الفلسفة والذكاء الاصطناعي في مؤتمر بـ"آداب المنصورة".. غدا
ويأتي المؤتمر الدولي الخامس، تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعي: أسسه المنطقية وأبعاده المستقبلية».
ويناقش المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية رئيس جامعة المنصورة الأستاذ الدكتور شريف خاطر وبرئاسة الأستاذ الدكتور محمود الجعيدي عميد كلية آداب المنصورة، علاقة الذكاء الاصطناعي بالمنطق والفلسفة وتأثيراته على مستقبل العلوم الإنسانية.
وقال الأستاذ الدكتور عادل عوض، رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة المنصورة ومقرر المؤتمر، إن هذا المؤتمر يعد الأول من نوعه في موضوعه؛ حيث يلقي الضوء على الأسس المنطقية للذكاء الاصطناعي مما يؤكد أنه نشأ في أحضان المنطق، وتطور بتطور المنطق الرياضي.
وأضاف أن المؤتمر يناقش إسهامات الفلسفة والمنطق في إنجاز آليات الذكاء الاصطناعي وتقنياته، وكذلك مستقبل العلوم الإنسانية في ضوء تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث لا تنفك تلك العلوم بما فيها من أبعاد نظرية عن الاهتمام بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة.
وأشار إلى أن المنطق يؤدي دورًا أساسيًا في الذكاء الاصطناعي منذ أن بدأ هذا المجال، وقد تجلى هذا الدور بوضوح في تمثيل المعرفة وصياغة الخوارزميات.
وذكر أن المنطق هو العمود الفقري للذكاء الاصطناعي، حيث يوفر الأسس للتفكير وحل المشكلات واتخاذ القرارات وبدون المنطق لن يتمكن الذكاء الاصطناعي من نمذجة العالم أو اتخاذ قرارات ذكية بناء على هذه النمذجة، فالذكاء الاصطناعي ببساطة إحدى ممارسات المنطق الرياضي وهو لا يرتبط فحسب بالرياضيات التجريبية التي تتصف بها العلوم الفيزيائية، بل إن ثمة حلقات مهمة تربطه أيضًا بأدبيات الفلسفة والعلوم الإنسانية.
الفلسفة والذكاء الاصطناعي
ويهدف المؤتمر إلى التأكيد على أهمية دور المنطق الرياضي في نشأة وتطور الذكاء الاصطناعي، وفهم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل استعمالها في تطبيقات متنوعة، والكشف عن مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على حل المشكلات المعقدة في العلوم الإنسانية ولا سيما مشكلات المنهج، والتجارب، وتحليل النصوص، والمقارنات والتنميط.
كما يهدف المؤتمر إلى فتح آفاق جديدة أمام العلوم الإنسانية لمناقشة موضوعات جديدة في إطار تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتأسيس لخطط استراتيجية من أجل دعم الأبحاث العلمية التطبيقية فيما يخص المجتمع والدولة، وتطوير مفاهيم ومناهج العلوم الإنسانية لتنسجم مع سياق الذكاء الاصطناعي.
ويشارك في المؤتمر نخبة من المفكرين والأكاديميين والباحثين من مختلف الجامعات المصرية والعربية، المعنيين بمجال الذكاء الاصطناعي في العلوم الإنسانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار المصرية
منذ 8 ساعات
- النهار المصرية
خلال كلمة فضيلته في مؤتمر 'الذكاء الاصطناعي أسسه المنطقية وأبعاده المستقبلية' بجامعة المنصورة.. مفتي الجمهورية: الذكاء الاصطناعي استُخدم في القتل كما حدث في العدوان على غزة
قال فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه بالعقل، ومن هذه القدرة الفذة نشأت العلوم، وتفرعت الصناعات والفنون، وسارت البشرية في دروب التقدم، حتى بلغنا عصرًا تحاكي فيه التقنية الإدراك البشري، وتحلل وتتَّخذ قراراتٍ معقدةً. مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي ليس كيانًا منفصلًا، بل هو امتداد للعقل الإنساني، ومن الطبيعي أن يسخر هذا الإنجاز العلمي لخدمة البشرية، داخل إطار من القيم والضوابط. جاء ذلك خلال كلمة فضيلته في المؤتمر الخامس لكلية الآداب بجامعة المنصورة، تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي أُسسه المنطقية وأبعاده المستقبلية". وأوضح فضيلة المفتي أن الإسلام رفع من شأن العقل وجعله مناطًا للتكليف، وأساسًا للتكريم، وأن الشرع لا يتصادم مع العقل السليم، بل ينيره ويهديه، مشيرًا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي بُنيت على المنطق الرياضي، والتعلم الإحصائي، ونمذجة المعرفة، وهي أدوات تجسد العقل الإنساني في أدق صوره، وتنتج أنظمة قادرة على التعلم والفهم والتحليل والتشخيص، مشيرًا إلى أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي لا يمكن فصله عن استشراف المستقبل من جهتين: الجهة الأولى، تتمثل في الأمل في نفع البشرية، مشيرًا الى أن ما يمكن أن تقدمه هذه التقنيات من تحسينات للحياة أمر لا يستهان به، والجهة الثانية: تكمن في الحذر من التهديدات والتحديات التي تنشأ عنه، فالذكاء الاصطناعي -رغم مزاياه- يحمل بين طياته تهديدات أخلاقية ومعرفية عميقة، فتصبح قرارات الآلة انعكاسًا لانحرافات الإنسان في مجالات شتى. وشدَّد فضيلة المفتي على أن هذه التهديدات تتجلى في أبشع صورها حين يستخدم الذكاء الاصطناعي في القتل، كما في العدوان على غزة، حيث استُخدمت التقنية في تحليل الصور والتنبؤ بالحركات واستهداف الأحياء السكنية بدقة؛ ما أدَّى إلى وقوع آلاف الضحايا. وهنا تبرز الحاجة إلى ميثاق أخلاقي وإنساني عالمي ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي، لا من منطلق السوق والربح، بل من منطلق العدل والرحمة وصيانة الكرامة الإنسانية، مبينًا أن الإسلام رسم طريقًا وسطًا في التعامل مع هذه التقنيات، يوازن بين الاحتفاء بالعقل وضبطه بالوحي، وأن الذكاء الاصطناعي لا يُحكم عليه بذاته، بل بمآلات استخدامه، في الخير أو في الشر. ودعا فضيلة مفتي الجمهورية إلى صياغة ميثاق أخلاقي عالمي مستند إلى القيم الإنسانية ومقاصد الشريعة، وتعزيز البرامج لتحصين الأجيال القادمة من الانبهار الأعمى بهذه التقنية، من خلال تنشئة تربوية ودينية تعلمهم أن التقنية وسيلة، لا غاية. كما دعا فضيلته إلى ضرورة الموازنة بين العقل والنقل، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية، ممثلة في الأمانة العامة، تتعامل مع واقع الذكاء الاصطناعي بوعي علمي رصين ومسؤولية شرعية، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء ستعقد مؤتمرها العالمي العاشر بعنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، يومَي 12 و13 أغسطس 2025، برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتأصيل دَور المفتي المعاصر في التعامل مع النصوص والواقع المتغير. وأشار فضيلة المفتي إلى أن هذا المؤتمر قد جاء في وقته وحينه؛ ليقطع الطريق على أولئك الذين يحاولون التقليل من سائر العلوم الفلسفية والمنطقية، ويؤكد تلك العَلاقة بين العلوم الفلسفية وسائر العلوم الإنسانية والتجريبية. كما أوصى فضيلته بأن يكون من ضمن مخرجات المؤتمر وتوصياته؛ ضرورة المحافظة على تدريس المواد الفلسفية والمنطقية؛ وذلك تحقيقًا لواجبٍ وإقرارًا بفضلٍ. وفي ختام كلمته أكد مفتي الجمهورية أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الاستقلال بصناعة الفتوى؛ لأنه يفتقد مَلَكة الفقه، وروح المقاصد، داعيًا الشباب إلى التمييز بين أدوات المعرفة وأدوات الإفتاء، فبرامج الذكاء قد تنتج فتاوى غير صحيحة تؤدي إلى فوضى فكرية. كما أشار إلى أن دار الإفتاء تستقبل الأفكار الإبداعية لتطوير الخطاب الإفتائي بما يناسب تحولات المجتمع. وقد شهد المؤتمر حضور لفيفٍ من القيادات الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس بجامعة المنصورة، يتقدَّمهم أ.د شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة و أ.د محمود الجعيدي، عميد كلية الآداب، وأ.د مسعد سلامة، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث.


بوابة الفجر
منذ 9 ساعات
- بوابة الفجر
رئيس جامعة المنصورة يفتتح المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآداب بحضور مفتي الجمهورية
افتتح الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، اليوم الأحد، فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآداب بعنوان: "الذكاء الاصطناعي... أُسسه المنطقية وأبعاده المستقبلية"، بحضور فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. يُعقد المؤتمر بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من مصر والدول العربية، ويضم أكثر من 80 ورقة بحثية، تتناول أسس الذكاء الاصطناعي المنطقية وأبعاده من زوايا فلسفية، ومنطقية، ودينية، وإنسانية. شهدت الجلسة الافتتاحية حضور كل من: الدكتور محمود الجعيدي، عميد كلية الآداب ورئيس المؤتمر، والدكتور مسعد سلامة، وكيل الكلية للدراسات العليا ونائب رئيس المؤتمر، والدكتور عادل عوض، رئيس قسم الفلسفة والمنطق ومقرر المؤتمر، والدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب، إلى جانب عمداء الكليات الحاليين والسابقين، ووكلاء الكليات، ورؤساء الأقسام، ونخبة من كبار المفكرين والعلماء وأساتذة الفلسفة والمنطق في مصر والعديد من الدول العربية، بالإضافة إلى لفيف من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب من مختلف الجامعات المصرية. وخلال كلمته، قال فضيلة المفتي الدكتور نظير عياد إن الإسلام رفع من شأن العقل وجعله مناطًا للتكليف، وأساسًا للتكريم، وأن الشرع لا يتصادم مع العقل السليم، بل ينيره ويهديه، مشيرًا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي بُنيت على المنطق الرياضي، والتعلم الإحصائي، وهي أدوات تجسد العقل الإنساني في أدق صوره، وتنتج أنظمة قادرة على التعلم والفهم والتحليل والتشخيص. وأشار إلى أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي لا يمكن فصله عن استشراف المستقبل من جهتين: الجهة الأولى تتمثل في الأمل في نفع البشرية، مشيرًا إلى أن ما يمكن أن تقدمه هذه التقنيات من تحسينات للحياة أمر لا يُستهان به، والجهة الثانية تكمن في الحذر من التهديدات والتحديات التي تنشأ عنه؛ فالذكاء الاصطناعي - رغم مزاياه - يحمل بين طياته تهديدات أخلاقية ومعرفية عميقة، إذ تصبح قرارات الآلة انعكاسًا لانحرافات الإنسان في مجالات شتى. وشدَّد فضيلة المفتي على أن هذه التهديدات تتجلى في أبشع صورها حين يُستخدم الذكاء الاصطناعي في القتل، كما في العدوان على غزة، حيث استُخدمت التقنية في تحليل الصور والتنبؤ بالحركات واستهداف الأحياء السكنية بدقة، ما أدَّى إلى وقوع آلاف الضحايا. وهنا تبرز الحاجة إلى ميثاق أخلاقي وإنساني عالمي ينظّم استخدامات الذكاء الاصطناعي، لا من منطلق السوق والربح، بل من منطلق العدل والرحمة وصيانة الكرامة الإنسانية، مبينًا أن الإسلام رسم طريقًا وسطًا في التعامل مع هذه التقنيات، يوازن بين الاحتفاء بالعقل وضبطه بالوحي، وأن الذكاء الاصطناعي لا يُحكم عليه بذاته، بل بمآلات استخدامه، في الخير أو في الشر. ودعا فضيلة مفتي الجمهورية إلى صياغة ميثاق أخلاقي عالمي مستند إلى القيم الإنسانية ومقاصد الشريعة، وتعزيز البرامج لتحصين الأجيال القادمة من الانبهار الأعمى بهذه التقنية، من خلال تنشئة تربوية ودينية تُعلِّمهم أن التقنية وسيلة، لا غاية. كما دعا فضيلته إلى ضرورة الموازنة بين العقل والنقل، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية، ممثلة في الأمانة العامة، تتعامل مع واقع الذكاء الاصطناعي بوعي علمي رصين ومسؤولية شرعية، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء ستعقد مؤتمرها العالمي العاشر بعنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، يومي 12 و13 أغسطس 2025، برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتأصيل دَور المفتي المعاصر في التعامل مع النصوص والواقع المتغير. وفي ختام كلمته، أكد مفتي الجمهورية أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الاستقلال بصناعة الفتوى؛ لأنه يفتقد مَلَكة الفقه وروح المقاصد، داعيًا الشباب إلى التمييز بين أدوات المعرفة وأدوات الإفتاء؛ فبرامج الذكاء قد تنتج فتاوى غير صحيحة تؤدي إلى فوضى فكرية. كما أشار إلى أن دار الإفتاء تستقبل الأفكار الإبداعية لتطوير الخطاب الإفتائي بما يناسب تحولات المجتمع. وفي كلمته، ثمّن الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، مشاركة فضيلة مفتي الجمهورية وضيوف المؤتمر من المفكرين والأكاديميين، مؤكدًا أن كلمة فضيلة المفتي قد لخّصت برؤية علمية وأخلاقية عميقة جوهر المؤتمر، الذي يربط بين الفلسفة والذكاء الاصطناعي، ويوظف البُعد الإنساني لضبط التطور التكنولوجي؛ حيث لا يمكن فصل التقدم التكنولوجي عن الأسس الإنسانية والأخلاقية التي يجب أن تضبطه. وأشار رئيس الجامعة إلى أن علم الفلسفة والمنطق يمثل أحد الأعمدة الأساسية في بناء الشخصية المتكاملة، وأن من الضروري تعزيز التكامل بين العلوم الإنسانية والتكنولوجية بما يسهم في تشكيل وعي قادر على التعامل الرشيد مع أدوات الذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أهمية وجود توصيات علمية ومؤسسية تضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وعلى رأسها الطب والتعليم والقانون، داعيًا إلى تكوين فرق عمل من خبراء في جميع التخصصات لوضع إطار متكامل للاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنية. ودعا إلى إعداد آليات متخصصة، من خلال فرق عمل من الخبراء في مختلف التخصصات، لصياغة أطر منهجية تضمن توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي بما يخدم الإنسان، ولا يهدد القيم أو الخصوصية أو العدالة. وأكد الدكتور محمود الجعيدي أن عنوان المؤتمر يعكس العلاقة الوثيقة بين العلوم الإنسانية والذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن المنطق هو أحد الأعمدة الأساسية التي بُني عليها علم البرمجة، وأن الذكاء الاصطناعي يمثل امتدادًا لقدرات الإنسان في التعلم والتفكير والاستنتاج. وأضاف أن التقدم في أبحاث الذكاء الاصطناعي مكَّن هذه التقنية من أداء مهام معقدة ومتنوعة، وأن من الضروري دمجها بشكل واعٍ في مناهج التعليم والبحث العلمي. وأوضح الدكتور مسعد سلامة أن المؤتمر يتناول العلاقة المتوازنة بين الذكاء الاصطناعي والعلوم الإنسانية في ضوء رؤية مصر 2030، مؤكدًا أن محاور المؤتمر تناولت تحديث مناهج الدراسات العليا، ودور الذكاء الاصطناعي في توجيه البحوث العلمية والاجتماعية بما يلبي احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي. وأكد الدكتور عادل عوض أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن فصله عن المنطق، وأن بناء أي نظام ذكي يتطلب بيئة منطقية تحكم تصرفاته وتوجّه آلياته. وأوضح أن المنطق هو العمود الفقري للذكاء الاصطناعي، وأن العلاقة بينهما تعود إلى بدايات نشأة الآلة الحاسبة مع الفيلسوف بليز باسكال، مشيرًا إلى أن التفكير المنطقي واتخاذ القرار من أبرز المهارات المطلوبة لعصر ما بعد الثورة الرقمية. وأعرب المفكر اللبناني الدكتور محمود حيدر عن سعادته بالتواجد في مصر، أرض المعرفة والعقيدة، معتبرًا أن هذا المؤتمر يمثل بوابة جديدة لطرح إشكاليات الذكاء الاصطناعي من منظور عقلاني وفلسفي. ولفت إلى أن العلاقة بين العلم والوحي، وبين الإنسان وما يصنعه، تتطلب منا مساءلة منطق الذكاء الاصطناعي نفسه، الذي لم يَعُد حبيس الرياضيات، بل أصبح يلامس حدود الفهم الإنساني. وفي ختام الجلسة الافتتاحية، كرّم الدكتور شريف خاطر، رئيس الجامعة، ضيف شرف المؤتمر فضيلة الدكتور نظير محمد عياد – مفتي الجمهورية، تقديرًا لإسهاماته الفكرية ورؤيته المستنيرة. كما تم تكريم عدد من الرموز الفكرية والأكاديمية، من بينهم: الدكتور ماهر عبد القادر، أستاذ تاريخ وفلسفة العلوم بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والدكتورة يمنى طريف الخولي، أستاذ فلسفة العلوم ومناهج البحث بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور إبراهيم ياسين، مؤسس ورئيس قسم الفلسفة الأسبق بكلية الآداب جامعة المنصورة، وذلك تقديرًا لإسهاماتهم العلمية المؤثرة في مجالات الفلسفة والمنطق وعلوم الإنسان. وعقب الجلسة، أعلن رئيس الجامعة انطلاق الفعاليات العلمية للمؤتمر، والتي تُعقد على مدار يومين بمشاركة باحثين من مصر وتسع دول عربية، تشمل: العراق، الجزائر، ليبيا، لبنان، الأردن، اليمن، السعودية، الكويت، والإمارات. ويناقش المؤتمر أكثر من 80 ورقة بحثية تتناول الذكاء الاصطناعي من منطلقات منطقية، وفلسفية، وإنسانية، ودينية، وتسعى إلى بلورة رؤية منهجية للتعامل مع التحولات الرقمية في ضوء القيم والمقاصد. كما يناقش التحديات الفكرية والأخلاقية للتقنية الحديثة، ويؤكد على أهمية صياغة ميثاق أخلاقي عالمي، وتعزيز دور العلوم الفلسفية في ضبط مسارات التطور الرقمي، إلى جانب إعلان التوصيات العلمية.


النهار المصرية
منذ 9 ساعات
- النهار المصرية
بحضور مفتي الجمهورية افتتاح المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآداب حول 'الذكاء الاصطناعي وأبعاده المستقبلية'
افتتح الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، اليوم الأحد الموافق 20 يوليو، فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآداب بعنوان: "الذكاء الاصطناعي... أُسسه المنطقية وأبعاده المستقبلية"، بحضور فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. يُعقد المؤتمر بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من مصر والدول العربية، ويضم أكثر من 80 ورقة بحثية، تتناول أسس الذكاء الاصطناعي المنطقية وأبعاده من زوايا فلسفية، ومنطقية، ودينية، وإنسانية. شهدت الجلسة الافتتاحية حضور كل من: الدكتور محمود الجعيدي، عميد كلية الآداب ورئيس المؤتمر، والدكتور مسعد سلامة، وكيل الكلية للدراسات العليا ونائب رئيس المؤتمر، والدكتور عادل عوض، رئيس قسم الفلسفة والمنطق ومقرر المؤتمر، والدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب، إلى جانب السادة عمداء الكليات الحاليين والسابقين، ووكلاء الكليات، ورؤساء الأقسام، ونخبة من كبار المفكرين والعلماء وأساتذة الفلسفة والمنطق في مصر والعديد من الدول العربية، بالإضافة إلى لفيف من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب من مختلف الجامعات المصرية. وخلال كلمته، قال فضيلة المفتي الدكتور نظير عياد إن الإسلام رفع من شأن العقل وجعله مناطًا للتكليف، وأساسًا للتكريم، وأن الشرع لا يتصادم مع العقل السليم، بل ينيره ويهديه، مشيرًا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي بُنيت على المنطق الرياضي، والتعلم الإحصائي، وهي أدوات تجسد العقل الإنساني في أدق صوره، وتنتج أنظمة قادرة على التعلم والفهم والتحليل والتشخيص. وأشار إلى أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي لا يمكن فصله عن استشراف المستقبل من جهتين: الجهة الأولى تتمثل في الأمل في نفع البشرية، مشيرًا إلى أن ما يمكن أن تقدمه هذه التقنيات من تحسينات للحياة أمر لا يُستهان به، والجهة الثانية تكمن في الحذر من التهديدات والتحديات التي تنشأ عنه؛ فالذكاء الاصطناعي - رغم مزاياه - يحمل بين طياته تهديدات أخلاقية ومعرفية عميقة، إذ تصبح قرارات الآلة انعكاسًا لانحرافات الإنسان في مجالات شتى. وشدَّد فضيلة المفتي على أن هذه التهديدات تتجلى في أبشع صورها حين يُستخدم الذكاء الاصطناعي في القتل، كما في العدوان على غزة، حيث استُخدمت التقنية في تحليل الصور والتنبؤ بالحركات واستهداف الأحياء السكنية بدقة، ما أدَّى إلى وقوع آلاف الضحايا. وهنا تبرز الحاجة إلى ميثاق أخلاقي وإنساني عالمي ينظّم استخدامات الذكاء الاصطناعي، لا من منطلق السوق والربح، بل من منطلق العدل والرحمة وصيانة الكرامة الإنسانية، مبينًا أن الإسلام رسم طريقًا وسطًا في التعامل مع هذه التقنيات، يوازن بين الاحتفاء بالعقل وضبطه بالوحي، وأن الذكاء الاصطناعي لا يُحكم عليه بذاته، بل بمآلات استخدامه، في الخير أو في الشر. ودعا فضيلة مفتي الجمهورية إلى صياغة ميثاق أخلاقي عالمي مستند إلى القيم الإنسانية ومقاصد الشريعة، وتعزيز البرامج لتحصين الأجيال القادمة من الانبهار الأعمى بهذه التقنية، من خلال تنشئة تربوية ودينية تُعلِّمهم أن التقنية وسيلة، لا غاية. كما دعا فضيلته إلى ضرورة الموازنة بين العقل والنقل، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية، ممثلة في الأمانة العامة، تتعامل مع واقع الذكاء الاصطناعي بوعي علمي رصين ومسؤولية شرعية، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء ستعقد مؤتمرها العالمي العاشر بعنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، يومي 12 و13 أغسطس 2025، برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتأصيل دَور المفتي المعاصر في التعامل مع النصوص والواقع المتغير. وفي ختام كلمته، أكد مفتي الجمهورية أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الاستقلال بصناعة الفتوى؛ لأنه يفتقد مَلَكة الفقه وروح المقاصد، داعيًا الشباب إلى التمييز بين أدوات المعرفة وأدوات الإفتاء؛ فبرامج الذكاء قد تنتج فتاوى غير صحيحة تؤدي إلى فوضى فكرية. كما أشار إلى أن دار الإفتاء تستقبل الأفكار الإبداعية لتطوير الخطاب الإفتائي بما يناسب تحولات المجتمع. وفي كلمته، ثمّن الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، مشاركة فضيلة مفتي الجمهورية وضيوف المؤتمر من المفكرين والأكاديميين، مؤكدًا أن كلمة فضيلة المفتي قد لخّصت برؤية علمية وأخلاقية عميقة جوهر المؤتمر، الذي يربط بين الفلسفة والذكاء الاصطناعي، ويوظف البُعد الإنساني لضبط التطور التكنولوجي؛ حيث لا يمكن فصل التقدم التكنولوجي عن الأسس الإنسانية والأخلاقية التي يجب أن تضبطه. وأشار رئيس الجامعة إلى أن علم الفلسفة والمنطق يمثل أحد الأعمدة الأساسية في بناء الشخصية المتكاملة، وأن من الضروري تعزيز التكامل بين العلوم الإنسانية والتكنولوجية بما يسهم في تشكيل وعي قادر على التعامل الرشيد مع أدوات الذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أهمية وجود توصيات علمية ومؤسسية تضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وعلى رأسها الطب والتعليم والقانون، داعيًا إلى تكوين فرق عمل من خبراء في جميع التخصصات لوضع إطار متكامل للاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنية. ودعا إلى إعداد آليات متخصصة، من خلال فرق عمل من الخبراء في مختلف التخصصات، لصياغة أطر منهجية تضمن توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي بما يخدم الإنسان، ولا يهدد القيم أو الخصوصية أو العدالة. وأكد الدكتور محمود الجعيدي أن عنوان المؤتمر يعكس العلاقة الوثيقة بين العلوم الإنسانية والذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن المنطق هو أحد الأعمدة الأساسية التي بُني عليها علم البرمجة، وأن الذكاء الاصطناعي يمثل امتدادًا لقدرات الإنسان في التعلم والتفكير والاستنتاج. وأضاف أن التقدم في أبحاث الذكاء الاصطناعي مكَّن هذه التقنية من أداء مهام معقدة ومتنوعة، وأن من الضروري دمجها بشكل واعٍ في مناهج التعليم والبحث العلمي. وأوضح الدكتور مسعد سلامة أن المؤتمر يتناول العلاقة المتوازنة بين الذكاء الاصطناعي والعلوم الإنسانية في ضوء رؤية مصر 2030، مؤكدًا أن محاور المؤتمر تناولت تحديث مناهج الدراسات العليا، ودور الذكاء الاصطناعي في توجيه البحوث العلمية والاجتماعية بما يلبي احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي. وأكد الدكتور عادل عوض أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن فصله عن المنطق، وأن بناء أي نظام ذكي يتطلب بيئة منطقية تحكم تصرفاته وتوجّه آلياته. وأوضح أن المنطق هو العمود الفقري للذكاء الاصطناعي، وأن العلاقة بينهما تعود إلى بدايات نشأة الآلة الحاسبة مع الفيلسوف بليز باسكال، مشيرًا إلى أن التفكير المنطقي واتخاذ القرار من أبرز المهارات المطلوبة لعصر ما بعد الثورة الرقمية. وأعرب المفكر اللبناني الدكتور محمود حيدر عن سعادته بالتواجد في مصر، أرض المعرفة والعقيدة، معتبرًا أن هذا المؤتمر يمثل بوابة جديدة لطرح إشكاليات الذكاء الاصطناعي من منظور عقلاني وفلسفي. ولفت إلى أن العلاقة بين العلم والوحي، وبين الإنسان وما يصنعه، تتطلب منا مساءلة منطق الذكاء الاصطناعي نفسه، الذي لم يَعُد حبيس الرياضيات، بل أصبح يلامس حدود الفهم الإنساني. وفي ختام الجلسة الافتتاحية، كرّم الدكتور شريف خاطر، رئيس الجامعة، ضيف شرف المؤتمر فضيلة الدكتور نظير محمد عياد – مفتي الجمهورية، تقديرًا لإسهاماته الفكرية ورؤيته المستنيرة. كما تم تكريم عدد من الرموز الفكرية والأكاديمية، من بينهم: الدكتور ماهر عبد القادر، أستاذ تاريخ وفلسفة العلوم بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والدكتورة يمنى طريف الخولي، أستاذ فلسفة العلوم ومناهج البحث بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور إبراهيم ياسين، مؤسس ورئيس قسم الفلسفة الأسبق بكلية الآداب جامعة المنصورة، وذلك تقديرًا لإسهاماتهم العلمية المؤثرة في مجالات الفلسفة والمنطق وعلوم الإنسان. وعقب الجلسة، أعلن رئيس الجامعة انطلاق الفعاليات العلمية للمؤتمر، والتي تُعقد على مدار يومين بمشاركة باحثين من مصر وتسع دول عربية، تشمل: العراق، الجزائر، ليبيا، لبنان، الأردن، اليمن، السعودية، الكويت، والإمارات. ويناقش المؤتمر أكثر من 80 ورقة بحثية تتناول الذكاء الاصطناعي من منطلقات منطقية، وفلسفية، وإنسانية، ودينية، وتسعى إلى بلورة رؤية منهجية للتعامل مع التحولات الرقمية في ضوء القيم والمقاصد. كما يناقش التحديات الفكرية والأخلاقية للتقنية الحديثة، ويؤكد على أهمية صياغة ميثاق أخلاقي عالمي، وتعزيز دور العلوم الفلسفية في ضبط مسارات التطور الرقمي، إلى جانب إعلان التوصيات العلمية.