
بعد القصف... ما مصير البرنامج النووي الإيراني؟
ففي عطلة نهاية الأسبوع، صرّح ترمب بأن الضربات الجوية الأميركية «دمرت بالكامل وكلياً» القدرات النووية الإيرانية، غير أن الصورة الكاملة لما جرى لا تزال غير واضحة، بينما تواصل وكالات الاستخبارات الأميركية تقييم حجم الأضرار.
وصدرت عدة تصريحات من مسؤولين أميركيين ودوليين، بالإضافة إلى صور التُقطت بالأقمار الصناعية عقب الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية، ألقت بعض الضوء على الوضع داخل إيران.
وأشار تقرير استخباراتي أميركي مسرب إلى أن الضربات أخّرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وهو ما نفاه ترمب بشدة.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، الأربعاء، إن الضربات «ألحقت ضرراً بالغاً» بالبرنامج.
من جانبه، أفاد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الخميس، بأن أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو «لم تعد تعمل»، لكنه وصف الحديث عن القضاء الكامل على البرنامج بأنه «مبالغة».
منشأة فوردو بُنيت داخل جبل لحمايتها من معظم الهجمات، باستثناء القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات. وأفاد مسؤول أميركي بأن 6 طائرات «B-2» ألقت 12 قنبلة زنتها 30,000 رطل على الموقع، يوم الأحد.
تضم المنشأة نحو 3,000 جهاز طرد مركزي متطوّر موزعة على قاعتين، وتُستخدم لتخصيب اليورانيوم، بما يصل إلى مستويات قريبة من إنتاج الأسلحة النووية. ففي عام 2023، اكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7 في المائة، وهي نسبة تقترب من عتبة الـ90 في المائة المطلوبة لتصنيع سلاح نووي.
صورة بالأقمار الاصطناعية لمحيط منشأة فوردو النووية الإيرانية عقب الضربات الأميركية 24 يونيو (رويترز)
صور الأقمار الصناعية أظهرت تغيرات واضحة في تضاريس الأرض وغباراً رمادياً قرب مواقع يُعتقد أنها نقاط الاستهداف. وخلص تحليل أجرته «نيويورك تايمز» إلى أن الضربات استهدفت بدقة فتحات التهوية المرتبطة بالمنشأة.
ورغم أن التقرير الاستخباراتي المسرّب أشار إلى أن القنابل أغلقت مداخل المنشآت، فإنها لم تدمر المباني الواقعة تحت الأرض، ما قد يتيح إعادة استخدامها لاحقاً. وأكد غروسي أن أجهزة الطرد المركزي لم تعد تعمل، مشيراً إلى حساسيتها الشديدة تجاه الاهتزازات الناتجة عن الانفجارات.
تعرضت منشأة نطنز وهي أكبر مركز لتخصيب اليورانيوم في إيران لضربات جوية إسرائيلية وأخرى أميركية استهدفت قاعات التخصيب تحت الأرض.
وقالت «الوكالة الذرية» إنها رصدت «تأثيرات مباشرة» على هذه القاعات، كما تدمّر الجزء العلوي من المنشأة.
صورة من القمر الاصطناعي تُظهر حفراً في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم عقب غارات جوية أميركية وسط الصراع الإيراني الإسرائيلي (رويترز)
بخلاف فوردو، فإن منشأة نطنز مدفونة على عمق بضعة أمتار فقط. وتُظهر صور الأقمار الصناعية حفرتين فوق مواقع يرجح أنها مواقع البنية التحتية للقاعات.
قصفت غواصة أميركية أكثر من 20 صاروخ كروز من طراز «توماهوك» على موقع ثالث في أصفهان، سبق أن استُهدف بهجوم إسرائيلي.
كان يُعتقد أن الموقع يحتوي على يورانيوم مخصب ومنشآت لتحويل خام اليورانيوم إلى مادة صلبة تدخل في تصنيع الأسلحة. وأكدت «الوكالة الذرية» أن الضربات أصابت «منشأة لمعالجة معدن اليورانيوم كانت قيد الإنشاء».
صور القمر الصناعي «ماكسار» تُظهر مباني في مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية قبل استهدافه بالضربات الجوية الأميركية في أصفهان 16 يونيو (رويترز)
وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن تدمير منشأة التحويل في أصفهان يمثّل ضربة كبيرة لقدرات البرنامج النووي الإيراني. وأوضح أن هذه المنشأة كانت ضرورية لتحويل الوقود إلى الشكل القابل للاستخدام العسكري، مشيراً إلى أنها «دمرت بالكامل».
واتفق مفتشون دوليون وخبراء على أن هذا التدمير يشكل «عنق زجاجة» رئيسياً في سلسلة إنتاج الأسلحة النووية، وقد يستغرق إعادة بنائها سنوات، وهذا إذا لم تكن إيران قد شيدت منشأة بديلة سرية لم تخضع للتفتيش.
تملك إيران تاريخاً طويلاً في بناء منشآت نووية سرية تحت الأرض. وفي هذا الشهر، أعلن مسؤولون إيرانيون عن تخصيب جديد «في موقع آمن وغير قابل للاختراق».
ويرجح خبراء أن يكون الموقع الجديد قريباً من نطنز، تحت جبل يعرف باسم «كوه كلنك كزلا»، الذي يبلغ ارتفاعه ميلاً عن سطح البحر؛ أي أن عمقه الجوفي قد يكون ضعف عمق منشأة فوردو.
ملصق لمنشأة فوردو لتخصيب الوقود يُعرض عقب مؤتمر صحافي لوزير الدفاع ورئيس الأركان في البنتاغون 26 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
اعترف مسؤولون أميركيون بأنهم لا يعرفون مكان مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة — وهي نسبة قريبة من درجة تصنيع السلاح.
وقبيل الضربات، كانت هناك مؤشرات إلى أن الإيرانيين، في ظل تهديدات ترمب المتكررة، أزالوا نحو 400 كيلوغرام (880 رطلاً) من هذا الوقود من موقع أصفهان.
وقال غروسي لصحيفة «نيويورك تايمز» إن مفتشي الوكالة شاهدوا هذا الوقود آخر مرة قبل نحو أسبوع من بدء الضربات الإسرائيلية.
ويُعتقد أن الوقود يُخزن في حاويات صغيرة الحجم يمكن وضعها داخل صناديق تُحمَل في نحو عشر سيارات فقط؛ ما يجعل تعقّبها أكثر صعوبة.
*خدمة «نيويورك تايمز»
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 36 دقائق
- صحيفة سبق
إيران تحذر من "النهج المدمر" لدول أوروبية
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء إنه حذر مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس في اتصال هاتفي مما وصفه "بالنهج المدمر" لدول أوروبية عدة. وانتقد عراقجي أيضا في بيان نُشر على تيليغرام موقف دول أوروبية من الحرب الجوية التي دارت في الآونة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، قائلا إنه كان موقفا داعما لإسرائيل والولايات المتحدة. ولم يحدد الدول التي يقصدها. وقالت كالاس بعد المكالمة: "يجب استئناف المفاوضات لإنهاء البرنامج النووي الإيراني في أقرب وقت ممكن". وذكرت في منشور على منصة إكس أن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يجب أن يُستأنف" وأن الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل ذلك.


العربية
منذ 38 دقائق
- العربية
واشنطن وحلفاؤها في الرباعية يتعهّدون بالتعاون لضمان إمدادات المعادن النادرة
تعهّدت دول التحالف الرباعي (الولايات المتّحدة واليابان والهند وأستراليا) يوم الثلاثاء التعاون لضمان استقرار إمدادات المعادن النادرة، في خطوة تأتي في ظل تزايد المخاوف من هيمنة الصين على هذه الموارد التي تُعدّ أساسية في صناعة التكنولوجيات الجديدة. واستضاف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في واشنطن الثلاثاء نظراءه الأسترالي والهندي والياباني في إطار إعادة تركيز إدارة الرئيس دونالد ترامب اهتمامها بآسيا بعدما انشغلت منذ تولّيها السلطة بملفي أوكرانيا والشرق الأوسط. وقال الوزراء الأربعة في بيان مشترك صدر في ختام اجتماعهم إنهم قرّروا إطلاق مبادرة مشتركة في مجال المعادن النادرة في إطار "توسعة طموحة لشراكتنا (...) تهدف إلى ضمان أمن وتنويع سلاسل التوريد". ولم يقدّم الوزراء سوى تفاصيل قليلة بشأن هذه المبادرة، لكنّهم أوضحوا أنّ الهدف منها هو تقليل الاعتماد على الصين التي تمتلك احتياطيات غنية من المعادن الاستراتيجية. وشدّد البيان على أنّ "الاعتماد على دولة واحدة لمعالجة وتكرير المعادن الأساسية وإنتاج المنتجات المشتقّة يُعرّض صناعاتنا للإكراه الاقتصادي والتلاعب بالأسعار واضطرابات سلاسل التوريد". ولم يأت البيان على ذكر الصين بالاسم لكنّ الوزراء أعربوا عن "قلقهم البالغ إزاء الأعمال الخطرة والاستفزازية" في بحري الصين الجنوبي والشرقي والتي "تهدّد السلام والاستقرار في المنطقة". كما ندّد الوزراء الأربعة بكوريا الشمالية لإجرائها "تجارب صاروخية مزعزعة للاستقرار"، وشدّدوا على وجوب "نزع سلاحها النووي بالكامل". ويُشكّل السلاح النووي الكوري الشمالي مصدر قلق كبير لليابان خصوصا. ووضعت الولايات المتّحدة منطقة آسيا والمحيط الهادئ على رأس أولوياتها، لكنّها انشغلت إلى حدّ كبير بالحرب بين روسيا وأوكرانيا وبالنزاعات التي لا تنفك تتوالى في الشرق الأوسط. وتُعدّ "الرباعية" في المقام الأول منتدى لمناقشة القضايا الأمنية. وعارضت الصين مرارا هذا المنتدى، متهمة إياه بالسعي إلى مواجهة صعودها. ووعد ترامب في حملته الانتخابية باتخاذ موقف حازم تجاه الصين، لكنه وجّه رسائل متضاربة منذ توليه منصبه. وفي مطلع يونيو/حزيران، وصف ترامب العلاقات مع الصين بأنها "ممتازة"، وذلك بعد أن توصل أكبر اقتصادين في العالم إلى اتفاق إطاري يهدف لتخفيف حدة الحرب التجارية الدائرة بينهما. ومن المتوقع أن يسافر ترامب إلى الهند في وقت لاحق من هذا العام لحضور قمة قادة "الرباعية". ولطالما صوّر ترامب الصين على أنها الخصم الرئيسي للولايات المتحدة، لكنّه منذ عودته إلى السلطة، أشاد أيضا بعلاقته مع نظيره الصيني شي جينبينغ. وفي تصريحات صحافية مقتضبة، أكد الوزيران الهندي والياباني على الحاجة لأن تكون "منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة"، مستخدمين في ذلك تعبيرا مألوفا في القاموس الدبلوماسي لمنطقتهما يشير علانية إلى الطموحات الصينية التوسّعية.


العربية
منذ 39 دقائق
- العربية
وفقًا للوثائق، كان الهدف من هذا التعطيل حماية سمعة مدير المكتب آنذاك، كريستوفر راي
كشفت وثائق صادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن تفاصيل مثيرة، تشير إلى أن المكتب عرقل تحقيقًا حيويًا في محاولة صينية مزعومة للتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 لصالح جو بايدن. ووفقًا للوثائق، كان الهدف من هذا التعطيل حماية سمعة مدير المكتب آنذاك، كريستوفر راي. وتلقي الوثائق، التي قدمها مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي عن ولاية أيوا، ونُشرت يوم الثلاثاء، الضوء على مؤامرة تدخل مزعومة كشف عنها فرع ميداني تابع للمكتب الفيدرالي في أغسطس (آب) 2020. وحصل المكتب على هذه المعلومات من مصدر سري موثوق به، لكن مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن قام "بإخفائها" وفقا لصحيفة "نيويورك بوست" الأميركية. مؤامرة رخص القيادة المزورة وفقًا للمصدر، قامت الحكومة الصينية بإصدار "كمية كبيرة" من رخص القيادة الأميركية المزورة. ويُزعم أن هذه الرخص استُخدمت بيانات جُمعت من ملايين حسابات "تيك توك"، بهدف تمكين "عشرات الآلاف من الطلاب والمهاجرين الصينيين المتعاطفين مع الحزب الشيوعي الصيني من التصويت للمرشح الرئاسي وقتذلك، بايدن، على الرغم من عدم الطلاب والمهاجرين الصينيين للتصويت في الولايات المتحدة". وكانت المعلومات حول هذه المؤامرة قد نُشرت في تقرير معلومات استخباراتية صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي بتاريخ 25 سبتمبر (أيلوا) 2020. هذا التاريخ كان بعد يوم واحد فقط من شهادة المدير راي أمام الكونغرس، حيث صرح بأن المكتب لم يكن على علم بأية "محاولة تزوير انتخابية منسقة". لكن الغريب في الأمر أن التقرير سُحب من النشر بعد دقائق قليلة من إصداره. وفي رسالة موجهة إلى السيناتور غراسلي بتاريخ 27 يونيو (حزيران)، أكد مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، مارشال ييتس، أن "سحب التقرير الاستخباراتي كان غير طبيعي". وأشار ييتس إلى أن هذا السحب تم بناءً على توجيهات من مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي. تبريرات غير مقنعة وكانت الذريعة المعلنة لسحب التقرير هي السماح للمكتب الميداني "بإعادة مقابلة" المصدر. لكن حتى بعد "إعادة التواصل مع المصدر وتقديم سياق إضافي يدعم" وجود المؤامرة، تمسك مقر التحقيقات الفيدرالي بموقفه الرافض لإعادة نشر التقرير، وفقا للصحيفة. وكشف ييتس لغراسلي عن أحد الأسباب الرئيسية التي ذُكرت لعدم نشر التقرير المذكور، وهو "تناقضه مع شهادة المدير راي". كما أُخبر موظفو مكتب التحقيقات الفيدرالي في المكتب الميداني بأن المقر الرئيسي اعتبر التقرير "غير موثوق"، وهو وصف "قوبل باعتراض من جانب العاملين في المكتب الميداني"، بحسب ييتس. واعتبر السيناتور غراسلي أن هذه الوثائق "تنم عن دوافع سياسية، وتُثبت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة راي مؤسسةٌ مُنهارةٌ للغاية". وقال في بيان: "قبل انتخاباتٍ حاسمةٍ تُجرى في ظل جائحةٍ عالميةٍ غير مسبوقة، أدار مكتب التحقيقات الفيدرالي ظهره لمهمته في مجال الأمن القومي". تعهد بالشفافية وفي شهادته أمام لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ في 24 سبتمبر (أيلول) 2020، قال راي للمشرعين إن المكتب "لم يشهد تاريخيًا أي نوع من جهود التزوير المُنسّقة في انتخابات كبرى". ومع ذلك، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبوع الماضي أنه "لم يعثر على أية معلومات" تشير إلى أن قسم فرقة العمل المعنية بالتأثير الأجنبي في الصين التابع للمكتب "حقق بشكل مكثف" في المؤامرة المزعومة. يُذكر أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الحالي، كاش باتيل، الذي أذن بنشر الوثائق لمكتب غراسلي، تعهد بإضفاء مزيد من الشفافية على المكتب منذ توليه منصبه. وقال غراسلي في بيان: "حان الوقت لإعادة بناء ثقة مكتب التحقيقات الفيدرالي. إن استعداد المدير باتيل للعمل معي لترسيخ الشفافية والمساءلة المتجددتين جزءٌ أساسي من هذه العملية، وأُشيد بجهوده".