
جبايات الحوثيين في ذمار تشعل غضب السكان
تحول الغضب الشعبي بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية على مختلف القطاعات التجارية والإنتاجية إلى حركات احتجاجية ومواجهات مسلحة تتحدى القبضة الأمنية الشديدة؛ إذ شهدت نهاية الأسبوع الماضي مواجهات مسلحة في محافظة ذمار الواقعة جنوب صنعاء وإحراق مكتب جبايات.
واندلعت المواجهات بين أهالي مديرية عنس ومسلحي الجماعة، احتجاجاً على المساعي لفرض جبايات وإتاوات غير قانونية، أبرزها الجبايات المفروضة على تجارة الرمل المستخدم في أعمال البناء والخرسانة.
وتظهر مقاطع فيديو المئات من المحتجين وهم يهاجمون مكتب الجبايات وعدداً من مقار الجماعة، في حين ذكرت مصادر متعددة أن الأهالي طردوا عناصر الجماعة الحوثية من نقاط التفتيش وسيطروا عليها بعد أسابيع من التوتر، على خلفية المبالغ التي جرى فرضها على الشاحنات المُحمّلة بالرمل والأراضي التي يستخرج منها.
قبائل عنس في محافظة ذمار تنتفض ضد مليشيات الحوثي الإيرانية ويقوم بعض ابناءها بإحراق ثكنة وضعتها المليشيات لفرض جباية على بيع الرمل في قاعة سامة التابعة لقبيلة عنس ... pic.twitter.com/H18YnlpH1c
— ابراهيم عسقين (@IbrahimAsqin) June 17, 2025
وعدّت مصادر محلية في ذمار هذا التصعيد نتيجة لمساعي القيادي الحوثي «الجمل» لفرض اتفاقٍ سابقٍ جرى توقيعه بينه وبين عدد من المستثمرين التابعين للجماعة، بصفتهم أهالي المديرية المنتجين للرمل، بعد توترات منذ أشهر.
وبيّنت المصادر أن «الجمل» لجأ إلى إعداد الاتفاق بإيعاز من قيادات حوثية عليا للتحايل على الاحتجاجات، متوقعة أن بإمكانها فرضه بوصفه أمراً واقعاً بعد أشهر من إعلانه، وإجبار الأهالي عليه، مراهنة على أنهم لن يكونوا عند المستوى نفسه من الرفض والمواجهة.
وتفرض الجماعة الحوثية حصاراً على عدد من قرى المديرية، ويشمل الحصار منزل كبير أعيانها ومشايخها. كما اختطفت عدداً من أبنائها بمثابة رهائن، في حين يبذل عدد من الأعيان جهوداً للتوسط لمنع التصعيد.
وفي محاولة منها لاسترضاء أهالي المديرية، أوفدت الجماعة عدداً من قيادييها إلى مركزها لعقد اجتماعات مع الأعيان، وإغرائهم بتنفيذ مشروعات تنموية لدعم المزارعين، وشارك في تلك الاجتماعات القيادي محمد المداني نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية في حكومتها غير المعترف بها، ومحمد البخيتي المعين محافظاً للمحافظة.
اتهم محمد المقدشي كبير أعيان ومشايخ المديرية، القيادات الحوثية في محافظة ذمار بالتسبب في الأزمات المعيشية ودفع الأهالي إلى الفقر والإفلاس، ووصف رواية أجهزتها الأمنية بتزوير الحقائق والتواطؤ المكشوف مع شبكة الفساد.
وكانت أجهزة أمن الجماعة اتهمت المحتجين بالعمالة والخيانة والدعوة إلى التخريب وتنفيذ أجندة خارجية، مهددة بمعاقبتهم.
وعلى الرغم من استمرار التوتر في المديرية؛ زعم أمن الجماعة أنه تم احتواء الموقف برعاية عدد من قياداتها الذين يتهمهم الأهالي بالفساد والتواطؤ مع الفاسدين ومحصلي الجبايات غير القانونية.
وكان بيان صادر عن أهالي المديرية اتهم القيادي الحوثي محمد المهدي الذي عيّنته الجماعة مديراً لأمن المحافظة، باستغلال سلطاته لفرض الإتاوات بقوة المسلحين والتعزيزات الأمنية، وتحويل أقسام الشرطة إلى أداة لخدمة المستثمرين الحوثيين.
وشهدت الأشهر الماضية احتجاجات في محافظات ومدن عدة خاضعة لسيطرة الجماعة، رفضاً لسياسة الجبايات والإتاوات المتزايدة التي تفرضها الجماعة على مختلف القطاعات التجارية والإنتاجية وعلى عموم السكان.
وفي أواخر مايو (أيار) الماضي، تظاهر المئات من أهالي مديرية الشرفين في حجة (شمال غربي) رفضاً للجبايات المرتفعة التي أقرّتها الجماعة على مزارعي وباعة نبتة «القات»، وهو ما تسبب بحملة اعتقالات طالت مشايخ وأعياناً، وأدت إلى استحداث نقاط تفتيش وإرسال تعزيزات أمنية.
تزامن ذلك مع اختطاف عدد من باعة «القات» من أبناء قبائل الحدا في ذمار اشتبكوا مع مسلحين حوثيين ومنعوهم من العبور في نقطة جبايات دون دفع مبالغ مالية كبيرة كجباية مستحدثة، وتبع ذلك احتجاج واسع نفذته القبيلة.
وشهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وقفات احتجاجية للباعة والتجار أمام هيئات ومؤسسات تسيطر عليها الجماعة الحوثية، للمطالبة بوقف سياسة الجبايات المفروضة عليهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 22 دقائق
- العربية
الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً أطلق من اليمن
أفاد مراسل "العربية" و"الحدث"، السبت، بأن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضت صاروخاً قادماً من اليمن، فيما تم تفعيل صفارات الإنذار في جنوبي إسرائيل في أعقاب إطلاق الصاروخ. وقبلها، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مشيرا إلى أن أنظمة الدفاع الجوي تعمل على اعتراضه. وأضاف الجيش في منشور عبر تطبيق "تيليغرام"، أن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق داخل إسرائيل عقب إطلاق الصاروخ. ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بدأ الحوثيون تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل، بزعم أنها لمساندة غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية. بالمقابل، بدأت الغارات الإسرائيلية على مواقع للحوثيين باليمن في يوليو (تموز) 2024، مستهدفة مرافق حيوية بينها ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي. ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، يطلق الحوثيون الذين يسيطرون على أنحاء كثيرة من اليمن، الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل ويستهدفون حركة الملاحة في البحر الأحمر مما أحدث اضطرابات في التجارة العالمية. يذكر أن معظم الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقها الحوثيون إما جرى اعتراضها أو لم تصل لأهدافها. ونفذت إسرائيل سلسلة من الضربات ردا على ذلك.


العربية
منذ 22 دقائق
- العربية
من مراسم التشييع في إيران - 28 يونيو 2025
بدأت صباح السبت في إيران مراسم التشييع الرسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال حرب الاثني عشر يوما بين البلدين، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية. ونقل التلفزيون مشاهد في طهران تظهر فيها حشود تحمل أعلام إيران وترفع صور القادة العسكريين الذين قتلوا في النزاع. وظهرت في المشاهد نعوش ملفوفة بالعلم الإيراني وعليها صور القادة القتلى باللباس العسكري. من 4 التشييع الوطني يأتي في اليوم الرابع لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وفي الوقت الذي يهدد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهاجمة إيران مجددا إذا لم تعد لمسار المفاوضات. وبدأت مراسم التشييع صباحا من ساحة انقلاب ("الثورة" بالفارسية) وسط طهران، وصولا إلى ساحة آزادي ("الحرية") التي يتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة، ويحظى بمكانة رمزية في الذاكرة الجماعية للإيرانيين خصوصا في حقبة الثورة الإسلامية التي قادها الخميني، وأطاحت بحكم الشاه عام 1979. وتوعد ترامب دون أدنى شك بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الأخيرة بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، مؤكداً أنه أنقذ المرشد الإيراني علي خامنئي من "موت قبيح ومخز"، بحسب تعبيره. وقال ترامب "كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأميركية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته". "تهديد وشيك" وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أمس الجمعة، على منصة "إكس"، أن "إسرائيل تحركت في اللحظة الأخيرة في وجه تهديد وشيك لها وللمنطقة وللمجتمع الدولي". لكن إيران تنفي دائما سعيها لصنع قنبلة نووية، وتؤكد حقها في مواصلة إنشاء برنامج نووي مدني. كما نفت طهران عزمها استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، في رد على تصريحات لترامب بهذا الصدد خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي. وندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، بالتصريحات "غير المقبولة" لترامب بحق خامنئي. وكتب عراقجي على منصة "إكس": "إذا كانت لدى الرئيس ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانبا نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى، وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين". وقال إن "الشعب الإيراني العظيم والقوي لا يتقبل التهديدات والإهانات"، مردفا "حسن النية يولد حسن النية، والاحترام يولد الاحترام". "يوم تاريخي" ويسري منذ الثلاثاء وقف لإطلاق النار أعلنه ترامب، بعد 12 يوما من بدء إسرائيل حملة جوية استهدفت على وجه الخصوص مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران. وخلال الحرب، شنّت الولايات المتحدة كذلك ضربات على ثلاثة مواقع نووية رئيسية. وردت إيران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، بينما أطلقت صواريخ نحو قاعدة أميركية في قطر ردا على ضربات واشنطن. وبدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت فجر 13 يونيو (حزيران) استهدف مواقع عسكرية ونووية، وتخللته عمليات اغتيال باستهدافات لشقق في مبانٍ سكنية. وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل قادة عسكريين، أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وأمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيّرات والقدرات الصاروخية. وتضم قائمة التشييع، السبت، ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين، سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته. وتضم قائمة القتلى الستين الذين ستقام مراسم تشييعهم، السبت، أربع نساء وأربعة أطفال. وأسفرت الضربات الإسرائيلية على إيران عن مقتل 627 شخصا على الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة تقتصر على الضحايا المدنيين. وفي إسرائيل، قتل 28 شخصا جراء الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية. خامنئي يشيد بـ"الانتصار" ويتوقع أن يستقطب التشييع آلاف الإيرانيين على الأقل، كما درجت العادة في المراسم المماثلة التي شهدتها العاصمة خلال الأعوام الماضية. وعادة ما يؤمّ المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجنازة على الشخصيات الكبيرة في إيران، لكن السلطات لم تعلن بعد ما إذا كان سيقوم بذلك في مراسم السبت. وبث التلفزيون الرسمي الإيراني، الخميس، كلمة لخامنئي كانت الثالثة له منذ بدء الحرب، والأولى بعد وقف إطلاق النار. وأشاد المرشد بـ"انتصار" الشعب الإيراني على إسرائيل، وقلل من شأن الضربات الأميركية على ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران. وشدد خامنئي على أن إيران "لن تستلم قط" للولايات المتحدة، متوعدا بتوجيه ضربات جديدة إلى قواعدها في المنطقة، في حال نفذت ضربات جديدة على بلاده. وكانت إيران أطلقت صواريخ نحو قاعدة العديد في قطر، أكبر القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، في هجوم لم يسفر عن إصابات وأكدت الدوحة اعتراضه "بنجاح".


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
مصادر وزارية للعربية.نت والحدث.نت: لبنان سيستبق زيارة باراك بخطوات رسمية عدة تُدرج ضمن ورقة عمل موحّدة
وضع ملف سلاح حزب الله على سلَم أولويات السلطات اللبنانية بدفع إقليمي ودولي مشترك. واتت زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توماس باراك الى بيروت الأسبوع الماضي لتُحرّك عجلة الاتصالات بين المسؤولين اللبنانيين من أجل التوصل الى خريطة طريق تُقدّم للخارج عبر المبعوث الأميركي لتسليم سلاح الحزب، في مقابل تكثيف الضغط على إسرائيل لتبدأ انسحابها من النقاط الخمسة التي تحتلها بجنوب لبنان. ورقة موحّدة حول السلاح: وفي الاطار، أتى لقاء رئيس الجمهورية جوزيف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام أمس، من أجل إعداد ورقة رسمية موحّدة حول سلاح حزب الله، على أن يعقد لقاء اليوم بحسب معلومات لـ "العربية.نت والحدث.نت" بين الرئيس سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري لاستكمال البحث بمسألة السلاح للخروج بورقة موحّدة بين الرئاسات الثلاثة تُقدّم للمبعوث الأميركي في زيارته الثانية إلى بيروت. وأوضحت مصادر وزارية لـ"العربية.نت والحدث.نت" "أن لبنان سيستبق زيارة باراك بخطوات رسمية عدة تُدرج ضمن ورقة عمل موحّدة تُقدّم للمبعوث الاميركي الذي يعود إلى بيروت مجدداً في السابع من يوليو المقبل". جلسة للحكومة حول سلاح حزب الله: ولفتت المصادر إلى "ان أولى هذه الخطوات تتمثّل بتحديد جلسة لمجلس الوزراء قريباً يُخصص جزء كبير منها لمناقشة بند حصر السلاح، على أن يكون الجزء الاخر من الجلسة للبحث بخطوات متكاملة ذات صلة". وكشفت المصادر "أن توم باراك قدّم خلال زيارته بيروت ورقة عمل تشمل ثلاث نقاط أساسية لترتيب الوضع اللبناني ووضعه على مسار الاستقرار. -الاولى حصر كل السلاح غير الشرعي، لاسيما سلاح حزب الله بيد السلطات اللبنانية. -الثاني، انسحاب إسرائيل من النقاط الخمسة التي تحتلّها جنوب لبنان. -الثالثة، إطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع. على حزب الله ان يختفي: وكان للمبعوث الاميركي توم بارك مواقف لافتة بموضوع سلاح حزب الله أطلقها عبر "العربية"، قائلا "إنه يجب على حزب الله أن يختفي". كما أعلن الزعيم الدرزي الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، "أن على الحزب أن يسلّم السلاح كما سبق هو أن فعل". علماً ان المبعوث الاميركي خصص جنبلاط دون غيره من الزعماء السياسيين خلال زيارته بيروت بعشاء جمعهما بعد ان التقى الرؤساء الثلاثة. تسليم السلاح على مراحل: وفي السياق، أوضح النائب عن الحزب الاشتراكي في بيروت فيصل الصايغ لـ"العربية.نت والحدث.نت" "أن الموقف الدولي والإقليمي واضح بموضوع السلاح وضرورة تسليمه للدولة اللبنانية على مراحل ضمن مهلة محددة أقصاها نهاية العام الحالي". "خطوة مقابل خطوة": وأشار إلى "أن الموقف اللبناني من ورقة المبعوث الاميركي يتم التعامل معها وفق مبدأ "خطوة بخطوة"، اي أن كل خطوة من لبنان يجب أن يقابلها خطوة أخرى من الجانب الاسرائيلي". وقال الصايغ "من المفترض ان يُسلّم لبنان الرسمي الى المبعوث الاميركي طرحاً أو رؤية حول كيفية جدولة تسليم سلاح حزب الله مع المطالبة بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة، على ان يُترجم هذه الرؤيا بقرار بمجلس الوزراء يؤكد التزامه بنزع السلاح".