
الاتحاد الأوروبي يأمل التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية خلال أيام
الاتحاد الأوروبي
التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة "في الأيام القليلة المقبلة"، وفق ما أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية الأربعاء. ورداً على سؤال بشأن الموعد النهائي الجديد الذي حدده الجانب الأميركي في الأول من أغسطس/آب، قال المتحدث وفقاً لوكالة فرانس برس: "هدفنا هو التوصل إلى اتفاق قبل هذا الموعد، وربما حتى خلال الأيام المقبلة".
وتسعى المفوضية الأوروبية التي لديها الصلاحية الحصرية للتفاوض على
الاتفاقات التجارية
باسم الاتحاد، للتوصل إلى اتفاق مبدئي مع الولايات المتحدة على أن تُستكمل التفاصيل لاحقاً. وأوضح المتحدث الذي لم تذكر الوكالة اسمه: "نبحث عن إطار واضح يمكننا البناء عليه في المستقبل". وأشار إلى أن "إبرام الاتفاق بات رهناً بوجود إرادة حقيقية للتوصل إلى حل مقبول لدى الطرفين"، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يفضّل "اتفاقاً تفاوضياً"، لكنه في الوقت نفسه "مستعد للدفاع عن مصالحه" في حال تعثرت المفاوضات.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر تأجيل الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 50% على بعض الدول من 9 يوليو/تموز إلى الأول من أغسطس/آب. وأعلن ترامب الاثنين عزمه على فرض رسوم جمركية بنسبة لا تقل عن 25% على واردات الولايات المتحدة من اليابان وكوريا الجنوبية، من دون أن يشير إلى الاتحاد الأوروبي.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
الاتحاد الأوروبي يعتزم تخزين "معادن حرجة" تحسباً لتوترات
من جانبها، ذكرت المفوضية الأوروبية الاثنين أن مكالمة هاتفية "إيجابية" جرت بين رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأميركي. ومن المتوقع أن يتضمّن الاتفاق المزمع فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 10% على الواردات التي مصدرها الاتحاد الأوروبي مع استثناءات لبعض القطاعات، بحسب مصادر دبلوماسية. والقطاعات المعفاة هي الطيران والمشروبات الكحولية ومنتجات التجميل، وفق ما أفاد دبلوماسيون في بروكسل.
We are working closely with the US administration to get an agreement.
We are looking for a clear framework from which we can keep building.
We stick to our principles.
We defend our interests.
We continue the work in good faith.
pic.twitter.com/6SHJbB3y69
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen)
July 9, 2025
كما تُجرى حالياً مشاورات بشأن احتمال منح إعفاءات خاصة لقطاع السيارات استجابة للمخاوف الألمانية، وقد تُربط هذه الإعفاءات بنقل جزء من خطوط الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة. وهدد الرئيس الجمهوري في وقت سابق بفرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي اقترحها في نيسان/ إبريل الماضي، والتي بلغت 20%.
تفاؤل ألماني حذر بالتوصل إلى اتفاق الرسوم
في السياق ذاته، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز أنه "متفائل بحذر" بشأن إمكان التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "في الأيام المقبلة، في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري". وقال ميرز في كلمة أمام مجلس النواب الألماني (بوندستاغ): "هدفنا هو التوصل إلى اتفاق بأسرع وقت بأدنى الرسوم الجمركية الممكنة، هذا الهدف ليس من السهل تحقيقه بسبب المطالب الحالية للحكومة الأميركية".
طاقة
التحديثات الحية
احتياطي غاز استراتيجي لألمانيا لتجنب أزمات الصراعات
وصرح ميرز أنه أجرى اتصالات هاتفية مع كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمفوضية الأوروبية التي تقود المفاوضات نيابة عن الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي. وباعتبارها أول اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، تتعرض ألمانيا لضغوط خاصة بسبب اعتمادها على الصادرات، وهو ما أكده ميرز الأربعاء. وقال "إنه رهان مهم للتوظيف ولازدهار بلادنا"، مستشهداً بقطاعات الكيماويات والأدوية والسيارات والآليات والصلب.
(فرانس برس، العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
جهود متواصلة للسيطرة على حرائق اللاذقية والعراق يقدّم المساعدة
تواصل فرق الدفاع المدني السوري لليوم الثامن على التوالي، بمشاركة من فرق إطفاء تركية وأردنية، ودعم جوي من الطائرات السورية والتركية والأردنية واللبنانية، عمليات إخماد الحرائق في محافظة اللاذقية غربي البلاد، وفقاً لما أعلنه وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سورية رائد الصالح في تدوينة على موقع إكس. ووسط التضامن اللافت المسجَّل أخيراً، وجّه الصالح الشكر إلى العراق لإرساله فرق إطفاء برية من أجل المشاركة في دعم جهود إخماد حرائق الغابات في ريف اللاذقية عند الساحل السوري ، موضحاً أنّ من المخطّط مشاركة 10 مركبات إطفاء مع 10 ملاحق تزويد بالمياه والكوادر البشرية. وأكد: "نثمّن عالياً هذه المشاركة الإنسانية التي تعبّر عن الروابط العميقة بين البلدَين". لليوم الثامن على التوالي تواصل فرق الدفاع المدني السوري و أفواج الإطفاء وأفواج إطفاء الحراج في محافظة اللاذقية وبمشاركة من فرق الإطفاء التركية والأردنية، وبدعم جوي من الطائرات السورية والتركية الأردنية واللبنانية في عمليات إخماد حرائق الغابات في محافظة اللاذقية. شكّل اليوم الخميس… — Raed Al Saleh ( رائد الصالح ) (@RaedAlSaleh3) July 10, 2025 وأوضح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سورية أنّهم ينسّقون مع كلّ المحافظات السورية بخصوص مشاركة فرق الإطفاء من الرقة والحسكة ودير الزور في عمليات مكافحة الحرائق، مشيراً إلى أنّ تلك المشاركة سوف تكون من خلال كوادر بشرية و22 مركبة إطفاء، بالإضافة إلى جرّافتَين للدعم اللوجستي. وبيّن الصالح، في تدوينته نفسها، أنّ الدفاع المدني السوري يبذل جهوداً كبيرة لاحتواء الحرائق في المنطقة الجبلية من ريف اللاذقية بين كلّ من قسطل معاف وجبل النسر، بسبب التضاريس الوعرة جداً في المنطقة وانتشار المخلفات الحربية، علماً أنّ واحداً من تلك المخلّفات ينفجر كلّ 10 دقائق في المنطقة. من جهتها، انتقدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير أصدرته أمس الأربعاء، الإهمال الأممي والدولي المتكرّر في سورية، ابتداءً من زلزال فبراير/ شباط 2023 حتى حرائق يوليو/ تموز 2025. وأشارت إلى احتراق أكثر من 14 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، بمعدّل 140 كيلومتراً مربّعاً تمثّل 4% من الغطاء الحرجي في البلاد. وأضافت الشبكة: "تُجسّد استجابة المجتمع الدولي لهذه الكارثة واحدة من أبرز حالات الفشل الإنساني في التاريخ المعاصر"، إذ إنّ مشاركة الأمم المتحدة اقتصرت حتى الآن على ما وصفته بـ"التقييمات العاجلة"، في حين أنّ "الحرائق تلتهم آلاف الهكتارات كلّ ساعة". وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرها نفسه، أنّ الاتحاد الأوروبي لم يتفاعل مع كارثة حرائق اللاذقية طوال ستّة أيام، على الرغم من ادّعائه الدائم "الريادة في قضايا المناخ والبيئة"، وعلى الرغم من "امتلاكه آلية الحماية المدنية الأوروبية التي تتيح إرسال فرق إطفاء ومروحيات متخصّصة إلى أيّ نقطة" في القارة خلال أقلّ من 24 ساعة. وذكرت الشبكة أنّ جامعة الدول العربية، بدورها، لم تنسّق أيّ استجابة جماعية، على الرغم من أنّ حرائق غابات اللاذقية كارثة تمسّ منطقة عربية، فيما بقي البنك الدولي صامتاً تماماً من دون تقديم أيّ دعم طارئ، علماً أنّ آثار الحرائق طاولت البنية التحتية والاقتصاد السوري بصورة مباشرة. لكنّ الشبكة السورية لفتت إلى أنّه "في مقابل هذا الصمت الدولي، قدّمت دول الجوار السوري نموذجاً فاعلاً وسريعاً للاستجابة الإنسانية". وشرحت أنّ تركيا أرسلت مروحيّتَين و11 مركبة إطفاء فور تلقّيها نداء الاستغاثة في الخامس من يوليو/ تموز الجاري، أمّا الأردن فبادر إلى إرسال فرق دفاع مدني متخصّصة ومروحيّتَين من طراز "بلاك هوك" مزوّدتَين بأنظمة إطفاء حديثة. من جهته قام لبنان، على الرغم من أزماته الاقتصادية العميقة، بإرسال مروحيّتَين في السابع من يوليو. بيئة التحديثات الحية حرائق اللاذقية: عائلات تخسر منازلها وأرزاقها وتنزح مجدداً ووصفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما يحدث في سياق حرائق غابات اللاذقية بأنّه "انتهاك للقانون الدولي"، موضحةً أنّ الاستجابة الدولية المتأخّرة تُعَدّ خرقاً لعدد من المبادئ الأساسية في القانون الدولي العام، من قبيل "انتهاك مبدأ عدم التمييز، والإخلال بالالتزامات البيئية الدولية، بالإضافة إلى نمط الإهمال المتكرر". وطالبت الشبكة الأمم المتحدة بإعلان حالة طوارئ بيئية عاجلة في سورية، وتفعيل صندوق الاستجابة المركزية للطوارئ بمبلغ لا يقلّ عن 75 مليون دولار أميركي، ونشر فرق تقنية متخصّصة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في خلال 24 ساعة، وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في أسباب تأخّر الاستجابة الأممية وتقديم تقرير في خلال 30 يوماً. كذلك طالبت الاتحاد الأوروبي بتفعيل آلية الحماية المدنية الأوروبية لإرسال فرق إطفاء ومعدّات متخصّصة في خلال 48 ساعة، وإطلاق مبادرة أوروبية للعدالة المناخية في منطقة البحر الأبيض المتوسط تشمل سورية بوصفها "شريكاً فعلياً".


القدس العربي
منذ 5 ساعات
- القدس العربي
لماذا يبدو ترامب ضعيفا أمام بوتين؟
مع طغيان حوادث الحروب الأمريكية الإسرائيلية في منطقتنا، توارت إلى الظل وقائع حرب أوكرانيا، وإن بدت تطوراتها متصاعدة في عامها الرابع، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل نحو عام، أنه سيوقف حرب أوكرانيا خلال 24 ساعة من لحظة دخوله إلى البيت الأبيض مجددا، ثم مرت الشهور تلو الشهور، وقضى ترامب نصف سنة في رئاسته الجديدة، ولكن دون أن تنطفئ نار الحرب، بل زاد لهيبها، ربما لأن صاحب القرار في حرب أوكرانيا هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وليس ترامب، الذي أجرى مع بوتين ست مكالمات هاتفية رسمية مطولة، وأعرب بعد الاتصال الأخير عن إحباطه من بوتين، وأوحى بالعودة إلى مدّ أوكرانيا بالصواريخ والذخائر، بعد توقف جزئي محدود، فيما كان رد بوتين عاصفا في الميدان الحربي، ورقيقا ـ ربما ساخرا ـ في الميدان الدبلوماسي، وداعيا ترامب من خلال تصريحات الكرملين والخارجية الروسية إلى الاستمرار في بذل جهوده الحميدة لإحلال السلام. يد أمريكا تبدو طليقة ناهية آمرة في منطقتنا، بينما تبدو اليد نفسها مقيدة في مناطق أخرى، وربما مشلولة في حرب أوكرانيا ولكن ما هو الفارق؟ الذي يجعل كلمة الرئيس الأمريكي تبدو مسموعة آمرة في منطقتنا وحروبها، بينما يجرى تجاهلها بخشونة في حرب أوكرانيا، رغم إشارات ترامب المتعددة لعلاقة صداقة خاصة غامضة الدواعي مع الرئيس الروسي، الجواب المباشر ظاهر في حالة العالم اليوم، وهو يمر بمراحل انتقال عسيرة من عالم القطب الأمريكي الواحد إلى دنيا تعدد الأقطاب. وفيما تبدو منطقتنا المنكوبة أشبه بالربع الخالي، إلا من سطوة أمريكا المتصلة لعقود طويلة مريرة، بينما يطل النفوذان الصيني والروسي على نحو خجول، وعبر نوافذ متناثرة من إيران إلى مصر والجزائر، بينما الوضع في شمال العالم مختلف، ومن حول أوكرانيا وشمال المحيط الهادي بالذات، ورغم وجود اختراقات صينية اقتصادية غالبا في منطقتنا، غير أن أثرها الإجمالي يبدو محدودا، بالذات في حوض الثروة الخليجية، بينما تتصاعد أمارات التنافس في المنطقة الأوراسية، ومن حول الثقل الجبار للصين المدعوم من روسيا، وعبر تكتلات من نوع تحالف شنغهاي، وروابط روسيا مع كثير من جمهوريات آسيا الوسطى، الخارجة من معطف الاتحاد السوفييتي السابق، مع تضاعف معدلات التبادل التجاري والتكنولوجي بين بكين وموسكو، ما جعل اقتصاد روسيا يبدو عصيا على الكسر، رغم فرض الغرب ما زاد إلى اليوم على العشرين ألف عقوبة على الاقتصاد الروسي، إضافة لعلاقة تحالف متنامية بين السلاح الروسي والسلاح الصيني، وإن احتفظ كل طرف بهامش استقلال ضروري، جعل معدلات نمو وامتياز السلاح الصيني، تفرض نفسها، فالصين توالي تطوير أسلحتها البحرية، وتدخل باقتدار في مضمار صناعة حاملات الطائرات، إضافة إلى سبق مذهل تحققه في مجال صناعة القاذفات الشبحية، ونظم الدفاع الجوي الأحدث، وهو ما كان له أثره الظاهر في علو كعب باكستان خلال حربها القصيرة الأخيرة مع الهند، التي تفاخر ترامب بدوره في إيقافها، وإن ردت عليه الهند الأقرب للتحالفات الأمريكية بالإنكار، فيما سكتت باكستان الأقرب عسكريا للصين، وإن بدت الصورة في قلب آسيا وجنوبها أكثر تعقيدا، فلا تزال موسكو هي المورد الأول للسلاح إلى الهند، بينما الخلافات التاريخية الحدودية بين الهند والصين متصلة، ولا تعيق حركة التبادل التجاري، فالصين هي الشريك التجاري الأول للهند كما لباكستان ولروسيا نفسها، والوضع ذاته سائد لصالح الصين مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا ذاتها، فضلا عن الاجتياح الصيني التجاري مع افريقيا، وتلك حالة يحاول ترامب أن يحد منها بحروبه الجمركية، ولكن من دون نجاح كبير حتى اليوم، فالطاقة الإنتاجية للصين تعدت منافسيها بأشواط بعيدة، وربما لم يعد لأمريكا من امتياز ظاهر، إلا في مجال شركات التكنولوجيا الكبرى، وهو المجال الذى تزاحم فيه الصين بقوة، وتصنع لنفسها فضاء عالميا متسعا، بدا في توسع منظمة بريكس بلس، التي انضمت إليها إندونيسيا ـ أكبر دولة مسلمة ـ في قمة البرازيل الأخيرة، وتلعب الصين مع روسيا أدوارا متناسقة في دعم بريكس وتوسيع نفوذها الاقتصادي، وقد صار أكبر من النفوذ الاقتصادي لمجموعة الدول السبع الكبرى الملتفة حول واشنطن، وإن كانت مشكلة بريكس أنها جسد اقتصادي تجاري بلا ذراع عسكري جامع، بينما التعاون العسكري في قلب البريكس بين الصين وروسيا ذاهب إلى آفاق متطورة، لها الدور الأساس في خدمة صناعة السلاح الروسي المتقدم تكنولوجيا، وإلى حد أن مارك روته سكرتير حلف شمال الأطلنطي (الناتو) قال مؤخرا، إن روسيا تنتج سلاحا في ثلاثة شهور قدر ما ينتجه الغرب كله في سنة كاملة والمعنى ببساطة مما سبق، أن يد أمريكا تبدو طليقة ناهية آمرة في منطقتنا، بينما تبدو اليد نفسها مقيدة في مناطق أخرى، وربما مشلولة في حرب أوكرانيا مثلا، ويستطيع ترامب هناك أن يقول ما يشاء، لكن روسيا بدعم صيني هي التي تفعل ما تشاء، واللعبة هناك محجوزة مفاتيحها للرئيس الروسي، وهذا ما تشهد به وقائع الشهور الستة الأخيرة منذ عودة ترامب للرئاسة، فقد تصور ترامب أن ادعاءاته السلامية قد تجدي هناك، وأن بوسعه اقتسام كعكة أوكرانيا مع موسكو، وسارع إلى عقد اجتماعات ومفاوضات سلام من الرياض إلى إسطنبول، لكن بوتين احتفظ دائما بالكرة بين قدميه، وأرهق ترامب وأغرقه في دوامة الاقتراحات والمبادرات والمراوغات، التي كانت رؤية بوتين فيها ظاهرة بلا التباس، فهو يعطي ترامب من طرف اللسان حلاوة، لكنه لا يحيد أبدا عن أهدافه المعلنة في حرب أوكرانيا، وهو يدرك أنها حرب ذات طابع عالمي تجري في الميدان الأوكراني، تواجه فيها روسيا تحالفا من 54 دولة تقودها أمريكا، وسعى بوتين إلى تحييد واشنطن وإخراجها قدر الإمكان من ساحة المواجهة الجارية، ثم الانفراد بأوروبا وإنهاكها في الميدان العسكري، واستنفاد كثير من بهلوانيات ترامب وتنازلاته المعلنة لصالح موسكو، ومن نزعته العدوانية المتعالية على حلفاء أمريكا الأوروبيين، ومن احتقاره البادي للرئيس الأوكراني زيلينسكي، وعبر الشهور الستة الماضية، بدا أن خطة بوتين تؤتى أكلها، رغم عودة البنتاغون إلى مد أوكرانيا بشحنات صواريخ باتريوت بعد انقطاع موقوت، اشتكى فيه ترامب من نقص المخزونات الأمريكية، فيما واصلت أوروبا إمداد الميدان الأوكراني بكل ما تملك من سلاح، وتظاهرت بقبول شروط ترامب رفع إسهامها المالي في موازنة الناتو إلى 5% من الناتج القومي، وإن راوغت بتأجيل التنفيذ الكامل إلى عام 2035، لكن ترامب بدا سعيدا بإنهاك أوروبا، وهو ما ظهرت ملامحه في دول أوروبا الغربية الكبرى، ففيما بدت بريطانيا وألمانيا أكثر تصميما على مواجهة بوتين، وتصعيد نبرات العداء لروسيا في تصريحات وأفعال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني الجديد فريدريش ميريتس، وزيادة توريد المال والسلاح والصواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، وتأييد ودعم اختراقات أوكرانية خاطفة، كان أهمها ضرب قاذفات استراتيجية في مطارات شرق روسيا، فيما بدا ترامب متفهما لضرورات الرد الروسي، الذي جاء خلافا لتوقعات كثيرة، وركز على قصف المطارات وقواعد الدعم الأوروبي في كل مساحة أوكرانيا، ولم يلجأ لقصف نووي تكتيكي، بل وجه طاقته لقضم تدريجي متسارع لأراضي المقاطعات الأربع التي أعلنت روسيا ضمها (لوغانتسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون)، وأضاف إليها بعد تحرير مقاطعة كورسك الروسية مقاطعات أخرى، لم تتوقف عند حد إقامة مناطق عازلة في مقاطعتي خاركيف وسومي، بل أضافت توغلا عسكريا مدروسا إلى قلب مقاطعة دنيبرو بتروفسك غرب نهر دنيبرو، ما أشار إلى انفتاح شهية روسيا لضم المزيد من أراضي أوكرانيا، ربما وصولا إلى أوديسا على شاطئ البحر الأسود، ولا يبدو بوتين في عجلة من أمره، ولا في حاجة إلى تغيير مسمى العملية العسكرية الروسية الخاصة، فهو لم يعلن الحرب كاملة حتى الآن، ولا حالة الطوارئ الشاملة، ويسعى لامتصاص الضربات المعادية المؤذية إعلاميا لهيبة روسيا، ويوفر جهده لكسب أراضي ما يسميه روسيا الجديدة أو نوفو روسيا، وإنهاك الخصوم الأوروبيين، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمعاودة التواصل الهاتفي مع بوتين، ربما لحجز مكان في تفاوض محتمل مع روسيا، التي باتت أغلب الآراء الغربية تسلم بانتصارها في الميدان الأوكراني. وبالجملة، فات الميعاد على إمكانية قلب حقائق الميدان في أوكرانيا، وليس بوسع ترامب مواصلة استعراضاته السلامية هناك، حتى إن تحجج بخذلان بوتين، الذي يدير اللعبة ويصفع ترامب بهدوء قاتل، وبتماسك أعصاب لاعب الشطرنج المحترف، وليس بشطحات ترامب المغرم بإطلاق التصريحات، وليس بإطلاق القنابل والصواريخ والطائرات الأمريكية المهزومة في الميدان الأوكراني. كاتب مصري Kandel2002@


القدس العربي
منذ 12 ساعات
- القدس العربي
رئيس لبنان: لا رجوع عن حصر السلاح والتطبيع مع إسرائيل غير وارد حاليا
بيروت: أكد الرئيس اللبناني جوزف عون، الجمعة، أن قرار حصر السلاح بيد الدولة 'اتخذ ولا رجوع عنه'، مشيرا إلى أن التطبيع مع إسرائيل 'غير وارد حاليا'. وقال في كلمة أمام وفد مجلس العلاقات العربية والدولية ببيروت، إن 'القرار بحصرية السلاح (بيد الدولة) قد اتخذ ولا رجوع عنه، وقرار الحرب والسلم من صلاحيات مجلس الوزراء'. وأشار عون إلى أن 'مسألة التطبيع مع إسرائيل غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة'، وفق بيان لرئاسة الجمهورية عبر منصة إكس. كما أعرب عن حرص لبنان 'على إقامة علاقات جيدة مع سوريا، مع التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من البلدين'. رئيس الجمهورية أمام وفد مجلس العلاقات العربية والدولية: – نشدد على أهمية وحدة اللبنانيين وتعاون مختلف الأفرقاء مع الدولة، من أجل حماية البلاد، وتحصينها، ومواجهة ما يمكن ان يُخطط لها من مؤامرات – إنّ قرار حصرية السلاح قد اتُّخذ، ولا رجوع عنه، وقرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس… — Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 11, 2025 سفراء الاتحاد الأوروبي يؤكدون التزامهم الثابت بدعم لبنان ومساندتهم لتسهيل عودة اللاجئين السوريين أكد سفراء دول الاتحاد الأوروبي في لبنان، خلال لقائهم رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، اليوم الجمعة التزامهم الثابت بدعم لبنان ومساندتهم للخطوات التي تسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وأكد السفراء 'التزام الاتحاد الأوروبي الثابت بدعم لبنان،' مشددين على' استمرار دعمهم للمسار الإصلاحي، لا سيما في الشقين الاقتصادي والمالي، بالإضافة إلى استقلالية القضاء'. وأعربوا عن 'مساندتهم للخطوات التي تسهل العودة الآمنة والمستدامة للنازحين السوريين إلى بلادهم.' من جهته شكر الرئيس سلام 'ممثلي دول الاتحاد الأوروبي على دعمهم الإنساني والاقتصادي المستمر للبنان، وأطلعهم على مسار الإصلاحات الجارية، وما يرتقب تنفيذه في الأسابيع والأشهر المقبلة.' وأكد أن 'الدولة ماضية في بسط سلطتها على كامل أراضيها، كما جاء في اتفاق الطائف والبيان الوزاري'. وأشاد الرئيس سلام 'بمساهمة دول الاتحاد بأكثر من 600 مليون دولار للمناطق المتضررة من العدوان'، معتبرا أن 'هذا الدعم يشكل ركيزة أساسية لتعزيز صمود السكان والحفاظ على الاستقرار'. وشدد رئيس الحكومة على 'أهمية تجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) لسنة إضافية، نظرا لدورها المحوري في تعزيز الاستقرار في الجنوب، وتطبيق القرار 1701'. (وكالات)