
كيفية توزيع الأثاث في الغرف المفتوحة بطريقة عملية وأنيقة
بالإضافة إلى تعزيز التواصل الاجتماعي، مما يجعل نمط الغرف المفتوحة، مثاليًا لأوقات العائلة واستقبال الضيوف.
أسلوب المعيشة في الغرف المفتوحة من أكثر الاتجاهات انتشارًا في المنازل الحديثة
ومع ذلك، فإن الكثير من أصحاب المنازل قد يواجهون بعض التحديات عند تصميم الغرف المفتوحة، من أبرزها كيفية توزيع الأثاث بطريقة تخلق مناطق عملية، أنيقة، ومريحة في آنٍ واحد.
توزيع الأثاث بطريقة عملية وأنيقة في الغرف المفتوحة، من التحديات التي قد تواجه البعض
ولتوزيع الأثاث بفعالية في الغرف المفتوحة، هناك مجموعة من العوامل التي ينصح بمراعاتها واتباعها، وذلك من أجل تصميم مساحات عملية وأنيقة، نقدمها لكِ في هذا التقرير.
1. تحديد المناطق.. حلول عملية وعصرية لتوزيع الأثاث في الغرف المفتوحة
لتوزيع مثالي للاثاث ف الغرف المفتوحة، ينصح بتخصيص منطقة لكل نشاط بحسب الاحتياجات اليومية لأفراد المنزل
في الغرف المفتوحة، تعد خطوة تحديد المساحات بداخلها من أهم الخطوات الفعالة لتحقيق توزيع ناجح للأثاث.
وذلك من خلال تخصيص منطقة لكل نشاط بحسب الاحتياجات اليومية لأفراد المنزل.
ولتنفيذ هذه الخطوة، فكري في كيفية استخدامك أنتِ وعائلتك للمساحة، فعلى سبيل المثال: يمكنكِ إنشاء منطقة معيشة مخصصة للاسترخاء، مشاهدة التلفزيون، أو استقبال الضيوف، منطقة طعام لتناول الوجبات، وزاوية عمل أو دراسة في ركنهادئ لتعزيز التركيز والإنتاجية.
يمكن استخدام السجاد، الإضاءة، وقطع الأثاث لتحديد المناطق بصريًا
وبهذا التوزيع المدروس، تتحول الغرفة المفتوحة إلى مساحة متوازنة تجمع بين الراحة والوظيفة.
ويمكن استخدام السجاد، الإضاءة، وقطع الأثاث لتحديد هذه المناطق بصريًا دون الحاجة إلى إنشاء حواجز مادية.
على سبيل المثال، ضعي الأرائك، أو خزائن الكتب، أو قطع الأثاث الكبيرة بحيث تكون ظهورها موجهة نحو المناطق المجاورة، لخلق فصل بصري ناعم وطبيعي.
كما يمكن لسجادة كبيرة تحت الأريكة أن تساعد على تحديد منطقة المعيشة، بينما تميز تركيبة إضاءة معلقة فوق طاولة الطعام هذه المنطقة عن باقي المساحة.
2. مراعاة حركة المرور داخل المساحة.. مسارات سلسة وأناقة واضحة
عند توزيع الأثاث، يجب التأكد من عدم حجب ممرات الحركة
يجب أن يشعر الشخص بالراحة والسهولة عند التنقل في الغرف المفتوحة، دون عوائق مزعجة أو ممرات ضيقة.
عند توزيع الأثاث، يجب التأكد من عدم حجب ممرات الحركة
ولتحقيق ذلك، اتركي ممرات واضحة بين قطع الأثاث لتسهيل الحركة، تجنبي وضع قطع أثاث كبيرة في مسارات الحركة المباشرة، وفري ما لا يقل عن 75 إلى 90 سم بين الأثاث والجدران أو بين القطع الكبيرة، لضمان حركة مريحة وسلسة داخل المساحة، ورتبي أماكن الجلوس بطريقة تتيح للأشخاص الدخول والخروج بسهولة دون الحاجة للمرور في أماكن ضيقة أو الالتفاف حول الأثاث.
3. استخدام الأثاث كوسيلة للفصل بين المناطق.. بدائل أنيقة للجدران
يمكن لأريكة منخفضة الظهر الفصل بين منطقة المعيشة وطاولة الطعام
يمكن أن يكون الأثاث وسيلة ذكية لتقسيم المساحات بشكل غير مباشر داخل الغرف المفتوحة.
وفي الغرف المفتوحة على وجه الخصوص، ينصح الخبراء باختيار الأثاث المتعدد الاستخدامات، فعلى سبيل المثال، يمكن لأريكة منخفضة الظهر أن تفصل بين منطقة المعيشة وطاولة الطعام مع الحفاظ على خط الرؤية مفتوحًا، مما يمنح الشعور بالاتساع.
تخلق وحدة أرفف مفتوحة حدًا بصريًا بين المساحات في الغرف المفتوحة
كما يمكن أن تخلق طاولة كونسول أو وحدة أرفف مفتوحةحدًا بصريًا بين المساحات، مع توفير مساحة تخزين إضافية دون حجب الضوء، وفي الوقت نفسه إمكانية تحريكها بسهولة حسب الحاجة، مما يمنحكِ مرونة في الاستخدام ويساعد على تنظيم المساحة بشكل أكثر فاعلية.
4. تثبيت المساحة بالقطع البيانية / المميزة.. سر التوازن بين الجمال والوظيفة
يمكن اختيار قطعة بيانية بارزة لتمييز كل منطقة مثل طاولة طعام ملفتة
في الغرف المفتوحة الواسعة والكبيرة الحجم، من المفيد وجود نقطة محورية تمنع الإحساس بالتشتت أو الفوضى.
أريكة بيانية أنيقة
ويمكن اختيار قطعة بيانية بارزة لتمييز كل منطقة، مثل أريكة أنيقة، أو طاولة طعام ملفتة، أو وحدة إضاءة مميزة، لتكون بمثابة نقطة جذب بصرية رائعة.
بعد ذلك، يمكن ترتيب بقية الأثاث حول هذه القطعة المحورية بطريقة تُحقق التوازن والانسجام في التصميم العام للغرفة المفتوحة.
5. تعزيز الضوء الطبيعي.. خطوة لضمان الراحة والجمال
ينصح الخبراء بترتيب الأثاث بطريقة تسمح بأقصى استفادة من الضوء الطبيعي القادم من النوافذ
تعتمد الغرف المفتوحة على الضوء الطبيعي لتعزيز الشعور بالاتساع والحيوية، لذا، ينصح الخبراء بترتيب الأثاث بطريقة تسمح بأقصى استفادة من النوافذ، مثل إبعاد الأثاث الكبير عن النوافذ حتى لا يعيق دخول الضوء.
يفضل استخدام المرايا لعكس الضوء الطبيعي في الغرف المفتوحة
بالإضافة إلى استخدام المرايا لعكس الضوء الطبيعي وإدخاله إلى عمق الغرفة، واختيار أقمشة وقطعًا بألوان فاتحة في الأثاث المنجد والسجاد لتعزيز الإحساس بالانتعاش.
6. اعتماد الأثاث المرن.. الحل العصري لتوزيع عملي وفعال في كل المساحة
الطاولات المتداخلة nesting tables
غالبًا ما يتطلب نمط المعيشة في الغرف المفتوحة قطع أثاث يمكنها التكيّف مع الاحتياجات المتغيرة.
ولذلك ينصح الخبراء باستخدام عناصر عملية مثلالطاولات المتداخلةNesting tables، حيث يمكن ترتيبها داخل بعضها لتوفير المساحة عند عدم الحاجة إليها، أو الأرائك المعياريةModular التييمكن إعادة تشكيلها بسهولة حسب المناسبة أو عدد الأشخاص.
كراسي العثمانيات لديها القدرة على توفير أماكن جلوس إضافية ويمكن نقلها بسهولة
بالإضافة إلى الكراسي الطويلة أو العثمانيات Benches & Ottomansالتي لديها القدرة على توفير أماكن جلوس إضافية ويمكن نقلها بسهولة من مكان لآخر، حيث يمنحكِ هذا النوع من الأثاث مرونة في تعديل التخطيط الداخلي بما يتناسب مع أسلوب حياة عائلتك مع مرور الوقت.
الصور من: pinterest وhouzz
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
اسطرلابدروس قيادية من يوشع عليه السلام
يوشع بن نون عليه السلام والمعروف لدى أهل الكتاب باسم يشوع، هو الفتى الذي صاحب موسى عليه السلام في رحلة البحث عن الحوت في قصة الخضر المذكورة في سورة الكهف. عاش في الفترة الزمنية بين القرن الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد، اسمه الكامل يشوع بن نون بن إفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. في هذه المقالة محاولة لاستنباط عدد من الدروس القيادية من سيرته عليه السلام كما يلي: العمل بروح الفريق: لم ينطلق موسى عليه السلام للبحث عن الخضر عليه السلام وحده، بل اصطحب معه الفتى يوشع ليكون معه في هذه المهمة. وفي ذلك درس عن أهمية العمل كفريق والتي يفتقدها نسبة غير قليلة من المسؤولين والمديرين والذين يفضلون إنجاز المهام بأنفسهم دون الاستثمار في تعليم أعضاء الفريق وتدريبهم والتواصل معهم. قوة التنفيذ: في اللفظ القرآني (انطلقا) دلالة على أهمية التحرك واتخاذ الإجراءات العملية على الميدان للحصول على النتائج. ومن أكبر الأمراض الإدارية المعاصرة في كثير من المنظمات الاكتفاء بالدراسات النظرية والاستراتيجيات دون تنفيذ وتحركات واقعية عملية. تنفيس الضغوط: في قول موسى ليوشع عليهما السلام (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) دلالة على أن الجميع معرض للضغوط النفسية والتعب حتى من هم في مقام الأنبياء الكرام فما بالك بالقياديين والمديرين. والتعامل مع هذه الحالات يستدعي تنفيسها وعدم الانهزام أمامها. ومن ذلك أخذ الراحة وشحذ الطاقة كما في الطلب (آتنا غداءنا). التعامل مع الأخطاء: أبلغ الفتى يوشع عليه السلام عن الخطأ بشجاعة وصدق ولم يخفه ولم يخف ولم يكابر حين اعترف بنسيانه للحوت. وهذه قيمة مهمة تساعد على التعامل مع المشكلة من مرحلة مبكرة ومعالجتها. وتعاني الكثير من المنظمات من ثقافة الخوف من الخطأ والفشل وتعمد إخفاء المشكلات مما يتسبب بأزمات أكبر ومشكلات متفاقمة. وضوح الغاية والهدف: (ذلك ما كنا نبغ) درس مهم في ضرورة وضوح الأهداف والغايات وضمان أن الجهود المبذولة تصب في تحقيقها. ومن أكبر المعضلات للمنظمات هي الجهود والميزانيات الضائعة بدون توجه استراتيجي أو متابعة صحيحة للأداء. معالجة المشكلات والخطط البديلة: كان موسى عليه السلام عملياً ولم يتأخر في توبيخ يوشع عليه السلام، بل مباشرة تحرك لمعالجة المشكلة بالارتداد إلى المكان الذي نسيا فيه الحوت. توثيق المهام: عند قرار موسى عليه السلام بالعودة كانت الآثار التي تركاها الدليل لهما للعودة. وهكذا في المنظمات الناجحة يتم توثيق المهام والإجراءات والملفات لتسهيل العودة إليها والاستفادة منها كتعلم على مستوى المنظمة دون أن تتأثر بشكل كبير بسبب مغادرة أفراد. صناعة القادة للمستقبل: بعد وفاة موسى عليه السلام، قاد يوشع عليه السلام بني إسرائيل لما يقارب 27 عاماً، ويشاء الله أن الفتى الذي عاش تجربة الضياع والبحث عن الحوت كان هو الذي يقود قومه للنجاة من سنوات التيه. وهكذا، فإن من أهم وأنبل المهام لأي قائد هي صناعة الجيل القادم من القادة من بعده وتجهيزهم وتمكينهم من النجاح أمام تحديات جديدة وأزمنة مغايرة.


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
على أعتاب عام جديد
كلُّ عامٍ جديد يهلّ علينا ما هو إلا نافذةٌ تُطلّ على الاحتمال، إنّه صفحةٌ بيضاء تنتظر مدادًا من الإرادة؛ حيث نقف على أعتابه كما يقف المسافر في أول الطريق، تتنازعنا مشاعر مختلطة بين فرحة التحوّل والتجدّد، وخشية التكرار والتردّد. فالأعوام ليست سوى أرقام إن لم نمنحها المعنى فإنها ستبقى تُنقص من آجالنا دون قيمة عائدة، إنّه شكل آخر من أشكال الاستهلاك غير الرشيد للحياة. إنّ الحاجة إلى بدء صفحة جديدة لم يعد ترفًا عاطفيًا، بل هي ضرورة إنسانية تُعيد ترتيب الفوضى، وتُضمّد ما أفسدته الأيام فينا. إنّها صفحةٌ نكتب فيها ذواتنا كما نحبّ أن نكون، لا كما تُجبرنا الظروف. صفحةٌ لا تنكر الماضي، لكنها لا تُرتهن له، إذ تخلع عن كاهلها ثقل الأمس وتُقبل على الغد بنفس خفيفة مفعمة بالتفاؤل. وليس أكرم على الإنسان في مستهل عام جديد من أن يرتقي بذاته، وأن يكون مشروعه الأول هو إصلاح ما أمكنه إصلاحه من نفسه، وتهذيب فوضاه الحاليّة، وترتيب أفكاره الداخلية. فالارتقاء بالذات ليس صعودًا نرجسيًا، بل إنّه تواضعٌ في معرفة مواطن الخلل والإهمال، وعزمٌ على الإصلاح دون ادّعاء للكمال. ومع ذلك فالأمر لا يبدو مثل عصًا سحريّةٍ نضرب بها فتتغيّر أحوالنا للأحسن، بل إنّه إرادة تُعقب بعملٍ جاد، وعزيمةٍ للخروج من منطقة الراحة، لذا قيل: «من لم يُصلح نفسه لم ينفعه صلاح غيره». فالارتقاء هو قرار يومي بأن نكون نسخة أفضل ممّا كنّا عليه بالأمس، وخطوة صغيرة تلو أخرى نحو الشخص الذي نطمح أن نكونه. وفي رحلة التجدّد، فإنّ المسيرة لا تكتمل دون بثّ روح التسامح، فالحياة أقصر من أن نُثقلها بالضغائن، وأقلُّ من أن نتربّصها بالكمائن، وأضيق من أن نُكدّس فيها الأخطاء الصغيرة والهفوات العابرة اليسيرة. فلنُعطِ للناس مساحات من العذر، كما نرجو دومًا أن تُعطى لنا، ولنُخفّف من وقع الأحكام، فما من إنسان إلا وهو يحاول أن يُصيب، حتى وإن أخطأ. وقد قيل: «من لا يُطيق أن ينسى، لا يستطيع أن يُحب». وأقول: من لا يُطيق أن يُسامح، فلا يستطيع أن يبدأ. ولذا فإنّ فكرة أن نُسامح الآخرين لا تعني أنهم يستحقون دائمًا، بل لأننا نحن نستحق السلام وننسى الهفوات، لا لنمحو المسؤولية، بل لنمنح أنفسنا فرصة انطلاقة جديدة دون قيود ماضٍ ثقيل. فهذا التسامح مع الآخر ما هو في جوهره إلا تسامح مع الذات أولاً. إذ لا يليق ببدايةٍ جديدة أن تبدو انتقامية، وكذلك لا يليق ببدايةٍ جديدة أن تبدو بلا وجهة. فالتخطيط الجيّد هو العكّاز الذي يتوكأ عليه الحالمون، والمنارة التي يهتدي إليها العابرون. وليس المطلوب أن نرسم خطة صارمة تُقصي كلّ عفوية، فالحياة ليست معادلاتٍ رياضية، وإنّما أن نضع في قلوبنا نيةً واضحة ورغبة صادقة، وفي عقولنا تصوّرًا مرنًا ونظرةً واعية، توجّه خُطانا دون أن تُقيّدها. ومن باب التفاؤل، فإنّ هذا يُذكرني بمقولة لباولو كويلو في رواية الخيميائي: «إذا رغبتَ في شيءٍ بشدة، فإنّ الكون كلّه يتآمر لمساعدتك على تحقيقه». ومع ذلك فالتخطيط ليس مجرد قائمة أمنيات، بل هو استراتيجية عملية؛ لذا يقول ستيفن كوفي: «ابدأ والنهاية في ذهنك». إذ تبدو هذه المقولة كما لو كانت بوصلةً تقيك التيه وتردّك إلى ذاتك في كلّ انعطافة تُلجَأ إليها. إنّ التخطيط نمط واعٍ قابل للتعديل، وينبغي ألا يرتبط بمناسبة زمنية في أصله، غير أنّ مثل هذه المناسبات تُشبه مِزْوَلة تقيس فيء المراحل، ومواقيت تُجدّد الأطوار، وتُذكرنا باكتمال دورة الزمان، وكلّ ذلك من أجل مراجعة متأنية وتغيير مزمع ذكي.. وفي نهاية المطاف، يبقى عامنا الجديد مجموعة لحظات نصنعها بأيدينا. فلنجعل من هذا العام لحظة فارقة، ونقطة تحوّلٍ نحو نسخة أفضل من أنفسنا، ونحو عالم أكثر تسامحاً وجمالاً. فإنّك لو رحلت بذاكرتك إلى العام المنصرم فلن تتذكّر منه سوى لحظات قليلة.. تلك هي اللحظات التي أعنيها.. لحظاتٌ ستصنع لك فارقًا عظيمًا إن أحسنت استغلالها قبل أن تطالها يد النسيان. ولننظر إلى العام الجديد كفرصة لا كعبء، وكقصيدة مكتملة لقريحةٍ لم تفض بعد.. وعلى أعتابه لِنخبر أنفسنا: آن أوان التجاوز، وحان وقت البناء، ولنبدأ ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، فبعض البدء حياة.


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
الطلحة تشكو الإهمال.. !
قرية الطلحة أو ما كان يطلق عليها قديماً «طلحة الملك»، الواقعة قرب محافظة ظهران الجنوب وفي قلب الجغرافيا التاريخية، تسكنها قبيلة آل منصور من يام.. قبيلة همدانية عريقة الجذور موغلة في الأصالة والانتماء. قرية الطلحة كما كانت تُعرف قديماً ووصفها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب وابن خرداذبة في كتابه المسالك والممالك بـ«طلحة الملك» وشهدت حضوراً سياسياً وجغرافياً في العصور القديمة حتى عهد الدولة السعودية المباركة، فشملها ما شمل المدن والقرى والهجر من تطور ورفاهية. لا تزال قصور قرية الطلحة الأثرية تقف شامخة شاهدة على عراقة الماضي وعبق التاريخ الذي خطّته سواعد قبيلة آل منصور.. هذه القصور بحجارتها القديمة وجدرانها الصامدة تروي حكايات من المجد والتراث الأصيل الذي لم تبُلِه الأيام. ومع ما تحمله الطلحة من مقومات سياحية نادرة بدءاً من موقعها الفريد وجوّها العليل طوال العام، إلى طابعها المعماري التراثي المميز.. كل هذه المقومات قد تحولها إلى مزار تراثي ومتنفس سياحي لا يخدم فقط أهالي المنطقة، بل يعزز من حضور التراث المحلي في خريطة السياحة الوطنية ويكرّم تاريخ أجدادنا الذين شيدوا هذه القصور بأيدٍ عارية وإرادة من حديد. ورغم هذا الإرث الكبير تغيب الطلحة اليوم عن خريطة الاهتمام، لا توجد عناية بالمعالم السياحية التي تبرز وجهها الحقيقي سوى قصر الطلحة التراثي الأثري؛ الذي أسّسه شاب من أبناء القبيلة بجهود ذاتية دون دعم يُذكر من الجهات المعنية. هذا الشاب الذي أحب تراث قريته حتى اتّخذه رسالة، ما زال يدفع ضريبة هذا العشق في ظل الصمت وغياب الرؤية والدعم من بلدية محافظة ظهران الجنوب ومن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. كما أن هذا الإهمال، أفقد القرية أهم معالمها التراثية وهو مسجدها القديم.. المعلم الفريد الذي بُني قبل أكثر من خمسة قرون وكان شاهداً على عبق التاريخ وعمق الجذور وعلى امتداد الذاكرة، لكنه للأسف اندثر لتفقد الطلحة بذلك أهم رموزها الروحية والتاريخية. هدمه ليس مجرد إزالة حجارة بل طمس لجزء من الهوية وروح المكان التي لا تعوّض، إذ إنه كان يدلُّ على التراث المعماري المحلي والإرث الديني والاجتماعي. إن الطلحة اليوم وهي لا تزال تحتفظ ببعض الإرث التراثي الأصيل تناشد بعين التاريخ وعقل الحاضر وتصرخ: أين أنتم يا من بيدكم رسم خريطة التنمية التراثية؟ أليس من حق الطلحة أن تُدرج ضمن القرى التراثية؟ أليس من واجب الجهات المعنية أن تلتفت إلى كنزها الدفين قبل أن تبتلعه الذاكرة ويطويه النسيان؟ أليس من الإنصاف أن تُساوى بالاهتمام كما هو حال القرى الأثرية والتراثية في المنطقة وأقربها لقرية الطلحة قرية السوق في محافظة ظهران الجنوب أو ما يطلق عليها (الحوزة)؟ سوق «الربوع».. التجارة الآمنة في زمن الخوف سوق الأربعاء، أو كما كان يُعرف بـ«سوق الربوع» لم يكن مجرد سوق تُباع فيه المواشي والدقيق والهيل والتمر، بل كان حكاية كبرى من حكايات الجنوب شاهدة على زمن الطيبين وزمن القبيلة وزمن «الوجيه» التي كانت صكوك أمان ومواثيق تُحترم بلا ختم ولا توقيع، كان السوق ميداناً للبيع والشراء، وفي الوقت ذاته منصة للصفح وساحة عدل ومأمن وميثاق شرف تحكمه أعراف راسخة كالجبال. «من دخله فهو آمن» حتى لو قتل قبيلة كاملة يبقى «في وجيه» قبيلة آل منصور يام لمدة 12 شهراً لا يُضام. هذه ليست مجرد رواية، بل هي وثيقة شرفٍ في وجدان أصغر طفل في القبيلة. سوق الأربعاء في قرية الطلحة، كان دار أمان و«في وجيه القبيلة» تعني أنك دخلت في عهد لا يُنقض. الاثنا عشر شهراً هي بمثابة فرصة للصلح.. للتحكيم.. للحكمة أن تأخذ مجراها بدلاً من الثأر الأعمى. كان السوق بذلك أداة ضبط اجتماعي وسلام قبلي لا مجرد ساحة للتجارة فقط. هذه المعلومة أو هذه الوثيقة أو هذا المكتسب القبلي.. جميعها تؤكد أن مجتمع الطلحة لم يكن عشوائياً، بل كان قائماً على قوانين أخلاقية صارمة تُعطي الأمان حتى للعدو إن التزم بحُرمة المكان. باختصار.. في هذا السوق كان القاتل يُؤمَّن.. ويُحاكم بعين العدل لا بعين الغضب.. «في وجيه آل منصور يام» اثنا عشر شهراً لا يُمسّ فيها حتى يقول العُرف كلمته والحق يأخذ مجراه. واليوم حين ضمنت الدولة السعودية منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- الأمن لكل من على هذه الأرض، لم تعد الحاجة لسوق يمنح الأمان، لكن السوق ما زال يستحق أن يُبعث من جديد.. لا كسوق تجارة فقط بل كذاكرة حيّة وكجسر بين الأصالة والحاضر. فإعادة إحيائه ليست مجرد تنشيط اقتصادي بل إحياء لتراث ثقافي واجتماعي كبير، فيه من الطقوس والروابط ما لا تبيعه ولا تشتريه الأموال. نعم، نريد السوق.. نريده بكل تفاصيله؛ برائحة الهيل، وصيحات الباعة، وخطى الأجداد على تراب الطلحة. هذا السوق ليس ماضياً وانتهى، بل حاضر ينتظر من يوقظه. ذاكرة «الطلحة» تُهدم.. والبديل حوض سمك! لم يخطر في بالي عندما عدت لقريتي الطلحة، أن أجد معْلماً من معالمها وقد مُسِحَ من الوجود. دوار المدخل الذي كان يتوسطه مجسّم قصر أثري من الطين شامخ كرمز لتراث المنطقة الجبلي العريق اختفى فجأة.. ليحل مكانه حوض أسماك! تبدّلٌ غريب لا يمتّ بصلة لبيئة الطلحة الجبلية، ولا يعكس أدنى فهم لطبيعة المكان أو تاريخه، فهل نضبت رمزية الأرض حتى نستلهم من البحر ما نضعه في قلب الجبال؟ أم أن المشهد الجديد مجرد اجتهاد بلا دراسة ولا مشورة أهل البلدة؟ هذا التغيير الذي يتنافى مع الواقع هو طمس لهوية المكان أو تغيير لا يتناسب مع الطبيعة الجبلية والحفاظ على الموروث البصري والمعنوي، خصوصاً في قرى الجنوب التي ما زالت تنبض بذاكرة المكان. في زمن أصبحت الرموز وسيلة اتصال ثقافية، لابد أن يُعاد النظر ليس فقط في الحوض بل في الفكرة ذاتها. إن تبديل دوّار مدخل الطلحة من رمز للتراث كقصر طيني يروي حكاية الأجداد إلى حوض أسماك، هو مثال صارخ على غياب البوصلة الثقافية عند بعض من بيدهم القرار البلدي.. تخيّل قرية جبلية تعانق السحاب يُوضع على مدخلها حوض مستعار لا يُشبهها ولا يشبه أهلها وكأنها لوحة فنية أُلصق بها إطار غريب! «وادي الأفياض» يموت بصمت البلدية وعبث الإنسان ! وادي الأفياض أحد معالم أو واجهات قرية الطلحة ومصبها المائي، هو ذاكرة طبيعة ومتنفّس للأهالي والزوار ومكان تستحقه الأجيال القادمة كما استحقه السابقون. أن يُترك بهذا الشكل ويُهمل من كل الجهات فذاك تقصير لا يليق لا بالمكان ولا بأهله. التعديات والعبث به وبطبيعته الخلابة أمر محزن، بل وصل الأمر بالمتنزهين ان يتركوا مخلّفاتهم من أطعمة ومشروبات خلفهم لأنهم لم يجدوا مواقع للنفايات، حتى أصبح الوادي مرتعاً للذباب والناموس، كما أصبح موقعاً ومكاناً «للنحّالين» الذين يضعون مناحلهم بالأشهر مع عمالتهم دون أن يراعوا حرمة المكان، وأن هناك عوائل تتنزه فيه. أما سدّ وادي الأفياض.. هذه التحفة الجميلة التي تقع في صدر الوادي، فقد شيّد على أحدث طراز، لكنه ترك للإهمال. السد محاط بجبال تشكل لوحة طبيعية آسرة، وكان من الممكن أن تفتح ممرات مشاة آمنة على أطرافه، وإنشاء مظلات وجلسات حجرية تقليدية، وتخصيص أماكن للشواء، وتهيئة موقع للمخيمات العائلية، وإنشاء منصة للمراقبة والتصوير، وربما مهرجان موسمي يُعقد هناك يجمع الناس ويحتفي بالمكان والإنسان. باختصار.. بلدية ظهران الجنوب مسؤولة، ودورها صيانة المكان، والتخطيط لتطويره، ووضع لوحات توعوية، وتوفير الحاويات، وتعيين مراقبين بيئيين يتفقدون المواقع والمرافق باستمرار. أخبار ذات صلة