logo
هل كانت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لأجل غزة فعلاً؟ تقرير يكشف الحقيقة الكاملة

هل كانت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لأجل غزة فعلاً؟ تقرير يكشف الحقيقة الكاملة

اليمن الآنمنذ 9 ساعات

في تقرير تحليلي حديث أصدره "مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه" (ACLED)، تم الكشف عن أن هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر لا تعكس تضامنًا حقيقيًا مع غزة، بل تُوظف كأداة سياسية وعسكرية لتعزيز مكاسب الجماعة محليًا وإقليميًا، ضمن استراتيجية تفاوضية مدروسة.
وأشار التقرير، إلى أن توقيت إعلان الحوثيين توسيع عملياتهم البحرية في 14 نوفمبر 2023 جاء متزامنًا مع دعوة المرشد الإيراني علي خامنئي لحصار بحري على إسرائيل. وبعد اختطاف سفينة "جالاكسي ليدر" في 19 نوفمبر، تصاعدت وتيرة الهجمات بشكل ملحوظ، لتشمل سبع سفن تجارية أخرى.
لكن الربط بين هذه الهجمات والحرب في غزة – كما يُروّج له – ليس دقيقًا، بحسب التقرير، إذ تبين أن الحوثيين استخدموا "الرمزية الفلسطينية" كقناع يخفي أهدافهم الحقيقية، حيث تزامنت ذروة التصعيد مع قرارات أمريكية ويمنية تمس مصالح الجماعة، مثل إعادة تصنيفها كجماعة إرهابية، وفرض قيود مالية على مواردها.
كما شهد مايو ويونيو 2024 تصعيدًا غير مسبوق، تخلله استخدام طائرة بحرية مسيّرة جديدة باسم "طوفان" لإغراق ناقلة يونانية. إلا أن الهجمات توقفت فجأة بعد اتفاق سعودي – حوثي قضى برفع الحكومة اليمنية لقيودها الاقتصادية، ما يعزز فرضية أن التصعيد كان ورقة ضغط تفاوضية، لا التزامًا بالموقف من غزة.
ورغم استمرار الحرب في غزة، توقفت الهجمات بين يوليو وديسمبر 2024، مع استثناء وحيد في أغسطس، حين استُهدفت ناقلة يونانية في هجوم يُعتقد أنه من تنفيذ جناح متشدد داخل الجماعة يسعى لتعطيل التهدئة مع الرياض.
ويوضح التقرير أن الغارات الأمريكية أسهمت في استنزاف الترسانة الحوثية، ما أجبر الجماعة على تبني استراتيجية "الضربات الرمزية" ذات الطابع الإعلامي دون استنزاف فعلي للقدرات، في سياق ما يُعرف بسياسة "المكاسب الهامشية".
من جانب آخر، استفادت الجماعة من الأزمة لفرض هيمنة داخلية متزايدة؛ حيث تجاوز عدد الفعاليات المؤيدة لفلسطين أي نشاط سياسي آخر في اليمن، وشكّلت الحملة منصة لتوسيع التجنيد، مع تقديرات بوصول عدد مقاتلي الحوثي إلى نحو 350 ألف عنصر.
واختتم التقرير بتأكيد أن الخطاب الحوثي بشأن فلسطين يخدم أجندات فئوية، ويُوظف لتبرير سياسات قمع داخلي، وتعزيز أوراق الضغط في المفاوضات. فالواقع، كما يقول التقرير، أن معركة البحر الأحمر لم تكن دفاعًا عن غزة، بل معركة نفوذ من أجل "الحوثي أولًا وأخيرًا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أزيز الحرب يعلو.. تعزيزات حوثية هائلة تقترب من هذه المحافظات والحكومة تستعد لمعركة فاصلة
أزيز الحرب يعلو.. تعزيزات حوثية هائلة تقترب من هذه المحافظات والحكومة تستعد لمعركة فاصلة

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

أزيز الحرب يعلو.. تعزيزات حوثية هائلة تقترب من هذه المحافظات والحكومة تستعد لمعركة فاصلة

دفعت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى جبهات القتال في مأرب وتعز والضالع، في تحدٍ سافر لكل جهود ومساعي إحلال السلام وتهدئة الأوضاع في اليمن، وسط اتهامات رسمية للجماعة باستغلال فترات التهدئة لترتيب صفوفها وشن جولات حرب جديدة. وأكدت مصادر عسكرية وميدانية مطلعة أن ميليشيا الحوثي حركت خلال الساعات الماضية ما يزيد عن 40 عربة عسكرية و19 شاحنة محمّلة بمئات المجندين الجدد، معظمهم أطفال ومراهقون جرى استقطابهم خلال ما يسمى بـ"المعسكرات الصيفية"، وجرى دفعهم قسرًا إلى خطوط النار، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال. وبحسب المصادر، انطلقت دفعات كبيرة من هذه التعزيزات من العاصمة المختطفة صنعاء ومحيطها ومحافظة عمران، باتجاه جبهات محافظة مأرب، حيث تم رصد ما لا يقل عن 18 عربة عسكرية و7 شاحنات تجوب الطريق الرابط بين البيضاء ومأرب متجهة إلى محاور التماس الملتهبة. وفي السياق ذاته، أفادت تقارير محلية أن الجماعة دفعت من محافظة إب لوحدها بأكثر من 13 آلية عسكرية و6 شاحنات إلى جبهات تعز، بالتزامن مع تحركات مماثلة صوب محافظة الضالع حيث شوهدت 9 عربات و6 شاحنات أخرى وهي تقل عناصر حوثية ومعدات قتالية نحو محيط مدينة دمت ومناطق الشريط الحدودي شمال الضالع. وأشار شهود عيان إلى مرور قوافل حوثية ضخمة عبر مناطق مفرق جبلة والنجد الأحمر والخط الدائري الغربي لمدينة إب، وسط تشديدات أمنية لافتة ونقاط تفتيش مستحدثة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمهيد واضح لتفجير الوضع عسكريًا من جديد. التحركات الحوثية ترافقت مع تصعيد ميداني لافت، حيث أعلن الجيش اليمني، أمس الخميس، إحباط محاولة تسلل وهجوم فاشلة للحوثيين في منطقة الكدحة غرب تعز، مؤكداً تكبيد المهاجمين خسائر بشرية ومادية وإجبارهم على الفرار تحت ضغط نيران القوات الحكومية. وفي عدن، عقدت الحكومة اليمنية اجتماعًا طارئًا برئاسة رئيس الوزراء، حيث قدم وزيرا الدفاع والداخلية إحاطة شاملة حول الموقف العسكري والأمني ورفع الجاهزية القصوى لمواجهة أي تصعيد مفاجئ من قبل الحوثيين، مؤكدين أن القوات المسلحة تقف على أهبة الاستعداد لأي سيناريو محتمل. ووجه مجلس الوزراء، وفقًا لما نقلته وكالة "سبأ"، الأجهزة العسكرية والأمنية بتكثيف عمليات الرصد المسبق والضربات الاستباقية، وإحباط المخططات الإرهابية للميليشيا وأذرعها في المناطق المحررة، مشيدًا بضبط عدد من الخلايا المرتبطة بالحوثيين في عمليات نوعية. هذا التصعيد الحوثي المتزامن مع تحركات سياسية إقليمية ودولية لإحياء عملية السلام، يعيد إلى الواجهة التساؤلات عن نوايا الجماعة الحقيقية، في ظل سلوك تصعيدي لا يعكس أي التزام بالتهدئة، بل يكشف عن تصميم على تفجير الوضع وفرض واقع ميداني جديد بقوة السلاح وتجنيد الأطفال.

بداية عام دراسي في صنعاء وسط أزمة تعليمية خانقة واستغلال ممنهج من مليشيا الحوثي
بداية عام دراسي في صنعاء وسط أزمة تعليمية خانقة واستغلال ممنهج من مليشيا الحوثي

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

بداية عام دراسي في صنعاء وسط أزمة تعليمية خانقة واستغلال ممنهج من مليشيا الحوثي

بدأ العام الدراسي الجديد اليوم السبت في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، وسط أوضاع معيشية متدهورة يعيشها المواطنون الذين باتوا عاجزين عن تأمين الحد الأدنى من مستلزمات التعليم لأبنائهم، في ظل تدهور منظومة التعليم الحكومي وارتفاع تكاليف التعليم الخاص بشكل غير مسبوق. في وقت يشهد فيه التعليم الحكومي انهياراً حاداً نتيجة توقف رواتب المعلمين منذ سنوات، يتجه أولياء الأمور مضطرين إلى المدارس الخاصة بحثاً عن بيئة تعليمية أفضل، ليجدوا أنفسهم أمام رسوم باهظة تفرضها تلك المدارس تحت غطاء من التواطؤ مع ميليشيا الحوثي. ورغم أن وزارة التربية والتعليم التابعة لميليشيا الحوثي أصدرت تعميماً حددت فيه رسوم الكتب المدرسية في المدارس الأهلية بما يتراوح بين 2000 و6300 ريال يمني، إلا أن الواقع يكشف تجاوز هذه الرسوم إلى أرقام فلكية تتراوح بين 12 إلى 20 ألف ريال، بحسب ما أفادت مصادر تربوية، دون أي تدخل يُذكر من سلطات الميليشيا التي تغض الطرف عن ذلك. وتؤكد المصادر أن المدارس الخاصة الخاضعة لما يسمى بـ'الحارس القضائي' – وهي إدارة مفروضة من قبل ميليشيا الحوثي لمصادرة المؤسسات التعليمية بحجة ملكيتها لمعارضين – تفرض أعلى الرسوم، وتُستخدم كأداة جديدة ضمن مشروع الجباية الذي تنتهجه الجماعة لتمويل أنشطتها. ويشكو أولياء الأمور من تكاليف باهظة وصلت في بعض المدارس إلى نحو 300 ألف ريال يمني (قرابة 570 دولاراً) للصفوف الأساسية فقط، تشمل رسوم تسجيل وكتب وزي مدرسي، ما يجعل التعليم في هذه المدارس رفاهية لا يقدر عليها أغلب المواطنين. ويقول أحد أولياء الأمور إن المدارس تبرر هذه التكاليف بارتفاع الجبايات المفروضة عليها من قبل ميليشيا الحوثي، وتحديداً من إدارة 'الحارس القضائي'، مشيراً إلى أن التعليم بات سلعة، والطلاب رهائن لسياسة الابتزاز المالي. وأضاف تربويون أن ميليشيا الحوثي لا تسمح لأي مدرسة خاصة بتحديد رسومها بشكل مستقل، بل تُملى عليها التكاليف والرسوم وفقاً لما تفرضه الجماعة من أعباء مالية، سواء عبر ضرائب باهظة أو مساهمات إجبارية لما يُعرف بـ'المجهود الحربي'. وإلى جانب الرسوم، عمدت ميليشيا الحوثي إلى زيادة أعداد الطلاب داخل الفصول في المدارس المصادرة، بهدف تعظيم العوائد المالية مستغلين السمعة الجيدة التي كانت تحظى بها هذه المؤسسات قبل سيطرة الجماعة عليها. الواقع التعليمي في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي يبدو أكثر قتامة مع استمرار النزاع للعام العاشر، حيث تشير تقارير منظمة 'اليونيسف' إلى أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج مقاعد الدراسة، فيما تعرّضت نحو 2916 مدرسة للدمار أو الأضرار الجسيمة، أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية. ويواجه أكثر من 172 ألف معلم ومعلمة في مناطق الميليشيا ظروفاً صعبة بعد انقطاع رواتبهم منذ عام 2016، ما أجبر كثيرين على ترك المهنة والاتجاه لأعمال أخرى لتأمين معيشتهم، مما انعكس مباشرة على جودة التعليم واستقراره. وكان ممثل منظمة اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز، قد حذر في تصريحات سابقة من خطورة هذا الوضع، قائلاً: 'وجود ملايين الأطفال خارج المدارس قنبلة موقوتة.. خلال خمس إلى عشر سنوات قد نشهد جيلاً أمياً، غير قادر على القراءة أو الحساب'. في ظل هذا الواقع القاتم، يتحول التعليم في اليمن من حق أساسي إلى امتياز طبقي، وسط صمت دولي وتجاهل محلي، ليبقى ملايين الأطفال عالقين في دوامة الجهل والفقر، ويواجه الوطن مستقبلاً يهدده الفراغ المعرفي والانهيار التربوي.

وسائل التواصل تتحول لخيمة عزاء كبيرة في وفاة الشاعر والأديب فؤاد الحميري
وسائل التواصل تتحول لخيمة عزاء كبيرة في وفاة الشاعر والأديب فؤاد الحميري

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

وسائل التواصل تتحول لخيمة عزاء كبيرة في وفاة الشاعر والأديب فؤاد الحميري

في لحظة حزن كثيف، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن إلى خيمة عزاء كبيرة تبكي الشاعر والخطيب والمثقف الوطني فؤاد حسن عبدالقادر الحميري، الذي وافته المنية في مدينة إسطنبول بعد صراع مع المرض. وفؤاد، لم يكن مجرد شاعر، بل كان صوتاً حراً ورمزاً للكلمة الملتزمة، قاوم القبح بالجمال، والاستبداد بالحق، ومضى عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه إرثاً من الحضور المؤثر، وغياباً موحشاً لا تملؤه سوى الذكرى. وبعث الرئيس رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية تعزية إلى أحمد فؤاد الحميري وإخوانه، أعرب فيها باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس والحكومة، عن بالغ الحزن وخالص العزاء في وفاة والدهم نائب وزير الإعلام الأسبق فؤاد الحميري، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني والأدبي والإعلامي. وأشاد العليمي بمسيرة الفقيد وإسهاماته المهمة في خدمة وطنه وشعبه وتطلعاته، من خلال نشاطه الأدبي والإعلامي وتقلده مواقع سياسية وإدارية، كان أبرزها منصب نائب وزير الإعلام، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. كما بعث عبدالوهاب أحمد الآنسي، الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، برسالة عزاء إلى أبناء الفقيد، قال فيها إن فؤاد الحميري كان أحد رموز الوطن البارزين، وصوتاً صادحاً بمبادئ الثورة والجمهورية والوحدة، وشخصية إعلامية وثقافية لم تدخر جهداً في الدفاع عن كرامة الشعب وحقوقه في مواجهة المشروع الكهنوتي المتخلف. وأضاف أن الفقيد كان من قيادات الإصلاح المحنكة، ورواد العمل السياسي الوطني، وأنه يمثل مدرسة في النضال والعمل والعطاء، بما اتسم به من سمو النفس وخلق رفيع ونقاء السريرة. وختم رسالته بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، ولأهله بالصبر والسلوان. ونعت وزارة الإعلام اليمنية الفقيد، مشيدة بمناقبه الوطنية ودوره التنويري، معتبرة رحيله المبكر "خسارة فادحة للوطن في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد". وقالت الوزارة إن الحميري ظل مخلصاً لمبادئه الوطنية، وقدّم نموذجاً في الالتزام بالكلمة الصادقة، واستخدم قلمه وفكره في التصدي لانقلاب جماعة الحوثي ومشروعها الكهنوتي، ناسفاً خرافتها بالحجة والفكرة. وأضاف البيان أن الراحل كان من أبرز الأصوات الثقافية والشعرية في اليمن، عبّر عن قضايا شعبه شعراً ونثراً، وأحبه الجميع لأخلاقه الرفيعة وتواضعه، وظل قريباً من هموم الناس، مخلصاً لقضاياهم. بدوره، نعى ملتقى الفنانين والأدباء اليمنيين عضو مجلس أمنائه فؤاد الحميري، واصفاً رحيله بالفاجعة التي ألمّت بالمشهد الثقافي. وقال البيان إن الحميري كان قامة أدبية وإبداعية نادرة، ظلّ صوته منحازاً لقضايا الإنسان والحرية والكرامة، مؤمناً بالكلمة سبيلاً للتغيير. وأضاف الملتقى أن الفقيد حمَل الكلمة مسؤولة ومشتعلة، وجعل من القصيدة منبراً ومن منبره قصيدة، وعبّر حتى آخر أيامه عن تمسكه بالأمل رغم الألم. وكتب وزير الثقافة السابق خالد الرويشان منشوراً مؤثراً بعنوان "خفقة الطائر الأخيرة"، قال فيه إن فؤاد الحميري كان "تغريدة الجيل"، مشيراً إلى بداياته وهو فتى صغير في مركز الدراسات والبحوث بصنعاء، حيث كان يشارك بكلمته الحادة والواثقة وسط كبار الشعراء والأدباء. واستعاد الرويشان ذكريات المقيل الثقافي، وكيف كان الحميري يخطف الأنظار بصوته الطفولي المشتعل، رغم حداثة سنه، ووصفه بـ"العصفور المغرّد" الذي رحل مبكراً إلى "حدائق الرحمن". وقال الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى المملكة المتحدة والقيادي الاشتراكي البارز، في رثائه: "رحم الله فؤاد الحميري، الشاب الذي خرج ذات صباح ليعلن للناس إنه ابن مستقبل لا يقبل المساومة، حتى لو تأجل تحت وطأة ومرارة الواقع. تأخر المستقبل كثيراً، وغادر هو الحياة وفي نفسه شيء من حتى". ونشر الشيخ والبرلماني حميد الأحمر:"بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى إلى أنفسنا، وإلى أهله الكرام وكافة محبيه، رحيل الأستاذ الجليل، والشاعر الملهَم، والكاتب الحر والخطيب المفوه، فؤاد الحميري، الذي غاب جسده، ولم يغب أثره". وأضاف: "فقد الوطن لصوت عاقل في زمن الضجيج، ولسان للحق حين صمتت الألسن، ونبض حرّ لقضية آمن بها حتى آخر رمق، لا يمثل فاجعة لأسرته فقط، بل للوطن بأسره". وكتب يحيى الثلايا، رئيس الهيئة العامة للكتاب: "مضى الفؤاد إلى خالقه رافعاً إصبعيه أن لا يأس.. فؤاد الحميري يرحل عن دنيانا. يوم حزين.. رحمك الله". ونعى الكاتب نبيل البكيري الحميري بوصفه "واحداً من أعلام اليمن الكبار"، وقال إن الراحل ترك أثراً كبيراً في مسيرته القصيرة، وكان نزيهاً بسيطاً، متواضعاً، وقريباً من الناس. أما الصحفي سمير رشاد اليوسفي فكتب: "رحم الله فؤاد الحميري، غادر بصمت، وترك خلفه أثر الكلمة ودفء الحضور". وكتب الدكتور مروان الغفوري: "بالأمس انكسرت شجرة الغريب، واليوم مات فؤاد الحميري. السماء ناقصة، وأرضنا فقدت ولدها الحارس. مع الله، أيها النجم، مع الله. هناك مكانك". ودوّن فتحي أبو النصر: "سلامٌ على فؤاد الحميري... من الأرض حتى السماء". وفي رثاء موسّع نشره فتحي أبو النصر قال: "لقد كان فؤاد الحميري أكثر من مجرد شاعر أو خطيب مفوه، كان روحاً تسير على الأرض، مخلصة لفكرتها، متمردة على القبح، باحثة أبداً عن وطن يليق بحلمه الكبير". وأضاف: "في ساحات التغيير، كانت خطبه جمعة أخرى، بلغة تقطر شرفاً وإيماناً بقدرة الإنسان على أن يكون حراً وكريماً". وتابع قائلاً: "رحمك الله يا فؤاد، وعسى أن تكون ضيفاً خفيفاً على السماء كما كنت ثقيلاً بالحب على قلوبنا". وأضاف فتحي أبو النصر: "هل تذكر حين قلت لك يوماً إنني مستعدٌ أن أتبرع بكليتي لك فقط إن تطابقتما؟ كنت لا أمزح، وكنت تعنيها بابتسامتك الصادقة لأنك ببساطة كنت تؤمن بالعطاء حد الألم". ورثاه أمين عام مجلس الوزراء السابق مطيع دماج بكلمات مؤثرة، قال فيها: "رحمة الله عليك يا فؤاد الحميري، أيها الصديق النبيل، غزير المواهب، كريم الخُلق، بهيُّ السيرة والسلوك. عرفتك المنابر والساحات صوتاً طليقاً، بليغاً، واضح المعنى، وشجاع الانتماء... الأسى يا صاحبي يتضاعف كلما غيّب الموت رجلًا واسع العقل والرؤية والموهبة". وأضاف: "الأسى حظّنا مرتين في البلاد الممزقة بالقتلة والأدعياء اللصوص… ومرةً حين يكسرنا الموت قبل الأوان". وكتب القيادي في المجلس السياسي في"المقاومة الوطنية" كامل الخوداني: رحمة الله تغشاك يافؤاد الحميري شاعر جميل وخطيب مفوه نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته. ونعى الصحفي سعيد ثابت سعيد، الحميري، واصفاً رحيله بالخسارة الكبيرة لصوت وطني صادق ظل حاضراً في كل المراحل. وقال سعيد في منشور له "رحل فؤاد! رحل الصوت الذي سبقنا دوماً، والقلب الذي لم يعرف غير الناس وطناً، والشاعر الذي لم يهادن ولم يصمت ولم يخن". واعتبر أن فؤاد الحميري لم يكن مجرد شاعر أو خطيب مفوّه يشعل الحماسة في الميادين، ولا مجرد مسؤول حكومي عابر، أو ناشط اجتماعي يظهر ثم يختفي، بل كان كل ذلك، وكان أيضاً أعمق وأصدق وأنبل. وأضاف أنه كان "وجداناً عاماً حين تبلدت مشاعر النخبة، وصوتًا حين خنق الخوف حناجر الناس، ومرآةً تعكس ملامح المجتمع حين ضاعت ملامحه". ووصف سعيد الراحل بأنه "الفارس النبيل، والروح الكبيرة التي سكنت جسدًا متعبًا لكنها لم تتشظَّ أو تنكسر"، مؤكداً أن الفقد قاسٍ، وأن القلوب لا تملك أمامه سوى الدعاء والدموع. وقال سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) محمد جميح إن الحميري كان "شاعراً غاضباً من الواقع، هادئ الطبع، وفياً لما يكتب ويقول"، مضيفاً أن الحرب أبعدت الكثير من الأصدقاء وفرّقت أبناء الوطن، ليغادر الحميري الحياة كما غادرها كثيرون في المنافي دون وداع. من جهته، وصف الكاتب والسياسي ياسين التميمي الراحل بأنه "شاعر بحجم الوطن"، مشيراً إلى سنوات قضاها معه في إسطنبول، وكيف واجه مرض الفشل الكلوي بصبر ورضى. وقال: "ستبقى ذكراه وإنجازاته شاهدة على رجل استثنائي مر من هنا". أما عضو مجلس الشورى صلاح باتيس، فقال إن الحميري كان رفيقاً نبيلاً حمل همّ اليمن في كل محطاته، وظل وفياً للحلم الوطني رغم الألم. وأضاف: "فقدناه في لحظة حرجة من تاريخ اليمن، حين كنا بأمسّ الحاجة لصوته ومواقفه". وكتب الصحفي عبدالله المنيفي أن "فؤاد الحميري كان واحداً من فرسان اليمن، ورجاله الأنقياء، الصادقين"، مؤكداً أن رحيله يمثل خسارة لكل أصحاب الكلمة الحرة والمواقف الصادقة. إلى ذلك قال الإعلامي أحمد عثمان، إن الحميري رحل "كغياب النجم في قمة توهجه"، مشيراً إلى أنه حمل شعلة الثورة والمعرفة في وجه الجهل والتخلف، وواصل مشواره بإصرار حتى حين تعب الآخرون. بدوره قال الكاتب خليل العمري، إن الحميري قاوم المرض كما قاوم المنفى والتشفي، مضيفاً: "لم يكن المرض إلا معركة أخرى خاضها بشجاعة، وترك فينا شيئاً من كل حياته، في كل قصيدة وفكرة وموقف".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store