
الـمدارس المركزية بين التمكين والاستدامة
يواجه التعليم بالمناطق النائية عدداً من التحديات ومنها تسرب الطلبة، أو تأخر التحاقهم بالمدارس. كذلك ندرة الموارد، وتحديات البنية التحتية، وضعف الكفاءات من المعلمين والإداريين، وانخفاض دافعيتهم، إلى جانب ضعف الحوافز لاستقطاب المؤهلين، ومعدلات عالية من الدوران في الكوادر التعليمية والقيادية بما ينعكس سلبًا على جودة المخرجات واستدامتها. وفي ظل توجه وزارة التعليم نحو تطبيق نموذج المدارس المركزية وما يصاحبه من إلحاق عدد من المدارس في المناطق النائية بهذه المنظومة، يأتي هذا التوجه سعيًا لتحسين جودة التعليم وتعزيز استدامته. ويهدف النموذج التشغيلي لتلك المدارس إلى دمج المدارس الصغيرة تحت إدارة مركزية تقوم على تدريس بعض التخصصات إلكترونيًا بما يُوفر فرص تعليمية متكافئة للطلبة جميعًا، مع استمرار تدريس المقررات الأساسية (لغتي، والرياضيات، والعلوم) حضوريًا. وتُعد المدارس المركزية نموذجًا تعليميًا مُبتكرًا يسعى إلى إحداث تحول نوعي في بنية التعليم، يوازن بين الكفاءة التشغيلية وعدالة الفرص التعليمية، مُعززًا بممارسات قيادية حديثة. وفي ضوء التحديات المجتمعية المتراكمة في المناطق النائية تبرز الحاجة الملحّة إلى إعداد قادة تربويين ذوي كفايات متعددة تتجاوز الإدارة التقليدية، من خلال تصميم برامج تأهيلية تراعي خصوصية تلك البيئات، وتمكّن القادة من ممارسة القيادة الثقافية المستجيبة الواعية بتنوع السياقات المحلية، بما يعزز تواصل المدرسة مع المجتمع المحلي، ويدعم فاعلية الخطط التربوية. كما أنه من الضروري تفعيل الشراكات البحثية بين الجامعات وإدارات التعليم، بهدف تطوير الممارسات القيادية وبناء حلول تطبيقية للتحديات الميدانية. ويتطلب نجاح هذا النموذج أيضًا إنشاء دعم مهني للقادة في المناطق النائية، تُخفف من شعور العزلة الإدارية، وتُسهم في دعم اتخاذ القرار التشاركي، يُضاف إلى ذلك أهمية تدريب القادة على إدارة مهامهم المتعددة، بما يشمل القيادة الأكاديمية، وتوظيف الموارد بكفاءة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، والتواصل المجتمعي.
ختامًا، في ضوء تمكين المدرسة لم يعد الاستثمار في تطوير القيادات التعليمية خيارًا؛ بل ضرورة مُلحة لبناء مُستقبل تعليمي مُزدهر، كما أن نموذج المدارس المركزية يُمثل نقلة نوعية في معالجة التحديات التعليمية في المناطق النائية، حيث تُوفر نموذجًا مستدامًا يوازن بين الكفاءة التشغيلية والجودة التربوية. ولتحقيق أقصى استفادة يجب مواصلة الاستثمار في إعداد قادة تعليميين يمتلكون كفايات مُتعددة قادرة على إحداث التحول الحقيقي، وتحقيق شراكات مُجتمعية تعزز قبول المجتمع المحلي وتفاعله بما يُلبي طموحات الأجيال، ويُحقق الاستثمار الأمثل في القدرات البشرية الوطنية لتواكب المملكة العالم وتُسابقه.
جامعة الملك سعود
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
المدينة ترتدي الأبيض في 29 موقعًا
أنهت أمانة منطقة المدينة المنورة أعمال إعادة طلاء عدد من الأنفاق والجسور في المدينة، ضمن جهودها لتوحيد الهوية العمرانية والارتقاء بجودة المشهد الحضري. وشملت الأعمال إعادة طلاء (29) موقعًا، بكميات تجاوزت (1,800,000) متر مربع، لتكتسي هذه المواقع باللون الأبيض بما يعكس الطابع الجمالي للمدينة، ويعزز من مستوى النظافة العامة وإبراز المعالم العمرانية. وتأتي هذه الأعمال ضمن مشاريع الأمانة الهادفة إلى تحسين جودة الحياة، وتوفير بيئة حضرية متكاملة تسهم في رفع مستوى رضا السكان والزوار، بما ينسجم مع مستهدفات برامج التنمية الشاملة في المنطقة.


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
اعتماد الإمام الاحتياطي في الحرمين
اعتمدت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، دور الإمام الاحتياطي لأول مرة، ضمن منظومة العمل التنظيمي للأئمة، بما يضمن الحفاظ على مكانة الصلاة وأدائها ورسالة الإمامة في الحرمين الشريفين. وأكّد معالي رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، الذي اعتمد جدول الأئمة والمؤذنين في الحرمين الشريفين، أهمية وجود الإمام الاحتياطي في جميع الفروض، لأداء رسالة الإمامة على أكمل وجه، بما يتواءم مع عالمية مكانة الحرمين الشريفين. وحرصت وكالة شؤون الأئمة والمؤذنين على تطوير الجداول التنظيمية، لضمان استمرارية وسلاسة أداء الصلوات في المسجد الحرام والمسجد النبوي، من خلال التنسيق المُحكم بين الأئمة والمؤذنين، وتخصيص إمام ومؤذن احتياط بشكل دائم، تحقيقًا لأعلى مستويات الجاهزية والانضباط في أوقات الصلاة وإقامتها.


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
أمانة الشرقية تبحث سبل التعاون مع وزارة البلديات
استقبلت أمانة المنطقة الشرقية أمس الأحد فريقا من وزارة البلديات والإسكان، ممثلًا بالإدارة العامة للطوارئ والأزمات، وذلك ضمن زيارة تهدف إلى تبادل التجارب، وبحث مستجدات العمل في إدارة الأزمات والمخاطر والطوارئ، واستعراض التصورات التطويرية لتعزيز الجاهزية والاستعداد والاستجابة والتعافي على مستوى القطاع. وخلال الزيارة استقبل أمين المنطقة الشرقية، المهندس فهد الجبير الفريق، حيث نُوقشت سبل التعاون في تطوير منظومة إدارة المخاطر والطوارئ، ورفع كفاءة البنية المؤسسية، وتعزيز القدرات البشرية والفنية لضمان جاهزية المرافق البلدية في مواجهة التحديات. وشملت الزيارة جولة ميدانية على مشروع تأهيل مركز الأزمات والمخاطر بوكالة التعمير والمشاريع، ومناقشة أبرز الممارسات العالمية في مراكز الطوارئ والأزمات النموذجية، حيث اطلع الفريق على مراحل تنفيذ المشروع والتجهيزات التقنية واللوجستية المخصصة. كما استعرض خلال الزيارة، عرض مرئي مقدم من الوزارة تضمن مهام وأعمال الإدارة العامة للطوارئ والأزمات، وأفضل الممارسات العالمية، والمرحلة القادمة لمنصة "إيميرج" ضمن رحلة التحول الرقمي بالمنظومة، وخارطة الطريق للخصائص التقنية لمنصة "المبرج"، وشكل توضيحي للاستراتيجية الثلاثية على منصة "إيميرج"، استعداد، استجابة، تعافي. كما قدمت الأمانة ممثلة في وكالة التعمير والمشاريع عرضًا تعريفيًا بمركز الأزمات والمخاطر، وإدارة العمليات بالمركز، وأبرز منجزات المركز، ووحدة التوعية والتثقيف، ومهامها وأدوارها. وشهد اللقاء نقاشًا مفتوحًا حول أفضل الممارسات، وتبادل الخبرات، والفرص التطويرية، بما يسهم في رفع كفاءة منظومة الطوارئ على مستوى المناطق. كما اطلع الفريق على عربة القيادة الميدانية المجهزة لدعم العمليات الميدانية وإدارة الحدث في مراحله الأولى، إلى جانب زيارة مركز الأزمات والمخاطر البديل، والتعريف بدوره ومهامه. يذكر أن هذه الزيارة تأتي ضمن جهود وزارة البلديات والإسكان لتوحيد وتضافر الجهود في إدارة المخاطر والطوارئ، وتعزيز الجاهزية الشاملة للقطاع البلدي، بما ينعكس على تحقيق مستهدفات المنظومة وضمان استدامة المدن.