logo
المقاومة تعطب "عربة جدعون" والدور على التطبيع

المقاومة تعطب "عربة جدعون" والدور على التطبيع

الخبرمنذ 10 ساعات
من جديد تتجه الأنظار إلى واشنطن الراعي الرسمي لـ"إسرائيل" لرؤية هلال اتفاق يوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بقيادة رئيس الحكومة الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو، هذا الاتفاق الذي وصل إلى مرحلة نضج متقدم بعدما وافق عليه الكيان وأيضا المقاومة بقيادة "حماس"، فهل حقق نتنياهو أهدافه من خلال عملية "عربة جدعون" أم أعطبت المقاومة "العربة"؟
قطع اتفاق وقف إطلاق النار أشواطا كبيرة بعد أيام قليلة من وقف حرب 12 يوما التي شنتها إسرائيل بمعاونة أمريكية، أظهر الكيان خلالها قصورا كبيرا في إدارة الحرب التي توعد على مدار سنوات بأن تكون مدمّرة لإيران ونظامها، ولولا التدخل الأمريكي العسكري والدبلوماسي لوقف الحرب لكانت تبعاتها مدمرة على مستقبل "إسرائيل" في المنطقة.
ومن جديد تظهر يد ترامب الممدودة لـ"إسرائيل" لإنقاذه وهذه المرة من مستنقع غزة، حيث منعت المقاومة "النتنياهو" من تحقيق ولا هدف من الأهداف التي أعلن عنها غداة إطلاق عملية "عربة جدعون" في ماي الماضي، أو مسلسل إبادة غزة 2، بعد فشل هدنة جانفي الماضي. وهدفت عملية "عربة جدعون" لتحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة عبر عملية منظمة من 3 مراحل، مع استخدام 5 عوامل ضغط ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى وتفكيك بنيتها العسكرية.
لكن للمرة الثانية ولا هذا تحقق، والكيان ذاهب لا محالة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت ينتظر أن يتحول إلى دائم بعد 60 يوما من إقراره، لكن دون أن يتمكن جيش الاحتلال من إنهاء حكم "حماس"، ولم يتمكن من تفكيك قدراتها العسكرية ولا قدرات باقي الفصائل، على غرار حركة الجهاد ولم يتمكن من استرجاع الأسرى.
والملفت للانتباه أنه رغم كل القوة العسكرية التي تم نشرها في القطاع واحتلال 65 بالمائة من مساحته حسب تقديرات الاحتلال، ورغم الحصار، إلا أن المقاومة رفعت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، من منسوب عملياتها ونفّذت عمليات أربكت الاحتلال وخلّفت في صفوفه خسائر بشرية ومادية كبيرة، منها عمليات استعراضية على غرار عملية خان يونس أربكت الاحتلال وهزت معنويات الجيش والشارع. كما لم تتوقف صواريخ المقاومة عن ضرب غلاف غزة، ما أكد للصهاينة وحلفائهم أن المقاومة حافظت على قدراتها العسكرية واستطاعت أن تجدد قدراتها البشرية موازاة مع إدارة يوميات الحرب وقادرة على خوض حرب استنزاف.
هذه المعطيات على الأرض فتحت نقاشا واسعا داخل الكيان حول الجدوى من هذه الحرب، والجدوى من أن يرسل الجنود إلى غزة وعودتهم في توابت دون أن يكون لهذا التواجد العسكري وهذه الحرب العبثية أي جدوى. وارتفعت الأصوات المطالبة باتخاذ قرار سياسي يوقف النزيف العسكري والبشري والمادي في مستنقع غزة.
بالنسبة لأصحاب القرار في واشنطن أدركوا أن إعطاء المزيد من الوقت لنتنياهو ليحقق ولو بعضا من أهدافه في غزة أصبح غير ممكنا، بل الإبادة التي يرتكبها في غزة ستدفع ثمنها أيضا واشنطن بحكم أنها الراعية والحامية لنتنياهو والداعمة لحربه، ولم يعد لتواصل الإبادة أي مبرر لا عسكري ولا سياسي يمكن أن تدافع عنه "إسرائيل" أو تقبل به المجموعة الدولية، كما وضعت حرجا للأنظمة العربية التي توصف بالمعتدلة أمام شعوبها، وهي الأنظمة المطبعة أو في طريق التطبيع.
هذا في وقت تسعى الولايات المتحدة لتوسيع دائرة التطبيع مع الكيان في المنطقة العربية، حيث يجري الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاقات مع كل من العربية السعودية وسوريا ولبنان في إطار مشروع "درع أبراهام" كخطوة لإخراج "إسرائيل" من مستنقع غزة وتوسيع تحالفات التطبيع.
وهو ربما ما يفسر تصريحات نتنياهو، في اجتماع مغلق، قال فيها إنه "يرغب بشدة ومصمم على التوصل إلى صفقة بأي ثمن تقريباً"، وأنه يعتقد أن نافذة الفرص السياسية التي تقف أمام "إسرائيل" الآن "تحدث مرة واحدة في كل جيل"، وقال أيضا "أمامنا فرص سياسية نادرة وخيالية". وفهم من هذه التصريحات أن نتنياهو يرغب في إنهاء الحرب لاستغلال فرص توسيع التطبيع وجعلها كطوق نجاة له من المحاكمات التي تنتظره بسبب تورطه في قضايا فساد بعدما تيقّن، ومعه الولايات المتحدة، أن إبادته لغزة وفشله في تحقيق أهداف الحرب ستدفعه دفعا نحو القضاء والسجن.
في حال وضعت الحرب أوزارها، فإن الثابت أن المقاومة لم تخسر الحرب، والثابت أيضا أن إسرائيل خسرت الحرب بفشلها في تحقيق أهدافها على مدار سنتين من العدوان، كما أن ما عاشه الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة لا يعدو أن يكون فصلا من فصول الحرب التي لن تنطفئ نارها في فلسطين ما دام الاحتلال قائما ولم تتم تسوية الصراع من أساسه، ألا وهو تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره ومن كل حقوقه، وسيكون مآل التطبيع و"حلف ابراهام" الفشل كما فشلت مثل هذه المخططات في مواطن أخرى لأنها حاولت عبثا أن تقفز على الحقوق الشرعية للشعوب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المقاومة تعطب "عربة جدعون" والدور على التطبيع
المقاومة تعطب "عربة جدعون" والدور على التطبيع

الخبر

timeمنذ 10 ساعات

  • الخبر

المقاومة تعطب "عربة جدعون" والدور على التطبيع

من جديد تتجه الأنظار إلى واشنطن الراعي الرسمي لـ"إسرائيل" لرؤية هلال اتفاق يوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بقيادة رئيس الحكومة الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو، هذا الاتفاق الذي وصل إلى مرحلة نضج متقدم بعدما وافق عليه الكيان وأيضا المقاومة بقيادة "حماس"، فهل حقق نتنياهو أهدافه من خلال عملية "عربة جدعون" أم أعطبت المقاومة "العربة"؟ قطع اتفاق وقف إطلاق النار أشواطا كبيرة بعد أيام قليلة من وقف حرب 12 يوما التي شنتها إسرائيل بمعاونة أمريكية، أظهر الكيان خلالها قصورا كبيرا في إدارة الحرب التي توعد على مدار سنوات بأن تكون مدمّرة لإيران ونظامها، ولولا التدخل الأمريكي العسكري والدبلوماسي لوقف الحرب لكانت تبعاتها مدمرة على مستقبل "إسرائيل" في المنطقة. ومن جديد تظهر يد ترامب الممدودة لـ"إسرائيل" لإنقاذه وهذه المرة من مستنقع غزة، حيث منعت المقاومة "النتنياهو" من تحقيق ولا هدف من الأهداف التي أعلن عنها غداة إطلاق عملية "عربة جدعون" في ماي الماضي، أو مسلسل إبادة غزة 2، بعد فشل هدنة جانفي الماضي. وهدفت عملية "عربة جدعون" لتحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة عبر عملية منظمة من 3 مراحل، مع استخدام 5 عوامل ضغط ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى وتفكيك بنيتها العسكرية. لكن للمرة الثانية ولا هذا تحقق، والكيان ذاهب لا محالة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت ينتظر أن يتحول إلى دائم بعد 60 يوما من إقراره، لكن دون أن يتمكن جيش الاحتلال من إنهاء حكم "حماس"، ولم يتمكن من تفكيك قدراتها العسكرية ولا قدرات باقي الفصائل، على غرار حركة الجهاد ولم يتمكن من استرجاع الأسرى. والملفت للانتباه أنه رغم كل القوة العسكرية التي تم نشرها في القطاع واحتلال 65 بالمائة من مساحته حسب تقديرات الاحتلال، ورغم الحصار، إلا أن المقاومة رفعت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، من منسوب عملياتها ونفّذت عمليات أربكت الاحتلال وخلّفت في صفوفه خسائر بشرية ومادية كبيرة، منها عمليات استعراضية على غرار عملية خان يونس أربكت الاحتلال وهزت معنويات الجيش والشارع. كما لم تتوقف صواريخ المقاومة عن ضرب غلاف غزة، ما أكد للصهاينة وحلفائهم أن المقاومة حافظت على قدراتها العسكرية واستطاعت أن تجدد قدراتها البشرية موازاة مع إدارة يوميات الحرب وقادرة على خوض حرب استنزاف. هذه المعطيات على الأرض فتحت نقاشا واسعا داخل الكيان حول الجدوى من هذه الحرب، والجدوى من أن يرسل الجنود إلى غزة وعودتهم في توابت دون أن يكون لهذا التواجد العسكري وهذه الحرب العبثية أي جدوى. وارتفعت الأصوات المطالبة باتخاذ قرار سياسي يوقف النزيف العسكري والبشري والمادي في مستنقع غزة. بالنسبة لأصحاب القرار في واشنطن أدركوا أن إعطاء المزيد من الوقت لنتنياهو ليحقق ولو بعضا من أهدافه في غزة أصبح غير ممكنا، بل الإبادة التي يرتكبها في غزة ستدفع ثمنها أيضا واشنطن بحكم أنها الراعية والحامية لنتنياهو والداعمة لحربه، ولم يعد لتواصل الإبادة أي مبرر لا عسكري ولا سياسي يمكن أن تدافع عنه "إسرائيل" أو تقبل به المجموعة الدولية، كما وضعت حرجا للأنظمة العربية التي توصف بالمعتدلة أمام شعوبها، وهي الأنظمة المطبعة أو في طريق التطبيع. هذا في وقت تسعى الولايات المتحدة لتوسيع دائرة التطبيع مع الكيان في المنطقة العربية، حيث يجري الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاقات مع كل من العربية السعودية وسوريا ولبنان في إطار مشروع "درع أبراهام" كخطوة لإخراج "إسرائيل" من مستنقع غزة وتوسيع تحالفات التطبيع. وهو ربما ما يفسر تصريحات نتنياهو، في اجتماع مغلق، قال فيها إنه "يرغب بشدة ومصمم على التوصل إلى صفقة بأي ثمن تقريباً"، وأنه يعتقد أن نافذة الفرص السياسية التي تقف أمام "إسرائيل" الآن "تحدث مرة واحدة في كل جيل"، وقال أيضا "أمامنا فرص سياسية نادرة وخيالية". وفهم من هذه التصريحات أن نتنياهو يرغب في إنهاء الحرب لاستغلال فرص توسيع التطبيع وجعلها كطوق نجاة له من المحاكمات التي تنتظره بسبب تورطه في قضايا فساد بعدما تيقّن، ومعه الولايات المتحدة، أن إبادته لغزة وفشله في تحقيق أهداف الحرب ستدفعه دفعا نحو القضاء والسجن. في حال وضعت الحرب أوزارها، فإن الثابت أن المقاومة لم تخسر الحرب، والثابت أيضا أن إسرائيل خسرت الحرب بفشلها في تحقيق أهدافها على مدار سنتين من العدوان، كما أن ما عاشه الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة لا يعدو أن يكون فصلا من فصول الحرب التي لن تنطفئ نارها في فلسطين ما دام الاحتلال قائما ولم تتم تسوية الصراع من أساسه، ألا وهو تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره ومن كل حقوقه، وسيكون مآل التطبيع و"حلف ابراهام" الفشل كما فشلت مثل هذه المخططات في مواطن أخرى لأنها حاولت عبثا أن تقفز على الحقوق الشرعية للشعوب.

حركة حماس: قمنا بتسليم ردنا للوسطاء على مقترح وقف إطلاق النار والذي اتسم بالإيجابية
حركة حماس: قمنا بتسليم ردنا للوسطاء على مقترح وقف إطلاق النار والذي اتسم بالإيجابية

خبر للأنباء

timeمنذ 2 أيام

  • خبر للأنباء

حركة حماس: قمنا بتسليم ردنا للوسطاء على مقترح وقف إطلاق النار والذي اتسم بالإيجابية

إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر: رد حماس على الوسطاء لا يبشر بتحقيق انفراجة ترامب يوقع على مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق ليصبح قانونا يورونيوز: خيارات الرد الأوروبي على إسرائيل ستشمل التعليق الكامل أو الجزئي لاتفاقية الشراكة مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ستعرض على الدول الأعضاء 5 خيارات للرد على خرق إسرائيل لبند حقوق الإنسان القاهرة الإخبارية عن مصادر: رد حماس تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى تهدئة لمدة 60 يوما فور إقرارها القاهرة الإخبارية عن مصادر: مصر تبدأ بإجراء اتصالات مكثفة خلال الساعات المقبلة للوصول إلى صيغة نهائية بشأن غزة نائب حاكم ولاية تكساس الأمريكية يُعلن عن فقدان أكثر من 20 طفلاً في فيضانات منطقة "تكساس هيل كنتري" إعلام إسرائيلي عن مسؤول: رد حماس لم يصلنا بعد ونتوقع موافقتها رويترز نقلا عن مسؤول فلسطيني: رد حماس إيجابي ومن شأنه أن يساعد في التوصل إلى اتفاق القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو طلب في الاجتماع الأمني تحضير خطة إخلاء سكان غزة نحو الجنوب قبل عودته من واشنطن

حماس: الحركة جاهزة للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار
حماس: الحركة جاهزة للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار

خبر للأنباء

timeمنذ 2 أيام

  • خبر للأنباء

حماس: الحركة جاهزة للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار

إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر: رد حماس على الوسطاء لا يبشر بتحقيق انفراجة ترامب يوقع على مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق ليصبح قانونا يورونيوز: خيارات الرد الأوروبي على إسرائيل ستشمل التعليق الكامل أو الجزئي لاتفاقية الشراكة مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ستعرض على الدول الأعضاء 5 خيارات للرد على خرق إسرائيل لبند حقوق الإنسان القاهرة الإخبارية عن مصادر: رد حماس تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى تهدئة لمدة 60 يوما فور إقرارها القاهرة الإخبارية عن مصادر: مصر تبدأ بإجراء اتصالات مكثفة خلال الساعات المقبلة للوصول إلى صيغة نهائية بشأن غزة نائب حاكم ولاية تكساس الأمريكية يُعلن عن فقدان أكثر من 20 طفلاً في فيضانات منطقة "تكساس هيل كنتري" إعلام إسرائيلي عن مسؤول: رد حماس لم يصلنا بعد ونتوقع موافقتها رويترز نقلا عن مسؤول فلسطيني: رد حماس إيجابي ومن شأنه أن يساعد في التوصل إلى اتفاق القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو طلب في الاجتماع الأمني تحضير خطة إخلاء سكان غزة نحو الجنوب قبل عودته من واشنطن

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store