logo
الفريق أول شنقريحة يدعو للتصدي لأية محاولة للمساس بأرض الشهداء

الفريق أول شنقريحة يدعو للتصدي لأية محاولة للمساس بأرض الشهداء

النهارمنذ يوم واحد
هنأ الفريق أول، السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، جميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بمناسبة عيد الاستقلال الوطني.
وأكد الفريق أول، في رسالته، أنه وفي ظلّ ظروف دولية وإقليمية مثخنة بالتحديات الأمنية والتهديدات المتشعبة، يجب التحلي بأعلى درجات اليقظة والحيطة والحذر، للتصدي لأية محاولة للمساس بأرض الشهداء.
وجاء في رسالة التهنئة:
يطيب لي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين (63) لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية. أن أتوجه بتهاني الخالصة إلى جميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي. من ضباط وضباط صف ورجال صف ومستخدمين مدنيين. ومن خلالهم إلى عائلاتهم الكريمة وذويهم الطيبين. راجيا للجميع دوام الصحة والعافية والسعادة والهناء
إننا نحيي في هذا اليوم الأغر، إحدى أعظم المحطات المجيدة في تاريخ وطننا العزيز، محطة ستبقى دائما رمزا لانتصار الجزائر والجزائريين على المستدمر الفرنسي الغاشم. الذي سلب وطننا حريته وسيادته بالنار والحديد. وأذاق شعبنا، لسنوات طويلة، كل أنواع القهر والظلم والحرمان.
فبالرغم من حجم الدمار الذي تسبب فيه هذا المستعمر، لم يستسلم آباؤنا وأجدادنا يوما للعدو. وتمسكوا بهويتهم الجزائرية الأصيلة، وبذلوا النفس والنفيس من أجل الانعتاق. فكان الثمن أكثر من خمسة ملايين و630 ألف شهيد، سقت دماؤهم الزكية أرضنا الطاهرة. بداية من المقاومات الشعبية، مرورا بمجازر 8 ماي 1945. ووصولاً إلى الثورة التحريرية المظفرة، كل ذلك في سبيل العيش بكرامة وحرية.
وها نحن اليوم، نواصل مسيرة آبائنا وأجدادنا الميامين، في ظلّ ظروف دولية وإقليمية مثخنة بالتحديات الأمنية والتهديدات المتشعبة. التي تستدعي منا التحلي بأعلى درجات اليقظة والحيطة والحذر. للتصدي لأية محاولة للمساس بأرض الشهداء. متسلحين بعزيمتهم وقيمهم السامية، التي دافعوا وناضلوا واستشهدوا في سبيلها.
ذلك أن الجزائر، التي دافع عنها أبناؤها البررة بالأمس واسترجعوا استقلالها وهيبتها، تُعوّل اليوم عليكم. أنتم أبناء الجيش الوطني الشعبي، السليل الوفي لجيش التحرير الوطني. المسترشد بهدى الثورة التحريرية المجيدة. لتواصلوا المسيرة وتصونوا وديعة الشهداء وتحققوا آمالهم في جزائر حرّة، آمنة ومستقرة.
في هذا الصدد، أود أن أهنئ كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، المرابطين في كل شبر من التراب الوطني. على النتائج العملياتية المشجعة المحققة في مجال مكافحة بقايا الجماعات الإرهابية الهمجية وإفشال مخططاتها الخسيسة. وكذا محاربة مختلف أشكال الجريمة المنظمة والتهريب والهجرة غير الشرعية، التي تهدد أمن وسلامة بلدنا وشعبن. وأحثّهم على مواصلة جهودهم من أجل التصدي لمختلف التهديدات التي تتربص بوطننا. وعلى التطبيق الصارم للتعليمات المسداة في اللوائح والتوجيهات الصادرة في هذا الشأن.
ولا يفوتني أن أشيد بالجهود المضنية التي بذلتها قواتنا المسلحة طيلة سنة التحضير القتالي. والتي ظهرت نتائجها جلية من خلال نجاح جميع التمارين المبرمجة. حيث جسدت تلك التمارين الجاهزية العملياتية العالية لوحدات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي المنتشرة عبر كافة أرجاء التراب الوطني.
أخيرا، لا يسعني إلا أن أجدد تهانيّ الخالصة لجميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بكل فئاتهم ومستويات مسؤولياتهم. داعيا إياهم للوقوف، بهذه المناسبة، وقفة تذكر وترحم على الأرواح الطاهرة لشهداء المقاومات الشعبية وثورة التحرير المباركة وشهداء الواجب الوطني. وأن يستلهموا من بطولاتهم وصدق تضحياتهم، من أجل الارتقاء بمستوى أداء المهام الدستورية الموكلة لهم إلى مداها المأمول.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سيناريو الحرب الثانية على إيران
سيناريو الحرب الثانية على إيران

إيطاليا تلغراف

timeمنذ ساعة واحدة

  • إيطاليا تلغراف

سيناريو الحرب الثانية على إيران

إيطاليا تلغراف أحمد الحيلة كاتب ومحلل فلسطيني توقّفت الحرب على إيران في 24 يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن قامت واشنطن بقصف أهم منشآت المشروع النووي الإيراني: نطنز، وأصفهان، وفوردو. وعقب تلك الخاتمة للمعركة التي استمرّت 12 يومًا، وقَعَ جدل واسع في الولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء، بشأن مدى تحقيق المعركة أهدافها؛ فالرئيس ترامب، وبشكل لافت، أكّد في أكثر من مناسبة تدمير المشروع النووي الإيراني، ردًا على تقارير أمنية وإعلامية شكّكت في جدوى الضربة الأميركية. إذا كانت الحرب تُقاس بأهدافها، فبنيامين نتنياهو حدّدها بالقضاء على المشروع النووي، وبتقويض القدرات الصاروخية لإيران، وبتغيير النظام كنتيجة للحرب، وإعادة رسم الشرق الأوسط. هذه الأهداف بكلّيّتها لم تتحقّق بعد، حتى المشروع النووي الإيراني من الصعوبة بمكان الحسم بأنه تم تدميره، وإخراجه عن الخدمة نهائيًا، ناهيك عن مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب. في هذا السياق، أشار رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى صعوبة تحديد حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية إلا بعد زيارتها. إيران بدورها قطعت الطريق على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتعليق التعاون معها، بعد اتهامها الوكالة ومديرها رافائيل غروسي بالتواطؤ مع إسرائيل، وتمهيد العدوان على إيران. هذا الواقع عقّد القدرة على التقدير الحقيقي لمستوى الأضرار التي أصابت المشروع النووي، في وقت تؤكّد فيه طهران أنها أمّنت مخزونها من اليورانيوم المخصّب، وبأنها 'لن تتخلى عن التكنولوجيا النووية'، وأن بإمكانها استئناف تخصيب اليورانيوم خلال وقت قصير إذا رغبت، كما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. الدعاية لا تُلغي واقعًا يمكن لإسرائيل إعلان النصر والتباهي به، ولكن ذلك أمر يمحوه الواقع إذا كان مخالفًا لادعائهم وزعمهم. بنيامين نتنياهو، وفي كلمة له أمام أعضاء حكومته، في 1 يوليو/ تموز، أشار إلى أن إيران سعت لبناء ثلاث إستراتيجيات في مواجهة إسرائيل حسب قوله، وهي: بناء مشروع نووي إيراني، ومنظومة صاروخية، ومحور من الحلفاء المناهضين لإسرائيل. هذا يشير إلى أن إسرائيل، وفقًا لهذا المنظور، ما زالت تعيش في قلب المعركة وليس نهايتها، فهي لم تستطع القضاء على المشروع النووي، ولا هي قوّضت المنظومة الصاروخية لإيران، ولا هي قضت على حلفاء إيران أو أصدقائها في المنطقة. صحيح أن إسرائيل أضعفت حزب الله اللبناني، لكنه ما زال قائمًا ويمكن له أن يرمّم ذاته بنيويًا وعسكريًا، كما أن حماس ما زالت تقاتل قتالًا استثنائيًا رغم الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في غزة على مدار 21 شهرًا. كما أن الحشد الشعبي في العراق لم يصب بأذى، واليمن وأنصار الله، رغم الضربات الأميركية والإسرائيلية، يظهرون قدرة على التحكم والتأثير في مسارات التجارة الدولية عبر باب المندب، وإيذاء إسرائيل والضغط عليها دعمًا لغزة. واقع الحال يقول إن إسرائيل حققت إنجازات مهمّة في مواجهة إيران، لكن الأخيرة لم ترفع الراية البيضاء ولم تستسلم، ومن المتوقّع أنها ستحاول النهوض بقوّة بعد العدوان الإسرائيلي عليها، وبروز حجم المخاطر المهدّدة لها ولمصالحها القومية. مسيرة التعافي الضربة الإسرائيلية التي لم تنجح في هزيمة إيران، ستدفعها لإعادة حساباتها على قاعدة الحصانة الداخلية، وامتلاك معالم القوّة الإستراتيجية الرادعة لإسرائيل، على عدّة مسارات متوقّعة، ومنها: أولًا: تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة التهديدات الخارجية، استنادًا لتضامن الشعب الإيراني ووحدته (معارضة وموالاة)، أثناء المعركة الأخيرة، ناهيك عن تنظيف بيتها من شبكة العملاء، وآليات الاختراق الإلكتروني لجسدها السياسي والمؤسسي. ثانيًا: التشبّث بمشروعها النووي، وتطوير منظومتها الصاروخية التي أثبتت قدرتها وجدواها في المواجهة الأخيرة، علاوة على ترميم أنظمة دفاعها الجوي أمام الطيران الإسرائيلي، وهو هدف يمثل تحديًا حقيقيًا لطهران في ظل الحسابات المركّبة لحليفتها روسيا، غير الراغبة في إغضاب الرئيس ترامب، وإسرائيل التي تربطها بها علاقات جيدة، ما يدفع إيران للبحث عن مصادر أخرى. ثالثًا: النهوض بشبكة علاقاتها المناهضة لإسرائيل، كحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن. فالمعركة الأخيرة أثبتت أهمية قوّة حزب الله اللبناني؛ فإسرائيل لم تكن لتتجرّأ على ضرب طهران لو كان حزب الله بعافيته كما كان سابقًا. يعزّز هذا التوجّه لدى إيران، اقتراب إسرائيل من شواطئها عبر سياسة التطبيع، ومساعي واشنطن لإعادة تموضع إسرائيل في المنطقة العربية، عبر توسيع دائرة التطبيع بينها وبين دول عربية إضافية. رابعًا: توطيد علاقاتها مع دول الجوار، ولا سيّما باكستان وتركيا، اللتان دعمتا موقف إيران وحقها في الدفاع عن نفسها، في استشعار منهما لخطورة ما تقوم به إسرائيل من مسعى لتغيير خارطة القوى والجغرافيا السياسية في المنطقة. حديث الرئيس رجب طيب أردوغان عن سعي أنقرة لامتلاك قدرات دفاعية رادعة لأي طرف يمكن أن يفكّر في استفزاز تركيا، مؤشّر على قلق تركيا من تداعيات الحرب على إيران، ومن فرضية استهداف مصالحها لاحقًا في ظل تراجع الثقة بينها وبين إسرائيل، واضطراب العلاقة السياسية بينهما بسبب دعم تركيا للموقف الفلسطيني، ونفوذها المتعاظم في سوريا. التحضير للمعركة ضد إيران إذا كانت إسرائيل شنّت عدوانها على إيران لأسباب ما زالت قائمة، ولتحقيق أهداف سياسية وعسكرية لم تتحقّق بعد، وإذا كان الهجوم أتى بمفاعيل عكسية في السلوك الإيراني، فهذا يعني أن فرضية شن إسرائيل هجومًا ثانيًا على إيران أمر وارد ومتوقّع. ادعاء نتنياهو تحقيق النصر على إيران، لا يعكس بالضرورة حقيقة الموقف الإسرائيلي وتقديراته الأمنية بشأن تحقيق الأهداف. إسرائيل، في عقيدتها السياسية، لا تقبل امتلاك إيران أو أي دولة عربية أو إسلامية مشروعًا نوويًا، أو امتلاك قوّة عسكرية منافسة لها في عموم المنطقة والشرق الأوسط. وهذا يذكّرنا بما حدث مع العراق، الذي تعرّض لغزو وتدمير بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وكان الهدف هو التخلّص من قوّة العراق كدولة عربية مناهضة لإسرائيل. إسرائيل ربما تجد في الظرف الحالي فرصة مواتية لتوجيه ضربة أخرى لإيران، قبل أن تتمكّن الأخيرة من ترميم نفسها واستعادة إمكاناتها وجهوزيتها لأي معركة قادمة، وهذا مشروط بأمرين: الأول: جهوزية إسرائيل داخليًا وعسكريًا وقف الحرب على إيران يشكّل فرصة لإسرائيل لسد الثغرات التي ظهرت أثناء المعركة السابقة، وللتزوّد بالأسلحة المناسبة وملء مستودعاتها من الذخيرة. وفي هذا الصدد كان لافتًا موافقة واشنطن، قبل أيام، على تزويد إسرائيل بذخائر بقيمة 510 ملايين دولار. ناهيك عن أن نتنياهو قد يستغل مستوى التأييد الشعبي له في إسرائيل، بسبب هجومه الأخير على إيران، كي يقوم بهجوم آخر. ثانيًا: موافقة الرئيس ترامب حسب استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك، بعد الحرب على إيران، فإن أغلبية ساحقة من الجمهوريين أيّدوا انضمام الولايات المتحدة لإسرائيل في ضربات عسكرية على المواقع النووية لإيران، حيث أيّد ذلك 68% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، في حين أيده 87% ممن تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر. هذا التوجّه للأغلبية يريح الرئيس ترامب، الذي كان يخشى من ردة فعل جمهوره، الذي أوصله للبيت الأبيض تحت عنوان: 'لنجعل أميركا عظيمة مجددًا'، عبر الاهتمام بالاقتصاد والبعد عن الحروب المستنزفة. يبقى هنا قدرة نتنياهو وفريقه على إقناع الرئيس ترامب بأن أي عملية أخرى ضد إيران لن تهدّد مصادر الطاقة في الخليج العربي، والتي تُقدّر بـ20% عالميًا، وبأن العملية ستكون خاطفة وحاسمة، ما سيأتي بإيران مستسلمة إلى طاولة المفاوضات، دون أن يكون لهذه العملية الجراحية تداعيات كبيرة على المنطقة أو على الاقتصاد الأميركي والدولي. ليس مستبعدًا أن إحياء مسار المفاوضات مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة، والسعي للوصول لهدنة لمدة 60 يومًا على أمل التوصّل لوقف دائم لإطلاق النار، أن يكون المقصود منه تخفيف الضغوط على إسرائيل دوليًا بسبب جرائمها في غزة، ولمنحها الفرصة لتركيز عملياتها العسكرية ضد إيران. تقديم نتنياهو لزيارته إلى واشنطن، من نهاية يوليو/ تموز الجاري إلى بداية الأسبوع الثاني منه، يدل على أن هناك ما يستدعي اللقاء العاجل وعلى مستوى رفيع. هذه الزيارة المستعجلة لواشنطن، ليست بالضرورة للتباحث بشأن غزة، بقدر ما هي مرتبطة بالنقاش حول إيران ومشروعها النووي والصاروخي، وماهية الخيارات للتعامل معها، إضافة إلى علاقات إسرائيل السياسية في الإقليم، وإمكانية توسيع دائرة التطبيع بينها وبين دول عربية أخرى. زيارة نتنياهو ستأخذ أبعادًا إقليمية تتعلّق باستكمال المهام لإعادة رسم الشرق الأوسط، وذلك في سياق تبادل الأدوار بين واشنطن الداعية للسلام، وبين إسرائيل صاحبة اليد الغليظة، المدعومة من أميركا العظمى، ورئيسها الذي يرى أنه معنيّ بتحقيق إرادة الرب ونبوءة السماء بدعم 'إسرائيل الكبرى'. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

هل خرجت الشعوب العربية من قبضة الحكومات؟ - إيطاليا تلغراف
هل خرجت الشعوب العربية من قبضة الحكومات؟ - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف

timeمنذ ساعة واحدة

  • إيطاليا تلغراف

هل خرجت الشعوب العربية من قبضة الحكومات؟ - إيطاليا تلغراف

الدكتور فيصل القاسم نشر في 4 يوليو 2025 الساعة 23 و 15 دقيقة إيطاليا تلغراف د. فيصل القاسم كاتب واعلامي سوري استطاعت الأنظمة العربية منذ الاستقلال المزعوم السيطرة على الشعوب على كل الأصعدة تقريباً، لأنها صادرت كل السلطات وأحكمت قبضتها عليها بحيث بات كل شيء تحت إمرتها. لقد كانت الدولة العربية، وخاصة الديكتاتوريات العسكرية والجمهورية، تتحكم بالإعلام والتربية والتعليم والثقافة والاجتماع وكانت حتى الآمر الناهي في المؤسسة الدينية. وللتذكير سريعاً، فقد كانت كل الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون تأتمر بأوامر وزارات الإعلام التي كانت مجرد عبد مأمور لدى أجهزة الأمن والمخابرات. وكلنا يعرف في بلد مثل سوريا (الأسد) كيف كان وزير الإعلام وكل المسؤولين الإعلاميين مجرد مخبرين لهذا الفرع الأمني أو ذاك، ولا أحد يستطيع أن يخرج عن الخط المخابراتي في إدارة المؤسسات الإعلامية، وبالتالي فقد كانت وسائل الإعلام أشبه بسوط يستخدمه الجلاد الأمني لتطويع المجتمع وتوجيهه وتربيته على خط أحادي في خدمة الدولة والديكتاتور. وبالرغم من أن النهج الإعلامي في الديكتاتوريات كان مفروضاً بالحديد والنار على الشعوب، فإنه مع ذلك فعل فعله، ونجح إلى حد بعيد في إخضاع الشعوب وتدجينها وجعلها تردد ببغائياً كل ما تتلقاه من الأبواق الإعلامية الرسمية. ونحن أبناء جيل الستينيات من القرن الماضي مثال ساطع على ما نقول، فبالرغم من أننا تثقفنا وتعلمنا وبحثنا ودرسنا، إلا أننا مازلنا في أعماق أعماقنا متضررين من ذلك النظام الإعلامي الأمني الذي تربينا عليه على مدى عقود، فطريقة التفكير التي زرعها أصبحت جزءاً من شخصية الشعوب وتفكيرها شئنا أم أبينا. صحيح أننا اليوم نكتب عنها بسخرية وتهكم ونهاجمها، لكنها مازالت تقبع في أذهاننا وتظهر في الكثير من تصرفاتنا اللاشعورية. وحدث ولا حرج عن النظام التربوي والتعليمي الذي يقوم على التلقين والإخضاع والفرض، فقد كان مصمماً بطريقة تعمل على تدجين العقول وترويضها وإرهابها، بدءاً بالمعلم «الديكتاتور» وانتهاء بالمناهج المؤدلجة. لم نتعلم من المدارس سوى الطاعة العمياء والخوف والمداراة، والانصياع للدولة، والنظام القائم، والمجتمع. ولا ننسى أن النظام التعليمي كان يقوم بالدرجة الأولى على الحفظ وليس التفكير والبحث، وقد كان التلميذ الأفضل هو الذي يحفظ كل شيء عن ظهر قلب دون تدقيق أو تمحيص أو مساءلة. لم يكن مسموحاً لأحد أن يخرج عن الطوق أو السرب، فثقافتنا كانت مبينة على مبدأ: احفظ واخرس، والويل لمن يبدأ بالتفكير خارج الصندوق أو القطيع. النظام الديني بدوره كان مؤمماً لصالح الديكتاتوريات، فهي التي تقوم بتعيين المفتين والواعظين والأئمة الذين يتحكمون بعقول الشعب لصالح الدولة. ولعلكم لاحظتم أن كل مفتي يكون عادة صدى للنظام الذي عيّنه، فإذا كان النظام مثلاً يدعي العلمانية كالنظام السوري الساقط، فإن المفتي كأحمد حسون كان يزايد على العلمانيين والليبراليين، وكان أقرب للماركسيين منه إلى الإسلاميين، فهو يستطيع أن يغلف أي فكرة يريدها النظام بغلاف ديني، حتى لو كانت من بنات أفكار سبينوزا أو لينين. باختصار، فإن المؤسسة الدينية فعلت أيضاً فعلها بالمجتمع وأدلجته وقولبته حسب النظرة الرسمية. أما الأسرة فكانت نفسها صناعة النظام، فهي تطبق وتنفذ كل المطلوب مع أبنائها داخل المنزل بناء على التوجيه الذي تلقته في المدرسة والجامع والإعلام، فمهما حاول البعض الخروج عن التقليد داخل العائلة، فهو يبقى محاصراً ومنبوذاً إذا تمرد على العادات والتقاليد المفروضة. باختصار، فإن المجتمعات العربية التي تربت على أيدي الأنظمة الحاكمة منذ ما يسمى بالاستقلال هي نتاج الأجهزة التعليمية والتربوية والدينية والاجتماعية والإعلامية لتلك الأنظمة. نحن باختصار ضحايا أو شعوب مسيّرة لا مخيّرة، فكل نظام ينتج المجتمع الذي يشبهه. لكن هل بدأت الأنظمة تفقد سيطرتها على المجتمعات يا ترى في عصر السماوات المفتوحة، والطوفان الإعلامي، ومواقع التواصل، والاتصال؟ هل خرجت الشعوب من قبضة الأنظمة التعليمية والتربوية، والدينية، والاجتماعية، والإعلامية؟ الجواب بالتأكيد فإن الشعوب لن تكون عجينة طيعة بأيدي الحكومات كما كانت في الماضي. ما مدى تأثير وسائل الإعلام الرسمية اليوم على الناس يا ترى؟ هل مازالوا يتابعونها أصلاً أم أصبحت مهجورة، ومنبوذة، ومحط سخرية، وتهكم؟ كم عدد الذين يتابعون الأخبار اليوم من الإعلام الرسمي؟ ألم تصبح مواقع التواصل أقوى من وسائل الإعلام التقليدية حتى في البلدان الديمقراطية، فما بالك بالأنظمة الديكتاتورية التي تعاني من عزلة إعلامية قبل الثورة الإعلامية أصلاً؟ ألم تصبح مواقع التواصل أيضاً أقوى من البرلمانات ومجالس الشعب المزعومة؟ ألم يصبح الكل ناشراً في هذا العصر؟ ألا تلاحق سياط الشعوب على مواقع التواصل كل المسؤولين في أي دولة؟ ألم تصبح الدولة بكل مؤسساتها تحت الأضواء ليل نهار بفضل الإعلام المفتوح للجميع؟ هل تستطيع اليوم أن تمنع أولادك من امتلاك أجهزة موبايل ليتواصلوا ويتفاعلوا مع العالم أجمع في عصر العولمة؟ هل يمكن أن تمنعهم من التعرف على عادات وتقاليد ومفاهيم جديدة غريبة بعد أن كنا في الماضي أسرى للإعلام الواحد الذي لا يُريكم إلا ما يرى؟ لقد أصبحت الشعوب حرة حتى في اختيار عقائدها، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك اليوم نسبة كبيرة من الملحدين أو اللاأدريين في بلادنا، لأن المؤسسات التوجيهية فقدت أنيابها ولم تعد قادرة على التحكم بالناس والمجتمعات. وللأمانة، فهذا لا ينطبق فقط على الديكتاتوريات العربية، بل ينسحب أيضاً على الديمقراطيات التي أيضاً خسرت الكثير من سلطاتها على الشعوب رغم أن مؤسساتها الإعلامية والتربوية والاجتماعية أكثر حرية وانفتاحاً من مجتمعاتنا المغلقة. لا شك أن الخروج من تحت ربقة الأنظمة الشمولية أمر إيجابي جداً، لكن أيضاً فإن غياب التحكم بالمجتمعات كلياً ليس إيجابياً تماماً. ما العمل؟ صحيح أن السيطرة على الأبناء لم تعد يسيرة أبداً، لكن مع ذلك، فلا بد لكل أسرة أن تضع قيوداً معينة على أفرادها لا بالطريقة الديكتاتورية القديمة، بل بما يتناسب مع المجتمعات الجديدة، فالديكتاتورية التقليدية بالتأكيد ممقوتة، لكن الفلتان الشامل مرعب أيضاً، ويجب ألا يكون سيد الموقف. فكيف نطبق إذاً المثل الشعبي: لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم؟ الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

هل بدأت المرحلة الأخطر بين إيران وإسرائيل؟
هل بدأت المرحلة الأخطر بين إيران وإسرائيل؟

إيطاليا تلغراف

timeمنذ ساعة واحدة

  • إيطاليا تلغراف

هل بدأت المرحلة الأخطر بين إيران وإسرائيل؟

إيطاليا تلغراف محمود علوش تنفّس الشرق الأوسط والعالم بأسره الصعداء عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 24 يونيو/ حزيران 2025، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، منهيًا بذلك حربًا استمرت 12 يومًا. هذا الاتفاق، يُعد إنجازًا دبلوماسيًا مؤقتًا، يعكس رغبة الأطراف المنخرطة في الصراع في تجنب حرب طويلة الأمد قد تُغرق المنطقة في فوضى أكبر. ومع ذلك، فإن هذه الحرب، ليست سوى فصل جديد في صراع إسرائيلي- إيراني عميق الجذور، قد يكون مجرد مقدمة لمواجهات أكثر خطورة في المستقبل. يُمثل وقف إطلاق النار إنجازًا تكتيكيًا لجميع الأطراف المعنية. بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، تُعد الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية نجاحًا إستراتيجيًا، إذ أُعلن أنها ألحقت أضرارًا كبيرة بالبرنامج النووي الإيراني. من جانبه، أكد الرئيس ترامب أن هذه العملية العسكرية حققت أهدافها دون جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية شاملة، وهو ما يتماشى مع سياسته التي تتجنب التورط العسكري المباشر في الشرق الأوسط. في المقابل، تعرضت إسرائيل لأضرار بالغة جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، مما جعل وقف التصعيد ضرورة ملحة لتقليل الخسائر البشرية والاقتصادية. من جانب إيران، يُتيح الاتفاق فرصة لتجنب حرب طويلة الأمد كانت ستُشكل تهديدًا وجوديًا للنظام. وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية، تصر طهران على أن برنامجها النووي لا يزال قائمًا ولم يتأثر بشكل حاسم. هذا الخطاب يعكس محاولة إيران للحفاظ على صورتها كقوة إقليمية صلبة، قادرة على مواجهة خصومها رغم تبعات الحرب. ومع ذلك، فإن هذا الاتفاق لا يُنهي الصراع الأساسي بين إسرائيل وإيران. لقد تطور هذا الصراع من مواجهات غير مباشرة عبر وكلاء إقليميين إلى حرب مكشوفة، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي كانت نقطة تحول في الصراع. لقد كسرت الحرب الأخيرة الحواجز النفسية التي كانت تمنع المواجهة المباشرة، مما يجعل احتمال اندلاع حرب جديدة في المستقبل واردًا. قد يبدو من الصعب تقدير حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني. أعلن ترامب أنّ الضربات الأميركية والإسرائيلية دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، فيما تبدو التقييمات الإسرائيلية أكثر حذرًا. تشير تقارير استخباراتية إسرائيلية إلى أن الضربات ألحقت أضرارًا كبيرة، لكنها لم تُنهِ البرنامج النووي بشكل نهائي. من ناحية أخرى، تقلل إيران من شأن هذه الأضرار، مؤكدة أن برنامجها النووي لا يزال يعمل بكفاءة. من المتوقع أن يُمهد وقف إطلاق النار لاستئناف المفاوضات النووية بين طهران والقوى الغربية. ومع ذلك، فإن فكرة تخلي إيران عن طموحاتها النووية بالكامل تبدو غير واقعية، خاصة بعد أن حاولت تصوير نفسها كمنتصرة في هذه الحرب. إن استمرار البرنامج النووي، وإن بشكل محدود، سيبقى مصدر توتر دائم بين إيران وخصومها. على الرغم من الضرر الذي لحق بإيران، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، فإن هذه الحرب قد تُنتج دولة أكثر جرأة وأقل التزامًا بالقيود التي كانت تُحكم سلوكها الإقليمي في الماضي. قبل هذه الحرب، كانت إيران تمارس ضبط النفس في مواجهاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة، خشية التورط في حرب مباشرة. لكن الاشتباكات الأخيرة، التي شملت هجمات صاروخية إيرانية غير مسبوقة على مدن إسرائيلية، أزالت هذه العتبة النفسية. في المستقبل، قد تكون إيران أكثر استعدادًا للرد بعنف على أي استفزاز، مما يزيد من مخاطر التصعيد. علاوة على ذلك، كشفت الحرب عن نقاط ضعف في الدفاعات الإيرانية، مما سيدفع طهران إلى تسريع جهودها لتعزيز ترسانتها العسكرية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. في إسرائيل، يسود إجماع بين الأوساط السياسية والأمنية على أن إيران ستبقى تهديدًا إستراتيجيًا ما دام النظام الحالي في طهران مستمرًا. على الرغم من الضربات التي تلقتها إيران وحلفاؤها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان وحضورها في سوريا، فإن طهران ستسعى لإعادة بناء شبكتها الإقليمية. يُعتبر حزب الله، على وجه الخصوص، خطَّ دفاع أماميًا لإيران، وسيكون تعافيه أولوية لطهران في السنوات القادمة. كما ستعمل إيران على تعزيز علاقاتها مع الحوثيين في اليمن والجماعات التي تدعمها في العراق، للحفاظ على نفوذها الإقليمي. هذه الإستراتيجية تعكس اعتقاد إيران بأن حلفاءها الإقليميين يُشكلون درعًا متقدمًا ضد التهديدات المباشرة. إن احتمال اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وإيران في المستقبل يُشكل خطرًا كبيرًا على استقرار الشرق الأوسط. وقد أظهرت الحرب الأخيرة بالفعل أن أي احتكاك قد يتطور بسرعة إلى مواجهة شاملة، خاصة مع انخفاض العتبة النفسية للمواجهة المباشرة. وفي ظل إدارة أميركية لا يمكن التنبؤ بخطواتها تمامًا، فإن المخاطر ستبقى مرتفعة على الأقل حتى انتهاء ولاية ترامب الحالية. في غضون ذلك، تشير الهجمات الصاروخية المتبادلة، التي تسببت في خسائر كبيرة لكلا الطرفين، إلى أن أي حرب مستقبلية ستكون أكثر تدميرًا. رغم وقف إطلاق النار، فإن الصراع سيُبقي التوتر قائمًا. ومن المرجّح أن تكون المرحلة الأخطر قد بدأت بالفعل، فالمعادلات التي كانت تضبط إيقاع الاشتباك خلال العقود الماضية لم تعد قائمة، وبدون اتفاق شامل يُعالج الخلافات الأساسية، سيظل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store