logo
إلغاء "أوسلو" لا إنعاشه

إلغاء "أوسلو" لا إنعاشه

الغدمنذ 3 أيام
اضافة اعلان
يشكل اتفاق «أوسلو» (1993) أصل البلاء ومنبّع الخراب؛ فهو الشرارّة التي أفضّت إلى كوارث متواليّة لا نهاية لها بالنسبة للمشروع الوطني الفلسطيني. ورغم كثافة مطالب إلغائه، إلا أن السلطة الفلسطينية تصم آذانها عنها وتمضي في التنسيق الأمني مع الاحتلال، الذي وصل ذروته منذ حرب الإبادة الصهيونية ضد قطاع غزة، باعتباره روح الاتفاق وركيزته الأساسية.لم يبقّ من «أوسلو» سوى مثالبه؛ بعدما طوته يد الاحتلال استيطاناً واستلاباً وتهويداً، وعقب تخليه عن آمال الفلسطينيين بالاستقلال وحق تقرير المصير، حينما لم يأتِ على أيّ ذكر «للدولة» الفلسطينية المستقلة، باستثناء الحديث عن قضايا الوضع النهائي، التي إذا ما تم التوصل إلى تسوية لها، حسب رؤية المفاوض الفلسطيني، كان من المفروغ منه أن يقود «منطقياً» إلى إقامة دولة فلسطينية، وهو تقدير ثبت فشله لاحقاً.كرست منظمة التحرير بإبرام اتفاق «أوسلو» اعترافها بشرعية الكيان الصهيوني وحقه في الوجود من دون إقراره في المقابل بالحقوق الوطنية الفلسطينية، مثلما جسدت أيضاً تنازلها عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بينما آلت وضعية الأراضي المتبقية إلى أراضٍ متنازع بشأنها وليس أراضي محتلة. وحتى تلك التي تخضع للسلطة الفلسطينية بموجب «أوسلو» وتوابعه من اتفاقات ومذكرات تفاهم، فإن السيادة الفلسطينية عليها منقوصة أو ملغية.وقد تسبب «أوسلو» في تفكيك مكونات السيادة الفلسطينية، وتقسيم الأراضي إلى ثلاث مناطق جغرافية مما سهل على الاحتلال السيطرة عليها؛ وهي: «أ» (تقع تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة)و «ب» (تقع تحت السيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الصهيونية)و «ج» (يسيطر عليها الاحتلال بالكامل)، مما حصر السيادة الفلسطينية «الاسمية» ضمن مساحة تقل عن 40 %، وهي مساحة المدن والقرى والمخيمات، مقابل سيطرة الاحتلال على 61 % من مساحتها في المناطق «ج»، الغنية بالموارد الطبيعية والاقتصادية والإمكانيات الاستثمارية.سمح «أوسلو» للاحتلال بالانفلات من ضغط اللحظة، والتحرّر من أي التزامات أو مساءلة تجاه انتهاكاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة طالما تلك القضايا (اللاجئين والقدس والاستيطان والحدود والأمن والمياه) خاضعة للبحث لاحقاً، فكانت النتيجة مُضي السلطة في ذات النهج بدل مراجعة المسار السياسي غداة فشله، مقابل تسّارع الاحتلال في تنفيذ مخطط التهويد و»الضّم»، مما أدى لقضمّ 80 % من مساحة الضفة الغربية، وترك أقل من 20 % فقط بيّد الفلسطينيين، تشكل 12 % من فلسطين التاريخية، ضمن ثمانية «كانتونات» غير متصلة جغرافياً، وخاضعة للتقويض.ومع ذلك؛ ما تزال السلطة الفلسطينية تتمسّك «بأوسلو»، برغم ما فرضّه من التزامات أحادية وقيود على أدائها وساحة تحركها منذ تأسيسها عام 1994 حتى الآن، وتصدّر قضية التنسيق الأمني مع الاحتلال وملاحقة كوادر المقاومة واجهّة الملفات الخلافيّة الشائكة بين حركتيّ «فتح» و»حماس»، ومناهضّة غالبية القوى والفصائل الفلسطينية للاتفاق والمطالبة بإلغائه.إلا أن السلطة تُدرك جيداً تبعات إلغاء «أوسلو» على مصيرها حدّ تفكّكها وانهيارها؛ لأن الاتفاق يشكل الضّلع الأخير في مثلث مرجعيتها، بعد ميثاق منظمة التحرير والقانون الأساسي الفلسطيني، إن لم يكن أساسها الوحيد الآن؛ بعدما همشّت دور منظمة التحرير، التي يخلو تمثيلها من حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» وقوى اجتماعية وسياسية وطنية عريضة، فيما أقّر المجلس التشريعي الفلسطيني القانون الأساسي عام 1997، ومن ثم جرى توقيعه عام 2002، فجاء لاحقاً على وجود السلطة، التي تأسّست عام 1994، وليس سابقاً لها ومؤسساً لإطارها العام.لقد كان مبررا قيام واستمرار السلطة حملها مشروعاً قوامه التحول من سلطة حكم ذاتي على مناطق مجزأة إلى دولة وطنية ذات سيادة على إقليم سياسي وجغرافي (الضفة وغزة وشرقي القدس) وحدود معترف بها وفق عام 1967 وحل لقضية اللاجئين وفق القرار الدولي 194، إلا أن كل ذلك لم يتحقق منه شيء، بينما بقيت السلطة «راسخة» لم يتغير وضعها منذ تأسيسها، خلافاً لآمال أقطاب «أوسلو» العريضة من الجانب الفلسطيني.لن يستقيم المشروع الوطني الفلسطيني إلا بإلغاء «أوسلو»، وتوابعه ومخلفاته، واستلال خطوات «الإنقاذ» بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ووضع استراتيجية وطنية موحدة قوامها المقاومة، بكافة أشكالها. وما عدا ذلك؛ ستظل مبررّات وجود الاتفاق مجرّد ذرائع لإطالة عمر المكاسّب الضيّقة على حساب مصلحة الوطن المُحتل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اغلاق وتعطيل الأردن!!
اغلاق وتعطيل الأردن!!

رؤيا نيوز

timeمنذ 10 دقائق

  • رؤيا نيوز

اغلاق وتعطيل الأردن!!

البعض من تنظيمات وجهات ومن وراءهم يحاولون اخذ الاردن الى مسار تتعطل فيه أمور الدولة وان يصبح محرما على الاردن ان يفرح لإنجاز او تسير عجلة الاقتصاد والتنمية فيه بشكل طبيعي عبر ما كان من دعوات مقاطعة او اضراب، وان يتوقف الاردني والدولة عن اي فعاليات طبيعية بحجة مايجري من عدوان على غزة. يتباكون على غزة وفلسطين فقط عندما يتعلق الامر بالأمر بينما ذات الامور تسير طبيعية في دول اخرى تأويهم او تحركهم،لكن عندما يتعلق الامر بالاردنيين فاي فرح بإنجاز خيانة للأمة، واي فعاليات طبيعية مخالفة للضمير العربي.. القصة معلومة لكن انحياز الناس الصادق ضد العدوان على غزة يجري استغلاله من تجار الحروب لوضع الاردن في مربع الاتهام والحاق الضرر باقتصاده وحياته الطبيعية. كل متابع منصف يعلم ان هذه الحملات ليست غيرة على غزة وفلسطين بل هي اجندات تنظيمات ومن يحركها،وانها معارك ثأر تنظيمي من الاردن وليست سعيا لخدمة القضية. من حق الاردن والاردنيين وهم يقدمون كل جهد نصرة لغزة واهلها ان يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي،وان يفرحوا وينجزوا ويحافظوا على اقتصادهم وقوة دولتهم،فلن يكون يوما تعطيل الدولة او اضعاف تنميتها او وقف الفرح فيها قوة لفلسطين وقضيتها،وواجبنا كأردنيين ان نتحرر من ذلك القفص الذي تحاول تلك التنظيمات ان تضعنا فيه،فنحن الاقرب لفلسطين والاصدق تضامنا من كل تلك الأطراف، وحفاظنا على قوة دولتنا خدمة لفلسطين،وان لانعطل مسار الدولة استجابة لاجندات نعلمها جميعا.

أبو طير: الأردن استطاع التأثير على مواقف العديد من الدول الأوروبية ودفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية
أبو طير: الأردن استطاع التأثير على مواقف العديد من الدول الأوروبية ودفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

أبو طير: الأردن استطاع التأثير على مواقف العديد من الدول الأوروبية ودفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية

أكد كتّاب وصحفيون على أهمية لقاء جلالة الملك عبدﷲ الثاني بشخصيات إعلامية، الأربعاء، والذي يأتي في توقيت بالغ الأهمية، لا سيما في ظل الجهود الأردنية المكثفة على الساحة الدولية لدعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان على غزة. وقال الكاتب الصحفي ماهر أبو طير، في لقاء له، مساء الأربعاء، إن اللقاء جاء عقب تحركات دبلوماسية ملكية متواصلة تهدف إلى الدفاع عن فلسطين وقطاع غزة، مؤكداً أن الأردن اليوم هو الصوت العربي الأكثر قبولاً لدى الغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية. وأشار أبو طير إلى أن الأردن استطاع التأثير على مواقف العديد من الدول الأوروبية لدفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أن عمان تتابع عن كثب المتغيرات في الضفة الغربية والقدس، وهي تقف بقوة ضد أي محاولات تهجير للفلسطينيين من غزة أو الضفة، لما يشكله ذلك من خطر على الأمن القومي الأردني. كما حذّر أبو طير من محاولات التقليل من الجهد الأردني، قائلاً إن الأردن 'يُرجَم بالحجارة من أطراف معروفة وأخرى خفية'، داعياً إلى الحفاظ على التماسك الداخلي وعدم الانجرار وراء حملات التشكيك على وسائل التواصل الاجتماعي. من جانبه، شدد نقيب الصحفيين طارق المومني على أن الجهد الأردني تجاه فلسطين ليس طارئاً، بل هو نهج ثابت يقوده جلالة الملك محلياً وإقليمياً ودولياً. وتساءل المومني: 'من غير الأردن اليوم يدافع دولياً عن فلسطين ويسعى لإقناع العالم بالاعتراف بدولتها؟'، مؤكداً أن معظم دول العالم باتت تنسق مع الأردن لإيصال المساعدات إلى غزة جواً وبراً. وأشار إلى أن العالم يقف متفرجاً أمام معاناة غزة، بينما يكثف الأردن جهوده الإنسانية والدبلوماسية منذ بداية العدوان، مجدداً التأكيد أن لا استقرار في المنطقة دون نيل الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة.

الحزن والغضب يلف الأردنيين جميعا !
الحزن والغضب يلف الأردنيين جميعا !

الرأي

timeمنذ 2 ساعات

  • الرأي

الحزن والغضب يلف الأردنيين جميعا !

ما قاله الملك عبد الله الثاني، عن آثار الحرب على غزة وهو يعبر عن غضبه وقلقه، أنها شكلت صدمة نفسية عميقة على الأطفال والشباب مما يؤثر على مستقبل الاستقرار والأمن في المنطقة لاجيال قادمة إذن الحرب، أحدثت صدمة لن تمحى، وموقف الملك من الحرب تحول الى شعارات ومانشيتات وعناوين يرفعها المتعاطفون مع غزة والمتظاهرون لوقف الإبادة والتجويع عنها ويأتي هذا تأكيدا على قول الملك وهو يناشد الأردنيين ويبادلهم الحزن والقلق والغضب حتى المتظاهرين الإسرائيليين في شوارع تل أبيب والقدس وغيرها رفعوا مضمون الشعارات الملكية لقد صنع الملك من خلال تصريحاته ورؤيته المتبادلة مع قادة عالميين محتوى جديدا للشعارات المطالبة بوقف الحرب، وقال الكثيرون انهم استلهموا مواقفهم من الروية الملكية كما قال المستشار الالماني ميرتس كما اشتقت المظاهرات في تل ابيب من مضامين الكلام الملكي القول بان الحرب على غزة أسست لخراب أخلاقي وهو الخراب الذي سيحتاج أجيالاً بأكملها، ويؤسس لمراحل من التراجع القيمي والأخلاقي.وسقوط المثل الإنسانية وانحطاطها كما عبر الملك عن ذلك امام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ حين وقف النواب الأوروبيون ليصفقوا للكلمة الملكية خمس مرات لانها أشعرتهم بالواقع غير الإنساني والإحساس بالإثم ازاء التصرفات الهمجية الاسرائيلية في قتل الأطفال بالقصف والتجويع والإبادة نعم أطلقت اسرائيل نازيتها من عقالها وتبارى قادتها النازيون المعروفون الذين وضعت اسماء بعضهم في قوائم سوداء عالميا وفي منع من دخول دول في العالم بدأت بهولندا وستتواصل التصريحات السامة الإسرائيلية تطلق دون خشية من عقاب أو ردود قوية من المجتمع الدولي،اذ يراهن القادة الاسرائيليون على قدرة اسرائيل على ابتزاز الموقف الدولي والقفز عن كل خطوطه الحمراء، طالما توفر الولايات المتحدة الحماية، والحاضنة بتواطؤ من الإدارات الاميركية على حساب مصالح الشعب الاميركي الذي بدأ يتنبه لمخاطر العدوانية الصهيونية على الأمن والسلام الدوليين وعلى مصالحه وسمعته في حماية العدوان ويصبح حال اسرائيل حال من أمن العقوبة وقع في الخطأ. النازية الاسرائيلية المتفشية في سلوكها وشعاراتها بدأت تخيف الإسرائيليين انفسهم بعد استعمال لغة التهديد والهذيان من السنة المتطرفين وهم يتبارون في الحديث عما سيفعلونه في غزة، فهناك من يطالب باستمرار الابادة والقتل ومنع دخول الدواء والطحين والمساعدات والتهجير والاحتلال والاستيطان واعتبار غزة ارض اسرائيل وهناك من يرى قتل الأطفال طبيعياً، باعتبارهم كلهم حماس، وأن حماس تستعمل الاطفال دروعاً بشرية، حيث ما زالت ماكينة الإعلام النازية الاسرائيلية التي تذكر بوزير الإعلام النازي، جوبلز، الذي كان يقول "أكذب ثم أكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك" وهذا ما تفعله اسرائيل وما يفعله المرضى النفسيون من قياداتها واولهم نتنياهو، الذي لو عرض على طبيب نفسي لأوقفه عن العمل ومنعه من المسؤولية. وحجر عليه ليس لخطورته على العالم والسلام، وإنما ايضا لخطورته على الاسرائيليين أنفسهم، فنتنياهو هو من حرض على قتل رابين ،ومحاصرة المعارضة واستغلال أهالي المخطوفين بدوام الابتزاز والاعلام المضلل عن الحرب منذ السابع من اكتوبر. نتنياهو وعصابته بن غفير وسموترتش ، يخطفون اسرائيل، كما تقول صحيفة هآرتس الاسرائيلية، وهم يجعلون من المجتمع الاسرائيلي برمته بعد ارتفاع نسبة المعارضة فيه رهينة لبقاء العصابة الحاكمة في السلطة. بدأ الشارع الاسرائيلي يخرج احتجاجاً على الحرب على غزة وسياسة التجويع والتعطيش، ولكن هذه الأصوات مازالت متواضعة ويجري خنقها وتشويه مواقفها، حيث تتواطئ الولايات المتحدة مع النظام اليميني الحاكم في اسرائيل، وحيث قال احد أبرز خبراء الأمم المتحدة للسلام، إن ويدكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي قد شطب جزء من مبادرة المفاوضات اخيرا و التي تتنازل فيها حماس عن حكم غزة لصالح لجنة جديدة محايدة، لا علاقة لها وقد اعتبر هذا الموقف في حينه تطورا في الموقف الفلسطيني وأثنى عليه الوسطاء، وقيل حينه أن المفاوضات قد انطلقت وأنها بصدد أن تصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار وادخال المساعدات، ولكن ويدكوف شطب الفقرة كاملة التي توافق فيها حماس على تسليم السلطة، وخرج ليقدم مقترحاً خالياً من ذلك حتى تستمر ادانة الموقف الفلسطيني ويسهل الاستعداء عليه . ويدكوف، ووزير الخارجية الاميركي والادارة الأمريكية الصهيونية وقادة إسرائيل لا يريدون حلاً في غزة، سوى الحل الاسرائيلي، وهم يشترون الوقت لصالح القتلة الارهابيين في حكومة تل أبيب الذين يريدون خدمة عقيدتهم الصهيونية بقتل الفلسطينيين وتصفية وجودهم على أرضها وهو نفس مفهوم تصفية الهنود الحمر في وطنهم والاستيلاء عليه بالإبادة والقتل والمعازل والترحيل المطلوب اليوم فضح المواقف الاسرائيلية وحتى الأمريكية المتواطئة، وعلى الدول الوسيطة العربية، وغيرها من دول العالم التي بدأت تبصر الحقائق ومن لديه معرفة ودراية ومتابعة من دول عربية فضح الموقف الأمريكي الذي يوفر حاضنة لحرب الابادة والتجويع الاسرائيلية على غزة. إذن لا يريد المبعوث الأمريكي أن تنجح المفاوضات حتى لو سلمت حماس بدورها وسلطتها سلاحها وقدمت ما هو أكثر من المطلوب علناً، فالأمر لم يعد يتعلق بحماس التي اتخذت ذريعة دائماً،لاستمرار الحرب وانما بالتصورات الاسرائيلية التوسعية الإرهابية وبكيفية التعامل مع قطاع غزة من المنظور الاسرائيلي والمصالح الإسرائيلية التي تكشفت في الغاز وقناة بديلة لقناة السويس . يبدو أن الدوران في الحلقة المفرغة سيستمر، وما يجري الان هو إدارة الحالة في غزة وليس حلها، فاسرائيل لم تنتصر ولم تنقذ رهائن، وخسائرها تتزايد بفعل المقاومة التي إن استمرت ستهرب اسرائيل كما هروبها من جنوب لبنان في الثمانينيات أنها حرب العض على الأصابع، حرب قتل وتجويع للغزيين لتستسلم المقاومة ويجري اجتياح القطاع واحتلاله، وفرض شروط المعتدي، وستبقى الحرب الى ان تجد اسرائيل أنها لا تطيق الخسائر، وهذا ما يجري حيث تتعاظم الضغوط الأميركية والتهديدات التي تخفي حالة التراجع والهزيمة الاسرائيلية ومحاولة الانتصار بهذه الطريقة من الابتزاز والاتهام والادانة للمقاومة بدل الانتصار في ساحة المواجهة. الولايات المتحدة، وويدكوف، ووزير الخارجية الأمريكي الصهيوني أكثر تطرفا من كثير من الإسرائيليين يعملون ليل نهار لانقاذ اسرائيل وتحويل هزيمتها الى نصر، ويتحدثون باسمها كما لو كانوا موظفين في حكومة نتنياهو، ويزايدون حتى على معظم الاسرائيليين ويكفي لمعرفة التورط الأمريكي والتماهي الأرعن أن نقرأ صحيفة هآرتس الإسرائيلية وافتتاحياتها وأن نسمع كلام أهالي المخطوفين الذين يدركون الآن أن ابناءهم وقود لأطماع النازية الاسرائيلية غير المعنية بانقاذهم. نعم الملك عبد الله غاضب وحزين مما يجري وشعبنا كله معه ولابد من وقف هذه الحرب الآثمة ومعنا العالم الذي بدأ يفهم هذا الوباء الخطير ويرى ضرورة وقفه بلا تأخير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store