logo
المد الأحمر... الحرّيقة ونفوق الأسماك على الشواطئ التونسية: ماذا يحدث في شواطئ تونس؟

المد الأحمر... الحرّيقة ونفوق الأسماك على الشواطئ التونسية: ماذا يحدث في شواطئ تونس؟

تورسمنذ 2 أيام

واستضاف البرنامج الدكتورة عفاف فتحلي، الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، التي قدّمت تحليلاً علميًا دقيقًا لما يحدث في الشواطئ التونسية مؤخرًا.
ظاهرة "المد الأحمر": تزايد الكائنات المجهرية وراء تلون المياه
أوضحت الدكتورة فتحلي أن المد الأحمر ليس نتيجة تلون ذاتي للمياه، بل ناتج عن تكاثر كثيف لعوالق نباتية مجهرية تحتوي على صبغات عضوية (مثل الكلوروفيل والكاروتينات). عند تزايد هذه الكائنات في الماء، يتغيّر لون البحر نتيجة لارتفاع كثافتها، وتظهر العين المجردة تلونًا واضحًا.
وتحدث هذه الظاهرة عادةً نتيجة تظافر عوامل مناخية وبيئية، أهمها:
* الارتفاع الكبير في درجات حرارة المياه،
* ركود الكتل المائية،
* توفر المغذيات (nutrients) التي تعزز النمو السريع لتلك الكائنات.
نفوق الأسماك: نقص الأكسجين سبب رئيسي
شهد خليج المنستير خلال الفترة الأخيرة نفوقًا ملحوظًا للأسماك، وهو ما أرجعته الدكتورة فتحلي إلى نقص حاد في الأكسجين المذاب في الماء، نتيجة الاستهلاك المفرط للأكسجين من قبل العوالق المجهرية خلال عملية تكاثرها السريع.
وأشارت إلى أن الأسماك تموت خنقًا، بسبب عدم توفر كميات كافية من الأكسجين في بيئتها، مؤكدة أن الأسماك النافقة لا تصلح للاستهلاك البشري، نظرًا لاحتمال تعرضها للتحلل أو العدوى البكتيرية في الماء.
انتشار قناديل البحر: غذاء وفير وحرارة مرتفعة
تناولت الباحثة أيضًا ظاهرة قناديل البحر التي انتشرت بكثافة على عدد من الشواطئ، مؤكدة أنها نتيجة توفر الغذاء بكثرة (العوالق الحيوانية)، وارتفاع حرارة المياه، بالإضافة إلى تراجع أعداد المفترسات الطبيعية كالسلاحف البحرية، ما خلق بيئة مثالية لتكاثر هذه الكائنات اللاسعة.
التأثيرات الاقتصادية والبيئية
أبرزت فتحلي أن هذه الظواهر تلحق ضررًا مباشرًا بالصيادين والقطاع البحري، مؤكدة أن:
* الشعاب المرجانية تتعرض للتبييض والتلف بسبب الحرارة،
* وهي تمثل الحاضن الطبيعي ليرقات الأسماك، مما يؤدي إلى خلل في السلسلة الغذائية وتراجع في الثروة السمكية.
جهود المتابعة والإنذار المبكر
من جانبها، أكدت الباحثة أن المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار يتابع هذه الظواهر منذ سنوات، ويقوم بعمليات رصد وتحليل معمّقة بالتنسيق مع وزارة الفلاحة ووزارة البيئة، مشيرة إلى أن تونس تمتلك أرشيفًا من المعطيات المناخية والبيئية يمتد لأكثر من 30 سنة.
وصرّحت بأن فريق الباحثين كان أول من رصد ارتفاع درجات حرارة المياه والتيارات البحرية المتجهة نحو اليابسة، ما ساهم في تقديم إنذار علمي مبكر قبل وقوع الظواهر.
كما أشارت إلى وجود خلية متابعة خاصة بظواهر تلون المياه، نفوق الأسماك، وانتشار القناديل، وتعمل على توفير معلومة دقيقة وفي وقتها لتوعية المواطنين والجهات المعنية.
رسالة طمأنة وتقدير للجهود العلمية
واختتمت فتحلي حديثها بالتأكيد على أن الظواهر المذكورة ليست حكرًا على تونس ، بل هي جزء من التحولات المناخية التي يشهدها العالم أجمع. ودعت إلى عدم التهويل، مؤكدة أن السواحل التونسية ما تزال قادرة على استيعاب المصطافين في موسم الصيف، بفضل جهود الباحثين والمؤسسات المختصة، التي تسهر على المراقبة والتدخل متى دعت الحاجة.
iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F4211953942460629%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الصحة يفتتح فضاء "الصحة والرفاه" بمركز رعاية الام والطفل بالملاسين
وزير الصحة يفتتح فضاء "الصحة والرفاه" بمركز رعاية الام والطفل بالملاسين

تورس

timeمنذ 2 أيام

  • تورس

وزير الصحة يفتتح فضاء "الصحة والرفاه" بمركز رعاية الام والطفل بالملاسين

واطلع الفرجاني، خلال زيارته مركز رعاية الأم والطفل بالملاسين،على سير العمل والتقى بالإطارات الصحية والمواطنين علما وان الفضاء الجديد تم احداثه بالشراكة مع المجتمع المدني وعدد من الوزارات والمؤسسات الدولية. وتندرج زيارة الفرجاني في اطار تجسيد رؤية رئيس الدولة قيس سعيّد، في تشريك المواطنين، وخاصة الشباب، في رسم السياسات الصحية وتحديد الأولويات حسب واقعهم واحتياجاتهم الحقيقية وفق بلاغ نشرته الوزارة على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك. ويُعتبر مركز رعاية الأم والطفل بالملاسين نموذجًا حيًّا لمرفق صحي قريب من المواطن، يوفّر التلاقيح، والكشف المبكّر، وخدمات صحية متعددة موجهة للأمّ والطفل . واكد الفرجاني أن "الصحة اليوم ليست مجرد علاج في مستشفى، بل نمط حياة، وحقّ مضمون بالدستور، واستثمار في الإنسان" وهو ما يتطلب تعزيز العمل المشترك بين وزارة الصحة والبلديات والجمعيات، والمجتمع المدني لإنجاح هذا المسار. iframe loading=lazy src=" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true

المد الأحمر... الحرّيقة ونفوق الأسماك على الشواطئ التونسية: ماذا يحدث في شواطئ تونس؟
المد الأحمر... الحرّيقة ونفوق الأسماك على الشواطئ التونسية: ماذا يحدث في شواطئ تونس؟

تورس

timeمنذ 2 أيام

  • تورس

المد الأحمر... الحرّيقة ونفوق الأسماك على الشواطئ التونسية: ماذا يحدث في شواطئ تونس؟

واستضاف البرنامج الدكتورة عفاف فتحلي، الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، التي قدّمت تحليلاً علميًا دقيقًا لما يحدث في الشواطئ التونسية مؤخرًا. ظاهرة "المد الأحمر": تزايد الكائنات المجهرية وراء تلون المياه أوضحت الدكتورة فتحلي أن المد الأحمر ليس نتيجة تلون ذاتي للمياه، بل ناتج عن تكاثر كثيف لعوالق نباتية مجهرية تحتوي على صبغات عضوية (مثل الكلوروفيل والكاروتينات). عند تزايد هذه الكائنات في الماء، يتغيّر لون البحر نتيجة لارتفاع كثافتها، وتظهر العين المجردة تلونًا واضحًا. وتحدث هذه الظاهرة عادةً نتيجة تظافر عوامل مناخية وبيئية، أهمها: * الارتفاع الكبير في درجات حرارة المياه، * ركود الكتل المائية، * توفر المغذيات (nutrients) التي تعزز النمو السريع لتلك الكائنات. نفوق الأسماك: نقص الأكسجين سبب رئيسي شهد خليج المنستير خلال الفترة الأخيرة نفوقًا ملحوظًا للأسماك، وهو ما أرجعته الدكتورة فتحلي إلى نقص حاد في الأكسجين المذاب في الماء، نتيجة الاستهلاك المفرط للأكسجين من قبل العوالق المجهرية خلال عملية تكاثرها السريع. وأشارت إلى أن الأسماك تموت خنقًا، بسبب عدم توفر كميات كافية من الأكسجين في بيئتها، مؤكدة أن الأسماك النافقة لا تصلح للاستهلاك البشري، نظرًا لاحتمال تعرضها للتحلل أو العدوى البكتيرية في الماء. انتشار قناديل البحر: غذاء وفير وحرارة مرتفعة تناولت الباحثة أيضًا ظاهرة قناديل البحر التي انتشرت بكثافة على عدد من الشواطئ، مؤكدة أنها نتيجة توفر الغذاء بكثرة (العوالق الحيوانية)، وارتفاع حرارة المياه، بالإضافة إلى تراجع أعداد المفترسات الطبيعية كالسلاحف البحرية، ما خلق بيئة مثالية لتكاثر هذه الكائنات اللاسعة. التأثيرات الاقتصادية والبيئية أبرزت فتحلي أن هذه الظواهر تلحق ضررًا مباشرًا بالصيادين والقطاع البحري، مؤكدة أن: * الشعاب المرجانية تتعرض للتبييض والتلف بسبب الحرارة، * وهي تمثل الحاضن الطبيعي ليرقات الأسماك، مما يؤدي إلى خلل في السلسلة الغذائية وتراجع في الثروة السمكية. جهود المتابعة والإنذار المبكر من جانبها، أكدت الباحثة أن المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار يتابع هذه الظواهر منذ سنوات، ويقوم بعمليات رصد وتحليل معمّقة بالتنسيق مع وزارة الفلاحة ووزارة البيئة، مشيرة إلى أن تونس تمتلك أرشيفًا من المعطيات المناخية والبيئية يمتد لأكثر من 30 سنة. وصرّحت بأن فريق الباحثين كان أول من رصد ارتفاع درجات حرارة المياه والتيارات البحرية المتجهة نحو اليابسة، ما ساهم في تقديم إنذار علمي مبكر قبل وقوع الظواهر. كما أشارت إلى وجود خلية متابعة خاصة بظواهر تلون المياه، نفوق الأسماك، وانتشار القناديل، وتعمل على توفير معلومة دقيقة وفي وقتها لتوعية المواطنين والجهات المعنية. رسالة طمأنة وتقدير للجهود العلمية واختتمت فتحلي حديثها بالتأكيد على أن الظواهر المذكورة ليست حكرًا على تونس ، بل هي جزء من التحولات المناخية التي يشهدها العالم أجمع. ودعت إلى عدم التهويل، مؤكدة أن السواحل التونسية ما تزال قادرة على استيعاب المصطافين في موسم الصيف، بفضل جهود الباحثين والمؤسسات المختصة، التي تسهر على المراقبة والتدخل متى دعت الحاجة. iframe loading=lazy src=" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true

المد الأحمر... الحرّيقة ونفوق الأسماك على الشواطئ التونسية: ماذا يحدث في شواطئ تونس؟
المد الأحمر... الحرّيقة ونفوق الأسماك على الشواطئ التونسية: ماذا يحدث في شواطئ تونس؟

Babnet

timeمنذ 2 أيام

  • Babnet

المد الأحمر... الحرّيقة ونفوق الأسماك على الشواطئ التونسية: ماذا يحدث في شواطئ تونس؟

سلّط برنامج "ويكاند عالكيف" على إذاعة الديوان أف أم ، الضوء على الظواهر البحرية المتكررة التي تشهدها السواحل التونسية، من تلون المياه وظاهرة "المد الأحمر" إلى انتشار قناديل البحر ونفوق الأسماك ، وسط تساؤلات متزايدة من المواطنين والمصطافين حول أسباب هذه الظواهر وتأثيراتها على البيئة البحرية والصحة العامة. واستضاف البرنامج الدكتورة عفاف فتحلي، الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار ، التي قدّمت تحليلاً علميًا دقيقًا لما يحدث في الشواطئ التونسية مؤخرًا. ظاهرة "المد الأحمر": تزايد الكائنات المجهرية وراء تلون المياه أوضحت الدكتورة فتحلي أن المد الأحمر ليس نتيجة تلون ذاتي للمياه، بل ناتج عن تكاثر كثيف لعوالق نباتية مجهرية تحتوي على صبغات عضوية (مثل الكلوروفيل والكاروتينات). عند تزايد هذه الكائنات في الماء، يتغيّر لون البحر نتيجة لارتفاع كثافتها، وتظهر العين المجردة تلونًا واضحًا. وتحدث هذه الظاهرة عادةً نتيجة تظافر عوامل مناخية وبيئية ، أهمها: * الارتفاع الكبير في درجات حرارة المياه ، ركود الكتل المائية ، * توفر المغذيات (nutrients) التي تعزز النمو السريع لتلك الكائنات. نفوق الأسماك: نقص الأكسجين سبب رئيسي شهد خليج المنستير خلال الفترة الأخيرة نفوقًا ملحوظًا للأسماك ، وهو ما أرجعته الدكتورة فتحلي إلى نقص حاد في الأكسجين المذاب في الماء ، نتيجة الاستهلاك المفرط للأكسجين من قبل العوالق المجهرية خلال عملية تكاثرها السريع. وأشارت إلى أن الأسماك تموت خنقًا ، بسبب عدم توفر كميات كافية من الأكسجين في بيئتها، مؤكدة أن الأسماك النافقة لا تصلح للاستهلاك البشري ، نظرًا لاحتمال تعرضها للتحلل أو العدوى البكتيرية في الماء. انتشار قناديل البحر: غذاء وفير وحرارة مرتفعة تناولت الباحثة أيضًا ظاهرة قناديل البحر التي انتشرت بكثافة على عدد من الشواطئ، مؤكدة أنها نتيجة توفر الغذاء بكثرة (العوالق الحيوانية) ، و ارتفاع حرارة المياه ، بالإضافة إلى تراجع أعداد المفترسات الطبيعية كالسلاحف البحرية، ما خلق بيئة مثالية لتكاثر هذه الكائنات اللاسعة. التأثيرات الاقتصادية والبيئية أبرزت فتحلي أن هذه الظواهر تلحق ضررًا مباشرًا بالصيادين والقطاع البحري ، مؤكدة أن: * الشعاب المرجانية تتعرض للتبييض والتلف بسبب الحرارة ، * وهي تمثل الحاضن الطبيعي ليرقات الأسماك، مما يؤدي إلى خلل في السلسلة الغذائية وتراجع في الثروة السمكية. جهود المتابعة والإنذار المبكر من جانبها، أكدت الباحثة أن المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار يتابع هذه الظواهر منذ سنوات ، ويقوم بعمليات رصد وتحليل معمّقة بالتنسيق مع وزارة الفلاحة ووزارة البيئة، مشيرة إلى أن تونس تمتلك أرشيفًا من المعطيات المناخية والبيئية يمتد لأكثر من 30 سنة. وصرّحت بأن فريق الباحثين كان أول من رصد ارتفاع درجات حرارة المياه والتيارات البحرية المتجهة نحو اليابسة، ما ساهم في تقديم إنذار علمي مبكر قبل وقوع الظواهر. كما أشارت إلى وجود خلية متابعة خاصة بظواهر تلون المياه، نفوق الأسماك، وانتشار القناديل ، وتعمل على توفير معلومة دقيقة وفي وقتها لتوعية المواطنين والجهات المعنية. رسالة طمأنة وتقدير للجهود العلمية واختتمت فتحلي حديثها بالتأكيد على أن الظواهر المذكورة ليست حكرًا على تونس ، بل هي جزء من التحولات المناخية التي يشهدها العالم أجمع. ودعت إلى عدم التهويل، مؤكدة أن السواحل التونسية ما تزال قادرة على استيعاب المصطافين في موسم الصيف، بفضل جهود الباحثين والمؤسسات المختصة، التي تسهر على المراقبة والتدخل متى دعت الحاجة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store