
يزبك من مسيرة بعلبك: لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة ويستحيل الاستسلام
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في ختام مسيرة العاشر من محرم الحاشدة التي نظمها 'حزب الله' في بعلبك، انطلاقا من مقام السيدة خولة ابنة الإمام الحسين، بعد تلاوة الشيخ طلال المسمار السيرة الحسينية، وجابت شوارع وساحات وأسواق المدينة وصولا إلى ساحة مسجد المصطفى على طريق رأس العين، يتقدمها مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، النائب ينال صلح، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي، أفواج كشافة الإمام المهدي، لبسة الأكفان، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية وكشفية ونقابية واجتماعية.
وتحدث مسؤول قسم الإعلام في 'حزب الله' في منطقة البقاع مالك محمد ياغي، فقال: 'من مشارف ساحة قسم الإمام السيد موسى الصدر، من وصية الموسوي العباس، من حمى المقاومة وعرين سيد شهداء الأمة الشهيد السيد حسن نصرالله، من بعلبك، من عبق الشهداء، نرفع الصوت عاليا مدويا في يوم العاشر من محرم بالبيعة والولاء لحسيننا الإمام القائد الخامنئي، ونجدد العهد بالبيعة والولاء لدماء الشهداء ولقيادة حزب الله وعلى راسها الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم. ونجدد من بعلبك الإباء، من عرين المقاومة ومنبع الشرفاء، القسم والعهد والوفاء بأننا لن نحيد عن نهج الإمام الحسين، نهج الشهادة الفداء'.
واعتبر الشيخ يزبك أن من النعم التي أنعمها الله علينا وعلى الأمة الإسلامية، وخصنا ببركاتها، الإمام الخميني الذي فجر ثورة المستضعفين في وجه المستكبرين، كان يرى أن الكيان الإسرائيلي هو قاعدة للإستكبار الغربي وأمريكا وإسرائيل هي غدة سرطانية تفتك في جسم الأمة والمنطقة، فقال: ثورتنا اليوم في طهران وغداً في فلسطين من أجل اقتلاع الخطر المهدد للإنسانية، وأمر بعدة أمور أحدها : تبديل السفارة الإسرائيلية بسفارة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني لأول مرة في طهران، وإن شاء الله سيرفع في فلسطين محررا بدماء شهدائنا الذين قضوا على طريق القدس'.
وتابع: 'أمر الإمام الخميني بإعداد جيش العشرين مليونا لتحرير فلسطين والقدس، وهذا الجيش كان وما زال مساندا وداعما للقضية الفلسطينية. كما أطلق الإمام الخميني اليوم العالمي للقدس في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك كل عام، وارسل طلائع من التعبئة والحرس لمساندة المقاومة الإسلامية لتحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي، وببركة هذه المساندة والدعم المتواصل من الإمام الخامنئي تحقق التحرير عام 2000، فالإمام الخامنئي تبنى القضية الفلسطينية بالدعم والحضور الدائم ، كما أكمل بناء مشروع دولة الإسلام بكل عزم وقوة ، وأظهرت آثار القائد المفدى ومواقفه في الدفاع ولجم العدو الإسرائيلي والشيطان الأكبر وعالم الغرب والكفر والنفاق'.
وأضاف: 'النعمة الثانية الإمام السيد موسى الصدر نصير المحرومين، الذي قال: 'لا يبتسم لبنان وجنوبه يتألم ، ولا يبرأ من آلامه إلا بالتحرير من دنس العدو الإسرائيلي'… الجنوب هو الجزء الأهم من الوطن وبدونه لا سيادة ولا استقلال. كما قال: السلاح زينة الرجال ، والرجال بسلاحهم عزة هذا الشعب، وحماة الاستقلال والوطن. وقال: 'إسرائيل شر مطلق قاتلوها بأسنانكم وأظافركم'، وانطلقت المقاومة'.
وأردف: 'من النعم شيخ الشهداء برؤيته البعيدة، عندما قال: 'الموقف سلاح والمصافحة اعتراف' ولن يكون موقفنا إلا السلاح، فكانت دماؤه رياً لمقاومة ازدادت قوة وعطاءً. أما سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي عاشق المقاومين في محاورهم، ونداؤه ما زال يتردد في الأسماع 'إقتلونا إقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر'، وزلزلت دماؤه الكيان الإسرائيلي الغاصب. ثم استلم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله زمام قيادة المقاومة، فهو القائد الشجاع الحكيم الملهم المتفاني في عشق المحبوب، لا يبتغي إلا رضاه، والعزة لأمته ووطنه وتحريره من براثن الصهاينة، معه قادة أبطال ومقاومون شجعان أنجزوا التحرير، وكان الخطاب التاريخي في بنت جبيل، وهدية النصر والتحرير للبنانيين جميعا، رغم انزعاج البعض من هذا التحرير، وفي حرب تموز 2006 أسقطت أهداف العدو ومشروع رايس التي بشرت بولادة شرق أوسط جديد'.
ورأى أن 'قائد النصرين عماد المقاومة ومشكّل قوة الرضوان، انتصر بوسام الشهادة التي عشقها. كانت القضية الفلسطينية وما زالت وستبقى هي قضيتنا وقضية الأمة ولذلك لما كان التكليف والواجب مساندة المقاومة وإخواننا في غزة العزة والكرامة، لبينا الواجب وحرص سيد المقاومة أن يجنب لبنان حربا شاملة. إننا لا نريد الحرب لكن إذا فرضت علينا نخوضها ولا نلتفت إلى الوراء، إستشهد في قلب الضاحية الأبية في غرفة العمليات بعد استشهاد القادة، ومن بعده صفيه الهاشمي'.
وقال يزبك: 'واجه أبطال المقاومة الحسينييون في معركة أولي البأس، وقد أبلوا بلاء حسناً، فأسقطوا أهداف العدو حتى طلب وقف إطلاق النار من مبعوثهم هو كشتين ، بوثيقة وافقت عليها الدولة، ووافقنا لأننا لا نريد الحرب، وإنما كنا في حالة دفاع، على أن تتحمل الدولة المسؤولية في تنفيذ الإتفاق وتحمل الحماية والدفاع عن الوطن والعمل بكل وسيلة لإنسحاب العدو الإسرائيلي ضمنت أمريكا تنفيذ الإتفاق وشكلت خماسية إلا أن العدو لم يلتزم ونقض الإتفاق، والضامن قد غاب عن السمع، بل أيد الإعتداءات والخروقات الإسرائيلية. واليوم تطالعنا من الضامن دعوة لإتفاق جديد، ويحق لنا أن نسأل ماذا صنعت أيها الضامن بالإتفاق الأول حتى تطالبنا باتفاق آخر؟! وأين ضمانتكم من كل الذي يجري على الساحة من تفجير واغتيالات واعتداءات؟!'.
واردف: 'لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة، ولا يُمنّي أحد نفسه بذلك، فإن إخوة الإستشهاديين الذين سطروا الأسطورة في الدفاع عن الحدود والقرى الأمامية هم اليوم أشد بأساً وعزيمة، والبيئة الحاضنة هي أشد تعاطفا، ناهيك عن عوائل الشهداء والأسرى والجرحى، يصرّون وبكل إلحاح يطالبون بموقف العزة والكرامة ويستحيل الإستسلام'.
وختم يزبك: 'إننا خريجو مدرسة أبي عبد الله الحسين عليه السلام الذي قال: ألا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك…' إننا أبناء هذا الإمام لا تخضع رقابنا إلا لله الواحد الأحد، وأقسمنا أن لا نموت إلا ونحن ممتشقو السلاح ورؤوسنا مرفوعة… نحن أبناء القائل ما تركناك يا حسين. والله لا نعطيكم بأيدينا إعطاء الذليل ولا نقر لكم إقرار العبيد، فإن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. ونحن من وراء هذا القائد ما أشوقنا للقاء الأحبة بالإنتصار أو الشهادة، وإننا على العهد يا نصر الله، وهذا زرعك قد نما وتكاثر وإن روحه هي روحك، وعزيمته هي عزيمتك، ما تركناك نحن عشاق مواقفك وإننا على يقين بالنصر وهو آت لا محالة بإذن الله'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كويت نيوز
منذ 2 ساعات
- كويت نيوز
الكويت وبريطانيا تبحثان تعزيز الشراكة الاقتصادية والتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة
(كونا) — بحثت وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار المهندسة نورة الفصام مع وزير الخارجية والكومنولث وشؤون التنمية في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية ديفيد لامي سبل زيادة ورفع حجم التبادل التجاري بما يحقق المنفعة المشتركة. وقالت وزارة المالية في بيان صحفي إنه تم خلال اللقاء الذي عقد اليوم الأحد 'متابعة نتائج الزيارات التاريخية التي أجراها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى المملكة المتحدة' كما تم التطرق إلى 'الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقة الاستثمارية التاريخية والاستراتيجية التي تجمع دولة الكويت بالمملكة المتحدة خلال المرحلة القادمة'. وأكدت وزيرة المالية بحسب البيان تطلع دولة الكويت بصفتها دولة الرئاسة للدورة الحالية لدول مجلس التعاون الخليجي إلى سرعة الانتهاء من المفاوضات والتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين دول (المجلس) والمملكة المتحدة لما لها من أهمية في تعزيز التدفقات التجارية والاستثمارية بين الجانبين. ونقل البيان عن العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتية الشيخ سعود سالم عبدالعزيز الصباح تأكيده على اهتمام (الهيئة) بتعزيز العلاقة الاستثمارية مع المملكة المتحدة من خلال الدور الاستراتيجي الذي تمارسه عن طريق مكتب الاستثمارالكويتي – لندن الذي تأسس منذ أكثر من 70 عاما ويقوم بإدارة الأصول في قطاعات متنوعة لدولة الكويت مؤكدا أن 'هذه العلاقة التاريخية تشكل أساسا قويا للاتفاق مع المملكة المتحدة على شراكات استثمارية بعدة قطاعات في المرحلة القادمة'. واستعرض اللقاء الذي جاء ضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الخارجية والكومنولث وشؤون التنمية في المملكة المتحدة إلى دولة الكويت الجهود والرؤى التنموية التي تعمل عليها دولة الكويت إذ أكد الجانب البريطاني 'استعداد الشركات البريطانية للمساهمة في تحقيق رؤية دولة الكويت التنموية وتنفيذ العديد من المشاريع'. حضر اللقاء العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الشيخ سعود سالم عبدالعزيز الصباح ووكيل وزارة المالية أسيل المنيفي وسفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة بدر المنيخ وسفيرة المملكة المتحدة لدى دولة الكويت بليندا لويس وعدد من المسؤولين في وزاراتي المالية والخارجية بدولة الكويت.


الرأي
منذ 8 ساعات
- الرأي
لبنان «الرمادي» أمام الامتحان الأميركي الأصعب اليوم... السلاح أو «رماد» الحرب
- إسرائيل تُضيّق الخناق على «حزب الله» من المقلب السوري في جبل الشيخ ... «لا تعنينا معادلة أميركا وإسرائيل إما نقتلكم وإما الاستسلام (...) فمعادلتنا إما نُستشهد وإما نَنتصر لكن لا مكان للاستسلام، ولا تطلبوا منا ترك السلاح (...)». ... «كلام زعيم حزب الله يدلّ على أنه لم يتّعظ من (السيد حسن) نصرالله ولا من خليفته (هاشم صفي الدين)» اللذين اغتالتْهما إسرائيل في 27 سبتمبر و3 أكتوبر الماضييْن. موقفان وكأنهما «على حدّ السيف»، من الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ومن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عَكَسا ما يشبه التقاطُعَ على أنّ ما بعد زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك لبيروت اليوم ملبَّد بغيوم داكنة ومحمَّلة بمخاطر عودة محتمَلة للحرب: - سواء بوصْفها خياراً من تل أبيب كـ «بدَل عن ضائع» اسمه عدم الرغبة في الانزلاق إلى لعبة «استنزاف وقتٍ» بحال اعتمادها «سلّم الأولويات» اللبناني في مقاربة ورقة براك (بإزاء سلاح «حزب الله») والذي يُراعي، بطريقة أو أخرى، الرفضَ المطلق للحزب لأي نقاش في موضوع سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من التلال الخمس ووقف اعتداءاتها وتحليق طيرانها وإطلاق الأسرى وبدء إعادة الإعمار، على أن يكون البحث في هذا الملف تحت سقف حوار وتفاهُم داخلي ولافتةِ «إستراتيجية الأمن الوطني» أو الإستراتيجية الدفاعية، أي في إطار «ملبنن» وليس تحت ضغط «ساعة رملية» أميركية وعلى قاعدة مقترح قُدم للبحث على طريقة TAKE IT OR LEAVE IT. - أو بوصْف الحرب «سُمّاً» سيُضطرّ الحزب لـ «تَجَرُّعه» بناء على مفاضَلة بين خيارين أحلاهما مُر: الأول أكلاف «رفْع الراية البيضاء» أمام واشنطن وتل أبيب والتسليم بسحْب «مَجاني» لسلاحه، مع ما لذلك من تداعيات على وزنه الداخلي وإن الذي أصابه الوهن بعد حرب الـ 65 يوماً، كما على الثِقل الإقليمي لإيران وإن الذي زادتْه ضموراً الحربُ الإسرائيلية على طهران. والثاني مواجهة كل الاحتمالات والسيناريوهات وترْك الميدان، بحال قررت تل أبيب «الضغط على الزناد»، يأخذ مداه والرهان على ديناميات المعركة وما قد تستدرجه من وساطات دولية لوقفها وربما بما يتيح «ربط نزاع» بالنار مع مكاسب في «كعكة السلطة» بلبنان لا يمكن تحقيقها «على البارد». وعزّز موقفُ قاسم في ختام مراسم يوم العاشر من محرم، وردّ كاتس عليه المَخاوف من ألّا ينجح لبنان في الردّ الذي سيسلّمه اليوم إلى براك والذي كان يضع «الروتشات» الأخيرة عليه، في الموازَنة بين عدم رَفْضِ الورقة الأميركية ومبادئها الرئيسية التي يلتزم بها كبارُ المسؤولين تحت عنوان حصر السلاح بيد الدولة، وبين عدم ترك ثغرة تتيح لإسرائيل النفاذ منها لتظهير أن بيروت تتنصّل من سَحْبِ سلاح «حزب الله»، مع ما يحمله ذلك من مخاطر إضافية هذه المرة لجهة إمكان جعْل لبنان – الدولة جزءاً من «أهداف» أي حربٍ، ما دام الجواب على مقترَح براك تم صوغُه بين رؤساء الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام والبرلمان نبيه بري. إحراج إضافي واعتبرت أوساط مطلعة في بيروت أن كلام قاسم جاء بمثابة إحراجٍ إضافي للبنان الرسمي في أي التزاماتٍ ولو مبدئية يقدّمها لواشنطن، خصوصاً أن الأمين العام لـ «حزب الله» دعا بوضوح إلى أن تطبق إسرائيل أولاً اتفاق وقف الأعمال العدائية (27 نوفمبر) «فتنسحب من الأراضي المحتلة، وتُوقف عدوانها وطيرانها، وتُعيد الأسرى ويبدأ الإعمار وعندما تتحقق مفردات الاتفاق والمرحلة الأولى، نحن حاضرون للمرحلة الثانية ولِنناقش الأمن الوطني والإستراتيجية الدفاعية ولِنرى كيف يكون بلدنا قوياً في الاقتصاد والعسكر والأمن والسياسة وبناء الدولة». قبل أن يضيف: «نحن حاضرون لكل شيء، ولدينا من المرونة ما يكفي من أجل أن نتراضى، ومن أجل أن نتوافق. لكن، اتركونا وحدنا. نحن نتفق ونُعطي النتيجة، ولا تعنينا معادلة أميركا وإسرائيل التي تُهدد بالقتل أو الاستسلام (...) نحن متمسكون بِحقوقنا، وإذا استلزم من أجل تحقيق حقوقنا أن نُستشهد أو أن نَنتصر، فنحن حاضرون لكن لا يوجد محلّ للاستسلام». كما استوقف الأوساط كلام قاسم عن «أننا مستعدّون للسلم وبناء البلد ومن أجل النهضة والاستقرار، كما أننا مستعدّون للمواجهة والدفاع» وقوله رداً على مَن يسألون «لماذا تحتاجون إلى الصواريخ؟ كيف نُواجه إسرائيل وهي تعتدي علينا إذا لم تكن معنا؟ مَن الذي يمنع إسرائيل من أن تدخل إلى القرى وتقوم بإنزالات وتقتل الشباب والنساء والأطفال داخل بيوتهم؟ نحن لا نقبل أن نعيش بلبنان في سجن كبير»، معتبرةَ أن في هذا الموقف يؤشّر في جوانب منه على توغُّل ضمني متعدُّد البُعد في خلفيات السلاح الذي لم يَعُد «حزب الله» يتوانى في الأعوام الأخيرة عن أن يرفع بإزائه شعار «السلاح للدفاع عن السلاح»، وهو ما يجعل ترْكه لديناميةِ حوارٍ داخلي يبدأ بعد تنفيذ إسرائيل شروط الحزب يَنطوي على مَخاوف من استعجال تل أبيب «قلب الطاولة» والقارب بالجميع. تغيير الشرق الأوسط! وارتفع منسوب القلق في بيروت مما قد تحمله زيارة بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض اليوم واجتماعه بالرئيس دونالد ترامب والذي عنْونت «يديعوت أحرونوت» عنه أنه «لقاء يمكن أن يغير الشرق الأوسط»، ومن حصة لبنان من تأثيرات الزيارة في حال فُسِّر ردّه على مقترح براك على أنه «شراء للوقت» أو تنصُّل من التعهدات أو تظهير للعجز عن فرْض الدولة سيادتها تحت حجة «الخصوصية اللبنانية» والخشية من حرب أهلية، خصوصاً في ضوء رسم حزب الله خطاً أحمر حول سلاحه، أقله لهذه المرحلة. وإذ كان لافتاً إعلان نائب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني أنه «حتى الآن لم يتخذ مجلس الوزراء أي قرار بخصوص جدول زمني وخطة لحصر السلاح بيد الدولة»، سائلاً «على أي أساس تتم صياغة الرد على ورقة الموفد الأميركي من الرؤساء الثلاثة من دون علم مجلس الوزراء وقرار منه، وهو الجهة التي أعطاها الدستور هذه الصلاحية؟ فهل سيمرّ الرد عبر مجلس الوزراء أم سيتحمل الرؤساء الثلاثة شخصياً مسؤولية تبعاته». لا دولة بلا سيادة وفيما كان يسود ترقب للقاء الرؤساء عون وسلام وبري لتأكيد وحدة الموقف من الردّ على ورقة برّاك، كرر رئيس الحكومة خلال وضع الحجر الأساس للمركز الإسلامي في البقاع الأوسط، «أن لا دولة بلا سيادة. ومعنى السيادة أن تكون الدولة قادرة أن تفرض سلطتها على كامل أراضي الوطن بقواها الذاتية حصراً، كما نصّ عليه اتفاق الطائف. وكذلك تقتضي السيادة أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها»، وأضاف: «لا استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان ووقف أعمالها العدوانية، كما ان لا استقرار دون شعور كل المواطنين بالأمن والأمان أينما كانوا في ربوع الوطن مما يتطلب بدوره حصر السلاح بيد الدولة وحدها». قطع ممرات الربط في موازاة ذلك، لم يكن عابراً ما كشفه المرصد السوري لحقوق الإنسان من أنّ قوة إسرائيلية خاصة دخلت قرية رخلة على الحدود مع لبنان، في خطوة نادرة اعتُبرت بهدف قطع ممرات الربط بين سورية ولبنان وتضييق الخناق على «حزب الله» في تلك المناطق. وأشار المرصد إلى أنه تمّ رصد توغلٍ استهدف مواقع وثكن عسكرية تابعة للفوج 36 للنظام السوري السابق والتي كانت تُستخدم من الحزب، في محيط قلعة جندل بمنطقة جبل الشيخ، مع تذكير بأنه في 4 يوليو نفذت القوات الإسرائيلية تحركات غير معتادة قرب الحدود السورية - اللبنانية، شملت مناطق من بلدة يعفور في ريف دمشق الغربي وحتى قلعة جندل. وأثارت هذه التحركات أسئلةً عما إذا كانت مرتبطة باستعداداتٍ لأي حرب جديدة مع «حزب الله» خصوصاً أن التلال الخمس التي أبقت إسرائيل على احتلالها في جنوب لبنان (جبل بلاط وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص) تشكل خط دفاع متقدماً عن مستوطنات الشمال المقابِلة وتؤمّن «عيْناً» وإشرافاً إستراتيجياً على القطاعَين الأوسط والشرقي من جنوب لبنان وصولاً إلى «حماية ظهر» الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية ولاسيما جبل الشيخ الذي يَتقاطع حدودياً بين لبنان و«بلاد الشام» وفلسطين. بنود وثيقة براك أوردت قناة «الحدث» البنود الأساسية لوثيقة توماس براك، كما لخّصتها مصادر سياسية ودبلوماسية: - البند الأول: يتعلق بسحب سلاح «حزب الله» وتحديداً الصواريخ البالستية والمسيّرات الهجومية، أما الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فهي شأن داخلي وذلك خلال ستة أشهر، أو في حلول نهاية نوفمبر المقبل. بالإضافة إلى سحب سلاح كل الفصائل المسلحة اللبنانية أو غير اللبنانية، على أن يقدم لبنان آلية تنفيذية تفصيلية حول خطة سحب السلاح. ومن ضمن ما تقترحه ورقة برّاك، اعتماد مبدأ الخطوة مقابل خطوة، أي أن يبدأ سحب السلاح من شمال نهر الليطاني لتبدأ أميركا بالضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس في الجنوب اللبناني. - البند الثاني: يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية والجمركية، والعمل على إقفال كل المؤسسات المالية التابعة للحزب، خصوصاً «القرض الحسن». - البند الثالث: يتعلق بإصلاح وتحسين العلاقة مع سوريا وتطويرها، لا سيما على المستوى السياسي بين البلدين لضبط الحدود ومنع التهريب. ويوافق لبنان على ترسيم الحدود مع إسرائيل بصورة نهائية، واعتبار مزارع شبعا أراضي سورية، وتثبيت خط الانسحاب الأزرق كحدود معترف بها دولياً. - البند الرابع: حصر أي دعم مالي أو إعادة إعمار ما هدمته الحرب بشرط تنفيذ بند نزع السلاح، بما يشمل عدم إطلاق أي مشاريع إعادة إعمار قبل تجميع السلاح. - البند الخامس: ربط الإفراج عن الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل بنزع السلاح. البند السادس: عدم ممانعة استمرار «حزب الله» كمكوّن سياسي ضمن البرلمان والحكومة، شرط خروجه من العمل المسلّح كقوة مستقلة. البند السابع: تحديد مهلة لا تتجاوز شهرين لتقديم الحكومة اللبنانية خطة تنفيذية واضحة، والبدء بجمع السلاح، مع تحذير صريح بأن البديل هو قيام إسرائيل بعمليات عسكرية لتدمير السلاح.


الرأي
منذ 8 ساعات
- الرأي
... القوي يأكل الضعيف!
هل يعقل أن تتعطل آلة القوانين الدولية عن التطبيق ويصبح المجتمع الدولي عاجزاً عن اتخاذ عقوبات رادعة بحق إسرائيل التي تجاوزت السنة والتسعة أشهر وهي تضرب قطاع غزة بلا هوادة بمختلف أنواع القنابل والصواريخ والمسيرات... والعالم «يتفرج»؟! هل وصل العجز -بل الشلل- بالمجتمع الدولي لأن يفشل في إدخال المساعدات الغذائية والطبية ويكتفي بالاستنكار والمناشدة؟! مجتمعات حقوق الإنسان أصبحت هي الأخرى تشاهد (عن بعد) المشهد السياسي للقتل الممنهج للفلسطينيين الذين يذهبون لتسلم مساعداتهم الغذائية في المنطقة التي حددتها إسرائيل حيث يتم اقتناصهم هناك سواء أكانوا صغاراً أم كباراً رجالاً أم نساء، في صورة يندى لها الجبين! عندما (اشتهى) المجتمع الدولي تطبيق عقوباته الاقتصادية على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا (فعل)! وقبل ذلك الكثير من العقوبات التي طبقها على كوريا الشمالية والصين وأفغانستان وليبيا وسوريا بسهولة... لكن عندما جاءت تلك العقوبات على الكيان الصهيوني (توقف)! لقد أصبحنا نعيش في عالم الغاب، أي بلا قوانين منظمة ومعاهدات مطبقة، واليوم إذا طبقت تطبق بحسب (المزاج) أو (القوة) ضمن بند «القوي يأكل الضعيف»! باختصار، من يدير العالم اليوم ويتحكم في قوانينه ليفرضها على من يشاء ويرفعها عن من يشاء الولايات المتحدة الأميركية في عالم تحول من القطبين إلى قطب وحيد يسيطر اقتصادياً وعسكرياً على العالم منذ أن انتهى عصر الاتحاد السوفياتي! لذلك، لن تقبل أميركا بخروج منافس اقتصادي على السطح من جديد وسيشهد العالم خلال الفترة المقبلة حرباً تجارية و(جمركية) و(كسر عظم) بينها وبين الصين ذلك (التنين) الاقتصادي القادم! أما عالمنا العربي فلا حول لنا ولا قوة في هذه المعادلة سوى مشاهدة الأحداث عن بعد وأخذ الحيطة والحذر والسعي لمسك العصا من المنتصف في الحرب الاقتصادية الدائرة بينهما وتغليب لغة العقل والمنطق في التعامل مع الحرب المقبلة! على الطاير: - منظمة العفو الدولية تؤكد استخدام إسرائيل قنابل الفوسفور الأبيض خلال قصفها قطاع غزة! .. (لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي)! ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع، بإذن الله نلقاكم! email:[email protected] twitter: bomubarak1963