أفضل 50 دولة في تصنيف البنك الدولي 'ممارسة الأعمال' (دووينغ بيزنيس). هذا المجهود الجبار تواكبه إصلاحات هامة على المستوى الاجتماعي وفي مجال التنمية البشرية، وهو ما يؤكد الحس الإنساني والاجتماعي لجلالة الملك، الذي ما فتئ يولي اهتماما بالغا لهذا المجال قصد جعل الفئات الاجتماعية المحرومة تستفيد من ثمار التنمية. وفي هذا الصدد أكد الخبير الجيوسياسي الفرنسي فريدريك إنسيل في حديث خص به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بباريس أن المغرب يشهد، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، دينامية تنموية 'مبهرة' تجعل منه، دون أدنى شك، 'بلدا صاعدا حقيقيا'. وتندرج مواصلة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعميم التغطية الاجتماعية في صلب هذا الجهد الاجتماعي، الذي هم أيضا المشاريع الرائدة لمراجعة مدونة الأسرة، ورقمنة الخدمات العمومية وإصلاح قطاع التعليم. من جهة أخرى، نجح المغرب منذ اعتلاء جلالة الملك العرش، في تعزيز مكانته الجيو – سياسية، من خلال دبلوماسية مؤثرة، حازمة واستباقية، مكنت المملكة من مضاعفة نجاحاتها فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة. وهكذا، أشاد الباحث في القانون الدستوري والسيناتور البلجيكي السابق، فرانسيس دولبيريه، في حديث خص به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء ببروكسل، بالنجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، والتي مكنت من حشد دعم واسع، لاسيما من قبل القوى العالمية الكبرى، لصالح حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، على أساس مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. وشهدت القضية الوطنية الأولى، خلال السنوات الأخيرة، تطورات هامة بفضل الزخم القوي والانخراط المباشر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أرسى أسس الموقف المغربي بشأن قضية الصحراء المغربية. فبعد الولايات المتحدة الأمريكية، جاء دور إسبانيا وفرنسا، ومؤخرا المملكة المتحدة، للانخراط في هذه الدينامية الدولية. وفي المجمل، أعربت ما لا يقل عن 123 دولة عن دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. وعلى مستوى القارة الإفريقية، تواصل المملكة جهودها من أجل تعزيز حضورها وصورتها في القارة، كبلد إفريقي يعمل من أجل الأفارقة. فبعد العودة المظفرة إلى الاتحاد الإفريقي في 2017، ما فتئ المغرب يضاعف المبادرات لصالح إفريقيا، والتي تظل أهمها المبادرة الملكية الأطلسية الرامية إلى تيسير ولوج دول منطقة الساحل إلى المحيط الأطلسي ومسلسل الدول الإفريقية الأطلسية وكذا أن أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي. وتعد الرياضة أيضا من المجالات التي نجح فيها المغرب في السنوات الأخيرة. وتؤكد النتائج التي حققها الأبطال والمنتخبات الوطنية توهج الرياضة المغربية بفضل الرؤية الملكية المتبصرة. فالمغرب، الذي أبهر العالم كأول بلد إفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم سنة 2022 في قطر، يراكم الإنجاز تلو الآخر، سواء في المسابقات الرياضية أو من حيث البنيات التحتية التي أنشأها وبرامج التدريب الرياضي التي ينخرط فيها. وكنتيجة مباشرة لهذه المكانة التي أصبحت تحظى بها الرياضة الوطنية، تم اختيار المملكة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاستضافة كأس العالم 2030، في إطار تنظيم مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال. وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذه المسابقة العالمية بين قارتين، ما يشكل تأكيدا على دور المغرب كحلقة وصل بين الشمال والجنوب. وفي هذا الصدد، أعرب السيد ثاباتيرو عن ثقته في قدرة المغرب على استضافة كأس العالم 2030 بنجاح بمعية إسبانيا والبرتغال، مسلطا الضوء على 'الاحترافية' و'البنيات التحتية' التي تتمتع بها المملكة، فضلا عن 'شغف' الشعب المغربي بكرة القدم. والأكيد أن عيد العرش هو مناسبة مجيدة يحتفي فيها المغاربة قاطبة بجميع هذه النجاحات، التي تعكس نضج مشروع مجتمعي تمت بلورته وقيادته بفضل ملك متبصر يصغي دوما لانشغالات شعبه.