
الامارات تقود قاطرة الاستثمار في القطاع الصحي بجدارة
يعد القطاع الصحي في دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز القطاعات الحيوية التي تشهد نمواً متسارعاً وتطوراً مستداماً. وقد نجحت الإمارات في تحويل هذا القطاع إلى بيئة استثمارية جاذبة، بفضل الرؤية الاستراتيجية للدولة، والدعم الحكومي المستمر، والبنية التحتية المتطورة، والتشريعات المحفّزة.
وأثبتت دولة الإمارات أنها بيئة مثالية للاستثمار في القطاع الصحي، بفضل مزيج فريد من التشريعات المرنة، والدعم الحكومي، والبنية التحتية المتطورة. ومع تسارع التحولات الرقمية وتزايد الطلب، فإن المستقبل يحمل الكثير من الفرص للمستثمرين الطموحين في هذا القطاع الحيوي.
وفّرت دولة الإمارات إطاراً قانونياً وتنظيمياً يواكب المعايير العالمية، ويشجع المستثمرين المحليين والدوليين على دخول السوق الصحي. من أبرز هذه السياسات:
السماح بملكية أجنبية بنسبة 100% في العديد من مناطق الدولة.
التسهيلات في إجراءات التراخيص والتسجيل.
التشريعات الصارمة لضمان جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى.
بنية تحتية عالمية المستوى
تحتضن الإمارات مجموعة من أفضل المستشفيات والمراكز الطبية في المنطقة، مثل مدينة دبي الطبية، ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وغيرها من المنشآت التي تعمل بأحدث التقنيات وتضم نخبة من الكوادر الطبية العالمية. هذا إلى جانب الاعتماد الواسع على التكنولوجيا الصحية والذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات.
مع النمو السكاني المتسارع، وارتفاع متوسط الأعمار، وتزايد الوعي الصحي بين السكان، ارتفعت الحاجة إلى خدمات طبية عالية الجودة، مما يخلق فرصاً استثمارية ضخمة في مجالات متعددة، منها:
المستشفيات التخصصية.
الرعاية الصحية المنزلية.
الصحة الرقمية والتطبيب عن بُعد.
تصنيع المستلزمات الطبية والأدوية.
تعطي رؤية 'الإمارات 2071' واستراتيجية الدولة في تعزيز جودة الحياة أولوية قصوى لتطوير قطاع الرعاية الصحية. كما أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهيئات الصحة المحلية، تعمل باستمرار على إطلاق مبادرات تدعم المستثمرين وتفتح أبواب الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ولا يخلو الاستثمار من تحديات مثل المنافسة القوية، ومتطلبات الجودة العالية، والحاجة إلى استقطاب الكوادر المؤهلة، لكن تبقى هذه التحديات فرصة للتحسين والتطوير والتميز، خاصة في ظل بيئة اقتصادية مستقرة وداعمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
«الإمارات للتوحد» تناقش الوقاية من الإدمان لدى يافعي أصحاب الهمم
نظّمت جمعية الإمارات للتوحد، بالتعاون مع مستشفى الأمل للصحة النفسية التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ومركز سكينة للطب النفسي التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، جلسة حوارية متخصصة بعنوان: «الوقاية من الإدمان بين اليافعين من أصحاب الهمم: التحديات والحلول المقترحة»، وذلك ضمن فعاليات ملتقى الوقاية من المخدرات 2025. وهدفت الجلسة الحوارية إلى تسليط الضوء على القضايا المرتبطة بفئة اليافعين من أصحاب الهمم، خصوصاً من فئة طيف التوحد، في سياق برامج الوقاية من الإدمان. و أدارت الجلسة المهندسة أمل الكربي، المنسق العام لجمعية الإمارات للتوحد، وشارك فيها كل من الدكتور مشعل سلطان، إستشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين بمستشفى الأمل، ورئيس لجنة البحث العلمي والصحة في جمعية الإمارات للتوحد، والدكتور عبد العظيم عبد الرحمن، إستشاري الطب النفسي والإدمان بمركز سكينة. واستعرض الدكتور مشعل سلطان أبرز عوامل الخطورة المرتبطة بإدمان المخدرات لدى اليافعين من أصحاب الهمم، مشيراً إلى أن فئة المراهقين من الذكور، خاصة ممن يعانون فرط الحركة وضعف الروابط الاجتماعية، قد يكونون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات إدمانية، لا سيما في ظل غياب الرقابة الوالدية ووجود ضغوط أسرية. ومن جانبه، أشار الدكتور عبد العظيم عبد الرحمن إلى المؤشرات المبكرة التي يمكن أن يلاحظها الأهل أو المعلمون، والتي تستدعي تدخلاً توعوياً أو وقائياً مبكراً، مثل التغيرات المفاجئة في السلوك، والعزلة الاجتماعية، والتغير في نمط النوم أو المزاج، كما تحدث عن أهمية التقييم الشامل للحالة النفسية والاجتماعية لدى اليافعين من هذه الفئة، قبل الشروع في أي تدخل دوائي أو علاجي. وفيما يخص المحور الثاني، عن محدودية البرامج الوقائية التقليدية في الاستجابة لاحتياجات أصحاب الهمم، أكد الدكتور عبد العظيم عبد الرحمن ضرورة تطوير محتوى يتناسب مع القدرات الإدراكية والسلوكية لهذه الفئة، ويعتمد على التواصل البصري والمجسم، والأنشطة التفاعلية، والتكرار الإيجابي. بدوره أكد الدكتور مشعل سلطان أن مشاركة أصحاب الهمم في البرامج الوقائية تتطلب بيئة تعليمية وتدريبية مهيأة، وتوفير كادر مدرّب على التواصل الفعّال مع الطلبة على طيف التوحد مستعرضاً الخصائص الأساسية للبرامج المدرسية الفعالة، ومنها إشراك الأسرة، وتكييف البيئة والمناهج، ودعم الكادر، وتوفير موارد واضحة تساعد المعلمين على اكتشاف السلوكيات الخطرة مبكراً. أما عن المحور الثالث، حول مقترحات عملية لتعزيز الوقاية، فقد أشار الدكتور عبد العظيم عبد الرحمن إلى ضرورة إدراج مفاهيم الوقاية في المناهج التعليمية، وتطوير أدلة تدريبية للكادر المدرسي، وتوسيع خدمات الصحة النفسية المجتمعية في المدارس ومراكز أصحاب الهمم. وناقش المحور الرابع دور الأهل، حيث أوضح الدكتور مشعل سلطان أن الأسرة تمثل حجر الأساس للوقاية والدعم، من خلال الملاحظة المبكرة للتغييرات السلوكية، وتعزيز التواصل، وتوفير روتين واضح، إلى جانب تعليم الطفل مهارات التكيف السليم، وكونهم قدوة صالحة لأبنائهم. وعلى هامش الجلسة الحوارية أكد كل من الدكتور مشعل سلطان والدكتور عبد العظيم عبد الرحمن أهمية مثل هذه الفعاليات في نشر التوعية بين أفراد المجتمع، مشيرين إلى أهمية الرقابة الوالدية لحماية الأبناء من مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية. من جانبها أكدت جمعية الإمارات للتوحد أن تنظيم هذه الجلسة الحوارية ضمن هذا الملتقى الوطني كمبادرة وزارة الداخلية، يأتي انطلاقاً من التزامها بتعزيز الوعي المجتمعي، ودعم الجهود الوقائية، وتمكين أسر أصحاب الهمم. وشددت على أهمية تكاتف القطاع الثالث ومؤسسات النفع العام مع المؤسسات الحكومية، لبناء منظومة متكاملة للوقاية والرعاية. وأكدت أهمية الدور الحيوي للقطاع الثالث، مشيرة إلى أن الجمعيات ذات النفع العام مثل جمعية الإمارات للتوحد تُعد شريكاً فاعلاً في تنفيذ المبادرات المجتمعية المستدامة. (وام)


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
6أعراض تُنذر بـ «اكتئاب ما بعد الولادة»
حذّر أطباء ومختصون من تجاهل التغيرات النفسية التي قد تصيب الأمهات بعد الولادة، مؤكدين أن اكتئاب وذُهان ما بعد الولادة حالتان خطرتان تتطلبان تدخلاً عاجلاً، لاسيما تلك التي تنطوي على مشاعر إيذاء النفس أو الطفل، وأوضحوا أن ذُهان ما بعد الولادة حالة نادرة، لكنها أكثر خطورة، إذ تُفقد الأم اتصالها بالواقع، وتظهر عليها هلوسات وأوهام تُهدد سلامتها وسلامة رضيعها. وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر بشكل مباشر في الطفل، إذ يُعطّل عملية التواصل الطبيعي بين الأم ورضيعها، ما يؤدي إلى ضعف ما يسمى «الارتباط الآمن»، ويؤثر في نمو الطفل النفسي والاجتماعي، ما يُعرضه لاحقاً لمشكلات في التركيز والعلاقات الاجتماعية والتحصيل الدراسي. وشددوا على ضرورة التمييز بين الكآبة النفسية العابرة التي تصيب نحو 70 أو 80% من الأمهات، خلال الأيام الأولى بعد الولادة، واكتئاب ما بعد الولادة، موضحين أن هناك ستة أعراض تُنذر باكتئاب ما بعد الولادة، وتستوجب تدخلاً طبياً عاجلاً، وتشمل: الحزن المستمر، والبكاء المفرط، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، واضطرابات النوم أو الشهية، وصعوبة الارتباط بالطفل أو الشعور بالذنب تجاهه، وأفكار إيذاء النفس أو الطفل، كما حددوا علامات مبكرة تظهر على الرضيع، منها قلة التفاعل البصري، وتأخر الابتسام، واضطرابات في النوم أو البكاء، والتي تستحق المتابعة الطبية. واقترحوا أربعة حلول حديثة لدعم الأمهات تتضمن: تطبيقات رقمية لمتابعة الحالة النفسية، وبرامج ذكاء اصطناعي تُقدّم دعماً فورياً، وجلسات علاج عن بُعد، إضافة إلى أدوات منزلية للعناية الذاتية، مثل تمارين التنفس، مؤكدين أن الدعم الأسري والتدخل المبكر من العوامل الحاسمة في الشفاء واستقرار الأسرة. قصص واقعية وروت «هـ. س» تجربتها المؤلمة مع اكتئاب ما بعد الولادة، قائلة، إن الأعراض بدأت في اليوم السابع من ولادة طفلها الثاني، حيث شعرت بإرهاق شديد، وانعدام تام للنوم، وبكاء متواصل دون سبب واضح، إضافة إلى ضغط الضيافة واستقبال الزوار، ما زاد توترها النفسي والجسدي. وقالت: «بدأت تراودني أفكار غريبة، مثل أن أحداً سيأخذ أطفالي مني، لم أكن أفهم لماذا أشعر بهذا الخوف، لكنه كان يلازمني ليلاً ونهاراً، وكنت أبكي بلا توقف». وفي أحد الأيام دخلتْ في نوبة شديدة من الاضطراب، وتشاجرت مع زوجها لحظة مغادرته إلى العمل، وصرخت في وجهه قائلة: «أنت تذهب وتتركني لأنني أنجبت أطفالاً»، ثم راودها شعور بأن زوجها ينوي خطف أولادها، فطلبت منه أن يترك المنزل، لكنها في الوقت ذاته كانت تستجديه ألا يتركها وحدها. وعلى الرغم من إدراكها ما تقوله وتفعله، لم تكن قادرة على التحكم في مشاعرها أو تصرفاتها، موضحة: «كنت أبكي بشكل هستيري، وأتوسل لأمي أن تمنع زوجي من أخذ أطفالي، وشعرت بالحزن لأنني كنت أسيء لمن يحاول مساعدتي، بينما أنا داخلياً مدركة كل شيء، لكنني عاجزة عن التوقف والسيطرة». وتابعت: «زوجي قرر أن يأخذ إجازة من عمله ليبقى إلى جانبي ويعتني بالأطفال، وأهلي أحاطوني بدعم كبير، وشيئاً فشيئاً بدأت أتناول الطعام وأنام وأستعيد توازني، ومع الوقت، ومع هذا الدعم، بدأت أتعافى تدريجياً من اكتئاب ما بعد الولادة». وتروي «م. أ» قصتها مع المرض قائلة: «كنت أبتسم للجميع إلا طفلي، وشعرت بأنني غريبة عن مشاعري، وبدأت أصدق أنني لا أستحق أن أكون أماً، وكنت أبكي بلا سبب وأشعر بالذنب طوال الوقت». وأضافت: «راودتني أفكار سوداء، حتى لاحظ زوجي حالتي، وأصرّ على اصطحابي إلى طبيبة نفسية، وبعد علاج نفسي ودعم عائلي، تعافيت تدريجياً، وعدت لأحب طفلي من أعماقي، والأهم أنني سامحت نفسي بعد تلك المشاعر تجاه طفلي». حالات نادرة وقال استشاري الأمراض النسائية والتوليد، الدكتور مجاهد حمامي، إن اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسي قد يصيب بعض النساء بعد الولادة، ويظهر في صورة حزن مستمر، وفقدان للشغف، وشعور بالذنب، وإرهاق شديد، واضطرابات في النوم والشهية. وتختلف حدة الأعراض من حالة إلى أخرى، وقد تبدأ خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، وقد تمتد لفترة أطول إن لم يتم التدخل بشكل مبكر. وأشار إلى أن هناك حالة نادرة وأكثر خطورة تُعرف بـ«ذهان ما بعد الولادة»، تفقد فيها الأم اتصالها بالواقع، وقد تظهر عليها أعراض اضطراب فكري وحدسي مثل الهلوسة أو الأوهام، ما يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً للحفاظ على سلامة الأم والطفل. وأكد أن التغيرات الهرمونية الحادة التي تحدث بعد الولادة تُعدّ من أبرز المحفزات لظهور هذه الحالات النفسية، حيث تحدث تقلبات في مستويات الهرمونات، مثل الأستروجين والبروجسترون، وهذا الانخفاض المفاجئ يؤثر في التوازن الكيميائي في الدماغ، وقد يؤدي إلى ظهور الأعراض النفسية، إلى جانب عوامل أخرى مثل التاريخ المرضي السابق، والضغوط الاجتماعية. وبيّـن أن الدراسات تشير إلى أن نوع الولادة والمضاعفات المرتبطة بها، قد يكون لها تأثير في الحالة النفسية للأم، إذ إن الولادة القيصرية قد تؤدي إلى شعور بمشاعر مختلطة، خصوصاً إذا رافقتها مضاعفات، أو إذا كانت متوقعة بشكل غير جيد، مثل الشعور بفقدان السيطرة، أو الإحباط الذي يمكن أن يكون محفزاً لتطور أعراض الاكتئاب، إضافة إلى المضاعفات الطبية، مثل نزيف ما بعد الولادة، أو مشكلات في صحة الجنين، قد تؤدي إلى مستويات توتر وقلق عالية تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب أو الذهان. وشدد على أن دور طبيب النساء يجب أن يشمل التقييم النفسي للأم أثناء الحمل وبعد الولادة، من خلال ملاحظة الأعراض النفسية، وطرح الأسئلة التقييمية، وتقديم الإرشاد والدعم، مع تحويل الحالات المحتملة إلى أخصائي الصحة النفسية، لتفادي تفاقم الأعراض، وضمان رعاية صحية شاملة. ولفت إلى أن توفير جلسات استشارية نفسية بشكل روتيني بعد الولادة لايزال متفاوتاً من جهة إلى أخرى، على الرغم من الحاجة الملحة إلى ذلك، مشيراً إلى أهمية دمج هذه الخدمات ضمن برامج الرعاية الطبية الشاملة للأمهات. وأكد أهمية التوعية المجتمعية بأعراض اكتئاب وذهان ما بعد الولادة، مشدداً على ضرورة عدم تجاهل أي تغييرات نفسية تطرأ على الأم بعد الولادة، لاسيما تلك التي تنطوي على مشاعر إيذاء النفس أو الطفل، داعياً إلى التدخل العلاجي الفوري، واتباع خطة دعم نفسي وطبي متكاملة، لحماية الأم والطفل، وضمان جودة حياة أسرية مستقرة. التأثير في الطفل وقال استشاري الطب النفسي، الدكتور منصور عساف: «إن اكتئاب ما بعد الولادة، قد ينعكس بشكل مباشر على النمو النفسي والعاطفي للطفل، إذ يعطل عملية التواصل الطبيعي بين الأم ورضيعها، ما يؤدي إلى ضعف ما يسمى (الارتباط الأمن) الذي يعد أساس بناء الثقة لدى الطفل، ويشكل قاعدة لنموه النفسي والاجتماعي، حيث عندما تعاني الأم الاكتئاب، قد تنخفض استجابتها لإشارات الطفل، ما يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان، وأظهرت دراسات أن هؤلاء الأطفال معرضون لاحقاً لمشكلات في التركيز، والعلاقات الاجتماعية، وحتى التحصيل الدراسي». وأوضح أن الترابط العاطفي المبكر يشكل حجر الأساس في بناء شخصية الطفل، ويُكتسب من خلال التفاعل المستمر البصري واللفظي واللمسي مع الأم، مشيراً إلى أن غياب هذا التفاعل قد يقود إلى مشكلات مستقبلية، مثل القلق أو الانطواء. وأشار إلى أن هناك علامات مبكرة تظهر على الرضيع نتيجة غياب هذا الارتباط، تشمل قلة التفاعل البصري، وتأخر الابتسام، واضطرابات في النوم والتغذية، أو البكاء المفرط أو السكون الزائد، وهي مؤشرات لا تعني بالضرورة وجود خلل، لكنها تستحق المتابعة، خصوصاً إذا ترافقت مع أعراض الاكتئاب لدى الأم. ونوّه بأهمية دور العائلة في مراقبة سلوك الطفل، لافتاً إلى أن تأخر التفاعل الاجتماعي يجب أن يُؤخذ على محمل الجد، خصوصاً في ظل وجود أم تعاني اضطرابات نفسية بعد الولادة، لافتاً إلى أهمية دور الأب والعائلة الحاسم في تقديم الرعاية العاطفية المؤقتة للطفل، ودعم الأم نفسياً في الوقت ذاته. وفي ما يتعلق بالعلاج، أوضح أن الاكتئاب بعد الولادة مرض حقيقي، ويجب عدم التقليل من شأن مشاعر الأم أو لومها على تقصيرها، مشدداً على أن الدعم العاطفي من الزوج والأسرة يُمثّل عاملاً حاسماً في تحسن الحالة، وأن اللجوء إلى استشاري نفسي لا يعني بالضرورة أن الوضع حرج، بل يعد خطوة استباقية لحماية الأم والطفل، مشيراً إلى أن أنماط العلاج تشمل العلاج النفسي، والدعم الجماعي، وأحياناً العلاج الدوائي، مع مراعاة خصوصية الأم المرضعة وتحت إشراف طبي دقيق. وبشأن مدة الشفاء، بيّـن أن الحالات الخفيفة قد تستغرق ما بين أربعة وثمانية أسابيع، بينما قد تمتد الحالات المتوسطة من ثلاثة إلى ستة أشهر. أما الحالات المزمنة فقد تستمر عاماً أو أكثر، ويتوقف التحسن على سرعة التدخل وجودة الدعم الأسري والنفسي المتاح. وقدّم الدكتور عساف أربعة مقترحات حديثة لمتابعة الحالة النفسية للأمهات، ومواجهة اكتئاب ما بعد الولادة، تشمل استخدام تطبيقات رقمية لتتبع المزاج، وتصميم برامج ذكاء اصطناعي تقدّم دعماً أولياً على مدار الساعة، وجلسات علاج نفسي عبر الفيديو، وأدوات منزلية للتذكير بالعناية بالنفس، مثل تمارين التنفس والاسترخاء، مشدداً على أهمية دمج هذه الأدوات ضمن برامج الرعاية النفسية للأمهات الجدد. أعراض الاكتئاب وأكد أخصائي الطب النفسي، الدكتور شاجو جورج، أهمية التمييز بين «الكآبة النفاسية» العابرة، واكتئاب ما بعد الولادة، موضحاً أن الكآبة النفاسية (Baby Blues)، حالة شائعة تصيب نحو 70 أو 80% من الأمهات خلال الأيام الأولى بعد الولادة، وتظهر على شكل تقلب في المزاج وبكاء مفاجئ وقلق وتهيج، لكنها تزول بشكل طبيعي خلال أسبوعين دون الحاجة إلى علاج طبي. أما اكتئاب ما بعد الولادة، فهو حالة نفسية أعمق وأكثر تأثيراً، تستمر لمدة طويلة، وتؤثر في قدرة الأم على رعاية طفلها أو التواصل معه، وتحتاج إلى تدخل علاجي متخصص، يشمل الدعم النفسي والعلاج الدوائي. وبيّـن أن السبب وراء هذا النوع من الاكتئاب يكون في العادة مزيجاً بين التغيرات الهرمونية المفاجئة، إلى جانب عوامل نفسية واجتماعية، مثل الخوف من المسؤولية الجديدة، والضغط الاجتماعي، وقلة النوم، أو ضعف الدعم من المحيطين، لافتاً إلى أن النساء اللاتي لديهن تاريخ مرضي مع الاكتئاب أو القلق هنّ الأكثر عرضة للإصابة. وأوضح أن هناك ستة أعراض تُنذر باكتئاب ما بعد الولادة، وتشمل الحزن المستمر، والبكاء المفرط، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، واضطرابات النوم أو الشهية، وصعوبة الارتباط بالطفل أو الشعور بالذنب تجاهه، وقد تصل الحالة في بعض الأحيان إلى أفكار إيذاء النفس أو الطفل، وهي مؤشرات وحالات طارئة تستوجب تدخلاً طبياً عاجلاً. وأشار إلى أن الاكتئاب قد يختلف من أم إلى أخرى حسب الظروف، موضحاً أن الأمهات الجدد قد يعانين الخوف من المجهول أو عدم الشعور بالكفاءة، في حين قد تعاني الأمهات اللواتي لديهن أطفال سابقون، ضغوطاً مضاعفة أو إرهاقاً متراكماً، لكن بشكل عام يمكن أن يصيب هذا النوع من الاكتئاب أي امرأة بعد الولادة، بغض النظر عن ترتيب الإنجاب. وشدد أخصائي الطب النفسي على عدم تجاهل الأعراض النفسية أو اعتبارها جزءاً طبيعياً من تجربة الأمومة، مؤكداً أن الدعم العائلي والمجتمعي، يمثّل ركيزة أساسية في الوقاية والتعافي، كما دعا الأمهات إلى طلب المساعدة الطبية دون تردد في حال استمرار الشعور بالحزن، أو فقدان العلاقة العاطفية مع الطفل، لافتاً إلى أن العلاج النفسي فعال للغاية، ويشمل جلسات الدعم، والعلاج السلوكي المعرفي، وفي بعض الحالات، أدوية آمنة خلال فترة الرضاعة. • أمهات يروينَ قصصهن المؤلمة.. تقول إحداهن: اعتقدت أن زوجي سيخطف أطفالي.. وأخرى: شعرت بأنني لا أستحق أن أكون أماً. • 4 مقترحات لرعاية الأمهات الجدد، أبرزها تصميم برامج ذكاء اصطناعي تُقدّم دعماً أولياً.


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
تقرير لـ«الوطني» يوصي بمضاعفة البحوث المتعلقة بتعزيز معدل الإنجاب
وأكد تقرير لجنة الشؤون الصحية والبيئية في المجلس الوطني الاتحادي، أهمية مضاعفة البحوث والدراسات المتعلقة بتعزيز معدل الإنجاب في الدولة، فضلاً عن البرامج التثقيفية والتوعوية الخاصة بالموضوع.