مواجهة موجات الحرّ: أنشطة توعوية ومخاطر على الأمن المائي
تغير المناخ والوقاية
مع دخول شهر حزيران وبدء فصل الصيف، يتجدّد التذكير بالتحديات التي تفرضها درجات الحرارة المرتفعة على الصحة والبيئة، جراء تغير المناخ عالمياً. وسلّط النشاط العالمي، الذي تنظمه الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الضوء على مخاطر ارتفاع الحرارة وأهمية الوقاية منها، خصوصًا للفئات الأكثر هشاشة من كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، وسكان المناطق الريفية، لاسيما أن شهر حزيران هو شهر "البدايات اللاهبة" لفصل الصيف. وتضمنت فعاليات هذا اليوم إرشاد المواطنين على كيفية التعرف على علامات الإنهاك الحراري وضربة الحرّ، لنشر الوعي لتجنب مخاطرها وطرق الوقاية والعلاج منها.
تداعيات ارتفاع درجات الحرارة
إلى التداعيات الصحية لارتفاع درجات الحرارة، لتغير المناخ العالمي انعكسات بيئية واقتصادية وتهديد بالجفاف العالمي. وبهذه المناسبة رأى المهندس البيئي زياد أبي شاكر، أن "تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة أمر طبيعي، لكن تعامُل الإنسان مع هذه الظاهرة، عبر سوء التخطيط والإدارة، قد يحوّلها إلى أزمة بيئية واقتصادية". ويوضح لـ"المدن" أن تأثير تغير المناخ في لبنان يختلف نسبياً بين منطقة وأخرى بحكم صغر مساحة البلد، لكن ذلك لا ينفي تداعيات خطيرة إذا غابت المعالجات الهيكلية.
يعتبر انخفاض معدل هطول الأمطار، من أبرز التداعيات لتغيّر المناخ في لبنان ما يؤدي إلى تهديد مباشر للأمن المائي. يشير أبي شاكر إلى أن المناطق مثل الهرمل والبقاع، التي تعتمد على الأمطار كمصدر رئيسي للمياه واجهت هذا العام شحًا مقلقًا، نتيجة لتراجع هطول الأمطار بنسبة تفوق 20 بالمئة عن المعدلات المعتادة. وتبرز الحاجة إلى إنشاء بنى تحتية مائية، مثل البرك الزراعية، لضمان استمرار الحياة الزراعية. وقد برزت إشكالية تراجع المتساقطات في
يمتد أثر تغيّر المناخ إلى دورة المواسم الزراعية، ما يؤثر على المحاصيل البعلية مثل القمح. ويُجبر انخفاض الأمطار المزارعين على اللجوء لشراء المياه أو اتباع وسائل بديلة، ما يثقل كاهلهم المالي. ومع ذلك، يحمل ارتفاع الحرارة لفترات أطول جانبًا إيجابيًا لبعض المزروعات التي تتطلب درجات حرارة مرتفعة لاستكمال نموّها.
وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة، وانخفاض الرطوبة، وجفاف الغطاء النباتي خلال موجات الحرّ إلى تكريس بيئة مثالية لاندلاع الحرائق والقضاء على الغابات، الأمر الذي يتسبب بخسائر جسيمة للأمكان الطبيعية، ويهدد التنوع البيولوجي، ويؤثر سلبًا على جودة الهواء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
٠٣-٠٧-٢٠٢٥
- المركزية
شيخ العقل يبحث مع وزير الصحة في التقديمات الاستشفائية والدوائية
المركزية - التقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى في دار الطائفة في بيروت، وزير الصحة العامة ركان نصر الدين، يرافقه مدير مكتبه حسان خير الدين، بحضور مسؤول ملف الصحة في الحزب التقدمي الاشتراكي باسم غانم ورئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس المذهبي نزيه أبو شاهين ومشايخ ومستشارين في مشيخة العقل. وتخلل اللقاء استعراض للأوضاع العامة وخاصة تلك المتعلقة بصحة المواطنين، حيث اطلع الوزير نصر الدين سماحة شيخ العقل على الدور الذي تقوم به وزارة الصحة بهذا الخصوص، خاصة فيما يتعلق بتطوير التقديمات الدوائية والاستشفائية والعلاجية وتعزيز مراكز الرعاية الصحية الأولية. وبعد اللقاء صّرح الوزير نصر الدين، قائلا: "تشرفنا اليوم بلقاء سماحة شيخ العقل الدكتور سامي ابي المنى وشكرناه على هذه الاستضافة، وقد أطلعناه على المستجدات الصحيّة والتطورات والإجراءات الصحيّة الحاصلة لدى وزارة الصحة، كما أكدنا خلال اللقاء على التعاون المشترك والدعم الدائم الذي يُقدّم، لجهة مسؤوليتنا كوزارة عن صحة المواطنين اللبنانيين في القطاعين الدوائي والاستشفائي، وان شاء الله ستستتبع هذه الزيارة بزيارات أخرى، لمواكبة التطورات التي تحصل". أضاف: "أكدنا على التعاون الوطني اللبناني الأخوي بين جميع الأفرقاء اللبنانيين، فكل شخص لبناني وعلى اختلاف طوائفنا ومذاهبنا يجمعنا البلد وحب الوطن، ومتفقون جميعا على خدمة الناس، وربما المكان الأفضل للخدمة هو القضايا الصحيّة. عسى الله يجنّب هذا الوطن أي سوء واي مكروه ويحمي جميع اللبنانيين بصحتهم وأمانهم، وان شاء الله الأيام القادمة تحمل معها كل الخير". وردا على سؤال حول تطوّر التقديمات الصحيّة، قال: "لقد اطلعنا سماحة الشيخ على التطوّر الذي حصل بالنسبة للقطاع الدوائي والتغطية الدوائية التي تحسّنت بشكل كبير، لناحية الادوية السرطانية والمستعصية، ولفتنا النظر الى أننا بتنا نقدّم حاليا ثلاثة أضعاف التغطية الدوائية منذ بدأت الوزارة الجديدة عملها، أي بمعدل ثلاثمائة في المئة وبتصاعد تدريجي عن الأشهر الأولى، فهذا امر إيجابي جدا وملموس على ارض الواقع. تابع: "طبعا، ليس باستطاعتنا تغطية كل شيئ، ولكن "طلوع السلم درجة درجة"، وفي موضوع الاستشفاء، طالبنا تضمين موازنة 2026 رفع التغطية الاستشفائية، لتكون التغطية أكبر وأشمل. أيضا أكدنا على دعم لجنة الصحة النيابية في المشروع الذي أُعدّ وينتظر التطبيق وهو مشروع الرعاية الصحية الشاملة، "هناك مربط الحل" والمنطلق لحل كل الازمات التي هي على عاتق وزارة الصحة".


المنار
٠٥-٠٦-٢٠٢٥
- المنار
الزين: البيئة أمانة في أعناقنا
قالت وزيرة البيئة في الحكومة اللبنانية تمارا الزين في بيان لها الخميس 'تحت شعار 'الحد من التلوث بالمواد البلاستيكية' يتم الاحتفال هذه السنة بـ'اليوم العالمي للبيئة' الذي يُعد أهم مناسبة دولية مخصصة للبيئة يحتفل بها ملايين الاشخاص في كل أنحاء العالم منذ بدء الاحتفال به سنوياً في الخامس من حزيران منذ عام 1973. واضافت الزين 'قد أصبح هذا اليوم أكبر منصة عالمية للتوعية البيئية، بهدف حماية الكوكب موطننا الوحيد وحماية أرضنا ومياهنا وونظمنا الإيكولوجية ومواردنا الطبيعية المحدودة'، وتابعت 'العالم ينتج أكثر من 430 مليون طن من البلاستيك سنويا ويشكّل الثلثان منها منتجات قصيرة العمر سرعان ما تتحول إلى نفايات، فتملأ المحيطات وغالبًا ما تشق طريقها إلى السلسلة الغذائية البشرية'. ولفتت الزين الى ان 'وزارة البيئة تعتبر القضاء على التلوث بالمواد البلاستيكية يشكّل مساهمة مهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالعمل المناخي والإنتاج والاستهلاك المستدامين وحماية البحار والمحيطات وإصلاح النظم البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي'، ودعت 'جميع المواطنين والشركات والهيئات الحكومية إلى الانضمام للجهود الرامية إلى تقليل النفايات البلاستيكية وتدويرها بشكل مسؤول ودعم البدائل المستدامة'. واعتبرت الزين انه من خلال العمل المشترك، يمكن للبنان أن يسهم في إيجاد حل عالمي لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية وحماية الكوكب للأجيال المقبلة'، واكدت ان 'البيئة أمانة في أعناقنا وإننا في وزارة البيئة نشجع جميع المواطنين على اعتبار كل يوم يوماً للبيئة ونحثهم على إحداث تغييرات في عاداتهم اليومية دعماً لعالم أكثر نظافة وأكثر إخضراراً وخالياً من البلاستيك'.

المدن
٠٤-٠٦-٢٠٢٥
- المدن
سعر الأضحية في لبنان الأعلى بين دول الجوار
عشية عيد الأضحى، تبدو حركة أسواق المواشي في لبنان هادئة نسبياً لا توحي باقتراب العيد، مقارنة مع ما كانت عليه قبل أعوام. فالأزمة الاقتصادية أثرت على سوق الأضاحي بشكل كبير، وعلى الرغم من الاستقرار النسبي اقتصادياً وسياسياً هذا العام غير أن المستوى المعيشي لم يشهد تحسّناً وهو ما ينعكس بوضوح على تراجع القدرة الشرائية للمواطنين لاسيما عشية العيد. ولم يعد الإقبال على شراء الأضحية أمراً مألوفاً لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين، وتلعب الأسعار الدور الرئيسي في مدى إقبال المسلمين، على إقامة هذه الشعائر. تراجع الطلب تشهد أسعار المواشي في لبنان ارتفاعاً وصف "بالجنوني" من قبل المواطنين والجزارين على حد سواء، مقارنة مع مستوى معيشتهم ورواتبهم، وعلى عكس السنوات الماضية، لم يكن بإمكان الكثير من الجزارين شراء المواشي وبيعها إلا من خلال الطلب عليها مسبقاً، كما أوضح أحمد الجمال صاحب ملحمة "الجمال" في بيروت. يقول لـ"المدن": الطلب هذا العام بدا ضعيفاً، عادة ما يبدأ الطلب على الخراف قبل 10 أيام تقريباً من موسم الحج وعيد الأضحى، ويستمر حتى إنتهاء موسم الحج. ويضيف: لكن هذا العام، اقتصر الأمر على طلب بعض الجمعيات الخيرية، فيما لم يسجل إقبالاً من قبل المواطنين لشراء الأضحية. أسعار غير مؤاتية وبحسب الجمال، لعبت عوامل عديدة دوراً في تقنين شراء الأضحية هذا العام، خاصة على مستوى الجزارين، الذين عادة ما يشترون ما بين 10 إلى 15 خروفاً، لبيعها خلال هذا الموسم، فالأسعار في المزارع وأسواق المواشي مرتفعة. ويباع سعر الكيلوغرام من اللحم ما بين 6.5 و7.5 دولار، يضاف إليها أسعار الذبح والسلخ، وبالتالي قد يصل سعر الخروف إلى ما يقارب من 400 دولار. يعد سعر الأضحية في لبنان الأعلى بين دول الجوار، إذ يصل متوسط سعر "الخروف" إلى ما يقارب من 450 دولار، ويبدأ سعر الخروف من 350 دولار ويصل إلى 560 دولار، فيما لا يتعدى السعر في الأردن نحو 400 دولار كحد أقصى، ويباع ما بين 220 و400 دولار. في العراق، يبدأ السعر من 200 دولار أيضاً ويصل إلى 350 دولار، ولا يختلف الأمر في سوريا، حيث يبدأ السعر من 270 دولار ويصل إلى 410 دولارات. أما بالنسبة إلى سعر العجول والأبقار، فالأسعار في لبنان تبدأ من 2000 دولار وترتفع بحسب الوزن والجودة، وعند مقارنة هذه الأسعار بالقدرة الشرائية للبنانيين، يظهر بإن السعر يتخطى الحد الأدنى للرواتب المعمول بها عند 300 دولار. الحل بالمشاركة؟ يتحسر محمد العربي (موظف) من عدم قدرته هذا العام لشراء أضحية العيد، ويقول: لم تعد الأضحية في متناول اللبنانيين، بسبب تعمد بعض التجار رفع الأسعار بطريقة غير مفهومة بحسب تعبيره، ويسأل "كيف يمكن أن يصل سعر الخروف إلى أكثر من 300 دولار، فيما لا يتقاضى الموظف في القطاع الخاص حاجز 800 دولار في أفضل الأحوال، ما يعني أن سعر الخروف يوازي أكثر من ثلث الراتب. ولفت إلى أن الأسعار لم تعد تتناسب والقدرة الشرائية والوضع الاقتصادي الذي تعيشه شريحة كبيرة من اللبنانيين. في المقابل، لجأت عائلات عديدة إلى مشاركة سعر الأضحية، يقول محمود الجرار وهو موظف لـ"المدن": تقاسمت وأخوتي الثلاثة سعر الأضحية هذا العام، إذ أحرص سنوياً على ممارسة هذا التقليد، لأنه يمس شعائرنا الدينية وعادتنا الاجتماعية. الأسعار مرتفعة عالمياً لا يعتقد نقيب مستوري اللحوم ومصدريها، غابي دكرمنجيان بأن الأسعار تشهد ارتفاعاً تزامناً مع وجود مناسبة عيد الأضجى، بل يرى بأن الأسعار مرتفعة أصلاً عالمياً، وأن أسعار لحوم الأبقار، شهدت ارتفاعاً منذ أشهر، خاصة الأبقار الأوروبية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لعب انخفاض قيمة الدولار مقابل اليورو دوراَ أيضاً في تذبذب الأسعار، وبالتالي فإن هذه العوامل من شأنها أن تؤثر على أسعار اللحوم المستورة، وأيضاً على أسعار الأبقار الحية التي يتم استيرادها من الغرب وتحديداً من أوروبا. من جهة ثانية، يعتقد أن المستهلك اللبناني أعتاد إما على اللحوم المحلية أو الأوروبية، على الرغم من أن السوق مفتوح أمام اللحوم المستوردة من دول عديدة، لكن ذوق المستهلك يلعب أيضاً دوراً في تحديد الأسعار. عشية عيد الأضحى، لا يزال الوضع في سوق المواشي ضعيفاً، ويقتصر على بعض المؤسسات الخيرية التي تعمد إلى شراء الأضحية وتوزيعها على العائلات المستورة، فيما لايزال المواطن العادي بعيداً نسبياً عن المشاركة في ممارسة هذه الشعائر الدينية.