
مقتل عنصر أمن سوري وإصابة آخرين في هجوم مسلح بالسويداء
وقال مصدر أمني، في تصريح لقناة "الإخبارية السورية" أوردته اليوم الأحد، إن "المجموعات الخارجة عن القانون تخرق اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء وتهاجم قوات الأمن الداخلي وتقصف عدة قرى في ريف المحافظة".
وأضاف أن "خروقات وقف إطلاق النار من تلك المجموعات" أدت إلى مقتل عنصر من الأمن الداخلي وإصابة آخرين، لافتاً إلى أن "هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع السعي الحكومي لإعادة الاستقرار والهدوء لمحافظة السويداء تمهيداً لعودة الخدمات ومظاهر الحياة فيها".
وأشار إلى أن "الهجمات تؤكد عزم المجموعات الخارجة عن القانون على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية كما تؤثر على عمل قوافل الإغاثة التي تصل إلى أهلنا في المحافظة".
وكانت وكالة "سانا" السورية للأنباء قد أفادت السبت بإجلاء قافلة تضم 386 شخصاً، معظمهم أطفال ونساء، من محافظة السويداء إلى مدينة بصرى الشام التابعة لمحافظة درعا المجاورة جنوبي البلاد.
وأكدت الوكالة وصول القافلة إلى بصرى الشام بالريف الشرقي لمحافظة درعا، مساء السبت، في إطار جهود حكومية لإجلاء المدنيين الراغبين بالمغادرة على خلفية الأحداث التي شهدتها السويداء مؤخراً. وأشارت إلى أن "6 حافلات بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري أجلت الأشخاص الراغبين بمغادرة السويداء بسبب الظروف الراهنة، حيث سيتم العمل على تأمينهم".
في السياق نفسه، أعلنت محافظة السويداء، في بيان عبر منصة تلغرام، " دخول قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى محافظة السويداء عبر ممر مدينة بصرى الشام. وأكدت المحافظة أن القافلة "تضم 10 شاحنات تحتوي على مواد غذائية وطحين".
ومنذ 19 يوليو (تموز) الماضي، تشهد السويداء وقفاً لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعاً وأدت لسقوط قتلى وجرحى. وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، آخرها في 19 يوليو (تموز) الماضي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 39 دقائق
- الشرق الأوسط
الدالاتي: قوات الأمن الداخلي موجودة في السويداء لحماية الأهالي
وجّه قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، الثلاثاء، رسالةً مصورةً إلى أهالي المحافظة، أكد فيها أن قوات الأمن الداخلي «منتشرةٌ بنقاطها لتأمين أهلنا والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وضمان الاستقرار وصولاً لعودة الحياة إلى طبيعتها بالمحافظة». وقال إن انتشار عناصر قوى الأمن في النقاط الأمنية في السويداء يهدف لحماية الأهالي ومنع تكرار الاعتداءات، بعد محاولة العصابات المتمردة إفشال الاتفاق الأمني الأخير والعودة إلى مربع العنف. العميد أحمد الدالاتي قائد الأمن الداخلي في السويداء في جولة ميدانية بريف المحافظة (حساب إكس) وأوضح الدالاتي خلال زيارة ميدانية في السويداء أن الأجهزة الأمنية سقط لها شهداء وجرحى خلال المواجهات مع المجموعات المتمردة والمدفوعة بأجندات خارجية. وأجرى المسؤول الأمني جولةً ميدانيةً على تل الحديد بريف المحافظة بعد استعادة السيطرة عليه وطرد العصابات المتمردة التي تحاول مراراً خرق اتفاق وقف إطلاق النار. رسالة من قائد الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي إلى أهالي المحافظة:قوات الأمن الداخلي منتشرة بنقاطها لتأمين أهلنا والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار وصولاً لعودة الحياة إلى طبيعتها بالمحافظة. — أحمد الدالاتي (@ah_dalati) August 5, 2025 وأشار إلى أن هذه العصابات حاولت منذ بدء تحرير المحافظة دون عودة مؤسسات الدولة إلى السويداء. وشدد على أن الدولة بكامل مؤسساتها من وزارات خدمية وأمنية، وبدعم من الرئيس أحمد الشرع، ملتزمةً بعودة الاستقرار إلى السويداء. وأكد أن قوات الأمن الداخلي هي من أبناء الوطن، ولحماية المدنيين وليس لاستهدافهم. وتعهد العميد الدالاتي بمحاسبة كل من اعتدى على الممتلكات العامة والخاصة وفق القانون. ودعا أبناء سوريا من مختلف المحافظات والطوائف إلى التكاتف لحماية الوطن وتعزيز الخطاب الوطني، ونبذ التحريض الطائفي، بما يسهم في دعم جهود الدولة في بسط الأمن والاستقرار. كانت رئاسة الجمهورية دعت جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف شامل وفوري لإطلاق النار في السويداء، ووقف جميع الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق. وشمل الاتفاق انتشار قوات الأمن الداخلي على الطرق الرئيسية والنقاط الحاكمة، دون الدخول إلى المدن، إضافة إلى افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء. محافظ درعا أنور الزعبي مستقبلاً مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا (سانا) في الأثناء، بحث محافظ درعا أنور الزعبي مع مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا (OCHA) جوزيف إنغانجي، بحضور معاون وزير الطوارئ وإدارة الكوارث د. أحمد قزيز، واقع العائلات النازحة من محافظة السويداء إلى درعا، حسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وأكد الزعبي خلال الاجتماع أهمية الاستجابة السريعة والفعالة لتأمين المأوى والخدمات الضرورية لهذه العائلات، مشدداً على ضرورة التنسيق بين مختلف الجهات لضمان الوصول الآمن والعادل للمساعدات إليها، وإمكانية إنشاء مراكز إيواء مؤقتة جديدة تستوعب الوافدين من محافظة السويداء إلى درعا، وذلك ضمن إطار تعزيز الجهود الإنسانية المشتركة لتأمين احتياجاتهم الأساسية. يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الإنسانية المشتركة بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لتأمين الاحتياجات الأساسية للوافدين، وتوفير بيئة آمنة تضمن كرامتهم، وتلبي متطلباتهم المعيشية، ريثما يتم إيجاد حلول دائمة لوضعهم الإنساني. وتم إجلاء نحو 4629 عائلةً من محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية، حيث استقبل عدداً كبيراً منها ضمن 63 مركز إيواء مؤقتاً في درعا، مع تقديم وتوفير الاحتياجات والخدمات الأساسية بالتنسيق بين الحكومة السورية والمنظمات المحلية والدولية والمجتمع المحلي. كانت المنظمة الدولية للهجرة قد قالت الاثنين إن سوريا لا تزال تواجه تحديات إنسانية وتنموية حادة، ودعت المجتمع الدولي لدعم تعافي سوريا ومساعدة السوريين على إعادة بناء حياتهم. ورحبت المنظمة بموافقة وزير الخارجية السوري على إعادتها إلى البلاد وتوسيع نطاق العمليات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، وأشادت باستعداد السلطات السورية للعمل معها لتعزيز آليات التنسيق التي تدعم وتعزز فاعلية واستدامة عملياتها في سوريا. وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة آمي بوب: «نعرب عن امتناننا لهذا التأييد، ونرحب بفرصة العمل بشكل وثيق مع نظرائنا الوطنيين لتلبية الاحتياجات العاجلة، ودعم التعافي طويل الأمد». وأضافت أن هذا القرار يفتح الباب أمام المنظمة وشركائها «لتوسيع نطاق المساعدة المقدمة للأشخاص والمجتمعات المتضررة من النزاع والنزوح والتحديات المتعلقة بالمناخ». وأضافت المنظمة في بيان: «لا تزال سوريا تواجه تحديات إنسانية وتنموية حادة ناجمة عن الصراع المستمر منذ 14 عاماً. ولا يزال أكثر من 13 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، بمن فيهم 6.8 مليون نازح». وتابعت المنظمة أن الحصول على الرعاية الصحية والمياه النظيفة والتعليم والسكن وسبل العيش لا يزال محدوداً للغاية، مشيرةً إلى أن البنية التحتية تعرضت لأضرار بالغة «كما أن آثار التدهور الاقتصادي والصدمات المناخية والنزوح تعمل على تعميق الأزمة في جميع أنحاء البلاد». من جهتها، أعلنت فرق الدفاع المدني السوري خروج 22 عائلة بشكل إفرادي من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام الإنساني، تضم 91 مواطناً، بينهم نساء وأطفال، وقد قدمت المساعدة للعائلات، وساهمت في تأمين انتقالهم إلى الوجهات التي اختاروها بأمان. كما دخل عبر معبر بصرى الشام الإنساني 34 عائلة تضم 104 مواطنين عائدين إلى محافظة السويداء.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
الشرع: سوريا منفتحة على جميع مبادرات دعم أمن المنطقة واستقرارها
أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع، الثلاثاء، عن انفتاح بلاده على جميع المبادرات الجادة التي من شأنها دعم أمن المنطقة واستقرارها شريطة أن تبنى على احترام سيادة سوريا واستقلال قرارها الوطني. جاء ذلك خلال استقبال الشرع في العاصمة دمشق، مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول. وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع الدولية، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وبحث الجانبان، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة، سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
حافظ الأسد وكابوس "كامب ديفيد": لماذا خشيت سوريا من عودة مصر؟
ملخص المساعي الحالية القائمة لعقد اتفاق بين إسرائيل وسوريا ليست جديدة بل سبقتها جولات من المحادثات بدأت عقب حرب عام 1973 واستمرت عقوداً. للدخول أكثر في مساعي المفاوضات التي كانت قائمة بين تل أبيب ودمشق منذ عقود، تنفرد "اندبندنت عربية" بنشر وثائق أميركية سرية أعدتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" قبل عقود، تكشف عن جانب كبير من نظرة سوريا إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والدور الذي لعبه الرئيس السابق حافظ الأسد في هذا السياق، ناهيك عن مقاربة سوريا لنفوذها وموقعها عربياً وللسلام المصري - الإسرائيلي. "علاقة محكومة بالحرب ومحاولات السلام المتقطعة"، لعل هذا التوصيف يلخص عقوداً من عداء معلن أحياناً وسلم مخفي في أحيان أخرى بين إسرائيل وسوريا، وهي علاقة بين دولتين توصف بأنها من الأكثر تعقيداً في منطقة الشرق الأوسط، وسط حكم الجغرافيا المترابطة وأحداث المنطقة، وكذلك تشابك التحالفات الإقليمية والدولية. وعلى رغم الحروب الدامية بين البلدين التي حصلت خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وما تلاها، بقيت محاولات إحياء مسار السلام قائمة وآخرها عام 2008 بوساطة تركية، قبل أن تنطلق الثورة السورية عام 2011 والتي تحولت إلى حرب دامية انتهت في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 بسقوط نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع الحكم. عادت مسألة التطبيع أو عقد اتفاق سلام بين تل أبيب ودمشق بقوة خلال الأسابيع الأخيرة بعد تأكيد وسائل إعلامية عقد اجتماعات ثنائية بين البلدين، آخرها في العاصمة الفرنسية باريس في الـ 26 من يوليو (تموز) الجاري، وقد جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر برعاية الموفد الرئاسي الأميركي إلى سوريا توم براك. يشكك كثر في فرص نجاح هذه المساعي وبخاصة وسط اضطرابات ميدانية تفجرت أخيراً مع أحداث منطقة السويداء الجنوبية التي قصفت على إثرها إسرائيل العاصمة دمشق، لكن أخرين يؤكدون أن المصالح المشتركة بين البلدين ستكون الدافع الأبرز والأقوى لأي اتفاق مستقبلي قد يجمعهما، ولا سيما في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة وتراجع النفوذ الإيراني بصورة كبيرة في المنطقة وتبدل أولويات اللاعبين الدوليين، ناهيك عن التحديات الداخلية الكبيرة التي تواجهها الإدارة الجديدة في سوريا والمرتبطة بالاستقرار الداخلي وإعادة الإعمار والخوف من العزلة الإقليمية، بينما تسعى تل أبيب إلى تحييد جبهتها الشمالية وتقييد النفوذ الإيراني عند حدودها، مما يجعل السلام أو حتى تهدئة طويلة الأمد خياراً مطروحاً ولو في الكواليس. جولات سابقة من المحادثات بين إسرائيل وسوريا المساعي الحالية القائمة لعقد اتفاق بين الدولتين الجارتين ليست جديدة بل سبقتها جولات من المحادثات بدأت عقب حرب عام 1973 واستمرت عقوداً، وبعضها وصل إلى مراحل جدية قبل أن تطل عقدة الجولان المحتل برأسها في اللحظات الأخيرة فتعود الأمور لمربعها الأول. للدخول أكثر في مساعي المفاوضات التي كانت قائمة بين تل أبيب ودمشق، تنفرد "اندبندنت عربية" بنشر وثائق أميركية سرية أعدتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" قبل عقود، تكشف عن جانب كبير من نظرة سوريا إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والدور الذي لعبه الرئيس السابق حافظ الأسد في هذا السياق، ناهيك عن مقاربة سوريا لنفوذها وموقعها عربياً وللسلام المصري - الإسرائيلي. سوريا: الأسد وعملية السلام تحمل الوثيقة الأولى عنوان "سوريا: الأسد وعملية السلام" تحت رقم التصنيف (CIA-RDP89S01450R000600580001-8) ويعود إعدادها لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، وقد أعدها مكتب تحليل شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا في الوكالة، ويبدأ نص هذه الوثيقة السرية بخلاصة من أسطر محدودة مفادها أن حافظ الأسد كان يحتفظ بقدرة شبه منفردة على تقويض أي تقدم نحو تسوية سياسية للصراع العربي – الإسرائيلي، وهو لا يعارض تسوية سلمية للنزاع المستمر منذ 40 عاماً مع إسرائيل لكنه مصمم على عرقلة أية مبادرة سلام لا تأخذ بالكامل المصالح السورية في الحسبان، وبخاصة مسألة استعادة مرتفعات الجولان، وكذلك خلص معدو هذه المذكرات إلى أن الأسد حينها كان مستعداً للقيام بأية خطوات يراها ضرورية لمنع الفلسطينيين، وبخاصة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، من التفاوض مع إسرائيل بصورة منفردة لأنه يخشى أن يتجاهلوا مصالح دمشق. مرونة تكتيكية جديدة ويكشف هذا الملف السري كيف أنه في أوائل عام 1987 بدا أن الأسد خفف من موقفه المتشدد في شأن تسوية الصراع العربي - الإسرائيلي عندما أكد خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر التزام سوريا بحل دبلوماسي للنزاع المستمر منذ 40 عاماً، قبل أن يلمح في اجتماع آخر من العام نفسه للمرة الأولى إلى أن المحادثات المباشرة مع إسرائيل قد تكون ضرورية. أما في عام 1988 فقد التقى الأسد مبعوثين أميركيين خلال مناسبات عدة لمناقشة أحدث مبادرة سلام أميركية، في مرحلة كانت دمشق تعيش نوعاً من المشكلات مع موسكو وصعوبات اقتصادية داخلية قوضت قدرتها على المواجهة العسكرية مع إسرائيل. وقد جاء في الوثائق "لقد لعبت السياسة السوفياتية في الشرق الأوسط دوراً في تشكيل تكتيكات الأسد الأخيرة تجاه قضية السلام، فعلى رغم أن وجهات النظر السوفياتية والسورية حول التسوية متشابهة لكنها لا تتطابق في بعض الجوانب المتعلقة بتمثيل الفلسطينيين والوضع النهائي، ومع ذلك تبدو دمشق مصممة على التقليل من أهمية هذه الخلافات، ويبدو أن جهود الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف لتحسين العلاقات مع العرب المعتدلين وإسرائيل جعل الأسد أقل ميلاً لإغضاب راعيه الرئيس... وعلى رغم أن الأسد خفف من لهجته العدائية تجاه عملية السلام علناً لكننا لا نعتقد أنه سبق أن كان مستعداً لأي تحرك دراماتيكي نحو السلام كما فعل الرئيس محمد أنور السادات في مصر"، في إشارة إلى اتفاق السلام الموقع بين القاهرة وتل أبيب في كامب ديفيد عام 1978. العلاقات الإسرائيلية والسورية: مراحل أساس وفي مراجعة سريعة للعلاقة بين إسرائيل وسوريا يمكن التوقف عند مراحل أساس تبدأ منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 حين شارك الجنود السوريون في الحرب العربية ضد إسرائيل، وقد استمرت المناوشات العسكرية الحدودية بين الطرفين حتى اندلاع حرب يونيو (حزيران) 1967 التي انتهت بخسارة الدولة السورية سيطرتها على مرتفعات الجولان لمصلحة إسرائيل، وبعدها أتت حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 التي شنت خلالها سوريا هجوماً لاستعادة الجولان وتمكنت من تحقيق اختراق ميداني موقت قبل أن تنسحب بعد أيام، وعلى إثر هذه الحرب توصل الطرفان إلى اتفاق فض اشتباك أنهى المعارك الميدانية من دون أن يحسم الصراع التاريخي بين الطرفين. وبعدها أخذت الحرب طابعاً مختلفاً، إذ لم تعد هناك اشتباكات مباشرة إنما ما اصطلح بعضهم على تسميته "الحرب الباردة" بين الطرفين، وكانت دمشق خلالها تدعم الحركات التي تقاتل ضد إسرائيل مثل "حزب الله" في لبنان وأيضاً الفصائل الفلسطينية. وعن هذه المرحلة تكشف الوثيقة الأميركية نفسها العائدة لعام 1989 كيف أن النظام السوري دخل في مواجهة غير مباشرة مع إسرائيل منذ اجتياح لبنان عام 1982 عبر تكتيكات عدة ولكن من دون اللجوء للحرب المباشرة، مع التنويه إلى دعم دمشق العمليات الإرهابية التي استهدفت مصالح أميركية أو شخصيات محددة في لبنان بين عامي 1982 و 1984، مثل اغتيال الرئيس اللبناني السابق بشير الجميل عام 1982 وتفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983. ويضيف النص أنه "في عام 1986 تخلت سوريا عن العمليات الاستشهادية في جنوب لبنان لمصلحة الإرهاب في أوروبا، فقد تورطت دمشق بصورة مباشرة في محاولتين لتفجير طائرات تابعة لشركة 'العال' الإسرائيلية، الأولى في مطار هيثرو بلندن في أبريل (نيسان) 1986، والثانية في يونيو بمدريد خلال العام نفسه، ونعتقد أن قرار مهاجمة طائرات 'العال' جرى اتخاذه على أعلى مستويات الحكومة السورية، وعلى رغم أننا لا نستطيع تأكيد مسؤولية الأسد الشخصية فإننا نعتقد أن هذه العمليات جرت ضمن المبادئ التي وضعها الرئيس". الاستفادة من عامل الزمن في تلك المرحلة كانت هناك محاولات عربية وعالمية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، لكن الأسد كان واثقاً من ألا خطر حقيقياً سيُجبره على التفاوض مع الإسرائيليين، كما تذكر المذكرات السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مقتنعاً أن أي تحرك نحو مؤتمر دولي سيفشل لأن القادة السياسيين الإسرائيليين لا يرغبون فعلاً في السلام، وفي الوقت نفسه فإن "عدم قدرة الولايات المتحدة على انتزاع موقف موحد من الإسرائيليين لدعم عملية السلام خفف الضغط على سوريا لتليين مواقفها أو قبول ضمانات قبل التفاوض على إعادة الأراضي المحتلة عام 1967". كذلك رأى معدو الوثائق أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد على قناعة أن الزمن في صفه، وأن التوازن الإستراتيجي بين دمشق وتل أبيب سيتغير في نهاية المطاف لمصلحة سوريا، وفي اجتماع مع مسؤولين أميركيين خلال تلك المرحلة قال إن الإسرائيليين سيضطرون إلى تسريع حركتهم نحو السلام أو "سيبتلعهم العرب"، باعتبار أن عدد سكان سوريا يزداد بمعدل 500 ألف نسمة سنوياً، مضيفاً "كل ستة أعوام نمنحهم جيلاً جديداً". وينتقل هذا الملف الأميركي إلى ذكر لقاء آخر جمع جيمي كارتر بحافظ الأسد، قال الأخير خلاله بسخرية إن "من الغريب الإصرار على حدود آمنة على أراضي الآخرين، فالإسرائيليون يقولون إنهم أخذوا الجولان لحماية مستوطناتهم، لكنهم أقاموا مستوطنات جديدة على الجولان بعضها لا يبعد أكثر من 300 متر عن أراضينا، فلماذا تكون الحدود الآمنة على بعد 50 كيلومتراً من دمشق ولكنها على بعد 350 كيلومتراً من تل أبيب؟". *هذا المحتوى نقلاً عن "إندبندنت عربية"