
من التهميش إلى الأولوية.. هل غيرت التكنولوجيا النظرة للصحة النفسية؟
اضافة اعلان
عمان- رغم أن "وصمة" اللجوء للعلاج النفسي لم تتلاشى تماما على مستوى العالم، إلا أن مؤشرات عالمية موثوقة تؤكد تزايد الإقبال على خدمات الصحة النفسية في عام 2025، حتى باتت تعد أولوية وليست رفاهية، وجزءا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية.اللافت أن النسبة الأكبر من الباحثين عن الدعم النفسي خلال السنوات الأخيرة هم من فئة الشباب أو في مرحلة منتصف العمر، إذ تبين أنهم الأكثر طلبا للرعاية النفسية، سواء عبر أطباء ومعالجين مختصين، أو من خلال مرشدين يقدمون النصح والإرشاد في ما يتعلق بالصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.جيل من الشباب، في بداية طريقه يتابع حسابات لمختصين نفسيين على وسائل التواصل، ويستمع بشغف إلى ما يقال حول العلاقات والتوازن النفسي، وخاصة عبر برامج "البودكاست" التي أصبحت مساحة غنية يقدم فيها المتخصصون محتوى توعويا يسهم في رفع الوعي العام بأهمية العلاج النفسي.دراسات منشورة عبر منصات متخصصة بمتابعة تطورات الصحة النفسية عالميا، تشير إلى تغير واضح في النظرة المجتمعية، إذ يزداد عاما بعد عام إدراك الناس لحاجتهم إلى دعم نفسي متوازن، بعيدا عن الصورة النمطية التي لطالما وصمت العلاج النفسي بالخجل أو الضعف، وهذا ما تعكسه الأرقام والمؤشرات العالمية الحديثة.تشير الأرقام إلى أن 65 % من المشاركين في إحدى الدراسات العالمية يبحثون بشكل متكرر عن منتجات أو خدمات لتحسين صحتهم النفسية، وهي زيادة بنسبة 33 % مقارنة بعام 2022. كما يرى 94 % منهم أن الاهتمام بالصحة النفسية أمر بالغ الأهمية للصحة العامة، وهي قفزة بنسبة 46 % عن ذات العام، ما يعكس – بحسب الباحثين – "فهما أعمق للصحة النفسية باعتبارها مكونا أساسيا من العافية الشاملة".وفي الأردن، كما في دول عديدة حول العالم، أصبح من الضروري توفير قنوات تواصل غير تقليدية تسهل على الشباب واليافعين، ومن هم في منتصف العمر، الوصول إلى دعم نفسي دون الحاجة إلى مراجعة الطبيب النفسي بشكل مباشر. وهنا أدت منصات التواصل الاجتماعي دورا محوريا، إذ أتاحت لمقدمي الرعاية النفسية الظهور والتفاعل مع فئات جديدة كانت مترددة في طلب الدعم في السابق.وفي مطلع العام الحالي، أطلقت وزارتا الشباب والصحة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، برنامجا مشتركا بعنوان "عقول صحية، مستقبل مشرق"، يهدف إلى رفع الوعي بالصحة النفسية لدى الشباب واليافعين في الأردن.وشدد المتحدثون خلال إطلاق البرنامج من مختصين وفاعلين في الشأن الشبابي، على أهمية تمكين الشباب من فهم مفاهيم الصحة النفسية، باعتبارها ضرورة لا رفاهية، لما لها من دور أساسي في بناء جيل أكثر وعيا وتوازنا، وقادر على التعامل مع تحديات العصر.ويؤكد مستشار الطب النفسي والتثقيف النفسي في المجتمع العربي الدكتور وليد سرحان، في حديثه لـ"الغد"، أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة متواضعة، كما يصفها في الوعي بأهمية الصحة النفسية، لا سيما بعد جائحة كورونا، التي كشفت هشاشة كثير من البنى النفسية في مختلف المجتمعات، ومن بينها فئة متوسطي العمر التي باتت أكثر ادراكا لأهمية التوازن النفسي في تفاصيل الحياة اليومية.لكن اللافت، بحسب سرحان، أن هذا التحسن في الوعي ظهر بشكل أوضح لدى الفئات المتوسطة والبسيطة في المجتمع، مقارنة بالطبقات الاجتماعية والاقتصادية العليا. ويعزو ذلك إلى استمرار "الوصمة المجتمعية" في بعض الأوساط المترفة، حيث يخشى الأفراد من الاعتراف بمشكلاتهم النفسية حتى لا ينظر إليهم كـ"مرضى"، ما يدفعهم إلى إخفاء معاناتهم تفاديا لأحكام مجتمعية.كما يحذر العديد من المختصين في الطب والعلاج النفسي، عبر حساباتهم الشخصية أيضا، من ضرورة اختيار مقدم الرعاية النفسية بعناية. فهذه المتابعات لا تعد استشارة مباشرة، ولا يمكن أن تقدم نفس الجودة أو النوعية المطلوبة لمن يحتاج دعما نفسيا حقيقيا. إذ أن بعض الحالات تستدعي وصف أدوية لا يمكن صرفها دون إجراء فحوصات طبية دقيقة، حماية للمريض بالمقام الأول.ويواصل الدكتور وليد سرحان نشاطه في التوعية بأهمية الصحة النفسية من خلال تنظيم فعاليات تقام على أرض الواقع، وأخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي باتت تستقطب آلاف المتابعين، لا سيما من فئة الشباب ومتوسطي العمر. وتعد هذه المنصات فرصة للوصول إلى أكبر عدد ممكن منهم، وتعريفهم بالطرق التي يمكن أن تساعدهم في الحصول على الرعاية النفسية.ومن بين هذه المبادرات، يشير سرحان إلى حساب واسع الانتشار يحمل اسم "المبادرة العربية لمكافحة الوصمة الاجتماعية ضد المرض النفسي"، أُطلقت في العام 2022، وتُعد حملة عربية شاملة يشارك فيها نشطاء من مختلف القطاعات المجتمعية والإعلامية، بدعم من مختصين في المجال النفسي.وتضع الحملة في أولوياتها محاربة الوصمة الاجتماعية التي تعيق الكثيرين عن طلب العلاج النفسي، على أمل رفع مستوى الوعي بالاضطرابات النفسية وأساليب تشخيصها وعلاجها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة المتداولة حولها. كما تسعى للتعاون مع صناع القرار في الدول العربية لتوفير مكانة متقدمة للصحة النفسية ضمن أنظمة الرعاية الصحية. وتستثمر الحملة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعاون المشاهير في المجالات الرياضية والفنية والإعلامية، لدعم رسائلها وتحقيق تأثير أكبر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
الطراونة يشكر كل من ساهم في إيصال الدم الأردني إلى غزة
وجه الدكتور محمد حسن الطراونة رئيس لجنة أطباء من أجل القدس رسالة شكر وتقدير وامتنان لكل من ساهم في إيصال الدم الأردني إلى غزة. وقال في رسالته باسمه واسم اعضاء اللجنة ان الحملة الوطنية للتبرع بالدم لأهلنا الصامدين في قطاع غزة كانت تجسيداً حياً لأسمى معاني الإنسانية والتكافل، وبرهاناً ساطعاً على وحدة الصف الأردني في نصرة الأشقاء. وأضاف إننا نخص بالشكر الجزيل القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، درع الوطن وسيفه، على جهودهم الجبارة في إيصال هذه الشحنات الحيوية من الدم الأردني الطاهر إلى غزة العزة وفيمايلي نص رسالته: بقلوب ملؤها الفخر والامتنان، وباسم لجنة أطباء من أجل القدس، أتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى كل يدٍ كريمة ساهمت في إنجاح الحملة الوطنية للتبرع بالدم لأهلنا الصامدين في قطاع غزة. لقد كانت هذه الحملة تجسيدًا حيًا لأسمى معاني الإنسانية والتكافل، وبرهاناً ساطعاً على وحدة الصف الأردني في نصرة الأشقاء. إننا نخص بالشكر الجزيل القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، درع الوطن وسيفه، على جهودهم الجبارة في إيصال هذه الشحنات الحيوية من الدم الأردني الطاهر إلى غزة العزة. لقد أثبتت قواتنا المسلحة، كعهدنا بها دائمًا، أنها على قدر المسؤولية، وأنها خط الدفاع الأول عن كرامة الأمة وعونها في الشراء. كما نثمن عالياً الدور المحوري الذي قامت به الهيئة الخيرية الهاشمية، ذراع الأردن الإنساني، في تنظيم وتسهيل وصول هذه المساعدات المنقذة للحياة. جهودكم المقدرة تعكس الالتزام الأردني الراسخ بدعم صمود الشعب الفلسطيني. وإلى نقابة الأطباء الأردنية، ممثلة بنقيبها الفاضل الدكتور عيسى الخشاشنة، وكل الأطباء والممرضين والمتطوعين الذين لبوا نداء الواجب، لكم منا كل التقدير. لقد كانت استجابتكم السريعة وكفاءتكم المهنية نبراسًا يضيء دروب العطاء. ولا يفوتنا أن نشكر وزارة الصحة وبنك الدم الوطني والمستشفيات الخاصة التي فتحت أبوابها وسخرت إمكانياتها لإنجاح هذه الحملة النبيلة. لقد أظهرتم أروع صور التعاون والتكاتف لخدمة قضيتنا المركزية. وأخيراً، وليس آخراً، أتقدم بالشكر الخاص لأعضاء لجنة أطباء من أجل القدس، شركاء العطاء والإنسانية: مقرر اللجنة الدكتور طارق الخطيب، والأعضاء الكرام الدكتور صدام الشناق الدكتور بلال العزام، الدكتور محمد بني عبدالرحمن، الدكتور شوقي صبحة، الدكتور مظفر الجلامدة، الدكتور حازم القرالة، الدكتور محمد الكوفحي، والدكتور ياسر القضاة. الدكتور شادي بني هاني والدكتورة كاتبة الربضي لقد كنتم بحق نبض هذه الحملة وروحها المتفانية. إن ما قدمناه هو قطرة في بحر صمود أهلنا في غزة، ولكنها قطرة أردنية صافية تروي ظمأ الجرحى وتشد أزر المرابطين. ليبقى الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبه الأبي، سنداً وعوناً لأشقائه في فلسطين، حتى ينبلج فجر النصر والتحرير. عاش الأردن حراً عربياً، وعاشت فلسطين حرة أبية.


الغد
منذ 15 ساعات
- الغد
نصائح للحد من التعرق المفرط في الصيف
اضافة اعلان لكن التعرق المفرط قد يسبب انزعاجا للبعض، خاصة في الأيام الحارة والرطبة.وبهذا الصدد، إليكم أهم النصائح العملية لتقليل التعرق والحفاظ على راحة جسمك خلال الأيام الحارة:تناول كمية كافية من الماء: يساعد شرب الماء على تبريد الجسم، ما يقلل الحاجة للتعرق المفرط. نقص السوائل يجعل الجسم يعمل بجهد أكبر، ما يزيد التعرق.تجنب الأطعمة الدهنية والثقيلة: تتسبب الأطعمة الغنية بالدهون في رفع حرارة الجسم أثناء هضمها، ما يحفز الغدد العرقية على الإفراز. لذا يفضل تناول الدهون الصحية مثل زيت الزيتون.إقرأ المزيدأطعمة تغيّر رائحة جسمك!.. العلاقة بين النظام الغذائي والتعرققلل من الأطعمة الحارة والكافيين: تزيد التوابل الحارة والكافيين من التعرق، لذلك من الأفضل تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالماء مثل الفواكه والخضروات الطازجة والزبادي.استخدام مزيلات العرق بذكاء: يفضل وضع مزيلات العرق على الجلد النظيف والجاف قبل النوم، حيث يحتاج المنتج لبعض الوقت ليعمل على سد قنوات العرق.الحصول على نوم منتظم وجيد: يؤدي نقص النوم إلى اضطرابات في تنظيم حرارة الجسم، ما يزيد من التعرق الليلي والهبات الساخنة. تنظيم روتين نوم هادئ يساعد على تقليل هذه الأعراض.السيطرة على التوتر: يرفع التوتر حرارة الجسم ويحفز الغدد العرقية، خاصة في اليدين والقدمين. تساعد تقنيات التنفس العميق على تهدئة الجسم وتقليل التعرق.ارتداء ملابس مناسبة: يفضل اختيار الملابس القطنية الفضفاضة والألوان الفاتحة التي تسمح بمرور الهواء وتعكس حرارة الشمس، عوضا عن الأقمشة الصناعية التي تحبس الحرارة والرطوبة.الإقلاع عن التدخين: يحفز النيكوتين الغدد العرقية ويرفع حرارة الجسم، فالتوقف عن التدخين يساهم في تقليل التعرق وتحسين الصحة العامة.العلاجات المنزلية مثل الخل: يمكن تجربة وضع قطعة قطن مغموسة في خل التفاح على المناطق المتعرقة ليلا لتقليل التعرق.العلاج الطبي بالبوتوكس: يستخدم البوتوكس لعلاج حالات التعرق الشديد من خلال تعطيل الإشارات العصبية التي تحفز الغدد العرقية، ويستمر مفعوله عدة أشهر.ذا صن


الغد
منذ 16 ساعات
- الغد
غزة: حسام أبو صفية بوضع صحي صعب ومحروم من العلاج
قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، إن الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة والمعتقل لدى إسرائيل منذ 27 ديسمبر/ كانون الأول 2024، يعاني من وضع صحي "صعب" وسط حرمان متعمد من العلاج، فيما فقد 40 كيلو غراما من وزنه. اضافة اعلان جاء ذلك في بيان صدر عن الوزارة، تضمن معطيات من محامية الطبيب المعتقل أبو صفية وفق آخر زيارة له داخل السجون، دون تحديد موعدها. وأضافت الوزارة: "محامية الأسير الدكتور حسام أبو صفية تصف الحالة الصحية الصعبة للدكتور أبو صفية والحرمان المتعمد من العلاج". ووصفت محامية أبو صفية الانتهاكات التي يتعرض لها داخل السجون بـ"الوحشية"، مؤكدة تعرضه "للضرب المتواصل خلال التحقيق"، وفق البيان. وأوضحت أن أبو صفية فقد "40 كيلو غراما من وزنه، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم وضعف عضلة القلب". ولأكثر من مرة، قال معتقلون فلسطينيون أفرجت إسرائيل عنهم بعد اعتقالهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إنهم يتعرضون لتجويع وإهمال طبي متعمد داخل السجون، وهذا ما أكدته تقارير حقوقية. وفي السياق، شددت الوزارة على أن "الطواقم الطبية في معتقلات الاحتلال يعيشون ظروفا مأساوية وصعبة"، حيث تفرض عليهم إسرائيل "قيودا مشددة". وأشارت إلى أنه منذ اندلاع الإبادة الجماعية، اعتقلت إسرائيل نحو 360 من الطواقم الطبية في القطاع، بينهم أطباء ذوي خبرة وتخصصات مهمة حُرم منها المرضى والجرحى. وطالبت الوزارة الجهات المعنية بـ"التدخل العاجل لتجريم ممارسات الاحتلال بحق الأسرى من الطواقم الطبية والضغط للإفراج عنهم". وفي فبراير/ شباط الماضي، نشر الإعلام العبري للمرة الأولى مقطع فيديو يظهر أبو صفية داخل المعتقل وهو مكبل اليدين والقدمين وتبدو عليه ملامح الإرهاق والتعب. جاء ذلك بعد أيام قليلة من قرار سلطات الاحتلال تحويل أبو صفية إلى الاعتقال تحت صفة "المقاتل غير الشرعي"، والكشف عن تعرضه لتعذيب وتنكيل وإهمال طبي. فيما ثبتت محكمة إسرائيلية، نهاية مارس/ آذار الماضي، أمر اعتقال أبو صفية لمدة 6 أشهر، وفق بيان لمكتب إعلام الأسرى التابعة لحركة "حماس". ومع اشتداد الإبادة الإسرائيلية، دفع أبو صفية، ثمنا شخصيا باهظا عندما فقد نجله إبراهيم، في اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2024. وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته، تعرض أبو صفية، لإصابة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف المستشفى، لكنه رفض مغادرة مكانه وواصل علاج المرضى والجرحى. واعتقل أبو صفية في 27 ديسمبر الماضي، عقب اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، وإخراجه منها تحت تهديد السلاح، بعد تدميره للمستشفى وإخراجه عن الخدمة. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 196 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.-(الأناضول)