
الكرملين: «القيادة السورية» ستدعى للمشاركة في «القمة الروسية العربية الأولى»
وسئل الناطق الرئاسي، خلال إفادة صحافية يومية، الثلاثاء، عن إمكانية دعوة السلطات السورية لحضور القمة الروسية العربية الأولى، فقال إنه «بالتأكيد سيتم توجيه دعوات كهذه».
وكان لافتاً أن بيسكوف كرّر خلال حديثه الإشارة إلى دعوة «السلطات السورية»، متجنباً الحديث مباشرة عن أن الدعوة لحضور القمة سوف توجه إلى الرئيس أحمد الشرع. ونقلت وسائل الإعلام الحكومية الروسية الصيغة ذاتها، علماً بأن الدعوات لحضور القمة توجّه مباشرة إلى قادة البلدان المشاركة.
في سياق متصل، قال بيسكوف، إن روسيا «تحافظ على علاقاتها مع القيادة السورية الحالية»، وأوضح: «سنواصل القيام بذلك. لدينا مصالحنا الخاصة في سوريا».
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 20 يونيو (رويترز)
وفي وقت سابق، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنه «تم توجيه رسائل باسم الرئيس الروسي إلى جميع قادة دول جامعة الدول العربية والأمين العام للجامعة، للمشاركة في القمة الروسية العربية الأولى». وبدوره، أفاد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأن التحضيرات قاربت على الانتهاء لعقد القمة الخريفية، و«أعربت جميع الدول تقريباً عن رغبتها في المشاركة». وزاد أن بلاده تُحافظ على اتصالات مع الجانب السوري بشأن القضايا المتعلقة بتشغيل القواعد العسكرية الروسية.
نساء علويات يُجهّزن خيمةً مؤقتة في ساحات قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية غرب سوريا 20 مارس حيث لجأت عائلات علوية إلى هناك بعد هجماتٍ دامية على قراهم (رويترز)
اللافت أن موسكو كرّرت خلال الفترة الماضية، تطلعها لتطبيع العلاقات مع دمشق في إطار «المحافظة على المصالح الروسية» وهو أمر تحدث عنه وزير الخارجية، سيرغي لافروف أخيراً، بشكل مباشر عندما أعلن توجيه دعوة لنظيره السوري أسعد الشيباني لزيارة العاصمة الروسية.
وكشف لافروف أن الدعوة الروسية وجّهت بناء على نصيحة تركية. موضحاً أن الجانب التركي «قدّم اقتراحاً كريماً باستضافة الشيباني وبحث كل الملفات معه» وزاد: «بناء على الاقتراح الكريم من صديقي هاكان فيدان بعد المباحثات التي أجريناها، الآن لدى الوزير السوري دعوة لزيارة موسكو».
اللافت أن هذه الدعوة جاءت بعد أن كان لافروف قد شنّ هجوماً لاذعاً على دمشق، واتهمها بالتغاضي عن «عمليات التطهير العرقي والديني الجماعية التي تنفذها الجماعات المتطرفة في سوريا». كما كان لافتاً أن لافروف ربط انتقاداته لأداء السلطات السورية بـ«التغاضي الغربي»، وفسّر بعض المحللين في موسكو ذلك بأن موسكو راقبت بشكل حثيث تطور العلاقات السورية الغربية، وخصوصاً بعد زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى فرنسا، وبعد لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرياض.
الرئيس الفرنسي لدى استقباله الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع في باريس (أ.ف.ب)
وترى موسكو وفقاً لمحللين، أن نجاح دمشق في تسريع وتيرة تطبيع العلاقات على المستويين الإقليمي والدولي، من شأنه أن يضعف موقفها في المفاوضات المباشرة مع دمشق لتحديد مصير الوجود العسكري في سوريا ومستقبل العلاقات بين الطرفين، خصوصاً على خلفية أن الغرب يطالب دمشق بتقليص الوجود العسكري الروسي في سوريا، وعدم تطبيع العلاقات مع موسكو بشكل كامل.
وقال مصدر روسي، الثلاثاء، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «من الطبيعي أن تراقب موسكو بحذر التحركات حول سوريا من جانب الغرب، خصوصاً في إطار الحديث الجاري حالياً عن احتمال ضمّ دمشق إلى مسار تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية».
وزاد المصدر أن موسكو تحافظ على اتصالات بشكل متواصل مع القيادة السورية، لكنه أقرّ بأن «عملية بناء علاقات جديدة بين دمشق وموسكو تسير ببطء»، ملاحظاً أنه من المهم أن «قنوات الاتصال تعمل ولم تتوقف».
صور نشرتها الوكالة الرسمية السورية لمناورات مشتركة في قاعدة طرطوس البحرية على الساحل السوري في أكتوبر 2022 (أ.ف.ب)
اللافت في هذا الإطار أن اللهجة الروسية بدت فاترة للغاية عند الحديث عن أي تقدم في العلاقات السورية الغربية، وهو أمر بدا واضحاً في تعليق بيسكوف، الثلاثاء، على قرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا، فاكتفى بإشارة مقتضبة إلى أن «هذا شأن سيادي أميركي». علماً بأن موسكو كانت في وقت سابق تضع مطلب رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا بين الأولويات الملحة المطروحة على أجندة أي حوارات مع الغرب حول سوريا.
في السياق نفسه، كان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قد حصر أخيراً أجندة النقاش الروسي السوري في ملفين فقط، هما مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وملف «المشكلات الإنسانية» التي نجمت عن لجوء أعداد من المواطنين السوريين إلى قاعدة «حميميم» في مارس (آذار) الماضي.
وقال الدبلوماسي الروسي إن بلاده «تتوقع من السلطات السورية احترام مصالح روسيا»، في إشارة إلى النقاش الدائر بين الطرفين حول مصير الاتفاقات المبرمة بشأن الوجود العسكري الروسي على الأراضي السورية.
صور ممزقة للرئيس السوري السابق بشار الأسد مُعلقة على لافتة جسر طريق سريع في اللاذقية (رويترز)
وكانت موسكو قد أعلنت بعد إطاحة النظام السابق في سوريا أنها تجري حواراً مع دمشق عبر قنوات دبلوماسية وعسكرية، لوضع أسس جديدة للعلاقة مع دمشق. وفي يناير (كانون الثاني)، قام ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بزيارة إلى دمشق كانت الأولى لمسؤول روسي بعد إطاحة الأسد. وأعلن الدبلوماسي الروسي المخضرم بعد جولة حوار مع القيادة السورية، أنه أجرى «محادثات بنّاءة وإيجابية». وعكست نتائج الزيارة أنها نجحت في «كسر الجليد» بين الطرفين، وأطلقت مسار التفاوض حول ترتيب جديد للعلاقة بينهما.
وقدّمت دمشق عدة مطالب إلى القيادة الروسية، من بينها المساعدة في تطبيق مبدأ «العدالة الانتقالية» عبر رفع الغطاء عن رموز النظام السابق، وإعادة الأموال المنهوبة التي تقول تقارير إن موسكو نفت صحة أنه تم تهريبها إلى روسيا في وقت سابق.
وأبدت دمشق استعداداً لمناقشة أسس جديدة للوجود العسكري الروسي في قاعدتي «حميميم» الجوية و«طرطوس» البحرية.
من جهتها، أكّدت موسكو استعدادها للعب دور إيجابي نشط في ملف الحوار السوري الداخلي، وترتيب الوضع في المرحلة الانتقالية، واستخدام دورها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي للمساهمة في رفع العقوبات المفروضة على دمشق. كما تحدثت موسكو عن استعدادها للمساهمة في إعادة تأهيل البنى التحتية السورية، وألمحت إلى احتمال إعفاء دمشق من الديون المستحقة لموسكو، في إطار مساعدة السلطات الجديدة على مواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية.
وفي مارس (آذار) الماضي، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إلى نظيره السوري، أحمد الشرع، حملت أهمية خاصة في مضمونها وتوقيتها. خصوصاً على خلفية التطورات التي شهدتها مناطق الساحل السوري، والتحديات المتزايدة التي تواجهها القيادة السورية، في إطار جهود تعزيز الاستقرار الداخلي، وتطوير الانفتاح على المحيطين الإقليمي والدولي.
وأعلن الكرملين أن بوتين شدّد في رسالته على استعداد بلاده لتطوير التعاون مع السلطات السورية في كل المجالات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
دمشق لتصفير مشاكلها الخارجية بنهاية العام
كشفت دمشق عن سعيها إلى «تصفير مشاكلها الخارجية بنهاية العام الحالي»، بحسب مدير الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، الذي تحدث أيضاً عن «البدء بفتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي». وفي تصريح للتلفزيون السوري الرسمي، أمس (الثلاثاء)، قال إدلبي، إن قرار رفع العقوبات الأميركية جاء استجابةً للجهود التي قادتها الحكومة السورية، عادّاً القرار «بداية طريق سيشهد السوريون نتائجها في حياتهم اليومية قريباً». بدوره، عدّ وزير المالية السوري محمد يسر برنية، القرار الأميركي «خطوة كبيرة ومهمة ستنعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري»، مؤكداً عزم الحكومة على «الاستفادة من كامل الفرص، ومواصلة تقوية الإدارة المالية، وتعزيز النزاهة».


الشرق الأوسط
منذ 5 ساعات
- الشرق الأوسط
الشرق الأوسط واستراحة الضرورة
ضاقت خرائط الشرق الأوسط بالحروب التي تلد أخرى، لا يمر عام إلا وهناك حربٌ كبرى تقع في الإقليم، أو على حوافه اللصيقة. تستيقظ الشعوب بتوقيت الانفجارات والصراعات والقلاقل، أحياناً المباغتة والمفاجئة. على مدار ثمانين عاماً، وقعت عشرات الحروب، ودائماً ما تكون بسبب اصطدام العقائد والمذاهب والأعراق، وكأن المنطقة مكتوب عليها أن تقيم على حزام الزلازل، بعض الجماعات والتنظيمات احترفت اختطاف القرار السياسي للمنطقة، وأشعلت حروباً عرضية غير مخططة، فتحولت إلى كارثة مفزعة ربما يصبح الخروج منها يحتاج إلى معجزة، كما يجري الآن في قطاع غزة، وعواصم عربية أخرى. الآن، نحن في قلب حرب كبرى، بدأت يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وتواصل تصاعدها لتشكل سلسلة من الحروب التي تدور على هامشها من جنوب لبنان، وسوريا واليمن، وأخيراً في حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران، التي شاركت فيها الولايات المتحدة بهدف إيقاف الحرب نهائياً في الشرق الأوسط كما يقول البيت الأبيض. انطفأت النيران في حواف غزة، لكنها لا تزال مشتعلة في القطاع نفسه، وثمة مبادرات تلوح في الأفق، ويبدو أن هناك تصوراً ناضجاً ينهي مأساة غزة على الأقل في الأفق القريب، فثمة مبعوثون أميركيون يهبطون إلى عواصم العرب من أجل إنضاج هذه المبادرات، فنرى تحركات توماس براك، المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان في مفاوضات ماراثونية حول الأفكار المطروحة للمستقبل، كتوقيع اتفاقيات جديدة، تحاول أن تعيد الهدوء لحزام الزلازل، وكذلك نسمع ونشاهد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وهو يتجول حول تكوين مبادرة شاملة تحاول أن تطفئ النيران، ولا شك أن هناك عواصم عربية على اطلاع بكل هذه المبادرات، تضيف وتحذف منها حسب سياقات الوضع الإقليمي، ولا شك أن هذه العواصم العربية تريد حل القضية من جذورها، ولا ترغب في ترك الجمر تحت الرماد، ليشتعل في أي لحظة. إذ، إن أي حرب ستتوقف حتماً، حين يرى أحد أطرافها أنه حقق أهدافه، لكن الحرب في غزة تختلف عن أي حرب، فأهدافها أوسع من مساحتها، وقد استغلها اليمين الإسرائيلي أيما استغلال، لكن ورغم الإبادة الجماعية للفلسطينيين وتدمير مقدراتهم ومحاولة تهجيرهم وتصفية قضيتهم، فإن الأمر لا يستقيم في النهاية بهذه الأفكار. صحيح أن إيقاف الحرب في حد ذاته مطلب عربي ودولي وإنساني بشكل عام، لكنه يجب أن تتوقف الحرب، وتتوقف مظاهرها بالكامل في الشرق الأوسط، وتمتنع كل الأطراف عن استغلال قضية الشعب الفلسطيني من أجل توسيع النفوذ مثلما تم استغلالها على مدى ثمانية عقود، وباتت القضية بمثابة «بيضة الديك»، الكل يستغلها لصالحه، فليس خافياً على أحد أنه تم استخدام القضية الفلسطينية في اندلاع حروب وثورات وانقلابات، ولا شأن للشعب الفلسطيني بها. الحقيقة أننا في حاجة إلى علاج جذور المشكلة بالكامل قبل أن تصبح المنطقة لوحة تنشين أو ميداناً للرماية، فشعوب الشرق الأوسط تحتاج إلى استراحة محارب، ونعتقد أن آثار حرب الاثني عشر يوماً، وضعت خطاً فاصلاً بين زمنين، فكل طرف من طرفي الحرب، شعر بأن الحرب ليست مجرد بيان على شاشة تلفاز، بل هي تكلفة هائلة ومناهضة لمستقبل الشعوب، من بناء واستقرار، خاصة إذا أدركنا أن الحروب الحديثة بأجيالها المركبة والمعقدة لم تعد تدور في المسارح بين الجيوش، بل تدخل من النوافذ والأبواب إلى غرف النوم، وتستخدم فيها أسلحة فائقة الذكاء تصل إلى الأهداف في جنح الظلام، ولا تفرق بين عسكري ومدني، بل إن حروب هذا الزمان قاسية ومؤلمة وسريعة على الخرائط التي اعتادت طوال مئات السنين على حروب الميادين المفتوحة. إن المتأمل في أحوال الشرق الأوسط، يتأكد أنه لم يعد في قوس الصبر منزع، وأن الشرق الأوسط يرفع صوته عالياً: كفى أن نكون ميداناً للرماية وساحة للحروب، فقد بلغ أنين الخرائط مداه، وبات تبريد الصراعات معبراً إلزامياً لكي تستطيع الشعوب الاستمرار في التنفس، وقد أستعير هنا عبارة الأميركي جورج فلويد حين قال: «دعني أتنفس يا رجل»، فالشرق الأوسط هنا لا يريد أن يكون جورج فلويد، ولكنه فقط يريد أن يحيا بكرامة وعدالة ويساهم في الحداثة المعاصرة على قدم المساواة مع جميع الأمم الحية.

الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
سورية.. رفع العقوبـات الأميركيـة يدعم مسار الاستقرار ويحفز الاستثمار
رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسميا الاثنين العقوبات المفروضة على سورية، على أمل إعادة دمج الدولة التي مزقتها الحرب في الاقتصاد العالمي وفي حين تتطلع إسرائيل إلى علاقات مع دمشق التي سارعت من جهتها إلى الترحيب بـ"قرار تاريخي". والاثنين وقّع ترمب أمرا تنفيذيا أنهى بموجبه "حالة الطوارئ الوطنية" القائمة بشأن سورية منذ عام 2004 والتي فرضت بموجبها عقوبات شاملة على دمشق أثّرت على معظم المؤسسات التي تديرها الدولة ومن بينها البنك المركزي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين إنّ توقيع هذا الأمر التنفيذي "يأتي في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز ودعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسلام". من جهته، قال مسؤول العقوبات في وزارة الخزانة الأميركية براد سميث إنّ هذه الخطوة "ستنهي عزلة البلاد عن النظام المالي الدولي، وتهيّئ للتجارة العالمية وتحفّز الاستثمارات من جيرانها في المنطقة وكذلك من الولايات المتحدة". وجاء في الأمر الذي أصدره البيت الأبيض أنّ سورية "تغيّرت" منذ سقوط الأسد، بما في ذلك من خلال "الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع". وسارعت الحكومة السورية إلى الترحيب بخطوة ترمب. وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منشور على منصة إكس "نرحّب بإلغاء الجزء الأكبر من برنامج العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، بموجب القرار التنفيذي التاريخي الصادر عن الرئيس ترمب". وأضاف أنّ هذا القرار "يمثّل نقطة تحول مهمة من شأنها أن تُسهم في دفع سورية نحو مرحلة جديدة من الازدهار والاستقرار والانفتاح على المجتمع الدولي". وشدّد الوزير السوري على أنّه "برفع هذا العائق الكبير أمام التعافي الاقتصادي، تُفتح أبواب إعادة الإعمار والتنمية التي طال انتظارها، وتأهيل البُنى التحتية الحيوية، بما يوفّر الظروف اللازمة للعودة الكريمة والآمنة للمهجرين السوريين إلى وطنهم". وأبقت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على أركان الحكومة السابقة، وفي مقدّمهم الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا أواخر العام الماضي. وأجرت سورية مؤخرا أول تحويل مالي إلكتروني عبر النظام المصرفي الدولي منذ أن انزلقت إلى حرب أهلية دامية عقب احتجاجات شعبية قمعت بالقوة عام 2011. إسرائيل ترى فرصة وكانت إسرائيل قصفت معظم المواقع العسكرية في سورية بعد سقوط الأسد وأبدت في بادئ الأمر تشكّكها في مسار الدولة المجاورة في ظلّ حكم الشرع. لكنّ الدولة العبرية أعلنت الاثنين اهتمامها بتطبيع العلاقات مع سورية ولبنان، مع تراجع نفوذ إيران فيهما بشكل حادّ، ولا سيّما بسبب الضربات الإسرائيلية. ورأى مسؤولون في إدارة ترمب أن رفع العقوبات عن سورية من شأنه أن يؤدي إلى دمج البلاد بشكل أفضل في المنطقة وتحفيز المبادرات الإسرائيلية. وقال توم باراك، السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوث ترمب إلى سورية، إنّ الهجمات الإسرائيلية المكثفة على إيران في يونيو / حزيران فتحت "نافذة لم تكن موجودة قط". وأضاف في تصريحات صحافية "إنها فرصة لم نرها من قبل على الإطلاق، وقد شكّل الرئيس فريقا قادرا على تحقيقها". ورغم الأجواء المتفائلة بشأن الزعيم السوري الجديد، فقد شهدت البلاد سلسلة من الهجمات ضد الأقليات منذ سقوط الأسد. وقُتل ما لا يقلّ عن 25 شخصا وجُرح العشرات في هجوم يشتبه أنه من تنفيذ تنظيم "داعش" على كنيسة في دمشق في 22 يونيو / حزيران. وقبل إعلان ترمب المفاجئ عن تخفيف العقوبات خلال زيارته إلى السعودية، كانت الولايات المتّحدة تصرّ على تحقيق تقدّم أولا في مجالات رئيسية من بينها حماية الأقليات. ولا تزال الولايات المتحدة تصنّف سورية دولة "راعية للإرهاب"، وهو تصنيف قد يستغرق رفعه وقتا أطول، ويسهم أيضا في تثبيط الاستثمار بشكل كبير. لكنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن الاثنين أنّ هذا التصنيف قد يتغير قريبا. وقال روبيو في بيان: "سأُعيد النظر بتصنيف هيئة تحرير الشام والرئيس الشرع كإرهابيين عالميين مُصنفين بشكل خاص، بالإضافة إلى تصنيف سورية كدولة راعية للإرهاب".