
9 مخاطر صحية ونفسية تهدد المراهقين بسبب استنشاق «الهيليوم»
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن استنشاق غاز الهيليوم بشكل ترفيهي وعشوائي، قد يسبب تسع مخاطر صحية ونفسية وجسيمة، تشمل «الدوار المفاجئ، ونقص الأوكسجين في الجسم (نقص التأكسج)، وفقدان الوعي، والاختناق أو الانهيار التنفسي، والوفاة المفاجئة في الحالات القصوى نتيجة نقص الأوكسجين أو الصدمة الهوائية، وتمزق الحويصلات الهوائية في الرئتين، وانسداد هوائي في الأوعية الدموية، وارتجاجات دماغية أو إصابات جسدية نتيجة السقوط بعد الإغماء، ومخاطر نفسية وسلوكية كضعف الإحساس بالمسؤولية الجسدية و(الإدمان المؤقت) المرتبط بالتحديات على منصات التواصل وتأثير الأصدقاء».
وأكّدوا أن هذا السلوك الذي يبدو في ظاهره بسيطاً ومضحكاً، ينطوي في الحقيقة على تهديد مباشر لصحة الجهاز التنفسي، وقد يؤدي إلى مضاعفات حادة أو حتى حوادث خطرة، داعين إلى التوقف الفوري عن التعامل مع الهيليوم على أنه وسيلة للترفيه، كونه يُشكّل خطراً مضاعفاً على المصابين بأمراض صدرية مزمنة، مثل الربو، بجانب تأثيره في الأطفال ذوي السعة الرئوية المحدودة، ما يجعل استنشاقه أكثر تهديداً لصحتهم.
وأشاروا إلى حالات واقعية استقبلتها أقسام الطوارئ نتيجة استنشاق غاز الهيليوم، شملت أطفالاً ومراهقين تعرّضوا لانهيارات مفاجئة أثناء إحدى الحفلات. ودعوا إلى حظر استخدام الهيليوم العشوائي، وتقييد تداوله خارج الأطر المهنية والطبية، مع تشديد الرقابة على بيعه.
وتفصيلاً، حذّر أخصائي أمراض الرئة، الدكتور عاصم عيد يوسف، من المخاطر الصحية الخطرة المرتبطة باستنشاق غاز الهيليوم، كسلوك ترفيهي، خصوصاً بين الأطفال والمراهقين أو من يعانون أمراضاً صدرية مزمنة، مشيراً إلى أن هذا السلوك، رغم انتشاره في المناسبات والأجواء الاحتفالية، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات طبية حادة، أبرزها نقص الأوكسجين، والدوار وفقدان الوعي، وتمزق الحويصلات الهوائية في الرئتين، بل قد يصل إلى حد الاختناق المفاجئ.
وأوضح أن الهيليوم غاز لا يحتوي على أوكسجين، وعند استنشاقه فإنه يحل محل الهواء في الرئتين، ما يُسبب حالة تُعرف بـ«نقص التأكسج»، لافتاً إلى أن هذه الحالة تُعدّ خطرة بشكل خاص على مرضى الربو أو من لديهم مشكلات في الجهاز التنفسي، قائلاً: «استنشاق الهيليوم من بالون عادي قد يبدو آمناً ظاهرياً، لكنه لا يخلو من مخاطر نقص الأوكسجين، أما استنشاقه من أسطوانة مضغوطة فهو أكثر خطورة، وقد يؤدي إلى تمزق رئوي أو انسداد هوائي في الأوعية الدموية».
وأكّد أن أقسام الطوارئ تستقبل بالفعل حالات ناتجة عن استنشاق الهيليوم، وتم التعامل معها من خلال مراقبة العلامات الحيوية وتشبع الأوكسجين، وغادرت بعد استقرار الحالة، إلا أن بعضهم كان من الممكن أن يتعرضوا إلى مضاعفات أخطر لولا سرعة التدخل.
ودعا إلى تكثيف التوعية المجتمعية حول مخاطر الهيليوم، ومنع الأطفال من استنشاقه نهائياً، مع تشديد الرقابة على بيع أسطوانات الغاز، بحيث تُتاح لأغراض مهنية فقط، وتحت إشراف متخصصين، مع إلزام الموردين بوضع تحذيرات واضحة على الأسطوانات والبالونات المعبأة، كما دعا المدارس ومنظمي الفعاليات العائلية إلى تجنّب إدراج أي أنشطة ترفيهية تتضمن استنشاق الهيليوم، مشدداً على أهمية دور الأسرة في مراقبة استخدام الأطفال للبالونات، وتجنب أي سلوكيات قد تُعرّضهم للخطر، أو استخدامه في تعبئة البالونات أو تغيير نبرة الصوت، قائلاً: «الهيليوم ليس لعبة، واستخدامه العشوائي قد يحوّل لحظة فرح إلى مأساة صحية».
وحذّر استشاري طب الطوارئ، الدكتور أحمد القراغولي، من الاستخدام العشوائي والخاطئ لغاز الهيليوم، مؤكداً أن استنشاقه بغرض التسلية، كما يحدث في الحفلات والمناسبات، قد يؤدي إلى مضاعفات خطرة، مثل فقدان الوعي، والسقوط، وارتجاج الدماغ، وربما يؤدي إلى الوفاة نتيجة نقص الأوكسجين.
وأوضح أن غاز الهيليوم، رغم كونه غير سام وعديم اللون والرائحة وغير قابل للاشتعال ويُستخدم عادة في تعبئة البالونات، وفي العديد من الاستخدامات الصناعية والطبية، بما في ذلك علاج مرض انخفاض الضغط، فإن استنشاقه يُحدث طرداً سريعاً للأوكسجين من الرئتين، ما يؤدي إلى انخفاض حاد في مستويات الأوكسجين بالجسم، مشيراً إلى أن ذلك يُسبب شعوراً بالدوار والإغماء، وقد يتسبب في انهيار مفاجئ لدى الشخص، خصوصاً في الأماكن المغلقة أو سيئة التهوية.
وأضاف أن الأطفال معرضون للخطر بشكل أكبر، نظراً إلى قلة سعة الرئة لديهم واحتياطهم المحدود من الأوكسجين، ما يجعلهم أكثر عرضة للانهيار حتى بعد استنشاق كميات صغيرة من الهيليوم مقارنة بالبالغين.
وذكر قصة واقعية تجسّد خطورة استنشاق غاز الهيليوم، حيث تعرّضت مجموعة من الأطفال والمراهقين لحالة انهيار جماعي خلال إحدى الحفلات، بعد استخدامهم الغاز بهدف التسلية وتغيير نبرة الصوت، وأدى ذلك إلى فقدانهم الوعي وسقوطهم من أعلى منصة الرقص، ما أسفر عن إصابات متفاوتة، من بينها ارتجاجات دماغية، وكسور، وجروح في مناطق متفرقة من الجسم، وأن أحد المصابين أُدخل المستشفى فوراً إثر إصابته بكسر مفتوح في الساق تطلّب تدخلاً جراحياً سريعاً.
وأوضحت أخصائية علم النفس الإكلينيكي الدكتورة ميرنا شوبح، أن انجذاب الأطفال والمراهقين لاستخدام الهيليوم رغم صوته غير الطبيعي يعود لأسباب نفسية وسلوكية متعددة، معظمها يرتبط بعوامل تطورية واجتماعية وعاطفية، حيث ينبع استخدامه في الأغلب من الفضول والتعزيز الاجتماعي وجاذبية التغيّر اللحظي.
وحذّرت من استخدام الهيليوم لتغيير الصوت لأنه قد يتحول من مجرد تجربة عابرة إلى سلوك متكرر أو ما يُشبه «الإدمان المؤقت» أو الوضعي، مدفوعاً بالتعزيز النفسي الفوري والضحك الجماعي والاهتمام الذي يحصل عليه المراهق من أقرانه، كما حذّرت من المنافسات التي تنشر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي لـ«تحدي الهيليوم».
وشددت على أن هذا السلوك لا يخلو من مخاطر نفسية، إذ إنه يؤثر سلباً في شعور الطفل بالمسؤولية تجاه جسده، ويُضعف وعيه بالسلامة الشخصية، قائلة: «الأطفال والمراهقون لايزالون في مرحلة بناء وعيهم الجسدي، وعندما يربطون المتعة بتجربة تُضعف الجسم أو تسبب الدوار، فقد يؤدي ذلك إلى تطبيع سلوكيات غير آمنة من دون إدراكهم لعواقبها». وقدّمت خمس توصيات عملية للحد من الاستخدام العشوائي للهيليوم، شملت، رفع الوعي بطريقة هادئة ومناسبة للعمر وتوضيح أن استنشاقه قد يُسبب الإغماء أو اختناقاً في بعض الحالات، والحد من الوصول غير المراقب إلى أسطوانات الهيليوم في المنزل، وتشجيع الأطفال على استخدام البالونات لأغراض إبداعية من دون استنشاق الغاز، وتضمين مخاطر الهيليوم في أحاديث السلامة اليومية، تماماً كما نتحدث عن الأشياء الحادة أو المواد الكيميائية، وتهيئة الأطفال الأكبر سناً لفهم ضغط الأقران والتعامل معه بحكمة، خصوصاً فيما يتعلق بالتحديات المنتشرة عبر الإنترنت.
إجراءات لضمان سلامة الاستخدام
حذّرت بلدية دبي، عبر دليل فني أصدرته إدارة الصحة والسلامة، من أن التعامل غير السليم مع غاز الهيليوم قد يؤدي إلى مضاعفات خطرة، أبرزها الاختناق وفقدان الوعي، خصوصاً عند استنشاقه مباشرة.
ويهدف الدليل الفني المُخصص لجميع المتعاملين مع غاز الهيليوم، بمن في ذلك منظمو الفعاليات وتجار التجزئة والمستهلكون، إلى ضمان الاستخدام الآمن والسليم لبالونات الهيليوم، وتوفير تعليمات واضحة وشاملة للسلامة فيما يتعلق بالتعامل مع أسطوانات غاز الهيليوم وتخزينها واستخدامها في تطبيقات البالونات، بهدف ضمان التشغيل الآمن للأنشطة المتعلقة بالهيليوم. وأكّد الدليل أن وثيقة الإرشادات الفنية تنطبق على جميع المؤسسات داخل دبي التي تعمل في مجال مناولة وتخزين ونقل واستخدام أسطوانات غاز الهيليوم لتطبيقات البالونات.
بالونات «مايلر» الكبيرة.. خانقة للأطفال
أوضح استشاري طب المجتمع والصحة العامة، الدكتور سيف درويش، أن الهيليوم يُعدّ من الغازات الخفيفة، وعند استنشاقه يمر الصوت عبر الحنجرة بسرعة أكبر، ما يجعل نبرته رفيعة ومضحكة، وهو ما يدفع كثيرين إلى استخدامه للتسلية، إلا أن خطورته تكمن في أنه يطرد الأكسجين من الرئتين من دون أن يشعر الشخص، ما يؤدي إلى نقص حاد في نسبة الأكسجين داخل الجسم، وقد يتسبب في فقدان الوعي أو حتى تلف دماغي دائم.
وشدد على أن استنشاقه مباشرة من الأسطوانات المضغوطة أمر في غاية الخطورة، حيث إن الضغط العالي قد يؤدي إلى تمزق الحويصلات الهوائية وحدوث استرواح صدري، وهي حالة خطرة قد تسبب دخول الهواء إلى تجويف الصدر، كما قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ«الانصمام الغازي»، وهو دخول فقاعات غازية إلى مجرى الدم قد تصل إلى الدماغ وتسبب جلطات قاتلة.
وأضاف: «رئة الأطفال أصغر وأكثر تأثراً، لذلك فإن المخاطر لديهم تكون مضاعفة، وقد تم تسجيل حالات وفيات في دول، مثل نيوزيلندا والولايات المتحدة بسبب استنشاق الهيليوم».
ونصح بعدم تعبئة البالونات بالهيليوم في أماكن مغلقة أو مخصصة للعب الأطفال، واستخدام منفاخ هواء عادي بدلًا منه، مع تأكيد ضرورة تخزين أسطوانات الهيليوم في أماكن باردة وآمنة وبعيدة عن متناول الأطفال، ووضع تحذيرات واضحة عليها.
وأكّد أهمية وجود رقابة دائمة من الأهل عند استخدام البالونات، خصوصاً البالونات الكبيرة، مثل «مايلر»، التي قد تسبب الاختناق إذا تم استنشاقها أو عضها من قبل الأطفال.
وبيّن أن قاعدة بيانات الإصابات الوطنية في الولايات المتحدة سجلت بين عامي 2019 و2000 نحو 2186 إصابة مرتبطة بغاز الهيليوم، 65% منها لأطفال تراوح أعمارهم من ستة إلى 12 عاماً، مع تضاعف عدد الحالات كل خمس سنوات، موضحاً أن نظام مراكز السموم الأمريكية في عام 2021 أشار إلى أن هناك 123 بلاغاً عن التعرض للهيليوم ونُقل 61% من المصابين على إثرها إلى المستشفيات، وعلى الصعيد الأوروبي، ذكرت مراكز السموم تسجيل 600 ألف مكالمة سنوياً عن حالات اختناق، نصفها من الأطفال، نتيجة استنشاق الهيليوم.
ودعا جميع الجهات المعنية، من مدارس ومراكز ترفيه وأولياء أمور، إلى رفع الوعي بمخاطر استنشاق غاز الهيليوم، ومنع الأطفال من استخدامه دون إشراف، كما شدد على ضرورة تدريب العاملين على الإسعافات الأولية واتباع سياسات سلامة مشددة في تخزين واستخدام هذا الغاز.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
«صحة أبوظبي» تبحث تأسيس أول مركز للجراحة الجينية في العالم
أعلنت دائرة الصحة – أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، عن شراكة طموحة مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد الجينوم المبتكر، تهدف إلى بحث تأسيس أول مراكز من نوعها للجراحة الجينية في العالم ليكون مقرها في أبوظبي وكاليفورنيا، وجاء ذلك خلال زيارة استراتيجية قام بها وفد من منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يهدف التعاون لتحفيز جهود الإمارة لتصدر مشهد الطب الجيني وتطوير العلاجات الجينية الشخصية، لتقديم خدمات رعاية صحية مبتكرة بأسلوب جديد كلياً يعود بالنفع على المجتمع العالمي. 800 ألف عينة وتنسجم هذه الشراكة مع رؤية أبوظبي الرامية لتوظيف علوم الجينوم في مجالات الصحة العامة ودفع عجلة التحول نحو الرعاية الشخصية والوقائية، ويتصدر برنامج الجينوم الإماراتي هذه الجهود المبذولة في أبوظبي، إذ نجح بوضع التسلسل لأكثر من 800 ألف عينة جينية حتى أمس، سعياً لإنشاء إحدى أكثر قواعد البيانات الجينية الوطنية تنوعاً على مستوى العالم، ودعم هذا البرنامج بالفعل العديد من المبادرات مثل النظام الوطني لتقارير الصيدلة الجينية، مع توافر أكثر من 160 ألف تقرير الآن للمساعدة في تصميم الخطط العلاجية بناءً على الملفات الجينية للأفراد، ومن الإنجازات الأخرى إدخال الاختبار الجيني ضمن برنامج فحوص ما قبل الزواج، وإطلاق برنامج الفحص الجيني لحديثي الولادة، وتطوير منصة الجينوم المرجعي الإماراتي، ويجري تعزيز هذه الجهود عبر صقل مهارات أكثر من 100 طبيب إماراتي في مجال طب الجينوم والمشورة الجينية ضمن برامج تدريبية متقدمة، بما يُسهم في تعزيز الخبرات المحلية في هذا المجال الحيوي. وستتيح المراكز الجديدة تشخيص وتصحيح الحالات الجينية المعقدة في مراحل مبكرة لتحسين النتائج العلاجية، وستستفيد من تقنيات كريسبر وستقدم إجراءات علاجية مخصصة مبنية على الملف الجيني للمريض قادرة على الارتقاء بالنتائج العلاجية ما يُمهد لمستقبل واعد للرعاية الصحية. وقالت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيلة الدائرة: «يعكس هذا التعاون التزام أبوظبي بالابتكار في المجالات العلمية المتقدمة، حيث تأتي مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد الجينوم المبتكر، الذي يُعد إحدى أبرز المؤسسات العالمية المعنية بالعلاج الجيني، للمساهمة بتعزيز إمكاناتنا على توظيف الرعاية المدعومة بعلوم الجينوم ضمن منظومتنا الصحية بما يقدم فرصة استثنائية لتصحيح الحالات الجينية قبل الولادة، ويقي من الأمراض المزمنة ويحد من تكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل، بما يعزز صحة وسلامة أفراد المجتمع في أبوظبي وخارجها». وستسهم هذه الشراكة في تعزيز القدرة على التوصّل لحلول مبتكرة وتقديمها بكفاءة بما يلبي الاحتياجات الفعلية ويعود بالنفع على المرضى المصابين بأمراض وراثية ونادرة معقدة، وذلك عبر جمعها مع البنية التحتية الصحية المتطورة في أبوظبي وقدراتها في مجال البيانات الجينية إلى جانب الريادة العالمية لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو في علاج الأجنة والأطفال والبحوث السباقة وإمكانات التحرير الجيني لدى معهد الجينوم المبتكر. وقالت الدكتورة تيبي ماكنزي، مديرة مجلس إدارة مركز الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: «يشهد القطاع الطبي اليوم تطوراً استثنائياً، حيث تلوح في الأفق فرصة سانحة لتطوير علاجات تُنقذ حياة المرضى الذين يعانون من حالات وراثية معقدة، متطلعين إلى إمكانية تطوير برامج تجمع بين الخبرات متعددة التخصصات، وتُحقق ترابطاً في الخطوات العديدة ما بين تشخيص الأمراض الوراثية وتطوير وتنفيذ استراتيجية آمنة لجراحة الجينوم». تقنية كريسبر وقال الدكتور فيودور أورنوف، أستاذ العلاج الجزيئي في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومدير علاجات «كريسبر» في مجلس معهد الجينوم المبتكر وداناهير: «يشهد هذا العام إنجازاً بارزاً في مجال العلوم والطب، وهو علاج لتحرير الجينات بتقنية كريسبر، صُمم وقُدّم عند الطلب لرضيع يعاني من خلل خلقي حاد في التمثيل الغذائي في وقت قياسي، تتمثل مهمة معهد الجينوم المبتكر، كما حددتها مؤسسته، جينيفر دودنا، الحائزة على جائزة نوبل لعام 2020 لتحرير الجينات بتقنية كريسبر، في جعلها معياراً للرعاية الطبية، بغض النظر عن مكان ولادة هذا الطفل. وأطلقت أبوظبي علاج كاسجفي للمرة الأولى في دولة الإمارات، وهو أوَّل علاج بتقنية التحرير الجيني كريسبر-كاس9، لمرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، إضافة إلى برنامج الطب الشخصي الدقيق لعلاج الأورام، الذي قدّم رعايةً مخصصة لأكثر من 250 مريضاً بالسرطان.


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
شراكة بين «صحة أبوظبي» و«جيمابيو» لتطوير علاجات للأمراض النادرة
أعلنت دائرة الصحة في أبوظبي، وشركة «M42»، العالمية، المتخصصة في مجال الصحة، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وعلوم الجينوم، ومجموعة «بيورهيلث»، أكبر مجموعة للمستشفيات والضمان الصحي في منطقة الشرق الأوسط، عن شراكة مع «جيمابيو ثيرابيوتيكس»، شركة التقنيات الحيوية العالمية المبتكرة الملتزمة بتطوير العلاجات الجينية للأمراض النادرة. وقالت الدائرة إن الإعلان عن الشراكة جاء على هامش فعاليات المؤتمر العالمي لمنظمة الابتكار في التكنولوجيا الحيوية 2025 الذي انعقد في بوسطن، بالولايات المتحدة الأميركية، وجمع القيادات العليا لشركة «جيمابيو» وشخصيات قيادية في منظومة الصحة وعلوم الحياة بأبوظبي. وبحث الأطراف المعنيون فرص التعاون لتأسيس مراكز تصنيع وبحث متخصصة ضمن المؤسسات الصحية الأكاديمية في أبوظبي، بما يمكّن المرضى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الوصول للتجارب السريرية السباقة، والعلاجات الجينية المعتمدة في نهاية المطاف. وسينطلق التعاون الطموح عبر تجربة سريرية تستهدف تطوير العلاجات الجينية للأطفال الذين يعانون مرض ضمور العضلات الشوكي من النوع الأول «SMA1»، في سابقة عالمية مميزة لتوسيع نطاق الوصول إلى العلاجات التي تنقذ حياة المرضى. وقال مدير إدارة الجينوم والبنك الحيوي بالإنابة في الدائرة، الدكتور محمد العامري، إن «شراكتنا مع جيمابيو تعد خطوة حيوية ترسخ مكانة أبوظبي الرائدة عالمياً في تطوير العلاجات الجينية للأمراض النادرة بالاستفادة من إمكانات برنامج الجينوم الإماراتي».


الإمارات اليوم
منذ 6 ساعات
- الإمارات اليوم
بعد 70 يوماً على الأوكسجين.. الطفلة «روضة» تنتصر على تحديات صحية معقدة
تمكن الفريق الطبي في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، من إنقاذ حياة طفلة إماراتية ولدت في الأسبوع الـ27 من الحمل، وعانت تحديات صحية معقدة، أبرزها متلازمة الضائقة التنفسية. ووضعت الطفلة «روضة» فور ولادتها بالعناية المركزة، وتم توصيلها بجهاز التنفس الاصطناعي، كما واجهت مضاعفات مثل القناة الشريانية السالكة التي لم تستجب للعلاج الدوائي، ما استدعى إجراء تدخل جراحي دقيق، لتغادر المستشفى بعد 81 يوماً بصحة جيدة. وقالت رئيس وحدة الخدج بالمستشفى، الدكتورة منى خلف: «أنجبت الأم طفلتها روضة بولادة مبكرة جداً عند عمر حملي 27 أسبوع حمل، بوزن لا يتجاوز 1180 غراماً وتم إدخال الطفلة وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وتم إيصالها بجهاز التنفس الاصطناعي كونها كانت مصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية». وأضافت أن الطفلة تعرضت لمضاعفات معقدة مثل وجود القناة الشريانية السالكة التي لم تستجب للعلاج الدوائي، ما اضطر الفريق الطبي للتوجه للعلاج الجراحي، لافتة إلى أن الطفلة بقيت في المستشفى 81 يوماً، احتاجت للعلاج بالأوكسجين لمدة 70 يوماً، وعند خروجها من المستشفى بعد المتابعات في عيادة الخدج وعيادة النمو العصبي، تبين أن نموها العصبي ونموها الجسدي والحركي والروحي متماشٍ مع العمر التصحيحي لها. وتابعت أن «الأم حنان السويدي تُعدّ نموذجاً للأم القوية الصبورة، وقد أصبحت عضواً فاعلاً في فريق دعم أهالي الأطفال الخدج، وتعمل مرشدة تُقدّم الدعم والتوجيه للأمهات اللاتي يواجه أطفالهن تحديات صحية داخل المستشفى». من جانبها، استرجعت والدة الطفلة اللحظات الصعبة التي مرت بها، وقالت إن «روضة أتمّت عامها الأول وهي من الأطفال الخدج الذين تلقّوا الرعاية في قسم العناية المركزة، وهي بصحة جيدة جداً حالياً، ووضعها ممتاز، والفضل أولاً وأخيراً لله سبحانه، ثم للطاقم الطبي المميز في العناية المركزة». وأضافت: «كنت حاضرة وشاهدة على الجهد الكبير الذي يُبذَل في كل ساعة داخل العناية المركزة». وتجسد قصة الطفلة «روضة» نموذجاً ملهماً للتفاني الطبي والإنساني الذي تلتزم به مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية من خلال توفير رعاية طبية عالية الجودة للأطفال الخدج، مدعومة بأحدث البروتوكولات العلاجية والتقنيات المتقدمة، حيث لا تقتصر الرعاية على الجانب الطبي، بل تمتد لتشمل الدعم النفسي والعاطفي للأسر، بما يضمن لهم بيئة علاجية متكاملة خلال أصعب المراحل. • نمو «روضة» العصبي والجسدي والحركي والروحي متماشٍ مع العمر التصحيحي لها.