
ما الذي فعلته "غارة إسرائيلية" بـ 8 أطفال في دير البلح؟
وأظهر مقطع فيديو من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثث عدة أطفال وآخرين ملقين على الأرض، بينما كان المسعفون يقومون بمعالجة جراح المصابين.
أعلنت منظمة "مشروع الأمل" الأمريكية للإغاثة، المشرفة على إدارة العيادة، أن الهجوم يشكل "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".
في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "إرهابياً من حماس" وأعرب عن أسفه لأي ضرر أصاب المدنيين.
وكان هؤلاء من بين 66 شخصاً قُتلوا في غارات إسرائيلية يوم الخميس، في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل وحماس المحادثات - غير المباشرة - بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار.
رغم التفاؤل الذي أبدته الولايات المتحدة، التي تشارك قطر ومصر في الوساطة، إلا أنها لا تبدو حتى الآن قريبة من إحراز اختراق حقيقي.
من جانبها أعلنت منظمة "مشروع الأمل" أن الضربة التي وقعت صباح الخميس أمام عيادتها الصحية في دير البلح حدثت بينما كان المرضى ينتظرون في الخارج لفتح الأبواب لتلقي العلاج من سوء التغذية والالتهابات والأمراض المزمنة وغيرها.
قال يوسف العايدي لوكالة فرانس برس: "فجأة، سمعنا صوت طائرة مسيرة تقترب، ثم وقع الانفجار. اهتزت الأرض تحت أقدامنا، وتحول كل ما حولنا إلى دماء وصراخ يصم الآذان".
أظهرت لقطات مصورة، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتم التحقق من صحتها بواسطة بي بي سي، المشهد الذي أعقب الهجوم مباشرة، حيث كان عدد من الأشخاص، بينهم أطفال، ملقين في الشارع، بعضهم يعاني من جروح خطيرة والآخرون دون حراك.
في مشرحة مستشفى الأقصى، بكى أقارب القتلى وهم يلفون الأطفال القتلى في أكفان بيضاء وأكياس الجثث قبل أداء صلاة الجنازة.
أفادت إحدى السيدات لبي بي سي بأن ابنة أختها منال الحامل وابنتها فاطمة كانتا من بين الضحايا، وأن ابن منال لا يزال في وحدة العناية المركزة.
قالت انتصار: "كنت واقفة في طابور للحصول على المساعدات الغذائية للأطفال عندما وقع الحادث".
في حين قالت امرأة أخرى كانت واقفة بالقرب منها: "بأي خطيئة قُتلوا؟".
وأضافت: "نموت أمام أنظار العالم كله. العالم يراقب ما يجري في قطاع غزة. فإذا لم يُقتل الناس على يد الجيش الإسرائيلي، فإنهم يموتون أثناء محاولتهم الحصول على المساعدة".
قال رئيس مجلس إدارة مشروع الأمل والمدير التنفيذي، ربيع طربيه، إن عيادات المنظمة الإغاثية تشكّل "ملاذاً آمناً في غزة، حيث يُحضر الناس أطفالهم الصغار، وتحصل النساء على رعاية الحمل وما بعد الولادة، ويتلقى المرضى علاجاً لسوء التغذية، إلى جانب خدمات أخرى متعددة".
وأضاف: "ومع ذلك، تعرضت عائلات بريئة هذا الصباح لهجوم وحشي أثناء وقوفها في طوابير انتظاراً لفتح الأبواب".
وتابع: "نشعر بالرعب والحزن العميق، ولا نستطيع التعبير بدقة عن مشاعرنا".
وأشار إلى أن ما جرى يُعد "انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، وتذكيراً قاسياً بأنه لا أحد ولا مكان آمن في غزة، حتى مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع".
من جانبها، قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "قتل العائلات التي تسعى للحصول على مساعدات منقذة للحياة أمرٌ لا يُحتمل".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف "عضواً من قوات النخبة التابعة للجناح العسكري لحركة حماس، الذي شارك في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل".
وأضاف البيان: "يتلقى الجيش الإسرائيلي تقارير عن وقوع عدد من الإصابات في المنطقة. الحادث قيد التحقيق، ويعرب الجيش عن أسفه لأي ضرر قد يصيب مدنيين غير متورطين".
BBC
وفي مكان آخر، أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأن طائرة إسرائيلية بدون طيار استهدفت خياماً في منطقة المواصي الساحلية جنوب قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
ونشر مقطعاً مصوراً يُظهر رجال الإنقاذ وهم يخرجون جثث ثلاثة أطفال من تحت الرمال والركام.
ووقعت الهجمات في حين يسعى الوسطاء إلى دفع المحادثات غير المباشرة في الدوحة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. مع ذلك، لا تزال هناك فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس.
وكان قد صرّح مسؤول إسرائيلي بارز للصحفيين في واشنطن، الأربعاء، بأن التوصل إلى اتفاق قد يستغرق ما بين أسبوع وأسبوعين.
أضاف المسؤول، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، أنه في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لإنهاء الحرب بشكل دائم، بشرط نزع سلاح حركة حماس.
وكان نتنياهو قد أكد، الخميس، أنه "مع بدء وقف إطلاق النار، سنبدأ مفاوضات من أجل إنهاء دائم للحرب، أي وقف دائم لإطلاق النار"، مشيراً إلى أن شروط إسرائيل تشمل نزع سلاح حماس وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
وأضاف: "إذا تمكنّا من تحقيق ذلك عبر المفاوضات، فسيكون ذلك أفضل بكثير. أما إذا لم يتمّ ذلك خلال 60 يوماً، فسنعمل على تحقيقه بوسائل أخرى، باستخدام قوة جيشنا البطل".
أفاد نتنياهو لوكالة "نيوز ماكس" الإعلامية الأمريكية بأن حماس لا تزال تحتجز 50 رهينة، منهم "20 على قيد الحياة بالتأكيد، وحوالي 30 آخرين غير أحياء".
وأضاف: "لدينا الآن اتفاق يُفترض أن نخرج بموجبه نصف الأحياء ونصف الموتى"، مشيراً في حديثه مع "نيوزماكس" إلى أن الوضع كان "مثل الجحيم" بالنسبة لهم.
في وقت سابق، أصدرت حماس بياناً قالت فيه إن المحادثات كانت صعبة، وألقت باللوم على "التعنت" الإسرائيلي.
وأكدت الحركة أنها أبدت مرونةً بموافقتها على إطلاق سراح عشر رهائن، لكنها جددت تأكيدها على سعيها للتوصل إلى اتفاق "شامل" يُنهي الهجوم الإسرائيلي.
في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي الخميس، أنه توصل إلى اتفاق مع إسرائيل لفتح المزيد من المعابر أمام المساعدات، وكذلك لإصلاح البنية التحتية وحماية عمال الإغاثة.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس: "نحن نعتمد على إسرائيل لتنفيذ كل الإجراءات المتفق عليها".
وأكدت الأمم المتحدة أنها سلّمت أول شحنة من الوقود إلى غزة منذ أربعة أشهر، لكنها حذّرت من أن كمية 75 ألف لتر من الوقود لا تكفي حتى لتلبية احتياجات يوم واحد.
بدوره حذّر متحدث باسم المنظمة من أن الخدمات الحيوية سوف تتوقف ما لم تصل إمدادات كافية من الوقود على الفور.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شنَّ حملة عسكرية في غزة ردّاً على الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص واحتجاز251 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 57,762 شخصاً في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
كما أُجبر معظم سكان غزة على النزوح مرات عديدة، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 90 في المئة من المنازل في غزة قد تضررت أو دُمرت. كما انهارت أنظمة الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة، ويعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية والمأوى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 7 ساعات
- شفق نيوز
قتال عنيف في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
قال الجيش السوداني في ولاية دارفور الغربية إن قواته تستعيد السيطرة على مواقع رئيسية في مدينة الفاشر، كانت قد سيطرت عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية يوم الجمعة. وأكد مصدر عسكري أن الجيش السوداني خاض قتالاً عنيفاً يوم السبت مع قوات الدعم التي تقدمت إلى مدينة الفاشر بدارفور في اليوم السابق. وتعد الفاشر آخر مدينة رئيسية في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش. وقال السكان إنهم استيقظوا قبل الفجر على تبادل كثيف لإطلاق النار بالرشاشات في شوارع المدينة التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، والتي حاصرتها قوات الدعم منذ مايو/أيار من العام الماضي. وأضاف المصدر العسكري أن قوات الجيش السوداني استعادت عدة مواقع رئيسية في جنوب وغرب المدينة كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت عليها يوم الجمعة، ما ألحق خسائر فادحة بالقوات شبه العسكرية. وشملت هذه المواقع سجن شالا ومقر شرطة الاحتياطي المركزي، وهي قوة عسكرية مدربة على القتال. وتشكك قوات الدعم السريع في رواية الجيش، قائلةً إن قواتها تسيطر على سوق الماشية الرئيسي في المدينة ومقر الشرطة، وتتقدم نحو المطار. ونشرت قوات الدعم مقاطع فيديو في وقت متأخر من يوم الجمعة، تقول إنها لمقاتليها وهم يسيطرون على المواقع، حيث تظهر اللقطات أفراداً من قوات الدعم خارج مسجد التيجانية المركزي. ولم يتسن لبي بي سي التحقق من صحتها. وقال صلاح عيسى، المقيم في حي أولاد الريف بوسط المدينة، إن الاشتباكات اندلعت يوم الجمعة في الجنوب والغرب، وفي يوم السبت وقعت اشتباكات في طريق المطار، الواقع أيضاً غرب المدينة. وأفاد محيي الدين عبد الرحمن، وهو شاهد آخر، بأن القتال كان عن قرب، باستخدام الرشاشات. وأضاف ناشطون أن الهجوم المتجدد على المدينة بدأ بقصف عنيف مساء الثلاثاء، واستمر طوال يوم الأربعاء. وقال طبيب في مستشفى الفاشر التعليمي لوكالة فرانس برس الخميس إن 8 مدنيين قُتلوا عندما أصابت غارة جوية شنتها قوات الدعم السريع مخبأ للقنابل. ويصعب تحديد حصيلة إجمالية للضحايا في المدينة التي تعاني من انقطاعٍ تامٍّ في الاتصالات، لا يتجاوزه إلا من يتمتع باتصال بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية. وقد أُجبرت جميع المرافق الصحية تقريباً على الإغلاق بسبب القتال. يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إنه يتابع الكارثة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر بغضب وألم ومسؤولية عميقة. وأشار إلى أن ملايين المدنيين الأبرياء يعيشون "تحت حصار خانق وغير إنساني فرضته قوات الدعم السريع، في واحدة من أبشع أشكال الابتزاز الجماعي والتجويع الممنهج في التاريخ المعاصر". ودعا رئيس الوزراء الأمين العام للأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية إلى "اتخاذ إجراءات فورية للضغط على الميليشيا لفتح ممرات إنسانية والتوقف عن استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، والذي يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الإنساني الدولي." دعوة للتحقيق أمام الجنائية الدولية على الصعيد الدولي، دعا السودان المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق مع الدول والجهات الأجنبية التي تتهمها بدعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية في حربها التي استمرت 26 شهراً ضد الجيش. وقال السفير الحارث إدريس، الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، في كلمة أمام مجلس الأمن: "ندعو مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى إشراك عناصر وشخصيات من دول أجنبية، سواء من دول الجوار أو أفريقيا أو من الرعاة الإقليميين الرئيسيين، في التحقيق". واتهم إدريس الجهات التي لم يُسمّها بمساعدة قوات الدعم السريع على مواصلة هجماتها، والسماح لها بتهريب الأسلحة وتزويدها بالدعم اللوجستي والغذاء والإمدادات والطائرات المسيرة والصواريخ". وسبق أن اتهم السودان الإمارات وكينيا وتشاد وجنوب السودان، بمساعدة الجماعة شبه العسكرية في حربها المستمرة ضد الجيش، لكن الدول الأربع نفت هذه الاتهامات. كما دعا المبعوث الأمريكي لدى مجلس الأمن إلى محاسبة قوات الدعم السريع على الجرائم التي ارتكبتها في السودان ضد النساء والأطفال. وفشلت جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار التي بذلتها الأمم المتحدة، محذرة من معاناة المدنيين المحاصرين في المدينة، الذين يُجبرون على البحث عن مأوى في مخابئ مؤقتة حُفرت في الساحات وأمام المنازل. وقد قُتل عشرات آلاف السودانيين في أنحاء البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، ونزح أكثر من 14 مليوناً من منازلهم.


اذاعة طهران العربية
منذ 10 ساعات
- اذاعة طهران العربية
اشتباكات عنيفة في غزة واصابة 5 اسرائيليين
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشفت عن إصابة 5 جنود إسرائيليين في 3 معارك جنوب وشمال قطاع غزة، بالتزامن مع حديث عن حدث أمني جديد في خان يونس وإخلاء للجرحى جواً. من جهتها أعلنت كتائب القسام، عن استهداف موقع قيادة وسيطرة لـ"الجيش" الإسرائيلي، شرق حي التفاح، شرق مدينة غزة، بقذائف الهاون، وقيامها بقنص جندي اسرائيلي واصابته اصابة قاتلة في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس. سرايا القدس، اعلنت عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية، من نوع (ميركافا)، بتفجير عبوة مضادة للدروع -مزروعة مسبقاً- أثناء توغّلها شرق حي التفاح في مدينة غزة. وفي إعلان آخر، قالت سرايا القدس إن مقاتليها أكّدوا، لدى عودتهم من القتال، تمكّنهم من تدمير دبابة إسرائيلية، بعبوة شديدة الانفجار، أثناء توغّلها شرق حي الزيتون، بمدينة غزة، بتاريخ 04 تموز/يوليو 2025. وأشارت إلى تدمير آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة مزروعة مسبقاً على طريق الإمداد "كسوفيم" شمال شرق مدينة خان يونس. كذلك أعلنت السرايا، تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة الشيخ ناصر شرق خان يونس، بواسطة عبوة برميلية مزروعة مسبقاً، كما قصفت تحشدات قوات الاحتلال على جبل الصوراني شرق حي التفاح في مدينة غزة بقذائف الهاون. بدورها، عرضت كتائب شهداء الأقصى مشاهد توثّق قصف تجمّع لجنود الاحتلال وآلياته بقذائف الهاون من العيار الثقيل، إضافةً إلى السيطرة على طائرة مسيّرة خلال تنفيذها مهام استخبارية في أجواء مدينة خان يونس. سرايا القدس، اعلنت عن تنفيذ سلسلة عمليات ميدانية ضد قوات وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة، أسفرت عن تدمير عدد من الآليات العسكرية، بينها دبابات من نوع 'ميركافاه'. وأفادت السرايا في بلاغات عسكرية منفصلة، أنها دمرت آلية عسكرية إسرائيلية من نوع ميركافاه شرق حي التفاح بمدينة غزة، عبر تفجير عبوة مضادة للدروع تم زرعها مسبقاً في مسار تقدم القوات الإسرائيلية. وفي عملية أخرى، أكدت السرايا تفجير عبوة شديدة الانفجار جرى 'هندستها عكسيًا' في دبابة إسرائيلية أثناء توغلها شرق حي الزيتون بمدينة غزة، مشيرة إلى أن العملية نُفذت في 4 يوليو/ تموز الجاري. وفي جنوب القطاع، قالت سرايا القدس إنها استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية شرق منطقة الشيخ ناصر بخانيونس، عبر تفجير عبوة برميلية محلية الصنع، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة. كما ذكرت أنها قصفت بقذائف هاون عيار 60 تجمعات للجيش الإسرائيلي على جبل الصوراني شرق حي التفاح، في إطار استمرار عمليات الاستهداف المباشر لتحركات الاحتلال في المناطق الحدودية. وأكدت السرايا أن وحداتها الهندسية والميدانية 'تواصل عملياتها في الميدان' لصدّ محاولات التوغل الإسرائيلي والتصدي للعدوان المتواصل على قطاع غزة. من جانبها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تمكن مقاتليها من قنص جندي، 'وإصابته إصابة قاتلة' في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وتواصل المقاومة بقيادة كتائب القسام التصدي لقوات الاحتلال في محاور التوغل في قطاع غزة عبر الكمائن النوعية وإيقاع خسائر كبيرة في صفوفها.


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
"كنا مجرد طالبات حين اصطادتنا صناعة المحتوى الجنسي"
بعد ظهر أحد الأيام، وبينما كانت إيزابيلا تغادر المدرسة، ناولها أحدهم منشوراً كتب عليه: "هل ترغبين في جني المال بجمالك؟". تقول إيزابيلا إن استوديو يبحث عن عارضات كان يستهدف تلميذات المدارس في منطقتها في العاصمة الكولومبية بوغوتا. وكانت تبلغ من العمر 17 عاماً، وتعيل طفلاً يبلغ عامين، وكانت بحاجة ماسّة إلى المال، فذهبت لتعرف المزيد. عندما وصلت إلى هناك، اكتشفت أنّه استوديو للبثّ الجنسي المباشر، يديره زوجان في منزل يقع في حيّ متدهور، ويضمّ ثماني غرف مُزيّنة كغرف نوم. تتراوح هذه الاستوديوهات بين عمليات صغيرة منخفضة الميزانية وأخرى كبيرة تجهَّز بغرف فردية تحتوي على أضواء، وحواسيب، وكاميرات ويب، واتصال بالإنترنت. وتؤدّي العارضات أفعالاً جنسية تبثّ مباشرة للمشاهدين حول العالم، الذين يرسلون إليهنّ طلباتهم عبر وسطاء يعرفون باسم "المراقبين". تقول إيزابيلا - وهو اسم مستعار حفاظاً على هويتها – إنها بدأت العمل في اليوم التالي، رغم أنّ القانون الكولومبي يمنع توظيف من هم دون سن 18 عاماً في هذه الصناعة. وقالت لـ"بي بي سي وورلد سيرفيس": "لم يكن هناك عقدٌ مكتوب يحدّد أجري أو حقوقي. قالوا لي: "هذه هي الكاميرا، ابدئي"، دون أي تدريب أو توجيه". وتضيف أنّ الاستوديو اقترح عليها لاحقاً أن تبثّ مباشرة من المدرسة، فبينما كان زملاؤها يتعلّمون الإنجليزية، أخرجت هاتفها بهدوء وبدأت تصوّر نفسها على مقعدها. ثم بدأ المشاهدون يطلبون منها أداء أفعال جنسية محدّدة، فطلبت من معلّمتها إذناً بالذهاب إلى الحمّام، وهناك، أغلقت باب المقصورة على نفسها، ونفّذت ما طلب منها. تقول: "لم تكن المعلّمة على علم بما يحدث، فبدأت أفعل الأمر من حصص أخرى أيضاً". وتضيف: "كنت أقول في نفسي: هذا من أجل طفلي. أفعل هذا لأجله. وكان ذلك يمنحني القوّة". إعادة تدوير حسابات وهويات مزيّفة BBC تشهد صناعة "الويب كام" الجنسي نمواً عالمياً متسارعاً. فقد تجاوز عدد المشاهدات الشهرية لمنصّات البث المباشر 1.3 مليار مشاهدة في أبريل/نيسان 2025، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام 2017، وفقاً لشركة التحليلات سيمرش (Semrush). وتُعدّ كولومبيا اليوم الدولة الأولى عالمياً من حيث عدد العارضات، إذ يُقدَّر عددهنّ بنحو 400,000، إضافة إلى 12,000 استوديو، بحسب منظمة فينال ويب (Fenalweb)، التي تمثّل قطاع "الويب كام" للبالغين في البلاد. كثيرات يعملن من داخل الاستوديوهات لأنّهن يفتقرن إلى الخصوصية أو التجهيزات أو الاتصال الجيد بالإنترنت في منازلهن – وغالباً ما يكنّ فقيرات أو قاصرات يعشن مع عائلاتهن. وقد قالت بعض العارضات لـ"بي بي سي" إنّ الاستوديوهات غالباً ما تستدرج الفتيات بوعد الربح السهل في بلدٍ يعيش ثلث سكانه تقريباً تحت خط الفقر. وقالت نساء عملن في هذا المجال لـ"بي بي سي" إنّ إجراءات التحقق من أعمار العارضات سهلة الالتفاف عليها إذا أراد الاستوديو توظيف قاصرات. تُستخدم طريقة شائعة تُعرف بـ"إعادة تدوير الحسابات"، عبر استخدام حسابات قديمة لعارضات فوق السنّ القانوني تَوقّفن عن العمل، ومن ثم تُسجَّل تلك الحسابات بأسماء فتيات قاصرات. تقول إيزابيلا إنّ هذه هي الطريقة التي ظهرت بها على منصّتي "تشاتوربيت (Chaturbate)" و"سترب تشات (StripChat)" وهي في عمر 17 عاماً. تضيف: "قالت لي صاحبة الاستوديو إنّ كوني قاصرة ليس مشكلة. استخدم حساب امرأة أخرى، وبدأت أعمل بهويتها". وقالت فتيات أخريات إنّهن تلقّين بطاقات هوية مزيّفة من الاستوديوهات. إحداهن تُدعى كيني، ظهرت على منصة "بونغا كامز (BongaCams)" وهي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها. وتدافع "بونغا كامز"، عبر ممثلتها في كولومبيا ميلي أشينتي، بالقول إنّ المنصة لا تسمح لمن هنّ دون 18 عاماً بالبثّ، وإنها تُغلق الحسابات التي تُخالف هذه القواعد. أما منصة "تشاتوربيت"، فقالت في بيان إنها أوقفت تماماً استخدام الهويات المزيّفة، وتُجبر العارضات على تقديم صور حية لأنفسهن وهنّ يحملن بطاقة هوية رسمية. وأكّدت أنّه لا يمكن إعادة استخدام الحسابات. وأكّدت "سترب تشات" أيضاً أنّ لديها سياسة عدم تسامح مطلق مع أي بثّ لقاصرات، وتُجبر كل عارضة على إثبات هويتها باستخدام خدمات تحقق خارجية. ولم تجب منصة "لايف جازمين (LiveJasmin)" على طلبات "بي بي سي" للتعليق. BBC يُحبّون أن تبدي صغيرة السن" تجلس كيني، وهي عارضة كولومبية تبلغ من العمر 20 عاماً، أمام شاشة حاسوب كبيرة في غرفتها بمدينة ميديلين، تستعد للبثّ المباشر من خلال استوديو يربطها بمنصّات عالمية. ولولا الكاميرا، وأضواء التصوير، والشاشة الضخمة، لكانت الغرفة أشبه بغرفة طفلة: دمى محشوة، وأحصنة وردية، ودببة تُزيّن الزوايا. تقول كيني: "يُحبّ المشاهدون كثيراً أن تبدين صغيرة في السن". وتُضيف: "أحياناً أظنّ أن هذا مقلق. بعض الزبائن يطلبون منك أن تتصرّفي وكأنك طفلة حقيقية، وهذا غير مقبول إطلاقاً". تشرح كيني أنّها دخلت هذا المجال لمساعدة أسرتها مادياً، بعد أن قرر والداها الانفصال. والدها يعلم بما تقوم به، وتقول إنه يدعمها. BBC وبالعودة إلى بداياتها، تعتقد كيني أنّها كانت صغيرة جداً عندما بدأت في سن 17 عاماً، لكنها رغم ذلك لا تنتقد مشغّليها السابقين. بل ترى أنهم ساعدوها في الحصول على عمل، تقول إنّه يُدرّ عليها الآن نحو 2,000 دولار شهرياً – وهو مبلغ يفوق بكثير الحد الأدنى للأجور في كولومبيا، الذي لا يتجاوز 300 دولار شهرياً. وتقول: "بفضل هذا العمل، أساعد والدتي، ووالدي، وأختي – أساعد عائلتي بأكملها". هذا الرأي يتقاطع مع ما تقوله بعض الاستوديوهات، التي تحاول إظهار اهتمامها بصحة العارضات ورفاههن. زارت "بي بي سي" واحداً من أكبر تلك الاستوديوهات، "إيه جي ستوديوز (AJ Studios)"، حيث قدّموا فريقاً يشمل أخصائية نفسية تعمل بدوام كامل لدعم العارضات نفسياً. كما عُرضت منشآت مثل منتجع صغير يقدّم جلسات تدليك، وعناية بالأقدام، وحقن بوتوكس وتكبير الشفاه، مجاناً أو بأسعار مخفضة، أو كهدايا "لأفضل موظفة في الشهر" – سواء من حيث الدخل أو التعاون مع الزميلات. غرامة بسبب استراحة المرحاض ولكن كما أشار رئيس البلاد، لا يعامَل جميع المؤدين بشكل جيد، ولا يحققون دائماً أرباحاً مجزية. وتترقّب الصناعة ما إذا كان قانون العمل الجديد الذي طرحه سيمهّد الطريق لتنظيمات أكثر صرامةً. قالت عارضات ومديرو استوديوهات لبي بي سي إن منصات البث المباشر تأخذ عادة 50 بالمئة من الرسوم التي يدفعها المشاهدون، وتأخذ الاستوديوهات نسبةً تتراوح بين 20 و30 بالمئة، فيما تحصل العارضة على ما يتبقى. وهذا يعني أنه إذا حقق العرض 100 دولاراً، فإن العارضة ستحصل عادةً على ما بين 20 دولاراً، و30 دولاراً. وأوضحوا أن بعض الاستوديوهات غير النزيهة تأخذ نسبةً أعلى من ذلك بكثير وتقول العارضات إنهنّ في بعض الأحيان بقين متصلات لِجلسات استمرت حتى ثماني ساعات، ولم يجنين سوى 5 دولارات وهو ما قد يحدث عندما لا يحظى العرض بعدد كاف من المشاهدين. وتقول أخريات إنهنّ تعرّضن لضغوط للبثّ حتى 18 ساعة متواصلة من دون استراحة، وتعرّضن لغرامات عند التوقف لتناول الطعام أو الذهاب إلى الحمّام. وتدعّم هذه الشهادات تقريراً صادراً عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" نشر في ديسمبر/كانون الأول 2024. ووجدت الكاتبة، إيرين كيلبرايد، التي أجرت بحثاً إضافياً لصالح بي بي سي، أن بعض الأشخاص كانوا يصوَّرون داخل كبائنَ ضيقةً وقذرة تملؤها حشرات الفراش والصراصير، وكانوا يجبرون على أداء أفعال جنسية مؤلمة ومهينة بالنسبة لهم. BBC صوفي، وهي أم لطفلين من مدينة ميديلين، كانت تعمل نادلة في ملهى ليلي، لكنها انتقلت إلى العمل في عرض "الويب كام" بعدما سئمت من الإهانات المتكررة من الزبائن. لكن الشابة البالغة من العمر 26 عاماً تقول إن الاستوديو الذي عملت فيه ضغط عليها لتنفيذ أفعالٍ جنسيةٍ مؤلمةٍ ومهينة، من بينها الأداء مع ثلاث فتيات أخريات. وتوضح أن هذه الطلبات جاءت من بعض المشاهدين، ووافق عليها "المشرفون" في الاستوديو وهم موظفون يفترض أن يكونوا وسطاء بين العارضات والمشاهدين. وتقول صوفي إنها أبلغت الاستوديو بأنها لا تريد تنفيذ تلك الأفعال، "لكنهم قالوا إنني لا أملك خياراً". وتضيف: "في النهاية اضطررت إلى القيام بها، لأن البديل كان إغلاق حسابي"، موضحةً أن ذلك كان سيؤدي فعلياً إلى حرمانها من العمل. وتواصل صوفي العمل في استوديوهات "الويب كام" لأنها تقول إن الراتب التقليدي في كولومبيا لا يكفي لإعالة نفسها وطفليها. وهي تدّخر حالياً المال لتبدأ دراسة الحقوق. BBC تقول إيرين كيلبرايد إن المشكلة لا تقتصر على كولومبيا فقط. فقد وجدت أن منصات البث الأربع الكبرى تعرض محتوى من استوديوهاتٍ في 10 دولٍ أخرى، تشمل: بلغاريا، كندا، جمهورية التشيك، المجر، الهند، رومانيا، روسيا، جنوب أفريقيا، أوكرانيا، والولايات المتحدة. وتشير إلى أنها حدّدت "ثغراتٍ في سياسات وإجراءات تلك المنصات تتيح أو تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان". وعندما سألنا المنصات عن ظروف العمل في الاستوديوهات التي تبث منها، قالت ميلي أتشينتي من منصة بونغا كامز إنها جزء من فريقٍ مكوَّن من ثماني نساء يزرن بعض الاستوديوهات في كولومبيا "للتأكّد من أن العارضات يتقاضين أجورهن، وأن الغرف نظيفة، وأنه لا يتم انتهاك العارضات". أما سترب شات وتشاتوربيت، فقالتا إنهما لا تزوران الاستوديوهات، وإنهما ليستا صاحبتي عمل مباشر للعارضات، ولذلك لا تتدخلان في الشروط التي يضعها الاستوديو مع العارضة. لكن المنصتين أكدتا التزامهما بتأمين بيئة عملٍ آمنة. وأضافت سترب شات أنها تتوقّع من الاستوديوهات ضمان "ظروف عمل محترمة ومريحة". وأوضحت منصات بونغا كامز، وسترب شات، وتشاتوربيت أن لديها فرقاً تتدخل إذا تبيّن لها أن عارضةً ما تجبر على القيام بشيء ما أو تكره عليه. "خدعوني" بعد شهرين من الاستيقاظ يومياً عند الساعة الخامسة فجراً للتوفيق بين العمل في "الواب كام"، والدراسة الثانوية، ورعاية طفلها، تقول إيزابيلا إنها كانت متحمّسة لتلقّي أول راتبٍ لها. لكن بعد اقتطاع حصة المنصة وحصة الاستوديو، تشرح إيزابيلا أنها تلقت فقط 174 ألف بيزو كولومبي (42 دولاراً) وهو مبلغ أقل بكثير مما كانت تتوقّعه. وتعتقد أن الاستوديو دفع لها نسبةً أقل مما تم الاتفاق عليه، كما سرق الجزء الأكبر من أرباحها. تقول: "كان المبلغ تافهاً"، مشيرةً إلى أنها استخدمت جزءاً منه لشراء الحليب والحفاضات. وتضيف: "لقد خدعوني". إيزابيلا، التي لا تزال طالبةً في المدرسة، عملت كعارضة "واب كام" لبضعة أشهر فقط قبل أن تترك هذا المجال. وتقول إن الطريقة التي عوملت بها في سنٍّ صغيرة تسبّبت لها بصدمةٍ نفسية عميقة. لم تستطع التوقف عن البكاء، فرتّبت والدتها جلساتٍ لها مع أخصائيةٍ نفسية. وقد اجتمعت إيزابيلا مع ست موظفاتٍ سابقات أخريات من الاستوديو نفسه لتقديم شكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام. وقد وجّهن معاً اتهاماتٍ بالاستغلال الجنسي للقاصرات، والاستغلال العمالي، والانتهاك الاقتصادي. تقول: "لا تزال هناك تسجيلات فيديو لي على الإنترنت، وأنا قاصرة"، موضحةً أنها تشعر بالعجز في محاولاتها لحذف تلك المواد. "لقد أثّر ذلك بي كثيراً، ولا أريد التفكير فيه بعد الآن".