logo
وزارة الأوقاف توضح القيم المشتركة بين الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو

وزارة الأوقاف توضح القيم المشتركة بين الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو

مصرسمنذ 13 ساعات
قالت وزارة الأوقاف تطل علينا ذكرى طيبة، غالية على قلب كل مصري أصيل، يعشق وطنه ويعمل لمجده ورفعته، إنها ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو2013 م، تلك الثورة التي أعادت لمصر مكانتها وريادتها التاريخية والحضارية والإقليمية.
ومن يُمن الطالع أن تأتي هذه الذكرى هذا العام مع احتفال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالعام الهجري الج1447 ه، ليجتمع للمصريين عيدان، عيد ديني هو عيد ذكرى الهجرة النبوية المشرفة، وعيد وطني هو عيد ذكرى الثلاثين من يونيو، ليزداد الفرح وتعم البهجة على مصرنا الحبيبة.وتأتي ذكرى ثورة يونيو هذا العام مع ما نراه من أحداث مؤلمة ومؤسفة في دول الجوار، من حرب جائرة على قطاع غزة، مرورّا بالضربات الموجعة التي وجهها الاحتلال الاسرائيلي لدولة لبنان الشقيقة، وانتهاء بالأحداث الجارية بين إيران والاحتلال الصهيوني، والتدخل الغربي بينهما –وفي منطقة الشرق الأوسط– لوقف الحرب وعودة الاستقرار.ولعل ذلك يؤكد للمصريين قيمة ثورتهم المجيدة، والنتائج التي حققتها -وتحققها مع مرور الزمان وتطور الأحداث– وهذا ما يدعونا إلى بيان العلاقة والقيم المشتركة بين الهجرة النبوية المشرفة وثورة الثلاثين من يونيو المجيدة، وذلك يتطلب تحليلًا دقيقًا وفهمًا عميقًا لطبيعة كل حدث، إذ لا توجد -بشكل مباشر– علاقة تاريخية أو سياسية بين الهجرة وثورة الثلاثين من يونيو، فالهجرة حدث تاريخي ديني له أبعاده الروحية والتاريخية العميقة في الاسلام، بينما ثورة الثلاثين من يونيو حدث سياسي اجتماعي معاصر في تاريخ مصر الحديث له ظروفه وسياقاته الخاصة، ومع ذلك يمكن استخلاص بعض أوجه التشابه العامة في الأهداف والدروس المستفادة من الحدَثَيْنِ.من أهم أوجه التشابه بين الحدَثَيْنِ ما يلي:أ- السعي نحو التغيير لواقع أفضل ومستقبل مشرق:فالهجرة النبوية كانت تخلُّصًا من الاضطهاد والبحث عن الحرية الدينية والقدرة على أداء الشعائر، وسعيًا لإيجاد بيئة آمنة لنشر الدعوة الإسلامية، وبناء مجتمع إسلامي متكامل، وتمهيدًا لانتشار الإسلام في العالَم، ونشر نوره على الدنيا كلها {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ ‌يُتِمَّ ‌نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32-33]وثورة الثلاثين من يونيو هي ثورة شعبية حدثت في مصر عام 2013 م، أدت إلى عزل الجماعة المتطرفة عن حكم الدولة والتدخل في سياساتها الخارجية أو تنظيماتها الداخلية، نتيجة لمجموعة من الأسباب، أبرزها:- تدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث فشلت حكومة الجماعة الإرهابية في معالجة المشاكل الاقتصادية، ونقص الطاقة، وتدهور البنية التحتية.- تدهور الأوضاع الأمنية، إذ تراجع مستوى الأمن وزادت أعمال العنف، وكثرت السرقات، والتعدي على الآمنين في الطرقات في وضح النهار.- الخلافات السياسية، فقد اتسعت الفجوة بين الحكومة والقوى السياسية المعارضة، وسوء إدارة الحوار السياسي، مع تزايد المخاوف من سيطرة الجماعة المتطرفة على مفاصل الدولة والتنازل عن أجزاء منها لغير المصريين.ومن هنا كانت ثورة 30 يونيو تحركًا شعبيًّا واسعًا ضد نظام حكم رأى فيه الشعب المصري أنه لا يلبي طموحاته، ويقود البلاد نحو مسار غير مرغوب فيه، فكانت سعيًا جادًّا وهادفًا لتغيير هذا الواقع.ب- التضحية من أجل المبادئ والمصلحة العامة:تضمنت الهجرة النبوية تضحيات كبيرة من قبل المهاجرين الذين تركوا ديارهم وأموالهم وأهليهم في مكة من أجل عقيدتهم، ونشر رسالتهم، فاستحقوا أن يوصفوا بالصدق في القول والعمل، والإيمان والسلوك، قال تعالى: {‌لِلْفُقَرَاءِ ‌الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8].وقد شهدت ثورة الثلاثين من يونيو تضحيات من المصريين الذين تجمعوا في الميادين من كل مكان، مطالبين بالتغيير، وتحملوا المخاطر والمشاق في سبيل تحقيق أهدافهم النبيلة، ومصالحهم العليا، فمن المعلوم أن الجماعة الإرهابية لا تدخر جهدًا في التنكيل وإيقاع الأذى بمن يخالفهم في الرأي والسلوك، ولا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذِمة، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، مهما كانت النتائج.ج- التأسيس لمرحلة جديدة:كانت الهجرة النبوية بداية تأسيس لدولة قوية ومجتمع مترابط في المدينة المنورة، ومنها انطلق الإسلام ليعم العالم بنوره وحضارته، لقد تم الإسلام في المدينة بعد الهجرة بعناصره جميعًا، وبرزت الأحكام الشرعية بجانب أحكام العقيدة، وتكامل حسنهما معًا بالأخلاق الإسلامية الكريمة.وقد كانت ثورة الثلاثين من يونيو نقطة تحول أعادت مصر إلى مسار الاستقرار والأمن والبناء والتعمير، وفتحت صفحة جديدة في تاريخ البلاد نحو آفاق الجمهورية الجديدة، والرؤية المصرية الواسعة والشاملة والمتكاملة 2023 م، بقيادة ابنها البار ورئيسها الهمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.د- الإرادة الشعبية:جاءت الهجرة النبوية بعد مبايعة الأنصار للنبي –صلى الله عليه وسلم– في بيعتي العقبة، وهو ما يوضح دور الإرادة المجتمعية في استقبال الدعوة الإسلامية وتبنّيها، والدفاع عنها بالغالي والنفيس، فقد كانت مبايعة الأنصار الأساس الذي هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- إلى المدينة بناءً عليه، ولذا فقد كانت شاملةً للمبادئ التي تمّت مشروعيتها بعد الهجرة إلى المدينة، وفي مقدمتها الجهاد والدفاع عن الدعوة بالقوة، فقال لهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- «أُبَايِعُكُم على أن تَمْنَعُونِي ممَّا تمنَعُونَ منه نِسَاءكُم وأبنَاءَكُم» فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: «نعم، والذي بعثك بالحق نبيًا، لنمنعنّك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة (أي السلاح كله) ورثناها كابرًا عن كابر» فاعترض القول -والبراء يتكلم- أبو الهيثم بن التيّهان فقال: «يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالًا وإنّا قاطعوها -يعني اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟» فتبسّم رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- ثم قال: «بل الدّم الدّم والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم» [رواه احمد بن حنبل].وكذلك كانت ثورة الثلاثين من يونيو تعبيرًا عن إرادة شعبية عارمة، تمثّلت في الملايين الذين نزلوا إلى الميادين العامة مدافعين عن وطنهم، وحريتهم، داعين للعدل والمساواة، والحفاظ على أرض مصر من أن تعطى لغير المصريين أو تدنسها أقدام المتطرفين والمفسدين.القيم المشتركة بين الهجرة النبوية والثورة المصرية (30 يونيو)من أهم القيم التي تتجلى لنا من الحدَثَيْنِ العظيمين ما يلي:أ- قيمة حب الوطن والدفاع عنه:محبة الوطن قيمة متأصلة في الفطرة الإنسانية، وتظهر جلية في المواقف العصيبة التي تمر بها الأوطان والشعوب، ورغم اختلاف الزمان والمكان والظروف بين الهجرة النبوية وثورة الثلاثين من يونيو إلا أنهما يحملان دروسًا عميقةً في حب الوطن والتضحية من أجله.فلم تكن الهجرة تخليًا عن الوطن وتركه، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن هذا الحب الممزوج بالتضحية من أجل العقيدة، وظهر ذلك واضحًا عند خروج الرسول –صلى الله عليه وسلم– من وطنه وتركه لبلده، فقال مخاطبًا إياها «والله إنك لأحب البلاد إلى الله، وأحب البلاد إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت» [أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار للأزرق الغساني] هذا القول يعبر عن عاطفة جيّاشة تجاه الوطن، ويبين أن الهجرة كانت اضطرارية وليست اختيارية.وفي المدينة المنورة قامت الدولة الإسلامية على أسس قوية ودعائم متينة، هي بناء المسجد، وتحقيق المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكتابة الوثيقة والتي كانت بهدف الدفاع المشترك عن الوطن وحماية أبنائه من كل اعتداء خارجيّ أو تهديد داخلّيّ.وتعتبر ثورة الثلاثين تجسيدًا لحب الوطن والدفاع عنه، وحماية مقدراته ومنجزاته، واستعادة مكانته وريادته، إذ نزل المصريون إلى الميادين دفاعًا عن هوية بلادهم ومستقبلها بعد فترة شهدت فيها البلاد تحديات كبيرة وتهديدًا لكيان الدولة المصرية.لقد رأى المصريون أن بلادهم تتعرض لخطر حقيقي يهدد نسيجها الاجتماعي ومؤسساتها، فتزلوا إلى الميادين –تحميهم قواتهم المسلحة الباسلة– منددين بالوضع الراهن ومطالبين بالتغيير.وهذا الحراك الشعبي يؤكد أن حب الوطن ليس مجرد شعار؛ بل هو فطرة إنسانية جمعت بين الشعب المصري وجيشه القوي وشرطته الأبية لحماية البلاد من الانهيار والفوضى، لتبدأ مرحلة جديدة من البناء والتنمية في مختلف القطاعات سعيًا نحو تحقيق الاستقرار والرخاء والسلام والأمن.ب- قيمة الوَحدَة والاصطفاف:الاتحاد قوة والفرقة ضعف، ولهذا أمر الله تعالى المؤمنين بالاجتماع وعدم الاختلاف حتى لا تذهب ريحهم، ومن هذه النصوص قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ ‌أُمَّةً ‌وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]، {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]، {إِنَّ الَّذِينَ ‌فَرَّقُوا ‌دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159]،وعَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلى الله عَلَيه وسَلم- يَقُولُ: «سَيَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ رَأَيْتُمُوهُ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، أَوْ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلى الله عَلَيه وسَلم- وَأَمْرُهُمْ جَمِيعٌ، فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ، فَإِنَّ ‌يَدَ ‌اللهِ ‌مَعَ ‌الْجَمَاعَةِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْتَكِضُ» [رواه ابن حبان].وتظهر هذه القيمة وتتجسد فعليًا في الهجرة النبوية المشرفة عن طريق المؤاخاة التي عقدها الرسول –صلى الله عليه وسلم– بين الأوس والخزرج والمهاجرين والأنصار، فلقد صهرت هذه الأخوة المسلمين في بوتقة واحدة، وربطتهم بحبل الله المتين، وخلصت نفوسهم من شهوات النفس، وأزاحت من حياتهم وساوس الهوى والشيطان، وشعر كل مسلم بأخوته للآخرين بلا فرق بين حر ومولى، أو غني وفقير، أو كبير وصغير، أو مهاجري وأنصاري، وصار الجميع جنودًا لله تعالى، يضحون بكل ما يملكون في صدق وإخلاص.لقد أقاموا بجهدهم وجهادهم دولة الإسلام الأولى، في سموها ورفعتها، وربانيتها، وأصبحوا مثالًا يفتخر المسلمون بهم في كل مكان، وصدق قول الله فيهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:29].وقد شهدت ثورة الثلاثين من يونيو وحدة وطنية واسعة بين أطياف الشعب المصري المختلفة التي اجتمعت على قلب رجل واحد، لتحقيق المصلحة العامة للوطن، بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو الفكرية أو الدينية، ولولا أن منّ الله تعالى على مصر الحبيبة بهذه الوحدة وذلك الاصطفاف الشعبي لما كانت لمصر دولة لها وزن أو ثقل.ج- قيمة الدولة:إن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها ورحمة كلها وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الظلم، وعن الرحمة إلى القسوة، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة، فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهداه الذي اهتدى به الأولون، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل، فالشريعة قرة العيون وحياة القلوب ولذة الأرواح، فكل خير في الوجود فإنما مستفاد منها وحاصل بها، وكل نقص في الوجود فسببه إضاعتها [إعلام الموقعين عن رب العالمين].ولا يمكن أن تتحقق مقاصد الاسلام دون وجود دولة تقوم على أساس المواطنة المتساوية والعيش المشترك، فالمواطنون في الدولة سواء في الحقوق والواجبات لا تفرقة بينهم لأي سبب من الأسباب.وهذا ما قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ دخل المدينة، فقام بتأسيس دولة لها نظامها وكيانها وشخصيتها التي تحفظ لكل رعاياها حقهم طالما أدوا ما عليهم من واجب، وبذلك تكون الهجرة النبوية قد أُسست لأول دولة إسلامية تقوم على مبادئ العدل والمساواة، والتعايش السلمي المشترك والتكامل الاجتماعي، وتنظم العلاقات بين مكونات المجتمع المختلفة.وقد هدفت ثورة الثلاثين من يونيو إلى الحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها وإعادة بناء الدولة الحديثة على أسس قوية من الوحدة والعدالة والاستقرار، وتحقيق السلام العادل والشامل في الداخل والخارج، فلا فرق بين فصيل وآخر إلا باحترامه للدستور والقانون، وأداء ما عليه من واجب تجاه وطنه.د- قيمة احترام الدستور والقانون:يشكل احترام الدستور والقانون مبدأً أساسيًا في بناء الدول والمجتمعات المستقرة ويظهر ذلك جليًا في الهجرة النبوية وثورة الثلاثين من يونيو.فلم تكن الهجرة النبوية مجرد انتقال مكاني، بل كانت تأسيسًا لدولة جديدة ذات نظام سياسي واجتماعي واقتصادي، ووضع أسس لدستور يحكم العلاقات بين مكونات المجتمع الجديد في المدينة المنورة، فخرجت إلى النور صحيفة المدينة (وثيقة المدينة)، وهي أول دستور مكتوب في الإسلام وضعه رسول الله –صلى الله عليه وسلم– يتضمن المبادئ التي قامت عليها أول دولة في الإسلام، وفيها من الإنسانية والعدالة الاجتماعية والتسامح الديني والتعاون على مصلحة المجتمع ما يجدر بكل طالب أن يرجع إليه ويتفهمه ويحفظ مبادئه، ومن المبادئ العامة التي تضمنتها هذه الوثيقة التاريخية الخالدة:1 - وَحدَة الأمة المسلمة من غير تفرقةٍ بينها.2 - تساوي أبناء الأمة في الحقوق والكرامة.3 - تكاتف الأمة دون الظلم والإثم والعدوان.4 - اشتراك الأمة في تقرير العلاقات مع أعدائها، وَفقَ التعايش السلمي.5 - تأسيس المجتمع على أحدث النظم وأهداها وأقومها.6 - مكافحة الخارجين على الدولة ونظامها العام، ووجوب الامتناع عن نصرتهم.7 - حماية من أراد العيش مع المسلمين مسالمًا متعاونًا، والامتناع عن ظلمهم والبغي عليهم.8- لغير المسلمين دينهم وأموالهم، لا يجبرون على دين المسلمين ولا تؤخذ منهم أموالهم.9 - على غير المسلمين أن يسهموا في نفقات الدولة كما يسهم المسلمون.10 - على غير المسلمين أن يتعاونوا معهم لدَرْء الخطر عن كيان الدولة ضد أي عدوان.11 - وعليهم أن يشتركوا في نفقات القتال ما دامت الدولة في حالة حرب.12 - حرية الانتقال داخل الدولة وخارجها مصونة بحماية الدولة.وهذه المبادئ تحميها قوتان: قوة معنوية، وهي إيمان الشعب بالله ومراقبته له، ورعاية الله لمن عاهد ووفّى، وقوة مادية، وهي رئاسة الدولة التي يمثلها الرسول صلى الله عليه وسلم.ويعد احترام القوانين المستمدة من الوحي الإلهي جزء من الإيمان بالله ورسوله –صلى الله عليه وسلم– تلك القوانين التي تنظم جوانب الحياة المختلفة من العبادات والمعاملات إلى الأحكام القضائية والعقوبات، وتتطلب وجود حاكم ودولة لتنفيذها وتطبيقها، فضلاً عن حمايتها والدفاع عنها.وكان من أبرز أهداف ثورة يونيو استعادة الاستقرار، واحترام سيادة القانون والدستور بعد فترة من الاضطرابات والاعتداء الصارخ على سيادة الدستور والقانون والتلاعب في البنود الرئيسة للدستور الذي ارتضاه المصريون لأنفسهم حاكمًا وضابطًا.وجاء الدستور الجديد لعام2014 م ليؤكد على مبادئ حقوق الإنسان والحريات الأساسية ويمنحها أعلى مستوى من الحماية كوثيقة دستورية تعلو على أي تشريعات بشرية أخرى، كما أصبحت سيادة القانون ركيزة أساسية لتحقيق دولة العدل والاستقرار وضمان حقوق المواطنين على قدم المساواة، وتوفير تكافؤ الفرص، ومكافحة الإرهاب مع الحفاظ على حقوق الانسان.الخلاصةلقد كانت الهجرة النبوية المباركة وثورة المصريين الخالدة في الثلاثين من يونيو 2013م -مع اختلاف الزمان والمكان والظروف– يجسدان الإرادة الصلبة للتغيير نحو الأفضل، والقدرة على التضحية في سبيل المبادئ، والسعي نحو إقامة نظام يحقق العدالة والكرامة الإنسانية، من خلال بناء دولة تقوم على احترام جميع الطوائف وتحترم الدستور والقانون.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ذمار.. لقاء موسع للعلماء نصرة لغزة ومباركة لانتصار إيران
ذمار.. لقاء موسع للعلماء نصرة لغزة ومباركة لانتصار إيران

يمرس

timeمنذ 4 ساعات

  • يمرس

ذمار.. لقاء موسع للعلماء نصرة لغزة ومباركة لانتصار إيران

وفي اللقاء أشار المحافظ محمد البخيتي، إلى مظلومية الشعب الفلسطيني الكبيرة، وحرمانه في حق العيش على أرضه، في ظل تخاذل عربي وإسلامي وتكالب قوى الطغيان، وتغاضيها عن جرائم الإبادة الجماعية على غزة. وبين أن معركة "طوفان الأقصى" والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كشفت عن تمكن العدو من تفريق الشعوب العربية والإسلامية وإشغالها بصراعات داخلية تحت عناوين مختلفة ليس لها أي أساس. وأكد أهمية دور العلماء والخطباء في رفع الوعي المجتمعي وتعزيز دوره في إفشال مخططات أعداء الأمة، والحملات الإعلامية التي تستهدف الإسلام والمسلمين. ودعا المحافظ البخيتي، إلى عقد لقاءات تشاورية للعلماء والخطباء والسلطة المحلية للتناصح حول مختلف القضايا، حاثًا على تفعيل دور المنبر في جمع كلمة الأمة وتوحيد صفها وحثها على مواجهة أعدائها. بدوره، تطرق عضو رابطة علماء اليمن الشيخ صالح الخولاني، إلى مكانة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مبينًا أنه مدرسة في الصبر والجهاد والإحسان والوعي والإيمان والثبات على الحق، ونصرة الدين والمستضعفين. وذكر أن موقف اليمن في نصرة غزة مصدر للعزة، وإتباع لنهج آل بيت رسول الله في مقارعة الطغاة والمستكبرين، حاثًا العلماء والخطباء على تفعيل دورهم في تنوير الناس بأمور دينهم ودنياهم وقضايا الأمة، وتعزيز قيم وروابط التآخي، والتلاحم في مواجهة الأعداء. فيما، أشار نائب رئيس المجلس الشافعي، العلامة رضوان المحيا، أن الأمة هذه المرحلة ما بين كربلاء الأمس وكربلاء اليوم، وما تشهده غزة من ظلم وجور، يمثل كربلاء بكل صورها، ومظلوميتها ستلاحق كل مسلم ونظام تخاذل أو تراجع عن نصرتها. وقال "لدينا الكثير لنقدمه لغزة ، ومن ذلك أن نعيش أحزانها ومقاومتها، ونكون حاضرين بمواقفنا وأقلامنا ومنابرنا، ونحرض على القتال والخروج للساحات ومقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية ومنتجات الدول الغربية الداعمة لكيان العدو". وأكد المحيا أهمية رسالة المسجد في تحصين المجتمع من الحروب الإعلامية والغزو الفكري، وترسيخ الهوية الإيمانية. من جهته، أوضح مدير مكتب الشيخ محمد الإمام، الشيخ مصلح القيري، "أن العداء بين اليهود والنصارى والمسلمين لم يكن وليد الساعة، فقد نزل به القرآن، ومن لم يتخذ هذا العداء ويتعلم كيفية الولاء والبراء فهو بحاجة إلى أن يعالج إسلامه ويراجع إيمانه". وأكد ضرورة التمسك بكتاب الله تعالى وتجسيد تعاليمه، وإتباع نهج المصطفى عليه السلام في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، وقال "إننا إذا لم نضع خلافاتنا جانبًا ونكن موحّدين نحو أعدائنا فلا خير فينا". وعبر الشيخ القيري، عن الاعتزاز بما منّ الله به على اليمن من موقف في نصرة غزة ، منوها بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني. من ناحيته، أشار عضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، إلى ما تشهده غزة من انتهاك للحرمات وسفك للدماء، والحرب التي شنت على إيران ، ما يتطلب أن تكون الأمة واحدة للانتصار على الأعداء. بدوره، أكد مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف بالمحافظة فيصل الهطفي، أن يمن الإيمان موحد بوحدة الدم والعدو والمصير، ولا عذر اليوم للمتقاعسين عن نصرة غزة. وبارك للجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصارها العظيم، داعيًا إلى تعزيز وحدة الصف وحشد الجهود والطاقات لنصرة قضية الأمة والتصدي لمؤامرات أعداء اليمن والأمة. وأكد بيان صادر عن اللقاء الذي حضره قيادات قضائية وأكاديمية وتنفيذية ومحلية وأمنية وتعبوية وشخصيات الاجتماعية، وجوب اتحاد المسلمين واعتصامهم بحبل الله المتين ووقوفهم صفا واحدا في وجه الطغاة المستكبرين من اليهود المعتدين والنصارى والمجرمين نصرة للمستضعفين في غزة وفلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران وسائر بقاع المسلمين. واعتبر الاتحاد والاعتصام بحبل الله فرض عين على جميع المسلمين، وخصوصا في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية وأنه لا يجوز شرعا التفرق والتشتت والاختلاف والتنافر. وأدان علماء محافظة ذمار استمرار المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الصهيونية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي المجرم بحق الأشقاء في غزة ، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية في قتل المجوعين الفلسطينيين. وحملوا دول الطوق العربية وشعوبها حول فلسطين ، المسؤولية في المقام الأول أمام الله تعالى إزاء ما تعانيه غزة من حصار وتجويع مميتين، معتبرين إدخال الغذاء والماء والدواء واجبا شرعيا عليهم قبل غيرهم، ويمتد الوجوب إلى بقية المسلمين. واستنكر البيان استمرار الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، والجرائم الصهيونية في الضفة الغربية وكل فلسطين ، والاعتداءات المستمرة على لبنان وسوريا وإيران واليمن ، وكذا الخذلان العربي والإسلامي الذي يتغذّى عليه العدو الصهيوني ويشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم. واعتبر التريليونات من الدولارات من المال العربي المدفوعة لترامب الكافر في زيارته الأخيرة إلى الخليج العربي، تمويلًا للعدوان الأمريكي والإسرائيلي على محور الجهاد والقدس والمقاومة وعلى شعوب الأمة الإسلامية. وجدد علماء ذمار التأكيد على أن استمرار وبقاء التطبيع مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة يُعدّ جُرمًا فظيعًا وأثمًا مبينًا، ولا تبرأ الذمة إلا بقطع العلاقات بكل صورها وأشكالها معه، والواجب الشرعي يحتم أن تتحول تلك العلاقات إلى عداء شديد له. وأكدوا على حرمة وجود القواعد العسكرية الأمريكية والأجنبية في البلدان العربية والإسلامية، التي تعتبر منطلقًا للعدوان على المنطقة وتهديدًا مباشرًا لها، وأنه يجب شرعًا إخراجها. ودعوا علماء الأمة الإسلامية وخطبائها ودعاتها إلى القيام بمسؤوليتهم، في تبيين الموقف الشرعي الواجب على جميع المسلمين أنظمة وشعوبًا وجيوشًا، من وجوب الجهاد والبذل للنفس والمال في سبيل الله ودفع المعتدين ونصرة المستضعفين والنفير العام وإعداد العدة لمواجهة أعداء الله واليقين ألا خيار أفضل من الجهاد والمواجهة وأنه يجب إعلان الدعم والنصرة الصريحة والتأييد الكامل لمحور الجهاد والقدس والمقاومة بدون مواربة وبعيدا عن الحسابات المذهبية الضيقة. ودعا بيان علماء اليمن دعاة الفتنة من علماء السوء وخطباء التفرقة إلى تقوى الله، لا سيما في هذه المرحلة الحساسة والكف عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأمريكا وإسرائيل، محذرا إياهم من مغبة المواقف النفاقية المخزية والفتاوى والبيانات المضللة التي تعتبر اصطفافًا مع العدو، وتفريقًا لكلمة المسلمين. وأوضح البيان ألا نجاة للأمة ولا سبيل لنيل العزة والكرامة والحرية والاستقلال إلا بالجهاد في سبيل الله ضد الأعداء أمريكا وإسرائيل. وأشاد علماء محافظة ذمار بالموقف المشرف المبدئي والإيماني للشعب اليمني ، وفي مقدمته موقف السيد القائد عبد الملك الحوثي مباركين للقوات المسلحة الباسلة المساندة لغزة ولبنان وإيران والتضامن مع كل المظلومين في الأمة. وبارك العلماء للجمهورية الإسلامية في إيران النصر الكبير على العدو الصهيوني، مشيدين بالعلماء الصادعين بكلمة الحق أصحاب المواقف الإيمانية المشرفة في زمن الصمت والخذلان والتواطؤ، كمفتي سلطنة عمان ومفتي ليبيا، وبمواقف الدول الإسلامية المشرفة كموقف جمهورية باكستان الإسلامية، وبمواقف النخب الثقافية والسياسية والإعلامية والشعبية. ونوه البيان بالدور الإيجابي للناشطين الأحرار في مواقع التواصل الاجتماعي، داعيا إياهم إلى استمرار إظهار الحقائق وتفنيد الشائعات ومواجهة الحرب النفسية وفضح العملاء والخونة. وشدد علماء محافظة ذمار على أهمية الوعي والبصيرة في الصراع مع أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ومن معهما، وضرورة ترسيخ وتعزيز الهوية الإيمانية والحذر من الوقوع ضحايا للحرب الناعمة، مؤكدين وجوب الولاء للمؤمنين، والبراءة من أعداء الأمة ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والمتماهية معهم. ولفت البيان إلى وجوب الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتجريم الخيانة والعمالة بجميع اشكالها والبراءة من كل خائن وعميل، مؤكدا ضرورة استمرار الأنشطة التعبوية من مظاهرات ووقفات وفعاليات والاستمرار في مسار الإعداد والالتحاق بدورات طوفان الأقصى. وطالب علماء محافظة ذمار الأمة الإسلامية إلى الثقة المطلقة بصدق وعود الله بالنصر المذكورة في القرآن الكريم، والإيمان بالنصر الحتمي للمؤمنين، والهزيمة الحتمية للكافرين، والخسارة الحتمية للمنافقين، وتعزيز الموقف الجهادي لتحرير فلسطين ، وإزالة الغدة الصهيونية السرطانية من جسد الأمة، وهو إرهاص لتحقق وعد الآخرة. وفي اللقاء أشار المحافظ محمد البخيتي، إلى مظلومية الشعب الفلسطيني الكبيرة، وحرمانه في حق العيش على أرضه، في ظل تخاذل عربي وإسلامي وتكالب قوى الطغيان، وتغاضيها عن جرائم الإبادة الجماعية على غزة. وبين أن معركة "طوفان الأقصى" والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كشفت عن تمكن العدو من تفريق الشعوب العربية والإسلامية وإشغالها بصراعات داخلية تحت عناوين مختلفة ليس لها أي أساس. وأكد أهمية دور العلماء والخطباء في رفع الوعي المجتمعي وتعزيز دوره في إفشال مخططات أعداء الأمة، والحملات الإعلامية التي تستهدف الإسلام والمسلمين. ودعا المحافظ البخيتي، إلى عقد لقاءات تشاورية للعلماء والخطباء والسلطة المحلية للتناصح حول مختلف القضايا، حاثًا على تفعيل دور المنبر في جمع كلمة الأمة وتوحيد صفها وحثها على مواجهة أعدائها. بدوره، تطرق عضو رابطة علماء اليمن الشيخ صالح الخولاني، إلى مكانة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مبينًا أنه مدرسة في الصبر والجهاد والإحسان والوعي والإيمان والثبات على الحق، ونصرة الدين والمستضعفين. وذكر أن موقف اليمن في نصرة غزة مصدر للعزة، وإتباع لنهج آل بيت رسول الله في مقارعة الطغاة والمستكبرين، حاثًا العلماء والخطباء على تفعيل دورهم في تنوير الناس بأمور دينهم ودنياهم وقضايا الأمة، وتعزيز قيم وروابط التآخي، والتلاحم في مواجهة الأعداء. فيما، أشار نائب رئيس المجلس الشافعي، العلامة رضوان المحيا، أن الأمة هذه المرحلة ما بين كربلاء الأمس وكربلاء اليوم، وما تشهده غزة من ظلم وجور، يمثل كربلاء بكل صورها، ومظلوميتها ستلاحق كل مسلم ونظام تخاذل أو تراجع عن نصرتها. وقال "لدينا الكثير لنقدمه لغزة ، ومن ذلك أن نعيش أحزانها ومقاومتها، ونكون حاضرين بمواقفنا وأقلامنا ومنابرنا، ونحرض على القتال والخروج للساحات ومقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية ومنتجات الدول الغربية الداعمة لكيان العدو". وأكد المحيا أهمية رسالة المسجد في تحصين المجتمع من الحروب الإعلامية والغزو الفكري، وترسيخ الهوية الإيمانية. من جهته، أوضح مدير مكتب الشيخ محمد الإمام، الشيخ مصلح القيري، "أن العداء بين اليهود والنصارى والمسلمين لم يكن وليد الساعة، فقد نزل به القرآن، ومن لم يتخذ هذا العداء ويتعلم كيفية الولاء والبراء فهو بحاجة إلى أن يعالج إسلامه ويراجع إيمانه". وأكد ضرورة التمسك بكتاب الله تعالى وتجسيد تعاليمه، وإتباع نهج المصطفى عليه السلام في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، وقال "إننا إذا لم نضع خلافاتنا جانبًا ونكن موحّدين نحو أعدائنا فلا خير فينا". وعبر الشيخ القيري، عن الاعتزاز بما منّ الله به على اليمن من موقف في نصرة غزة ، منوها بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني. من ناحيته، أشار عضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، إلى ما تشهده غزة من انتهاك للحرمات وسفك للدماء، والحرب التي شنت على إيران ، ما يتطلب أن تكون الأمة واحدة للانتصار على الأعداء. بدوره، أكد مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف بالمحافظة فيصل الهطفي، أن يمن الإيمان موحد بوحدة الدم والعدو والمصير، ولا عذر اليوم للمتقاعسين عن نصرة غزة. وبارك للجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصارها العظيم، داعيًا إلى تعزيز وحدة الصف وحشد الجهود والطاقات لنصرة قضية الأمة والتصدي لمؤامرات أعداء اليمن والأمة. وأكد بيان صادر عن اللقاء الذي حضره قيادات قضائية وأكاديمية وتنفيذية ومحلية وأمنية وتعبوية وشخصيات الاجتماعية، وجوب اتحاد المسلمين واعتصامهم بحبل الله المتين ووقوفهم صفا واحدا في وجه الطغاة المستكبرين من اليهود المعتدين والنصارى والمجرمين نصرة للمستضعفين في غزة وفلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران وسائر بقاع المسلمين. واعتبر الاتحاد والاعتصام بحبل الله فرض عين على جميع المسلمين، وخصوصا في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية وأنه لا يجوز شرعا التفرق والتشتت والاختلاف والتنافر. وأدان علماء محافظة ذمار استمرار المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الصهيونية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي المجرم بحق الأشقاء في غزة ، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية في قتل المجوعين الفلسطينيين. وحملوا دول الطوق العربية وشعوبها حول فلسطين ، المسؤولية في المقام الأول أمام الله تعالى إزاء ما تعانيه غزة من حصار وتجويع مميتين، معتبرين إدخال الغذاء والماء والدواء واجبا شرعيا عليهم قبل غيرهم، ويمتد الوجوب إلى بقية المسلمين. واستنكر البيان استمرار الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، والجرائم الصهيونية في الضفة الغربية وكل فلسطين ، والاعتداءات المستمرة على لبنان وسوريا وإيران واليمن ، وكذا الخذلان العربي والإسلامي الذي يتغذّى عليه العدو الصهيوني ويشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم. واعتبر التريليونات من الدولارات من المال العربي المدفوعة لترامب الكافر في زيارته الأخيرة إلى الخليج العربي، تمويلًا للعدوان الأمريكي والإسرائيلي على محور الجهاد والقدس والمقاومة وعلى شعوب الأمة الإسلامية. وجدد علماء ذمار التأكيد على أن استمرار وبقاء التطبيع مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة يُعدّ جُرمًا فظيعًا وأثمًا مبينًا، ولا تبرأ الذمة إلا بقطع العلاقات بكل صورها وأشكالها معه، والواجب الشرعي يحتم أن تتحول تلك العلاقات إلى عداء شديد له. وأكدوا على حرمة وجود القواعد العسكرية الأمريكية والأجنبية في البلدان العربية والإسلامية، التي تعتبر منطلقًا للعدوان على المنطقة وتهديدًا مباشرًا لها، وأنه يجب شرعًا إخراجها. ودعوا علماء الأمة الإسلامية وخطبائها ودعاتها إلى القيام بمسؤوليتهم، في تبيين الموقف الشرعي الواجب على جميع المسلمين أنظمة وشعوبًا وجيوشًا، من وجوب الجهاد والبذل للنفس والمال في سبيل الله ودفع المعتدين ونصرة المستضعفين والنفير العام وإعداد العدة لمواجهة أعداء الله واليقين ألا خيار أفضل من الجهاد والمواجهة وأنه يجب إعلان الدعم والنصرة الصريحة والتأييد الكامل لمحور الجهاد والقدس والمقاومة بدون مواربة وبعيدا عن الحسابات المذهبية الضيقة. ودعا بيان علماء اليمن دعاة الفتنة من علماء السوء وخطباء التفرقة إلى تقوى الله، لا سيما في هذه المرحلة الحساسة والكف عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأمريكا وإسرائيل، محذرا إياهم من مغبة المواقف النفاقية المخزية والفتاوى والبيانات المضللة التي تعتبر اصطفافًا مع العدو، وتفريقًا لكلمة المسلمين. وأوضح البيان ألا نجاة للأمة ولا سبيل لنيل العزة والكرامة والحرية والاستقلال إلا بالجهاد في سبيل الله ضد الأعداء أمريكا وإسرائيل. وأشاد علماء محافظة ذمار بالموقف المشرف المبدئي والإيماني للشعب اليمني ، وفي مقدمته موقف السيد القائد عبد الملك الحوثي مباركين للقوات المسلحة الباسلة المساندة لغزة ولبنان وإيران والتضامن مع كل المظلومين في الأمة. وبارك العلماء للجمهورية الإسلامية في إيران النصر الكبير على العدو الصهيوني، مشيدين بالعلماء الصادعين بكلمة الحق أصحاب المواقف الإيمانية المشرفة في زمن الصمت والخذلان والتواطؤ، كمفتي سلطنة عمان ومفتي ليبيا، وبمواقف الدول الإسلامية المشرفة كموقف جمهورية باكستان الإسلامية، وبمواقف النخب الثقافية والسياسية والإعلامية والشعبية. ونوه البيان بالدور الإيجابي للناشطين الأحرار في مواقع التواصل الاجتماعي، داعيا إياهم إلى استمرار إظهار الحقائق وتفنيد الشائعات ومواجهة الحرب النفسية وفضح العملاء والخونة. وشدد علماء محافظة ذمار على أهمية الوعي والبصيرة في الصراع مع أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ومن معهما، وضرورة ترسيخ وتعزيز الهوية الإيمانية والحذر من الوقوع ضحايا للحرب الناعمة، مؤكدين وجوب الولاء للمؤمنين، والبراءة من أعداء الأمة ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والمتماهية معهم. ولفت البيان إلى وجوب الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتجريم الخيانة والعمالة بجميع اشكالها والبراءة من كل خائن وعميل، مؤكدا ضرورة استمرار الأنشطة التعبوية من مظاهرات ووقفات وفعاليات والاستمرار في مسار الإعداد والالتحاق بدورات طوفان الأقصى. وطالب علماء محافظة ذمار الأمة الإسلامية إلى الثقة المطلقة بصدق وعود الله بالنصر المذكورة في القرآن الكريم، والإيمان بالنصر الحتمي للمؤمنين، والهزيمة الحتمية للكافرين، والخسارة الحتمية للمنافقين، وتعزيز الموقف الجهادي لتحرير فلسطين ، وإزالة الغدة الصهيونية السرطانية من جسد الأمة، وهو إرهاص لتحقق وعد الآخرة.

الجندي: قريش كانت تعرف عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام
الجندي: قريش كانت تعرف عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام

الدستور

timeمنذ 8 ساعات

  • الدستور

الجندي: قريش كانت تعرف عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن معرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بيوم عاشوراء لم تكن مرتبطة فقط بوصوله إلى المدينة المنورة، وإنما كانت موجودة مسبقًا، حيث كان يعرف هذا اليوم ويصومه قبل الهجرة، شأنه في ذلك شأن قريش، الذين كانوا يعظمون هذا اليوم ويصومونه. وأضاف الجندي، خلال حلقة من برنامج لعلهم يفقهون على قناة DMC، أن قريش كانت بالفعل على دراية بيوم عاشوراء الواقع في العاشر من شهر المحرم، مشيرًا إلى أن هذا ما أكدته الروايات ومنها حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، التي قالت إن قريش كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه معهم. وأوضح أن البعض قد يظن أن النبي لم يعرف عاشوراء إلا بعد أن رأى اليهود يصومونه عند قدومه إلى المدينة في محرم من السنة الثانية للهجرة، إلا أن هذا غير دقيق، بدليل أنه هاجر في ربيع الأول من السنة الأولى، ومضت عليه عدة أشهر في المدينة قبل دخول محرم، ولم يُذكر أنه استغرب صيامهم أو استفسر عنه لأول مرة، بل بادر بتأكيد أحقية المسلمين بموسى عليه السلام، وقال: "نحن أحق بموسى منكم"، مما يدل على علمه المسبق بالمناسبة وأهميتها. وأشار الجندي إلى أن قريش – رغم جاهليتها – كانت تستقي بعض معلوماتها الدينية من أهل الكتاب، خاصة اليهود، وأنها كانت تستفتيهم في قضايا دينية، ولذلك كان لديهم اطلاع على بعض المناسبات والشرائع، ومنها يوم عاشوراء، الذي يحتفل به لنجاة موسى عليه السلام من فرعون. وتابع: "القرآن نفسه يصوّر لنا كيف كانت أنظار العرب، خاصة قريش، متجهة إلى أهل الكتاب، بدليل قول الله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم، مما يعكس تعلقهم بالمصادر الدينية لأهل الكتاب وسعيهم للاحتكام إليهم أحيانًا". وأكد الجندي على أن صيام عاشوراء قبل الإسلام كان مظهرًا من مظاهر التعبد الفطري أو التلقي من الشرائع السماوية السابقة، وأن الإسلام أقره في البداية تأكيدًا لوحدة الرسالات وتعظيمًا لقصة النجاة الكبرى التي وقعت في هذا اليوم، مشيرًا إلى أن النبي لم يبتدع هذا الصيام، بل أقره ووجّهه حتى أصبح سنة مؤكدة في الإسلام.

الجندى: لعاشوراء مكانة خاصة حتى قبل الإسلام
الجندى: لعاشوراء مكانة خاصة حتى قبل الإسلام

الدستور

timeمنذ 8 ساعات

  • الدستور

الجندى: لعاشوراء مكانة خاصة حتى قبل الإسلام

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن يوم عاشوراء كانت له مكانة خاصة حتى قبل الإسلام، حيث كانت قريش تعظمه، وكانوا يصومونه، بل إنهم كانوا، كما ذكر الإمام ابن حجر، يكسون الكعبة في هذا اليوم، وينشرون كسوتها تكريمًا وإجلالًا له، ما يعكس خصوصيته الدينية والروحية. وأضاف الجندي، خلال برنامج لعلهم يفقهون على قناة DMC، أن النبي محمدًا، صلى الله عليه وسلم، كان يصوم يوم عاشوراء قبل الهجرة من مكة إلى المدينة، إلا أنه لم يكن يأمر بصيامه، بل كان يصومه تقربًا إلى الله تعالى وموافقة لقريش في أي قربة يتقربون بها إلى الله، طالما أنها لا تخالف التوحيد والشريعة. وأوضح الجندي أن التحول الحقيقي في التعامل مع عاشوراء وقع بعد الهجرة إلى المدينة، حيث وجد النبي أن اليهود يعظمون هذا اليوم ويصومونه، لأنه اليوم الذي نجا فيه الله سيدنا موسى من فرعون، فصرح بقوله: "نحن أحق بموسى منكم"، وأمر بصيامه، بل أمر بصيام الأطفال أيضًا، وجعل الصحابة يدربون أبناءهم عليه، حتى كانوا يصنعون لهم الدمى من الصوف لإلهائهم عن الجوع. وأشار الجندي إلى أن موافقة النبي، صلى الله عليه وسلم، لأهل مكة واليهود في بعض الشعائر لم تكن عشوائية، بل كانت منسجمة مع القيم التعبدية والأخلاقية التي يقرها الإسلام، مؤكدًا أن النبي شارك في "حلف الفضول" قبل الإسلام لنصر المظلوم، وقال عنه لاحقًا: "لو دُعيت به في الإسلام لأجبت".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store