logo
هارفارد تساند غزة

هارفارد تساند غزة

بوابة الأهراممنذ يوم واحد
في ظل الأحداث المتلاحقة التي يشهدها العالم، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، برزت مواقف مختلفة من مؤسسات أكاديمية وسياسية ودولية.
ومن بين هذه المواقف، ترددت أنباء عن احتمال خروج جامعة هارفارد من الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجًا على سياسات الحكومة الأمريكية الداعمة لإسرائيل، إلى جانب دعمها الواضح لغزة في خضم الحرب الأخيرة.
هذه الأنباء أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الأكاديمية والسياسية، حيث تعتبر هارفارد واحدة من أعرق وأهم الجامعات في العالم وأكثرها تأثيرًا.
جامعة هارفارد، التي تأسست عام 1636، تمثل رمزًا للتعليم العالي والبحث العلمي على مستوى العالم. وعلى مدار قرون، كانت حاضنة للعديد من القادة والعلماء والحائزين على جوائز نوبل.
لكن في الآونة الأخيرة، وجدت الجامعة نفسها في قلب عاصفة سياسية بسبب مواقفها المناهضة للسياسات الأمريكية تجاه فلسطين.
فقد أعلنت إدارة الجامعة عن دعمها الكامل لطلابها وأساتذتها الذين نظموا وقفات تضامنية مع غزة، كما أصدرت بيانًا تدين فيه العدوان الإسرائيلي، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في العيش والحياة.
هذه المواقف لم تمر مرور الكرام، حيث واجهت الجامعة ضغوطًا سياسية ومالية هائلة من قبل بعض المؤسسات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، بل إن بعض المانحين الكبار هددوا بسحب تبرعاتهم، والتي تصل إلى مليارات الدولارات، مما أثر على موارد الجامعة المالية، لكن إدارة هارفارد أظهرت صلابة نادرة، مؤكدة أن قيم العدالة والحقوق الإنسانية لا تقدر بثمن، وأنها لن تتراجع عن دعمها للقضية الفلسطينية تحت أي ضغط.
فقد جمَّد البيت الأبيض بقيادة ترامب معونات مالية ضخمة تبلغ قيمتها 2.2 مليار دولار، بالإضافة إلى تجميد عقود حكومية بقيمة 60 مليون دولار، وذلك بعد رفض الجامعة تلبية شروط الإدارة التي طالبت بتغيير سياساتها في مجالات الحوكمة وقبول الطلاب، بحجة مكافحة ما أسمته "معاداة السامية" في الحرم الجامعي!
وردّت هارفارد بإصرارٍ على موقفها، حيث أكد رئيس الجامعة آلان جاربر في رسالةٍ إلى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن المؤسسة لن "تتفاوض على استقلاليتها أو حقوقها الدستورية"، مشددًا على التزام الجامعة بقيم الحرية الأكاديمية والعدالة الاجتماعية.
هذا الموقف جاء في سياق احتجاجات طلابية واسعة داخل الحرم الجامعي تضامنًا مع غزة، والتي أثارت غضب الإدارة الأمريكية وأدت إلى تصعيد غير مسبوق في العلاقة بين السلطة السياسية وأعرق الجامعات الأمريكية.
هذا الصراع لم يكن مجرد خلافٍ إداري، بل تحوّل إلى معركةٍ رمزية حول دور الجامعات في الدفاع عن الحقوق الإنسانية، حتى لو تعارض ذلك مع السياسات الرسمية للدولة.
فبينما رأت إدارة ترامب في مواقف هارفارد "تسييسًا" للتعليم، اعتبرت الجامعة أن مسئوليتها الأخلاقية تتجاوز الرضوخ للضغوط، مما عزز صورتها كقلعةٍ للضمير الحر في وجه السلطة.
أما بالنسبة لفكرة خروج الجامعة من الولايات المتحدة، فهو أمر مطروح بشدة، وتحول إلى نقاش جاد داخل أروقة الجامعة، فقد طرح بعض أعضاء مجلس الأمناء فكرة نقل مقر الجامعة إلى دولة محايدة أو إلى مكان أكثر دعمًا للقضايا الإنسانية، كخطوة رمزية قوية ضد السياسات الأمريكية.
وإن كانت هذه الخطوة تبدو صعبة من الناحية القانونية والعملية، إلا أنها تعكس مدى الاستياء العميق داخل المجتمع الأكاديمي من سياسات واشنطن.
لا شك أن موقف هارفارد يشكل سابقة مهمة في تاريخ الجامعات العالمية، حيث تتحول مؤسسة تعليمية بهذا الثقل إلى لاعب سياسي مؤثر.
فإذا كانت الجامعات قد ظلت تاريخيًا بعيدة عن الصراعات السياسية، فإن هارفارد كسرت هذه القاعدة، مؤكدة أن العلم والمعرفة لا يمكن فصلهما عن العدالة والإنسانية، وهذا ما جعلها تحظى بتأييد واسع من قبل طلابها وخريجيها، بل ومن قبل العديد من المؤسسات الأكاديمية حول العالم التي بدأت تعلن عن تضامنها مع هذا الموقف.
في النهاية، فإن ما تقوم به هارفارد ليس مجرد دعم لغزة، بل هو دفاع عن مبادئ الحرية والعدل التي قامت عليها الجامعات منذ قرون، فإذا كانت السياسة الأمريكية قد اختارت الانحياز إلى طرف على حساب آخر، فإن هارفارد تذكر العالم بأن دور المؤسسات الأكاديمية هو الوقوف مع الحق، بغض النظر عن الثمن. وهذا الموقف، وإن كان يبدو للبعض مجازفة، إلا أنه في الحقيقة استعادة للدور الحقيقي للعلم كمنارة للضمير الإنساني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلام عبرى خناقة وصراخ بين نتنياهو وزامير بسبب وقف إطلاق النار فى غزة
إعلام عبرى خناقة وصراخ بين نتنياهو وزامير بسبب وقف إطلاق النار فى غزة

الكنانة

timeمنذ 37 دقائق

  • الكنانة

إعلام عبرى خناقة وصراخ بين نتنياهو وزامير بسبب وقف إطلاق النار فى غزة

كتب وجدي نعمان أكدت القناة 13 الإسرائيلية حدوث توتر كبير بين رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان لجيش الإحتلال زامير ووصل الأمر حد الصراخ فى الاجتماع الأمنى أمس حال لم يتوقف إطلاق النار بغزة. وأبلغ زامير نتنياهو أن الجيش لا يمكنه السيطرة على مليونى فلسطيني فى قطاع غزة. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتخذ موقفًا 'حازمًا للغاية' بشأن إنهاء الحرب في غزة عندما يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل. جاءت تصريحاته، التي أدلى بها خلال جولة في مركز احتجاز المهاجرين في فلوريدا، في أعقاب تصريحات سابقة أعرب فيها عن أمله في التوصل إلى هدنة في الصراع المستمر منذ قرابة 21 شهرًا، ومن المقرر أن يستضيف ترامب نتنياهو في البيت الأبيض في 7 يوليو وقد جددت التهدئة السريعة الأخيرة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الذي استمر 12 يومًا مع إيران التفاؤل بوقف القتال في غزة. وعندما سأله الصحفيون عما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل زيارة نتنياهو، قال ترامب: 'نأمل أن يحدث ذلك، ونتطلع إلى حدوثه في وقت ما من الأسبوع المقبل'، لكن رغم دعوات ترامب لإسرائيل بإبرام اتفاق في غزة، واصل جيش الاحتلال هجومه على الأراضي الفلسطينية. وأشارت تقارير أمريكية الى ان ترامب حريص على إضافة اتفاق سلام آخر الى نجاحاته الدبلوماسية الأخيرة، وردا على سؤال حول مدى حزمه مع نتنياهو بشأن إنهاء الحرب، أجاب ترامب: 'حازم جدًا'. وأضاف: 'لكنه يريد ذلك أيضًا… يريد إنهائها أيضًا'. في الوقت نفسه أعلن ترامب أن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في غزة، وطالب حماس بقبول الاتفاق قبل تدهور الأوضاع. وفقا لوكالة اسوشيتد برس، جاء التطور في الوقت الذي يستعد فيه لاستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء محادثات في البيت الأبيض ، وكتب ترامب على تروث سوشيال: 'عقد ممثلي اجتماعًا مطولًا ومثمرًا مع الإسرائيليين اليوم بشأن غزة.. وافقت إسرائيل على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب'، مؤكدًا أن مصر وقطر ستقدمان المقترح النهائي. وقال: 'آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأنه لن يتحسن الوضع – بل سيزداد سوءًا'.

محادثة ترامب وزيلينسكي الهاتفية بعد اتصال بوتين
محادثة ترامب وزيلينسكي الهاتفية بعد اتصال بوتين

خبر صح

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبر صح

محادثة ترامب وزيلينسكي الهاتفية بعد اتصال بوتين

أعلن أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أجرى اتصالًا هاتفيًا مهمًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة، حيث كتب مدير مكتب الرئيس الأوكراني عبر تطبيق 'تيليجرام' أن المحادثة كانت بالغة الأهمية والفائدة، وأشار إلى أن تفاصيلها سيتم كشفها قريبًا، وفقًا لما نقله موقع 'كييف إندبندنت'. محادثة ترامب وزيلينسكي الهاتفية بعد اتصال بوتين مقال له علاقة: الجيش السوداني يعلن عن استعادة السيطرة على مدينة الدبيبات في ولاية جنوب كردفان وذكرت المصادر الأوكرانية أن المكالمة استمرت نحو 40 دقيقة، وناقش خلالها الجانبان الأوكراني والأمريكي تصاعد الضربات الروسية على الأراضي الأوكرانية، وسبل تعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا، حيث أفاد موقع أكسيوس التابع للاستخبارات الأمريكية أن ترامب طلب من زيلينسكي المساعدة في تقديم الدفاعات الجوية. تأتي هذه المحادثة بعد يوم واحد فقط من اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، حيث أعلن الكرملين أن بوتين شدد على أن روسيا ستواصل السعي لتحقيق أهدافها في الحرب الجارية مع أوكرانيا، رغم دعوات واشنطن إلى وقف إطلاق النار. وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أعقاب مكالمته مع بوتين، عن خيبة أمله الشديدة من موقف موسكو. إصرار روسيا على تحقيق أهداف الحرب أبلغ بوتين ترامب خلال الاتصال بأن روسيا عازمة على مواصلة عمليتها العسكرية في أوكرانيا، في الوقت الذي أكد فيه الكرملين رغبة موسكو في استئناف المفاوضات مع كييف. من جانبه، صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن تراجع وتيرة وصول الصواريخ الغربية إلى أوكرانيا يمثل من وجهة نظر موسكو مؤشرًا على اقتراب نهاية العملية العسكرية الخاصة، مشيرًا إلى أن توقف محتمل في إمدادات الأسلحة الأمريكية يعود إلى بطء الصناعة الدفاعية الأمريكية في تلبية الطلبات، خاصة في ظل تزايد الدعم المقدم لكل من إسرائيل وأوكرانيا، مضيفًا: 'نراقب الوضع عن كثب، وهناك بعض التحديات التي نرصدها في هذا الإطار'. وفيما يتعلق بالجولة القادمة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، أشار بيسكوف إلى أن موسكو لا تزال بانتظار مقترحات محددة بشأن توقيتها، موضحًا أن روسيا لا تفصح علنًا عن مضمون مسودة التفاهمات المحتملة، وأردف: 'نرى أن النقاش العلني عبر وسائل الإعلام يضر بالعملية التفاوضية، ولهذا لم نشارك التفاصيل لا مع الجانب الأوكراني ولا مع العامة'. اقرأ كمان: محمود عباس يطلب من حماس تسليم الرهائن ورفع سيطرتها عن غزة في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاجون' أن الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن جرى دون تخطيط كافٍ، حيث قال المتحدث باسم الدفاع الأمريكية، شون بارنيل: 'كنا نوزع الأسلحة والذخائر لفترة طويلة من دون حساب دقيق لما نمتلكه'. وفي تأكيد لتغير هذا النهج، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في حديث لشبكة 'NBC'، أن قرار تعليق الإمدادات العسكرية جاء بهدف تغليب مصلحة الولايات المتحدة، وفي هذا الإطار، كشف عضو الكونجرس الجمهوري وعضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، برايان فيتزباتريك، أنه طالب بعقد جلسة إحاطة عاجلة من البيت الأبيض والبنتاغون لتوضيح خلفيات القرار بتعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

"العطيفي": التخفيضات الضريبية الأمريكية تضعف شبكة الحماية الاجتماعية للفقراء (فيديو)
"العطيفي": التخفيضات الضريبية الأمريكية تضعف شبكة الحماية الاجتماعية للفقراء (فيديو)

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

"العطيفي": التخفيضات الضريبية الأمريكية تضعف شبكة الحماية الاجتماعية للفقراء (فيديو)

انتقد الدكتور محمد العطيفي، رئيس تحرير جريدة "الشرق ترابيون"، مشروع القانون الأمريكي الجديد، معتبرًا أن الامتيازات التي أُقرت تصب في مصلحة الطبقات الثرية بينما تُضعف المساعدات الصحية والغذائية المقدمة للأسر ذات الدخل المحدود. وأوضح العطيفي، خلال مداخلة هاتفية بقناة "النيل للأخبار"، أن القانون يقوض الدعم المخصص للفقراء من خلال تقليص برامج التأمين الصحي وقسائم الطعام، مشيرًا إلى أن ما يزيد عن 15 مليون أمريكي معرضون لفقدان هذا الدعم، بمن فيهم المهاجرون والعمال الكادحون الذين يعتمدون على تلك الخدمات بشكل أساسي. وأشار إلى أن القانون يبقي على التخفيضات الضريبية التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017، والتي تصل قيمتها إلى 4.5 تريليون دولار، موضحًا أنها تصب بالكامل في مصلحة الأثرياء، على حساب الفئات الأكثر هشاشة اقتصاديًا. وانتقد أيضًا تخصيص 75 مليار دولار للهجرة، منها 45 مليارًا لمراكز الاحتجاز و30 مليارًا لحماية الحدود، رغم أن المهاجرين يشكلون جزءًا أساسيًا من القوى العاملة المنتجة في الولايات المتحدة، كما لفت إلى أن القانون يقلص الدعم الضريبي المخصص لمشروعات الطاقة النظيفة، مما يعكس توجهًا نحو العودة إلى مصادر الطاقة التقليدية كالنّفط والغاز. وأكد في ختام حديثه أن رفع سقف الدين الفيدرالي إلى 5 تريليون دولار لتجنب التخلف عن السداد، لا يُعفي من القصور الكبير في الرؤية الاقتصادية والاجتماعية لهذا التشريع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store