logo
بين السطور44 عاماً من التكامل الخليجي

بين السطور44 عاماً من التكامل الخليجي

الرياض٢٦-٠٥-٢٠٢٥

في الخامس والعشرين من مايو 1981 وفي خضم توترات إقليمية وتحديات سياسية وأمنية واقتصادية تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية كصرح يعكس إرادة القادة في توحيد الجهود لتحقيق الاستقرار وتعزيز التكامل بين دول المنطقة. واليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس هذا الكيان، نستعرض مسيرة حافلة بالإنجازات التي جعلت المجلس نموذجاً ناجحاً للتكامل الإقليمي.
انطلقت أول قمة خليجية في أبوظبي عام 1981 معلنة ميلاد مجلس التعاون، الذي جاء نتاجاً لوعي القادة بالروابط العميقة التي تجمع دول الخليج، من عقيدة إسلامية مشتركة وأنظمة متشابهة ومصير واحد. لم يكن المجلس مجرد تكتل عابر، بل مشروع طموح لتحقيق وحدة الصف وتعزيز الهوية الخليجية، ومواكبة متطلبات العصر.
ومنذ تأسيسه، وضع المجلس رؤية واضحة تقوم على عدة ركائز: ضمان الأمن الشامل ككيان غير قابل للتجزئة، وتعزيز النمو الاقتصادي عبر تنويع القاعدة الإنتاجية والتحول إلى اقتصاد المعرفة، وتمكين المواطن الخليجي كركيزة للتنمية، وتعزيز المكانة الإقليمية والدولية للمجلس.
شهدت المسيرة الخليجية خطوات تاريخية في المجال الاقتصادي، أبرزها إنشاء السوق الخليجية المشتركة، التي ساهمت في انسياب السلع وزيادة التنافس لصالح المستهلك. كما أُطلقت منطقة التجارة الحرة عام 1983، والتي ألغت الرسوم الجمركية على المنتجات الخليجية، لتحل محلها لاحقاً الاتحاد الجمركي عام 2003.
وتشير الأرقام إلى نجاح هذه الخطوات، حيث بلغت التجارة البينية بين دول المجلس أكثر من 131 مليار دولار في 2023، بينما تجاوزت التجارة الخارجية 1.5 تريليون دولار، مما يعكس فرصاً واعدة لمزيد من التكامل.
يتمتع المجلس بنفوذ اقتصادي كبير بفضل موارده النفطية، حيث تتحكم دوله في ثلث الاحتياطي العالمي من النفط، وتتصدر إنتاجه وتصديره. كما تحتل مركزاً متقدماً في سوق الغاز الطبيعي، مما يعزز دورها في استقرار الأسواق العالمية.
وعلى الصعيد الاستثماري، تمتلك دول المجلس صناديق ثروة سيادية تبلغ أصولها 4.4 تريليونات دولار، أي 34 % من أكبر 100 صندوق عالمي، مما يعكس تأثيرها في الاقتصاد الدولي.
حظي الجانب الأمني باهتمام بالغ منذ التأسيس، حيث أقر المجلس الاستراتيجية الأمنية الشاملة واتفاقية الدفاع المشترك، كما شكّل قوات درع الجزيرة لتعزيز الأمن الجماعي. وقد أثبت هذا التعاون فاعليته في مواجهة التحديات الإقليمية.
من أبرز المشاريع الاستراتيجية الربط الكهربائي بين دول المجلس، الذي ساهم في خفض التكاليف وضمان استقرار إمدادات الطاقة. كما أُطلقت البطاقة الذكية الموحدة لتسهيل تنقل المواطنين بين الدول الأعضاء، مما عزز الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.
تمضي دول المجلس قدماً بخطى ثابتة نحو تعزيز التكامل، عبر تبني استراتيجيات للتحول إلى اقتصاد المعرفة والطاقة النظيفة، وتوسيع الشراكات الدولية. كما تواصل تعزيز مواقفها السياسية الموحدة تجاه القضايا الإقليمية والعالمية.
يمثل مجلس التعاون نموذجاً فريداً للتعاون الإقليمي، يجمع بين الأصالة والطموح، ويواصل مسيرته بقيادة حكيمة ووعي جماعي، لتحقيق المزيد من الرخاء لأبنائه والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل مستدام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يعود شبح الرسوم الجمركية؟ "ترامب": لا نخطط لتمديد فترة تعليق الرسوم لما بعد 9 يوليو
هل يعود شبح الرسوم الجمركية؟ "ترامب": لا نخطط لتمديد فترة تعليق الرسوم لما بعد 9 يوليو

صحيفة سبق

timeمنذ 32 دقائق

  • صحيفة سبق

هل يعود شبح الرسوم الجمركية؟ "ترامب": لا نخطط لتمديد فترة تعليق الرسوم لما بعد 9 يوليو

يبدو أن شبح الرسوم الجمركية سيعود ليهزّ الأسواق العالمية من جديد، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لا يخطط لتمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على معظم الدول لما بعد 9 يوليو. ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن 9 يوليو هو الموعد الذي تنتهي فيه فترة التفاوض التي حددها ترامب، وستُخطر إدارته الدول بأن العقوبات التجارية ستدخل حيز التنفيذ ما لم تُبرم اتفاقيات مع الولايات المتحدة. وأضاف أن الرسائل ستبدأ بالوصول "قريبًا جدًا" قبل الموعد النهائي القريب. وقال ترامب لبرنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة "فوكس نيوز" خلال مقابلة واسعة النطاق سُجلت يوم الجمعة وبُثت يوم الأحد: "سننظر في كيفية معاملة الدولة لنا - هل هي جيدة أم لا - بعض الدول لا نهتم بها، وسنكتفي بإرسال عدد كبير منها". وقال إن تلك الرسائل ستتضمن: "تهانينا، سنسمح لكم بالتسوق في الولايات المتحدة الأمريكية، وستدفعون رسومًا جمركية بنسبة 25%، أو 35%، أو 50%، أو 10%". ورغم ذلك، قلّل ترامب من أهمية الموعد النهائي في مؤتمر صحفي عُقد في البيت الأبيض يوم الجمعة، مشيرًا إلى صعوبة إبرام اتفاقيات تجارية منفصلة مع كل دولة. وكانت الإدارة قد حددت هدفًا يتمثل في إبرام 90 اتفاقية تجارية خلال 90 يومًا.

كيف تختار محتوى معرضك المناسب؟
كيف تختار محتوى معرضك المناسب؟

عكاظ

timeمنذ 37 دقائق

  • عكاظ

كيف تختار محتوى معرضك المناسب؟

في زمن التحولات الكبرى وفي ظل الحراك الوطني الكبير نحو تنويع الاقتصاد وتعظيم أثر القطاعات الواعدة برزت المعارض والمؤتمرات كإحدى أدوات القوة في بناء الصورة وأمام هذا الواقع أصبحت قطاعًا صناعيًا قائمًا بذاته يؤثر في الناتج المحلي ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بهوية المدن وخطط التنمية وملامح المستقبل. ومع هذا الزخم المتسارع في إقامة المعارض داخليًا وخارجيًا نشهد سباقًا غير مسبوق نحو تنظيم الفعاليات والسؤال الأكثر أهمية مع هذا الزخم ولربما منها المعارض العشوائية هو كيف تختار محتوى معرضك ومن أين تبدأ وهل تنظر إليه كمنصة عرض أم كاستثمار نوعي يصب في مصلحة هويتك التجارية ويساهم في رفع اسم وطنك عاليًا في فضاء المنافسة؟ إن اختيار محتوى المعرض هو خطوة إستراتيجية تتطلب وعيًا عميقًا بأهدافك وقدرتك على التأثير ومعرفتك بجمهورك المستهدف، فالمعرض في جوهره هو وسيلة بناء علاقات وتوسيع قاعدة عملاء وتفعيل شراكات واستكشاف أسواق جديدة، ولكي تنجح في هذا المضمار عليك أولًا أن تحدد لماذا تشارك هل ترغب في رفع مستوى الوعي بعلامتك أم تسعى لإطلاق منتج جديد أم تطمح لتوقيع شراكات أم تريد ببساطة أن تكون حاضرًا في المشهد. وحين تتضح الإجابة تبدأ ملامح المعرض تتشكّل شيئًا فشيئًا وتصبح عملية اختيار المعرض المناسب أقرب إلى بناء خريطة طريق تستند إلى بيانات دقيقة وتحليل واعٍ لمؤشرات الأداء والتوجهات السوقية فليس كل معرض نافعًا وليس كل حضور مثمرًا، المحتوى الذي لا يتقاطع مع اهتمامات جمهورك لن يحدث فرقًا بل سيضيع وقتك ومالك ويشوش رسالتك، أما المحتوى المصمم بذكاء والمنبثق من احتياج حقيقي فسيفتح أمامك نوافذ لم تكن تحلم بها. ولذلك فإن معرفة طبيعة الحضور وقدراتهم الشرائية واهتماماتهم الصناعية وتجاربهم السابقة هي من أبرز مفاتيح النجاح، فكلما اقتربت من ملف العميل المثالي كلما كانت تفاعلاتك أكثر عمقًا وجدوى ولا يخفى على أحد أن حجم المعرض يؤثر مباشرة على مستوى الاستعداد، فالمعرض الكبير يتطلب طاقمًا مدربًا وميزانية مدروسة ووقتًا كافيًا للتنفيذ والتطوير، بينما تتيح لك المعارض النوعية فرصًا أكثر خصوصية للتواصل وبناء الثقة والتميّز في الرسالة. وتزداد أهمية هذه الاعتبارات حين ندرك أن المعارض النوعية المرتبطة بأهداف رؤية المملكة تشكل منصات حقيقية لبناء المستقبل، فالمعارض الصناعية والابتكارية والسياحية والصحية أصبحت اليوم نقاط ارتكاز اقتصادية يدور حولها التخطيط وتستثمر فيها الدولة وتُبنى عليها الإستراتيجيات، لذلك فإن التواجد في مثل هذه المعارض هو اصطفاف ضمن مشهد وطني شامل يرفع من مكانة المملكة عالميًا ويعكس تطورها المذهل في صناعة المعارض وتصدير المحتوى النوعي. ولأن كل معرض هو لقاء بينك وبين العالم لا بد أن يصاغ محتواه كخطاب مفتوح يحمل بصمتك وينقل فكرتك ويعكس هويتك ولا يتم ذلك إلا إذا أدركت أن المحتوى هو رأس مالك الحقيقي في المعرض. لذلك اختر معرضك كما تختار مستقبلك وانسج محتواه كما تكتب وثيقة تمثلك أمام الآخرين واجعل كل تفصيل فيه انعكاسًا لوعيك واحترافك وليكون أكثر تأثيرًا واستدامة. وتبقى المعارض رسالة حضارية ومنصة ناطقة باسم الوطن وصورته المشرقة في عيون العالم. أخبار ذات صلة

ترمب يستبعد تمديد الموعد النهائي للرسوم الجمركية في 9 يوليو
ترمب يستبعد تمديد الموعد النهائي للرسوم الجمركية في 9 يوليو

أرقام

timeمنذ ساعة واحدة

  • أرقام

ترمب يستبعد تمديد الموعد النهائي للرسوم الجمركية في 9 يوليو

قال الرئيس دونالد ترمب، إنه لا يتوقع أن يضطر لتمديد الموعد النهائي في 9 يوليو، والذي حدده للدول للتوصل إلى اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة لتجنب فرض تعريفات جمركية أعلى. وأضاف ترمب في مقابلة أجراها مع شبكة "فوكس نيوز" وتم تسجيلها يوم الجمعة :"لا أعتقد أنني سأحتاج إلى ذلك"، وتابع :"بإمكاني فعل ذلك، الأمر ليس كبيراً". تأتي هذه التصريحات بعد أن أشار ترمب يوم الجمعة إلى أن الإدارة لديها الحرية في تعديل الموعد النهائي كما تريد، بما في ذلك إمكانية تمديده أو تقصيره. وأردف قائلاً للصحفيين: "أود أن يكون أقصر، وأحب إرسال رسائل للجميع: تهانينا، أنتم تدفعون25%". في وقت سابق من هذا العام، وضع ترمب ومستشاروه خططاً طموحة لفترة مفاوضات، وصرحوا مراراً أنهم في محادثات مع العديد من الشركاء التجاريين لخفض العجز التجاري وإزالة الحواجز. صرح وزير الخزانة، سكوت بيسنت، يوم الجمعة بأن التوقيت قد يكون صعباً، مشيراً إلى أن "لدينا دول تتواصل معنا بعروض جيدة للغاية"، ولكن قد لا تكتمل جميعها قبل تفعيل التعريفات المقررة في 2 أبريل. وقال بيسنت على قناة فوكس بيزنس: "إذا استطعنا توقيع اتفاق مع 10 أو 12 من أصل 18 دولة مهمة -وهناك أيضاً 20 دولة مهمة أخرى- أعتقد أنه يمكننا إتمام التجارة بحلول عيد العمال". لا يزال من غير الواضح مدى شمولية الاتفاقات التجارية التي تأمل الإدارة في إبرامها. الاتفاق مع المملكة المتحدة الذي وصفه ترامب بأنه شامل ما زال يترك نقاطاً حاسمة غير محسومة. الاتفاق الذي وقع مؤخراً مع الصين يترك تساؤلات حول تهريب الفنتانيل ووصول المصدرين الأمريكيين إلى الأسواق الصينية بلا إجابة. وأشار ترمب إلى أن الهند قد تكون من الدول القريبة من إنهاء اتفاق، حيث عقد فريق من المسؤولين التجاريين الهنود اجتماعات مع المسؤولين في واشنطن الأسبوع الماضي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store