logo
الرياض تُحرِّك الساكن في نيويورك

الرياض تُحرِّك الساكن في نيويورك

عكاظمنذ 4 أيام
فلسطين عادت، لا عبر ساحات الاشتباك بل على طاولة السياسة الدولية. في مؤتمر حلّ الدولتين بنيويورك، فرضت المملكة حضورها كمحرك لا كمشارك، وفتحت نافذة في جدار الصمت العالمي. تجاهلت واشنطن الدعوة، وقاطعتها تل أبيب، لكن أكثر من 120 دولة ومنظمة تقاطرت إلى اللقاء. لم يكن هذا التجمع مجرد رسالة رمزية بل محاولة جدية لكسر احتكار الغرب لمسار التسوية، وبناء هندسة إقليمية جديدة، عنوانها أن القضية الفلسطينية لم تمت، بل تغيرت قواعد الاشتباك حولها. في هذا اللقاء، حيث اجتمعت الإرادات خارج محور واشنطن – تل أبيب، كانت المملكة هي الطرف الذي حمل على كتفيه مهمة هندسة خارطة طريق عملية، تتجاوز الشعارات، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته. وليس عبثاً أن تترافق هذه الجهود مع استعدادات فرنسية للاعتراف بدولة فلسطين، وتحركات أوروبية تميل نحو ذات الوجهة. فهل يشكل هذا المؤتمر لحظة مفصلية تقود إلى تغيير حقيقي، أم أن الواقع الدولي المتشابك لا يزال يمنح إسرائيل هامش المناورة للهروب من الاستحقاقات؟
تأسيس مرحلة جديدة
حين تحدث وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في الجلسة الافتتاحية، بدا كلامه مؤسساً لمرحلة جديدة: «لا يمكن أن يكون هناك سلام في المنطقة من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية». لم تكن هذه العبارة جديدة في مضمونها، لكنها جديدة في سياقها وموقعها السياسي. فالرياض لم تعد تكتفي بدور الناصح أو الراعي، بل تحولت إلى فاعل دبلوماسي يطرح ويقترح ويدفع.
ووفق ما رشح من المؤتمر، فإن المملكة لم تكتفِ بالطرح النظري، بل قدمت ملامح خارطة طريق شاملة، تتضمن دعماً مالياً عاجلاً للفلسطينيين، إعادة هيكلة السلطة، ومقاربة أمنية تضمن نزع سلاح الفصائل خارج إطار الدولة. وبين السطور، بدا واضحاً أن السعودية تعد العدة لتحويل شعار «حل الدولتين» من وثيقة في الأرشيف السياسي إلى مشروع تنفيذي تقوده هي، بدلاً من أن تتركه رهينة الانقسامات من هنا أو الرفض من هناك.
باريس تعلن.. وأوروبا تتحرك
في الموازاة، كانت باريس تتحرك بخطى أكثر ثباتاً. فقد أعلن وزير خارجيتها جان-نوال بارو أن فرنسا ستعترف رسمياً بدولة فلسطين في الجمعية العامة القادمة للأمم المتحدة في سبتمبر. خطوة اعتبرها الإعلام الأوروبي «تاريخية»، خصوصاً أنها تأتي من دولة عضو في مجلس الأمن الدولي ومن دول مجموعة السبع. لكن الخطوة الفرنسية لم تحظَ بحماسة موازية من بقية العواصم الأوروبية. ألمانيا، كعادتها، بدت أكثر حذراً، مؤكدة أن «الاعتراف الأحادي لا يصنع السلام»، فيما وضعت لندن خططاً للاعتراف بدولة فلسطينية.
ورغم ذلك، فإن المؤتمر حرك النقاش الأوروبي، وأعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة السياسة الخارجية للقارة العجوز. الصحف الأوروبية، من «لوموند» إلى «الغارديان»، تفاعلت مع الطرح السعودي – الفرنسي؛ باعتباره محاولة ناضجة لكسر الجمود، لكنها أيضاً نبهت إلى المعوقات البنيوية: الانقسام الفلسطيني، تعنت إسرائيل، والفراغ الأمريكي المتعمد.
حسابات متباينة لا تفسد التحالفات
المفارقة في مؤتمر نيويورك لم تكن فقط في حضوره الواسع، بل في الغياب اللافت لبعض الأطراف المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة. فواشنطن رغم تحالفها الوثيق مع الرياض وباريس، آثرت عدم الانخراط المباشر، معتبرة أن توقيت المبادرة لا يتناسب مع مقاربتها الحالية لحل الصراع. الموقف الأمريكي عكس تفضيلاً لاستراتيجيات أكثر هدوءاً وتدرجاً، وربما حرصاً على عدم تأزيم العلاقة مع إسرائيل في لحظة دقيقة إقليمياً.
أما إسرائيل، فقد عبّرت بصراحة عن رفضها لفكرة الاعتراف بدولة فلسطينية خارج إطار مفاوضات مباشرة، وزعمت أن المؤتمر لا ينسجم مع ما تعتبره ضرورات الأمن والاستقرار.
لكن غياب واشنطن، على رمزيته، لم يُضعف دينامية المؤتمر بل أعطى مساحة جديدة لحلفاء دوليين، مثل السعودية وفرنسا، لتقديم رؤى مكملة للمسار السياسي، دون أن يعني ذلك خروجاً عن التنسيق أو تضارباً في المسارات. فالمسافة التكتيكية لا تلغي الشراكة الاستراتيجية، بل تؤشر أحياناً إلى توزيع أدوار بين الحلفاء في إدارة ملفات معقدة.
هل من دولة في الأفق؟
بعيداً عن الاحتفالات الدبلوماسية، يطرح السؤال الواقعي نفسه: هل بات حل الدولتين أقرب مما كان عليه؟ الجواب الصادق: نعم، ولكن بشروط معقدة. فما حدث في نيويورك هو اختراق دبلوماسي مهم، لكنه لا يزال في بدايته. المشروع السعودي بحاجة إلى تحصين عربي وفلسطيني أولاً، وتوسيع الدعم الأوروبي ثانياً، وكسر جدار الرفض الإسرائيلي – الأمريكي ثالثاً.
ومع أن الطريق يبدو طويلًا، إلا أن لحظة نيويورك فتحت نافذة سياسية لا يستهان بها؛ فالتحول في موقف فرنسا، واندفاعة السعودية على المبادرة، وتحول الرأي العام الدولي بعد مجازر غزة، كلها مؤشرات توحي أن معادلة 2025 ليست كما كانت قبلها.
أقرب من أي وقت مضى
ربما لن نرى الدولة الفلسطينية غداً، وربما تجهض المبادرات، لكن الفرق هذه المرة أن اللاعب الذي يتحرك هو السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي والديني، وأن الشريك هو فرنسا، لا الاتحاد الأوروبي المتردد. ولعل الأهم أن الفلسطينيين أنفسهم باتوا يدركون أن اللحظة السياسية الحالية رغم هشاشتها قد لا تتكرر. وعليه، فالمسألة ليست متى ستعلن الدولة، بل كيف ستفرض على الخريطة التي طالما أنكرت وجودها. في نيويورك، لم تنتظر السعودية أن تُكتب فلسطين من جديد، بل كتبتها بأسلوب مختلف: بصوت الغالب لا بصوت الضحية، وبلغة العالم التي تفهم المصالح أكثر مما تصغي للآلام. هكذا، بدا المؤتمر وكأنه تمرين دولي على الاعتراف وممر إجباري نحو عدالة تأخرت، لكنها لم تُنس.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المفتي يستقبل رئيس جمعية "الدعوة والإرشاد"
المفتي يستقبل رئيس جمعية "الدعوة والإرشاد"

الرياض

timeمنذ 2 دقائق

  • الرياض

المفتي يستقبل رئيس جمعية "الدعوة والإرشاد"

استقبل سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، بمقر الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في الطائف، رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ببني مالك جنوب الطائف فايز عيد المالكي، ووفدًا من منسوبي الجمعية. واستعرض المالكي ما تقدمه الجمعية من برامج وخطط وأهداف تسعى لتحقيقها، حيث أثنى سماحته على تلك الجهود التي تقدمها الجمعية.

الاعتراف بدولة فلسطين بين القانون والسياسة
الاعتراف بدولة فلسطين بين القانون والسياسة

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 دقائق

  • الشرق الأوسط

الاعتراف بدولة فلسطين بين القانون والسياسة

الهبَّة الدولية للاعتراف بدولة فلسطين على خلفيةِ مجاعة غزة، ومؤتمر نيويورك برعاية المملكة العربية السعودية وفرنسا، حرَّكا السَّاحةَ الدوليةَ وأنتجا موقفاً بريطانياً مؤيداً، وأميركياً مرتبكاً، بل رافضاً على استحياء. فالاعتراف عملٌ سياديٌّ من حق أي دولة منحه لأي كيان سواء كان موجوداً، كمَا يتطلَّب القانون الدولي، أو غير موجود مثل كوسوفو التي نالت اعترافَ بريطانيا وهي لم تُوجد بعد على الأرض. كذلك قد يمرُّ الاعتراف ولا يشعر به أحدٌ مثل اعتراف النرويج بدولة فلسطين، أو يُحدث ضجة كبيرة مثل اعتراف بريطانيا أو فرنسا لأنَّهما دولتان كبيرتان، ويملكان حقَّ النَّقض في مجلس الأمن، واعترافهما مؤشر مهم على تغير في التفكير الاستراتيجي. وقد عبَّر عن ذلك وزير خارجية بريطانيا عندما قال في مؤتمر نيويورك إنَّه يقارب هذه المسألة وعلى ظهره عبء التاريخ، قاصداً وعد بلفور وتشريد شعب من أرضه، وإحلال شعب آخر مكانه؛ هذه التذكرة بالتاريخ صاحَبَها نقد لاذع لإسرائيل بأنَّ وعد بلفور تضمَّن حماية العرب داخل أراضيهم وليس تجويعهم أو إبادتهم كما تفعل إسرائيل الآن. القول بتغيير بريطاني في التفكير الاستراتيجي معناه وجودُ خريطةِ طريق قانونية وسياسية لقيام دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل. قانونياً، لا يوجد في القانون الدولي عقبةٌ تمنع أي دولة من الاعتراف بأخرى، وبمجرد الاعتراف تُفتح سفارة لها، وتُمارس أعمالها كأيّ سفارة أخرى؛ لكنَّ هذا لا يكفي ما دامت دولة فلسطين ليس لها مقعد في مجلس الأمن الدولي؛ فوجودها كدولة معترَف بها في الأمم المتحدة يمنحها مزايا كثيرة، تُزعج إسرائيلَ، وتوفر لها الحماية الدولية وتمنحها الأدوات القانونية لملاحقة إسرائيل بالدعاوى، والتصويت والمشاركة في كل النشاطات داخل المنظمة الدولية بكل أفرعها ومؤسساتها؛ بعبارة أخرى تصبح فلسطين دولةً قانونية ندية لإسرائيل. ولكي تنالَ فلسطين هذا الحق لا بدَّ أن يحظى طلبها في مجلس الأمن بموافقة الولايات المتحدة لكي ينتقل بعدها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت بالثلثين لمنحها مقعداً دائماً بصفتها دولة في الأمم المتحدة. ولكن من دون ذلك يقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبيده صاعقُ التفجير، فإنَّ ضغطَه طار الاعتراف، وبقي الفلسطينيون بلا دولة، وبقيت إسرائيل تطاردهم على أرضهم. سياسياً، الاعتراف البريطاني نابع من ضرورة لحظية وليس نتيجة تفكير استراتيجي؛ فرئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، خلاف سابقيه من رؤساء الحكومة السابقين مُقلٌّ في الكلام، ويتحرك ببطء، ونادراً ما تكون قرارته حاسمة: فالتردد سمته الدائمة، وكذلك سهولة تراجعه عند مواجهته عقبة كبرى. وتحسباً للتراجع المحتمل ربط قرار اعترافه بشروط وضعها على إسرائيل و«حماس»؛ بمعنى أنَّه إذا التزمت إسرائيلُ هذه الشروطَ فلا اعتراف بدولة فلسطين! وإذا لم تلتزم إسرائيلُ فلا توجد آلية عقابية تُجبر إسرائيل على قبول الدولة الفلسطينية على الأرض. ولا يفوتُ المراقب أنَّ حكومة ستارمر لا تزال، رغم كل الإدانات، تبيع أسلحةً لإسرائيل وبالذات قطع غيار لطائرات «إف 35» التي تدمّر غزة، وتفتك بشعبها. وبهذا القرار المشروط تمكَّن ستارمر من إسكاتِ نواب حزبه، ووزرائه المؤيدين للاعتراف، وكذلك بقية أفراد الشعب البريطاني المتذمر من مشاهد القتل والإبادة اليومية في غزة، وأرضَى عملياً إسرائيلَ التي أدركت أنَّ القرار مفتوح على تفسيرات لا تنتهي. الاعتراف لكي يصبح استراتيجياً لا بدَّ من فكّ ارتباطه بالقرار الأميركي، وهذا غير ممكن إطلاقاً. فحتى ستارمر لم يجرؤ إلا بعد استمزاج ترمب ونيل موافقته الضّمنية. والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعروفة بلاده بمعارضة أميركا أخبره ترمب: «أنت لطيف لكنّ قرارك بلا تأثير». الحقيقة الساطعة أنَّ ترمب هو الوحيد القادر على وقف حرب الإبادة، وإعطاء الاعتراف بدولة فلسطين فاعليته، لكنَّه لن يفعل لأنَّ استراتيجيته هي تفكيك التضامن العربي والدولي لقيام الدولة الفلسطينية، والاستعاضة عنها باتفاقيات تمهِّد لخريطة أميركية جديدة للشرق الأوسط. لكن ما يقلق ترمب فعلاً ليس الاعتراف، بل مشاهد المجاعة التي تشوّه صورته أنَّه رئيس كاره للحروب، وربَّما تكون عقبة أمام نيله جائزة نوبل للسلام. كما يدرك أنَّ سياسة الحرب التدميرية الإسرائيلية لم تُفلح في إرجاع الرهائن، ولا في نزع سلاح «حماس»، وبالتالي فإنَّ إطالة أمد الحرب أصبحت عبثية وضارة به؛ وبما أنَّ ترمب ليس استراتيجياً بل هو مصلحي بامتياز، ومزاجي، فإنَّه قد ينقلب في لحظة ويطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف القتال، ولو استدعى الأمر بقاء «حماس» في غزة، ضعيفة ومعزولة. وببقاء «حماس» لن تتشكَّل سلطة فلسطينية، وإذا تشكَّلت فلن يكون حالها أفضل من سابقاتها، وبالتالي تتعرقل خطة ترمب، ويستمر نزف الفلسطينيين وقضم الأراضي. كل هذا يثبت أنَّ الاعتراف البريطاني والفرنسي لا بدَّ له من دعم ومساندة من دول أخرى والضغط على إسرائيل، فالخوف من بديل إسرائيلي شعاره: السلام مقابل السلام، وليس الأرض مقابل السلام.

المملكة تنظم دورة علمية لتأهيل الأئمة والخطباء في غينيا
المملكة تنظم دورة علمية لتأهيل الأئمة والخطباء في غينيا

الرياض

timeمنذ 2 دقائق

  • الرياض

المملكة تنظم دورة علمية لتأهيل الأئمة والخطباء في غينيا

نظّمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بالملحقية الدينية في جمهورية موريتانيا، الدورة العلمية الرابعة لتأهيل الدعاة والأئمة والخطباء وطلبة العلم في جمهورية غينيا، والتي انطلقت يوم الخميس 6 صفر 1447هـ، وتستمر لمدة خمسة أيام، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الوسطية ونشر منهج الاعتدال وتطوير قدرات الكوادر الدعوية في دول غرب إفريقيا. وقد شهدت الدورة حضور سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية غينيا الدكتور فهاد الرشيدي، إلى جانب عدد من المسؤولين والعلماء، من أبرزهم: المدير الوطني للشؤون الإسلامية الدكتور سليمان بن محمد سيدي بيه، وإمام جامع الملك فيصل الدكتور أبو بكر سيكو فيفنا، ورئيس مراكز تحفيظ القرآن الكريم بوزارة الأمانة العامة للشؤون الدينية الشيخ محمد دبو، ورئيس جامعة غينيا العالمية الدكتور سليمان بن أحمد، ومدير الإذاعة والتلفزيون محمد الحافظ. وتتناول الدورة العلمية عددًا من الموضوعات المتعلقة بتعزيز المنهج الوسطي، وتصحيح المفاهيم، وتطوير المهارات الدعوية، وتبيين ما يجب على الداعية والأئمة والخطباء في بيان أحكام الشريعة، وذلك ضمن خطة الوزارة في دعم البرامج العلمية والتأهيلية في الدول الإفريقية. وتأتي هذه البرامج في إطار جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في دعم العمل الدعوي في الخارج، وامتدادًا لدورها الريادي في نشر الاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف، تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله- في خدمة الإسلام والمسلمين حول العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store