logo
شراكة متجددة مع أميركا

شراكة متجددة مع أميركا

البلاد البحرينيةمنذ يوم واحد
شهدت العلاقات البحرينية الأميركية نقلة نوعية بفضل عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك مع وصول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية، فقد كانت هذه الزيارة تجسيداً لرؤية طموحة نحو تعزيز التعاون في جميع المجالات، وتكللت بإعلانات ومراسم توقيع على اتفاقيات بين القطاع الخاص في مملكة البحرين والقطاع الخاص الأميركي الصديق، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 17 مليار دولار أميركي، وهذه الأرقام ليست مجرد أرقام، بل هي مؤشرات قوية على حجم الثقة المتبادلة والإمكانات الهائلة التي تحملها هذه الشراكة.
وتعد الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها حجر الزاوية في هذه الزيارة التاريخية، فوصول قيمة هذه الاتفاقيات إلى 17 مليار دولار أميركي يعكس جاذبية استثمارية متبادلة ورغبة صادقة في بناء جسور اقتصادية قوية، كما أن هذه الاستثمارات سوف تعزز من تدفق رؤوس الأموال، وتخلق فرص عمل نوعية، وتدعم نمو مختلف القطاعات الاقتصادية في البحرين، من الطاقة والبنية التحتية إلى التكنولوجيا والخدمات المالية، مما يصب في جهود تنويع الاقتصاد الوطني بعيداً عن النفط، بما يتماشى مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
أما على الصعيد التقني، وخاصةً في عصر التهديدات السيبرانية المتزايدة، أصبح الأمن السيبراني ركيزة أساسية للأمن القومي والاقتصادي، وقد أولت زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء اهتماماً بالغاً لهذا المجال الحيوي، ومن المتوقع أن تفتح هذه الزيارة آفاقاً جديدة للتعاون في تبادل الخبرات والمعلومات حول أفضل الممارسات في حماية البنى التحتية الحيوية، وتطوير القدرات الدفاعية ضد الهجمات السيبرانية، مما يعزز من القدرات المحلية ويضمن بيئة رقمية آمنة للمؤسسات والأفراد، فتطوير الأمن السيبراني ليس فقط ضرورة أمنية، بل هو محفز للنمو الاقتصادي، فهو يزيد من ثقة الشركات والأفراد في التعاملات الرقمية، مما يشجع على الابتكار والاستثمار في الاقتصاد الرقمي.
وبالطبع لا يمكن تحقيق التطلعات التكنولوجية والاقتصادية دون الاستثمار في رأس المال البشري، وهنا يأتي دور محور التدريب وبناء القدرات الذي حظي باهتمام خاص خلال الزيارة، من خلال اقتراح عدد من المبادرات المشتركة لبرامج تدريب متقدمة للشباب البحريني في مجالات التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، فالتعاون مع المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب الأميركية الرائدة سيوفر للكوادر البحرينية فرصاً لا تقدر بثمن لصقل مهاراتهم واكتساب المعرفة اللازمة لمواكبة التطورات العالمية، وهذا الاستثمار في التعليم والتدريب لن يخدم فقط متطلبات سوق العمل المحلي، بل سيجعل البحرين مركزاً إقليمياً للكفاءات التقنية المتخصصة، مما يعزز من قدرتها التنافسية ويجذب المزيد من الاستثمارات النوعية العالمية. (اقرأ المقال كاملا بالموقع الإلكتروني)
وفي الختام، فإن زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأميركية تعد علامة فارقة في جهود الدفع بالمسيرة التنموية الشاملة، حيث أن حجم الاتفاقيات الاقتصادية إلى جانب التركيز الاستراتيجي على مجالات حيوية كالأمن السيبراني والتدريب والذكاء الاصطناعي، يؤكد على حرص القيادة الحكيمة على الاستثمار في المستقبل، وهذه الشراكة الاستراتيجية لا تعزز فقط الروابط الثنائية بين البلدين الصديقين، بل تضع البحرين على خريطة الابتكار والتكنولوجيا كمركز إقليمي رائد، قادر على استقطاب المواهب والاستثمارات، والمساهمة بفاعلية في بناء اقتصاد عالمي أكثر ترابطاً وتقدماً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تداولات العملات الرقمية بالنصف الأول تتجاوز 9.3 تريليون دولار
تداولات العملات الرقمية بالنصف الأول تتجاوز 9.3 تريليون دولار

البلاد البحرينية

timeمنذ 29 دقائق

  • البلاد البحرينية

تداولات العملات الرقمية بالنصف الأول تتجاوز 9.3 تريليون دولار

بعد أن أنهت العام 2024 بمتوسط حجم تداول شهري تجاوز 1.5 تريليون دولار أميركي، وهو ثاني أعلى مستوى في تاريخ السوق، شهدت بورصات العملات الرقمية رحلة متقلبة في العام 2025. وتذبذبت أحجام التداول الشهرية بشكل حاد صعودا وهبوطا، ما يعكس الطبيعة غير المتوقعة لسوق العملات الرقمية. ومع ذلك، وعلى الرغم من التقلبات السعرية الكبيرة والتقلبات المستمرة، تمكنت بورصات العملات الرقمية من تسجيل أعلى حجم تداول للنصف الأول من العام منذ 2021. وفقا للبيانات التي قدمها موقع ' ارتفع حجم تداول بورصات العملات الرقمية إلى 9.36 تريليون دولار أميركي في النصف الأول من العام 2025، مسجلا أعلى رقم للنصف الأول منذ العام 2021. ويعود سبب هذا الارتفاع في نشاط التداول في النصف الأول من العام إلى عدة عوامل. فقد شهدت الأشهر الأولى تقلبات هائلة في أسعار العملات الرقمية، وتزايد الضغط التنظيمي، وعدم اليقين الاقتصادي الكلي، ما أدى إلى عمليات بيع بدافع الذعر ورفع نشاط التداول إلى مستويات قياسية. كما أدت أحداث مثل إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية والاختراقات الكبيرة للعملات الرقمية، بما في ذلك اختراق 'Bybit' بقيمة 1.5 مليار دولار، إلى عمليات خروج بدافع الذعر. ومع ذلك، اعتبر العديد من اللاعبين المؤسسيين هذه الانخفاضات فرصا للشراء، ما ساعد على تعويض التقلبات التي يغذيها مستخدمو التجزئة جزئيا. وكانت النتيجة خامس أعلى حجم تداول شهري لبورصات العملات الرقمية في السنوات الأربع الماضية.

سمو ولي العهد رئيس الوزراء في واشنطن.. رؤية تقود البحرين نحو المستقبل
سمو ولي العهد رئيس الوزراء في واشنطن.. رؤية تقود البحرين نحو المستقبل

الوطن

timeمنذ 4 ساعات

  • الوطن

سمو ولي العهد رئيس الوزراء في واشنطن.. رؤية تقود البحرين نحو المستقبل

تحرص مملكة البحرين على ترسيخ دعائم علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لما يخدم التطلعات والمصالح المشتركة، ويعود بالخير والمنفعة على الشعبين الصديقين، ولقد جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتؤكد بأن مملكة البحرين تسير بثبات في سياستها المتزنة في علاقاتها مع المجتمع الدولي. هذه الزيارة الرسمية جاءت لترسم معالم دخول العلاقات البحرينية الأمريكية في مرحلة جديدة، تستمد قوتها ومتانتها من الإرث التاريخي الكبير والمديد، الذي اتسمت به هذه العلاقات على مدى أكثر من قرن، والتي كان لها دور محوري ورئيسي في أمن واستقرار منطقة الخليج، وبالتالي تقدم عجلة التنمية والازدهار فيها. وإن توقيع الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار، تأتي ضمن رؤية طموحة نحو مستقبل أكثر تكاملاً، وازدهاراً، وهي تعد نقلة استراتيجية في تاريخ العلاقات البحرينية الأمريكية. مملكة البحرين هي محل إعجاب دول العالم من خلالها التزامها الثابت بنهج التسامح، والتعايش، ونشر ثقافة الحوار، واحترام مختلف الأديان، وهذا ما ساهم في ترسيخ المكانة الحضارية والإنسانية للبحرين في المجتمع الدولي. إن زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لأمريكا، جاءت لترسخ مكانة البحرين في المجتمع الدولي، وتؤكد على أن رؤية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تمضي قدماً بخطى ثابتة وواثقة، لبناء شراكات استراتيجية متينة، قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، والارتقاء بمكانة المملكة عالمياً، وإن الإعلان خلال الزيارة عن حزمة استثمارية بقيمة 17 مليار دولار أمريكي، قد شمل مجالات متعددة منها التكنولوجيا والطاقة والصحة والتعليم، يصب في مصلحة الإنسان البحريني، ويؤكد حرص المملكة على أن الإنسان البحريني هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن، وهو الاستثمار الأهم، إضافة لتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون. وإن حفاوة الاستقبال الذي جرى لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في أحد أعرق مقرات الضيافة الرسمية في العاصمة الأمريكية واشنطن، في «بلير هاوس» هذا الموقع المرموق الذي احتضن عبر تاريخه قادة العالم، أضفى على المناسبة بُعداً رمزياً يجمع بين أصالة الإرث وتجدد الرؤية.

لقاء ترامب وسلمان: تسويقٌ لوريث العرش الأوحد
لقاء ترامب وسلمان: تسويقٌ لوريث العرش الأوحد

مرآة البحرين

timeمنذ 4 ساعات

  • مرآة البحرين

لقاء ترامب وسلمان: تسويقٌ لوريث العرش الأوحد

مرآة البحرين: فلنضع جانبًا الصورة الرسمية العلنية للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد البحريني سلمان بن حمد، وما أدليا به لجهة تعزيز العلاقات والاستثمارات المليارية وكلّ ما يتكرّر لحظة اجتماع رؤساء الدول، فهناك ما هو أبعد، ويتعلّق بما ينتظر مشهد البحرين القادم. يقول ترامب أمام سلمان بن حمد حرفيًا: "إنه لشرف عظيم أن أستضيف رئيس الوزراء وولي العهد، إنهما لقبان فاخران.. لا أعرف إن كنتُ أفضّل أن أكون رئيس الوزراء أو ولي العهد، أعتقد بأنني سأختار ولي العهد، والأهمّ من ذلك ابنك الجميل الذي يتمتّع بسُمعة طيبة كرجل ذكي ومُجتهد، لذا يسرّني أن أحييك، تهانينا، لقد كان لديّ شخصيًا علاقة رائعة مع البحرين على مرّ السنين، وكانت حليفًا رائعًا". وفي جانب آخر من حديثه، يُخاطب ولي العهد: "يُسعدني أن والدكم بخير ويواصل أداءه المتميّز.. إنه شخصية تحظى بالاحترام الكبير في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع". من يتمعّن جيدًا في كلام ترامب يتلمّس شيئًا من الصورة التي تنتظر البحرين في مرحلة مقبلة، عنوانها التمهيد لسلمان بن حمد كملك البحرين القادم الذي سيرِث العرش مستقبلًا خلفًا لوالده حمد بن عيسى. تعاطي ترامب معه وعدم استخدامه تعابيرَ عشوائية، وحرصه على انتقائه كلماته بعنايةٍ مع ولي العهد تشير الى جدية واضحة عمل على إبدائها أمام وسائل الإعلام. ترامب تعمّد خلال المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض أيضًا تخصيص الملك البحريني بما يُشبه التحية والشكر لكلّ ما فعله من أجل خدمة الولايات المتحدة على مدى عقود، حتى أوحى وكأنّه يختم مرحلة حمد بن عيسى لتنطلق العلاقة المباشرة بين الجانبيْن إلى مستوى المرشّح الأوحد لخلافته، أي سلمان بن حمد. من الإشارات الإضافية التي ترسم جزءًا من السيناريو المرتقب، التركيز على دور ابن ولي العهد، عيسى بن سلمان، المُعيّن مؤخرًا في منصب وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء. بدا واضحًا أن ولي العهد كان مُتمسّكًا باصطحاب نجله معه في الجولة الأمريكية وما لها من أهمية قصوى في الأجندة البحرينية الرسمية. تسويقٌ علني لعيسى بن سلمان في البيت الأبيض الذي يتوقّع الكثير من المراقبين أن يتولّى ولاية العهد في حال نُصّب والده ملكًا، والوسيلة الأنجع لتحقيق هذا الترويج السياسي هو رئيس الولايات المتحدة. وبالفعل هذا ما حصل حين تحدّث ترامب عن عيسى بن سلمان بأنه رجل ذكي ومجتهد، واستخدام مصطلح مجتهد في السياسة يعني كثيرًا، ويوصل إلى المواقع العليا. استثمر ولي العهد جيدًا في زيارته لواشنطن واللقاءات التي عقدها هناك من أعلى الهرم إلى كلّ المسؤولين الأمريكيين، ومنهم طبعًا وزير الحرب الأمريكي الذي وصف المنامة بـ"الشريك القديم والمُخلص والمُضيف لآلاف من الجنود الأمريكيين"، وإعرابه عن الثقة الكبيرة بها للإعتماد عليها. ما يمكن الجزم به أن التوظيف السياسي للزيارة يفوق الـ17 مليار دولار التي أعلن عنها سلمان بن حمد، فرسم المستقبل أولوية لدى الملك الحالي بما يحفظ عرش آل خليفة وقوة علاقتهم بالمعلّم الأمريكي. عرف ولي العهد كيف يتحدّث أمام ترامب، وبانكليّزته الممتازة، كما يحبّ الرئيس الأمريكي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store