logo
إيران تلوّح بنقل اليورانيوم للخارج مقابل صفقة.. ومبادرة نووية إقليمية على الطاولة

إيران تلوّح بنقل اليورانيوم للخارج مقابل صفقة.. ومبادرة نووية إقليمية على الطاولة

اليمن الآنمنذ 18 ساعات

في تحول لافت في لهجة الخطاب النووي الإيراني، أعلن مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، عن استعداد طهران للنظر في نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج، في حال التوصل إلى اتفاق جديد مع القوى الدولية.
وفي مقابلة مع موقع المونيتور الأمريكي، أكد إيرواني أن إيران لا تزال متمسكة بحقوقها الكاملة بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مشددًا على أن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية هو حق سيادي لكل دولة موقّعة على الاتفاق.
ورغم هذا التأكيد، أوضح المسؤول الإيراني أن بلاده لا تغلق الباب أمام أي تعاون إقليمي في المجال النووي، بل تدرس مقترحات لإنشاء اتحاد نووي يضم عدة دول، ويعمل على تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية من خلال تعاون تقني وتجاري مشترك.
"اتحاد نووي" لا يلغي البرنامج الإيراني:
إيرواني أوضح أن فكرة الاتحاد النووي لا تُعد بديلًا عن البرنامج النووي الإيراني، بل تأتي في إطار مبادرة "تكميلية"، تهدف إلى تعزيز الشفافية وتوسيع التعاون دون المساس بحق إيران في امتلاك دورة وقود كاملة.
ولدى سؤاله عن إمكانية تخصيب اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية ضمن هذا الاتحاد الإقليمي، أجاب بأن طهران لا تعارض المبدأ، لكنها ستُخضع المقترحات لتقييم دقيق بناءً على مضمونها ومكاسبها.
وقال: "في حال التوصل إلى اتفاق جديد، نحن مستعدون لنقل مخزوننا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% إلى دولة أخرى، مقابل الحصول على اليورانيوم الخام المعروف بالكعكة الصفراء". كما أشار إلى خيار بديل يتمثل في الإبقاء على اليورانيوم المخصب داخل إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن هذا لا يُعد خطًا أحمر بالنسبة لبلاده.
تصريحات تأتي بعد حرب ساخنة مع إسرائيل:
هذه التصريحات تأتي في سياق بالغ الحساسية، بعد تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل استمر 12 يومًا، بدأت في 13 يونيو، وشهدت هجمات إسرائيلية وأمريكية استهدفت منشآت نووية وعسكرية ومدنية داخل إيران، وأدت إلى اغتيال عدد من قادة الحرس الثوري وعلماء في مجال الطاقة النووية.
في المقابل، ردت طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت منشآت إسرائيلية حساسة، ووسعت من ردّها لتطال قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، عقب إعلان واشنطن استهداف منشآت قالت إنها "قضت على البرنامج النووي الإيراني".
لكن طهران نفت فعالية الضربات، واكتفى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالقول إن "العدوان الإسرائيلي-الأمريكي لم يحقق أهدافه"، دون كشف حجم الأضرار.
إشارات تهدئة مشروطة:
يقرأ مراقبون هذه التصريحات على أنها إشارة مرنة من إيران، تفتح المجال أمام استئناف مفاوضات النووي التي توقفت منذ فترة، لكنها في الوقت ذاته تأتي ضمن استراتيجية محسوبة بدقة، تعكس أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات جزئية مقابل اعتراف دولي بحقوقها النووية، ورفع العقوبات المفروضة عليها.
وفيما لا تزال تداعيات الضربات الأخيرة محل تضارب وغموض، تُعيد تصريحات إيرواني النقاش إلى المسار السياسي والدبلوماسي، في محاولة لإبقاء الباب مفتوحًا أمام تسوية قد تُخفف من وطأة التصعيد، دون التخلي الكامل عن المكتسبات النووية الإيرانية.
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توكل كرمان: السلام الدائم لا يُمنح بل يُبنى على أسس الحرية والعدالة الانتقالية ومحاسبة المجرمين
توكل كرمان: السلام الدائم لا يُمنح بل يُبنى على أسس الحرية والعدالة الانتقالية ومحاسبة المجرمين

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

توكل كرمان: السلام الدائم لا يُمنح بل يُبنى على أسس الحرية والعدالة الانتقالية ومحاسبة المجرمين

قالت الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن السلام لا يُقاس بصمت البنادق بل بكرامة الإنسان. وأضافت كرمان -في كلمة لها في مؤتمر "روتاري الدولي" الذي انعقد في كندا- أن مفهوم السلام الحقيقي لا يتحقق بمجرد غياب الحرب، بل حين تزول جذور الظلم والقمع والاستبداد. وأكدت أن "الاستقرار القائم على التمييز والفقر والاحتلال ليس سلامًا، بل خدعة مميتة". مشيرة إلى أن العالم يعيش مفارقة صارخة، حيث تسود في بعض الدول حالة "اللاحرب" دون أن يعني ذلك وجود سلام حقيقي، وذكّرت أن السلام الدائم لا يُمنح، بل يُبنى على أسس الحرية، والعدالة الانتقالية، والتنمية، ومحاسبة المجرمين. ولفتت إلى أن صمت المجتمع الدولي عن الجرائم، وتسوية النزاعات على حساب الضحايا، أدى إلى مكافأة الأنظمة القمعية، وترك الشعوب تواجه مصيرها منفردة. وتطرقت كرمان إلى معاناة النساء والأطفال في مناطق النزاع، مؤكدة أن النساء لسن مجرد ضحايا بل 'شريكات في صناعة السلام'، داعية إلى تمكين المرأة سياسيًا ومنحها الدور القيادي في مسارات الحل. وأعربت كرمان عن قلقها حيال التراجع الخطير في الحريات، حتى في بعض الديمقراطيات الغربية، وقالت إن حرية الصحافة وحرية التعبير تتعرض لهجوم شرس وممنهج. وقالت "في زمن الحروب والظلم، يصبح الصمت خيانة، والتخاذل شكلًا من التواطؤ". وانتقدت الضعف البنيوي لدور الأمم المتحدة، وتخاذلها عن مواجهة المجرمين، ومشيرة إلى مثال ميليشيا الحوثي، التي وصفتها بـ'مجرم حرب'، بينما تُعاملها المنظمة الدولية كطرف سياسي شرعي، وهو ما عدّته انحرافًا خطيرًا عن المبادئ التي أنشئت المنظمة من أجلها. ودعت كرمان إلى إصلاح شامل في بنية الأمم المتحدة، وتحويلها إلى مؤسسة تمتلك صلاحيات فعلية لحماية السلم الدولي ومحاسبة المنتهكين، مؤكدة أن 'السلام لا يتحقق بشعارات فارغة، بل بإرادة صادقة ترفض الظلم أينما كان'.

واشنطن تكشف سبب تجنّب استخدام القنبلة الخارقة في أصفهان: العمق يحمي منشآت إيران النووية
واشنطن تكشف سبب تجنّب استخدام القنبلة الخارقة في أصفهان: العمق يحمي منشآت إيران النووية

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

واشنطن تكشف سبب تجنّب استخدام القنبلة الخارقة في أصفهان: العمق يحمي منشآت إيران النووية

كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال دان كين، خلال إحاطة سرية لأعضاء مجلس الشيوخ، سبب عدم استخدام القنابل الخارقة للتحصينات في الهجوم الأمريكي الأخير على منشأة أصفهان النووية في إيران. وأوضح كين أن العمق الكبير الذي تقع فيه المنشأة تحت الأرض جعل استخدام هذه القنابل غير فعال، مرجحًا أن الضربة لن تحقق الهدف المطلوب في مثل هذا الموقع المعقد. وقد شارك في الإحاطة كل من وزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، حيث تم استعراض تفاصيل الضربات التي استهدفت مواقع نووية إيرانية. ووفقًا لمصادر نقلت عنها شبكة CNN، فإن قاذفات B2 الأمريكية استخدمت أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات لضرب منشأتي فوردو ونطنز النوويتين، بينما استُخدمت صواريخ توماهوك فقط ضد منشأة أصفهان، أُطلقت من غواصة أمريكية. وأشار السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إلى أن بعض قدرات إيران النووية "مدفونة تحت الأرض بعمق يصعب على أي قصف الوصول إليها"، محذرًا من قدرة طهران على إعادة تجميع برنامجها في أماكن غير مكشوفة للقدرات الأمريكية. وبحسب تقييم أولي صدر عن وكالة استخبارات الدفاع، فإن الضربات لم تُدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، وقد تكون أخّرت البرنامج الإيراني لأشهر فقط، في ظل معلومات ترجح نقل طهران بعض المواد إلى مواقع أخرى قبل الضربة. وتجنّب المسؤولون الأمريكيون الرد على تساؤلات المشرعين حول الموقع الحالي لمخزون اليورانيوم المخصب، بينما نفى الرئيس السابق دونالد ترامب، يوم الجمعة، نقل أي مواد من المواقع الثلاثة قبل العملية العسكرية. وفي تعليقات أعقبت الجلسة، أقر نواب جمهوريون بأن الضربات لم تستهدف القضاء الكامل على المواد النووية، بل ركزت على تدمير البنية التحتية للبرنامج، حيث صرح النائب مايكل ماكول: > "اليورانيوم لا يزال في المنشآت، لكن المهمة لم تكن تهدف إلى القضاء عليه بالكامل، بل إلى تقييد القدرة على استخدامه". من جهته، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: > "تم تدمير المنشآت، لكن لا أحد يعرف تحديدًا مكان وجود نحو 900 رطل من اليورانيوم عالي التخصيب. ومع ذلك، فإن المواقع لم تعد صالحة للاستخدام في الوقت القريب". ووفقًا لمصادر الاستخبارات، فقد تضررت الهياكل فوق الأرض في المواقع الثلاثة بدرجات متفاوتة، ما قد يعوق إيران عن الوصول السريع إلى المواد المتبقية. ورغم ذلك، حذّر مورفي من أن إيران لا تزال تمتلك القدرة الفنية والخبرة لإعادة بناء برنامجها النووي بسرعة، قائلًا: > "ما لم يتم تدمير المواد وأجهزة الطرد المركزي، فإننا لم نؤخر سوى الوقت، لا الخطر".

هل تدفع الحرب بين إسرائيل وإيران مزيداً من الدول نحو الحصول على "تأمين" نووي؟
هل تدفع الحرب بين إسرائيل وإيران مزيداً من الدول نحو الحصول على "تأمين" نووي؟

يمن مونيتور

timeمنذ 4 ساعات

  • يمن مونيتور

هل تدفع الحرب بين إسرائيل وإيران مزيداً من الدول نحو الحصول على "تأمين" نووي؟

ترجمة وتحرير 'يمن مونيتور' هل النظام الدولي القائم على القواعد جدير بالثقة إذا كانت قواعده لا تنطبق بالتساوي على جميع الدول؟ وقد عاد هذا السؤال إلى الواجهة مرة أخرى في أعقاب الحرب التي اندلعت بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة. يدّعي الخصوم تبريراً مبنياً على القواعد. تتذرع إسرائيل بالدفاع عن النفس المسموح به بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لأن إيران تستخدم وكلاء مسلحين، وخطاباً إفنائياً، ويُزعم أنها تتوق إلى الأسلحة النووية. تنفي إيران نواياها النووية العدوانية. ويتساءل المتشككون لماذا تقوم إذاً بتخصيب اليورانيوم إلى عتبات قريبة من التسليح في مواقع سرية. وفي الوقت نفسه، ألا يسمح القانون الدولي نفسه الذي يسمح للولايات المتحدة بالدفاع عسكرياً عن حليفتها إسرائيل، لإيران بمساعدة حليفتها فلسطين لمواجهة سلبها إياها الذي هو نتيجة للقانون الدولي الفاشل؟ هكذا تتشوش وتُساء استخدام القواعد التي صاغها منتصرو الحرب العالمية الثانية. إنها تعد بالسلام والرخاء ولكن بشروط تترك الكثيرين مُهملين، بينما ترسخ تفاوتات غير عادلة في القوة. حتماً، أصبحت الدول المظلومة تاريخياً ساخطة مع تطور وعيها الذاتي بعد الاستعمار. لفهم كيف ينعكس هذا في القضية النووية يتطلب العودة إلى اكتشاف ألمانيا للانشطار النووي عام 1938 ومحاولة النازيين تسليحه. بلغت ردة فعل الحلفاء ذروتها في القصف الذري الأمريكي لهيروشيما وناجازاكي عام 1945. لقد تغير العالم إلى الأبد. الباحثون الذين أجبروا من قبل النازيين – العديد منهم يهود – تم الاستيلاء عليهم من قبل الحلفاء لبدء مشاريعهم النووية الخاصة. أدى سباق الحرب الباردة لـ 'الأسلحة الخارقة' إلى أن يحاكي الاتحاد السوفيتي قدرات الولايات المتحدة بحلول عام 1949. حصلت المملكة المتحدة، خوفاً من فقدان مكانتها كقوة عظمى، على أسلحة نووية في عام 1952. استلزمت هيبة فرنسا اللحاق بالركب في عام 1960 من خلال التعاون مع إسرائيل الشابة لـ 'الوصول إلى علماء يهود دوليين'. أثار خوف الصين من 'الابتزاز الذري' الأمريكي خلال حرب الخمسينيات في كوريا، لتصبح قوة نووية حرارية في عام 1964 عن طريق مقايضة اليورانيوم الخاص بها بالتكنولوجيا النووية السوفيتية. ربما ليس من قبيل الصدفة أن القوى النووية الأصلية هي أيضاً الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، المحَكمون الذين يمتلكون حق النقض في النظام القائم على القواعد. كما أصابها الشلل بسبب الخوف وانعدام الثقة والبارانويا التي تأسست عليها. بمجرد أن طورت القوى النووية الأصلية ترساناتها الأساسية، بدأ النظام القائم على القواعد في منع الآخرين، مما حكم على الدول غير النووية بوضع دائم من الدرجة الثانية. لقد أجبروا على الانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1968 – أو NPT – للحصول على استثمارات وتقنيات حاسمة للتنمية. مئة وتسعون دولة طرف في معاهدة عدم الانتشار، بما في ذلك إيران ولكن ليس إسرائيل. تتطلب القواعد مراقبة، وقد أنشأت الأمم المتحدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA). ولدت في عام 1957 في حديقة الورود بالبيت الأبيض توقاً لأن تظل مرتبطة بمكان ميلادها، رغم أن مقرها في فيينا. مع ذلك، تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمل نزيه ومحايد في تتبع وتنبيه العالم بالتطورات النووية. لكن ولايتها الجديرة بالثناء لتعزيز الاستخدامات السلمية للذرة يمكن أن تتعارض مع دورها كـ 'مفتش ضمانات' للتحقق من سوء استخدام أو تحويل المواد النووية. يتطلب هذا تعاون الدول حيث لا يمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشاف المواد والأنشطة 'غير المعلنة'. سمحت هذه الثغرة للحلفاء الغربيين بمهاجمة العراق في عام 2003، على الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تجد أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل هناك. في غضون ذلك، أحدث الابتكار الإسرائيلي للقانون الدولي سابقة لـ 'الحرب الوقائية' ضد الحيازة المحتملة لأسلحة الدمار الشامل، من خلال تدمير مفاعل نووي عراقي في عام 1981، ومفاعل سوري في عام 2007، وإلحاق الضرر بالمنشآت الإيرانية في عام 2010. الهجمات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة على إيران هي نتيجة ثغرات في النظام الدولي تسمح للقوى القوية حرية تنفيذ قراراتها. إن مثل هذا التفكير يدفع الدول غير الآمنة إلى أقصى الحدود للحصول على 'تأمين' نووي. أجبرت الحروب الحدودية مع الصين الهند على أن تصبح قوة نووية في عام 1974، مما حفز باكستان المنافسة على فعل الشيء نفسه في عام 1998. لم تنضم الهند أبداً إلى معاهدة عدم الانتشار لأنها تعترض على الاتفاقيات الدولية التي تقلل من مكانتها في النظام العالمي. لماذا لا تستطيع الهند ذات السيادة تطوير قدرات نووية إذا فعلت القوى الكبرى ذلك؟ حجة ترددها إيران وقد تجبرها على الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار، خاصة بسبب الحرب الأخيرة. بدون الهند، لم تنضم باكستان أيضاً إلى معاهدة عدم الانتشار. عندما احتفظت الولايات المتحدة في السابق بصواريخ نووية في كوريا الجنوبية، شرعت كوريا الشمالية في برنامجها الخاص، مؤكدة قدرتها النووية في عام 2005 بعد الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار في عام 2003. ربما تندم أوكرانيا الآن على إعادة ترسانتها النووية إلى روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1992. تستضيف ست دول أخرى أسلحة نووية كأعضاء في كتلها العسكرية – بيلاروسيا (منظمة معاهدة الأمن الجماعي) وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا (الناتو). زادت المخاوف من امتداد الحرب الروسية الأوكرانية الضغط على دول البلطيق الأمامية لاستضافة أسلحة الناتو النووية. ويزعم أن الخوف هو الذي دفع السياسة الإسرائيلية أيضاً، في أعقاب الحروب التي شنتها ضد جيرانها العرب. يُعتقد أنها عملت سراً منذ عام 1967 لتوليد مخزون من 90 رأساً حربياً نووياً. باختصار، تمتلك الدول النووية التسع في العالم أكثر من 12,330 رأساً حربياً، 90 بالمائة منها مقسمة بالتساوي تقريباً بين روسيا والولايات المتحدة. زيارة هيروشيما وناجازاكي تنويرية لتقدير عواقب الانتشار المحتمل. إحدى أسلحة اليوم إذا سقطت على مدينة كبيرة ستسبب دماراً لا يحصى مع 600,000 حالة وفاة مقدرة وملايين المتضررين على المدى الطويل. أن يصبح المرء نووياً له عواقب وجودية كانت تلك حجة الردع القائم على القواعد خلال الحرب الباردة. لقد نجح لأنه كان هناك كتلتان قويتان مركزيتان ومنضبطتان ومتكافئتان. هذا ليس هو الحال في عالمنا متعدد الأقطاب. توقفت محادثات الحد من الأسلحة، والقوى النووية الحالية مشغولة بتحديث ترساناتها. هناك قلق من أن الجهات الفاعلة غير الحكومية الساخطة يمكن أن تنشر الإرهاب عن طريق سرقة المواد النووية لصنع ما يسمى بـ 'القنابل القذرة'. لقد استُبدلت المحرمات السابقة المطلقة بشأن استخدام الأسلحة النووية بأحاديث طائشة عن جدوى الأسلحة 'التكتيكية' قصيرة المدى ومنخفضة القوة في ساحة المعركة، تحت قيادة وسيطرة لامركزية، بما في ذلك ما يُسمى بـ'القنابل النووية المحمولة' وقنابل النيوترون التي تُضاعف الإشعاع مع تقليل آثار الانفجار. ويتزايد خطر سوء الفهم والحوادث مع تحول الدول النووية بشكل متزايد في عقيدتها من مبدأ من 'عدم الاستخدام الأول' الصريح إلى 'الغموض المتعمد'. لقد أثيرت احتمالات الضربة النووية فيما يتعلق بالصراعات الروسية الأوكرانية والهندية الباكستانية. وفي الوقت نفسه، على الرغم من أن اتفاقيات جنيف بشأن القانون الإنساني الدولي تحظر الهجمات على المنشآت النووية بسبب خطر التلوث المدني غير المتناسب، إلا أن هناك ثغرة للمنشآت ذات الاستخدام العسكري المزدوج. استخدمت إسرائيل والولايات المتحدة ذلك لتبرير قصف المنشآت الإيرانية. في يناير/كانون الثاني، تم تحريك ساعة يوم القيامة من قبل نشرة علماء الذرة إلى 89 ثانية قبل منتصف الليل، وهي أقرب نقطة وصلت إليها إلى تلك اللحظة الرمزية الكارثية منذ عام 1947. يأتي الانهيار الضمني للنظام النووي في أخطر الأوقات، مما قد يمثل بداية حرب عالمية جديدة. هذا ليس خيالياً في وقت تشهد فيه أعداداً قياسية من الصراعات الطويلة الأمد التي تندمج عبر مناطق جغرافية واقتصادات وأبعاد تكنولوجية متعددة. من خلال التحول إلى حروب 'تشمل المجتمع بأسره' ذات شدة لا تعرف الرحمة، فإنها تدوس المعايير السابقة بلا عقاب. إن الأمل في أن ينظر البشر إلى الهاوية المتعمقة ويتراجعون رعباً ليس كافياً. ولا استعادة نظام نووي متنازع عليه بالفعل على أسس عدم المساواة. إن بناء نظام دولي مختلف جذرياً وأكثر عدلاً قائم على القواعد هو أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. هذا ليس سهلاً. نهج خطوة بخطوة ضروري مع توقع العديد من الانتكاسات على طول الطريق. الحرب بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى هي لحظة جيدة للبدء في المشوار الطويل القادم. **موكيش كابيلا هو مسؤول سابق في الأمم المتحدة وأستاذ فخري في جامعة مانشستر **المصدر: ذا ناشيونال

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store