logo
الموساد في مرمى اليمن.. خطط تجسسية ورهانات فاشلة ويقظة أمنية متصاعدة

الموساد في مرمى اليمن.. خطط تجسسية ورهانات فاشلة ويقظة أمنية متصاعدة

26 سبتمبر نيتمنذ 15 ساعات

منذ اللحظة الأولى لانطلاق العدوان الأخير على الجمهورية الإسلامية في إيران، في ما عُرف إعلامياً بـ'حرب الـ12 يوماً'، أطلق جهاز الموساد الإسرائيلي تحركاته في العمق الإيراني محاولاً تفعيل شبكاته وتجنيد عناصر جديدة للقيام بمهام استخباراتية وعمليات تخريبية تهدف إلى إرباك الداخل الإيراني وشل استجابته العسكرية.
وسرعان ما بدأت تلك الشبكات بالتساقط واحدة تلو الأخرى بعد تحركات مضادة واسعة من قبل أجهزة الأمن الإيرانية، التي نجحت في كشف عشرات العناصر، وتفكيك مجموعات كانت تعمل بشكل سري منذ أشهر وربما سنوات، ضمن مخطط أكبر للضغط على طهران وإرباك خطوطها الخلفية أثناء المواجهة.
هذا الانكشاف لم يقتصر على إيران فحسب، بل أعاد تسليط الضوء على شبكات الموساد في عموم الإقليم، خصوصاً في اليمن، التي تحتل موقعاً مركزياً في خارطة الاهتمام الاستخباراتي الإسرائيلي.
اليمن، بتاريخها الجيوسياسي الحساس وموقعها المطل على باب المندب، تمثل نقطة ارتكاز استراتيجية لأي مشروع استخباراتي معادٍ للمقاومة ومحور المواجهة.
وعلى مدار العقود الماضية، لم تكن الأراضي اليمنية بعيدة عن أنشطة التجسس التي قادها الموساد، سواء عبر واجهات استخباراتية أجنبية أو عبر وسطاء محليين. وقد سُجلت عدة محاولات تم إحباطها من قبل الأجهزة الأمنية اليمنية، كشفت عن توجه إسرائيلي حثيث نحو تجنيد عناصر محلية أو اختراق المؤسسات من الداخل.
مع انطلاق معركة 'طوفان الأقصى' في 7 أكتوبر 2023، اتخذ الموقف اليمني منحىً تصعيدياً واضحاً، معلناً انحيازه الصريح إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ودخل خط المواجهة من خلال عمليات بحرية وجوية استهدفت مصالح العدو في البحر الأحمر ومحيطه. وقد أربك هذا الانخراط المفاجئ وغير المتوقع كل حسابات الكيان، الذي يبدو أنه لم يكن مستعداً للتعامل مع جبهة جديدة في جنوب شبه الجزيرة العربية، ذات قدرة على التأثير المباشر في شريان تجارته البحري وأمنه الإقليمي.
وبالرغم من تفوق الكيان الإسرائيلي تكنولوجياً، وفوقيته العسكرية من حيث العتاد والتقنيات، إلا أن محاولاته للعمل العسكري المباشر ضد اليمن كانت ضعيفة النتائج وفاشلة عملياً. مصادر عسكرية إسرائيلية لم تُخفِ أن العمليات الإسرائيلية في اليمن لم تحقق أهدافها، وأرجعت ذلك إلى 'غياب العنصر البشري' على الأرض، في إشارة مباشرة إلى فشل شبكات الموساد في إيجاد مصادر محلية موثوقة يمكن الاعتماد عليها في جمع المعلومات أو توجيه العمليات. وقد شكل هذا الفشل دافعاً إضافياً لدى الموساد لإعادة تنشيط عمله في اليمن، وتعويض الخلل في البنية الاستخباراتية.
من هنا، دخل الموساد في طور جديد من محاولاته داخل اليمن، مستعيناً بدول العدوان التي ترتبط به بعلاقات أمنية وتنسيقية، لا سيما السعودية والإمارات. وقد حاولت هذه الأطراف، بدفع إسرائيلي، تفعيل خلايا تجسس وتجنيد عناصر جديدة على الأرض اليمنية، غير أن عمليات الأجهزة الأمنية اليمنية كانت حاسمة وسريعة، حيث تم إسقاط معظم هذه الشبكات وتفكيكها قبل أن تترسخ أو تحقق أي تقدم فعلي، مما أعاد المشروع الاستخباراتي الإسرائيلي إلى نقطة الصفر تقريباً.
الموساد بطبيعته يعتمد على مزيج من الأساليب الكلاسيكية والحديثة في التجنيد، مستفيداً من الوسائل السيبرانية، والاستقطاب النفسي والإيديولوجي، بالإضافة إلى الإغراءات المادية. وغالباً ما يستهدف الأشخاص الذين يعانون من أزمات مالية، أو أولئك القريبين من المراكز الحساسة. يُقدَّم التعاون في البداية على أنه عمل معلوماتي عابر أو خدمة بسيطة، قبل أن ينزلق المجنّد إلى شبكة كاملة من التورط الأمني الذي يصعب التراجع عنه. هذه الأساليب ليست بغريبة عن الواقع اليمني، مما يستدعي بقاء المجتمع في حالة وعي ويقظة مستمرة.
وهنا يأتي دور الإعلام الوطني كخط دفاع أول، ليس في نشر الأخبار فحسب، بل في بناء الوعي، وكشف الأساليب الخفية التي تستخدمها أجهزة مثل الموساد. من خلال التحقيقات الاستقصائية، البرامج الوثائقية، والمبادرات التوعوية، يمكن للإعلام أن يفضح هذه المخططات ويمنح المواطن أدوات الحذر والتفكير النقدي، خصوصاً في بيئة حرب شاملة لا تقتصر على الصواريخ والطائرات، بل تمتد إلى الأجهزة، والشاشات، والرسائل الخادعة.
وفي هذا السياق، يتحول كل مواطن يمني حر وشريف إلى شريك أمني فاعل، ليس من خلال حمل السلاح فقط، بل من خلال الانتباه والإبلاغ، وعدم التساهل مع أي نشاط مشبوه. فالمعركة مع أجهزة كالموساد لا تخاض فقط على مستوى الأجهزة المختصة، بل هي معركة وعي وموقف، يكون فيها كل فرد نقطة فاصلة بين النجاح أو الفشل، الأمن أو الاختراق. والشجاعة هنا لا تتمثل فقط في مواجهة العدو بالسلاح، بل في الوقوف… وقوة فاعلة في رسم توازنات المنطقة.
ولعل فشل الموساد في اليمن، رغم محاولاته المتكررة، ليس إلا مؤشراً إضافياً على يقظة مجتمع بدأ يعي دوره في معركة أوسع من الحدود، وأعمق من الجغرافيا.
الثورة نت

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تخرج الدفعة الأولى من دورات "طوفان الأقصى" في مديرية ردمان بالبيضاء
تخرج الدفعة الأولى من دورات "طوفان الأقصى" في مديرية ردمان بالبيضاء

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ 4 ساعات

  • وكالة الأنباء اليمنية

تخرج الدفعة الأولى من دورات "طوفان الأقصى" في مديرية ردمان بالبيضاء

البيضاء - سبأ : أُقيم بمديرية ردمان محافظة البيضاء اليوم حفل تخرج الدفعة الأولى من الدورات الشعبية المفتوحة "طوفان الأقصى" دفعة الرسول الأعظم، ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس. وفي الحفل الذي حضره قيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية، قدّم الخريجون عرضًا ومناورة عسكرية عكست مستوى المهارات القتالية التي تلقوها. وأكد مدير مديرية ردمان ماهر العواضي، جهوزية الخريجين لخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، في مواجهة أعداء الأمة وإسناد المقاومة الفلسطينية في غزة. وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تخوض معركة مصيرية مع الكيان الصهيوني الذي يرتكب مجازر بشعة بحق أبناء غزة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي. ولفت العواضي إلى أن التفاف الشعب اليمني إلى جانب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى والقوات المسلحة عزز من الصمود في مواجهة قوى العدوان .. مؤكدًا استعداد أبناء وقبائل المحافظة بذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني. بدورهم أكد الخريجون أن تخرج هذه الدفع يأتي في إطار الاستعداد لإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدو الصهيوني، الأمريكي. وأشاروا إلى أن المعركة اليوم مع أعداء الأمة هي معركة مصيرية وضرورية لانتزاع الحقوق المغتصبة والخروج من الارتهان والتبعية لقوى الاستكبار العالمي في ظل خذلان الأنظمة العربية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لجرائم إبادة من قبل الصهاينة. كما أكدوا جهوزيتهم الكاملة لإسناد القوات المسلحة اليمنية في خوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" ومواجهة العدوان ومساندة الشعب الفلسطيني. حضر الاحتفال مسؤول التعبئة بمديرية ردمان خليل السحاري ومدير أمن المديرية المقدم يحيى الديلمي وعدد من المسؤولين.

سرايا القدس تفجر عبوة "زلزال4" في آلية عسكرية صهيونية بمدينة غزة
سرايا القدس تفجر عبوة "زلزال4" في آلية عسكرية صهيونية بمدينة غزة

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ 4 ساعات

  • وكالة الأنباء اليمنية

سرايا القدس تفجر عبوة "زلزال4" في آلية عسكرية صهيونية بمدينة غزة

غزة – سبأ: أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم السبت، تفجير عبوة "زلزال" في آلية عسكرية صهيونية في مدينة غزة. وقالت السرايا، في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): 'فجّرنا عبوة من نوع (زلزال4) -زرعناها مسبقاً- في آلية عسكرية صهيونية أثناء توغلها شرق حي التفاح بمدينة غزة'. وتُواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر 2023، عملياتها البطولية ضد العدو الصهيوني، ضمن معركة "طوفان الأقصى" المستمرة.

سرايا القدس تسيطر على طائرة استطلاع صهيونية شرق مدينة غزة
سرايا القدس تسيطر على طائرة استطلاع صهيونية شرق مدينة غزة

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ 9 ساعات

  • وكالة الأنباء اليمنية

سرايا القدس تسيطر على طائرة استطلاع صهيونية شرق مدينة غزة

غزة – سبأ: أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم السبت، سيطرتها على طائرة استطلاع صهيونية شرق مدينة غزة. وأوضحت في بيان مقتضب تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): سيطرنا على طائرة استطلاعية صهيونية خلال تنفيذها مهام استخبارية في سماء حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وتُواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر 2023، عملياتها البطولية ضد العدو الصهيوني، ضمن معركة "طوفان الأقصى" المستمرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store