logo
مدير أوقاف غزة: الاحتلال دمر 40 مقبرة من أصل 60 وسرق جثامين شهداء خلال العدوان

مدير أوقاف غزة: الاحتلال دمر 40 مقبرة من أصل 60 وسرق جثامين شهداء خلال العدوان

صحيفة الشرقمنذ 3 أيام
عربي ودولي
12
A-
غزة - قنا
كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت قرابة 40 مقبرة تدميرا كليا أوجزئيا من أصل 60 مقبرة في أنحاء قطاع غزة، خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقال محمد سالم مدير أوقاف غزة في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ اليوم، إن الاحتلال يتعمد استهداف المقابر والعبث بها تحت ذرائع وحجج واهية، وهو ما يعد انتهاكا صارخا لكل القيم والأعراف الدينية والإنسانية.
وأوضح أن آخر انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقابر، كانت /الخميس/ الماضي، حيث ارتكب جريمة مروعة، تمثلت في نبش قبور وسرقة جثامين لشهداء وموتى، بعد اقتحام إحدى المقابر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأضاف أنه في مشهد يتجاوز حدود الإنسانية ويتجرد من كل القيم والأعراف الدينية والدولية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جريمة تمثلت باقتحام واجتياح المقبرة التركية، الواقعة في منطقة المواصي غربي محافظة خان يونس، بالدبابات والجرافات، وقامت بتجريف ونبش القبور وسرقة جثامين الشهداء والموتى، واصفا ما حدث بالسلوك الوحشي والإجرامي.
وأفاد بأن اقتحام المقبرة تزامن مع تجريف وتدمير مخيمات النازحين المحيطة بالمقبرة، مما أدى إلى تشريد مئات العائلات التي وجدت في تلك الخيام ملاذا مؤقتًا من أهوال الحرب، ما يفاقم من المعاناة الإنسانية المتفاقمة في ظل الحرب العدوانية المتواصلة.
وأكد سالم أن ما قامت به قوات الاحتلال من تدنيس للمقابر، وازدراء لحرمة الموتى، يُعد انتهاكا لكل الأعراف الدولية التي تجرم المساس بحرمة الأموات حتى في أوقات الحروب، وعبر عن إدانته لهذه الجريمة بحق المقابر، ونبش القبور، وسرقة جثامين الموتى والشهداء، وانتهاك حرمتهم.
وشدد مدير أوقاف غزة، على أن هذه الجريمة تُمثل انتهاكا صارخا لحرمة الموتى، واعتداء سافرا على قدسية المقابر وكرامة الإنسان بعد وفاته، وتكشف عن مدى الانحطاط الأخلاقي الذي بلغه الاحتلال، والذي لم يكتف بقتل الأحياء، بل لاحق الأموات في قبورهم.
وطالب المؤسسات القانونية والحقوقية الدولية والمجتمع الدولي بضرورة فتح تحقيق دولي عاجل في جرائم الاحتلال بحق المقابر وانتهاك حرمات الأموات في غزة، وتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، والتحرك الفوري لوقف الانتهاكات المتكررة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الإنسان الفلسطيني حيا وميتا، وحماية المقدسات والمقابر الإسلامية في فلسطين.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ينفذ جيش الاحتلال تدميرا ممنهجا لكل مقومات الحياة في القطاع، حيث قضى على البنى التحية والمؤسسات والخدمات المحلية والبلدية، واستهدف بالقصف المؤسسات الصحية والمستشفيات ما أخرج معظمها عن الخدمة، فيما يفرض الاحتلال حصارا مطبقا يمنع بموجبه دخول الغداء والدواء ومستلزمات الحياة، ما تسبب بانهيار خطير في الوضع الإنساني هناك.
مساحة إعلانية

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المدينة الإنسانية نكبة في ثوب جديد
المدينة الإنسانية نكبة في ثوب جديد

صحيفة الشرق

timeمنذ 13 دقائق

  • صحيفة الشرق

المدينة الإنسانية نكبة في ثوب جديد

مقالات 168 A+ A- تعمد إسرائيل دائما إلى إعادة استخدام المصطلحات وتطويعها لخدمة مشروعها الاستيطاني والاحتلالي في فلسطين، فتُلبِس أفعالها غطاءً قانونيًا وإنسانيًا زائفًا. من أجل تلميع صورتها أمام العالم، وتبرير ممارساتها اللاإنسانية تحت غطاء قانوني. كما أنها توظف لنفسها كلمات مثل «حق الدفاع عن النفس» لتبرير العدوان، و»المنطقة العازلة» لتكريس السيطرة وتهجير السكان، وها هي اليوم تقدم مفهوم «المدينة الإنسانية» كواجهة جديدة تخبئ خلفها واقعًا لا صلة له بالإنسانية الحقة. ففي الحروب التقليدية، يُطلق الرصاص والصواريخ وتقصف المدن وتُسفك الدماء. أما في الحروب الأيديولوجية، فإن الكلمات تصبح سلاحا أكثر فتكاً. بذلك لا تكتفي إسرائيل باحتلال الأرض، بل تسعى إلى احتلال المعاني أيضًا، مستخدمةً قاموسًا خاصًا بها يعيد تعريف الواقع، ويبرّر العدوان، ويعيد تشكيل الرأي العام العالمي. واليوم يأتي مصطلح «المدينة الإنسانية»، بتكرار النمط نفسه. مصطلحات تقف وراءها سياسة منهجية من السيطرة والعنف والإقصاء. هذه المدينة ليست مشروعًا إغاثيًا، انما تسعى لفصل السكان عن جذورهم وعن المقاومة، تعتبر المدينة الإنسانية هي من أحد الخطط التي أعلنها كاتس التي تتضمن دفع حوالي 600 ألف فلسطيني نازح من جنوب غزة على التهجير القسري الى رفح المدمرة التي ستكون مغلقة ومحاطة بسياج أمنى ولا يسمح بالمغادرة الا الى البحر او الى مصر. وتعد تلك الخطة في جوهرها هي بداية تهجير قسري للفلسطينيين وتمنع العودة الى غزة نحو نصف مليون فلسطيني. في غلاف بيئة إنسانية مصطنعة على أطراف غزة توفر من خلالها المساعدات للنازحين. وهذه المدينة التي تسعى إسرائيل لإقامتها هي كقناع تلبسه لدفع الفلسطينيين للنزوح طوعا. كما ستركز إسرائيل على دفع المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة من أجل الفلسطيني الذي عليه ان يختار بين الموت أو المغادرة كما حدث في نكبة 1948. فهو يعتبر معسكرا ضخما بخيام كبيرة لاستيعاب مليون شخص ومنع العودة الى شمال غزة وهي عبارة سياسة تجويع وتعطيش. انها مدينة إنسانية بلا إنسانية وكل هذه الخطة تعتبر جريمة حرب. ومن ناحية أخرى توصف هذه الخطة بأنها عقبة امام المفاوضات من أجل الرهائن. وقد أشعلت هذه الخطة الإسرائيلية المتداولة لنقل سكان غزة الى «المدينة الإنسانية» موجة غضب وانتقادات كبيرة لأنها من الواضح انها خطة كبيرة لصرف الانتباه، وهي في أسوأ الأحوال معتقل كبير يخلو من أي بنية تحتية. المدينة الإنسانية ام النكبة الثالثة كلها نسخة واحدة من مخيمات اللجوء. وفي هذا السياق لا توجد مدينة إنسانية على أنقاض وطن، فالمكان لا يصبح إنسانيا بلا أهله، غزة لا تحتاج الى مدينة إنسانية، بل إنسانية العالم كله تجاهها لإيقاف هذه الإبادة. وبالرغم من التحذيرات الإسرائيلية من مخطط هذه «المدينة الإنسانية». حذر مقال في صحيفة يديعوت احرنوت من الترويج لفكرة المدينة الإنسانية، لأنه سيتسبب بتزايد الاتهامات بتورط إسرائيل في معسكر اعتقال للفلسطينيين. وهذا ما قاله أولمرت في أحد تعليقاته. لا توجد مدينة إنسانية تبنى والتاريخ لا يرحم أبدا انما هي سياسة تهجير بمسميات حديثة. هذا المخطط الذي لا يقتصر على البعد الجغرافي، بل في عمق الانتماء والهوية فيحول الانسان الى شخص بلا هوية ولا وطن في مهب الرياح بين الخيام. في فلسطين تحارب حتى بالكلمات فان معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الأرض. لذا، فإن استيعاب المعنى جزء من استرداد الوطن. والمقاومة تبدأ حين نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية الاحتلال احتلال، والعدوان عدوان، والإنسانية ليست أداة فصل… بل قيمة تجمع الوطن ولا تقسمه. وفي معركة البقاء غزة تقاوم لأنها لا تغادر...كل هذا وبيني وبينكم. مساحة إعلانية

فرانشيسكا ألبانيز: صوت العدالة الذي أرعب الجناة !!
فرانشيسكا ألبانيز: صوت العدالة الذي أرعب الجناة !!

صحيفة الشرق

timeمنذ 13 دقائق

  • صحيفة الشرق

فرانشيسكا ألبانيز: صوت العدالة الذي أرعب الجناة !!

204 *هذه وثيقة دفاع عن المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز في وجه الابتزاز السياسي. في زمنٍ تتواطأ فيه القوة مع الصمت، ويُجرَّم فيه قول الحقيقة، وقفت امرأة واحدة، باسم الإنسانية، في وجه آلة القتل والتضليل، لتقول ما يجب أن يُقال، وتضع النقاط على حروفٍ أُريد لها أن تُمحى. إنها فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث أشهرت صوت العدالة، لا خافت ولا متردد ولا مائع، بل بتقرير أممي نادر في جرأته، صريح في لغته، واضح في اتهاماته، سمّى فيه الأشياء بأسمائها: (إبادة جماعية ) … تُرتكب في غزة. *من تقرير إلى تهمة: حين يصبح إشهار الحقيقة جريمة. في تقريرها المقدم لمجلس حقوق الإنسان في مارس 2024، استخدمت ألبانيز مصطلح 'الإبادة الجماعية' بدلالته القانونية، مستندة في ذلك الى وثائق وشهادات وتحقيقات موثقة تُدين سلوك إسرائيل في قطاع غزة، وتحمّل أيضًا الولايات المتحدة مسؤولية مباشرة، بوصفها شريكًا في الجرائم عبر التواطؤ والدعم العسكري والسياسي …وهي حقائق لا لبس فيها و لا ينكرها اصحاب العلاقة. ما كان يُفترض أن يُقابل بتقدير واهتمام أممي، قُوبل بحملة عدائية شرسة، لم تبدأ بالتشكيك المهني فحسب، بل انزلقت إلى أسلوب الابتزاز السياسي الفج، حين قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات شخصية على ألبانيز، متذرعة بما أسمته 'التحيّز المنهجي' ضد إسرائيل !!!! لكنّ الحقيقة واضحة لكل ذي ضمير: هذه العقوبات ليست سوى محاولة لتكميم الأفواه، ومعاقبة من تجرأ على فضح جرائم أصبحت يومية وموثقة على مرأى من العالم. هي رسالة رادعة لكل مسؤول أممي يفكّر في أداء واجبه بنزاهة وجرأة. والنتيجة؟ مكافأة المجرم، ومعاقبة من يكشف جريمته. ليس هذا فحسب بل هو تعبير عن منهجية صادمة في مساعدة مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية بالإفلات من العقاب !!! *رفضت الخنوع… وثبتت. أمام هذه الضغوط، لم تساوم ألبانيز على قناعاتها، ولم تُخفف من لهجتها أو تعتذر عن الحقيقة. في تصريحاتها بعد ان صدرت العقوبات الجائرة بحقها، أكدت أن الخطوة الأمريكية 'ليست فقط هجومًا شخصيًا، بل اعتداء على ولاية المقررين الأمميين المستقلين'، وأضافت: 'لن أتراجع عن أداء مهمتي. الحقيقة أثمن من كل المناصب، والعدالة لا تساوم بالعقوبات.' كان موقفها هذا صرخة في وجه منطق القوة الذي يحكم العالم، ورسالة إلى كل المدافعين عن حقوق الإنسان أن الاستقلالية ثمنها غالٍ، لكن لا بد من دفعه. *العدالة ليست انتقائية… وجرائم الحرب لا تسقط بالتقادم. إن موقف فرانشيسكا ألبانيز يُعيد إلى الواجهة سؤالًا مؤرقًا: إلى متى ستظل الدول الكبرى تحمي المجرمين وتعرقل عمل العدالة الدولية؟ هل أصبح الدفاع عن الضحايا جريمة؟ وهل بات إدانة القصف والتجويع والتشريد والمجازر تُعد 'انحيازًا'؟ العدالة التي يُراد لها أن تكون صورية، مجتزأة، خاضعة لمصالح الأقوياء، ليست عدالة. ومؤسسات الأمم المتحدة، إن لم تحمِ من يعمل فيها بضمير ومهنية، فإنها تفقد شرعيتها الأخلاقية. *ألبانيز لجائزة نوبل للسلام: صوت يستحق التكريم لا الإقصاء والملاحقة !! في وقت تتضاءل فيه الأصوات الحرة، وتُبتلع المبادئ في دهاليز المصالح، برز اسم فرانشيسكا ألبانيز رمزًا للشجاعة الأخلاقية والمهنية النزيهة. لهذا، فإن الدعوات لترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام ليست فقط مستحقة، هي ليست ترفاً، بل ضرورية. هي رسالة إلى العالم بأن الشجاعة في قول الحقيقة يجب أن تُكافأ، لا أن تُعاقب. وأن الدفاع عن ضحايا الإبادة ليس تحيّزًا، بل هي مهمة كل من يزعم الوقوف إلى جانب العدالة والكرامة الإنسانية. نعم، أضم صوتي بقوة لمن رشّحها. وأدعو جميع الأحرار، المنظمات الحقوقية، الشخصيات الأكاديمية، وأصوات الشعوب الحرة، أن يقفوا معها، ويطالبوا بتكريمها لا محاسبتها،. *ماذا عن دولة قطر … مركز التميّز …؟؟ وهنا كيف أنسى دولة قطر ! بعد ان تحولت إلى مركز عالمي للتميّز والجودة … هل من جائزة سنوية تخصص للشخصيات العالمية المتميزة بموقف يخدم الإنسانية ويكرس قيم الحق والعدالة ؟ مقترحي أضعه امام المسؤولين وأقول لنبدأ من هنا من موقف فرانشيسكا البانيز فهو جدير ومعتبر. *معركة الإنسانية أمام مفترق طرق … إن الوقوف مع ألبانيز اليوم، هو وقوف مع قيم العدالة الأممية في وجه تغول القوة المفرطة وتفردها بالقرار الأممي، هو موقف أخلاقي بامتياز، يتجاوز السياسة، وينتمي إلى إنسانيتنا المشتركة. لسنا مخيّرين بين التزام الصمت أو الكلام. نحن أمام معركة مفصلية، عنوانها: هل ستصمد الحقيقة في وجه الطغيان؟ هل ستنتصر الإنسانية على آلة القتل والتضليل؟ فرانشيسكا ألبانيز أجابت بعملها، بثباتها، برفضها الانحناء. سكتت البشرية وخذلت اعضاء المحكمة الجنائية الدولية والنائب العام فيها عندما انحازوا للحق وعوقبوا بنفس الطريقة !! لم يتحرك حينها احد، وها هي العدالة تحاصر ويعاقب روادها من جديد …!!! مساحة إعلانية

سوريا الموحدة.. لا مكان فيها للانفصاليين
سوريا الموحدة.. لا مكان فيها للانفصاليين

صحيفة الشرق

timeمنذ 14 دقائق

  • صحيفة الشرق

سوريا الموحدة.. لا مكان فيها للانفصاليين

192 لسبعة أشهر والعهد السوري الجديد يمارس أقصى سياسة ضبط النفس، واستيعاب الآخر، على الرغم من أن الآخر هنا لم يترك وصمة سيئة وسلبية، إلاّ ونعت بها الحكم الجديد، هذا الحكم الذي أتى بشرعية مليون شهيد و14 مليون مشرد وعذابات غدت معروفة للقاصي والداني، ولكن الآخر هنا للأسف لا يزال يظن بمقدوره إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، على الرغم من أن الكتابة الشعبية الداخلية، والدولية على الجدران واضحة لمن أراد أن يقرأ، حيث الكل داعمٌ للعهد الجديد، ويرسل الرسائل تلو الرسائل على أن سوريا موحدة، والعنوان دمشق، تجلى ذلك بتصريحات توماس باراك المبعوث الأمريكي إلى سوريا، ومعه تحركات عربية وإسلامية وغربية باتجاه دمشق، لكن على ما يبدو هذا الآخر لا يُتقن القراءة، أو لا يريد أن يقرأ، وربما يظن أنه ما يزال بمقدوره التعويل على أوهام وتخرصات العهد الأسدي لعقود. العجيب أن مليشيات الهجري المناكفة والمعارضة، لا تمثل إلاّ شرذمة من أهلنا في السويداء، حيث النخب السويدائية ومنظمات المجتمع المدني فيها، أعلنت غير مرة رغبتها في ضرورة وواجب انتشار قوات الأمن السورية، وإعادة مؤسسات الدولة للسويداء، من أجل خدمة المواطن في المحافظة، الذي بدأ يئن تحت وطأة رفض مليشيات الهجري من استبعاد انتشار الدولة السورية هناك، فلا الأمن متحقق، ولا الخدمات الأساسية متوفرة فيها. أمريكا التي لم يكن يعتقد أحدٌ ربما أن تتخلى عن مليشيات قسد، وهي التي دعمتها وساندتها، بل وناكفت فيها دولة محورية أساسية حليفة لها بحجم تركيا، ها هي اليوم تدفع بمليشيات قسد إلى الاندماج بالدولة السورية الجديدة، وتؤكد لها أن الطريق إلى سوريا يمر من دمشق، وهو ما أصاب مليشيات قسد في مقتل، فإن كان وضع الأخيرة بهذا الشكل فعلى ماذا يراهن أمثال الهجري، وهو الذي رأى تخلي القوى الدولية والإقليمية عن أذرعها تحت وطأة المصالح والأولويات، وخرائط مستقبلية. كنا نعتقد أن الدرس الأفغاني والسوري سيكون عبرة وعظة لكل من يعوّل على الخارج، منفصلاً عن حاضنته وشعبه، ظاناً أن ملاحف وشراشف وأغطية الخارج قادرة على تدفئته، لكن يبدو أن البعض لا يريد أن يتعظ ولا يريد أن يتعلم، بل ويصر على ارتكاب الأخطاء والخطايا التي شهدها بعينه... العهد الجديد أعطى فرصة كبيرة وكافية لكل من سوّلت له نفسه الاستقواء بالخارج والتعويل عليه، وربما تنفيذاً لأجندات خارجية غير وطنية، لكن لم يعد بالإمكان منح مزيد من الوقت لأمثال هؤلاء، الذين لديهم مشروع واحد، وهو مشروع عدمي، أساسه وجوهره الإضرار بمصلحة أهلنا في السويداء أولاً وأخيراً، ومعهم أهلنا في مناطق الشرقية السورية، ولذا كان على الدولة لزاماً، أن تتخذ موقفها لبسط سلطانها وإعادة الخدمات الأساسية إلى أهلنا في السويداء والشرق السوري. ليس من المعقول ونحن في مرحلة ما بعد الاستبداد الأسدي، وفي القرن الحادي والعشرين أن تكون هناك بؤرٌ خارجة عن قانون الدولة، فقلة قليلة اليوم، تختطف المجتمع كله من أجل مصالحها، ونزواتها، في الوقت الذي تعارضها الأغلبية الغالبة من أهلنا في السويداء والشرقية السورية، ومعهم بالطبع مجتمعنا السوري الكبير، ولذا فإن البيان الذي صدّرته النخب المثقفة ومؤسسات المجتمع المدني في السويداء أصاب كبد الحقيقة، وعرّى بدوره المليشيات الخارجة عن القانون، وبل وبرأ نفسه وأهلنا هناك من الممارسات المشينة والمؤسفة التي قامت بها عناصر خارجة عن القانون وهي تقتل وتمثل بجثث رجال الجيش العربي السوري، الذين يواصلون سهر الليل بالنهار من أجل سوريا آمنة ومستقرة للجميع، لكن على ما يبدو لا يزال هناك من يأمل أن يصحو صباحاً على عهد الذل والاستبداد الذي طبع سوريا لنصف قرن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store