نقوش جديدة داخل الهرم الأكبر تكشف أسرار بنائه وتفنّد روايات العبيد
وأكد حواس في بودكاست "مات بيل ليميتلس" هذا الشهر، أن بناءي هذا الصرح الضخم لم يكونوا عبيدا، بل عمالا مهرة وأُجَراء.
وتم العثور على هذه النقوش في غرف ضيقة أعلى حجرة الملك داخل الهرم، باستخدام تقنيات تصوير متقدمة.
النقوش الجديدة، التي لم تُر من قبل، تتضمن أسماء فرق عمل كانت تشارك في بناء الهرم قبل أكثر من 4,500 عام، في عهد الملك خوفو.
ويُعتقد أن هؤلاء العمال كانوا يعملون بدوام منتظم مع يوم راحة كل عشرة أيام، وليسوا عبيدا كما روجت الأساطير الإغريقية لقرون طويلة.
كما اكتشف الفريق مقابر جنوب الهرم تعود لهؤلاء العمال، وتحتوي على تماثيل وأدوات عمل وألقاب وظيفية مثل "مشرف على جانب الهرم" و"صانع". ويقول د. حواس: "لو كانوا عبيدا، لما دُفنوا بجوار الأهرامات ولما أُعدّت لهم قبور تخلد ذكراهم".
وتُعد هذه المقابر، التي تحتوي على أدوات كالأزاميل وأحجار الطرق، دليلا إضافيا على أن الهرم بُني بأيادمصرية متخصصة. وتُظهر الدراسات أن قاعدة الهرم تم نحتها في الصخر الطبيعي بعمق يصل إلى 28 قدما لتوفير أساس مستوٍ ودائم.
كما توصل الباحثون إلى أن الأحجار الجيرية كانت تُستخرج من محجر يبعد نحو 300 متر عن موقع الهرم، وتُنقل باستخدام منحدر مكوّن من الحصى والطين، تم العثور على بقاياه في الزاوية الجنوبية الغربية من الهرم.
اللافت في هذا الاكتشاف أيضا، ما تم الكشف عنه شرق الهرم في ما يُعرف بـ"مدينة العمال"، والتي كانت تضم أفرانًا لصنع الخبز، ومرافق لتمليح السمك، وثكنات سكنية للعمال. وتشير الأدلة إلى أن تغذية العمال كانت قائمة على لحوم الأبقار والماعز، وليس فقط البصل والثوم كما كان يُعتقد، حيث عُثر على آلاف العظام الحيوانية، وأثبتت التحاليل أن حوالي 11 بقرة و33 ماعزًا كانت تُذبح يوميًا لإطعامهم.
ويستعد الدكتور حواس حاليا لإطلاق بعثة جديدة، بتمويل من رائد الأعمال مات بيل، لاستكشاف "الفراغ الكبير" داخل الهرم، الذي تم اكتشافه عام 2017 ويقع أعلى الممر الكبير المؤدي إلى حجرة الملك. وسيُستخدم روبوت دقيق لا يتجاوز حجمه سنتيمترا واحدًا لاختراق هذا الفراغ الغامض، في أول عملية استكشاف داخلية حديثة من نوعها.
وتتواصل جهود الباحثين لفهم أسرار بناء الهرم الأكبر، الذي لا يزال أحد أكثر الألغاز المعمارية إثارة في التاريخ، ليس فقط بضخامته ودقته، بل بما يحمله من أسرار لم تُكشف بعد.
aXA6IDIwOS45OS4xMzYuMTg2IA==
جزيرة ام اند امز
US
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
شاهد أول سفينة سياحية لتربية الأسماك في الصين
سفينة "باي إيريا لينغدينغ" تنطلق من سواحل قوانغدونغ وتجمع بين المزارع السمكية والتقنيات الحديثة والسياحة البيئية في آن واحد. أعلنت الصين عن تشغيل أول سفينة في العالم ذاتية الدفع مخصصة لتربية الكائنات البحرية في أعماق البحار، والتي تم تصميمها لتدمج بين الوظائف البيئية والسياحية، في تجربة جديدة تهدف إلى تطوير قطاع الثروة السمكية بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة. وذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية أن السفينة تم إطلاقها على سواحل مدينة جيانغمن الواقعة في مقاطعة قوانغدونغ، جنوبي البلاد، وتُعد المشروع الأول من نوعه عالميًا من حيث دمج تربية الكائنات البحرية مع إمكانات السياحة البحرية البيئية. تصميم متطور وموقع استراتيجي تحمل السفينة اسم "باي إيريا لينغدينغ"، وهي مزوّدة بتقنيات حديثة تتيح تربية الأسماك في أعماق البحر ضمن بيئة آمنة ومحكومة. كما تتميز بتصميم هندسي مبتكر يجعلها مناسبة للإبحار المستمر وتشغيل نظم تربية بحرية متقدمة. ووفقًا للتقارير، فإن المشروع يسعى لتحقيق توازن بين استغلال الموارد البحرية من جهة، والحفاظ على النظم البيئية من جهة أخرى، مع مراعاة تقليل التأثيرات السلبية الناتجة عن النشاط البشري البحري. تكلفة المشروع والمستهدفات البيئية بلغت تكلفة إنشاء السفينة نحو 260 مليون يوان صيني، وتستهدف الحكومة الصينية من خلال هذا النوع من المشاريع المبتكرة تعزيز إنتاج الثروة السمكية بطريقة مستدامة، إلى جانب تطوير السياحة البحرية البيئية كأحد محاور التنمية الساحلية. وتعد "باي إيريا لينغدينغ" نقلة في استخدام التقنيات الملاحية والبيئية الحديثة، حيث تتيح عمليات الرصد الذكي والتحكم بدرجة الحرارة ونقاء المياه، إضافة إلى توفير بيئة مناسبة لنمو أنواع متعددة من الكائنات البحرية في أقفاص عائمة كبيرة. aXA6IDE5Mi4xMDEuNjcuMTcyIA== جزيرة ام اند امز US
العين الإخبارية
منذ 3 أيام
- العين الإخبارية
نقوش جديدة داخل الهرم الأكبر تكشف أسرار بنائه وتفنّد روايات العبيد
في كشف أثري جديد، أعلن عالم المصريات الدكتور زاهي حواس عن العثور على نقوش داخلية نادرة في الهرم الأكبر بالجيزة. وأكد حواس في بودكاست "مات بيل ليميتلس" هذا الشهر، أن بناءي هذا الصرح الضخم لم يكونوا عبيدا، بل عمالا مهرة وأُجَراء. وتم العثور على هذه النقوش في غرف ضيقة أعلى حجرة الملك داخل الهرم، باستخدام تقنيات تصوير متقدمة. النقوش الجديدة، التي لم تُر من قبل، تتضمن أسماء فرق عمل كانت تشارك في بناء الهرم قبل أكثر من 4,500 عام، في عهد الملك خوفو. ويُعتقد أن هؤلاء العمال كانوا يعملون بدوام منتظم مع يوم راحة كل عشرة أيام، وليسوا عبيدا كما روجت الأساطير الإغريقية لقرون طويلة. كما اكتشف الفريق مقابر جنوب الهرم تعود لهؤلاء العمال، وتحتوي على تماثيل وأدوات عمل وألقاب وظيفية مثل "مشرف على جانب الهرم" و"صانع". ويقول د. حواس: "لو كانوا عبيدا، لما دُفنوا بجوار الأهرامات ولما أُعدّت لهم قبور تخلد ذكراهم". وتُعد هذه المقابر، التي تحتوي على أدوات كالأزاميل وأحجار الطرق، دليلا إضافيا على أن الهرم بُني بأيادمصرية متخصصة. وتُظهر الدراسات أن قاعدة الهرم تم نحتها في الصخر الطبيعي بعمق يصل إلى 28 قدما لتوفير أساس مستوٍ ودائم. كما توصل الباحثون إلى أن الأحجار الجيرية كانت تُستخرج من محجر يبعد نحو 300 متر عن موقع الهرم، وتُنقل باستخدام منحدر مكوّن من الحصى والطين، تم العثور على بقاياه في الزاوية الجنوبية الغربية من الهرم. اللافت في هذا الاكتشاف أيضا، ما تم الكشف عنه شرق الهرم في ما يُعرف بـ"مدينة العمال"، والتي كانت تضم أفرانًا لصنع الخبز، ومرافق لتمليح السمك، وثكنات سكنية للعمال. وتشير الأدلة إلى أن تغذية العمال كانت قائمة على لحوم الأبقار والماعز، وليس فقط البصل والثوم كما كان يُعتقد، حيث عُثر على آلاف العظام الحيوانية، وأثبتت التحاليل أن حوالي 11 بقرة و33 ماعزًا كانت تُذبح يوميًا لإطعامهم. ويستعد الدكتور حواس حاليا لإطلاق بعثة جديدة، بتمويل من رائد الأعمال مات بيل، لاستكشاف "الفراغ الكبير" داخل الهرم، الذي تم اكتشافه عام 2017 ويقع أعلى الممر الكبير المؤدي إلى حجرة الملك. وسيُستخدم روبوت دقيق لا يتجاوز حجمه سنتيمترا واحدًا لاختراق هذا الفراغ الغامض، في أول عملية استكشاف داخلية حديثة من نوعها. وتتواصل جهود الباحثين لفهم أسرار بناء الهرم الأكبر، الذي لا يزال أحد أكثر الألغاز المعمارية إثارة في التاريخ، ليس فقط بضخامته ودقته، بل بما يحمله من أسرار لم تُكشف بعد. aXA6IDIwOS45OS4xMzYuMTg2IA== جزيرة ام اند امز US
العين الإخبارية
منذ 3 أيام
- العين الإخبارية
بعد صراع مع سرطان الرئة.. رحيل المفكر الليبي نجيب الحصادي عن عمر 72 عاما
تم تحديثه الخميس 2025/7/3 01:10 م بتوقيت أبوظبي غيب الموت نجيب الحصادي فيلسوف العقل والعدالة الفكرية، بعد صراع قصير مع المرض، تاركًا أثرًا واضحًا في المشهد الفلسفي العربي ومجتمع الفكر النقدي. فارق المفكر الليبي نجيب الحصادي الحياة عن عمر ناهز 72 عامًا بعد صراع قصير مع سرطان الرئة، تاركًا خلفه حضورًا أكاديميًا وفكريًا بارزًا في العالم العربي. رحيل نجيب الحصادي فيلسوف العقل والعدالة الفكرية أعلنت أسرة المفكر نجيب الحصادي، صباح الخميس 3 تموز/ يوليو 2025، وفاته في الأردن بعد معاناة قصيرة مع وأكد نجله، طه الحصادي، أن الجثمان وصل إلى مدينة بنغازي حيث يُوارى الثرى في مقبرة الهواري. الفقيد بدأ رحلة علاجه منذ أيار/ مايو الماضي، إلا أن المرض لم يمهله طويلاً. سيرة نجيب الحصادي الأكاديمية والمؤلفات الفلسفية ولد نجيب الحصادي في درنة عام 1952، وتخرّج في قسم الفلسفة بالجامعة الليبية عام 1973، ثم واصل دراسته العليا في الولايات المتحدة، ونال الدكتوراه من جامعة ويسكونسن–ماديسون عام 1983. وركّز في أطروحته على تحليل نقدي لتصور تومس كون للعقلانية العلمية. المناصب التي تقلّدها نجيب الحصادي لم يقتصر حضور الحصادي على التعليم الجامعي، بل كان فاعلًا في صياغة المشهد الفلسفي العربي، حيث شغل رئاسة قسم الفلسفة في جامعتي قاريونس والإمارات، إضافة إلى إدارته للمركز الوطني للترجمة في ليبيا منذ عام 2013. كما تولّى رئاسة الجمعية الفلسفية الليبية، وكان عضوًا في منتدى الفكر العربي ومجمع اللغة العربية الليبي. مؤلفات نجيب الحصادي تميّز إنتاجه العلمي بالتركيز على فلسفة العلم والتفكير النقدي. ومن بين أبرز مؤلفاته: "أوهام الخلط". "الريبة في قدسية العلم". "كتاب الأغاليط". "نوستالجيا". "يمشي على مهل ويسبقنا". "حساسات التفكير الناقد". ساهم الراحل في لجان إعداد مشاريع مستقبلية لليبيا، منها "رؤية ليبيا 2025" و"رؤية ليبيا 2040"، كما شارك كمستشار في مشروعات العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية. aXA6IDIzLjIzNi4yMjIuNjIg جزيرة ام اند امز US
