
هل دعا شيخ الأزهر لمسيرة إلى رفح لإغاثة غزة؟
هذه الدعوات لاقت تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأشهر الأخيرة، وعبّر العديد من النشطاء والمدونين عن أملهم في أن يساهم الأزهر -أكبر مؤسسة دينية بالعالم- في تحريك المياه الراكدة وتوفير الدعم الإنساني العاجل في ظل القصف والحصار الإسرائيلي.
ولكن في خضم هذه الدعوات، انتشر مقطع فيديو منسوب لشيخ الأزهر يدعو فيه لمسيرات تنطلق من المساجد والميادين العامة نحو معبر رفح، مما دفع البعض للتساؤل: هل استجاب شيخ الأزهر لرسائل جموع الدعاة والمؤسسات العلمية والعلمائية لإغاثة غزة؟
"لا نأكل وإخواننا جياع"
وحثّ شيخ الأزهر في الكلمة المنسوبة إليه الأئمة والعلماء لقيادة عموم المواطنين بعد الصلاة يوم الجمعة المقبل 8 أغسطس/آب في مسيرات سلمية في ميادين المدن والمحافظات، وتنطلق مرفقة بالسيارات والشاحنات التي تقل المساعدات الغذائية نحو المعبر.
وأكد الطيب، في المقطع المزعوم، أنه سيكون في طليعة ما سمّاها بـ"القافلة الكبرى" من الجامع الأزهر في القاهرة إلى رفح، كما طالب أجهزة الدولة والشرطة باحترام هذا الحراك الشعبي الذي تكفله شريعة السماء ودساتير الأرض، وفق تعبيره.
وتابع: "إن ما يجري اليوم في غزة من حصار وتجويع وقتل لإخوانكم جريمة لا يجوز السكوت عنها، ولا يليق بمؤمن أن يقنع بالدعاء دون حركة أو موقف"، مختتمًا رسالته: "لا نأكل وإخواننا جياع، ولا نعيش أحرارًا وهم تحت القصف".
وتداول ناشطون مقطع الفيديو المنشور، مساء أمس الاثنين، على منصات التواصل الاجتماعي، مما دفع بعض رواد المنصات للتساؤل: هل استجاب شيخ الأزهر لرسائل جموع العلماء والدعاة والمؤسسات العلمية والعلمائية لإغاثة غزة؟
View this post on Instagram
A post shared by Jewar Gaza (@jewargaza)
وفي الترويج للمقطع على منصات مختلفة، من بينها إكس وفيسبوك ويوتيوب، علق متابعون: "ماذا لو تحولت كلمات شيخ الأزهر إلى صدى يهز ميادين مصر دعما لغزة؟ صوت واحد لا يكفي فلنجعلها مليونا!"، كما ارتبط بوسوم مثل "#كن_جوار_غزة، #افتحوا_معبر_رفح".
حقيقة الفيديو المتداول
وتحققت وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة من مقطع الفيديو المتداول، وتتبعت سياق نشره ومصادر تداوله على المنصات الرقمية.
وأظهرت أداة متخصصة في كشف التلاعب العميق (Deepfake) أن مقطع الفيديو "مفبرك" وتم تعديله بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويتضمن الفيديو تعديلات على ألوان المكتب والأزياء والإكسسوارات الظاهرة فيه، كما أن اليد اليمنى في المقطع تبدو "مشوهة" وتعزز من منهجية توليده بالذكاء الاصطناعي.
وحصلت "سند" على مقطع فيديو مشابه تماما من الحساب الرسمي لشيخ الأزهر، على "فيسبوك"، منشور في 23 أبريل/نيسان عام 2020، هنأ فيه العالم الإسلامي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
ويظهر أن القائم على تزييف المقطع استخدم نفس الخلفية في الفيديو الأصلي، وطبقة الصوت، وكذلك المحتويات مثل المكتب والكتب والإضاءة، بهدف تعزيز مصداقية الفيديو المتداول، وفقا لما توصلت إليه "سند".
نفي رسمي
وأوضح المركز الإعلامي للأزهر الشريف، ليلة أمس الاثنين، أن الفيديو المنسوب للطيب مضلل ومفبرك عن طريق الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن موقع فيسبوك حذف الفيديو.
ونقلت صحف رسمية مصرية عن المركز الإعلامي للأزهر، قوله: "الفيديو نشرته صفحة مضللة، وعملت الجماعة الإرهابية المضللة على ترويجه"، مشيرًا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الحسابات التي قامت بنشره وترويجه.
المشيخة وقوافل "أغيثوا غزة"
وفي 3 أغسطس/آب الجاري، ظهر شيخ الأزهر أحمد الطيب في مقطع فيديو خلال تفقده تجهيزات القافلة الإغاثية التي يسيّرها بيت الزكاة والصدقات إلى أهالي قطاع غزة من مشيخة الأزهر بمنطقة الدرّاسة بالقاهرة.
وتضم القافلة الـ11 للأزهر أكثر من ألف خيمة مجهزة، وآلاف الأطنان من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية والمعيشية، وحليب الأطفال، ومستلزمات العناية الصحية، وفقا لبيت الزكاة الذي أنشئ في سبتمبر/أيلول 2014 ويتمتع بالاستقلال المالي والإداري، ويخضع لإشراف شيخ الأزهر.
وقبل نحو أسبوعين، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالجدل عقب حذف الأزهر بيانه المطول الذي وجّه فيه الطيب نداء عالميا للتحرك الفوري لإنقاذ غزة من المجاعة القاتلة، لكن هذا البيان لم يظل منشورا سوى دقائق معدودة قبل أن يتم حذفه من حسابات الأزهر على منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار دهشة واسعة بين رواد العالم الافتراضي.
وأوضح الأزهر أنه بادر بسحب بيانه "بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 27 دقائق
- الجزيرة
آلاف النمساويين يتظاهرون أمام البرلمان دعما لغزة
تظاهر آلاف المحتجين في محيط البرلمان النمساوي بالعاصمة فيينا احتجاجا على الصور المروعة الخارجة من قطاع غزة. وطالب المتظاهرون بوقف فوري للإبادة الجماعية وإدخال المساعدات بشكل عاجل.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
تقرير إسرائيلي يكشف رفض نتنياهو إبرام صفقة تبادل
كشفت القناة الـ13 الإسرائيلية في تقرير خاص نشر مساء أمس الاثنين عن محادثات لمداولات حكومية أجريت قبل أشهر بشأن صفقة إنهاء حرب غزة وتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن القيادة السياسية -وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – رفضت مقترحات أمنية كانت ستفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين تمهيدا لاستئناف القتال لاحقا. وبحسب التقرير، فإن قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كانوا مقتنعين في مارس/آذار الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق السابق بأن التوصل إلى اتفاق شامل كان ممكنا، لكن القرار السياسي حال دون ذلك. وقالت القناة "مرت 6 أشهر على آخر صفقة تبادل، ومنذ ذلك الحين لا تزال إسرائيل عالقة بين محاولات فاشلة للمفاوضات وبين القتال والخسائر في حرب غزة". وتُظهر البروتوكولات المسربة أن أول هذه النقاشات أُجري في مطلع مارس/آذار الماضي حين صرح المسؤول عن ملف المحتجزين في الجيش نيتسان ألون أن الفرصة الوحيدة لإعادة المحتجزين هي عبر صفقة. لكن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر رفض المضي في هذا الاتجاه، قائلا إن "إسرائيل ليست مستعدة لإنهاء الحرب وحماس في السلطة". أما رئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) رونين بار فعبر عن تفضيله المضي في صفقة تبادل لإعادة جميع المحتجزين، ثم إكمال القتال حتى هزيمة حماس، وفق تعبيره. ورفضت القيادة السياسية التوجه الرامي للتوصل إلى صفقة تبادل لإعادة المحتجزين، ولا سيما أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش رفض خيار وقف الحرب ثم العودة إليها بعد إطلاق سراح جميع المحتجزين، معتبرا أنه ينم عن جهل. رد عائلات المحتجزين بدورها، وصفت عائلات المحتجزين المحادثات المسربة بأنها "خطيرة"، وتثبت بشكل قاطع أن الحكومة الإسرائيلية تواصل الحرب لأسباب سياسية، ولا تهتم بإطلاق سراح المحتجزين، وتعمل على إحباط المفاوضات. وتقدّر إسرائيل وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وقبل أيام، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة وإنهاء الحرب والأسرى الفلسطينيين وآلية توزيع المساعدات. ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية يتهرب بطرح شروط جديدة -بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية- ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
خبراء الأمم المتحدة يوصون بحظر تسليح إسرائيل وتفكيك "مؤسسة غزة"
أوصى خبراء الأمم المتحدة الدول الأعضاء بفرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بسبب انتهاكاتها المتعددة للقانون الدولي، كما دعوا إلى تفكيك " مؤسسة غزة الإنسانية" فورا، مؤكدين أنها تنفذ "أهدافا عسكرية وجيوسياسية" تحت غطاء توزيع المساعدات. وقال الخبراء في تقرير نشر اليوم الثلاثاء إن "الفلسطينيين يدفعون ثمن إخفاق المجتمع الدولي القانوني والسياسي والأخلاقي"، مشددين على أن "منع أو تأخير المساعدات جريمة حرب تهدف إلى تجويع المدنيين في سياق إبادة جماعية موثقة ومدانة". وأضاف الخبراء أن "رؤية الأطفال يموتون جوعا بين أيدي والديهم ينبغي أن تهزنا وتخرجنا من حالة التقاعس". وذكر التقرير أن "مؤسسة غزة الإنسانية التي أنشأتها إسرائيل في فبراير/شباط 2025 بدعم الولايات المتحدة وبزعم توزيع المساعدات في غزة تعد مثالا مقلقا للغاية لكيفية استغلال الإغاثة الإنسانية من أجل أجندات عسكرية وجيوسياسية في انتهاك خطير للقانون الدولي". وأضاف الخبراء "إننا نترك دولة متهمة بالإبادة الجماعية و جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية تتولى المسؤولية عن إطعام الشعب الذي تقع عليه الإبادة الجماعية من دون رقابة وبإفلات من العقاب". ودعا التقرير إلى تمكين الجهات الإنسانية في الأمم المتحدة والمجتمع المدني من استئناف توزيع المساعدات بغزة. ووصل تجويع الفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المدعومة أميركيا إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة وفق تقارير محلية ودولية، حيث تزايدت الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف، وبلغ العدد الإجمالي 189 شهيدا -بينهم 95 طفلا- وفقا للمصادر الطبية بالقطاع. ومنذ أواخر مايو/أيار الماضي تقود "مؤسسة غزة الإنسانية" مشروعا أميركيا إسرائيليا للسيطرة على توزيع الغذاء في القطاع المحاصر بدلا من المنظمات الدولية التي رفضت هذا المشروع، ووصفته بأنه مصيدة لقتل المدنيين وأداة لـ"هندسة الجوع" وتهجير السكان وإذلالهم. ووثقت وزارة الصحة في قطاع غزة منذ بدء هذا المشروع استشهاد 1568 فلسطينيا وإصابة أكثر من 11 ألفا و230 آخرين بنيران جيش الاحتلال في نقاط توزيع الغذاء وطوابير انتظار المساعدات. وأكد خبراء الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية والمتعاقدين العسكريين الأجانب يواصلون إطلاق النار من دون تمييز على طالبي المساعدات في ما تسمى "نقاط التوزيع" التي تديرها تلك المؤسسة. وختم الخبراء تقريرهم بدعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "فرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المتعددة للقانون الدولي، وتعليق اتفاقيات التجارة والاستثمار التي قد تؤدي إلى إيذاء الفلسطينيين، ومساءلة الكيانات التجارية". ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 150 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.