logo
دور قائد الثورة الاستراتيجي في إدارة الحرب الـ 12 يوما

دور قائد الثورة الاستراتيجي في إدارة الحرب الـ 12 يوما

بدأ الهجوم العسكري العدواني للكيان الصهيوني على إيران في 13 يونيو/حزيران. وخلال هذه الهجمات، استُهدفت منشآتٌ نووية، مراكز عسكرية ومواقع مدنية، بما في ذلك المراكز الطبية، سجن إيفين والأحياء السكنية، مما أسفر عن استشهاد عددٍ من كبار القادة العسكريين، العلماء النوويين والمدنيين.
وبعد هذا العدوان الصهيوني الغاشم، أصدر سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي - حفظه الله - رسالة جاء فيها:
"أي اعتداء على الأمن القومي الإيراني سيُقابل برد قاس ونادم".
ونتناول في هذا المقال الدور المحوري لسماحة قائد الثورة الإمام الخامنئي في إدارة هذه الحرب وتأثيرها على الرأي العام العالمي.
إعادة تنظيم القوات المسلحة الإيرانية
وقعت في الساعات الأولى من يوم 13 يونيو/حزيران، وبعد بدء الغارات الجوية الإسرائيلية، سلسلة من الانفجارات في طهران، استشهد خلالها عدد من كبار القادة. ومن منظور إدارة الأزمات، كان غياب الطبقة القيادية الأولى في الساعات الأولية لأي دولة يعني انهيار سلسلة السيطرة وتأخير اتخاذ القرارات الحاسمة. إلا أن ما حدث كان عكس ذلك تمامًا.
ففي الساعات الأولى من الحرب، قدّم قائد الثورة الإسلامية قادة جدد ليحلوا محلهم وأعلن المهمة عبر رسالة عاجلة. وسرعان ما أُعيد بناء هيكل القيادة، وجرى تفعيل خطوط دعم الاتصالات. وفي غضون ساعات قليلة، انطلقت عملية الرد الحاسمة الإيرانية، واستهدفت الموجة الأولى من الهجمات الصاروخية الدقيقة أنظمة الدفاع والمستودعات اللوجستية للعدو في تل أبيب وأجزاء أخرى من الأراضي المحتلة مساء اليوم نفسه.
لعلّ سرعة التحرك هذه كانت نتيجة عاملين:
أولًا ، الهيكلية المفتوحة والمعيارية للقيادة التي كانت تُمارس سابقًا في مناورات معقدة، والتي أبقت خطوط القيادة البديلة جاهزة،
و ثانيًا ، وجود قائد الثورة الإسلامية، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رأس هرم صنع القرار، والذي استطاع منع ضياع الوقت بأمر واحد. وقد أظهرت تجربة اليوم الأول من الحرب أن فكرة "التركيز في القرار واللامركزية في التنفيذ" في ظل حرب حديثة سريعة الوتيرة يمكن أن تُشكّل ركيزة أساسية لمقاومة أي بلد، وأن تُفضي إلى النجاح. ويُعدّ هذا الحادث أحد أبرز نقاط القوة في السياسة العسكرية لقائد الثورة في الدفاع عن إيران.
في تقاليد الأزمات العسكرية، عادةً ما يتحدث كبار القادة من خلف المنابر الرسمية أو من خلال تصريحات جافة من هيئة الأركان المشتركة، لكن قائد الثورة الإسلامية خاطب الشعب الإيراني ثلاث مرات، مُواجهًا الكاميرا. ولم تكمن أهمية هذا الإجراء في مضمون الرسالة فحسب، بل في "توقيتها" و"أسلوب تنفيذها".
فقد بُثّت الرسالة الأولى بالتزامن مع إطلاق إيران صواريخها الأولى على تل أبيب. وقد رسخ هذا التزامن استمرارية رواية "الدفاع المشروع" للجمهور والمراقبين الأجانب: "القرار، التنفيذ وإيصال المعلومات في إطار زمني مشترك".
أما الرسالة الثانية ، فقد بُثّت في اليوم السادس من الحرب، بينما اعتمد العدو، بعد فشله في احتواء الرد الإيراني خلال الموجة الأولى، استراتيجية هجمات متفرقة على المدن. وقد أكد قائد الثورة الإسلامية، بلغة هادئة لكن حاسمة، على "الثبات، الهدوء والسيطرة على الموقف"، مغيّرًا بذلك النموذج النفسي للمجتمع من "رد الفعل القلق" إلى "السيطرة الفاعلة".
أما الرسالة الثالثة ، بعد انتهاء الحرب، فقد أكدت على "لا للاستسلام"؛ ردًا واضحًا على التيارات الأجنبية التي حاولت تصوير انتهاء الحرب على أنه هزيمة لإيران.
ومن منظور التواصل في أوقات الأزمات، شكّلت هذه الرسائل الثلاث دعائم الرواية الوطنية، ولم تسمح للفجوة الإخبارية أو هيمنة رواية العدو بإضعاف الروح المعنوية العامة.
حلّ الوضوح المختار محل الشعارات والمبالغة؛ ولهذا السبب، اكتسبت هذه الرسائل مصداقية حتى لدى الرأي العام المعادي.
حظيت إدارة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي للأزمة بالإشادة ليس فقط داخل إيران، بل على الصعيد الدولي أيضًا. وأشارت وسائل إعلام عالمية، بما في ذلك الجزيرة والغارديان، إلى أن إيران أجبرت إسرائيل على الانسحاب بأقل الخسائر وأقصى تأثير. كما تصدّرت وسوم مثل "قائد الثورة" و"الإمام الخامنئي" مواقع التواصل الاجتماعي، مما يُظهر أن صورة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها قد تعززت لدى الرأي العام العالمي.
ردٌّ قاطع على الشائعات
في الأيام التي تلت انتهاء الحرب، أثار المسؤولون الأمريكيون و الصهاينة مرارًا وتكرارًا مسألة اغتيال قائد الثورة الإسلامية، إلا أن حضور سماحة القائد في مراسم العزاء، حتى دون خطاب، كان مثالًا رائعًا على ممارسة القوة الرمزية. وقد أثبت هذا الحضور أنه رغم كل التهديدات، لا يزال استقرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمنها وسلطتها راسخًا، وأن للقيادة حضورا مؤثرا وملهما إلى جانب الشعب والمسؤولين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هذا ما جاء في رسالة الرئيس بزشكيان إلى الإيرانيين في الخارج
هذا ما جاء في رسالة الرئيس بزشكيان إلى الإيرانيين في الخارج

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

هذا ما جاء في رسالة الرئيس بزشكيان إلى الإيرانيين في الخارج

جاء ذلك في خطاب موجه من الرئيس "بزشكيان" اليوم الاثنين إلى الإيرانيين المقيمين في الخارج، مصرحا بأن "الحكومة ترى بأن التلاحم والتضامن الذي تجسد بين الشعب والمسؤولين خلال حرب الأيام الـ 12 المفروضة، يمثل فرصة لتقديم المزيد من الخدمات لهذا الشعب". واستهل الرئيس الإيراني رسالته بالقول: خلال الأيام التي تعرضت فيها بلادنا لاختبار كبير، أظهر الشعب الايراني، بصفته المالك الحقيقي لهذا الوطن، أنه القلب النابض لأرضه؛ موضحا: هذا الصمود والدعم والمساندة يستحق اليوم أن يُرى ويُسمع ويُشكر، وقد زاد بلا شك من مسؤولية المسؤولين أكثر من أي وقت مضى، وولد توقعات حقيقية. وتابع : في هذه الأحداث، ورغم الضغوط النفسية والمشاكل العديدة التي فُرضت على شعبنا، شهدنا تشكيل أحد أندر مظاهر المشاركة العامة والوفاق والانسجام الاجتماعيين على مرّ تاريخ إيران المعاصر؛ مردفا: لقد وقف الإيرانيون في الداخل والخارج، بمن فيهم المعارضون وغير المعارضين، كيد واحدة في وجه العدو المعتدي، وفرضوا إرادتهم عليه. واستطرد رئيس الجمهورية: في غضون ذلك، كان الهدوء والحكمة وصلابة قائد الثورة الإسلامية منذ اليوم الأول للحرب المفروضة، في سياق التعبئة الوطنية ومكافحة المعتدين، رصيدا متعاضما عنصر اقتدار آخر ذكّرنا جميعا بوحدة النظام الإسلامي. نوه الرئيس بزشكيان، في خطابه ببدء فصل جديد للبلاد؛ فصل يسوده الأمل والحيوية نحو إيران أكثر أمانا وهدوءا وقوة؛ مضيفا: هذا الطريق لن يكون ممكنا إلا بمساندة وتكاتف شعبنا العزيز، مع الحفاظ على الوفاق الوطني، وبالاعتماد على قوة الشباب والأفكار الجديدة. وتابع: أن القوة العسكرية ووحدة القلوب و التلاحم الاجتماعي ضمان لأمننا القومي؛ مردفا: لقد حان الوقت للمضي قدما نحو بناء إيران أكثر ازدهارا، مع فتح آفاق وتأمل مستقبل مشرق بدعم من رأس المال الاجتماعي الهائل للبلاد. وأضاف الرئيس الإيراني: لم نسعَ قط إلى الحرب، ولطالما حاولنا القيام بدور فعال في السلام العالمي المستدام؛ مؤكدا بأنه يجب أن يدرك أعداء إيران أن شعبنا وإن كان محبا للسلام، فإنه ليس خانعا بأي حال من الأحوال؛ مشددا على ان إيران بلد يسعى، بناء على جذوره التاريخية والثقافية والدينية، إلى ترسيخ العدالة والكرامة الإنسانية لجميع الأمم. وتابع: لقد أعلنا مرارا وتكرارا أن عقيدتنا هي برنامج نووي سلمي وقد أثبتت التجربة أنه كلما أرادت إيران أن تسير في طريق الاستقرار والسلام، يتدخل الكيان الصهيوني ويدمر؛ مصرحا: وفقا لجميع المبادئ والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، فإن ما قمنا به خلال حرب الأيام الـ 12 التي فرضها الصهاينة كان دفاعا مشروعا ضد العدو المعتدي. وصرح بزشكيان: رغم استشهاد عدد من القادة العسكريين في الهجوم الأولي، وبحكمة وتوجيه من سماحة قائد الثورة الإسلامية وتعيينات عاجلة للخلفاء وإعادة بناء المنظمة القتالية للقوات المسلحة في فترة قصيرة، تمكنت قواتنا المسلحة بثقة أكبر من توجيه ضربات قاسية ومدمرة للعدو المعتدي؛ مؤكدا بأن الحكومة تبذل قصارى جهدها لضمان عدم حدوث أي مشاكل في معيشة الناس ورعايتهم الصحية، وداعيا الى التكاتف والسعى جاهدين لرفعة الوطن. وختم الرئيس بزشكيان خطابه بالقول: أدعو الله عز وجل أن يتغمد جميع شهداء هذه الحرب المفروضة بواسع رحمته وعلو الدرجات، وآمل أن يكون أعداؤنا قد عرفوا شعبنا، وألا يرتكبوا مثل هذا الخطأ في التقدير مرة أخرى، فإن قواتنا المسلحة الآن، على عكس حسابات الأعداء الخاطئة، في أعلى مستويات قدرتها الدفاعية، وإذا ما عاود الأعداء محاولة الاعتداء على الأراضي الإيرانية، فسيواجهون ردودا أقسى.

النائب فالح الخزعلي مغردًا :  على من أتى بالسيد المشهداني وصوت له ليكون رئيس لمجلس النواب ان يعتذر من الشعب العراقي
النائب فالح الخزعلي مغردًا :  على من أتى بالسيد المشهداني وصوت له ليكون رئيس لمجلس النواب ان يعتذر من الشعب العراقي

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 4 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

النائب فالح الخزعلي مغردًا : على من أتى بالسيد المشهداني وصوت له ليكون رئيس لمجلس النواب ان يعتذر من الشعب العراقي

التعليقات طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ... الموضوع : انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ... الموضوع : الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ... الموضوع : صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ... الموضوع : حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت. ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ... الموضوع : صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005 ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح

وزارة النقل تعلن استئناف الرحلات الجوية إلى إيران ابتداءً من يوم غد الثلاثاء
وزارة النقل تعلن استئناف الرحلات الجوية إلى إيران ابتداءً من يوم غد الثلاثاء

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 7 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

وزارة النقل تعلن استئناف الرحلات الجوية إلى إيران ابتداءً من يوم غد الثلاثاء

التعليقات طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ... الموضوع : انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ... الموضوع : الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ... الموضوع : صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ... الموضوع : حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت. ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ... الموضوع : صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005 ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store