logo
أوضاع إنسانية كارثية في الفاشر المحاصرة.. السوق ينطق بالمأساة

أوضاع إنسانية كارثية في الفاشر المحاصرة.. السوق ينطق بالمأساة

التغيير٢٨-٠٧-٢٠٢٥
تشهد مدينة الفاشر أوضاعًا إنسانية بالغة السوء، في ظل حصار خانق وانهيار شبه كامل للأنشطة الاقتصادية، حيث تحولت الأسواق إلى مشهد يومي لمعاناة المواطنين، وسط ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، وشح حاد في الضروريات الأساسية للحياة.
الفاشر: التغيير
في جولة داخل سوق المدينة، تظهر الحقيقة المؤلمة؛ أسعار المواد الأساسية بلغت مستويات غير مسبوقة، تُعبّر عن حجم الأزمة التي تعيشها المدينة وسكانها. المواطنون، بعضهم بالدموع في العيون، يتنقلون بين المحال والطرقات في محاولة لتأمين القليل من الطعام لعائلاتهم، في وقت لم يعد فيه الجنيه السوداني يحمل أي قيمة حقيقية في وجه الغلاء الفاحش.
بحسب شهادات حية من داخل السوق، سجلت أسعار الحبوب والمواد الأساسية ارتفاعًا جنونيًا؛ إذ بلغ سعر كورة الدخن 125 ألف جنيه، وكورة (الماريق) 120 ألف جنيه، وكورة العدسية 110 آلاف جنيه، بينما بلغ سعر كورة الأمباز (علف الحيوانات) مليون جنيه سوداني، وهو رقم صادم يعكس الندرة والضغط المعيشي الهائل، أما كورة السمسم فبلغت 80 ألف جنيه.
غلاء فاحش
السلع الاستهلاكية الأخرى لم تكن أفضل حالًا؛ حيث وصل سعر كيلو السكر والعدس والأرز إلى 75 ألف جنيه لكل منها، فيما بلغ كيلو اللبن 140 ألف جنيه. أسعار السلع المجففة كذلك ارتفعت بشكل غير مسبوق، إذ بلغ رطل البلح والويكة الناشفة 50 ألف جنيه، ورطل الصلصة الناشفة 12 ألفًا، ورطل الملح 15 ألفًا، بينما بلغ رطل البن 65 ألف جنيه.
أما الزيوت والمنظفات، فسجلت بدورها ارتفاعًا كبيرًا؛ زجاجة الزيت تباع بـ80 ألف جنيه، وصابون الغسيل بـ19 ألفًا. وفيما يخص اللحوم، فقد بلغ كيلو اللحم الشرموط 70 ألف جنيه، واللحم الضأن بنفس السعر، بينما بلغ كيلو لحم العجالي أو البقر 60 ألفًا. حتى معجون الأسنان، مثل 'أب وردة'، وصل سعره إلى 20 ألف جنيه.
الأمباز بدل الدقيق
الأهالي يؤكدون أن 'الطواحين' توقفت عن طحن الدقيق بسبب نفاد القمح، واستبدلت ذلك بطحن الأمباز (علف الحيوانات) – وهو منتج مخصص في الأصل لتغذية الماشية – وحتى هذا أصبح يُباع بأسعار فلكية، ما يعكس حالة الجوع والفقر المدقع الذي يضرب المدينة.
'والله على ما أقول شهيد، أنا رأيت الطواحين بطحنوا أمباز بحبة عيش'، هكذا وصف أحد المواطنين المشهد، مضيفًا: 'لم نعد نجد خبزًا، ولا حليبًا للأطفال، ولا دواءً لكبار السن'.
المدينة التي تعاني من عزلة شبه تامة بسبب الصراع المستمر وانقطاع الطرق، تعيش وضعًا أقرب للمجاعة، وسط غياب كامل للمنظمات الإنسانية، وانعدام الإمدادات الطبية والغذائية، وتوقف الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات بشكل متكرر.
نداء إنساني عاجل
كتب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي: الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة تعاني من الغلاء، بل مدينة محاصرة يئن سكانها من الجوع والعطش والخوف. الأطفال بلا حليب، الأسر بلا قوت، والمستشفيات بلا دواء. الحاجة لتدخل إنساني عاجل أصبحت أكثر من ضرورة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة جماعية مفتوحة.
سامي مصطفى، أحد أبناء المدينة، كتب من قلب السوق: 'لا حول ولا قوة إلا بالله، لطفك يا رب، دعواتكم لإنسان الفاشر'. دعوته تختصر حال مدينة تنزف في صمت، وتنتظر من يسمع صوت استغاثتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيادات رسمية على أسعار الخبز والغاز في ثلاث ولايات سودانية
زيادات رسمية على أسعار الخبز والغاز في ثلاث ولايات سودانية

التغيير

timeمنذ يوم واحد

  • التغيير

زيادات رسمية على أسعار الخبز والغاز في ثلاث ولايات سودانية

مثّل ارتفاع هذه السلع عبئًا كبيرًا على الأسر، وتساءل الكثيرون عن جدوى تشكيل حكومة جديدة إذا كانت أولى قراراتها هي زيادة الأعباء المالية على كاهل المواطنين. الخرطوم: التغيير شهدت ثلاث ولايات سودانية قرارات صادرة من السلطات الرسمية بزيادة أسعار بعض السلع الأساسية، على رأسها الخبز وغاز الطهي. ففي الولاية الشمالية، أعلن المسؤولون عن زيادة في سعر أسطوانة غاز الطهي، ليصل إلى 71 ألف جنيهًا، بالإضافة إلى قرار ببيع خمسة أرغفة خبز بألف جنيه. أما في الجزيرة وسط السودان، ارتفع سعر أسطوانة الغاز (12.5 كجم) إلى 65000 جنيهًا، بعد أن كان السعر القديم خمسون ألفا، مما أثار موجة من السخط، خاصةً وأنها تأتي في وقت كان فيه الناس يتوقعون تحسنًا اقتصاديًا مع تشكيلالحكومة الجديدة. ولم تكن ولاية كسلا شرقي البلاد بمنأى عن هذه الزيادات، حيث وصل سعر الأسطوانة إلى 61,500 جنيهًا. تأتي هذه الزيادات في ظل ظروف اقتصادية صعبة بسبب الحرب والنزوح، ومع تزايد الآمال بتشكيل حكومة جديدة، مما أثار استياء الشارع السوداني الذي يرى أن هذه القرارات تزيد من معاناته اليومية. عبء جديد ومثل ارتفاع هذه السلع عبئًا كبيرًا على الأسر، يقول أحد الموظفين، وهو من الدرجة الرابعة ويتقاضى راتبًا قدره 116 ألف جنيه، إن راتبه لا يكفي لشراء أسطوانتي غاز، مشيرًا إلى أن من يعملون في الدرجة الثامنة، وهي درجة أقل، لا يستطيعون توفير أبسط متطلبات الحياة. وأضاف: هذه الزيادات تجعل من السلع الأساسية ترفًا لا يمكن للمواطن العادي تحمله، مما يهدد استقرار الأسر ويزيد من الضغوط المعيشية. لم يقتصر الأمر على الغاز، بل امتدت الزيادات لتشمل الخبز، السلعة الأساسية التي كانت سببًا في اندلاع شرارة الثورة السودانية. في الولاية الشمالية، صدر قرار بزيادة سعر الخبز، حيث تقرر بيع خمس رغيفات بمبلغ ألف جنيه. ويرى ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي أن هذه الزيادات المتزامنة في أسعار السلع الأساسية هي دليل على فشل السياسات الاقتصادية وعدم قدرة السلطات المحلية على توفير حلول مستدامة لأزمات المواطنين. وتساءل الكثيرون عن جدوى تشكيل حكومة جديدة إذا كانت أولى قراراتها هي زيادة الأعباء المالية على كاهل المواطنين. ضحايا مرتين وفي سياق متصل، أثار قرار وزارة المالية في الولاية الشمالية بفرض رسوم دخول على أطفال سوء التغذية في المستشفيات، غضبًا واسعًا. هؤلاء الأطفال، الذين يتلقون ألبانًا ومكملات علاجية مقدمة من المنظمات الإنسانية، ينتمي معظمهم إلى أسر فقيرة لا تستطيع تحمل هذه الرسوم. وتخوف كثيرون من أن يؤثر القرار اللاإنساني بشكل مباشر على صحة الأطفال، وقد يؤدي إلى تفاقم حالاتهم الصحية بسبب عدم قدرتهن على دفع الرسوم المطلوبة لمتابعة علاجهم. ورأى المواطنون أن القرار يعكس انفصالًا تامًا عن الواقع الإنساني الذي يعيشه الشعب السوداني، ويطرح تساؤلات جدية حول أولويات السلطات المحلية. يقول عبدالعزيز أحمد صالح لـ (التغيير): هذه الزيادات تأتي في وقت حرج وتُظهر أن التحديات الاقتصادية في السودان أعمق بكثير مما تبدو، وأن الحلول التي تُقدمها السلطات المحلية غالبًا ما تكون على حساب المواطن البسيط. واضاف: تظل آمال المواطنين معلقة على إيجاد حلول جذرية تضمن استقرارًا اقتصاديًا حقيقيًا، وتُخفف من أعباء الحياة اليومية التي تزداد يومًا بعد يوم.

حرب السودان: «6» مليارات دولار خسائر قطاع الكهرباء في الخرطوم
حرب السودان: «6» مليارات دولار خسائر قطاع الكهرباء في الخرطوم

التغيير

timeمنذ 5 أيام

  • التغيير

حرب السودان: «6» مليارات دولار خسائر قطاع الكهرباء في الخرطوم

هذه الخسائر لا تشمل المصانع الكبيرة التي توجد بها محولات ضخمة تم تصنيعها بشكل خاص وتبلغ قيمة المحول أكثر من (210) ملايين جنيه ( ٨٦ ألف دولار)، وهذه المحولات موجودة في (مصنع الأسعد للحديد والصلب، الأمجد للحديد والصلب، مطاحن سيقا، مطاحن سين، مطاحن ريتا، مطاحن الباقير). (نقلا عن صحيفة ديسمبر) حصلت (ديسمبر) على معلومات تفصيلية عن الأضرار الكبيرة التي تعرض لها قطاع الكهرباء بولاية الخرطوم، ورسمت ٣ مصادر نافذة بشركات الكهرباء في حديث لـ (ديسمبر) صورة قاتمة للأوضاع بالقطاع بعد استعادة الجيش السوداني لولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، وقدرت المصادر خسائر قطاع الكهرباء ب(6) مليارات دولار، فيما فقد القطاع نحو أكثر من ٣٧٪ من الطاقة المنتجة، في وقت تحتاج فيه صيانة الأضرار نحو عام على أقل تقدير في حال توفر التمويل. خسائر فادحة يكشف مصدر نافذ تحدث لـ (ديسمبر)، ورفض ذكر اسمه لأنه ليس مخول له بالحديث لوسائل الإعلام، عن تدمير كامل ل(١٠) محطات نقل تكلفة المحطة الواحدة ما بين (4-6) ملايين دولار، وأكثر المحليات تضررا بالعاصمة هي محلية الخرطوم التي دمرت فيها ٦ محطات نقل تدميرا كاملا وهي ( فاروق، السوق المحلي، سوبا، المقرن، الشجرة، الخرطوم شرق)، ثم تلتها محلية بحري محطتي (العزبة، الأسواق الحرة) دمرت تدميرا كاملا، واخيرا محلية أم درمان محطة ( ود البشير) تدمير كامل، فيما حدث تدمير جزئي في محطة المهدية بنسبة 60%( استهدفت بهجوم بالمسيرات قبل نحو شهرين). تدمير 21 محطة توزيع وشمل التدمير كذلك محطات التوزيع التي بلغت (21) محطة دمرت بشكل كامل وتبلغ قيمة المحطة (2.5-3.5) مليون دولار, وتصدرت محلية الخرطوم أكثر المناطق تضررا ب(10) محطات هي (هيئة الكهرباء، وزارة الخارجية، القيادة العامة للجيش، مجمع الواحة التجاري، المك نمر، بري، سكر كنانة، عفراء، الشجرة التوزيعية، الدخينات (أبو آدم). ويضيف المصدر أن محلية بحري جاءت في المرتبة الثانية من حيث الأضرار بتدمير ٧ محطات توزيع هي :( شمبات، سلاح الإشارة، الحاج يوسف، امتداد الحاج يوسف، السليت، كوبرالواحة، سعد قشرة (ضرر جزئي)، واخيرا محلية أم درمان التي دمرت فيها ٤ محطات توزيع هي:' حي العرب، أمبدة ال18، الشهيد عبدالعظيم'. نهب أكثر من 1000 سيارة يقول مصدر آخر لـ (ديسمبر) إن شركة التوزيع فقدت نحو أكثر من ألف سيارة (بوكس) نهبت بواسطة الدعم السريع، وهي عبارة عن ٣٥٠ سيارة لكل محلية، إضافة ل(٦ كرينات ٥٠ طن)، ويشير إلى أن كل الكرينات بهذا الوزن بولاية الخرطوم تم نهبها حتى التي تتبع لأفراد وشركات خاصة، وحاليا توجد أزمة حادة لتوفيرها بالولاية، ويتابع :' نستعين الآن بكرينات الجيش لنقل المحولات في أعمال الصيانة بالأحياء وقد تنتظر لنحو شهر حتى تتوفر لوجود ضغط عليها لأنها الوحيدة المتوفرة الآن بالخرطوم'. تدمير (15) ألف محول ويضيف المصدر أن المفقود من الشبكة يبلغ (15) ألف محول بسعات مختلفة، قد تزيد بعد اكتمال الحصر، تم تدميرها، أسعارها ما بين (30-115) مليون جنيه (١٢- ٤٦ الف دولار) ، فيما بلغ طول الكوابل التي نهبت من محليات الخرطوم الثلاث للحصول على النحاس نحو (150) ألف كلم. وتابع :' هذا التخريب كان عملا ممنهجا، لك أن تتخيل هناك كيبل من منطقة المقرن غرب الخرطوم يصل للعمارة الكويتية بشارع النيل بطول 10 كلم تم حفره ونهبه بالكامل، وسط الخرطوم تعرض لتخريب واسع النطاق، وتحتاج عودة التيار لهذه المنطقة مبالغ كبيرة'. ينبه المصدر إلى أن هذه الخسائر لا تشمل المصانع الكبيرة التي توجد بها محولات ضخمة تم تصنيعها بشكل خاص وتبلغ قيمة المحول أكثر من (210) ملايين جنيه ( ٨٦ ألف دولار)، وهذه المحولات موجودة في (مصنع الأسعد للحديد والصلب، الأمجد للحديد والصلب، مطاحن سيقا، مطاحن سين، مطاحن ريتا، مطاحن الباقير). ويضيف المصدر أن أكبر الأضرار انحصرت في 'كوابل وطبالين الزبائن'. فقدان المخزون يقول المصدر إن شركات الكهرباء فقدت مخزونها في مخازن الشركات الذي نهبته قوات الدعم السريع وهو عبارة عن أكثر من (٥٠٠) محول قيمة الواحد بين (٣٠-١١٥) مليون جنيه ( ١٢-٤٦ الف دولار)، و١٠ آلاف متر كيبل بمقاسات مختلفة قيمة المتر بين مليار – ٥ ملايين جنيه ( ٤٠٠- الفي دولار) إضافة لمعدات كثيرة يتطلب توفرها الإستيراد من الخارج. أضرار التوليد تبلغ الطاقة المنتجة في السودان من التوليد المائي والحراري (3) قيقا واط (3000) ميقا واط، تفاصيلها سد مروي شمال السودان (1250) ميقا واط، سد الروصيرص (565) ميقا واط، سدي اعالي عطبرة وستيت (320) ميقاواط، خزان سنار وهو اقدم خزان في السودان أنشيء عام 1926 وبطاقة انتاجية (15) ميقاواط، ثم خزان جبل اولياء (22) ميقا واط، اما المحطات الحرارية فهي محطة ام دباكر بمدينة كوستي جنوب السودان بطاقة انتاج (520) ميقا واط، محطة بحري الحرارية (410)، مجمع محطات قري ( 500) ميقا واط. فقدان أكثر من (37%) من الطاقة المنتجة يكشف مصدر ثالث لـ (ديسمبر) تفاصيل الخسائر في الطاقة المنتجة التي بلغت فقدان أكثر من ٣٧٪ من الطاقة المنتجة للاضرار البالغة التي تعرضت لها محطة بحري الحرارية ومجمع محطات قرى وهي تعمل بالغاز والفحم الحجري. يشير المصدر إلىة أن محطة بحري الحرارية تعرضت لأضرار بالغة تبلغ تكلفتها أكثر من (١١٥) مليون يورو، المحطة مؤثرة جدا حيث تنتج (410) ميقاواط نحو (30٪) من إنتاج سد مروي الذي ينتج (1250) ميقاواط. يوضح المصدر أن المحطة كانت مجاورة لأحد مقرات الدعم السريع بمنطقة كافوري شرق بحري وبعد اندلاع الحرب سيطرت على المحطة ونشرت عرباتها المسلحة داخل المحطة التي توقفت بعد ٤ أيام فقط، تم إغلاق وتأمين المحطة التي كان يوجد بها أكثر من ٥٠ الف طن من وقود الفيرنس، قوات الدعم السريع قامت تخريب واسع النطاق وسرقة كل كوابل المحطة بنسبة تفوق ال(90٪). يقول المصدر:'كان هناك تانكر وقود مليء بالجازولين أصبح أفراد الدعم السريع يزودون منه سياراتهم، بعد فراغ التانكر، قاموا بفتح تناكر آخرى وعندما وجدوها مليئة ب(الفيرنس) لم يغلقوها وتركوها تتدفق على الأرض مما أحدث مشكلة بيئية خطيرة، في كل المحطة والشوارع المجاورة تطلب وصول تيم من البيئة والسلامة للوقوف على الوضع بالمحطة بعد تحرير الخرطوم'. يضيف المصدر أن الأضرار بمحطة بحري إضافة للكوابل تشمل المحولات والمفاتيح التي دمرت بالكامل لوجود نحاس بها، كما تم افراغ مواد كيميائية خطيرة على الأرض للحصول على البراميل الفارغة. يقول المصدر إن محطة بحري الحرارية تحتاج إلى بناء من جديد لسرقة كل الكوابل والمعدات التي يتطلب استيرادها من الخارج، ويشير الي أن صيانة المحطة يتطلب نحو 9 أشهر إلى عام إذا توفر التمويل والاستشاري الأجنبي. بحسب ذات المصدر فإن مجمع محطات قرى شمال الخرطوم لم يكن احسن حالا وتعرض لتدمير شامل لمحطات ( قرى ١،قري ٢، قرى ٤) فيما نجت قرى ٣ من التخريب لأنها مازالت مشروع ولم تكتمل. يوضح المصدر ان محطات قرى الثلاثة التي تعرضت للتخريب والنهب من قبل الدعم السريع كانت تنتج (500) ميقواط، وكلها الان خرجت من الشبكة القومية التي فقدت من محطتي (بحري وقرى) أكثر من (910) ميقاواط، وهي تعادل نحو (75٪) مما ينتجه سد مروي أكبر مشروع كهرباء في السودان. يضيف المصدر ان إنتاج الكهرباء في البلاد قبل اندلاع الحرب كان يبلغ ( 3) ميقاواط، وكان العجز يبلغ وقتها أكثر من (400) ميقاواط، تراجع إنتاج الكهرباء بعد الحرب الي أكثر من (2) قيقا واط، هذا العجز الكبير لن يظهر حاليا وذلك لخروج كل القطاع الصناعي من شبكة الكهرباء، يشير الي ان كل التوصيلات الجديدة ستتوقف تماما لهذا العجز الكبير.

أوضاع إنسانية كارثية في الفاشر المحاصرة.. السوق ينطق بالمأساة
أوضاع إنسانية كارثية في الفاشر المحاصرة.. السوق ينطق بالمأساة

التغيير

time٢٨-٠٧-٢٠٢٥

  • التغيير

أوضاع إنسانية كارثية في الفاشر المحاصرة.. السوق ينطق بالمأساة

تشهد مدينة الفاشر أوضاعًا إنسانية بالغة السوء، في ظل حصار خانق وانهيار شبه كامل للأنشطة الاقتصادية، حيث تحولت الأسواق إلى مشهد يومي لمعاناة المواطنين، وسط ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، وشح حاد في الضروريات الأساسية للحياة. الفاشر: التغيير في جولة داخل سوق المدينة، تظهر الحقيقة المؤلمة؛ أسعار المواد الأساسية بلغت مستويات غير مسبوقة، تُعبّر عن حجم الأزمة التي تعيشها المدينة وسكانها. المواطنون، بعضهم بالدموع في العيون، يتنقلون بين المحال والطرقات في محاولة لتأمين القليل من الطعام لعائلاتهم، في وقت لم يعد فيه الجنيه السوداني يحمل أي قيمة حقيقية في وجه الغلاء الفاحش. بحسب شهادات حية من داخل السوق، سجلت أسعار الحبوب والمواد الأساسية ارتفاعًا جنونيًا؛ إذ بلغ سعر كورة الدخن 125 ألف جنيه، وكورة (الماريق) 120 ألف جنيه، وكورة العدسية 110 آلاف جنيه، بينما بلغ سعر كورة الأمباز (علف الحيوانات) مليون جنيه سوداني، وهو رقم صادم يعكس الندرة والضغط المعيشي الهائل، أما كورة السمسم فبلغت 80 ألف جنيه. غلاء فاحش السلع الاستهلاكية الأخرى لم تكن أفضل حالًا؛ حيث وصل سعر كيلو السكر والعدس والأرز إلى 75 ألف جنيه لكل منها، فيما بلغ كيلو اللبن 140 ألف جنيه. أسعار السلع المجففة كذلك ارتفعت بشكل غير مسبوق، إذ بلغ رطل البلح والويكة الناشفة 50 ألف جنيه، ورطل الصلصة الناشفة 12 ألفًا، ورطل الملح 15 ألفًا، بينما بلغ رطل البن 65 ألف جنيه. أما الزيوت والمنظفات، فسجلت بدورها ارتفاعًا كبيرًا؛ زجاجة الزيت تباع بـ80 ألف جنيه، وصابون الغسيل بـ19 ألفًا. وفيما يخص اللحوم، فقد بلغ كيلو اللحم الشرموط 70 ألف جنيه، واللحم الضأن بنفس السعر، بينما بلغ كيلو لحم العجالي أو البقر 60 ألفًا. حتى معجون الأسنان، مثل 'أب وردة'، وصل سعره إلى 20 ألف جنيه. الأمباز بدل الدقيق الأهالي يؤكدون أن 'الطواحين' توقفت عن طحن الدقيق بسبب نفاد القمح، واستبدلت ذلك بطحن الأمباز (علف الحيوانات) – وهو منتج مخصص في الأصل لتغذية الماشية – وحتى هذا أصبح يُباع بأسعار فلكية، ما يعكس حالة الجوع والفقر المدقع الذي يضرب المدينة. 'والله على ما أقول شهيد، أنا رأيت الطواحين بطحنوا أمباز بحبة عيش'، هكذا وصف أحد المواطنين المشهد، مضيفًا: 'لم نعد نجد خبزًا، ولا حليبًا للأطفال، ولا دواءً لكبار السن'. المدينة التي تعاني من عزلة شبه تامة بسبب الصراع المستمر وانقطاع الطرق، تعيش وضعًا أقرب للمجاعة، وسط غياب كامل للمنظمات الإنسانية، وانعدام الإمدادات الطبية والغذائية، وتوقف الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات بشكل متكرر. نداء إنساني عاجل كتب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي: الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة تعاني من الغلاء، بل مدينة محاصرة يئن سكانها من الجوع والعطش والخوف. الأطفال بلا حليب، الأسر بلا قوت، والمستشفيات بلا دواء. الحاجة لتدخل إنساني عاجل أصبحت أكثر من ضرورة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة جماعية مفتوحة. سامي مصطفى، أحد أبناء المدينة، كتب من قلب السوق: 'لا حول ولا قوة إلا بالله، لطفك يا رب، دعواتكم لإنسان الفاشر'. دعوته تختصر حال مدينة تنزف في صمت، وتنتظر من يسمع صوت استغاثتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store