logo
هكذا يُفهم الرئيس ترامب في إتخاذ قراراته .!

هكذا يُفهم الرئيس ترامب في إتخاذ قراراته .!

موقع كتاباتمنذ يوم واحد
لابدّ أنّ القرّاء ' او معظمهم ' يتذكرون التصريح المدوّي لترامب قبل تولّيه او تسنّمه الرئاسة في الدورة الثانية – الحالية , حينَ اعلنَ في حينها أنّه سوف يوقف وينهي الحرب الروسية – الأوكرانية خلال 24 ساعة ( وهو تصريحٌ متسرّع ) .! اذا ما نجح في تسلّق سُلّم الرئاسة , كما لابد من الإستذكار أنّ الرئيس الأمريكي اجرى اتصالات هاتفية شبه مكثّفة مع الرئيس بوتين آنذاك إتّسمت بنوعٍ من الودّية , كمحاولة وساطة او توسّط لوقف الحرب مع ' كييف ' , وكذلك الأمر في اتصالاتٍ تقليدية مع زيلينسكي لم تكن بذلك المستوى مع بوتين , بينما تتوّجت بلقاءٍ ميداني شديد التوتّر في البيت الأبيض بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني , لكنّ ما اعقب ذلك مؤخراً لقاءٌ او اجتماعٌ آخرٌ يتّسم بغرابة التوصيف ' حين جرى ذلك اللقاء عبر كرسيين متقابلين بشدة لبعضهما – وجهاً لوجهٍ متقاربين ' في قلب مبنى الفاتيكان , وذلك قبل دقائقٍ من بدء مراسم جنازة البابا المرحوم السيد فرنسيس
من زاويةٍ سيكولوجية وحتى سوسيولوجية . من الملاحظ أنّ الرئيس الأمريكي يسرع او كأنه يتسارع في اطلاق الكلمات وخصوصاً في الرّد على اسئلة الصحافة , ولاسيما اذا ما كانت تلكم الأسئلة مفاجئة له او لم يتوقعها
, وذلك ما قد ينعكس على قراراته في الأزمات الخارجية والدولية , حيث بقدر سعيه لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية دونما خطة عمل مسبقة وخصوصا في اشراك دول الناتو بذلك , فقد اضطرّ مساء امس ' ولا نقول رغم انفه ' بالإقرار عن فشله في البتّ بهذا الملف مُحمّلاً الرئيس بوتين مسؤولية ذلك ( ودونما اشارة الى ايّ ضغوطٍ مفترضة على سيّد زيلينسكي ) وبعض ذلك صائب , لكنّ الرئيس ترامب كرجل اعمال ومال من الطراز الأول , لم يترك استثمار هذا الفشل إلاّ بتحويله ونقله الى مسألةٍ ربحيةٍ تجارية مرفقة .! , حيث وخلافاً لوعوده السابقة بهذا الصدد الذي يتطلب حالة التوازن بين موسكو وكييف , فقد فاجأ الرأي العالمي ووسائل الإعلام بقراره بأرسال اسلحة امريكية صاروخية الى اوكرانيا , مشترطاً مسبقاً أن تدفع دول الناتو اثمان تلك الأسلحة .! فعلى الرغم من أنّ هذه الدول تتعامل وتتعاطى مع موسكو وكأنها عاصمة الأتحاد السوفيتي السابق قبل تفكّكه ومن زاويةٍ كأنها سياسية – سيكولوجية , انّما ما الذي يُرغم هذه الدول لدفع اثمان هذه الأسلحة الأمريكية ؟ وهل سيكون ذلك بالتساوي او بنسبٍ محددة ومفترضة .! , لكنّ الملاحظ ايضاً أنّ قرار ترامب هذا والذي يبدو انه صيغَ بذكاءٍ لافت .! فإنّ الأسلحة الأمريكية المراد ارسالها واستلام ثمنها مسبقاً , فهي اسلحة دفاعية تقتصر على منظومات صواريخ باتريوت المضادة , والتي بالطبع ليس لها ايّ تأثيراتٍ عكسية او متضادة للجيش الروسي .! , ولعلّ الأغرب او اللافت اكثر في هذا القرار التسليحي الأمريكي الجديد , هو أنّ الرئيس ترامب حدد مدّة 50 يوماً فقط لإتمام هذه العملية , ولا يمكن الإدّعاء او الزعم بأنّ تحديد هذه المدة هو لعدم خدش مشاعر الكرملين الى حدٍ أبعد .! , ودونما إدّعاءٍ آخر بأنّ ترامب في عجالةٍ من أمره لقبض اثمان هذه الصواريخ , ولعلّ او كأنّ تسرّع الرئيس الأمريكي في ذلك هو دونما معرفة اجابات وموافقات دول حلف الناتو على تكاليف تلك الأسعار ' التي ربما باهضة وغير المعلنة في الإعلام ' .
كيما ولئلاّ نحصر طبيعة وطباع الرئيس الأمريكي في اتخاذ القرارات المتسرعة في الشأن الروسي – الأوكراني فحسب , فما برحت عالقة في الأذهان مواقف ترامب المتذبذبة والمتغيرة في احداث وجرائم غزة بدءاً من تحويلها الى ريفيرا جديدة ومروراً بإخلاء وترحيل كلّ سكانها الى مصر تارةً والى الأردن بأخرى , مع صمته المطبق الى منع اسرائيل لإدخال المساعدات الغذائية والدوائية , ومن ثَمّ ارسال كميات من الطحين الأمريكي المخلوط بالمخدرات الى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة , وهذا هو الجزء الظاهر ' ليس من جبل الجليد ' وانما ممّا تسرّب الى الإعلام ممّا يدور ويلتف في الخلفية السيكو – سياسية للرئيس الأمريكي , أمّا الجزء او الأجزاء غير الظاهرة بعد , اوالتي لم يحن موعد ظهورها , فهو ماستدفع ثمنه المزيد من دماءٍ فلسطينية , وملحقة او ملتصقة بكل وصمات العار العربي , المتوّجة بدول التطبيع والتمييع .!
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الغذاء الاوربي المجاني في مصيدة الفئران الامريكية
الغذاء الاوربي المجاني في مصيدة الفئران الامريكية

موقع كتابات

timeمنذ 3 ساعات

  • موقع كتابات

الغذاء الاوربي المجاني في مصيدة الفئران الامريكية

تناولت وسائل الاعلام الغربية وبالاخص منها في باريس ولندن وبرلين وكييف ، بشكل صاخب وغير مسبوق ، للتهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس الماضي ، ووعوده بإطلاق تصريحات يوم ' الإثنين ' مهمة بخصوص روسيا ، ما أعطى فسحة من الامل للاعلام الغربي ، بتضخيم التصريحات المرتقبة حتى قبل ان تقال ، وزرع حالة من الترقب المصطنع ، ليشد انتباه العالم وترقبه لها ، حتى قبل ان تقال ، في حملة دعائية فاقت الاعلان عن المباراة النهائية التي جمعت ناديي باريس اند جيرمان وتشيلسي ، في ختام بطولة العالم للاندية التي جرت يوم الاحد ، وتبادل رؤساء هذه الدول ' التهاني ' بينهم ، وارتفعت عندهم نشوة ' النصر المزيف ' ، لأنهم تمكنوا من أعادة ترامب الى سكة ' اعداء روسيا ' ، وراحوا يتراقصون على انغام كلمات الرئيس الامريكي ، 'أنا غير راض عن المكالمة الهاتفية مع بوتين ، ومنزعج للغاية' . وجاء يوم ' الأثنين ' الموعود ، وأطلق الرئيس الامريكي خلال لقاءه مع الأمين العام لحلف شمال الاطلسي مارك روته في البيت الأبيض ، تصريحاته التي تلاقفت منها وسائل الإعلام الغربية وركزت على معلومة ' مهلة ' الخمسين يوما ، كفترة للتوصل فيها الى اتفاق لوقف أطلاق النار ، واعادة تجهيز الولايات المتحدة الامريكية لأوكرانيا بالاسلحة ' ، واخفوا بقية التصريح الذي يقول ' ان حلف الناتو هو من سيدفع اسعار هذه الاسلحة بالكامل ' ، وهو فخ نصبه ترامب للاوربين ، ونجح في ايقاعهم فيه وبامتياز . كما واتخذ الاعلام الغربي جانب الصمت والتجاهل ' المتعمد ' لبقية التصريحات التي اطلقها ترامب خلال اللقاء ، فالرئيس الامريكي أمتدح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ووصفه بالرجل القوي وأن 'هذا الأمر ثبت على مدى سنوات عديدة'، كما ان الرئيس الروسي عاصر الرؤساء السابقين ،كلينتون وبوش الابن واوباما وبايدن ، وترامب نفسه ( الذي تعامل معه ولم يخدعه بوتين ) ، وأنه ( أي ترامب ) يتواصل وبشكل متكرر مع من أسماه بالقائد الروسي فلاديمير بوتين، وقال 'ان محادثاتي معه تجري دائما بشكل ودي للغاية' ، وهنا جاءت الصدمة ، لأن مثل هذا الحديث قد نفى وجود أي توتر بالعلاقات الشخصية للرئيسين ، وبالتالي باءت بالفشل كل المحاولات الغربية لتحقيق هذا الهدف . ومع استمرار الهجوم الإعلامي المكثف، الذي تضمن 'تسريبات' لخطط 'الصقور' في البيت الأبيض، لأيام عديدة ، لم يكن 'التصريح الرئيسي' الذي أدلى به دونالد ترامب بشأن أوكرانيا جذريا كما كان متوقعا ، ومع ذلك، في النهاية، اختار فريق ترامب خيارًا وسطًا ، فبدلًا من فرض رسوم جمركية بنسبة 500%، ( كما جاء به مشروع القانون الذي تقدم به السيناتور ليندسي غراهام ) ، حيث يعتقد ترامب أن مشروع غراهام بفرض هذه الرسوم على الدول التي تشتري موارد الطاقة الروسية لن يكون له أي معنى عملي ، واليوم الحديث عن رسوم جمركية بنسبة 100% ، والتي لن تُفرض بشكل فوري ، بل بمهلة نهائية مدتها 50 يومًا، قابلة للتمديد ، والادهى من ذلك وكما أفادت صحيفة 'بوليتيكو' ، فأن مجلس الشيوخ الأمريكي أوقف الترويج لمشروع قانون، قدمه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ، وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون إنه سيمتنع عن الدفع بحزمة العقوبات ، في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قد ترتد تبعاتها على الأمريكيين ، وتأكيد وزير الخارجية ماركو روبيو خلال اتصال هاتفي مع وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا ، ' أن أولوية الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب تظل إنهاء الحرب من خلال تسوية موثوقة عبر المفاوضات'. ويشير الخبراء إلى أن فرض قيود على الواردات من روسيا 'ليس منطقيًا' ، لأن حجم التبادل التجاري بين البلدين ما بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار سنويًا فقط ، وستُستثنى السلع الأساسية لأمريكا، مثل اليورانيوم، مجددًا، كما حدث مرارًا وتكرارًا خلال عهد بايدن ، في الوقت نفسه، ستؤدي الرسوم الجمركية الثانوية المفروضة على شركاء روسيا إلى خنق تجارة الولايات المتحدة مع الصين والهند، اللتين يحاول فريق ترامب التفاوض معهما الآن ، أي أنه في نهاية المطاف، ستُمنح لهما استثناءات عديدة، مما يُحيّد أثر الرسوم الجمركية. وبشأن الاسلحة والتي على الغالب لن تكون فقط أنظمة باتريوت ، بل وايضا قد تبيع الولايات المتحدة صواريخ قصيرة المدى، وصواريخ جو-جو، وذخائر مدفعية إلى دول حلف شمال الأطلسي لتسليمها لاحقًا إلى أوكرانيا ، فقد كتب الخبير لأمريكي مالك دوداكوف يقول ' إن الواقع كان يختلف ' ، لأن البيع للناتو ، يجعل منها صعبة الترتيب ، فجهاز التحالف نفسه لا يملك ميزانيات كافية ، ولن يطلب صندوق الدفاع ، الذي تبلغ قيمته 100 مليار يورو ، والذي يجري إنشاؤه حاليًا في أوروبا، وأي شيء من الولايات المتحدة ، يبقى الاعتماد على ما يدفعه أعضاء التحالف كلٌ على حدة ، ووسط اعلان أولي لبعض دول الناتو ، رفضها دفع مبالغ لشراء الاسلحة مثل هنغاريا واسبانياوايطاليا وبلجيكا وسلوفاكيا والبقية تأتي تباعا ، سيضطرون إلى الانتظار شهورًا وسنوات ( وباعتراف روته نفسه ) للحصول على شحنات الأسلحة ، التي اشتروها من الولايات المتحدة، بما في ذلك بطاريات باتريوت الموعودة ، ونتيجةً لذلك، بدلًا من 'خطة النصر'، كان هناك تدنيس كامل، مما سيُسبب هستيريا أخرى بين جماعات الضغط المؤيدة لكييف. وتصريحات وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوسوإن في واشنطن ، بعد لقاءه نظيره الامريكي وبعد تصريحات ترامب مباشرة ، وقوله أن إرسال منظومات 'باتريوت' إلى أوكرانيا ، سيستغرق عدة أشهر بعد التوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن شرائها ، نسفت كل الامال والافراح ومنهم ' المهرج ' زيلينسكي ، الذي كان يتوقع ان هذه الانظمة ستصل اليه فجر اليوم الثاني ، كما ان 17 نظام باتريوت يُمثل عددًا كبيرًا ، بالطبع، لن يتمكنوا من إغلاق المجال الجوي الأوكراني بالكامل، لكنهم سيسمحون لهم بتغطية منشآت استراتيجية رئيسية ، على الأرجح، نحن نتحدث عن كييف، بالإضافة إلى مشاريع مشتركة مع حلف شمال الأطلسي ، لإنتاج الطائرات بدون طيار والأسلحة في غرب البلاد، كما يقول يوري كنوتوف، الخبير العسكري ومؤرخ قوات الدفاع الجو . ويشير الخبراء الى أن السؤال الرئيسي لا يكمن في المجمعات نفسها، بل في حجم الصواريخ ، فالولايات المتحدة تنتج أكثر من نصف ألف صاروخ سنويًا ، وبعد اتفاقيات مع رومانيا وألمانيا، وكذلك مع دول أخرى، يمكن نظريًا أن يرتفع الإنتاج إلى ألف صاروخ ، لكن حتى هذا لا يكفي ، فالاستهلاك الشهري لهذه الصواريخ قد يصل إلى المئات، والولايات المتحدة نفسها بحاجة إليها أيضًا ، لذا، لن تستلم كييف سوى دفعات صغيرة – لنقل، 10 قطع، كما صرّح ترامب سابقًا. إذا كان الأمر كذلك، فلن يُحدث فرقًا يُذكر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأنظمة المسلمة سوف تتطلب التحديث والضبط الدقيق، وهو ما قد يستغرق نحو ستة أشهر ، وأنهم 'سيقومون بنقل أنظمة قديمة لم تعد تناسب الولايات المتحدة أو أوروبا'، وتبلغ تكلفة نظام باتريوت الواحد 450 مليون دولار، ويتراوح سعر كل صاروخ بين مليونين وأربعة ملايين دولار ، وعلاوة على ذلك، فإن تسليم الأنظمة القديمة سوف يستغرق شهوراً، وقدراتها محدودة ، فإنها فعّالة ضد صواريخ كروز والطائرات المسيرة، لكن استخدامها ضد الطائرات المسيرة ليس مجديًا من حيث التكلفة ، حيث لا يعمل نظام PAC-2 ضد الأهداف الباليستية إطلاقًا، بينما يعترض نظام PAC-3 الأهداف باحتمالية ضئيلة ، هذه الأنظمة عاجزة عن مواجهة صواريخ Kinzhalأو Iskander . أن ترامب لا يزال في وضع التفاوض بشكل عام ، وبالتالي فإنه يريد من الحلفاء الأوروبيين نقل الاسلحة إلى أوكرانيا والتي يحتاجونها في كييف ، وفي المقابل سيشترون أسلحة حديثة من الولايات المتحدة، 'مسددين ثمنها بالكامل ، وضرورة تشديد الضغط على موسكو، ولكن دون الدخول في مواجهة علنية أو مواجهة عسكرية تقنية مباشرة مع روسيا ، فإنه وبحسب فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير مجلة 'روسيا في الشؤون العالمية'، لا يزال يتجنب الهجوم المباشر على بوتين، رغم 'استيائه الشديد' و'خيبة أمله' ، ويترك الرئيس الأمريكي لنفسه مجالًا للمناورة والتنحي جانبًا ، وبشكل عام، تصرف بأسلوبه الخاص تمامًا ، وما لا يزال يخشى أن تصبح 'حرب بايدن' حربه. التوقعات من خطاب ترامب كانت مرتفعة للغاية ، وأن الدول الأوروبية وكما أفادت مجلة 'شبيغل' الألمانية تشعر بخيبة الأمل وأن الإعلان الكبير بات أقل مما توقع الكثيرون ، وعلى وجه التحديد، يدور الحديث عن خيبة الأمل في الإجراءات التي يعتزم ترامب اتخاذها في حال عدم وجود أي تقدم في التسوية الأوكرانية ، في حين ظلّ استفزاز غراهام محصورًا في خياله المحموم ، وسيتعين على الأوروبيين دفع بعض المال ، فقد انتهى 'غداءهم المجاني في مصيدة الفئران الامريكية'..

ترامب لبي بي سي: "أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ من الحديث معه بعد"
ترامب لبي بي سي: "أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ من الحديث معه بعد"

شفق نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • شفق نيوز

ترامب لبي بي سي: "أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ من الحديث معه بعد"

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مكالمة هاتفية حصرية مع بي بي سي، إنه "يشعر بخيبة أمل من فلاديمير بوتين، لكنه لم ينتهِ منه بعد". وعندما سُئل عمّا إذا كان يثق بالرئيس الروسي، أجاب ترامب: "أنا لا أثق تقريباً بأحد". جاءت تصريحات الرئيس الأميركي بعد ساعات من إعلانه عن خطط لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وتحذيره من فرض تعريفات جمركية قاسية على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال خمسين يوماً. وفي مقابلة من المكتب البيضاوي، عبّر ترامب عن دعمه لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعدما كان قد وصفه في السابق بأن "الأحداث تجاوزته"، وأكد التزامه بمبدأ الدفاع المشترك للحلف. وجاء الاتصال الهاتفي، الذي استمر لمدة 20 دقيقة، بعد محادثات بين البيت الأبيض وبي بي سي حول إمكانية إجراء مقابلة بمناسبة مرور عام على محاولة اغتيال ترامب في تجمّع انتخابي في بتلر، بولاية بنسلفانيا. وعندما سُئل عمّا إذا كانت تجربة محاولة الاغتيال قد غيّرته، قال ترامب إنه يفضل عدم التفكير في الأمر كثيراً. وأضاف: "لا أحب التفكير في ما إذا كانت قد غيّرتني أم لا. التفكير المفرط فيها يمكن أن يغيّر حياتي". وبعد لقائه بأمين عام حلف الناتو مارك روته في البيت الأبيض، خصّص ترامب جزءاً كبيراً من المقابلة للتعبير عن خيبة أمله من الرئيس الروسي. وقال ترامب إنه ظنّ أربع مرات أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وعندما سألته بي بي سي عمّا إذا كان قد "انتهى من بوتين"، أجاب: "أنا أشعر بخيبة أمل منه، لكن لم أنتهِ منه. أنا محبط، لكن لم أُغلق الباب". ولدى الضغط عليه بشأن كيفية إقناع بوتين بوقف "إراقة الدماء"، قال الرئيس الأميركي: "نحن نعمل على ذلك، غاري". وأضاف: "سنجري محادثة جيدة. سأقول: "يبدو أننا قريبون من إنجاز الاتفاق، ثم في اليوم التالي يقصف مبنى في كييف". وكانت روسيا قد كثّفت هجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ على المدن الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب في عدد قياسي من الضحايا المدنيين. وكانت موسكو قد أطلقت غزواً شاملاً لأوكرانيا في عام 2022. وصرّح بوتين بأنه يسعى أيضاً إلى السلام، لكنه أكد أن "الأسباب الجذرية" للنزاع يجب أن تُحلّ أولاً. ويرى أن الحرب ناتجة عن تهديدات خارجية لأمن روسيا، من قبل كييف والناتو و"الغرب الجماعي". وانتقل الحديث إلى ملف الناتو، الذي كان ترامب قد وصفه سابقاً بأنه "عفى عليه الزمن". وقال الآن إنه لم يعد يرى ذلك، لأن الحلف "أصبح العكس تماماً" بعد أن بدأت الدول الأعضاء "تدفع مستحقاتها بنفسها". وأضاف أن اتفاق قادة الناتو على رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5 بالمئة من الناتج المحلي "أمر مذهل"، وقال: "لم يكن أحد يظن أن ذلك ممكن". وأشار إلى أنه لا يزال يؤمن بمبدأ الدفاع الجماعي، لأنه يمنح الدول الصغيرة القدرة على الدفاع عن نفسها من الدول الأكبر. وأوضح أن قادة دول مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا باتوا يحترمونه وقراراته، جزئياً لأنهم يرون أن انتخابه مرتين دليل على وجود "موهبة سياسية كبيرة". ولدى سؤاله عمّا إذا كان يرى أن بعض قادة العالم يتملّقونه، أجاب بأنهم "يحاولون فقط أن يكونوا لطفاء". وسُئل الرئيس الأميركي عن رأيه بمكانة المملكة المتحدة عالمياً، فأجاب: "أعتقد أنها بلد رائع – كما تعلم، أنا أملك عقارات هناك". وعندما سُئل عمّا إذا كانت بريطانيا استفادت من البريكست، قال: "لا. أعتقد أن العملية كانت فوضوية بعض الشيء، لكنها بدأت تتجه نحو الاستقرار". وتحدث ترامب بإيجابية عن رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، قائلاً: "أعجبني كثيراً، رغم أنه ليبرالي"، وأشاد باتفاق التجارة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، قائلاً إنه يشعر بـ"رابطة خاصة" مع بريطانيا، ولهذا السبب أبرم معها اتفاقاً – وأضاف: "أما مع منافسيكم، ومع الاتحاد الأوروبي، فلم أبرم أي اتفاق". وتحدّث عن زيارته المرتقبة الثانية إلى المملكة المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، وهي زيارة دولة غير مسبوقة لرئيس أميركي. وعن أهدافه من الزيارة، قال: "أريد أن أمضي وقتاً جيداً وأُظهر الاحترام للملك تشارلز، لأنه رجل نبيل رائع". كما أشار إلى أنه لا يريد أن يُستدعى البرلمان البريطاني للانعقاد خلال زيارته، كي يلقي خطاباً فيه، مضيفاً: "دعوا النواب يستمتعوا بعطلتهم. لا حاجة لاستدعائهم من أجل خطاب". وفيما يتعلق بخطاب الملك تشارلز في افتتاح البرلمان الكندي – والذي شدد فيه على سيادة كندا بعد تصريح سابق لترامب بأن الولايات المتحدة يمكن أن تضم كندا – قال ترامب: "الملك مرتبط بكندا، فماذا عساه يفعل؟ ليس أمامه خيار. أظن أنه كان جيداً جداً ومحترماً في حديثه". وأضاف أن الولايات المتحدة "تتفاوض مع كندا حالياً"، متوقعاً أن "تسير الأمور بشكل جيد". وعن أجندته الداخلية، قال الرئيس الأميركي إنه نفّذ وعده الانتخابي المتعلق بوقف الهجرة غير النظامية من المكسيك، حيث انخفضت عمليات العبور إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الأولى من ولايته الثانية. وأضاف: "لقد فعلت أكثر مما وعدت به". وتجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب باتت تركز الآن على تحديد المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني، واحتجازهم وترحيلهم. ولدى سؤاله عن الرقم الذي يراه ناجحاً في عمليات الترحيل، رفض ترامب تحديد رقم، قائلاً: "أريد إخراج المجرمين بسرعة، ونحن نقوم بذلك". وأضاف: "نُعيدهم إلى السلفادور وغيرها من الأماكن"، مشيراً إلى الاتفاق المثير للجدل الذي نص على ترحيل من تصفهم واشنطن بأنهم أعضاء عصابات إلى سجن في دولة أميركية وسطى. وعن اعتراض بعض المحاكم على سياسات الترحيل التي يتبناها، قال ترامب: "ربحنا كل هذه القضايا في الاستئناف. لدينا قضاة من اليسار المتطرف، لكن كل الأحكام تم إلغاؤها". وقد حققت إدارة ترامب بعض النجاحات في هذا الإطار، من بينها قرار صادر عن المحكمة العليا يسمح بترحيل المهاجرين إلى دول ثالثة. كما أشاد الرئيس الأميركي بمشروعه البارز في مجال الضرائب والإنفاق، والذي وصفه بـ"مشروع القانون الكبير والجميل"، ويشمل تمديد تخفيضات الضرائب التي أقرت عام 2017، إلى جانب حوافز جديدة للإكراميات وتخفيضات كبيرة في برنامج "ميديك ايد" للرعاية الصحية. وعندما سُئل عمّا يرى أنه سيُخلد إرثه كرئيس، أجاب: "إنقاذ أمريكا. أعتقد أن أميركا اليوم بلد عظيم، بينما كانت ميتة قبل عام".

"أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية" - مقال رأي في التلغراف
"أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية" - مقال رأي في التلغراف

شفق نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • شفق نيوز

"أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية" - مقال رأي في التلغراف

في جولة الصحف اليوم، نستعرض ثلاث قراءات (بريطانية، وأمريكية وأيضاً روسية) في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة جديدة تتعلق بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وبفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا وكذلك على شركائها التجاريين. ونبدأ بالقراءة البريطانية من صحيفة التلغراف، والتي نشرت مقالاً بعنوان "بوتين يكتشف مدى سوء تقديره"، للباحث في العلاقات الدولية صموئيل راماني. ورأى راماني أن الرئيس الأمريكي ترامب أدرك أخيراً أن السبيل الوحيد لإيقاف آلة الحرب الروسية هو تكثيف الضغوط الاقتصادية والعسكرية على موسكو. ولا يتوقع الباحث بجامعة أكسفورد أن يؤدي هذا الإدراك المتأخّر من جانب ترامب إلى وضع نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه على أقل تقدير سيُخفّف الضغط على الأوكرانيين الذين يخضعون للقصف الروسي يومياً. ولفت الباحث إلى تأكيد ترامب زيادة إمداد أوروبا بالسلاح الأمريكي بغرض استخدامه في أوكرانيا، فضلاً عن تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على شركاء روسيا التجاريين. ونوّه الكاتب إلى أن المَخرج الوحيد الذي تركه ترامب مفتوحاً أمام بوتين، يتمثل في الموافقة على هُدنة في أوكرانيا في غضون 50 يوماً. تصريحات ترامب، وفقاً لصاحب المقال، تضع نهايةً لما تبقّى من تكّهنات بخصوص إعداد ترامب بشكل أحاديّ الجانب لاتفاق يقضي باستسلام أوكرانيا أمام الروس، وهي التكهنات التي بلغتْ ذروتها بعد الاجتماع الكارثي في البيت الأبيض بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأشار باحث العلاقات الدولية إلى أن ترامب في بادئ الأمر اعتقد أن بإمكانه إقناع الروس بالسلام عبر الدخول في حوار بَنّاء، متحدثاً في ذلك الحين عن شرْعنة الاحتلال الروسي لأراضٍ أوكرانية، لكن بوتين تعامل مع هذا الطرح الأمريكي باعتباره علامة ضَعف، فقرّر من جانبه تصعيد الحرب، معتقداً أن ترامب ليس لديه استعداد للتصعيد. ورأى صاحب المقال أن الصواريخ الأمريكية الجديدة قد لا تغيّر مسار الحرب، لكنها وبلا شك ستزيد قدرة الأوكرانيين على تسديد ضربات موجِعة للروس - على الصعيد العسكري وأيضاً الاقتصادي عبر استهداف البِنية التحتية. ورجّح الكاتب أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة كفيلة بتقييد سلاسل الإمداد الروسية وبمُفاقمة مستويات التضخم، وإذا ما جرى تعزيز تلك الرسوم بحزمة من العقوبات الجديدة على الأفراد والقطاعات، فسيكون لذلك بلا شك، ضررٌ بالغٌ على اقتصاد الحرب الروسية. وإلى نيويورك بوست، حيث نطالع افتتاحية بعنوان "صفقة ترامب الخاصة بالسلاح، بالإضافة إلى العقوبات الجديدة على روسيا، كفيلة بتغيير قواعد اللعبة". ورجّحت الصحيفة أن يؤدي قرار الرئيس ترامب - إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) - إلى تغيير معادلة القوة في الحرب التي تخوضها روسيا منذ نحو 40 شهراً ضد أوكرانيا. ورأت نيويورك بوست ما قالت إنه "توليفة مرعبة" في جمْع القرار الأمريكي بين إرسال السلاح إلى أوكرانيا وبين فرْض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على موسكو - إذا هي أخفقتْ في التوصل إلى هدنة في غضون 50 يوماً. ورجّحت الصحيفة أن تؤدي هذه العقوبات إلى تقويض الاقتصاد الروسي. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لم يُعطِ تفاصيل بشأن نوع السلاح الذي ينوي إرساله إلى كييف، لكنه عقّب بأنها ستكون "تجميعة شاملة من أفضل المتاح" على حدّ تعبيره. وإلى ذلك، قال السفير الأمريكي للناتو، ماثيو ويتكر، إن الخطة قصيرة المدى تمثّلتْ في إرسال أنظمة دفاعية، كبطاريات باتريوت، القادرة على التصدي للصواريخ الروسية. على أنّ أوكرانيا ستحصل كذلك على أسلحة هجومية، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أراضٍ روسية، بحسب ما أفادت تقارير نشرها موقع أكسيوس الأمريكي، وبذلك، فإن "الشعب الروسي، والرئيس بوتين ذاته، سيشعرون بالتبعات"، وفقاً لصحيفة نيويورك بوست. ورجّحت الافتتاحية أن تساعد الرسوم الجمركية الثانوية التي أعلن عنها ترامب في مزيد من الضغوط على روسيا، بما يجرّد الأخيرة من عوائد تستخدمها في تمويل الحرب - "رغم الكرَم الذي انطوى عليه إعطاء بوتين 50 يوماً للتوصل إلى هدنة"، على حدّ تعبير الصحيفة الأمريكية. ورأت نيويورك بوست أن نقطة العقوبات أساسية؛ لا سيما وأن روسيا تئنّ تحت العقوبات الاقتصادية، فإذا أُضيفتْ إليها عقوبات أخرى، فإن ذلك كفيل بالضغط على بوتين وبدَفْعه دفعاً باتجاه الهُدنة. وخلُصت الصحيفة إلى القول إن "فريق ترامب، لحسن الحظ، على الطريق الصحيح الآن". "ترامب يخشى استفزاز القوة النووية الروسية" ونختتم جولتنا من صحيفة كوميرسانت الروسية، والتي نشرت مقالاً بعنوان "الموقف الأمريكي يتشدّد بشكل تدريجي"، لمحرّر الشؤون السياسية ديمتري دريزيه. ورأى ديمتري أن "البيت الأبيض يبدو حريصاً على تجنُّب اتخاذ خطوات حاسمة إزاء الكرملين"، مشيراً إلى مُهلة الـ 50 يوماً التي تضمّنها إعلان الرئيس ترامب بشأن تزويد أوكرانيا بالسلاح وفرْض المزيد من العقوبات على روسيا وشركائها التجاريين. ووفقاً لديمتري، فإن ما وُصف بـ"مفاجأة دونالد ترامب" ليس فيه شيءٌ مرعب بالنسبة للاتحاد الروسي، على الأقل كما يبدو عليه الأمر للوهلة الأولى. وأوضح الكاتب أن قرار العقوبات الثانوية على شركاء روسيا التجاريين من شأنه أن يجعل التداوُل التجاري مع الولايات المتحدة شيئاً بالغ الصعوبة. كما لفت ديمتري إلى ما قال إنه تقرير نشره موقع أكسيوس الأمريكي، مفاده أن الرئيس الروسي كان قد أبلغ نظيره الأمريكي بشأن هجوم روسيّ جديد سيستغرق 60 يوماً بالتمام، وبأن هذا الهجوم سيثمر عن نتائج محدّدة - وإذا كان ذلك، فإنه لن يكون هناك شيء للتفاوض بشأنه (بعد مُهلة الـ 50 يوماً للتوصل إلى هُدنة، التي انطوى عليها إعلان ترامب). وعلى ضوء ذلك الإعلان الأمريكي، فإن أمام الروس والأوكران مدة 50 يوماً "يستمتعون فيها بقتال جيد في الحديقة"، على حدّ تعبير ترامب. وفي غضون تلك المُدة، "سيحاول الغرب بكل ما وسِعه أن يكافئ الفُرص، قبل العودة إلى طاولة المفاوضات". ويعتقد ديمتري أن الرئيس الأمريكي "يتجنّب اتخاذ قرارات متشددة إزاء موسكو، خشية استفزاز الجانب الروسي الذي يمتلك سلاحاً نووياً، وبالمثل، فإن روسيا تُفضّل إلقاء اللوم على أوروبا في كل شيء، بدلاً من مهاجمة الرئيس الأمريكي بشكل مباشر"، وفقاً لصاحب المقال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store