logo
الاعتراف بدولة فلسطين بين القانون والسياسة

الاعتراف بدولة فلسطين بين القانون والسياسة

الشرق الأوسطمنذ 10 ساعات
الهبَّة الدولية للاعتراف بدولة فلسطين على خلفيةِ مجاعة غزة، ومؤتمر نيويورك برعاية المملكة العربية السعودية وفرنسا، حرَّكا السَّاحةَ الدوليةَ وأنتجا موقفاً بريطانياً مؤيداً، وأميركياً مرتبكاً، بل رافضاً على استحياء. فالاعتراف عملٌ سياديٌّ من حق أي دولة منحه لأي كيان سواء كان موجوداً، كمَا يتطلَّب القانون الدولي، أو غير موجود مثل كوسوفو التي نالت اعترافَ بريطانيا وهي لم تُوجد بعد على الأرض. كذلك قد يمرُّ الاعتراف ولا يشعر به أحدٌ مثل اعتراف النرويج بدولة فلسطين، أو يُحدث ضجة كبيرة مثل اعتراف بريطانيا أو فرنسا لأنَّهما دولتان كبيرتان، ويملكان حقَّ النَّقض في مجلس الأمن، واعترافهما مؤشر مهم على تغير في التفكير الاستراتيجي. وقد عبَّر عن ذلك وزير خارجية بريطانيا عندما قال في مؤتمر نيويورك إنَّه يقارب هذه المسألة وعلى ظهره عبء التاريخ، قاصداً وعد بلفور وتشريد شعب من أرضه، وإحلال شعب آخر مكانه؛ هذه التذكرة بالتاريخ صاحَبَها نقد لاذع لإسرائيل بأنَّ وعد بلفور تضمَّن حماية العرب داخل أراضيهم وليس تجويعهم أو إبادتهم كما تفعل إسرائيل الآن.
القول بتغيير بريطاني في التفكير الاستراتيجي معناه وجودُ خريطةِ طريق قانونية وسياسية لقيام دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل. قانونياً، لا يوجد في القانون الدولي عقبةٌ تمنع أي دولة من الاعتراف بأخرى، وبمجرد الاعتراف تُفتح سفارة لها، وتُمارس أعمالها كأيّ سفارة أخرى؛ لكنَّ هذا لا يكفي ما دامت دولة فلسطين ليس لها مقعد في مجلس الأمن الدولي؛ فوجودها كدولة معترَف بها في الأمم المتحدة يمنحها مزايا كثيرة، تُزعج إسرائيلَ، وتوفر لها الحماية الدولية وتمنحها الأدوات القانونية لملاحقة إسرائيل بالدعاوى، والتصويت والمشاركة في كل النشاطات داخل المنظمة الدولية بكل أفرعها ومؤسساتها؛ بعبارة أخرى تصبح فلسطين دولةً قانونية ندية لإسرائيل. ولكي تنالَ فلسطين هذا الحق لا بدَّ أن يحظى طلبها في مجلس الأمن بموافقة الولايات المتحدة لكي ينتقل بعدها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت بالثلثين لمنحها مقعداً دائماً بصفتها دولة في الأمم المتحدة. ولكن من دون ذلك يقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبيده صاعقُ التفجير، فإنَّ ضغطَه طار الاعتراف، وبقي الفلسطينيون بلا دولة، وبقيت إسرائيل تطاردهم على أرضهم.
سياسياً، الاعتراف البريطاني نابع من ضرورة لحظية وليس نتيجة تفكير استراتيجي؛ فرئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، خلاف سابقيه من رؤساء الحكومة السابقين مُقلٌّ في الكلام، ويتحرك ببطء، ونادراً ما تكون قرارته حاسمة: فالتردد سمته الدائمة، وكذلك سهولة تراجعه عند مواجهته عقبة كبرى. وتحسباً للتراجع المحتمل ربط قرار اعترافه بشروط وضعها على إسرائيل و«حماس»؛ بمعنى أنَّه إذا التزمت إسرائيلُ هذه الشروطَ فلا اعتراف بدولة فلسطين! وإذا لم تلتزم إسرائيلُ فلا توجد آلية عقابية تُجبر إسرائيل على قبول الدولة الفلسطينية على الأرض. ولا يفوتُ المراقب أنَّ حكومة ستارمر لا تزال، رغم كل الإدانات، تبيع أسلحةً لإسرائيل وبالذات قطع غيار لطائرات «إف 35» التي تدمّر غزة، وتفتك بشعبها. وبهذا القرار المشروط تمكَّن ستارمر من إسكاتِ نواب حزبه، ووزرائه المؤيدين للاعتراف، وكذلك بقية أفراد الشعب البريطاني المتذمر من مشاهد القتل والإبادة اليومية في غزة، وأرضَى عملياً إسرائيلَ التي أدركت أنَّ القرار مفتوح على تفسيرات لا تنتهي.
الاعتراف لكي يصبح استراتيجياً لا بدَّ من فكّ ارتباطه بالقرار الأميركي، وهذا غير ممكن إطلاقاً. فحتى ستارمر لم يجرؤ إلا بعد استمزاج ترمب ونيل موافقته الضّمنية. والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعروفة بلاده بمعارضة أميركا أخبره ترمب: «أنت لطيف لكنّ قرارك بلا تأثير». الحقيقة الساطعة أنَّ ترمب هو الوحيد القادر على وقف حرب الإبادة، وإعطاء الاعتراف بدولة فلسطين فاعليته، لكنَّه لن يفعل لأنَّ استراتيجيته هي تفكيك التضامن العربي والدولي لقيام الدولة الفلسطينية، والاستعاضة عنها باتفاقيات تمهِّد لخريطة أميركية جديدة للشرق الأوسط. لكن ما يقلق ترمب فعلاً ليس الاعتراف، بل مشاهد المجاعة التي تشوّه صورته أنَّه رئيس كاره للحروب، وربَّما تكون عقبة أمام نيله جائزة نوبل للسلام. كما يدرك أنَّ سياسة الحرب التدميرية الإسرائيلية لم تُفلح في إرجاع الرهائن، ولا في نزع سلاح «حماس»، وبالتالي فإنَّ إطالة أمد الحرب أصبحت عبثية وضارة به؛ وبما أنَّ ترمب ليس استراتيجياً بل هو مصلحي بامتياز، ومزاجي، فإنَّه قد ينقلب في لحظة ويطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف القتال، ولو استدعى الأمر بقاء «حماس» في غزة، ضعيفة ومعزولة. وببقاء «حماس» لن تتشكَّل سلطة فلسطينية، وإذا تشكَّلت فلن يكون حالها أفضل من سابقاتها، وبالتالي تتعرقل خطة ترمب، ويستمر نزف الفلسطينيين وقضم الأراضي.
كل هذا يثبت أنَّ الاعتراف البريطاني والفرنسي لا بدَّ له من دعم ومساندة من دول أخرى والضغط على إسرائيل، فالخوف من بديل إسرائيلي شعاره: السلام مقابل السلام، وليس الأرض مقابل السلام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اعتقال العشرات خلال احتجاج ضد حرب غزة أمام فندق ترمب بنيويورك
اعتقال العشرات خلال احتجاج ضد حرب غزة أمام فندق ترمب بنيويورك

الشرق الأوسط

timeمنذ 18 دقائق

  • الشرق الأوسط

اعتقال العشرات خلال احتجاج ضد حرب غزة أمام فندق ترمب بنيويورك

أُلقي القبض على أكثر من 40 شخصاً يحتجون على الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، أمام فندق ترمب الدولي في مدينة نيويورك، مساء أمس (الاثنين). بدأت المظاهرة، التي نظمتها منظمة «إن لم يكن الآن»، وهي جماعة يهودية أميركية مناهضة للاحتلال، في وقت سابق من المساء في ساحة كولومبوس. وتجمع المئات تحت شعار «ترمب: اليهود يقولون لا مزيد» للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة وبضغط إدارة ترمب على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في ظل استمرار تقارير مسؤولي الصحة هناك عن وفيات ناجمة عن الجوع وسوء التغذية. وقالت موريا كابلان، المديرة التنفيذية المؤقتة لمنظمة IfNotNow، خلال كلمتها أمام الحشد: «دعونا لا نُجمِّل الكلمات في وصف حصار الحكومة الإسرائيلية لغزة، إنه سياسة تطهير عرقي من خلال التجويع الجماعي القسري. إنها إهانة لا تُطاق، ولا تُوصف، وليست مبهمة لإنسانيتنا المشتركة ولمن يمارسونها ويستخدمون رموزنا ولغتنا وتقاليدنا اليهودية للدفاع عنها وتبريرها، ولذلك يُسعدني أن أرى هذا العدد الكبير من اليهود والمنظمات اليهودية يجتمعون اليوم ليعلنوا بصوت واحد أننا نعارض هذه الفظائع، ليس على الرغم من يهوديتنا، بل بسببها بالنسبة إلى الكثيرين منّا». وأضافت: «نحتاج إلى حكومة الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها الكبير لإنهاء هذه الأهوال». الشرطة تعتقل عدداً من الحاضرين في الاحتجاج أمام فندق ترمب بنيويورك (إ.ب.أ) وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها «أوقفوا التطهير العرقي»، و«لن يتكرر هذا أبداً»، و«أوقفوا تجويع غزة»، و«ليس باسمنا»، وكان من بين المتحدثين روث ميسينغر، والحاخام جيل جاكوبس، الرئيسة التنفيذية لمنظمة «توراه»، وبراد لاندر، مراقب مدينة نيويورك، وفق ما أفادت به صحيفة «الغارديان». سيدة خلال الاحتجاج ترفع لافتة تطالب بوقف المجاعة خلال مظاهرة أمام فندق ترمب في نيويورك (إ.ب.أ) في سياق متصل، قال لاندر: «كان يوم أمس عيد تيشا بآف اليهودي، حيث ينعى اليهود دمار شعب إسرائيل، وما نشهده الآن هو دمارٌ سببته دولة إسرائيل». وأضاف: «هذا مستمر منذ شهور. لكن أن نشهد مجاعةً جماعيةً قسريةً، وأطفالاً نحيفين، وعائلاتٍ تتضور جوعاً، بالإضافة إلى كل القصف والدمار والتشريد، فمن الضروري أن يرفع اليهود صوتهم عالياً، وأن يبذلوا المزيد من التنظيم لضمان توقفنا عن إرسال الأسلحة الهجومية والقنابل والمدافع، مطالبين بإنهاء ما تفعله إسرائيل في غزة. لهذا السبب نحن هنا الليلة». وحضرت أيضاً ليلي غرينبرغ كول، المساعدة الخاصة السابقة لرئيس الأركان في وزارة الداخلية الأميركية في عهد إدارة بايدن-هاريس، التي استقالت علناً احتجاجاً في مايو (أيار) 2024 على تعامل الإدارة مع الحرب في غزة. وقالت غرينبرغ كول لصحيفة «الغارديان»: «كنتُ أول مسؤول يهودي رسمي، وللأسف الوحيد، يقدم استقالته علناً احتجاجاً على دعم الإدارة غير المشروط لإسرائيل خلال حرب غزة». وأضافت أنها لاحظت وجود أشخاص جدد بين الحشود المحتجة على حرب إسرائيل في غزة. أشخاص من منظمة «إن لم يكن الآن» وهي يهودية مؤيدة لفلسطين يحتجّون أمام فندق ترمب بنيويورك على تورط الرئيس الأميركي في الحرب الإسرائيلية والمجاعة التي تحدث في غزة (إ.ب.أ) وقالت: «هناك تغييرٌ ما. المشاركة مهمةٌ حقاً، ودورنا كأميركيين على وجه الخصوص -حكومتنا وأموال دافعي الضرائب تُموّل هذا». وأضافت غرينبرغ كول: «علينا التزام، بصفتنا يهوداً أميركيين تحديداً، بالوقوف في وجه ما يحدث باسمنا». كان المصور الصحافي الفلسطيني، معتز عزايزة، من بين الحضور وألقى كلمة مقتضبة. المصور الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة كان بين المتظاهرين وألقى كلمة أمام الحضور (رويترز) بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل، بدأت المجموعة بالسير نحو فندق ترمب الدولي. تجمعوا أمام الفندق، وجلسوا في الشارع، يغنّون ويهتفون. وفي نحو الساعة الثامنة والربع مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بدأ ضباط شرطة نيويورك باعتقال المتظاهرين لإغلاقهم الشارع. لم يكن واضحاً حتى الساعة التاسعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة عدد المعتقلين، لكنّ صحيفة «الغارديان» أحصت ما لا يقل عن 40 شخصاً. نُقل المعتقلون إلى سيارات الشرطة، وتفرق الحشد بعد ذلك بوقت قصير. في بيان صحافي صدر بعد الاعتقالات، قالت منظمة «إن لم يكن الآن» إن هذا الحشد يمثل «أوسع ائتلاف في المجتمع اليهودي ضد الفظائع في غزة خلال العامين الماضيين، ويمثل الغالبية العظمى من يهود الولايات المتحدة الغاضبين من تصرفات الحكومة الإسرائيلية في غزة».

التلويح باحتلال غزة بالكامل... رهان جديد لنتنياهو وسط تحذيرات من «فخ استراتيجي»
التلويح باحتلال غزة بالكامل... رهان جديد لنتنياهو وسط تحذيرات من «فخ استراتيجي»

الشرق الأوسط

timeمنذ 18 دقائق

  • الشرق الأوسط

التلويح باحتلال غزة بالكامل... رهان جديد لنتنياهو وسط تحذيرات من «فخ استراتيجي»

بينما تباينت التفسيرات وراء سبب التحول المفاجئ نحو السماح بإدخال المساعدات إلى غزة براً وجواً مع تعليق جزئي للعمليات العسكرية في بعض المناطق بالقطاع، حسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمره، وتبنى خطة تستهدف احتلال القطاع بالكامل في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط الدولية على حكومته، لوقف الحرب والسماح بإدخال مزيد من المساعدات على وقع تحذيرات من مجاعة وشيكة تهدد حياة نحو مليوني فلسطيني. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عدة أن نتنياهو سيعقد اجتماعاً لحكومته، اليوم (الثلاثاء)، لاتخاذ قرار بشأن هذه المسألة، فضلاً عن اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) لتوجيه الجيش بشأن «كيفية تحقيق أهداف الحرب الثلاثة». وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على ضرورة الاستمرار «في الوقوف معاً والقتال معاً لتحقيق جميع أهدافنا من الحرب... هزيمة العدو وإطلاق سراح الرهائن وضمان أن غزة لن تشكل بعد ذلك أي تهديد لإسرائيل». ويرى محللون أن ميل نتنياهو للعودة إلى التصعيد عسكرياً يبرهن على التخبط وغياب رؤية محددة لتحقيق الأهداف المعلنة للحرب، بينما يرى آخرون أن اللقطات المصورة التي بثتها فصائل فلسطينية لرهائن إسرائيليين محتجزين في غزة خلال الأيام الماضية، وهم يعانون من سوء تغذية ويقوم أحدهم بحفر قبره بنفسه، ربما زادت الضغط على رئيس الحكومة، لا سيما بعد الانتقادات التي وُجهت إليه من جانب بعض وزراء اليمين المتطرف بسبب السماح بإدخال المساعدات لغزة، وفي مقدمتهم بطبيعة الحال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووصفهم ذلك بأنه بمثابة هدية لحركة «حماس»، وأنه ما كان ينبغي له الإقدام على مثل هذا القرار. لكن بعيداً عن حقيقة السبب وراء الاتجاه للتصعيد العسكري، تحدثت وسائل إعلام محلية عن معارضة من جانب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، لهذا الطرح. ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصدر بارز في الجيش، أن رئيس الأركان يعارض احتلال قطاع غزة بالكامل ويعدّه «فخاً استراتيجياً». كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الأجهزة الأمنية تعارض توسيع القتال في مناطق لم ينشط فيها الجيش من قبل، خشية المساس بالرهائن. غير أن رغبة نتنياهو تبدو جامحة وغير قابلة للنقاش، حيث نقلت وسائل إعلام محلية عنه، أنه وجّه رسالة حاسمة إلى زامير مفادها أن «إذا لم يناسبك ذلك، فعليك أن تستقيل من منصبك»، وهو ما يشي بخلافات وانقسامات عميقة بين المستويين السياسي والأمني تخيم على الاجتماع المزمع عقده خلال ساعات. ونقل أميت سيغال، الذي يعد من أكثر الصحافيين تأثيراً في إسرائيل والمقرب من دائرة صنع القرار، عن مصدر في مكتب رئيس الوزراء قوله إن «القرار اتُّخذ... سنقوم باحتلال قطاع غزة». تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز) وأضاف المسؤول حسب سيغال: «لن تفرج (حماس) عن الرهائن دون استسلام كامل، وإن لم نتحرك الآن سيموت الرهائن جوعاً، وستبقى غزة تحت سيطرة الحركة». ووفقاً لصحيفة «جيروزاليم بوست»، فإن توسع الحرب سيؤدي إلى سيطرة الجيش -الذي يسيطر بالفعل على نحو 75 في المائة من غزة- على المناطق المتبقية وتنفيذ عمليات في الأماكن التي يعتقد أن الرهائن محتجزون فيها. كان الجيش الإسرائيلي قد حذر من أن الاحتلال الكامل لغزة، بما في ذلك الوجود العسكري في المناطق المدنية المكتظة بالسكان والمدن القليلة التي لم يشملها القتال، سيستغرق سنوات للبحث عن الخلايا المتبقية لحركة «حماس» وتحديد مواقعها، حسب صحيفة «نيويورك بوست». وقد تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تعريض حياة الرهائن للخطر، وفقاً لأفراد، حيث ترددت أنباء مؤخراً عن أن «حماس» أصدرت أوامر لأعضائها بقتل أي أسرى في حوزتهم إذا اقترب منهم جنود إسرائيليون، وفقاً للصحيفة الأميركية. تأتي هذه التطورات وتباين الرؤى في خضم أزمة سياسية وقضائية بعد تصويت بالإجماع على إقالة المستشارة القانونية (المدعية العامة) بهاراف ميارا، المعروفة بانتقادها الشديد لنتنياهو، وتجميد المحكمة العليا الإسرائيلية لاحقاً هذا القرار. جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب) وبالتزامن، صدَّقت لجنة الكنيست على قرار إقالة رئيس لجنة الخارجية والأمن يولي إدلشتاين، استجابةً لطلب من أحزاب الحريديم التي اشترطت ذلك على نتنياهو للبقاء في الحكومة، بسبب إصراره على تقديم مشروع قانون بشأن التجنيد الإجباري، وهو ما ترفضه تلك الأحزاب بشدة. وبعيداً عن ذهاب البعض في تحليله لتلويح نتنياهو بأنه ربما يكون بهدف زيادة الضغط على حركة «حماس»، لحملها على الانخراط مجدداً في مسار التفاوض، وتقديم تنازلات عن بعض شروطها، طرح مراقبون كثيراً من التساؤلات بشأن القدرة الفعلية للجيش الإسرائيلي على تكثيف عملياته العسكرية في القطاع، وما الذي قد يكون في جعبته لتحقيق رؤية نتنياهو، لا سيما أنه لم يتمكن من إنجاز ذلك طيلة الحرب التي تقترب من دخول شهرها الثالث والعشرين.

مجزرة إسرائيلية.. 25 قتيلا من النازحين وطالبي المساعدات في غزة
مجزرة إسرائيلية.. 25 قتيلا من النازحين وطالبي المساعدات في غزة

عكاظ

timeمنذ 42 دقائق

  • عكاظ

مجزرة إسرائيلية.. 25 قتيلا من النازحين وطالبي المساعدات في غزة

قتل نحو 25 فلسطينيا وأصيب آخرون منذ فجر، اليوم (الثلاثاء)، في هجمات إسرائيلية طالت مناطق مختلفة من قطاع غزة، استهدفت خيم النازحين وقرب مراكز توزيع المساعدات. وذكرت مصادر طبية أن 25 شخصا قضوا بنيران جيش الاحتلال بينهم 14 من طالبي المساعدات. وقتل 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين في مخيم أطياف بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. كما قتل 3 فلسطينيين وأصيب آخرون من منتظري المساعدات، برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة توزيع المساعدات في شارع الطينة جنوبي خان يونس. ووسط القطاع، قتل فلسطينيان بينهما سيدة وأصيب آخرون في قصف استهدف منطقة أبو معلا غربي المخيم الجديد في مخيم النصيرات للاجئين. وفي مدينة غزة، قتل 4 فلسطينيين وأُصيب آخرون في غارتين إسرائيليتين، الأولى استهدفت شقة سكنية في أبراج المقوسي والثانية شقة سكنية قرب بنك فلسطين في شارع النصر. وأعلن مصدر في مستشفى العودة مقتل 8 فلسطينيين وإصابة 9 من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال قرب مركز بشارع صلاح الدين وسط القطاع. وأصيب فلسطينيون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة اليازجي في شارع النفق، وشقة سكنية لعائلة مشتهى في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة. ونسف جيش الاحتلال مباني سكنية جنوب شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة. ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وأسفرت حرب الإبادة عن سقوط أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store