logo
الأمم المتحدة في ذكرى التأسيس

الأمم المتحدة في ذكرى التأسيس

الاتحادمنذ 21 ساعات
الأمم المتحدة في ذكرى التأسيس
شهدنا قبل أيام الذكرى الـ80 لتأسيس ميثاق الأمم المتحدة والذي تم يوم 26 يونيو 1945 في سان فرانسيسكو. وكون المناسبة أتت في خضم تصاعد أحداث جسام في العالم أجيز أنه لا بد من السؤال بقوة: ما جدوى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها بعدما باتت عاجزة، وأدواتها قاصرة، عن إيقاف الحروب، ونزع فتيل الأزمات، ووضع حدّ لمآسي الشعوب؟ والميثاق الذي يتألف من 19 فصلاً و111 مادة يحدد الأسس الحاكمة للعلاقات الدولية.
والمدهش أن تلك الوثيقة التي أرست قواعد العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية تعرّضت على مدى العقود الثمانية الماضية لانتهاكات متعدّدة. ومع ذلك، نادراً ما تعترف الأطراف الدولية بخرقها بنود الميثاق، محاولين، بالتأويل والبحث عن تفسيرات مختلفة للنصوص، ليّ عنق الحقيقة.
وبعد مرور ثمانية عقود يمكن القول: إن الأمم المتحدة لم تنجح كثيراً في حماية الدول الصغيرة، كما عجزت في كثير من الأحيان عن منع تدخلات القوى الكبرى في الشؤون الداخلية للدول، ما أدى إلى تقويض سيادتها واستقلالها. ووفقاً للشواهد والأحداث الجارية، تبدو المنظمة وأمينها العام في كثير من الأحيان بلا حول ولا قوة، وتقف عاجزة أمام غطرسة الدول الكبرى وإصرارها على فرض رؤيتها لتوجيه دفة الأمور واتخاذ القرارات بما يخدم مصالحها، ويعزز قبضتها على القرار الدولي، في ظل امتلاكها حق الڤيتو الذي يجعلها في مأمن من أي عقاب أو حتى لوم حال تجاوزها. وهكذا يبدو القانون الدولي أعور، يتصدى بقوة لدول بعينها، فيما يقف عاجزاً أو متجاهلاً خروقات جسيمة لميثاقه من قِبل القوى العظمى.
لكن النقاش الهادئ والموضوعي يكشف أحياناً كم نقسو على المنظمة الأممية ونحمّلها أكثر مما تحتمل، في ظل هشاشة الوضع الدولي في ظل قوى عظمى توحّشت لتحقيق أطماعها ومآربها على حساب الآخرين، من دون أن تقيم وزناً لقانون دولي أو لقيم العدالة. ويتّسع الفارق بين الدول الكبرى التي تملك وتتحكم، وشعوب مغلوبة على أمرها تعيش على الهامش وتتجنّب المواجهة مع الطامعين في أراضيها وثرواتها.
والإنصاف يقتضي الإشارة إلى بعض الإنجازات في ملفات مهمة؛ إذ ساهمت المنظمة الدولية في حصول أكثر من 80 مستعمرة سابقة على استقلالها، ونجحت في بعض الحالات في حفظ السلام ومنع نشوب الصراعات، خاصة في الدول التي كانت تعاني من اضطرابات داخلية.
كما قدّمت مساعدات إنسانية ودعماً للتنمية في العديد من الدول النامية، وهو ما ساهم في تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية لعدد من الدول الفقيرة. ويُعدّ تجنب نشوب صراع شامل من أبرز نجاحات المنظمة؛ إذ نشرت الأمم المتحدة عشرات الآلاف من قوات حفظ السلام في 11 عملية ميدانية، وسهّلت توقيع 30 معاهدة نزع السلاح، ودمرت أكثر من 55 مليون لغم أرضي. وعلى ضوء ذلك، ربما كان الأمين العام للمنظمة السيد أنطونيو غوتيريش مُحقّاً حين قال: «في عالم يواجه أكبر عدد من النزاعات منذ 1945 وعدة أزمات إنسانية كبرى، فإن الأمم المتحدة لم تكن يوماً ضرورية بقدر ما هي عليه الآن». وعلى الرغم من الحاجة الملحّة لإصلاحها، لا تتحمل المنظمة الأممية وحدها مسؤولية وضعها الحالي، ومن التبسيط تحميلها وحدها عجز دولها الأعضاء.
غير أن الأمم المتحدة اليوم غير قادرة على أداء وظائفها الأصلية، فميثاقها لم يتطور منذ التأسيس، وآلياتها عاجزة عن مواكبة التغيرات العالمية. ومع ذلك لا غنى عن تلك المنظمة الأممية، لأن اختفاءها قد يفتح باب فوضى أكبر، وهو ما لا نتمناه أبداً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المشاط تناقش تطورات العلاقات المشتركة مع أمين عام مؤتمر "أونكتاد"
المشاط تناقش تطورات العلاقات المشتركة مع أمين عام مؤتمر "أونكتاد"

البوابة

timeمنذ 3 ساعات

  • البوابة

المشاط تناقش تطورات العلاقات المشتركة مع أمين عام مؤتمر "أونكتاد"

التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ريبيكا جرينسپان مايوفيس، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، وسابينا ألكاير، مدير مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية (OPHI)، وذلك إطار مشاركتها المستمرة بالمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية والمنعقد بإسبانيا خلال الفترة من 29 يونيه إلى 3 يوليو 2025، ضمن وفد مصر برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. تعزيز التعاون في مجالات التنمية الاقتصادية والاستثمار. وبحثت الدكتورة رانيا المشاط، مع الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، لمناقشة العلاقات المشتركة بين مصر وأونكتاد، حيث تم استعراض سبل تعزيز التعاون في مجالات التنمية الاقتصادية والاستثمار. وخلال اللقاء، أعربت «المشاط»، عن تقديرها للجهود المشتركة مع (أونكتاد) ، لإصدار تقرير الاستثمار العالمي لعام 2024، الذي يرصُد أبرز اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم، مشيرة إلى أهمية هذا التقرير في تسليط الضوء على موقع مصر بين أكثر الدول جذبًا للاستثمارات، وذلك في ضوء الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية. مناقشة العلاقات المشتركة بين مصر وأونكتاد، كما تناول الاجتماع مناقشة العلاقات المشتركة بين مصر وأونكتاد، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون في مجال التنمية الاقتصادية وتعزيز الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى الاستفادة من أدوات المنظمة لقياس أثر سياسات التنمية وتعزيز استراتيجيات التجارة والاستثمار. في سياق آخر، التقت الدكتورة رانيا المشاط، السيدة سابينا ألكاير، مدير مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية (OPHI) وباحثة اقتصادية وأستاذة في قسم التنمية الدولية بجامعة أكسفورد، لمناقشة جهود تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، وناقش الجانبان خلال اللقاء جهود التنمية البشرية وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري لتحسين مستويات المعيشة وتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، كما تطرق اللقاء إلى مناقشة مؤشر الفقر متعدد الأبعاد العالمي، موضحة أنه يمثل مقياسًا دوليًا سنويًا للفقر الحاد متعدد الأبعاد، يغطي أكثر من 100 دولة نامية، والذي يُعد أداة رئيسية لقياس حدة الفقر من خلال 7 أبعاد رئيسية هي التعليم والصحة والخدمات الأساسية والتشغيل والحماية الاجتماعية والأمن الغذائي.

وسط غياب أميركا..قادة العالم يتعهدون بدعم التنمية في قمة بإسبانيا
وسط غياب أميركا..قادة العالم يتعهدون بدعم التنمية في قمة بإسبانيا

الشارقة 24

timeمنذ 5 ساعات

  • الشارقة 24

وسط غياب أميركا..قادة العالم يتعهدون بدعم التنمية في قمة بإسبانيا

الشارقة 24 - رويترز: بدأت في إشبيلية يوم الاثنين قمة تعقد مرة كل 10 سنوات في أجواء شديدة الحرارة ومع زيادة الضغوط على قادة العالم لتسريع وتيرة إحراز تقدم بشأن الحد من الفقر ومكافحة تغير المناخ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي قضايا يزداد خطر الفشل في تحقيقها. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش:" إن الهدف من القمة هو "إصلاح وتنشيط" منظومة التعاون في ظل "تلاشي الثقة وتوتر العلاقات متعددة الأطراف". ومن المقرر أن يحضر القمة أكثر من 50 من قادة دول العالم، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أبرز الغائبين بعد أن انسحبت الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم منها، ورفضت دعم خطة عمل وُضعت العام الماضي. وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي، واصفاً قرار بدء حرب تجارية في وقت يشهد فيه العالم ضغوطاً هائلة بأنه غريب. وأوضح غوتيريش في الجلسة الافتتاحية للقمة المنعقدة في وقت تتعرض فيه المنطقة لموجة حر شديد أن وثيقة التزام إشبيلية هي وعد عالمي بإصلاح الطريقة التي يقدم بها العالم الدعم للدول الأكثر فقراً. وتضمن اتفاق مخرجات وضع قبل القمة زيادة قدرة الإقراض متعدد الأطراف إلى 3 أمثال وتخفيف أعباء الديون، والدفع باتجاه تعزيز نسب الضرائب إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 15 %على الأقل وتحويل حصص خاصة من صندوق النقد الدولي إلى الدول الأكثر احتياجاً إليها. وطالب ماكرون البنك الدولي وبنوك التنمية الكبرى الأخرى بأن تكون مستعدة للتضحية بتصنيفاتها الائتمانية العالية إذا لزم الأمر من أجل تحقيق تلك الأهداف. وأفاد غوتيريش أنه مع تأخر تنفيذ ثلثي أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، مطلوب تمويل بأكثر من 4 تريليونات دولار سنوياً وإعادة تجهيز النظام المالي العالمي بسرعة أكبر لتحقيق هذه الأهداف. وقال جوتيريش: "تحتاج الدول، وتستحق، نظاماً يخفض تكاليف الاقتراض ويتيح إعادة هيكلة للديون بشكل عادل وفي الوقت المناسب ويمنع أزمات الديون في المقام الأول"، مشيراً إلى خطة لإنشاء سجل موحد للديون من أجل الشفافية وإلى جهود خفض تكلفة رأس المال عن طريق مقايضة الديون.

دول مجلس التعاون الخليجي تدعو لانتقال متدرج ومتوازن لمواجهة تغير المناخ
دول مجلس التعاون الخليجي تدعو لانتقال متدرج ومتوازن لمواجهة تغير المناخ

العين الإخبارية

timeمنذ 6 ساعات

  • العين الإخبارية

دول مجلس التعاون الخليجي تدعو لانتقال متدرج ومتوازن لمواجهة تغير المناخ

دعا مجلس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية، إلى انتقال متدرج ومتوازن لمواجهة تغير المناخ مع احترام السياقات الوطنية والتعاون الدولي. أكد مجلس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية في جنيف أن تحقيق التقدم في مجال تغير المناخ خاصة فيما يتعلق بإزالة الوقود الأحفوري من الاقتصادات يتطلب انتقالا متدرجا ومتوازنا يصون مكتسبات التنمية ويمكن الدول من تنفيذ سياساتها المناخية بما يتناسب مع ظروفها الوطنية وأولوياتها وفق احترام مبدأ المسؤوليات المشتركة والقدرات المتفاوتة للدول. جاء ذلك في كلمة ألقاها المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير ناصر الهين بصفته رئيس مجلس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في جنيف خلال الحوار التفاعلي مع المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق تغير المناخ. دعوة لتعزيز التمويل المناخي ونقل التكنولوجيا وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام" جدد السفير دعوة دول مجلس التعاون إلى تعزيز التمويل المناخي ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات دعما لانتقال عادل وشامل في الدول النامية مؤكدا أهمية أن تكون الحلول المنشودة طموحة ومنصفة وقائمة على التعاون. وأعرب السفير الهين عن قلق دول مجلس التعاون إزاء الأطروحات الواردة في تقرير المقررة الأممية الخاصة التي تركز على نقد مفرط للوقود الأحفوري دون الأخذ في الاعتبار احتياجات التنمية وواقع الطاقة والخيارات السيادية للدول لا سيما في (دول الجنوب). رفض المقاربات الموحدة غير المرنة وبين السفير الهين رفض دول مجلس التعاون اعتماد مقاربات موحدة لا تراعي السياقات الوطنية التي من شأنها أن تقوض مسار العمل المناخي وأطره التوافقية متعددة الأطراف مذكرا بأن مجلس حقوق الإنسان وآلياته لا يملك الولاية أو الخبرة الفنية التي تخوله فرض نماذج طاقة أو توجيه السياسات الوطنية في هذا الشأن. aXA6IDIzLjIzNi4xOTYuMTk5IA== جزيرة ام اند امز US

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store