logo
الزلازل بين الجيولوجيا والسياسة

الزلازل بين الجيولوجيا والسياسة

خبرنيمنذ 13 ساعات
خبرني - الزلازل لم تعد في عصرنا مجرد اهتزازات أرضية معزولة بل تحولت إلى لحظة كاشفة تختبر قدرة الدول على إدارة الأزمات وتفحص جاهزية أنظمتها الحيوية وكفاءة بنيتها التحتية ومدى مرونتها في مواجهة المخاطر المفاجئة.
في ثوان معدودة تختصر الكارثة سنوات من السياسات التخطيطية او غيابها وتكشف الفجوات العميقة في الأداء المؤسسي وتضع أجهزة الدولة والمجتمع أمام اختبار مصيري يتعلق بالحياة والكرامة والسلامة العامة.
رغم أن الزلازل لا تحمل دوافع سياسية في أصلها إلا أنها تتحول في بعض السياقات إلى مرآة تعكس بنية السلطة وعمق الثقة بين المواطن ومؤسساته وقدرة المجتمع على التماسك وتجاوز المحنة بروح تضامنية شفافة.
الكارثة الطبيعية لا تدين أحدا لكنها تسلط الضوء على ما لم يعطى حقه لسنوات وتفتح الباب أمام مراجعة الأولويات الوطنية في مجالات التخطيط العمراني ونظم الإنذار المبكر وتوزيع الموارد وثقافة السلامة والمسؤولية العامة.
اما في بعض الدول فتشكل الكوارث الطبيعية دافعا حقيقيا للإصلاح من خلال تعزيز الشفافية وتقييم سلوك المؤسسات الرسمية وإعادة النظر في بنية التشريعات وآليات الإنفاق العام المتعلقة بإدارة الكوارث والطوارئ.
اما من ناحية النقاش المتصاعد حول احتمالات التأثير التكنولوجي على المناخ أو التكوين الجيولوجي مثل برنامج هارب فإن هذه الأطروحات تظل ضمن النقاشات العلمية المشروعة ويجب دعم الأبحاث المستقلة لفهم أعمق للعلاقة بين النشاط البشري والبيئة دون استباق النتائج أو إطلاق اتهامات.
الزلازل في المحصلة ليست مجرد ظواهر طبيعية فقط بل أدوات قياس واقعية لفاعلية الدولة وعمق الوعي الجمعي ومدى القدرة على النهوض في وجه الاختبار عند وقوعه لاسمح الله من خلال المعرفة والتخطيط والشراكة المجتمعية.
وفي عالم شديد التداخل لم تعد الكوارث الجيولوجية منفصلة عن السياسة العامة ولم تعد الجغرافيا بعيدة عن دوائر القرار بل باتت كل لحظة طبيعية تحمل معها إشارات اجتماعية واقتصادية تتجاوز حدود العلم لتلامس جوهر العقد الاجتماعي ومستقبل التوازن بين المواطن والدولة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الزلازل بين الجيولوجيا والسياسة
الزلازل بين الجيولوجيا والسياسة

خبرني

timeمنذ 13 ساعات

  • خبرني

الزلازل بين الجيولوجيا والسياسة

خبرني - الزلازل لم تعد في عصرنا مجرد اهتزازات أرضية معزولة بل تحولت إلى لحظة كاشفة تختبر قدرة الدول على إدارة الأزمات وتفحص جاهزية أنظمتها الحيوية وكفاءة بنيتها التحتية ومدى مرونتها في مواجهة المخاطر المفاجئة. في ثوان معدودة تختصر الكارثة سنوات من السياسات التخطيطية او غيابها وتكشف الفجوات العميقة في الأداء المؤسسي وتضع أجهزة الدولة والمجتمع أمام اختبار مصيري يتعلق بالحياة والكرامة والسلامة العامة. رغم أن الزلازل لا تحمل دوافع سياسية في أصلها إلا أنها تتحول في بعض السياقات إلى مرآة تعكس بنية السلطة وعمق الثقة بين المواطن ومؤسساته وقدرة المجتمع على التماسك وتجاوز المحنة بروح تضامنية شفافة. الكارثة الطبيعية لا تدين أحدا لكنها تسلط الضوء على ما لم يعطى حقه لسنوات وتفتح الباب أمام مراجعة الأولويات الوطنية في مجالات التخطيط العمراني ونظم الإنذار المبكر وتوزيع الموارد وثقافة السلامة والمسؤولية العامة. اما في بعض الدول فتشكل الكوارث الطبيعية دافعا حقيقيا للإصلاح من خلال تعزيز الشفافية وتقييم سلوك المؤسسات الرسمية وإعادة النظر في بنية التشريعات وآليات الإنفاق العام المتعلقة بإدارة الكوارث والطوارئ. اما من ناحية النقاش المتصاعد حول احتمالات التأثير التكنولوجي على المناخ أو التكوين الجيولوجي مثل برنامج هارب فإن هذه الأطروحات تظل ضمن النقاشات العلمية المشروعة ويجب دعم الأبحاث المستقلة لفهم أعمق للعلاقة بين النشاط البشري والبيئة دون استباق النتائج أو إطلاق اتهامات. الزلازل في المحصلة ليست مجرد ظواهر طبيعية فقط بل أدوات قياس واقعية لفاعلية الدولة وعمق الوعي الجمعي ومدى القدرة على النهوض في وجه الاختبار عند وقوعه لاسمح الله من خلال المعرفة والتخطيط والشراكة المجتمعية. وفي عالم شديد التداخل لم تعد الكوارث الجيولوجية منفصلة عن السياسة العامة ولم تعد الجغرافيا بعيدة عن دوائر القرار بل باتت كل لحظة طبيعية تحمل معها إشارات اجتماعية واقتصادية تتجاوز حدود العلم لتلامس جوهر العقد الاجتماعي ومستقبل التوازن بين المواطن والدولة.

نادية ابراهيم نوري تكتب : إرادة البقاء
نادية ابراهيم نوري تكتب : إرادة البقاء

أخبارنا

timeمنذ 2 أيام

  • أخبارنا

نادية ابراهيم نوري تكتب : إرادة البقاء

أخبارنا : في كتاب لغز الحياة للكاتب العبقري والمفكر الفذ الدكتور مصطفى محمود، وردت تجربة مذهلة أجراها البروفسور "ويلسون' أستاذ علم الحيوان. حيث أخذ قطعة من الإسفنج، وقطعها إلى أجزاء صغيرة بدبوس، ثم طرقها بالمطرقة، وهرسها، وعصرها في قماش دقيق الثقوب. ورغم هذا التمزيق والتشويه، استطاع الإسفنج أن يعيد تشكيل نفسه، ويعود إلى حالته الأصلية، ليصبح إسفنجاً جديداً! وفي تجربة أخرى، أجرى أحد الباحثين دراسة على سلوك النمل. فعندما يعترض طريقه أي جسم، لا يهرب ولا يتوقف، بل يغيّر مساره ويواصل سعيه بلا كلل. وقد شاهدتُ مقطع فيديو لمجموعة من النمل وجدت في طريقها نهراً. لم يمنعها وجود الماء من مواصلة السير؛ بل تشابكت أيديها وأرجلها، وكونت كتلة دائرية طافية، نزلت بها إلى النهر، وعبرت به إلى الضفة الثانية دون أن تفقد فرداً واحداً من المجموعة. تلك الحشرة الصغيرة، التي نعتقد نحن البشر أنها بلا عقل أو تفكير، أثبتت بتصرفها أنها أذكى من كثير منّا! أما النحل، فنحن نعلم جميعاً أن مملكته تتكوّن من ملكة وذكور وعاملات، ولكل فرد منها دوره. ولكن إذا ماتت الملكة فجأة، تتصرف العاملات بسرعة لاختيار عاملة صغيرة، ويقمن بإطعامها الغذاء الملكي، لتتغير تركيبتها البيولوجية وتتحول إلى ملكة، فتُكمل دورة الحياة وتستمر الخلية. سبحان الله الذي علم هذه الحشرات البسيطة حب الحياة، وغرس فيها غريزة البقاء، ولم يخلقها عبثاً، بل وصفها بأنها "أممٌ أمثالكم'، كما قال سبحانه: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ' [الأنعام: 38] وفي المقابل، نرى بعض البشر ينهار أمام أول أزمة، فينهي حياته انتحارًا دون وازع ديني، أو تفكير في ذويه ووجعهم بعد غيابه. ونجد آخرين يستسلمون لليأس بعد أول فشل، فيتسكعون في الطرقات أو ينغمسون في طريق الإدمان. هذا ونحن الذين كرّمنا الله، وفضّلنا على كثيرٍ من خلقه، وسخّر لنا ما في السموات والأرض. قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا' [الإسراء: 70] هذا التفضيل الإلهي يجب أن يُحفزنا على التمسك بالحياة، والاجتهاد في بناء ذواتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا. فإن تعثرنا، ننهض. وإن سقطنا، لا نستسلم. ولا تسمح لأزمة أو خذلان أن تهزمك. تذكّر دائمًا: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ'، والتوفيق من الله، والنجاح لمن أصرّ وسعى

إرادة البقاء
إرادة البقاء

صراحة نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • صراحة نيوز

إرادة البقاء

صراحة نيوز- بقلم: نادية إبراهيم نوري في كتاب لغز الحياة للكاتب العبقري والمفكر الفذ الدكتور مصطفى محمود، وردت تجربة مذهلة أجراها البروفسور 'ويلسون' أستاذ علم الحيوان. حيث أخذ قطعة من الإسفنج، وقطعها إلى أجزاء صغيرة بدبوس، ثم طرقها بالمطرقة، وهرسها، وعصرها في قماش دقيق الثقوب. ورغم هذا التمزيق والتشويه، استطاع الإسفنج أن يعيد تشكيل نفسه، ويعود إلى حالته الأصلية، ليصبح إسفنجاً جديداً! وفي تجربة أخرى، أجرى أحد الباحثين دراسة على سلوك النمل. فعندما يعترض طريقه أي جسم، لا يهرب ولا يتوقف، بل يغيّر مساره ويواصل سعيه بلا كلل. وقد شاهدتُ مقطع فيديو لمجموعة من النمل وجدت في طريقها نهراً. لم يمنعها وجود الماء من مواصلة السير؛ بل تشابكت أيديها وأرجلها، وكونت كتلة دائرية طافية، نزلت بها إلى النهر، وعبرت به إلى الضفة الثانية دون أن تفقد فرداً واحداً من المجموعة. تلك الحشرة الصغيرة، التي نعتقد نحن البشر أنها بلا عقل أو تفكير، أثبتت بتصرفها أنها أذكى من كثير منّا! أما النحل، فنحن نعلم جميعاً أن مملكته تتكوّن من ملكة وذكور وعاملات، ولكل فرد منها دوره. ولكن إذا ماتت الملكة فجأة، تتصرف العاملات بسرعة لاختيار عاملة صغيرة، ويقمن بإطعامها الغذاء الملكي، لتتغير تركيبتها البيولوجية وتتحول إلى ملكة، فتُكمل دورة الحياة وتستمر الخلية. سبحان الله الذي علم هذه الحشرات البسيطة حب الحياة، وغرس فيها غريزة البقاء، ولم يخلقها عبثاً، بل وصفها بأنها 'أممٌ أمثالكم'، كما قال سبحانه: 'وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ' [الأنعام: 38] وفي المقابل، نرى بعض البشر ينهار أمام أول أزمة، فينهي حياته انتحارًا دون وازع ديني، أو تفكير في ذويه ووجعهم بعد غيابه. ونجد آخرين يستسلمون لليأس بعد أول فشل، فيتسكعون في الطرقات أو ينغمسون في طريق الإدمان. هذا ونحن الذين كرّمنا الله، وفضّلنا على كثيرٍ من خلقه، وسخّر لنا ما في السموات والأرض. قال تعالى: 'وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا' [الإسراء: 70] هذا التفضيل الإلهي يجب أن يُحفزنا على التمسك بالحياة، والاجتهاد في بناء ذواتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا. فإن تعثرنا، ننهض. وإن سقطنا، لا نستسلم. ولا تسمح لأزمة أو خذلان أن تهزمك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store