
لماذا يجب ألا نبالغ في الهوس بزيت الزيتون؟
بدأ الإقبال على زيت الزيتون في تسعينيات القرن الماضي بالتزامن مع الترويج للنظام الغذائي المتوسطي، واكتسب سمعة خاصة باعتباره غذاء خارقا يوصف بأنه "السائل الذهبي"، ويشاد به لفوائده المتعددة التي تشمل "تحسين صحة القلب وتقليل الالتهابات" بناء على دراسات تدعم هذه الفوائد، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويُجمع الخبراء على أن "الطهي برشّة من زيت الزيتون آمن"، وأن استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز "منخفض المخاطر والتكلفة" ومفيد لمعظم الناس، حيث يتميز بمحتواه من الدهون الصحية غير المشبعة، واحتوائه على العديد من المغذيات الدقيقة مثل البوتاسيوم وفيتامين "كيه".
لكن بحثا أجري في جامعة فلوريدا ونشرته مجلة جمعية القلب الأميركية عام 2024 أظهر أن زيت الزيتون "قد يكون له تأثير غير متوقع على صحتنا"، إذ يتحول إلى "طعام ضار" عند شربه أو سكبه بغزارة على الأطعمة.
فبعد أن استعان الباحثون بـ40 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عاما قضوا 8 أسابيع في نظام غذائي مدروس يتضمن زيت الزيتون وجدوا أن إضافة كمية وفيرة من زيت الزيتون البكر الممتاز قد تؤثر على نمط الحياة الصحي لدى بعض الأفراد، وأن التوقف عن تناول كميات إضافية من زيت الزيتون قد يكون الأفضل بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.
سائل ذهبي لا يحتمل الإفراط في تناوله
بحسب اختصاصية التغذية المعتمدة كاثلين لوبيز، "يحتوي زيت الزيتون على نحو 120 سعرا حراريا لكل ملعقة كبيرة، مما يجعله غنيا بالسعرات الحرارية"، لذا يحذر الخبراء من أن "كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها المرء من زيت الزيتون قد تجعل الإفراط في تناوله سببا لأمراض القلب والسمنة".
وتقول لورينتيا كامبل اختصاصية التغذية ومستشارة منظمة الصحة العالمية "إن مما يزيد مشكلة زيت الزيتون أن العديد من (المؤثرين) يشجعون على شربه كما لو كان ماء من أجل الصحة".
كما تؤكد ميشيل روثينشتاين اختصاصية التغذية المعتمدة في نيويورك أن الإفراط في استهلاك زيت الزيتون "قد يؤدي إلى اختلال في استهلاك الطاقة وزيادة الوزن لاحقا أو صعوبة إنقاص الوزن"، حيث يحتاج الشخص العادي إلى استهلاك 500 سعر حراري إضافي فقط يوميا لاكتساب نصف كيلوغرام من الدهون أسبوعيا "وقد ارتبطت زيادة الدهون في الجسم بتدهور صحة القلب ومجموعة من المشاكل الصحية الأخرى".
وتستشهد روثينشتاين بأحد عملائها الذي كان يستهلك كوبا كاملا من زيت الزيتون يوميا "معتقدا أنه صحي للغاية"، لكن هذا السلوك المتطرف لم يعق جهوده في إنقاص وزنه فحسب "بل أثر سلبا على مستويات الكوليسترول لديه"، حيث إن هذه الكميات الكبيرة من زيت الزيتون قد تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة "مما يتعارض مع فوائده".
لماذا الهوس بزيت الزيتون؟
تقول فيرونيكا راوس اختصاصية التغذية المعتمدة في أوتاوا إنه وفقا للأبحاث فإن زيت الزيتون ليس أفضل بكثير في الوقاية من أمراض القلب من المكسرات ومكونات أخرى أساسية يشملها النظام الغذائي المتوسطي "فلماذا لا نجد هوسا بالمكسرات أو الأسماك أو الخضروات الطازجة، أو حتى نمط الحياة المتوسطي؟".
وتوضح أنه بعيدا عن الدراسات الصحية فإن جزءا كبيرا من جاذبية زيت الزيتون يرجع إلى "هوس خاطئ بالتقاليد" مصدره الاعتقاد بأن أسلافنا القدماء كانوا على حق دائما، وأننا إذا تناولنا طعامنا وعشنا بالطريقة التي عاشوا بها "فإننا سنعيش حياة أكثر صحة وسعادة، ونتمكن من استعادة شيء فقدناه في عصرنا سريع الخطى المليء بالأطعمة المصنعة"، وذلك رغم أن أسلافنا القدماء "كانوا يعانون من سوء صحة الأسنان وأمراض المناعة الذاتية واضطرابات الدم الوراثية".
نقاط ضعف زيت الزيتون
هناك جدل كبير بشأن استخدام زيت الزيتون والطهي به، خصوصا فيما يتعلق بـ"نقطة الدخان" (وهي درجة الحرارة التي تحترق عندها الزيوت وتبدأ بالتحلل وإنتاج مركبات ضارة).
فرغم أن زيت الزيتون يعد زيتا رائعا للاستمتاع به نيئا في تتبيلات السلطة أو قلي الخضروات على نار متوسطة فإن الأمر يختلف عند التفكير في القلي أو الطهي على درجة حرارة عالية، حيث تقول لورينتيا كامبل إن "نقطة دخان زيت الزيتون أقل من العديد من زيوت البذور".
وهو ما يؤكده الدكتور مارك هيمان طبيب العائلة الممارس، قائلا "إن الطهي بزيوت البذور أكثر أمانا من الطهي بزيت الزيتون أو الزبدة"، فقد يكون زيت الزيتون مناسبا لقلي البيض بسرعة، لكنه غير مناسب لقلي الدجاج، على سبيل المثال.
نصائح مهمة قبل الشراء والاستخدام
"زيت الزيتون عنصر أساسي في النظام الغذائي الصحي بشرط الاعتدال والجودة، لضمان جني فوائده دون آثار جانبية طويلة الأمد"، وفقا للخبراء الذين ينصحون قبل شرائه واستهلاكه بالآتي:
ركز على الجودة، واحرص على اختيار زيت الزيتون البكر الممتاز غير المكرر المعصور على البارد (يتم عصر زيت الزيتون البكر الممتاز بدون حرارة خلال 24 ساعة من قطف الزيتون).
وبدلا من استخدامه في الطهي يفضل رش بضع قطرات منه على السلطات أو استخدامه لقلي الخضروات على نار متوسطة، للحصول على أقصى استفادة من فوائده الصحية وتجنب مضاعفات الإفراط في الاستهلاك، لأن التعرض للضوء والأكسجين يمكن أن يفسد زيت الزيتون ويفقده نكهته، اشتر زيت الزيتون في عبوات معتمة واحفظه بعيدا عن الضوء المباشر ليدوم طويلا، وحاول شراء عبوات صغيرة لتجنب الهدر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 16 ساعات
- الجزيرة
لماذا يُنصح بإضافة مسحوق الشمندر إلى نظامك الغذائي؟
البنجر أو الشمندر هو نبات جذري يتميز بلونه الأحمر الداكن، كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والألياف والبروتينات والمواد المغذية الأخرى اللازمة لصحة القلب والكبد وتعزيز الحديد في الجسم. ونظرا لنكهته الترابية غير المفضلة للبعض وفوضى البقع الأرجوانية التي يسببها عند تحضيره، يميل الكثيرون إلى استخدام مسحوق الشمندر الذي اكتسب شعبية واسعة كمكمل غذائي معزز للصحة وبديل عملي وسريع للشمندر الطازج. مسحوق الشمندر هو منتج وردي أو أحمر مصنوع من الشمندر المجفف والمطحون ليصبح مسحوقا ناعما يسهل دمجه في النظام الغذائي اليومي دون عناء التقشير أو التقطيع أو الطهي، ويتوفر في متاجر الأطعمة الطبيعية، ويمكنك طلبه عبر الإنترنت وتحضيره منزليا بسهولة. ويؤكد خبراء التغذية أن عملية التجفيف غالبا ما تحافظ على المركبات النباتية المفيدة الموجودة في الشمندر الطازج مثل الحديد والمغنسيوم والبوتاسيوم وفيتامين سي والنترات التي يحولها الجسم إلى أكسيد النيتريك، مما يحسن الدورة الدموية وصحة القلب والأوعية الدموية. وتختلف تركيزات هذه المركبات باختلاف نوع الشمندر سواء كان عضويا أو غير عضوي وكذلك طريقة معالجته، ووفق موقع "كليفلاند" فإن ملعقة صغيرة من مسحوق الشمندر تعادل المحتوى الغذائي لحبة شمندر كاملة. فوائد مسحوق الشمندر يعزز مسحوق الشمندر القدرة على التحمل ويقلل من التعب أثناء التمرين، ويدعم ذلك دراسة نشرتها مجلة "فرونتيرز" عام 2021، أشارت إلى أن الشمندر يحتوي على نسبة عالية من أكسيد النيتريك الذي يعزز تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى عضلات الجسم، كما يساعد على نقل الغلوكوز "سكر الدم" عبر جسمك ويمده بالطاقة اللازمة للنشاط البدني وأداء تمارين رياضية عالية الكثافة لفترات طويلة. دراسة أخرى نشرتها مجلة "سبورتس هيلث" عام 2021، وجدت أن مركب البيتالين المتوفر في مسحوق الشمندر، يساعد على تعافي العضلات بعد التدريبات الشاقة، مما يقلل الألم ويحسن الأداء في جلسات التدريب اللاحقة. إعلان ومع ذلك توضح اختصاصية التغذية، كارلي سيدلاسيك لموقع "كليفلاند" أن مسحوق الشمندر ليس مكملا سريع المفعول قبل التمرين ولن ترى نتائج فورية عند تناوله، لذلك ينبغي تناوله قبل ممارسة الرياضة بساعتين أو 3 ساعات، حتى يتيح للجسم فرصة امتصاص عناصره الغذائية. تحسين صحة الجهاز الهضمي يعد مسحوق الشمندر مصدرا رائعا للألياف التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ووفق وزارة الزراعة الأميركية ، فإن ملعقتين كبيرتين من مسحوق الشمندر تحتويان على 5.99 غرامات من الألياف. وأفادت دراسة أجراها علماء ميكروبيولوجيا الأغذية في البرازيل عام 2020 أن مستخلص الشمندر يحتوي على مجموعة من المركبات النشطة بيولوجيًا مثل الألياف الغذائية والتي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزز نمو البكتيريا المعوية النافعة وتحفز عملية الأيض. يحتوي مسحوق الشمندر على مادة البيتالين، وهي صبغة طبيعية تعطي الشمندر لونه الأحمر الداكن وتمتاز بخصائص طبيعية مضادة للالتهابات ومكافحة للإجهاد التأكسدي، ويرتبط الالتهاب بأمراض القلب والربو وداء السكري من النوع الثاني. كشفت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية عام 2023 عن قدرة مسحوق الشمندر على تحسين الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والوظائف التنفيذية وحل المشكلات، ووفق الدراسة، ساعد تناول أقراص مسحوق الشمندر القابلة للمضغ قبل 90 دقيقة من إجراء اختبارات الذاكرة على تحقيق نتائج أعلى بنسبة 21% في اختبار الذاكرة قصيرة المدى مقارنة بالمجموعة التي تناولت دواءً وهميًا، وأشار الباحثون إلى أن زيادة نسبة أكسيد النيتريك في الشمندر تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ وتزويده بالأكسجين والعناصر الغذائية التي تدعم الوظائف الإدراكية وتعزز قوة الدماغ. انخفاض ضغط الدم يقلل مسحوق الشمندر من ضغط الدم الانقباضي، إذ يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم المعروف بتأثيراته الخافضة لضغط الدم وكذلك أكسيد النيتريك الذي يعزز استرخاء الأوعية الدموية. كيف تتناول مسحوق الشمندر؟ يمكنك إضافة مسحوق الشمندر إلى أي مشروب تقريبا بما في ذلك عصائر الفاكهة والشاي والحليب النباتي أو الماء مع عصير الليمون، كما يمكن إضافته إلى العديد من الوصفات في المطبخ للاستمتاع بفوائده أو كملوّن طبيعي للطعام، بالطرق التالية: أضف مسحوق الشمندر إلى عجينة الفطائر أو دقيق الشوفان أو بارفيه الزبادي أو بودنغ الشيا لتعزيز القيمة الغذائية. امزج مسحوق الشمندر مع صلصة الحمص أو الفاصوليا أو صلصة الغواكامولي لتعزيز النكهة واللون. أضفه إلى الكعك أو الخبز أو البسكويت أو خليط الكيك لإضفاء لون وردي على المخبوزات وتغيير نكهتها. عند تحضير المعكرونة، أضف ملعقة صغيرة إلى صلصة الطماطم أو الكريمة المفضلة لديك، ويمكنك كذلك إضافته إلى حساء العدس أو حساء اللحم للحصول على المزيد من التغذية وتنوع المذاق. ما يجب أن تعرفه قبل تناول مسحوق الشمندر عند شراء مسحوق الشمندر، يُنصح بتجنّب الكبسولات واختيار الشكل السائب أو الأقراص القابلة للمضغ، بحسب كيرستن براندت، المحاضِرة في مركز أبحاث التغذية البشرية بجامعة نيوكاسل البريطانية. توضح براندت أن تحويل النترات الموجودة في الشمندر إلى أكسيد النيتريك -وهو مركب مفيد لصحة القلب والأوعية الدموية- يبدأ في الفم بفضل البكتيريا الموجودة على اللسان، بينما تتجاوز الكبسولات هذه المرحلة وتمر مباشرة إلى الجهاز الهضمي، ما يقلل الفائدة. وتضيف "تجنّب استخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا قبل تناول الشمندر، لأنه قد يعيق هذه العملية الحيوية"، وذلك وفقًا لما نشره موقع "مينز هيلث". ورغم فوائد الشمندر، فإنه يحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات التي قد تسهم في تكوّن حصوات الكلى. لذلك، يُنصح بتجنّب مسحوقه إذا كنت تعاني من انخفاض في ضغط الدم أو لديك تاريخ مع حصوات الكلى. كما يجب الحذر في حالة وجود حساسية تجاه الشمندر، إذ قد تظهر أعراض مثل الطفح الجلدي أو الحكة أو اضطرابات في المعدة. بشكل عام، لا يعد مسحوق الشمندر حلا سحريا، بل هو مكمل غذائي يمكن أن يدعم نمط حياة صحي. وإذا قررت إضافته إلى نظامك الغذائي، فاستشر اختصاصي تغذية لتحديد الجرعة المناسبة لحالتك.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
ارتفاع كثافة الدم قد يهدد حياتك
حذرت مؤسسة القلب الألمانية من أن ارتفاع كثافة الدم قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تهدد الحياة. وأوضحت المؤسسة أن ارتفاع كثافة الدم يُعرف طبيا باسم كثرة الحُمر، ويعني ذلك وجود عدد كبير جدا من خلايا الدم الحمراء في الدم، ومن ثم يصبح الدم لزجا ويزداد كثافة، الأمر الذي يتطلب جهدا أكبر لضخه عبر الشرايين، مما يسبب ضغطا كبيرا على الجسم، وخاصة القلب. وبالتالي يزداد خطر الإصابة بالجلطات أو النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. الأسباب وأضافت المؤسسة أن ارتفاع كثافة الدم قد يكون مرضا قائما بذاته، الذي يحدث مثلا بسبب الاستعداد الوراثي أو التدخين المفرط، كما أنه قد يكون علامة على وجود أمراض محتملة مثل: – نقص نقل الأكسجين في الدم – التهابات الجهاز الهضمي وعدم تحمل الطعام – الجفاف – أمراض القلب مثل عيوب صمامات القلب أو قصور القلب – أمراض نخاع العظم – أمراض الرئة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو القصبي – السرطان الأعراض ويمكن الاستدلال على ارتفاع كثافة الدم من خلال ملاحظة الأعراض التالية: – احمرار شديد في الوجه – الصداع – الدوار – طنين الأذنين – ارتفاع ضغط الدم – حكة في جميع أنحاء الجسم وعند ملاحظة هذه الأعراض، ينبغي استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن. ويمكن أخذ عينة دم لتحديد نسبة خلايا الدم في إجمالي حجم الدم. ويتم تحديد قيمة "الهيماتوكريت"، الذي يعتبر معيارا لكثافة الدم أو رخاوته. وتتراوح قيمة "الهيماتوكريت" عادة بين 37% و45% لدى النساء و42% و50% لدى الرجال. وفي حالة ارتفاع كثافة الدم، ترتفع هذه القيمة بشكل ملحوظ لتتجاوز نسبة 50%.


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
لماذا يجب ألا نبالغ في الهوس بزيت الزيتون؟
بدأ الإقبال على زيت الزيتون في تسعينيات القرن الماضي بالتزامن مع الترويج للنظام الغذائي المتوسطي، واكتسب سمعة خاصة باعتباره غذاء خارقا يوصف بأنه "السائل الذهبي"، ويشاد به لفوائده المتعددة التي تشمل "تحسين صحة القلب وتقليل الالتهابات" بناء على دراسات تدعم هذه الفوائد، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. ويُجمع الخبراء على أن "الطهي برشّة من زيت الزيتون آمن"، وأن استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز "منخفض المخاطر والتكلفة" ومفيد لمعظم الناس، حيث يتميز بمحتواه من الدهون الصحية غير المشبعة، واحتوائه على العديد من المغذيات الدقيقة مثل البوتاسيوم وفيتامين "كيه". لكن بحثا أجري في جامعة فلوريدا ونشرته مجلة جمعية القلب الأميركية عام 2024 أظهر أن زيت الزيتون "قد يكون له تأثير غير متوقع على صحتنا"، إذ يتحول إلى "طعام ضار" عند شربه أو سكبه بغزارة على الأطعمة. فبعد أن استعان الباحثون بـ40 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عاما قضوا 8 أسابيع في نظام غذائي مدروس يتضمن زيت الزيتون وجدوا أن إضافة كمية وفيرة من زيت الزيتون البكر الممتاز قد تؤثر على نمط الحياة الصحي لدى بعض الأفراد، وأن التوقف عن تناول كميات إضافية من زيت الزيتون قد يكون الأفضل بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. سائل ذهبي لا يحتمل الإفراط في تناوله بحسب اختصاصية التغذية المعتمدة كاثلين لوبيز، "يحتوي زيت الزيتون على نحو 120 سعرا حراريا لكل ملعقة كبيرة، مما يجعله غنيا بالسعرات الحرارية"، لذا يحذر الخبراء من أن "كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها المرء من زيت الزيتون قد تجعل الإفراط في تناوله سببا لأمراض القلب والسمنة". وتقول لورينتيا كامبل اختصاصية التغذية ومستشارة منظمة الصحة العالمية "إن مما يزيد مشكلة زيت الزيتون أن العديد من (المؤثرين) يشجعون على شربه كما لو كان ماء من أجل الصحة". كما تؤكد ميشيل روثينشتاين اختصاصية التغذية المعتمدة في نيويورك أن الإفراط في استهلاك زيت الزيتون "قد يؤدي إلى اختلال في استهلاك الطاقة وزيادة الوزن لاحقا أو صعوبة إنقاص الوزن"، حيث يحتاج الشخص العادي إلى استهلاك 500 سعر حراري إضافي فقط يوميا لاكتساب نصف كيلوغرام من الدهون أسبوعيا "وقد ارتبطت زيادة الدهون في الجسم بتدهور صحة القلب ومجموعة من المشاكل الصحية الأخرى". وتستشهد روثينشتاين بأحد عملائها الذي كان يستهلك كوبا كاملا من زيت الزيتون يوميا "معتقدا أنه صحي للغاية"، لكن هذا السلوك المتطرف لم يعق جهوده في إنقاص وزنه فحسب "بل أثر سلبا على مستويات الكوليسترول لديه"، حيث إن هذه الكميات الكبيرة من زيت الزيتون قد تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة "مما يتعارض مع فوائده". لماذا الهوس بزيت الزيتون؟ تقول فيرونيكا راوس اختصاصية التغذية المعتمدة في أوتاوا إنه وفقا للأبحاث فإن زيت الزيتون ليس أفضل بكثير في الوقاية من أمراض القلب من المكسرات ومكونات أخرى أساسية يشملها النظام الغذائي المتوسطي "فلماذا لا نجد هوسا بالمكسرات أو الأسماك أو الخضروات الطازجة، أو حتى نمط الحياة المتوسطي؟". وتوضح أنه بعيدا عن الدراسات الصحية فإن جزءا كبيرا من جاذبية زيت الزيتون يرجع إلى "هوس خاطئ بالتقاليد" مصدره الاعتقاد بأن أسلافنا القدماء كانوا على حق دائما، وأننا إذا تناولنا طعامنا وعشنا بالطريقة التي عاشوا بها "فإننا سنعيش حياة أكثر صحة وسعادة، ونتمكن من استعادة شيء فقدناه في عصرنا سريع الخطى المليء بالأطعمة المصنعة"، وذلك رغم أن أسلافنا القدماء "كانوا يعانون من سوء صحة الأسنان وأمراض المناعة الذاتية واضطرابات الدم الوراثية". نقاط ضعف زيت الزيتون هناك جدل كبير بشأن استخدام زيت الزيتون والطهي به، خصوصا فيما يتعلق بـ"نقطة الدخان" (وهي درجة الحرارة التي تحترق عندها الزيوت وتبدأ بالتحلل وإنتاج مركبات ضارة). فرغم أن زيت الزيتون يعد زيتا رائعا للاستمتاع به نيئا في تتبيلات السلطة أو قلي الخضروات على نار متوسطة فإن الأمر يختلف عند التفكير في القلي أو الطهي على درجة حرارة عالية، حيث تقول لورينتيا كامبل إن "نقطة دخان زيت الزيتون أقل من العديد من زيوت البذور". وهو ما يؤكده الدكتور مارك هيمان طبيب العائلة الممارس، قائلا "إن الطهي بزيوت البذور أكثر أمانا من الطهي بزيت الزيتون أو الزبدة"، فقد يكون زيت الزيتون مناسبا لقلي البيض بسرعة، لكنه غير مناسب لقلي الدجاج، على سبيل المثال. نصائح مهمة قبل الشراء والاستخدام "زيت الزيتون عنصر أساسي في النظام الغذائي الصحي بشرط الاعتدال والجودة، لضمان جني فوائده دون آثار جانبية طويلة الأمد"، وفقا للخبراء الذين ينصحون قبل شرائه واستهلاكه بالآتي: ركز على الجودة، واحرص على اختيار زيت الزيتون البكر الممتاز غير المكرر المعصور على البارد (يتم عصر زيت الزيتون البكر الممتاز بدون حرارة خلال 24 ساعة من قطف الزيتون). وبدلا من استخدامه في الطهي يفضل رش بضع قطرات منه على السلطات أو استخدامه لقلي الخضروات على نار متوسطة، للحصول على أقصى استفادة من فوائده الصحية وتجنب مضاعفات الإفراط في الاستهلاك، لأن التعرض للضوء والأكسجين يمكن أن يفسد زيت الزيتون ويفقده نكهته، اشتر زيت الزيتون في عبوات معتمة واحفظه بعيدا عن الضوء المباشر ليدوم طويلا، وحاول شراء عبوات صغيرة لتجنب الهدر.