logo
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان!نبيه البرجي

إنذار سعودي أخير وخطير للبنان!نبيه البرجي

ساحة التحريرمنذ يوم واحد
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان!
نبيه البرجي*
هكذا ينتهي مسلسل الأزمات والتسويات. لبنان أمام مأزق وجودي اما أن يلتحق بالقافلة في اتجاه أورشليم، أو يزول كدولة أو ككيان. واذا كانت اسرائيل قد راهنت منذ قيامها على تفكيك لبنان، كنظام مركب، ومضاد للدولة ـ الغيتو، ترى دول عربية أن الدولة اللبنانية، بالصيغة الراهنة القائمة على التوازن بين الطوائف، لم تعد قابلة للحياة، بل هي على وشك الانفجار من الداخل، اذا ما أدركنا أي أصابع غليظة تعبث بالمسار التاريخي وحتى الانساني للشرق الأوسط.
لطالما أشرنا الى السيناريو الذي وضعه وزير عربي سابق (وكان الرئيس سعد الحريري ضحية معارضته له) حول تشكيل طائفة مركزية تدور حولها الطوائف الأخرى، بتوطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، اذا ما تسنى لكم الاطلاع على قول المعارض السوري كمال اللبواني، وهو من مصيف الزبداني المتاخم للحدود اللبنانية، من أن عدد النازحين السوريين يفوق عدد أي طائفة في لبنان.
ولكن ماذا حين يتناهي الى أكثر من مرجعية سياسية، أو روحية، قول مسؤول عربي مؤثر على الساحة اللبنانية من أن لا مكان، وليس فقط لا دور، للطائفة الشيعية في الصيغة العتيدة للدولة اللبنانية، باعتبارها الطائفة التي بـ 'تبعيتها' لآيات الله قد دفعت بالبلاد الى الخراب، كما لو أن مقاومة الاحتلال خطيئة مميتة، وكان يفترض بالأقدام الهمجية أن تبقى في الجنوب، وحيث الممارسات فاقت، بوحشيتها، الممارسات النازية.
زميل مصري نقل الينا رأي وزير خارجية سابق في بلاده 'لو كنا مكان اللبنانيين، ونتابع ما يفعله بنيامين نتنياهو، وما يريده من بلدهم، لتسلحنا حتى أسناننا، لا أن يحاصروا سلاح المقاومة الذي يفترض أن يكون سلاح الجميع لا سلاح فئة دون أخرى' لكنه صراع الطوائف الذي لم، ولن، يتوقف، أبداً، حتى اذا ما خرجت الطائفة الشيعية من المعادلة، ومن الدولة، لا بد أن يأتي دور طائفة، أو طوائف، أخرى.
في هذه الحال، هل تكفي المقاربات النظرية للدكتور سمير جعجع لمعالجة مشكلة (بل مشكلات) السلاح. على سبيل المثال هو يعتبر أن على الجيش اللبناني أن ينتزع سلاح المخيمات بالقوة اذا ما جوبه بالمعارضة، وأن هناك حكومات عربية جاهزة لمد يد العون الى الجيش، بالمال والعتاد، لاكمال مهمته، وهو الذي يعلم، حتماً، أن هناك حكومات عربية تقف وراء احتفاظ الفصائل بالسلاح كضمانة لطائفة في مواجهة قوة أخرى. هنا لا تسليم للسلاح الفلسطيني قبل تسليم السلاح 'الايراني'، وهي المعادلة التي تشكل جزءًا من ذلك السيناريو الأسود الذي تم اعداده للبنان، بتواطؤ مع الدولة العبرية، وموافقة أميركية.
تريدون اختزالاً بانورامياً للمشهد. انذار سعودي للبنان على صفحات جريدة 'عكاظ'، المعروفة بقربها من قصر اليمامة 'ان لبنان اليوم أمام 'النداء الأخير' (الانذار الأخير)، اما الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، والعربي، واتخاذ قرارات جريئة تضمن حصرية السلاح بيد الدولة، وتنفيذ الاصلاحات، أو مواجهة عزلة وانهيار قد يكون الأخطر في تاريخه الحديث'، لتضيف 'الكرة الآن في ملعب الدولة اللبنانية، والوقت يضيق أمام اتخاذ القرار المصيري'.
لا شك أن السعوديين يدركون مدى الهشاشة في الوضع اللبناني، وكيف وجد ذلك السلاح في ظروف تزداد هولاً يوماً بعد يوم. المثال على أرض غزة، وحيث الجنون الاسرائيلي، الجنون الايديولوجي، والاستراتيجي، في ذروته. وكنا نتمنى أن يحصل تواصل ما بين الرياض والضاحية، بعدما بلغ الضغط على الحزب، سواءً كان داخلياً أم خارجياً، حدوده القصوى. وها أن أوساطاً ديبلوماسية، أو اعلامية، أميركية لا تستبعد أن يتواصل الأميركيون مع الحزب، مثلما تواصلوا مع 'الفيتكونغ' في فيتنام و'طالبان' في أفغانستان، وحتى حركة 'حماس' في غزة.
تلك الضغوط هي التي جعلت 'حزب الله' يتوجس مما يجري في الظل، حتى أن وزارة الخارجية الأميركية أصدرت بياناً اعتبرت فيه أن الحزب 'لا يزال منظمة خطيرة عازمة على الحفاظ على وجودها في الخارج'، مع أنها تعلم تماماً الوضع الحالي للحزب وكذلك التداعيات التي أحدثتها الغارات الأميركية على ايران.
معلومات موثوقة تؤكد أن عاصمة عربية اتصلت بالرئيس السوري أحمد الشرع لمعرفة ما اذا كان جاهزاً لارسال آلاف المقاتلين من الأيغور، والأوزبك، والشيشان، الى لبنان، ليطالعنا بتصريح يهدد فيه لبنان بتصعيد ديبلوماسي واقتصادي (وهذا أول الغيث) بدعوى تجاهل السلطات اللبنانية ملف الموقوفين السوريين، وهي الحجة التي قالت لنا جهة سياسية أنها حجة باهتة، وتخفي وراءها ما تخفيه.
ما رأي الطائفة الشيعية في كل ما يحدث ؟ قيل لنا 'لقد تابعنا ما حدث للعلويين، من قتل الأطفال أمام عيون آمهاتهم، ومن اختطاف النساء الذي لا يزال جارياً حتى الآن، وكيف يتم التعامل معهم كفئة منبوذة. وهذا ما يعكس القراءة التوراتية للقرآن حيث ينبغي قطع رؤوس أبناء 'الملة الضالة' بالسواطير'. تصميم على المواجهة حتى نقطة الدم الأخيرة، وحتى حفنة التراب الأخيرة.
انذار سعودي أخير وخطير، وعلى الرئيس جوزف عون أن يدرك أن عهده سيواجه بما هو أشد هولاً بكثير لما واجهه عهد الرئيس ميشال عون. لحظة الاختبار الصعب، بل والمستحيل. كيف التعامل مع الانذار؟ الأيام المقبلة ملبدة بغيوم كثيرة …
الديار
‎2025-‎07-‎12
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العمليات اليمنية ضد الملاحة الصهيونية!بشرى خالد الصارم
العمليات اليمنية ضد الملاحة الصهيونية!بشرى خالد الصارم

ساحة التحرير

timeمنذ 42 دقائق

  • ساحة التحرير

العمليات اليمنية ضد الملاحة الصهيونية!بشرى خالد الصارم

العمليات اليمنية ضد الملاحة الصهيونية! بشرى خالد الصارم* عادت مشاهد إغراق السفن التابعة للكيان الصهيوني لتؤكد أن الإسناد اليمني باقٍ ومستمر حتى وقف العدوان على غزة، في مشهد بطولي يسجله القوات المسلحة اليمنية بأحرف من نور، في وقت تخلت الأنظمة العربية والإسلامية وجيوشها وشعوبها عن الشعب الفلسطيني ليواجه العدو الصهيوني بمفرده وبلا هوادة. لكلِ جُرمٍ دمويٍ في غزة ردة فعل بطولي في البحر الأحمر ينسج خيوطه أنامل القوات البحرية للقوات المسلحة اليمنية في فرض حظر بحري للملاحة الصهيونية لهدف إجبار العدو الصهيوني ومن يقف خلفه على رفع الحصار عن غزة ووقف العدوان وإنهاء حرب الإبادة المستمرة، ليأتي هذا القرار من ضمن عمليات الإسناد الشعب اليمني بقيادته وقواته المسلحة للمجاهدين في غزة، فالعملية البحرية الأخيرة التي تم من خلالها إغراق سفينتين تابعتين لملاحة الكيان الصهيوني في أقل من 48ساعة فقط، كان استهدافهن لقيام الشركة التي تتبعاها محاولة انتهاك قرار الحظر البحري للملاحة الصهيونية، بعد عدة إنذارات ثم تحذيرات ثم جاء الاستهداف بعد تجاهل السفينتين تحذيرات القوات البحرية اليمنية مما تسبب ذلك في إغراقهن . على ضوء هذه العملية البطولية عادت البحرية اليمنية تتصدر مشهد الردع في البحر الأحمر عبر عمليتين استراتيجيتين وضعتا العدو الإسرائيلي تحت ضغط غير مسبوق، في حظر قائم لن يتوقف، حيث بدأ الكيان بإعادة تقييم مواقفه ليدخل في مرحلة بحث عن مخارج مؤلمة أولها إنهاء العدوان على غزة. ومما لا شك فيه أن اليمن يؤكد عملية مساندته لفصائل المقاومة في فلسطين المحتلة،وأنه يقف بجانب الشعب الفلسطيني في لُحمة واحدة وبتوافق واحد،ويؤكد أيضاً أن الشعب الفلسطيني ليسوا وحدهم ولن يكونوا وحدهم، وكذلك تقدم القوات المسلحة اليمنية للمجاهدين في غزة ورقة ضغط قوية ورابحة يستطيعوا من خلالها التفاوض مع العدو الصهيوني في حال قرر التفاوض لوقف العدوان على غزة. موقف مشرف يتشرف به أهل الإيمان والحكمة، في عز وجع أهالي غزة يأتي هذا الموقف كتخفيف معاناتهم وبث روح الصمود والثبات في أوساطهم وبأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة،فاليمن معهم قلباً وروحاً، جسداً ودماً، عدةً وعتاد، وبكل ما أمكنهم الله به فلن يألوا جهداً مهما كانت تداعيات هذا الإسناد من استهدافٍ للعدو الموانئ اليمنية والأماكن الحيوية للشعب اليمني في محاولة لردعه عن موقفه المساند،ولكن كما يعرف العدو كلما صعد في عدوانه كلما صعدت القوات المسلحة اليمنية في هجماتها وعملياتها ضد العدو الصهيوني سواء في البحر أو عبر إطلاق الصواريخ نحو الأراضي المحتلة وخلق حالة الذعر والفرار بين أوساط قطعان الصهاينة وبلا هوادة. و 'إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ' اتحادكاتبات اليمن ‎2025-‎07-‎13

فداء بلا حدود… ووفاء بلا قيود!صفوة الله الأهدل
فداء بلا حدود… ووفاء بلا قيود!صفوة الله الأهدل

ساحة التحرير

timeمنذ 42 دقائق

  • ساحة التحرير

فداء بلا حدود… ووفاء بلا قيود!صفوة الله الأهدل

فداء بلا حدود… ووفاء بلا قيود! صفوة الله الأهدل* صحراء نينوى غربلت كل من كان يدعي الإسلام، ففيها تجلّى الطيّب من الخبيث، والمؤمن من المارق، ومعركة كربلاء غير المتكافئة قسمت الأمة إلى جيشين، جيش يضم حزب الله النجباء، وجيش يضم حزب الشيطان الطلقاء، هناك من صدق ووفى مع الإمام الحسين واستبسل في مشهد قل نظيره، وهناك من بايع الإمام الحسين ثم نقض البيعة وترك نصرته واصطف في جيش عدوه، وتخلّى عنه؛ بل وخذله خوفًا من يزيد ومما بيده ورغبة مما عنده_ طمعًا في حكم أو كرسي_ ، إلّا قلة قليلة من المؤمنين الصادقين بقايا من أنصار الرسالة. خرج الإمام الحسين زاحف إلى أرض كربلاء بأهل بيته وأطفاله ونساءه، على أن لايبايع الدعي الفاسق الفاجر يزيد ولم يتراجع وهو يعلم أن في خروجه القتل والتنكيلًا؛ فالقوم يطلبون رأسه، خرج في قلة من ناصر ومعين يطلب النصرة والعون ولا من مجيب، ذكّرهم من هو أبيه وأمه ومن هو جده، ذكّرهم بأحاديث نبيهم التي قيلت فيه لكنهم لم يرعووا ويتراجعوا عن غيهم وتركوه بين خيارين: 'إما أن يبايع يزيد، أو بين القتل'، فاختار سلة السيف على الذلة. حظي الإمام الحسين بخيرة أنصار وأصحاب لبوا نداه وأجابوا دعواه فغد كلٌ منهم يجود بنفسه؛ بذلوا مهجهم، وأبوا أن يَحيوا دونه، فحالوا دون أن يُقتل حتى قُتلوا جميعًا، تقدّموا إلى الأرض المعركة، وتفانوا في القتال، وتسابقوا للشهادة بين يديه في سبيل الله وتحت رايته، وفضّلوا الموت معه على الحياة مع عدوه يزيد وقال أحدهم: 'لو علمت أني أُقتل ثم أحيا ثم أُحرق حيا ثم أُذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة مافارقتك حتى ألقى حِمامي دونك فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة' وقال آخر: 'لوددت أني قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت حتى أُقتل كذا ألف قتلة وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك'؛ كانوا صادقين وأوفياء فحموا بأجسادهم حَرم الله، وبقية رسول الله، ونور الوحي، ومعدن الرسالة، وعندما رأى الإمام الحسين ثباتهم وإيثارهم بنفسهم له وكل هذا قال: 'فإني لا أعلم أصحابًا أوفى ولا خيرًا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعًا' ،في كربلاء من كان عبدًا صار مع الحسين حرًا ،ومن كان حرًا مع يزيد أصبح عبدًا .ولا ننسى أيضًا صبر وتضحية أهل بيت الإمام الحسين، فمن بين أعمدة الدخان المتصاعدة صدعت زينب بقول الحق كأسد يزئر في عرينه، وقفت في وجه طغيان يزيد، وجاهرت بالحق ولم تخف في الله لومة لائم، بل واعتبرت كل تلك التضحيات شيء جميلًا وطلبت من الله أن يتقبّله منهم، ولولا جهادها لما وصلت إلينا مظلومية كربلاء، ولولا ثباتها لما سُحق باطل عبيدالله بن زياد، ولولا صوتها لما فُضح يزيد في مجلسه وكُشف على حقيقته وهُزم في عرش ملكه، لولا صبرها لما بقي شيء من روح النبوة وعبق الرسالة، ولوصل الأعداء إلى غيهم ومبتغاهم. برأس الحسين المذبوح، وبأوصال علي الأكبر الممزق، وبكفي العباس المُقطّعة، وبعباءة زينب المحترقة وصوتها الصادح، وبجسد السجاد المتعبة،و بأرواح الشهداء المُحلّقة، انتصر الدم على السيف، وانتصر معه الإسلام المحمدي الأصيل على الطغيان الأموي، ووصل عبق شذاه بقيمه ومبادئه وتعاليمه إلينا، وبقي حيًا إلى اليوم. اتحادكاتبات اليمن ‎2025-‎07-‎13

التقويم السلمي في تركيا/3
التقويم السلمي في تركيا/3

شفق نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • شفق نيوز

التقويم السلمي في تركيا/3

جاء في الخطاب التأريخي المنتظر للرئيس أردوغان السبت، 12/7/2025 ما يلي: الرئيس أردوغان: بدءًا من يوم أمس دخلت آفة الإرهاب التي استمرت 41 عاما مرحلة النهاية بإذن الله. الرئيس أردوغان: اليوم يوم جديد وصفحة جديدة فتحت في التاريخ، اليوم فُتحت أبواب تركيا العظيمة والقوية على مصراعيها الرئيس أردوغان: التغيرات التي حصلت في سوريا والعراق ساعدتنا في التعامل مع الإرهاب. الرئيس أردوغان: أقول بوضوح إن مشروع "تركيا الخالية من الإرهاب" الذي نسعى لتحقيقه مؤخرا ليس نتيجة مفاوضات أو مساومة. الرئيس أردوغان عن إلقاء تنظيم حزب العمال الكردستاني سلاحه: تركيا انتصرت وانتصر الأتراك والأكراد والعرب وكل فرد من مواطنينا البالغ عددهم 86 مليون نسمة. الرئيس أردوغان: لم ولن ننخرط في أي عمل لا يخدم مصلحة تركيا وموقفنا اليوم وسياستنا وتوجهاتنا موجهة فقط لمصلحة تركيا. الرئيس أردوغان: وجود الأتراك والأكراد والعرب مرتبط بتضامنهم ووحدتهم. الرئيس أردوغان: عندما تتحد القلوب تختفي الحدود، وكخطوة أولى سنُنشئ لجنة برلمانية لبدء مناقشة المتطلبات القانونية (لعملية ترك سلاح العمال الكردستاني). الرئيس أردوغان: سنسهل إتمام العملية بسرعة دون إيذاء مشاعر أحد، بما يتماشى مع حساسية المرحلة، وسنتابع بدقة عملية تسليم السلاح. الرئيس أردوغان: ليست قضية مواطنينا الأكراد فحسب، بل مسألة أشقائنا الأكراد في العراق وسوريا هي قضيتنا أيضا. نناقش هذه المرحلة معهم وهم سعداء للغاية بذلك. الرئيس أردوغان: نواصل العمل مع الحكومة السورية وشركائنا الدوليين، وأؤمن من أعماق قلبي بأن صفحة الإرهاب ستُطوى هناك أيضا وتنتصر الأخوة. الرئيس أردوغان: تركيا ستنمو بالأخوة وستقوى بالديمقراطية وستسير نحو المستقبل بأمن واستقرار. يُعَدُّ هذا الخطاب التأريخي إيذانًا ببدء مرحلة تنفيذ المبادرة التي أطلقها دولت باهجلي من مجلس الأمة التركي، بتأريخ 22/10/2024، والخاصة بعملية السلام في تركيا، وهذا يعني أن الحكومة التركية أخذتْ على عاتقها مهمة إرساءَ قواعد السلام في تركيا، وما جاورها. سنكون بانتظار الرئيس أردوغان لنشهد معا المراحل القادمة في عملية السلام هذه، بدءًا من تشكيل لجنة برلمانية تواكب مُستجدّات المرحلة القادمة القانونية والدستورية، ومرورا بتحقيق الاحتواء والتجانس الوطني، داخليا، وإرساء حالة السلم والاستقرار في سوريا والعراق، خارجيا، وانتهاءً بتشكيل تحالف كردي تركي في حوض الميزوبوتاميا. رغبةُ الرئيس أردوغان بتصميم عملية السلام وفق مقاسه واستراتيجيته، وتعارضُها مع مصالح بعض القوى الفاعلة في المنطقة، قد تعيقُ استكمالَ مراحل السلم في المنطقة، ناهيك عن وجود أزمة ثقة بين أطراف القضية.. وهذا يعني أن عملية السلام تسير في طريق شائك، يستوجب على الأطراف مزيدا من الحرص والتفَهّم والمرونة. نجاحُ هذه المهمة مرهونٌ بما يدور في خُلْدِ أردوغان، والمصالحِ الإسرائيلية في المنطقة، والدورِ الأمريكي فيها، إضافة إلى مواقف إيران، وقسمٍ من التيار القومي التركي داخل الدولة العميقة في تركيا، ويصعبُ استقراءُ مستقبل المنطقة في ظلّ هذه التناقضات، سوى أننا سنشهد سلاما في المستقبل القريب، حتما، سلمًا تحقّقَ أم حربًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store