logo
"تعتيم الشمس" لمكافحة تغير المناخ

"تعتيم الشمس" لمكافحة تغير المناخ

الديار٠٢-٠٥-٢٠٢٥
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
كشف فريق من العلماء أن تعتيم أشعة الشمس قد يصبح وسيلة ضرورية لمكافحة تغيّر المناخ، عبر استخدام تقنية هندسة جيولوجية مثيرة للجدل تُعرف بـ"حقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير".
وتقوم هذه التقنية على فكرة بث جسيمات صغيرة عاكسة للضوء في الغلاف الجوي، بغرض تقليل كمية أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض، وبالتالي تبريد الكوكب.
وكشف علماء جامعة كوليدج لندن (UCL) أن الطائرات التجارية الحالية، مثل طائرة بوينغ 777F، قادرة بالفعل على التحليق بالارتفاعات المطلوبة لتنفيذ هذه المهمة، ما قد يسرّع تطبيق الهندسة الجيولوجية مقارنة بما كان يُعتقد سابقا.
وفي الماضي، كان العلماء يظنون أن نجاح هذه العملية يتطلب حقن الجسيمات على ارتفاعات تتجاوز 20 كم. غير أن محاكاة حاسوبية جديدة أظهرت أن تنفيذ عملية الحقن على ارتفاع 13 كم فقط فوق القطبين يمكن أن يحقق نتائج تبريد ملموسة.
وأوضح أليستير دافي، الباحث الرئيسي وطالب الدكتوراه في جامعة كوليدج لندن، أن الأمر ما زال في طور البحث، قائلا: "من المبكر جدا تأكيد ما إذا كان حقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير هو حل مناسب؛ فنحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات قبل اتخاذ قرارات سياسية مبنية على أدلة واضحة".
ويعتمد هذا التبريد على مبدأ أن الكوكب عادة يفقد حرارته تدريجيا نحو الفضاء، إلا أن تراكم غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري، يمنع هذه الحرارة من التسرب، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.
وعلى مدار عقود، أثبتت الأبحاث أن تراكم هذه الغازات هو السبب الرئيس للاحترار العالمي. لذا، تهدف تقنيات مثل حقن الهباء الجوي إلى الحد من كمية الحرارة التي تصل إلى سطح الأرض في الأصل، لا مجرد التعامل مع آثارها.
وفي الدراسة، أجرى العلماء محاكاة لحقن ثاني أكسيد الكبريت، وهو غاز تآكلي قد يسبب أضرارا صحية ويزيد من حموضة الأمطار. وعند تفاعله مع الجزيئات الجوية، يتكوّن رذاذ مكوّن من قطرات دقيقة شديدة الانعكاس تقوم بعكس أشعة الشمس إلى الفضاء.
وأظهرت النتائج أن حقن 12 مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت سنويا على ارتفاعات تبلغ 13 كم خلال الربيع والصيف، يمكن أن يؤدي إلى خفض درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.6 درجة مئوية، وهو تأثير مشابه لما حدث بعد ثوران بركان جبل بيناتوبو عام 1991.
ومع أن عمليات الحقن على ارتفاعات منخفضة أقل فعالية من الحقن على ارتفاعات أعلى (حيث تظل الجسيمات عالقة لفترة أقصر)، إلا أن الدراسة أظهرت أن الحقن عند خطي عرض 60 درجة شمالا وجنوبا قد يحقق تبريدا ملموسا. ويقع هذا الخط بالقرب من مدن مثل أوسلو في النرويج وأنكوريج في ألاسكا.
ورغم أن استخدام الطائرات التجارية الحالية سيسرّع تنفيذ المشروع، أوضح المعد المشارك ويك سميث، من جامعة ييل، أن هذه الطائرات بحاجة إلى تعديلات كبيرة لتتحول إلى ناقلات متخصصة لرش الجسيمات.
ومع ذلك، شدد العلماء على أن حقن الهباء الجوي لا يعد حلا سحريا لتغير المناخ، إذ يرافقه العديد من المخاطر، بدءا من الأمطار الحمضية وصولا إلى التوترات الجيوسياسية والصراعات حول السيطرة على هذه التقنية.
وأشار دافي إلى أن التبني المتسرع لهذه التقنيات قد يحرف الاهتمام عن الجهود الحقيقية لخفض انبعاثات الكربون وتحقيق صافي انبعاثات صفرية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب
تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب

حذر خبراء من تصاعد خطورة موجات الحرارة التي ستشهدها مناطق واسعة من العالم في السنوات المقبلة، مؤكدين أن التغير المناخي يعد السبب الرئيسي في تفاقم شدة هذه الموجات التي تجاوزت هذا العام درجات 40 مئوية، وتكرار حدوثها. وأوضح الخبراء، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل"، أن موجات الحر الشديدة التي شهدتها دول أوروبا هذا العام ليست سوى بداية لما هو أسوأ، متوقعين أن تكون موجات الحرارة المستقبلية أطول وأكثر فتكا. وقال البروفيسور ريتشارد ألان من جامعة ريدينغ: "زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاطات البشرية تعيق قدرة الأرض على التخلص من الحرارة الزائدة إلى الفضاء". وأضاف أن الجو الأكثر حرارة وجفافًا يسرّع من تجفيف التربة، ما يجعل موجات الحرارة أكثر حدة وتأثيرًا. وأشار إلى أن الظروف المناخية التي كانت تؤدي سابقًا إلى أحداث مناخية معتدلة، أصبحت الآن تؤدي إلى موجات حر متطرفة. وحذرت الدراسات من أن درجات الحرارة في أوروبا قد ترتفع بمعدل 3.1 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية إذا لم يتم خفض الانبعاثات. في هذا السيناريو، قد تواجه أوروبا موجات حر تستمر لشهر كامل، مع ارتفاع متكرر لدرجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية. وقد تشهد مدن مثل مدريد وإشبيلية زيادة في الأيام التي تتجاوز فيها الحرارة 35 درجة مئوية. وأكد الخبراء أن موجات الحرارة التي كانت تحدث مرة كل 50 عامًا أصبحت تتكرر كل خمس سنوات، نتيجة لتزايد مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وخلال الخمسين عامًا الماضية، ارتفعت درجات الحرارة الصيفية في غرب أوروبا بمعدل 2.6 درجة مئوية في المتوسط، ويستمر هذا الاتجاه التصاعدي في حال عدم اتخاذ إجراءات فعالة. كما تشير الدراسات إلى أن مدن جنوب وشرق أوروبا قد تشهد زيادة في عدد الأيام التي تتجاوز فيها الحرارة 35 درجة مئوية بمعدل 10 أيام سنويًا مع ارتفاع درجات الحرارة بثلاث درجات مئوية. وقد تواجه مدن مثل مدريد حتى 77 يومًا في السنة بحرارة فوق 35 درجة مئوية بحلول عام 2100 إذا لم تتخذ تدابير للحد من تغير المناخ. بدوره، قال الدكتور جيمي دايك، عالم أنظمة الأرض بجامعة إكستر: "إذا لم نتوقف سريعًا عن حرق الوقود الأحفوري، فإن موجات الحر الحالية التي يعاني منها ملايين الناس في أوروبا بسبب الحرارة والرطوبة قد تتحول إلى ظاهرة تحدث كل عامين بحلول منتصف القرن". وأضاف أن الظروف باتت خطيرة للغاية، مع توقع احتمالية وقوع وفيات جماعية وانهيار نظم الزراعة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب
تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب

بيروت نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • بيروت نيوز

تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب

حذر خبراء من تصاعد خطورة موجات الحرارة التي ستشهدها مناطق واسعة من العالم في السنوات المقبلة، مؤكدين أن التغير المناخي يعد السبب الرئيسي في تفاقم شدة هذه الموجات التي تجاوزت هذا العام درجات 40 مئوية، وتكرار حدوثها. وأوضح الخبراء، وفقًا لصحيفة 'ديلي ميل'، أن موجات الحر الشديدة التي شهدتها دول أوروبا هذا العام ليست سوى بداية لما هو أسوأ، متوقعين أن تكون موجات الحرارة المستقبلية أطول وأكثر فتكا. وقال البروفيسور ريتشارد ألان من جامعة ريدينغ: 'زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاطات البشرية تعيق قدرة الأرض على التخلص من الحرارة الزائدة إلى الفضاء'. وأضاف أن الجو الأكثر حرارة وجفافًا يسرّع من تجفيف التربة، ما يجعل موجات الحرارة أكثر حدة وتأثيرًا. وأشار إلى أن الظروف المناخية التي كانت تؤدي سابقًا إلى أحداث مناخية معتدلة، أصبحت الآن تؤدي إلى موجات حر متطرفة. وحذرت الدراسات من أن درجات الحرارة في أوروبا قد ترتفع بمعدل 3.1 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية إذا لم يتم خفض الانبعاثات. في هذا السيناريو، قد تواجه أوروبا موجات حر تستمر لشهر كامل، مع ارتفاع متكرر لدرجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية. وقد تشهد مدن مثل مدريد وإشبيلية زيادة في الأيام التي تتجاوز فيها الحرارة 35 درجة مئوية. وأكد الخبراء أن موجات الحرارة التي كانت تحدث مرة كل 50 عامًا أصبحت تتكرر كل خمس سنوات، نتيجة لتزايد مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وخلال الخمسين عامًا الماضية، ارتفعت درجات الحرارة الصيفية في غرب أوروبا بمعدل 2.6 درجة مئوية في المتوسط، ويستمر هذا الاتجاه التصاعدي في حال عدم اتخاذ إجراءات فعالة. كما تشير الدراسات إلى أن مدن جنوب وشرق أوروبا قد تشهد زيادة في عدد الأيام التي تتجاوز فيها الحرارة 35 درجة مئوية بمعدل 10 أيام سنويًا مع ارتفاع درجات الحرارة بثلاث درجات مئوية. وقد تواجه مدن مثل مدريد حتى 77 يومًا في السنة بحرارة فوق 35 درجة مئوية بحلول عام 2100 إذا لم تتخذ تدابير للحد من تغير المناخ. بدوره، قال الدكتور جيمي دايك، عالم أنظمة الأرض بجامعة إكستر: 'إذا لم نتوقف سريعًا عن حرق الوقود الأحفوري، فإن موجات الحر الحالية التي يعاني منها ملايين الناس في أوروبا بسبب الحرارة والرطوبة قد تتحول إلى ظاهرة تحدث كل عامين بحلول منتصف القرن'. وأضاف أن الظروف باتت خطيرة للغاية، مع توقع احتمالية وقوع وفيات جماعية وانهيار نظم الزراعة. (ارم نيوز)

تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب
تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب

ليبانون 24

timeمنذ 3 ساعات

  • ليبانون 24

تحذير عالمي.. موجات حرّ سنوية قاتلة على الأبواب

حذر خبراء من تصاعد خطورة موجات الحرارة التي ستشهدها مناطق واسعة من العالم في السنوات المقبلة، مؤكدين أن التغير المناخي يعد السبب الرئيسي في تفاقم شدة هذه الموجات التي تجاوزت هذا العام درجات 40 مئوية، وتكرار حدوثها. وأوضح الخبراء، وفقًا لصحيفة " ديلي ميل"، أن موجات الحر الشديدة التي شهدتها دول أوروبا هذا العام ليست سوى بداية لما هو أسوأ، متوقعين أن تكون موجات الحرارة المستقبلية أطول وأكثر فتكا. وقال البروفيسور ريتشارد ألان من جامعة ريدينغ: "زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاطات البشرية تعيق قدرة الأرض على التخلص من الحرارة الزائدة إلى الفضاء". وأضاف أن الجو الأكثر حرارة وجفافًا يسرّع من تجفيف التربة، ما يجعل موجات الحرارة أكثر حدة وتأثيرًا. وأشار إلى أن الظروف المناخية التي كانت تؤدي سابقًا إلى أحداث مناخية معتدلة، أصبحت الآن تؤدي إلى موجات حر متطرفة. وحذرت الدراسات من أن درجات الحرارة في أوروبا قد ترتفع بمعدل 3.1 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية إذا لم يتم خفض الانبعاثات. في هذا السيناريو، قد تواجه أوروبا موجات حر تستمر لشهر كامل، مع ارتفاع متكرر لدرجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية. وقد تشهد مدن مثل مدريد وإشبيلية زيادة في الأيام التي تتجاوز فيها الحرارة 35 درجة مئوية. وأكد الخبراء أن موجات الحرارة التي كانت تحدث مرة كل 50 عامًا أصبحت تتكرر كل خمس سنوات، نتيجة لتزايد مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وخلال الخمسين عامًا الماضية، ارتفعت درجات الحرارة الصيفية في غرب أوروبا بمعدل 2.6 درجة مئوية في المتوسط، ويستمر هذا الاتجاه التصاعدي في حال عدم اتخاذ إجراءات فعالة. كما تشير الدراسات إلى أن مدن جنوب وشرق أوروبا قد تشهد زيادة في عدد الأيام التي تتجاوز فيها الحرارة 35 درجة مئوية بمعدل 10 أيام سنويًا مع ارتفاع درجات الحرارة بثلاث درجات مئوية. وقد تواجه مدن مثل مدريد حتى 77 يومًا في السنة بحرارة فوق 35 درجة مئوية بحلول عام 2100 إذا لم تتخذ تدابير للحد من تغير المناخ. بدوره، قال الدكتور جيمي دايك، عالم أنظمة الأرض بجامعة إكستر: "إذا لم نتوقف سريعًا عن حرق الوقود الأحفوري، فإن موجات الحر الحالية التي يعاني منها ملايين الناس في أوروبا بسبب الحرارة والرطوبة قد تتحول إلى ظاهرة تحدث كل عامين بحلول منتصف القرن". وأضاف أن الظروف باتت خطيرة للغاية، مع توقع احتمالية وقوع وفيات جماعية وانهيار نظم الزراعة. (ارم نيوز)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store